" الفصل12.."
في ذات الوقت كانت لويز تصعد الدرج حاملة صينية الشاي ومكفي خلفها تحمل صينية الفطار الخاصة بالعروس ، ثم وقفوا أمام الباب و وضعت صينية الشاي أعلى منضدة ثم وقفت تدق الباب ، كانت جين لا زالت نائمة على بطنها ولم تستيقظ على صوت دقات الباب ، وبعد لحظات خرج جوزيف من المرحاض عاري الصدر ، ينظر إلى تلك النائمة بحنق ، وعندما استمع إلى صوت عمته لويز تنادي ، فتح خزانة الثياب الخاصة بـ جين وتناول منامة بيضاء قصيرة ، والقى بها على الفراش ، ثم وقف يربت على وجه جين لتستيقظ بوجه عابس واخذت توبخه بنعاس ، وهو يقول بحده :
-عمتي لويز تدق الباب .. استيقظي وافتحي لها
وضعت الوسادة على رأسها قائلة :
-افتح لها أنت .. هي عمتك وليست عمتي
زفر بسأم ثم سحب ابعد الغطاء عنها وحملها رغما عنها ، ودلف بها إلى المرحاض ثم وضع الماء على وجهها لتشهق ، ثم تركها وخرج ليفتح الباب إلى عمته بحرج لتأخره عليه ، فابتسمت له وبعد تبادل الصباح بينهم حملت صينية الشاي ودخلت لتضعها أعلى المنضدة ، وأذنت لمكفي بالدخول لتضع الفطار أعلى المنضدة ثم باركت إلى جوزيف وذهبت بعد أن أمرتها لويز ..
وبعد لحظات خرجت جيم وهي تجفف وجهها بمنشفه ثم تقدمت نحو العمه لتسلم عليها ، ثم نظرت لويز إلى ثياب جين متعجبة ، فهذا ليس ثياب عروس في يومها الاول ، ولويز تعشق التدقيق والتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، و جوزيف يعلم هذا جيدا وعلم انها ستنبه لثياب جين ولهذا أخرج المنامة ، قامت بفتح الشرفة لهم لتخترق إشاعة الشمس الغرفة ، وهي تلتفت إليهم لفت نظرها المنامة على الفراش بشكل غير منظم ، فابتسمت والتفتت لتنظر إليهم قائلة :
-يبدو انها كانت ليلة سعيدة
ميل جوزيف بشفتيه جانبا فيما عقدت جين حاجبيها بعدم فهم لحديثها ، والذي جعلها تفهم أن لويز نظرت إلى المنامة مجددا لتنظر جين إلى ما تنظر إليه ، فاتسعت فاها ونظرت إلى جوزيف بوجه محتقن ، فيما تركتهم لويز وخرجت لتأخذ جين المنامة و وضعتها كما كانت ، فيما جلس جوزيف على الاريكة يتناول الفطار وعزم عليها بالفطار ، فأخرجت تهنيده قوية من صدرها وجاءت تقترب منه استمعت إلى صوت رسالة وصلت إلى هاتفها ، فعادت إليه وتناولت الهاتف من أعلى المنضدة الصغيرة المجاورة للفراش ، وفحصت الرسالة المرسلة من بيير ، رأت صوره المجلة الجديدة وغلافها صورة تالة ، فحدقت في الغلاف بصدمة وعندما استعادت وعيها ، نظرت إلى جوزيف بتأفف وتلألأت الدموع حول مقلتيها ، ثم تساءلت بنبرة بكاء :
-لماذا بدلت غلاف المجلة بصورة تالة ؟!
ليرفع عيناه إليها بعدم فهم متسائلا :
-ماذا تقصدين ؟!
تقدمت نحوه بخطوات سريعة ومدت يدها بالهاتف إليه ، ليأخذ الهاتف ورأى أسم المرسل اولا ثم فحص الرسالة ، ثم نظر إليها في دهشة وترك هاتفها ونهض يبحث عن هاتفه حتى وجده ، وهاتف ارنو وتحدث معه بعصبية بالغة ، فيما نظرت جين إليه و دموعها تهبط على وجنتيها في صمت ، فصورتها التي تضع على الغلاف دائما ، وبعد لحظات انهى معه المكالمة وهو في كامل غضبه ، ثم التفت إلى صغيرته التي تبكي مثل الأطفال ، وكأن أحدهم سرق منها لعبة ، ثم تقدم نحوها و رفع يده ليسمح دموعها فابتعدت عنها وهي تقول بحده :
-أنت من فعلت ذلك ..
وتابعت بنبرة غيره دون أن تنتبه :
-فهي صديقتك ومن الممكن أن تكون حبيبتك ايضا
بمجرد ان انهت كلماتها وتذكر بيير الذي ارسل إليها الرسالة وايضا رآها معه ، وتحدث هو الأخر بغيرة غير مقصودة :
-وأنتِ صديقك يبلغك بكل ما هو جديد .. أقصد حبيبك
غضبت من حديثه وتركته وخرجت إلى الشرفة ، فنظر إليها من خلف الزجاج ، وعيناه تنطق بالعشق لتلك الصغيرة ، و يود أن يخرج ويضمها إلى صدره ولكن متردد ، شيء ما يمنعه بالتقرب منها او بالاعتراف لها بالحب ، أنه الكبرياء نعم الكبرياء ، رجل لا يعترف بالحب أبدا كيف يقع في حب فتاة صغيرة ، تلك الأفكار تحوم داخل عقلة ليؤمن بها ثم جلس وتابع تناول الطعام
***
وقف توماس أمام باب المطبخ لتنظر أديل إليه باشمئزاز ، ثم تقدم نحوها ليقف أمامها وجاء يتحدث تحدثت هي بحده :
-ماذا تريد مني توماس بك ؟!
جاء يمسك يده وضعتها خلف ظهرها وتراجعت للخلف ، فقال بوقاحة :
-اود أن أفعل معك مثلما يفعل جان
لتحدق به وشعرت بالتوتر فيما قبض توماس على ذراعيها بقوة وحاول تقبيلها ولكن منعته بتحريك رأسها وصرخت في وجه وتلعنه ، حتى استمع جان إلى صوتها وهو يهبط الدرج وعلى الفور دلف إلى المطبخ ، ليبعد ذاك اللعين عنها ودفعة بقوة للخلف ليسقط أرضا ، ثم وقف أمام أديل لتكون خلفه تبكي بقوة وجسدها ينتفض خوفا ، فيما نهض توماس وفي نفس اللحظة تناول جان سكين مما شعرت أديل بالخوف من أن يقتل توماس ، ولهذا وقفت بينهم ماسكه يد جان الذي يتطلع إلى ذاك اللعين بحده مفرطة ، حتى خيل إلى توماس أن نظراته موجه له كسيف حاد سيقسمه إلى نصفين ، فيما قالت أديل بخوف :
-اعطيني السكين يا جان أرجوك
لم يعطي اهتماما إلى حديثها وقد أحمرت عيناه بلهيب الغيرة والخوف على فتاته الخاصة به ، فيما ابتسم توماس ببرود قائلا :
-يكفي جان بك كذب على تلك الفتاة المسكينة .. فتغزلت بها مثلك تماما
تذكرت أديل الكلمات التي أخبرها بها توماس وفي نفس اليوم أخبرها جان بنفس الكلمات ، فيما تعجب جان من حديث توماس ولم يفهم شيئا ، ثم قبض على ذراع أديل وجعلها خلفه ليواجه ذاك اللعين وتحدث بنبرة عنيفة متوعده :
-اذا اقتربت من فتاتي ثانية سأنتزع قلبك من مكانه بيدي .. ثم أنزع عيناك من مكانهما
وقفت أديل بجوار جان تحدق به بخوف ، للمرة الأولى ترى معصب بهذه الطريقة ، فيما ابتسم توماس ببرود وقال بقصد استفزازه :
-لن تكن فتاتك لوحدك لا جان بك ..
ليجز على أسنانه بكل ما فيه من قوة حتى استمع إلى صريرها ولم يكمل توماس حديثه ، بفضل تقدم جان نحوه وفي يده السكين كان سيطعنه بها ، ولكن وقفت أديل بينهم لتخترق السكين بطنها ، فاتسعت عيناها متأوه ، فيما اندهش توماس وخرج من المطبخ راكضا ، بينما سحب جان السكين على وجه السرعة ، لتسقط جان بين يديه والدماء تسيل منها ، ترك السكين تسقط أرضا ثم حملها على ذراعه وركض بها ، ثم وضعها داخل سيارته وجلس أمام المقود ، ليقود متجه إلى أقرب مستشفى وعقله لا يستوعب ما حدث معه للتو ، لا زالت الصدمة تؤثر عليه ، فيما كانت تلتوي أديل على المقعد وتبكي متأوه ، وكلما نطق بـ أه كان قلبه يؤلمه بشدة ويضرب على المقود بعصبية مفرطة ..
وعقب وصوله إلى المشفى حملها على ذراعيه ودلف بها و وضعها على أقرب فراش متحرك ، ثم أخذتها الممرضة إلى غرفة العمليات واستدعت دكتورة ، و وقف جان في الخارج يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة ، ويتذكر ما حدث بيدي ، كان سيطعن توماس ولكن هي وقفت بينهم خوفا عليه ، ثم استند بجبينه على الحائط وترك العنان لدموعه تهبط على وجنتيه ويدعي ربه أن تكون حبيبته بخير ، وظل على ذاك الحال لمدة نصف ساعة تقريبا وخرجت الدكتورة لتخبره أن الجرح سطحي وهي بخير ، رفع رأسه مغمض عيناها متمتما بالحمد لله ، فيما خرجت الممرضة ودخل جان ثم وقف بجوار حبيبته النائمة ، وبمجرد أن أمسك بيدها فتحت عيناها لتنظر إليه بوهن ، فمسح على شعرها متمتما بالاعتذار في ثم قبلها على رأسها بحنان ، ثم قال بنبرة ألم :
-قطعي يدي عقابا لي يا حبيبة القلب
قالت بصوت منخفض ممزوج بالوهن :
-أنا بخير يا جان .. ولا تفعل شيئا مثل هذا ثانية
مسح على وجنتها وهو يومئ برأسها ثم عقد حاجبيه قليلا وهو يقول :
-أغار عليكِ كثيرا يا فتاتي .. لا أتحمل عليكِ كلمة
هبطت دموعها على وجنتيها وقالت بنبرة بكاء :
-لقد أخبرني بحديث ناعم مثل حديثك .. وقتها حسبتك تخدعني بالاتفاق معه
قبلها على أنفها برقة ثم همس بحب :
-لا احد يستطيع أن يحبك مثلي .. أو يحدثك مثل مشاعر الحب خاصتي .. أديل لكِ قلبي بأكمله
ثم حملها على ذراعيه وخرج بها من الغرفة و المستشفى بأكملها و وضعها داخل سيارته ، ثم دخل مجددا ودفع المبلغ المطلوب منه وجلب لها الدواء ايضا ، ثم عاد إلى المنزل على وجه السرعة ، وحملها على ذراعيه ودخل ، قابله والده الذي نظر إليهم متعجبا وشعرت أديل بالخجل منه ، وحاولت أن تهبط إلى الأرض ولكن جان لم يعطي لها فرصة ، وتسأل والده :
-لماذا تحمل أديل على ذراعيك
لتجيب اديل بدلا من جان :
-لقد جرحت بطني بسكين وأخذني إلى المستشفى
عقد حاجبيه وشعر بالقلق عليها فهي مثل ابنته تماما ويحبها كثيرا ، ثم طلب من جان أن يأخذها إلى غرفتها ، وعلى الفور اتجه نحو الغرفة ودخل ليضعها على الفراش برفق ، ثم نظر خلفه لم يجد أحد ثم قبلها على جبينها بقوة ، وقبله يؤلمه من أجلها ثم رفع راحة يدها إلى شفتيه يقبلها متمتما بالاعتذار ، لتبتسم له رغم ما تشعر به من ألم وأخبرته انها بخير ، ليضع يدها على قلبه الذي يؤلمه بل يتمزق وقال بنبرة مؤلمه :
-ولكن انا لست بخير يا أديل .. لقد جرحتك بيدي
اطرقت عيناها ولا زالت الابتسامة عالقة على ثغرها وقالت بصوت منخفض :
-عشقت ذاك الجرح كثيرا يا جان .. لأنه بيدك
-لكن انا لست بخير يا أديل .. لقد جرحتك بيدي
اطرقت عيناها ولا زالت الابتسامة عالقة على ثغرها وقالت بصوت منخفض :
-عشقت ذاك الجرح كثيرا يا جان .. لأنه بيدك
وجد نفسه يبتسم ثم اقترب منها وأخذ قبله من شفاها وبادلته بقبلتها الهادئة ، وعندما استمع إلى صوت والده ابتعد عنها و وقف مستقيما ، ثم دخل والده و معه السيدة مكفي التي دخلت بلهفة قلق على أديل ، فيما تركهم جان واطمئن دانييل بك عليها ثم خرج ، فيما شعرت أديل بألم وبدأت مكفي الحب عن مسكن بين العلاج حتى رأت حقنة وبدأت في تعبئتها ، ف فنظرت أديل إليها متعجبة وتساءلت :
-تستطيعي أن تعطيني ذاك المسكن ؟!
لتبتسم مكفي وهي تخرج القليل من الحلقة ثم ساعدت أديل على النهوض و وقفت تعطي لها الحقنه بشكل احترافي ويد خفيفة ، وشعرت أديل بالألم متأوه ثم جلست على الفرش واضعة يدها أسفل ظهرها ، ثم قالت مكفي وهي تضع الحقنة في القمامة :
-كنت أعمل ممرضة في مستشفى البلدة .. وعندما مرضت زوجة دانييل بك واتى بها إلى المشفى كنت انا المسؤولة عن حالتها .. وأخذني إلى القصر لأظل معها ..
ثم ساعدت أديل على أن تمدد على الفراش ثم جلست على حافة الفراش وتابعت :
-كانت تعاملني بحب و بود علي عكس السيدة لويز .. وتركتي شغلي وبقيت معها ومع أولادها .. و جاء اليوم اللعين الذي اخترق المرض جسدها بأكمله و توفيت .. وكان جان في السابعة من عمره .. بكى كثيرا هو و جوزيف .. رحيمها الله
تأثرت أديل من وحديثها ثم همست :
-رحمة الله عليها
***
وقف أمام غرفة ذاك اللعين توماس وقام بفتح الباب دون استئذان ودخل مغلقا الباب الله ، ليجده ممددا على فراشة يدخن سيجارة بكل برود ، وقف جان أمام الفراش معقد ذراعيه أمام صدره يتطلع إليه بحده ، فيما ابتسم توماس يخفى ليقول جان بصوت رجولي عنيف :
-لقد انقذتك من الموت وانقذتني من جريمة بشعة .. فابتعد عنها توماس .. أديل ليست مثل الفتيات التي تأتي بهن إلى هنا
اطفأ سيجارته وهو يزفر الدخان للأعلى ثم نهض وتقدم نحوه ليقف في مواجهته وهتف ببرود :
-مثلهن يا جان .. لا تجعل جمالها يخدعك
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيه ثم استدار نصف استدارة لينظر إليها باشمئزاز قائلا :
-أخلاقها وهدوئها هم من جعلوني أقع في عشقها عشقا .. وليس جمالها
داعب لسانه بين شفتيه وتحدث بوقاحة :
-اذا اجعلني أختبر لك أخلاقها
ليستقبل لكمية قوية من جان جعلته يلتفت بجسده ثم سقط على الأرض ، ولم يكتفي جان بل ركله في أحشائه بغل عدة مرات متتالية حتى صرخ توماس متألما ، فتركه جان وقبض على عنقه من الخلف قائلا بفحيح مرعب :
-ابتعد عن فتاتي يا توماس .. وإلا سأقطعك قطع صغيرة و اضعها للكلاب
ثم تركه وغادر غرفته فيما نهض توماس واضعا يده على بطنه التي تؤلمه ، ثم حرك رأسه بخفة وعيناه المخيفة توحي إلى الشر ، ثم تناول الهاتف واتصل على كيفن ابن عم أديل ، وأخبره أنه في حان دورك ..
بعد أن طلبه والده ليتحدث معه ، دلف إلى غرفة مكتب وأغلق الباب كما طلب منه ، ثم جلس بجواره على الاريكة ليتحدث والده عن أوجيني و زواجهم ، ليغض جان عيناه فقط للحظات من للهدوء ثم فتحهما ونظر إليه قائلا :
-لا أحب أوجين .. ولا أود الزواج منها
هتف بحده :
-جان لا تعصي أوامر والدك
عقد ما بين حاجبيه وقد تذكر والدته ليقول بتأكيد :
-ليت أمي معنا الأن .. لكان زواج جوزيف لن يتم ولن اتزوج من أوجين
غضب والده من حديثه ثم نهض من مكانه ليقف خلف المكتب وطلب من جان أن يتركه ويذهب ولكن لم ينفذ رغبته ، جان يعلم ان والده يحب زوجته كثيرا وكلما تذكرها كلما يؤلمه قلبه أكثر وأكثر ، ثم تناول برواز صورة زوجته الراحلة ونظر إليها بألم واضح ، وقال بنبرة بكاء :
-والدتك لن يكررها الزمن .. فكانت رمز للقوة والشجاعة .. كانت سندي وكل شيء جميل .. والأن هي أسفل التراب
نهض من مكانه و وقف بجوار والده وقبل رأسه بحنان ثم أعتذر عن حديثه ، ليحرك رأسه بخفة ثم قال بصوت منخفض :
-اتركني معها قليلا يا جان
مسح جان على صورة والدته ثم تركه وذهب ، فيما جلس دانييل بك على المقعد يتأمل ملامحها ويتذكر صوتها الناعم الذي لا زال عالقا في أذنيه ، و ذكرياتها معه عالقة في عقلة ، لن ينساها أبدا وسيظل القلب يعشقها والعين لن ترى غيرها
***
مددت جين على اريكة الغرفة وعليها غطاء خفيف ، فيما مدد جوزيف على الفراش ويتابع شغله على الحاسوب ، وينظر إليها تارة ويتابع شغلة تارة أخرى ، فهي قررت ألا تنام بجواره اليوم بسبب غلاف المجلة الذي تبدل ، وكل قنينة وأخرى تتقلب على الاريكة ولم تشعر بالراحة أبدا ، واستعدت بمرفقها على يد الاريكة لتستند برأسها على يدها ، وتزفر بصوت مرتفع حتى لفتت انتباه جوزيف الذي نظر إليها مضيق عيناه قليلا ثم نظر إلى الحاسوب ..
رمقته جين بعدة نظرات سريعة وأخذت تهمس بحنق :
-يريح بدنه على الفراش الواسع .. ويتركني على الاريكة .. حقا الرجال انتهت من الحياة
ارتفع إحدى حاجبيه ينظر إليها فقد استمع إلى الهمس ولكن لم يفهم كلماتها ، ونظرت جين إليه رأته ينظر إليها فزفرت بسأم وأخذت تضبط الغطاء بعصبية ثم وضعته على رأسها ، فابتسم جوزيف ثم تسأل باستهتار :
-لما أنتِ حزينة لهذا الحد ؟!
رفعت الغطاء عن وجهها ثم نفخت للأعلى لتمحى خصل شعرها التي على عيناها ، ثم التفتت برأسها لتنظر إليه رحمه متسائلة :
-هل جربت إحساس الفشل من قبل ؟!
ارتفع حاجبيه بثقة قائلا :
-لا .. انا ناجح دائما
لتجز على أسنانها بغيظ وقالت بنبرة بكاء :
-اذا لا تسألني لما أنا حزينة لهذا الحد
وجد نفسي يضحك ضحكة عالية فغضبت جين كثيرا واصدرت صوتا بكل على غضبها المفرط ، ثم وضعت الغطاء على رأسها ، فيما نهض جوزيف متجه نحوها و وقف ليسحب الغطاء من عليها ، وحاولت أن تأخذ الغطاء مجددا ولكن لم تستطيع والقى جوزيف بالغطاء بعبدا ، قد جلس أمامها وكتف يديها وهو يقول :
-أوعدك ستكونين بطلة غلاف المجلة دائما وأبدا .. هذه غلطة ولن تتكرر
حررت يديها من قبضة وهي تومئ برأسها بتذمر فطلب منها أن تنعس على الفلاش ولكن رفضت بعند ، فحملها على ذراعيه وشدد عليها بقوة وهي ترفص بقدميها ، ثم وضعها على الفراش وقال بحسم :
-ستنامين هنا اليوم
ثم اطفأ الانوار و وضع الحاسوب اعلى المنضدة ، ثم مدد بجوارها وهي تواليه ظهرها ، ثم اغمضت عيناها وبعد دقائق ذهبت إلى النوم ، بينما لا يزال جوزيف مستيقظا ، ثم نهض من مكانه بهدوء وجلس على الأريكة ليفتح الحاسوب وفتح غلاف المجلة للشهر السابق وأخذت بفحص ملامح الجميلة جين ، وهمس :
-كيف لا ارى غلاف المجلة من قبل ؟! .. حقا فتاة جميلة
-عمتي لويز تدق الباب .. استيقظي وافتحي لها
وضعت الوسادة على رأسها قائلة :
-افتح لها أنت .. هي عمتك وليست عمتي
زفر بسأم ثم سحب ابعد الغطاء عنها وحملها رغما عنها ، ودلف بها إلى المرحاض ثم وضع الماء على وجهها لتشهق ، ثم تركها وخرج ليفتح الباب إلى عمته بحرج لتأخره عليه ، فابتسمت له وبعد تبادل الصباح بينهم حملت صينية الشاي ودخلت لتضعها أعلى المنضدة ، وأذنت لمكفي بالدخول لتضع الفطار أعلى المنضدة ثم باركت إلى جوزيف وذهبت بعد أن أمرتها لويز ..
وبعد لحظات خرجت جيم وهي تجفف وجهها بمنشفه ثم تقدمت نحو العمه لتسلم عليها ، ثم نظرت لويز إلى ثياب جين متعجبة ، فهذا ليس ثياب عروس في يومها الاول ، ولويز تعشق التدقيق والتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، و جوزيف يعلم هذا جيدا وعلم انها ستنبه لثياب جين ولهذا أخرج المنامة ، قامت بفتح الشرفة لهم لتخترق إشاعة الشمس الغرفة ، وهي تلتفت إليهم لفت نظرها المنامة على الفراش بشكل غير منظم ، فابتسمت والتفتت لتنظر إليهم قائلة :
-يبدو انها كانت ليلة سعيدة
ميل جوزيف بشفتيه جانبا فيما عقدت جين حاجبيها بعدم فهم لحديثها ، والذي جعلها تفهم أن لويز نظرت إلى المنامة مجددا لتنظر جين إلى ما تنظر إليه ، فاتسعت فاها ونظرت إلى جوزيف بوجه محتقن ، فيما تركتهم لويز وخرجت لتأخذ جين المنامة و وضعتها كما كانت ، فيما جلس جوزيف على الاريكة يتناول الفطار وعزم عليها بالفطار ، فأخرجت تهنيده قوية من صدرها وجاءت تقترب منه استمعت إلى صوت رسالة وصلت إلى هاتفها ، فعادت إليه وتناولت الهاتف من أعلى المنضدة الصغيرة المجاورة للفراش ، وفحصت الرسالة المرسلة من بيير ، رأت صوره المجلة الجديدة وغلافها صورة تالة ، فحدقت في الغلاف بصدمة وعندما استعادت وعيها ، نظرت إلى جوزيف بتأفف وتلألأت الدموع حول مقلتيها ، ثم تساءلت بنبرة بكاء :
-لماذا بدلت غلاف المجلة بصورة تالة ؟!
ليرفع عيناه إليها بعدم فهم متسائلا :
-ماذا تقصدين ؟!
تقدمت نحوه بخطوات سريعة ومدت يدها بالهاتف إليه ، ليأخذ الهاتف ورأى أسم المرسل اولا ثم فحص الرسالة ، ثم نظر إليها في دهشة وترك هاتفها ونهض يبحث عن هاتفه حتى وجده ، وهاتف ارنو وتحدث معه بعصبية بالغة ، فيما نظرت جين إليه و دموعها تهبط على وجنتيها في صمت ، فصورتها التي تضع على الغلاف دائما ، وبعد لحظات انهى معه المكالمة وهو في كامل غضبه ، ثم التفت إلى صغيرته التي تبكي مثل الأطفال ، وكأن أحدهم سرق منها لعبة ، ثم تقدم نحوها و رفع يده ليسمح دموعها فابتعدت عنها وهي تقول بحده :
-أنت من فعلت ذلك ..
وتابعت بنبرة غيره دون أن تنتبه :
-فهي صديقتك ومن الممكن أن تكون حبيبتك ايضا
بمجرد ان انهت كلماتها وتذكر بيير الذي ارسل إليها الرسالة وايضا رآها معه ، وتحدث هو الأخر بغيرة غير مقصودة :
-وأنتِ صديقك يبلغك بكل ما هو جديد .. أقصد حبيبك
غضبت من حديثه وتركته وخرجت إلى الشرفة ، فنظر إليها من خلف الزجاج ، وعيناه تنطق بالعشق لتلك الصغيرة ، و يود أن يخرج ويضمها إلى صدره ولكن متردد ، شيء ما يمنعه بالتقرب منها او بالاعتراف لها بالحب ، أنه الكبرياء نعم الكبرياء ، رجل لا يعترف بالحب أبدا كيف يقع في حب فتاة صغيرة ، تلك الأفكار تحوم داخل عقلة ليؤمن بها ثم جلس وتابع تناول الطعام
***
وقف توماس أمام باب المطبخ لتنظر أديل إليه باشمئزاز ، ثم تقدم نحوها ليقف أمامها وجاء يتحدث تحدثت هي بحده :
-ماذا تريد مني توماس بك ؟!
جاء يمسك يده وضعتها خلف ظهرها وتراجعت للخلف ، فقال بوقاحة :
-اود أن أفعل معك مثلما يفعل جان
لتحدق به وشعرت بالتوتر فيما قبض توماس على ذراعيها بقوة وحاول تقبيلها ولكن منعته بتحريك رأسها وصرخت في وجه وتلعنه ، حتى استمع جان إلى صوتها وهو يهبط الدرج وعلى الفور دلف إلى المطبخ ، ليبعد ذاك اللعين عنها ودفعة بقوة للخلف ليسقط أرضا ، ثم وقف أمام أديل لتكون خلفه تبكي بقوة وجسدها ينتفض خوفا ، فيما نهض توماس وفي نفس اللحظة تناول جان سكين مما شعرت أديل بالخوف من أن يقتل توماس ، ولهذا وقفت بينهم ماسكه يد جان الذي يتطلع إلى ذاك اللعين بحده مفرطة ، حتى خيل إلى توماس أن نظراته موجه له كسيف حاد سيقسمه إلى نصفين ، فيما قالت أديل بخوف :
-اعطيني السكين يا جان أرجوك
لم يعطي اهتماما إلى حديثها وقد أحمرت عيناه بلهيب الغيرة والخوف على فتاته الخاصة به ، فيما ابتسم توماس ببرود قائلا :
-يكفي جان بك كذب على تلك الفتاة المسكينة .. فتغزلت بها مثلك تماما
تذكرت أديل الكلمات التي أخبرها بها توماس وفي نفس اليوم أخبرها جان بنفس الكلمات ، فيما تعجب جان من حديث توماس ولم يفهم شيئا ، ثم قبض على ذراع أديل وجعلها خلفه ليواجه ذاك اللعين وتحدث بنبرة عنيفة متوعده :
-اذا اقتربت من فتاتي ثانية سأنتزع قلبك من مكانه بيدي .. ثم أنزع عيناك من مكانهما
وقفت أديل بجوار جان تحدق به بخوف ، للمرة الأولى ترى معصب بهذه الطريقة ، فيما ابتسم توماس ببرود وقال بقصد استفزازه :
-لن تكن فتاتك لوحدك لا جان بك ..
ليجز على أسنانه بكل ما فيه من قوة حتى استمع إلى صريرها ولم يكمل توماس حديثه ، بفضل تقدم جان نحوه وفي يده السكين كان سيطعنه بها ، ولكن وقفت أديل بينهم لتخترق السكين بطنها ، فاتسعت عيناها متأوه ، فيما اندهش توماس وخرج من المطبخ راكضا ، بينما سحب جان السكين على وجه السرعة ، لتسقط جان بين يديه والدماء تسيل منها ، ترك السكين تسقط أرضا ثم حملها على ذراعه وركض بها ، ثم وضعها داخل سيارته وجلس أمام المقود ، ليقود متجه إلى أقرب مستشفى وعقله لا يستوعب ما حدث معه للتو ، لا زالت الصدمة تؤثر عليه ، فيما كانت تلتوي أديل على المقعد وتبكي متأوه ، وكلما نطق بـ أه كان قلبه يؤلمه بشدة ويضرب على المقود بعصبية مفرطة ..
وعقب وصوله إلى المشفى حملها على ذراعيه ودلف بها و وضعها على أقرب فراش متحرك ، ثم أخذتها الممرضة إلى غرفة العمليات واستدعت دكتورة ، و وقف جان في الخارج يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة ، ويتذكر ما حدث بيدي ، كان سيطعن توماس ولكن هي وقفت بينهم خوفا عليه ، ثم استند بجبينه على الحائط وترك العنان لدموعه تهبط على وجنتيه ويدعي ربه أن تكون حبيبته بخير ، وظل على ذاك الحال لمدة نصف ساعة تقريبا وخرجت الدكتورة لتخبره أن الجرح سطحي وهي بخير ، رفع رأسه مغمض عيناها متمتما بالحمد لله ، فيما خرجت الممرضة ودخل جان ثم وقف بجوار حبيبته النائمة ، وبمجرد أن أمسك بيدها فتحت عيناها لتنظر إليه بوهن ، فمسح على شعرها متمتما بالاعتذار في ثم قبلها على رأسها بحنان ، ثم قال بنبرة ألم :
-قطعي يدي عقابا لي يا حبيبة القلب
قالت بصوت منخفض ممزوج بالوهن :
-أنا بخير يا جان .. ولا تفعل شيئا مثل هذا ثانية
مسح على وجنتها وهو يومئ برأسها ثم عقد حاجبيه قليلا وهو يقول :
-أغار عليكِ كثيرا يا فتاتي .. لا أتحمل عليكِ كلمة
هبطت دموعها على وجنتيها وقالت بنبرة بكاء :
-لقد أخبرني بحديث ناعم مثل حديثك .. وقتها حسبتك تخدعني بالاتفاق معه
قبلها على أنفها برقة ثم همس بحب :
-لا احد يستطيع أن يحبك مثلي .. أو يحدثك مثل مشاعر الحب خاصتي .. أديل لكِ قلبي بأكمله
ثم حملها على ذراعيه وخرج بها من الغرفة و المستشفى بأكملها و وضعها داخل سيارته ، ثم دخل مجددا ودفع المبلغ المطلوب منه وجلب لها الدواء ايضا ، ثم عاد إلى المنزل على وجه السرعة ، وحملها على ذراعيه ودخل ، قابله والده الذي نظر إليهم متعجبا وشعرت أديل بالخجل منه ، وحاولت أن تهبط إلى الأرض ولكن جان لم يعطي لها فرصة ، وتسأل والده :
-لماذا تحمل أديل على ذراعيك
لتجيب اديل بدلا من جان :
-لقد جرحت بطني بسكين وأخذني إلى المستشفى
عقد حاجبيه وشعر بالقلق عليها فهي مثل ابنته تماما ويحبها كثيرا ، ثم طلب من جان أن يأخذها إلى غرفتها ، وعلى الفور اتجه نحو الغرفة ودخل ليضعها على الفراش برفق ، ثم نظر خلفه لم يجد أحد ثم قبلها على جبينها بقوة ، وقبله يؤلمه من أجلها ثم رفع راحة يدها إلى شفتيه يقبلها متمتما بالاعتذار ، لتبتسم له رغم ما تشعر به من ألم وأخبرته انها بخير ، ليضع يدها على قلبه الذي يؤلمه بل يتمزق وقال بنبرة مؤلمه :
-ولكن انا لست بخير يا أديل .. لقد جرحتك بيدي
اطرقت عيناها ولا زالت الابتسامة عالقة على ثغرها وقالت بصوت منخفض :
-عشقت ذاك الجرح كثيرا يا جان .. لأنه بيدك
-لكن انا لست بخير يا أديل .. لقد جرحتك بيدي
اطرقت عيناها ولا زالت الابتسامة عالقة على ثغرها وقالت بصوت منخفض :
-عشقت ذاك الجرح كثيرا يا جان .. لأنه بيدك
وجد نفسه يبتسم ثم اقترب منها وأخذ قبله من شفاها وبادلته بقبلتها الهادئة ، وعندما استمع إلى صوت والده ابتعد عنها و وقف مستقيما ، ثم دخل والده و معه السيدة مكفي التي دخلت بلهفة قلق على أديل ، فيما تركهم جان واطمئن دانييل بك عليها ثم خرج ، فيما شعرت أديل بألم وبدأت مكفي الحب عن مسكن بين العلاج حتى رأت حقنة وبدأت في تعبئتها ، ف فنظرت أديل إليها متعجبة وتساءلت :
-تستطيعي أن تعطيني ذاك المسكن ؟!
لتبتسم مكفي وهي تخرج القليل من الحلقة ثم ساعدت أديل على النهوض و وقفت تعطي لها الحقنه بشكل احترافي ويد خفيفة ، وشعرت أديل بالألم متأوه ثم جلست على الفرش واضعة يدها أسفل ظهرها ، ثم قالت مكفي وهي تضع الحقنة في القمامة :
-كنت أعمل ممرضة في مستشفى البلدة .. وعندما مرضت زوجة دانييل بك واتى بها إلى المشفى كنت انا المسؤولة عن حالتها .. وأخذني إلى القصر لأظل معها ..
ثم ساعدت أديل على أن تمدد على الفراش ثم جلست على حافة الفراش وتابعت :
-كانت تعاملني بحب و بود علي عكس السيدة لويز .. وتركتي شغلي وبقيت معها ومع أولادها .. و جاء اليوم اللعين الذي اخترق المرض جسدها بأكمله و توفيت .. وكان جان في السابعة من عمره .. بكى كثيرا هو و جوزيف .. رحيمها الله
تأثرت أديل من وحديثها ثم همست :
-رحمة الله عليها
***
وقف أمام غرفة ذاك اللعين توماس وقام بفتح الباب دون استئذان ودخل مغلقا الباب الله ، ليجده ممددا على فراشة يدخن سيجارة بكل برود ، وقف جان أمام الفراش معقد ذراعيه أمام صدره يتطلع إليه بحده ، فيما ابتسم توماس يخفى ليقول جان بصوت رجولي عنيف :
-لقد انقذتك من الموت وانقذتني من جريمة بشعة .. فابتعد عنها توماس .. أديل ليست مثل الفتيات التي تأتي بهن إلى هنا
اطفأ سيجارته وهو يزفر الدخان للأعلى ثم نهض وتقدم نحوه ليقف في مواجهته وهتف ببرود :
-مثلهن يا جان .. لا تجعل جمالها يخدعك
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيه ثم استدار نصف استدارة لينظر إليها باشمئزاز قائلا :
-أخلاقها وهدوئها هم من جعلوني أقع في عشقها عشقا .. وليس جمالها
داعب لسانه بين شفتيه وتحدث بوقاحة :
-اذا اجعلني أختبر لك أخلاقها
ليستقبل لكمية قوية من جان جعلته يلتفت بجسده ثم سقط على الأرض ، ولم يكتفي جان بل ركله في أحشائه بغل عدة مرات متتالية حتى صرخ توماس متألما ، فتركه جان وقبض على عنقه من الخلف قائلا بفحيح مرعب :
-ابتعد عن فتاتي يا توماس .. وإلا سأقطعك قطع صغيرة و اضعها للكلاب
ثم تركه وغادر غرفته فيما نهض توماس واضعا يده على بطنه التي تؤلمه ، ثم حرك رأسه بخفة وعيناه المخيفة توحي إلى الشر ، ثم تناول الهاتف واتصل على كيفن ابن عم أديل ، وأخبره أنه في حان دورك ..
بعد أن طلبه والده ليتحدث معه ، دلف إلى غرفة مكتب وأغلق الباب كما طلب منه ، ثم جلس بجواره على الاريكة ليتحدث والده عن أوجيني و زواجهم ، ليغض جان عيناه فقط للحظات من للهدوء ثم فتحهما ونظر إليه قائلا :
-لا أحب أوجين .. ولا أود الزواج منها
هتف بحده :
-جان لا تعصي أوامر والدك
عقد ما بين حاجبيه وقد تذكر والدته ليقول بتأكيد :
-ليت أمي معنا الأن .. لكان زواج جوزيف لن يتم ولن اتزوج من أوجين
غضب والده من حديثه ثم نهض من مكانه ليقف خلف المكتب وطلب من جان أن يتركه ويذهب ولكن لم ينفذ رغبته ، جان يعلم ان والده يحب زوجته كثيرا وكلما تذكرها كلما يؤلمه قلبه أكثر وأكثر ، ثم تناول برواز صورة زوجته الراحلة ونظر إليها بألم واضح ، وقال بنبرة بكاء :
-والدتك لن يكررها الزمن .. فكانت رمز للقوة والشجاعة .. كانت سندي وكل شيء جميل .. والأن هي أسفل التراب
نهض من مكانه و وقف بجوار والده وقبل رأسه بحنان ثم أعتذر عن حديثه ، ليحرك رأسه بخفة ثم قال بصوت منخفض :
-اتركني معها قليلا يا جان
مسح جان على صورة والدته ثم تركه وذهب ، فيما جلس دانييل بك على المقعد يتأمل ملامحها ويتذكر صوتها الناعم الذي لا زال عالقا في أذنيه ، و ذكرياتها معه عالقة في عقلة ، لن ينساها أبدا وسيظل القلب يعشقها والعين لن ترى غيرها
***
مددت جين على اريكة الغرفة وعليها غطاء خفيف ، فيما مدد جوزيف على الفراش ويتابع شغله على الحاسوب ، وينظر إليها تارة ويتابع شغلة تارة أخرى ، فهي قررت ألا تنام بجواره اليوم بسبب غلاف المجلة الذي تبدل ، وكل قنينة وأخرى تتقلب على الاريكة ولم تشعر بالراحة أبدا ، واستعدت بمرفقها على يد الاريكة لتستند برأسها على يدها ، وتزفر بصوت مرتفع حتى لفتت انتباه جوزيف الذي نظر إليها مضيق عيناه قليلا ثم نظر إلى الحاسوب ..
رمقته جين بعدة نظرات سريعة وأخذت تهمس بحنق :
-يريح بدنه على الفراش الواسع .. ويتركني على الاريكة .. حقا الرجال انتهت من الحياة
ارتفع إحدى حاجبيه ينظر إليها فقد استمع إلى الهمس ولكن لم يفهم كلماتها ، ونظرت جين إليه رأته ينظر إليها فزفرت بسأم وأخذت تضبط الغطاء بعصبية ثم وضعته على رأسها ، فابتسم جوزيف ثم تسأل باستهتار :
-لما أنتِ حزينة لهذا الحد ؟!
رفعت الغطاء عن وجهها ثم نفخت للأعلى لتمحى خصل شعرها التي على عيناها ، ثم التفتت برأسها لتنظر إليه رحمه متسائلة :
-هل جربت إحساس الفشل من قبل ؟!
ارتفع حاجبيه بثقة قائلا :
-لا .. انا ناجح دائما
لتجز على أسنانها بغيظ وقالت بنبرة بكاء :
-اذا لا تسألني لما أنا حزينة لهذا الحد
وجد نفسي يضحك ضحكة عالية فغضبت جين كثيرا واصدرت صوتا بكل على غضبها المفرط ، ثم وضعت الغطاء على رأسها ، فيما نهض جوزيف متجه نحوها و وقف ليسحب الغطاء من عليها ، وحاولت أن تأخذ الغطاء مجددا ولكن لم تستطيع والقى جوزيف بالغطاء بعبدا ، قد جلس أمامها وكتف يديها وهو يقول :
-أوعدك ستكونين بطلة غلاف المجلة دائما وأبدا .. هذه غلطة ولن تتكرر
حررت يديها من قبضة وهي تومئ برأسها بتذمر فطلب منها أن تنعس على الفلاش ولكن رفضت بعند ، فحملها على ذراعيه وشدد عليها بقوة وهي ترفص بقدميها ، ثم وضعها على الفراش وقال بحسم :
-ستنامين هنا اليوم
ثم اطفأ الانوار و وضع الحاسوب اعلى المنضدة ، ثم مدد بجوارها وهي تواليه ظهرها ، ثم اغمضت عيناها وبعد دقائق ذهبت إلى النوم ، بينما لا يزال جوزيف مستيقظا ، ثم نهض من مكانه بهدوء وجلس على الأريكة ليفتح الحاسوب وفتح غلاف المجلة للشهر السابق وأخذت بفحص ملامح الجميلة جين ، وهمس :
-كيف لا ارى غلاف المجلة من قبل ؟! .. حقا فتاة جميلة