الفصل الرابع 4
اتعرف ان للشماته تطعم، طعمه يفوق الحنظل مرار فوق مرار.
تتحدث توبات مع والدتها وهي تبكي:
-هناك أشواك في حلقي، لا استطيع ان اغفل، ولو لساعة واحدة، اريد ان انام يا امي، لقد تعبت منذ ولادة تلك البنت الصغيرة وانا اتعذب.
أتشقى هي لقبحها، كما شقيت انا لجمالي، في كلتا الحالتين نشقى، لكن قبحها لن يجعلها تتزوج، في يوم من الايام، لن ينظر اليها احد.
سيضع الجميع أيديهم فوق أعينهم، من التقزز لرؤياها.
قالت توبات تلك الكلمات، وهي تجالس والدتها في نفس الحجرة، التي قد وضعت بها ابنتها الصغرى، منذ عدة أيام.
فقد اتت اليها والدتها اليوم باكرا، لان زوجه دهشان التي تسمى فضة، قد بعثت احدى الخادمات التي تعمل لديها، لتقول انها ستزور توبات اليوم لتبارك لها .
كانت ست ابوها لا تحب تلك الفضة، فهما متقاربتان في العمر جدا، ومنذ اليوم الأول الذي رأتها به، وهي تشعر بالنفور منها.
هي لم تقم على اذيتها، في يوم من الايام لكنها تشعر بالنفور والتقزز، من نظرات تلك المرأة، تشعر وكأن كل تلك الكلمات الطيبة، التي تخرجها نفاق، ليست تحمل نفس المعنى الذي تخرجه من فاها.
فعينيها تقول كلام مخالف، لديها نظرة ثاقبة، مثل الصقر نظرة حادة، تشعر من يجلس أمامها، وكأنه يجلس عاريا .
تكلمت ست ابوها مع ابنتها لعلها تقوم على تهدئتها وقالت:
نامي قليلا يا ابنتي ضعي راسك على فخذي، ونامي مثلما كنت تفعلين، وانت صغيره.
انا اتواجد هنا؛ لكي أحميك أنت وصغيرتك، اما أطفالك الاخرين فهم يلعبون في الخارج، وتقوم على خدمتهم رواية زوجة أخيك فنامي، يا حبيبتي ولا تقلقي.
وبالفعل وضعت توبات رأسها ونامت، وجعلت والدتها تربت، على شعرها وتدعو الله بادعيه كثيرة، ان يزيح تلك الغمة وان تموت تلك البنت الصغيرة، نفس الدعاء الذي دعاه جميع افراد الاسره دعاء غريب لطفلة صغيرة أن يأخذها الله.
هي لم تفعل لهم ذنبا، ذنبها الوحيد كان مظهرها، الذي لم تكن لها أي يد فيه، سواء كان ارهاق من والدتها في فترة الحمل، او حتى اي لعنه.
المفترض انها ابنتهم، لكن ما ستلاقيه في فترة طفولتها، سيحول شخصيتها الهادئة ،الى شخصية شيطانية بوجه بريء.
قرب وقت المغرب، وهو الوقت الذي سيخرج فيه دهشان الى الجبل، متكئا على عصاه السوداء، خرج يحمل على كتفه بؤجه بها طعامه وشرابه فقط لا غير، كان ياخذ زلعة الجبنه القديمه فقط وبعض الخبز القديم.
لكن الحقيقه انه لم يكن ياكلهم مباشرة بل كان يتركهم يوما او يومين، في الحرارة الشديدة حتى يمتلئ بالدود، بعد ذلك ياكلهم، لكي يتقرب اليهم يجب ان يأكل مما يأكلون هم منه من قازورات.
كان دائما يتذكر طفولته قبل تلك الحادثة التي اودت بعقله لبضعة سنوات، كان يشاهد والده يأكل قطع من اللحم رائحتها كريهه جدا، ولا يعلم ما هذا اللحم.
كانت والدته تنهاه عن الاقتراب من والده، فقد تزوجت والده فقط لأنها ابنة عمه، ولو خيرت لم تكن ستختاره زوجا لها، لانها بالفعل كانت تعتقد انه يعمل بالسحر.
فلم يكن احد من افراد اسرتها يمتهن السحر، كحرفة له.
إلا أن والده تعلم السحر، عن طريق ذلك الرجل الغريب، الذي نزل قريتهم ليلا في يوم من الأيام، والذي قال انه اتى هذه القرية، بناء على طلب رئيس العشيرة، التي يقوم على خدمتها من الجان، فقال له ان هذه القرية لها شأن معهم.
هو الملقب ب أبركان أصله بربري، ويعني اسمه الاسود، وبالفعل وكان اسمه قد طبع على قلبه، فقد كان الأسود قولا وفعلا.
الذي اتى من بلاده البعيده، هو وزوجته ميمونت وابنته مزيانة، التي كانت ما زالت صغيرة تحملها والدتها.
أما أبركان فقد جلب، من بلاده كتب سحر عديدة وقديمة.
كان يوم كما يتذكره رجال القرية ونسائها كبار السن، عاصفا جدا لم يكن من المتوقع ان ياتي احدا الى البلدة في مثل هذا الوقت، الا انهم تفاجئوا بهذا الرجل الذي يمسك بلجام فرسين أحدهما ذكر والاخرى انثى، لونهما أسود كالليل، ليس بهما ولو علامة صغيرة بيضاء.
تعجبوا من قدوم هذا الرجل وأسرته، والذي كان يحمل معه الكثير من الذهب، لم يمضي يوما او يومين، الا وكان هذا الرجل قد امتلك اكبر منزل في القرية يخدمه الجميع.
كان يريد ان يتعرف بباقي أفراد القرية، فتعرف على والد دهشان هو وآخرين إلا ان والد دهشان هو من مضى معه، واصبح تلميذه ومن بعده دهشان.
الغريب ان تلك الذكريات والتفكير في ذلك الشخص ، كان يأتي في خاطر شخصين في ذات الوقت.
الشخصية الأولى ست أبوها، عندما تذكرت دهشان ومجيئ زوجته الان.
والثاني دهشان وهو في طريقه الى الجبل بمفرده، تأتيه كل الذكريات، وكيف اصبح ساحر مثل أبيه بل أفضل من أبيه.
وبعد قليل من الوقت وست أبوها، تتذكر ماضي القرية، سمعت صوت زوجة ابنها راوية، وهي تلقي السلام على فضة.
- تشرفنا بقدومك يا حاجه فضة، نحن ننتظرك منذ الظهر.
دخلت فضة من باب المنزل، الذي كان قد فتحته راوية مسبقا، ونظرت لراوية بعد ان سلمت عليها وقالت:
_ من الخطر ان تتركي باب المنزل مفتوحة، بسبب بعض الحيوانات الضارية ،التي تنزل إلينا من الجبل، لقد سمعت امس ان هناك من شاهد سلعوة وآخر، قال إنه شاهد انثى اسد جبلية.
ردت عليها راوية ان هذه المنطقه امان، فمنزلهم يحيط به منازل، العائلة جميعها لأبناء عبد الستار.
عند ذكر هذه الرابطة والعائلة، اشتعل قلب فضة بالغيرة الشديدة، لأنها وزوجها بمفردهم، مع كل تلك المعارف والأشخاص، الذين يأتون إليهم ليلا ونهارا، إلا انهم بمفردهم تماما، لا ولد ولا سند ولا وريث، هذا الوريث الذي يبحث عنه دهشان في تلك الفترة.
انتبهت ست ابوها من ذكريات القرية، الى هذه الاصوات.
تركت ابنتها نائمة، كما هي على ارجلها، حتى لا تضطر ان تقف، وتقوم بالسلام واحتضان فضة، لأنها لا تحب هذه المرأة، منذ سنوات عديدة منذ اليوم الاول الذي أتت فيه ست ابوها، من قريتها في المنصورة، الى هذه القرية.
دخل بعض العمال، وضعوا أمام باب المنزل من الداخل، اقفاص كثيرة، بها فاكهة وخضار، وايضا لحوم ودجاج، لم يكن في ذلك الوقت تم اختراع، الأكياس البلاستيكية لذلك فان جميع الأشياء، التي في الاقفاص هو مرآة للعين، وكأنها أرادت أن يشاهده، اهل القريه كلها، وهي في طريقها الى منزل غلاب.
دخلت إلى الحجرة التي بها توبات وست ابوها، بعدما ارشدتها راوية الى الحجرة ،فشاهدت فضة ست ابوها، وهي تضع رأس ابنتها النائمة على ارجلها، فسبقتها ست ابوها وهي ترحب بها ترحيبا شديدا.
لكنها اعتذرت منها انها لم تستطيع ان تقف، وتسلم عليها باليد وتقبلها، لانها كما تشاهد ابنتها مريضه نائمه.
فهمت فضه على الفور، ما ترمي إليه المرأة وهي أيضا لا تحبها، بل تكرهها لما هي فيه من نعمة شديدة، زوج محب وأبناء وأحفاد، أسرة كبيرة تفتخر بها.
جالت بنظرها ناحية السرير الآخر، الذي من المفترض ان تجلس عليه فضة، وبالفعل جلست عليه، وهي تشاهد ذلك الشيء الصغير، الذي غطي بعدة أغطية، لكنها لا تشاهد وجهها، هي تريد ان تشاهد الفتاة عن قرب.
أرادت حملها وهي تقول ما شاء الله، هذه هي الطفلة الجديدة، وعندما همت بحملها.
قالت لها ست ابوها انها ضعيفه جدا، ونحن لا نقوم على حملها ابدا، كي لا يحدث لها أي شيء.
فنظرت لها فضة بغيظ شديد وقالت:
_انما اردت ان اضع لها تلك القطعة الصغيرة من الذهب، لقد بعثت لها كهديه من الشيخ دهشان.
في تلك الاثناء كانت راوية قد دخلت، وتقدمت بدون ان تاخذ اذن من والدة زوجها وقامت بحمل الفتاة مرة واحدة، ووضعتها على قدم فض،ة التي تهلل وجهها عندما فعلت راويه ذلك.
لمحت نظرة اللوم الذي رمت بها ست ابوها راوية، التي ارتبكت بشدة وخرجت، وهي تعلن انها ستقوم على تحضير الشاي ل تقدمه للحاجة فضة.
فسألت ما اسم هذه الصغيرة؟
فقالت لها ست ابوها انه اسم غريب أطلقه والدها عليها، اسمها ماكينا، لكننا نريد أن ننادي لها باسم اخر، لان هذا الاسم لا يعرف اخوتها المنادة به.
ردت فضة بسرعة، وقالت نادوها ديهيا، و يعني الملكة الأمازيغية.
- ومالنا ومالهم نحن نعيش هنا في صعيد مصر، حتى اسم ماكينا هو اسم فرعوني مصري، وليس أسم دخيل علينا كالبعض. عموما لا اعلم ،ان خالها قال للاولاد، أن يقولوا لها مينا، لكن والدها قال أن مينا هو اسم ولد.
-أذن كان من الأفضل أن يسميها والدها مزيانه، على اسم ستنا مزيانة أتعرفينها؟
- سكتت قليلا ست ابوها، وقالت اعرفها أليست هي المرأة ،التي كانت متزوجة من شخص ما اتى من بلاد بعيده، والذي يكون والدها هو ابركان ،ذلك الرجل الذي مات منذ بضعة سنوات، نعم اعرفها واعرف ايضا انها ذهبت لتقيم في الجبال، بجانب ذلك المعبد البعيد،
وبعد موت زوجها، تمكث بمفردها هناك، من يحاول سرقتها او الاقتراب من منزلها، يتم حرقه وهو يقف على بعد عدة أمتار، من منزلها والذي يكون عن حجرة كبيرة بنيت، بالخشب الأسود، أتعيينها تلك؟
- نعم هي ست مبروكة، من يذهب إليها مرضان يعود، وهو قد تم شفاؤه، كل من ذهب إليها ولديه حاجه رجع وهو منصور.
ابعدت ست ابوها نظرها عن فضة، لانها تعلم ان تلك السيدة ما هي إلا ساحره، هي ترتدي السواد وتطلق شعرها الابيض الطويل، بدون ان تضع عليه اي تغطيه ما، كما اعتادت النساء.
بل وتمسك بيدها عصا طويلة من الخشب الابيض، يرتعب الجميع منها، يقال انها حين تغضب يتحول عينها الى اللون الابيض، يتجنبها الجميع تعيش بمفردها، والاكثر من ذلك ان البعض يقول انها متزوجه، او يعيش معها مارد من الجان.
فحينما تغضب يكون الباب الشديد الطول، والمتكون من ضلفتين، من تلك الحجره الكبيرة جدا، او البيت الكبير الذي قد تم بناءه بالخشب، يهتز بشده، وتلك الابواب تصفع وكأن، احد ما يقوم بصفعها.
هذا كان قد قصه بعض الاشخاص، الذين حاولوا ان يذهبوا اليها، دون أن يستاذنوها وبدون أن تقول.
وزيارتهم لها في يوم الثلاثاء والذي كانت، قد خصصته لمجئ من يرغب في شئ، اما بقية الايام فلا تسمح لأحد بالاقتراب منها الا نادرا.
استعاذت ست ابوها بالله من الشيطان بصوت خافت، فأنهم يحضرون عند ذكرهم، فهي أيضا لا تريد ان تقارن حفيدتها بتلك المزيانة.
كانت فضة تنظر إلى وجه الصغيرة، ويتهللها الفرح الشديد، فهي كما قال لها زوجها الورثه لهم بالتاكيد، فانها تشبه القرد الصغير أو النسناس.
لقد سبق أن شاهدته عندما زارت القاهرة، مع زوجها منذ فترة طويلة، عندما كان يتردد على صديقه بلبل والذي لديه دكان كبير لبيع العطارة.
والذي يقوم بإرسال بعض الأشخاص، الذين يريدون اسحارا قوية لزوجها.
الغريب انه لا يدعى بلبل بل الشيخ بليغ، كما يطلقون عليه، والذي لا يعرفه احد انه احد اتباع زوجها، وصديقه الحميم فهو ايضا منحرف اخلاقيا، ذلك البلبل متزوج امراتين احدهما ابنه عمه، والاخرى كانت تعمل خادمه لديه.
عزفت زوجته الاولى نفسها عنه، وابتعدت فتزوج من أخرى، وقد بني لها دورا ثانيا في منزله الكبير.
حكايات كثيره عن اشخاص من كافه طوائف المجتمع، من مدن كثيره ياتون الى الشيخ دهشان، عرفهم الجميع بحكم وجودهم في القرية لاسابيع.
منهم من قام بشراء منزل، او أرض او حتى تزوج من اهل القريه، بحكم الفقر الذي يعيشون فيه كان ياتي رجالا، طاعنين في السن من محافظات، بعيده للشيخ دهشان يريدون ان ينجبو او انه مرت سنوات طويلة وليس لديهم ابناء.
فيقوم دهشان بالارسال الى احد الفقراء، في تلك القرية او القرى المجاورة، يكون لديه ابنة او عدة بنات، ويعطي والد الفتاة مبلغ من المال، لكي يشتري بيت او قيرتان من الأرض.
يفرح والد الفتاة ويعطي ابنته، وكانه يبيعها الى ذلك الرجل الكبير، ياخذها الى مدينته يفعل فيها ما يشاء يضربها، يأكلها،يعذبها أو يحسن معاملاتها، لكن المهم انه ينتظر منها كل، حين واخر زياره ما يفتخر بها امام باقي أفراد القرية.
وهكذا فتيات كثيرات قد تم بيعهن لمرضى دهشان، حاول دهشان سابقا ان يزوج توبات إلى أحد الرجال المشهورين في القاهرة، الذي يمتلك أموالا كثيرة لكي يتقرب إليه فقد اراد فتاه صغيرة.
لكن وجب ان تكون جميله جدا، هذا الرجل الكبير لم يكن مصري الاصل، انما كان تركي من العائله الملكيه السابقه، اراد ان يكون له أبناء في ذلك السن الكبير، أراد بيعها لكن، والدها عبد الستار، وقف له حتى انه قام بتهديده، أنه سيكشف للناس ما يفعله.
سكت دهشان على مضاد، لكنه كان يبعث بزوجته، الى ست ابوها، التي كانت تتعلل أن ابنتها ما زالت صغيرة ،وبالفعل سكت الجميع عن ذلك الموضوع، ومرت سنوات بسيطه بعدها تزوجت من غلاب.
والعجيب أن دهشان استطاع ان يضع غلاب تحتاج جناحيه، تحت نظره وتحت هيمنته فقد أراده تلميذ له.
مضى بعد الوقت بعد ما قامت فضة باحتساء الشاي، كانت ست ابوها لا تتكلم كثيرا انما ترد عبارات التهنئه، بكلمه أو اثنتين.
فقمت فضه بعد ما اطمأنت من هيئه تلك الفتاة الصغيرة ،وغادرت لم تضغط عليها ست ابوها، ان تجلس ثانيه.
لكن عندما خرجت من الحجرة، سمعت ست ابوها راوية وهي تقول لها، ان تجلس قليلا وانها لم تجلس معها بعد، نظرا لانشغالها مع الصغار.
توعدت ست ابوها راويه في سرها، فما سر اهتمامها بتلك الفضة، التي تعرف جيدا ان ست ابوها تكرهها، سيكون لها كلام كثير مع ابنها كي يقوم بتعقيل زوجته.
اما توبات فكانت نائمة لا تشعر بشيء، كانت وكأنها وقعت في هوة زمنية، كانت ما زالت تأتيها تلك الأحلام، عندما تغفل ولو قليلا.
الآن تجد نفسها واقفة في الصحراء، وهي تحمل ابنتها الصغيرة، ويقف معها بعض الأشخاص قصار القامة، هم غريبين نفس الأشخاص الذين كانوا يربتون، على كتفها ويقولون لها أن تطمئن.
اما في الجهه الاخرى، فكان هناك اشخاص كانهم المرده، شديدى الطول اشكالهم مرعبه، بعضهم لديه انياب.
كان الجزء الجزء العلوي من أجسادهم عاري، اما الجزء السفلي فكان يحيط بوسطهم قطعة من الجلد الصغيرة، كانت أجساد بعضهم شديدة السواد وآخرين لونهم كالنار.
فعرفت انهم يريدون الطفلة، وبالفعل اتوا اليها يريدون ان يسحبوا، تلك الصغيره من بين يديها، الا ان الاشخاص الذين معها، ومع صغر قاتهم وحجمهم، بالنسبه الى الفريق الثاني.
الا انهم كانوا يستطيعون أن يمنعوهم، كانوا يقفون أمامها، يتمتمون وكان الفريق الآخر يقوم بالصراخ، ويضعون أيديهم على آذانهم، كان لا يستمعوا إلى تلك الكلمات التي تبعدهم عن توبات وابنتها.
وكانت هناك إمرأة تقوم بالربت على توبات، نظرت اليها توبات جيدا، وهي تحمل ابنتها فوجدت كلمات كثيره، قد كتبت على جبين تلك المراه، كتبت باللون الفضي وكان احد ما قد كتب على جبهتها بالفضة.
وجدت ايضا بعد الكلمات على خدها الايمن، والخد الايسر، وجدت اقفالا باللون الفضي صغيره جدا، على خد تلك المراه.
فقالت لها لا تقلقي اقراي سوره، عند ذلك علا صريخ الفريق الاخر، الذي يقوم بالصراخ فلم تسمع، فقالت لها ما اسم السوره التي اقراها؟
عند ذلك نطقتها لكن توبات عندما استيقظت قد نسيت اسم السورة اهي الزاريات ام العاديات.
اعتقد ان الشيطان قد انساها اسم السورة، فجلست تحكي لوالدتها عما شاهدته، فقالت:
_ لها ان تخفي هذا الحلم، او الرؤيا عن اي شخص، حتى عن زوجها، لعلها هي ومن معها ينقذ تلك الصغيرة من المصير الذي يترقبه غلاب، ويضع عليه اماله خصوصا ان غلاب في الليلة الماضية.
دخل لكي يشاهد ابنته هكذا حكت توبات لوالدتها، والتي قالت لها:
_ في الليل يا امي وجدته، وبعد عده ليالي لم اشاهده كان يتهرب، من لقائي ، يسأل علي من الخارج، ويحضر الطعام بل يحضر كثير من الفاكهة.
ويغادر وكأنه يشعر بتأنيب الضمير، انه سبب في شقاء تلك الصغيرة، وجدته يا امي قد قام بربط شيئا على رقبتها، وجعله في داخل ملابسهم، ونظر اليه وقال هذا خاتم وجدته في المقبرة يقولون، انه يمنح صاحبه او صاحبته القوه، لا اريدك ان تقومي بفك ذلك الرباط، الذي صنعته من القماش، وان لا تدعي أحد يشاهد ذلك الخاتم لا يعلم احد انه معي.
ويجب ان لا يعلمه، يجب ان يكون في الملابس الداخلية للصغيرة لا يشاهده، أحد ما لعله يكون به قوة تبعد عنها ما يؤذيها.
نظرت اليها والدتها، وقالت يا ابنتي أن الحافظ هو الله، لكن ساقول لك ،هي ابنته اتركيه يفعل ما يشاء هو يحبها، لقد شاهدته نظره الحب، والذي اعتقد انها ستكون غاليته اكثر من باقي ابنائك، نظرا لمرضها.
ولعلها يا ابنتي تموت قريبا، انظري لصدرها الذي يرتفع وينخفض بشده، انها لا تستطيع ان تاخذ نفسها، وان عاشت ليلة او اثنين او ثلاث ستكون معجزة من الله ادعي لها بالخير واترك موتها، او حياتها بيد الله سبحانه وتعالى ان اباك يقول لك ذلك.
انصرفت ست ابوها وتبعتها راوية التي قد امسكت بيدها، وادخلتها منزلها فهي تريد ان تقوم بقرعها بالكلام، كي لا تصادق تلك الفضه ،او تحضرها الى منزلها والا ستقوم بابلاغ ابنها عما تفعله زوجته.
فراويه تعلم ان ابناء ست أبوها، لا يخالفونها الرأي ابدا.
وبعدها غادرت ست ابوها منزل سليم وراوية جعلت راويه، تفكر كيف تجعل سليم يستمع اليها، ولا يستمع لام ابدا فوضعت، في عقلها انها بالفعل.
ستذهب لفضه كي ترشدها ماذا ستفعل، ولو حتى بلغ بها الأمر ان تذهب الى مزيانه، فيقال إن مزيانه شديدة القوة، حتى أكثر من دهشان.
الجميع يعلم انها متزوجه من مارد من الجان، ستذهب اليها، وعند ذلك ستجعل الجميع تحت قدميها، ولن يستطيع سليم ان يخالف رأيها، مثلما يفعل ويقوم بتقطيعها عندما تشتكي له والدته عن بعض الافعال التي تفعلها وهي الان تنتظر ان ياتي اليها بعد قليل لعل والدته تكون قد شاهدته بالخارج وتكلمت عنها.
تتحدث توبات مع والدتها وهي تبكي:
-هناك أشواك في حلقي، لا استطيع ان اغفل، ولو لساعة واحدة، اريد ان انام يا امي، لقد تعبت منذ ولادة تلك البنت الصغيرة وانا اتعذب.
أتشقى هي لقبحها، كما شقيت انا لجمالي، في كلتا الحالتين نشقى، لكن قبحها لن يجعلها تتزوج، في يوم من الايام، لن ينظر اليها احد.
سيضع الجميع أيديهم فوق أعينهم، من التقزز لرؤياها.
قالت توبات تلك الكلمات، وهي تجالس والدتها في نفس الحجرة، التي قد وضعت بها ابنتها الصغرى، منذ عدة أيام.
فقد اتت اليها والدتها اليوم باكرا، لان زوجه دهشان التي تسمى فضة، قد بعثت احدى الخادمات التي تعمل لديها، لتقول انها ستزور توبات اليوم لتبارك لها .
كانت ست ابوها لا تحب تلك الفضة، فهما متقاربتان في العمر جدا، ومنذ اليوم الأول الذي رأتها به، وهي تشعر بالنفور منها.
هي لم تقم على اذيتها، في يوم من الايام لكنها تشعر بالنفور والتقزز، من نظرات تلك المرأة، تشعر وكأن كل تلك الكلمات الطيبة، التي تخرجها نفاق، ليست تحمل نفس المعنى الذي تخرجه من فاها.
فعينيها تقول كلام مخالف، لديها نظرة ثاقبة، مثل الصقر نظرة حادة، تشعر من يجلس أمامها، وكأنه يجلس عاريا .
تكلمت ست ابوها مع ابنتها لعلها تقوم على تهدئتها وقالت:
نامي قليلا يا ابنتي ضعي راسك على فخذي، ونامي مثلما كنت تفعلين، وانت صغيره.
انا اتواجد هنا؛ لكي أحميك أنت وصغيرتك، اما أطفالك الاخرين فهم يلعبون في الخارج، وتقوم على خدمتهم رواية زوجة أخيك فنامي، يا حبيبتي ولا تقلقي.
وبالفعل وضعت توبات رأسها ونامت، وجعلت والدتها تربت، على شعرها وتدعو الله بادعيه كثيرة، ان يزيح تلك الغمة وان تموت تلك البنت الصغيرة، نفس الدعاء الذي دعاه جميع افراد الاسره دعاء غريب لطفلة صغيرة أن يأخذها الله.
هي لم تفعل لهم ذنبا، ذنبها الوحيد كان مظهرها، الذي لم تكن لها أي يد فيه، سواء كان ارهاق من والدتها في فترة الحمل، او حتى اي لعنه.
المفترض انها ابنتهم، لكن ما ستلاقيه في فترة طفولتها، سيحول شخصيتها الهادئة ،الى شخصية شيطانية بوجه بريء.
قرب وقت المغرب، وهو الوقت الذي سيخرج فيه دهشان الى الجبل، متكئا على عصاه السوداء، خرج يحمل على كتفه بؤجه بها طعامه وشرابه فقط لا غير، كان ياخذ زلعة الجبنه القديمه فقط وبعض الخبز القديم.
لكن الحقيقه انه لم يكن ياكلهم مباشرة بل كان يتركهم يوما او يومين، في الحرارة الشديدة حتى يمتلئ بالدود، بعد ذلك ياكلهم، لكي يتقرب اليهم يجب ان يأكل مما يأكلون هم منه من قازورات.
كان دائما يتذكر طفولته قبل تلك الحادثة التي اودت بعقله لبضعة سنوات، كان يشاهد والده يأكل قطع من اللحم رائحتها كريهه جدا، ولا يعلم ما هذا اللحم.
كانت والدته تنهاه عن الاقتراب من والده، فقد تزوجت والده فقط لأنها ابنة عمه، ولو خيرت لم تكن ستختاره زوجا لها، لانها بالفعل كانت تعتقد انه يعمل بالسحر.
فلم يكن احد من افراد اسرتها يمتهن السحر، كحرفة له.
إلا أن والده تعلم السحر، عن طريق ذلك الرجل الغريب، الذي نزل قريتهم ليلا في يوم من الأيام، والذي قال انه اتى هذه القرية، بناء على طلب رئيس العشيرة، التي يقوم على خدمتها من الجان، فقال له ان هذه القرية لها شأن معهم.
هو الملقب ب أبركان أصله بربري، ويعني اسمه الاسود، وبالفعل وكان اسمه قد طبع على قلبه، فقد كان الأسود قولا وفعلا.
الذي اتى من بلاده البعيده، هو وزوجته ميمونت وابنته مزيانة، التي كانت ما زالت صغيرة تحملها والدتها.
أما أبركان فقد جلب، من بلاده كتب سحر عديدة وقديمة.
كان يوم كما يتذكره رجال القرية ونسائها كبار السن، عاصفا جدا لم يكن من المتوقع ان ياتي احدا الى البلدة في مثل هذا الوقت، الا انهم تفاجئوا بهذا الرجل الذي يمسك بلجام فرسين أحدهما ذكر والاخرى انثى، لونهما أسود كالليل، ليس بهما ولو علامة صغيرة بيضاء.
تعجبوا من قدوم هذا الرجل وأسرته، والذي كان يحمل معه الكثير من الذهب، لم يمضي يوما او يومين، الا وكان هذا الرجل قد امتلك اكبر منزل في القرية يخدمه الجميع.
كان يريد ان يتعرف بباقي أفراد القرية، فتعرف على والد دهشان هو وآخرين إلا ان والد دهشان هو من مضى معه، واصبح تلميذه ومن بعده دهشان.
الغريب ان تلك الذكريات والتفكير في ذلك الشخص ، كان يأتي في خاطر شخصين في ذات الوقت.
الشخصية الأولى ست أبوها، عندما تذكرت دهشان ومجيئ زوجته الان.
والثاني دهشان وهو في طريقه الى الجبل بمفرده، تأتيه كل الذكريات، وكيف اصبح ساحر مثل أبيه بل أفضل من أبيه.
وبعد قليل من الوقت وست أبوها، تتذكر ماضي القرية، سمعت صوت زوجة ابنها راوية، وهي تلقي السلام على فضة.
- تشرفنا بقدومك يا حاجه فضة، نحن ننتظرك منذ الظهر.
دخلت فضة من باب المنزل، الذي كان قد فتحته راوية مسبقا، ونظرت لراوية بعد ان سلمت عليها وقالت:
_ من الخطر ان تتركي باب المنزل مفتوحة، بسبب بعض الحيوانات الضارية ،التي تنزل إلينا من الجبل، لقد سمعت امس ان هناك من شاهد سلعوة وآخر، قال إنه شاهد انثى اسد جبلية.
ردت عليها راوية ان هذه المنطقه امان، فمنزلهم يحيط به منازل، العائلة جميعها لأبناء عبد الستار.
عند ذكر هذه الرابطة والعائلة، اشتعل قلب فضة بالغيرة الشديدة، لأنها وزوجها بمفردهم، مع كل تلك المعارف والأشخاص، الذين يأتون إليهم ليلا ونهارا، إلا انهم بمفردهم تماما، لا ولد ولا سند ولا وريث، هذا الوريث الذي يبحث عنه دهشان في تلك الفترة.
انتبهت ست ابوها من ذكريات القرية، الى هذه الاصوات.
تركت ابنتها نائمة، كما هي على ارجلها، حتى لا تضطر ان تقف، وتقوم بالسلام واحتضان فضة، لأنها لا تحب هذه المرأة، منذ سنوات عديدة منذ اليوم الاول الذي أتت فيه ست ابوها، من قريتها في المنصورة، الى هذه القرية.
دخل بعض العمال، وضعوا أمام باب المنزل من الداخل، اقفاص كثيرة، بها فاكهة وخضار، وايضا لحوم ودجاج، لم يكن في ذلك الوقت تم اختراع، الأكياس البلاستيكية لذلك فان جميع الأشياء، التي في الاقفاص هو مرآة للعين، وكأنها أرادت أن يشاهده، اهل القريه كلها، وهي في طريقها الى منزل غلاب.
دخلت إلى الحجرة التي بها توبات وست ابوها، بعدما ارشدتها راوية الى الحجرة ،فشاهدت فضة ست ابوها، وهي تضع رأس ابنتها النائمة على ارجلها، فسبقتها ست ابوها وهي ترحب بها ترحيبا شديدا.
لكنها اعتذرت منها انها لم تستطيع ان تقف، وتسلم عليها باليد وتقبلها، لانها كما تشاهد ابنتها مريضه نائمه.
فهمت فضه على الفور، ما ترمي إليه المرأة وهي أيضا لا تحبها، بل تكرهها لما هي فيه من نعمة شديدة، زوج محب وأبناء وأحفاد، أسرة كبيرة تفتخر بها.
جالت بنظرها ناحية السرير الآخر، الذي من المفترض ان تجلس عليه فضة، وبالفعل جلست عليه، وهي تشاهد ذلك الشيء الصغير، الذي غطي بعدة أغطية، لكنها لا تشاهد وجهها، هي تريد ان تشاهد الفتاة عن قرب.
أرادت حملها وهي تقول ما شاء الله، هذه هي الطفلة الجديدة، وعندما همت بحملها.
قالت لها ست ابوها انها ضعيفه جدا، ونحن لا نقوم على حملها ابدا، كي لا يحدث لها أي شيء.
فنظرت لها فضة بغيظ شديد وقالت:
_انما اردت ان اضع لها تلك القطعة الصغيرة من الذهب، لقد بعثت لها كهديه من الشيخ دهشان.
في تلك الاثناء كانت راوية قد دخلت، وتقدمت بدون ان تاخذ اذن من والدة زوجها وقامت بحمل الفتاة مرة واحدة، ووضعتها على قدم فض،ة التي تهلل وجهها عندما فعلت راويه ذلك.
لمحت نظرة اللوم الذي رمت بها ست ابوها راوية، التي ارتبكت بشدة وخرجت، وهي تعلن انها ستقوم على تحضير الشاي ل تقدمه للحاجة فضة.
فسألت ما اسم هذه الصغيرة؟
فقالت لها ست ابوها انه اسم غريب أطلقه والدها عليها، اسمها ماكينا، لكننا نريد أن ننادي لها باسم اخر، لان هذا الاسم لا يعرف اخوتها المنادة به.
ردت فضة بسرعة، وقالت نادوها ديهيا، و يعني الملكة الأمازيغية.
- ومالنا ومالهم نحن نعيش هنا في صعيد مصر، حتى اسم ماكينا هو اسم فرعوني مصري، وليس أسم دخيل علينا كالبعض. عموما لا اعلم ،ان خالها قال للاولاد، أن يقولوا لها مينا، لكن والدها قال أن مينا هو اسم ولد.
-أذن كان من الأفضل أن يسميها والدها مزيانه، على اسم ستنا مزيانة أتعرفينها؟
- سكتت قليلا ست ابوها، وقالت اعرفها أليست هي المرأة ،التي كانت متزوجة من شخص ما اتى من بلاد بعيده، والذي يكون والدها هو ابركان ،ذلك الرجل الذي مات منذ بضعة سنوات، نعم اعرفها واعرف ايضا انها ذهبت لتقيم في الجبال، بجانب ذلك المعبد البعيد،
وبعد موت زوجها، تمكث بمفردها هناك، من يحاول سرقتها او الاقتراب من منزلها، يتم حرقه وهو يقف على بعد عدة أمتار، من منزلها والذي يكون عن حجرة كبيرة بنيت، بالخشب الأسود، أتعيينها تلك؟
- نعم هي ست مبروكة، من يذهب إليها مرضان يعود، وهو قد تم شفاؤه، كل من ذهب إليها ولديه حاجه رجع وهو منصور.
ابعدت ست ابوها نظرها عن فضة، لانها تعلم ان تلك السيدة ما هي إلا ساحره، هي ترتدي السواد وتطلق شعرها الابيض الطويل، بدون ان تضع عليه اي تغطيه ما، كما اعتادت النساء.
بل وتمسك بيدها عصا طويلة من الخشب الابيض، يرتعب الجميع منها، يقال انها حين تغضب يتحول عينها الى اللون الابيض، يتجنبها الجميع تعيش بمفردها، والاكثر من ذلك ان البعض يقول انها متزوجه، او يعيش معها مارد من الجان.
فحينما تغضب يكون الباب الشديد الطول، والمتكون من ضلفتين، من تلك الحجره الكبيرة جدا، او البيت الكبير الذي قد تم بناءه بالخشب، يهتز بشده، وتلك الابواب تصفع وكأن، احد ما يقوم بصفعها.
هذا كان قد قصه بعض الاشخاص، الذين حاولوا ان يذهبوا اليها، دون أن يستاذنوها وبدون أن تقول.
وزيارتهم لها في يوم الثلاثاء والذي كانت، قد خصصته لمجئ من يرغب في شئ، اما بقية الايام فلا تسمح لأحد بالاقتراب منها الا نادرا.
استعاذت ست ابوها بالله من الشيطان بصوت خافت، فأنهم يحضرون عند ذكرهم، فهي أيضا لا تريد ان تقارن حفيدتها بتلك المزيانة.
كانت فضة تنظر إلى وجه الصغيرة، ويتهللها الفرح الشديد، فهي كما قال لها زوجها الورثه لهم بالتاكيد، فانها تشبه القرد الصغير أو النسناس.
لقد سبق أن شاهدته عندما زارت القاهرة، مع زوجها منذ فترة طويلة، عندما كان يتردد على صديقه بلبل والذي لديه دكان كبير لبيع العطارة.
والذي يقوم بإرسال بعض الأشخاص، الذين يريدون اسحارا قوية لزوجها.
الغريب انه لا يدعى بلبل بل الشيخ بليغ، كما يطلقون عليه، والذي لا يعرفه احد انه احد اتباع زوجها، وصديقه الحميم فهو ايضا منحرف اخلاقيا، ذلك البلبل متزوج امراتين احدهما ابنه عمه، والاخرى كانت تعمل خادمه لديه.
عزفت زوجته الاولى نفسها عنه، وابتعدت فتزوج من أخرى، وقد بني لها دورا ثانيا في منزله الكبير.
حكايات كثيره عن اشخاص من كافه طوائف المجتمع، من مدن كثيره ياتون الى الشيخ دهشان، عرفهم الجميع بحكم وجودهم في القرية لاسابيع.
منهم من قام بشراء منزل، او أرض او حتى تزوج من اهل القريه، بحكم الفقر الذي يعيشون فيه كان ياتي رجالا، طاعنين في السن من محافظات، بعيده للشيخ دهشان يريدون ان ينجبو او انه مرت سنوات طويلة وليس لديهم ابناء.
فيقوم دهشان بالارسال الى احد الفقراء، في تلك القرية او القرى المجاورة، يكون لديه ابنة او عدة بنات، ويعطي والد الفتاة مبلغ من المال، لكي يشتري بيت او قيرتان من الأرض.
يفرح والد الفتاة ويعطي ابنته، وكانه يبيعها الى ذلك الرجل الكبير، ياخذها الى مدينته يفعل فيها ما يشاء يضربها، يأكلها،يعذبها أو يحسن معاملاتها، لكن المهم انه ينتظر منها كل، حين واخر زياره ما يفتخر بها امام باقي أفراد القرية.
وهكذا فتيات كثيرات قد تم بيعهن لمرضى دهشان، حاول دهشان سابقا ان يزوج توبات إلى أحد الرجال المشهورين في القاهرة، الذي يمتلك أموالا كثيرة لكي يتقرب إليه فقد اراد فتاه صغيرة.
لكن وجب ان تكون جميله جدا، هذا الرجل الكبير لم يكن مصري الاصل، انما كان تركي من العائله الملكيه السابقه، اراد ان يكون له أبناء في ذلك السن الكبير، أراد بيعها لكن، والدها عبد الستار، وقف له حتى انه قام بتهديده، أنه سيكشف للناس ما يفعله.
سكت دهشان على مضاد، لكنه كان يبعث بزوجته، الى ست ابوها، التي كانت تتعلل أن ابنتها ما زالت صغيرة ،وبالفعل سكت الجميع عن ذلك الموضوع، ومرت سنوات بسيطه بعدها تزوجت من غلاب.
والعجيب أن دهشان استطاع ان يضع غلاب تحتاج جناحيه، تحت نظره وتحت هيمنته فقد أراده تلميذ له.
مضى بعد الوقت بعد ما قامت فضة باحتساء الشاي، كانت ست ابوها لا تتكلم كثيرا انما ترد عبارات التهنئه، بكلمه أو اثنتين.
فقمت فضه بعد ما اطمأنت من هيئه تلك الفتاة الصغيرة ،وغادرت لم تضغط عليها ست ابوها، ان تجلس ثانيه.
لكن عندما خرجت من الحجرة، سمعت ست ابوها راوية وهي تقول لها، ان تجلس قليلا وانها لم تجلس معها بعد، نظرا لانشغالها مع الصغار.
توعدت ست ابوها راويه في سرها، فما سر اهتمامها بتلك الفضة، التي تعرف جيدا ان ست ابوها تكرهها، سيكون لها كلام كثير مع ابنها كي يقوم بتعقيل زوجته.
اما توبات فكانت نائمة لا تشعر بشيء، كانت وكأنها وقعت في هوة زمنية، كانت ما زالت تأتيها تلك الأحلام، عندما تغفل ولو قليلا.
الآن تجد نفسها واقفة في الصحراء، وهي تحمل ابنتها الصغيرة، ويقف معها بعض الأشخاص قصار القامة، هم غريبين نفس الأشخاص الذين كانوا يربتون، على كتفها ويقولون لها أن تطمئن.
اما في الجهه الاخرى، فكان هناك اشخاص كانهم المرده، شديدى الطول اشكالهم مرعبه، بعضهم لديه انياب.
كان الجزء الجزء العلوي من أجسادهم عاري، اما الجزء السفلي فكان يحيط بوسطهم قطعة من الجلد الصغيرة، كانت أجساد بعضهم شديدة السواد وآخرين لونهم كالنار.
فعرفت انهم يريدون الطفلة، وبالفعل اتوا اليها يريدون ان يسحبوا، تلك الصغيره من بين يديها، الا ان الاشخاص الذين معها، ومع صغر قاتهم وحجمهم، بالنسبه الى الفريق الثاني.
الا انهم كانوا يستطيعون أن يمنعوهم، كانوا يقفون أمامها، يتمتمون وكان الفريق الآخر يقوم بالصراخ، ويضعون أيديهم على آذانهم، كان لا يستمعوا إلى تلك الكلمات التي تبعدهم عن توبات وابنتها.
وكانت هناك إمرأة تقوم بالربت على توبات، نظرت اليها توبات جيدا، وهي تحمل ابنتها فوجدت كلمات كثيره، قد كتبت على جبين تلك المراه، كتبت باللون الفضي وكان احد ما قد كتب على جبهتها بالفضة.
وجدت ايضا بعد الكلمات على خدها الايمن، والخد الايسر، وجدت اقفالا باللون الفضي صغيره جدا، على خد تلك المراه.
فقالت لها لا تقلقي اقراي سوره، عند ذلك علا صريخ الفريق الاخر، الذي يقوم بالصراخ فلم تسمع، فقالت لها ما اسم السوره التي اقراها؟
عند ذلك نطقتها لكن توبات عندما استيقظت قد نسيت اسم السورة اهي الزاريات ام العاديات.
اعتقد ان الشيطان قد انساها اسم السورة، فجلست تحكي لوالدتها عما شاهدته، فقالت:
_ لها ان تخفي هذا الحلم، او الرؤيا عن اي شخص، حتى عن زوجها، لعلها هي ومن معها ينقذ تلك الصغيرة من المصير الذي يترقبه غلاب، ويضع عليه اماله خصوصا ان غلاب في الليلة الماضية.
دخل لكي يشاهد ابنته هكذا حكت توبات لوالدتها، والتي قالت لها:
_ في الليل يا امي وجدته، وبعد عده ليالي لم اشاهده كان يتهرب، من لقائي ، يسأل علي من الخارج، ويحضر الطعام بل يحضر كثير من الفاكهة.
ويغادر وكأنه يشعر بتأنيب الضمير، انه سبب في شقاء تلك الصغيرة، وجدته يا امي قد قام بربط شيئا على رقبتها، وجعله في داخل ملابسهم، ونظر اليه وقال هذا خاتم وجدته في المقبرة يقولون، انه يمنح صاحبه او صاحبته القوه، لا اريدك ان تقومي بفك ذلك الرباط، الذي صنعته من القماش، وان لا تدعي أحد يشاهد ذلك الخاتم لا يعلم احد انه معي.
ويجب ان لا يعلمه، يجب ان يكون في الملابس الداخلية للصغيرة لا يشاهده، أحد ما لعله يكون به قوة تبعد عنها ما يؤذيها.
نظرت اليها والدتها، وقالت يا ابنتي أن الحافظ هو الله، لكن ساقول لك ،هي ابنته اتركيه يفعل ما يشاء هو يحبها، لقد شاهدته نظره الحب، والذي اعتقد انها ستكون غاليته اكثر من باقي ابنائك، نظرا لمرضها.
ولعلها يا ابنتي تموت قريبا، انظري لصدرها الذي يرتفع وينخفض بشده، انها لا تستطيع ان تاخذ نفسها، وان عاشت ليلة او اثنين او ثلاث ستكون معجزة من الله ادعي لها بالخير واترك موتها، او حياتها بيد الله سبحانه وتعالى ان اباك يقول لك ذلك.
انصرفت ست ابوها وتبعتها راوية التي قد امسكت بيدها، وادخلتها منزلها فهي تريد ان تقوم بقرعها بالكلام، كي لا تصادق تلك الفضه ،او تحضرها الى منزلها والا ستقوم بابلاغ ابنها عما تفعله زوجته.
فراويه تعلم ان ابناء ست أبوها، لا يخالفونها الرأي ابدا.
وبعدها غادرت ست ابوها منزل سليم وراوية جعلت راويه، تفكر كيف تجعل سليم يستمع اليها، ولا يستمع لام ابدا فوضعت، في عقلها انها بالفعل.
ستذهب لفضه كي ترشدها ماذا ستفعل، ولو حتى بلغ بها الأمر ان تذهب الى مزيانه، فيقال إن مزيانه شديدة القوة، حتى أكثر من دهشان.
الجميع يعلم انها متزوجه من مارد من الجان، ستذهب اليها، وعند ذلك ستجعل الجميع تحت قدميها، ولن يستطيع سليم ان يخالف رأيها، مثلما يفعل ويقوم بتقطيعها عندما تشتكي له والدته عن بعض الافعال التي تفعلها وهي الان تنتظر ان ياتي اليها بعد قليل لعل والدته تكون قد شاهدته بالخارج وتكلمت عنها.