الفصل الخامس

في صباح اليوم التالي، نشرت الشمس خيوطها
البيضاء على غرفتها داعبت تلك الخيوط خديها
بلطف لتوقضها، وهي تضع يدها حول عينيها
كي تنهض.

دلفت للمرحاض أخذت حمام ثم خرجت، ومازلت
قطرات الماء البارد تبلل شعرها فأخذت منشفه كي
تزيح تلك القطرات، ثم ارتدت ملابسها المكونه من
تنورة كلاسيكيه من اللون الأزراق الغامق تصل إلى
ركبتيها، ومن الأعلى كنزة قصيرة تغطي نصف يديها من اللون زنجالي غادرت نسرين غرفتها متوجه
إلى الأسفل.

في الأسفل..
نسرين بإبتسامة زينة ثغرها:
-صباح الخير يا أبي.
مجدي وهو يستعد للخروج من المنزل ويضع حقيبته في يده:
-صباح الخير ياحببتي ، كيف حالك؟
نسرين وما تزال مبتسمة:
-الحمد لله.
مجدي وهو ينظر له بجدية:

-اتخذت قرارك في ترك المكتب؟
نسرين وقد لاحت إبتسامة زينة ثغرها:
- لا أريدك أن تغضب مني، ولكني تحدثت معك
منذ فترة أني سأترك مكتبك عندما يجهز مكتبي،
وهناك شيء.
رفع حاجبه بإستنكار وقال:
-ماهو؟
أخذت نفسا عميقا ثم هتفت:
-لقد نقلت كل الملفات التي كانت أعمل عليها إلى
مكتبي قبل يومين، ولكني نسيت أن أخبرك بذلك،
وابلغت العملاء بذلك، أما بنسبة لتلك القضايا
التي بحوزتك فتركتها في المكتب لك.

نظر لها بفخر وقال:
- في أي وقت تحتاجي للمساعدة، مكتبي مفتوح لك في أي وقت.

- اكيد، لن ألجاء إلا لك. وهي تغمز بعيناها.
-من سيكون معك في المكتب؟
- السكرتيرة الجديدة منذ أسبوع نشرت إعلان على
إحدى الصحف، وتقدم كثيرات وقد قبلت أحدهن
ومن الغد ستأتي لتعمل معي في المكتب.
كانت سمية قد وضعت الطعام على الطاولة
فدنت منهم وقالت:
- يكفي حديث عن العمل، الفطار جاهز .
- قالت نسرين: لقد جاء في وقته اني أتضور جوعا.
جلست نسرين ووالدته تصب لها الطعام أمامها
تناولت الطعام بشراهه ووالدته تنظر لها واتبتسم.

عند رشوان استيقظ من نومه، وهو يشعر بالتعب فقد عاد ليلة أمس متأخر من عمله دلف للمرحاض أخذ
حمام، ثم نزل لتحت أعد لنفسه الإفطار، ثم تناوله
على عجل وهو ينظر إلى ساعته، ثم صعد إلى
غرفته ارتدى ملابسه وغادر متوجها إلى
مكتب نسرين،كي يبارك لها قبل ذهابه إلى العمل.

عند نسرين، وصلت إلى مكتبه متأمله كل ركن
فيه وتحدث نفسها بسعادة:
-أخيرا صار لي مكتب لوحدي لم تكد تنهي كلامها

حتى وجدت رشوان أمامها، وينظر لها ويقول:
- ألف مبروك يا نسرين على المكتب الجديد .
-الله يبارك فيك .
- أريدك أن ترفعي رأسي، وسأخبر كل أصدقائي

ومعارفي أنك فتحت مكتب جديد.
- وهذا ظني بك، وقوفك بجانبي.
- اعتمد علي في ذلك لفت انتباهه.
تلك للوحة الغريبه فقال:
-من الذي اختار لك ديكور المكتب؟
- أنا.
كانت عيناه تتفحص تلك للوحة فقال:
-لا تظنين أنها غامضة، رجل يمسك يد فتاة،
وكأنه يعيدها أنه لن يتخلى عنها.

- اتقصد وعد بالحب؟
- هذا ما يظنه من يتأمل الصورة.
- وهذا ما شدني لها أكثر، وجعلني اقوم بشرائها
بثمنا باهض، كنت سأنسى ماذا حصل في عملية؟

جلس رشوان وطلب منها الجلوس، فدنت منه نسرين وجلست أمامه وقالت:
- قلبي يحدثني أن هناك موضوع تريد أن تخبرني
به، تحدث أن منصته لك بكل جوارحي.

- رشوان وهو يأخذ نفسا عميقا ثم قال:
-العملية طلعت كذبه.
- نظرت له بصدمة وقالت:
- ماذا تقول؟ وكيف حصل ذلك؟

رشوان بضيق:
-كم أخبرتك.
نسرين ترفع حاجباه، فأكمل شوان بسخرية لاحت في كلامه:
- لم نجد له أثر ، لما وصلت أنا ورجالي بناء على البلاغ الذي وصل ألي كانت هناك شحنة الأدوية ومعدات طبية قد وصلت الميناء.

نسرين بإستغراب:
-شحنة أدوية السنا نصنع أغلب الأدوية هنا؟
- أجل، ولكن مازلنا نصدر من الخارج بعض الأدوية
المهم، لم نجد في شحنة أي مخالفة، ولا في
المعدات حتى تصاريح سليمة، يعني كانت خروجنا
تضييع للوقت، وخيبة أمل.

رن هاتف رشوان فضغط على للرد:
- الوووووه نعم يا رشيد.
- أين انت؟
- هل حصل شيء؟
- بطمن عليك بعد الذي حصل .
- بتطمن على خيبتنا؟
- هناك خبر أريد أن أخبرك به .
خيرا

فيلا جاسر اضرمت فيها نار واحترقت بالكامل
ولقى حتفه هو ورجاله، رشوان وصدمة تعلو وجهه:
-ماذا تقول؟
-مثلما سمعت سأغفل الخط الآن لدي عمل.
زفر بضيق وهتف بصوت غاضب:

- المسألة كل المرة تتعقد أكثر، ولم نستطع أن نصل إلى خيط يوصلنا له نسرين وهي تنظر له. بإستغراب:
- ما الخبر الذي سمعته اغصبك لهذه الدرجة؟
- فيلاة رجل الأعمال يونس الدمنهوري التي
كانت في الطريق الصحراوي اشتعلت
فيها نار ومات هو ورجاله.

نسرين والصدمة تعلو وجهها:
- ماذا تقول! من الذي فعل ذلك؟
رشوان وهو يأخذ نفسا عميقا ثم ينظر إلى
نسرين وقال:

- الذي فعل ذلك بلا شك مأمون
- لماذا انت متأكد؟
- بسبب البلاغ قدم إلى الشرطة والذي قام بتقديمه
أحد رجال يونس بأمر منه كي يتم القضاء على مأمون ورجاله، لما وصلت الشرطة إلى المكان.
وجدت نفس الرجل وأخبرنا بذلك، وهذا معناه أن
مأمون لديه جواسيس في الشرطة ويعلم بكل
تحركاتنا، والموضوع شكلة مش سهل، وخاصة أنه وصل لي معلومات أن في شخصية مهمة تقوم
بمساندته.

نسرين وهي تفكر في كلامه:
- ألم تخبرني أن الشرطة استطعت القبض
على أحد رجال مأمون.

رشوان وهو ينظر لها محدقا:
- لقد نسيت أمره كليا، ونسيت أن أحقق معه
هذا الموضوع الذي كنت سأتحدث معك بشأنه.

نظرت له محدقة:
-موضوع ماذا؟ وما العلاقة التي تربطني به
- رشوان: انتظري سأخبرك بكل شيء
اسمعي إذن ......

في اليوم التالي، في فيلا ياسر الجارحي، أستيقظ
ياسر مبكرا بسبب ذلك الحلم الذي يطارده منذ
أعوام، نهض من فراشه وهو يشعر بالأرق، رمى
تلك الصور من أمامه فتهشم زجاج إلى قطع صغيرة.

تحت، كانت نجيبة قد نهضت وشرعت في تنظيف
المنزل، فسمعت صوتا فصعدت إلى الأعلى
كي تطمن على ياسر.

كان ياسر مازال واقفا في مكانه حينما سمع
صوت نجيبة، وهي تطرق الباب بقوة وتطلب منه
أن يفتح.

ياسر وهو لا يتزحزح من مكانه، وبنبره حادة:
- أنا بخير، أذهبي لتكملي عملك
نكست رأسها وقالت:
- أوامرك يا سيدي
عاد يجلس على فراشه، وهو يفكر لماذا يتكرر له هذا
الكابوس كل يوم ويأبى تركه، حتى المهدئات لا نفع منها، فتنهد بأسى وأشعل عود الثقاب، ونفخ
سيجارته وهو يتوجه إلى الشرفة، يتأمل
الحديقة التي اختار أزهارها بعناية مما جعلها لوحة فنية.

ظل شارد الذهن حتى لاحت في مخيلته فكرة
جهنمية فلاحت إبتسامة خبيثة على ثغرة، توجه إلى غرفة ملابسه واختار منها قميص من اللون
الأخضر كان القميص يبرز تفاصيل جسده، وبنطال من
اللون الأسود، ثم سرح شعره الأسود الكثيف
ووضع عطره الفاخر.

ألقى نظره أخيرة على نفسه في المرآة، ثم هبط
إلى الأسفل
بحث بعينيه عن نجيبة ثم نادها بصوت مرتفع:
- نجيبة، نجيبة
نجيبة وهي تأتي مسرعة
- أوامرك يا سيدي؟
ياسر وهو يحاول أن يبدوا هادئ أمامه:
- اصعدي ونظفي غرفتي، ثم اعدي نفسك لسفر،
ساعتين وتكون على أهبة الإستعداد.

- أوامرك يا سيدي، صعدت وهي تبتسم بما أخبرها
فقد اشتاقت لأبنتها كثيرا، ولم تستطع أن تخبر ياسر بذلك، فهي لن تستطيع أن تتركه لوحده، وهي تعرف أنه يعيش وحيدا بعد وفاة والداه.

صعدت إلى الأعلى، وما إن إدارة المقبض حتى صدمة لهول ما رأت، فقد كانت أشلاء الزجاج منتشرة في
أرجاء الغرفة.

شرعت في تنظيف المكان ما إن إنتهت، حتى
توجهت إلى غرفته أعدت له حقيبته، ثم هبطت إلى
تحت وضعتها،ثم صعدت تجهز نفسها لسفر.

في داخلية،، في إدارة مكافحة المخدرات،،،
وصلت نسرين وألقت التحية على رشوان الذي
كان ينتظرها
في مكتبه، جلست على إحدى الكراسي منتظره
قدوم أبو عامر إليها، حتى طرق أحد العسكر باب
المكتب ليعلن عن قدومه.

سمح له بالدخول وأجلسه أمام نسرين
تنظر له بتركيز، ومعالم الهلع ظاهرة على
محياه حتى شعرت بالأسى عليه
،ولكنها تماسكت أمامه بسبب المهنة
التي تمارسها دون انحياز.

فجلست وهي تضع رجلا على الأخرى
،وطلبت من رشوان أن يتركها معه رغم خوفه عليها، ولكنه استسلم لرأيها

رشوان بضيق:
-أجل يا أستاذه، أنا سأذهب وأرجع بعد ساعة.

نسرين وهي تنظر للمتهم وتتجاهل النظر إلى رشوان لأنها تعلم مدى خوفه عليها:
-تفضل يا سيادة الضابط
غادر رشوان، بينما نظرت نسرين إلى المتهم وقالت:
-كيف حالك ياأبو عامر؟
- الحمد لله

- هل لديك أبناء؟
شعر بسكينة تخترق أحشائه، ونظر لها بهلع وقال:
- هل حصل لهم شيء؟ أرجوك لا تكذبي علي؟

نسرين وهي تحاول أن تطمئنه:
- أنهم بخير لا تقلق، فقد كان هذا مجرد سؤال
خطر في بالي.

شعر أن روحه عادت له، أخذ نفسا عميقا وقال:
-الحمد لله.
نسرين بخبث:
-من هو مأمون؟
نظر لها بصدمة ثم هتف بإرتباك:
- من مأمون؟
نسرين وهي تنظر له بحدة:
-انت تعرفه جيدا أليس كذلك
أبو عامر وهو يحاول تحاشى نظر لها وقد
لاحظت ذلك:
-هذه أول مرة اسمع بهذا الاسم

لمحت أنه ينظر إلى الماء فقامت بإعطاءه
وهي تقول:
-أشرب فالجو حار جدا
التقط الكأس من يدها، وأرتشفه دفعة واحدة
وهي تنظر له بإستغراب ثم وضعه على طاولة.

- لقد أخبرني رشوان أنك لا تمتلك محامي ليقوم
بدفاع عنك، لذا قررت أن امسك قضيتك وأقوم بدفاع عنك وهي قضية بنسبة لي سهلة، وعندما تفحصت
ملف القضية، وجدت بها عدة ثغرات تستطيع
أن تساعدنا كي تخرجك من هنا، من دون دفع كفالة.

أبو عمر وقد دب الأمل في قلبه بكلامه:
- هل تقولين الحقيقة؟
نسرين وقد شعرت أن الفأر وقع في مصيدة فقالت
والإبتسامة لا تفارق ثغرها:
-ولكني بحاجة إلى مساعدتك، ويجب أن تخبرني بكل شيء، ولا تخاف فأن لن أخبر أحد بذلك.

شرد يفكر في كلامها لمحت ذلك فلم تعطه
فرصه كي يفكر فقالت:
- الموضوع لا يحتاج إلى تفكير، وأنا لن اخذلك
فقط ثق بي.

رفع رأسه محملقا بها ثم هتف وهو مازال ينظر لها:
- ماذا تريدي أن تعرفي؟
-كل شيء تظن أنه سينفعنا في القضية، وحتى
لو كانت المعلومة ليست مهمة بنسبة لك، قد تكون مهمة بنسبة لي كي أخرجك من هنا في أسرع وقت.

- سأخبرك بما أعرف، وأتمنى أن تثق فيني كما واثقت فيك.

-قص لها أبو عامر بكل ما يعرفه من معلومات
فكانت تنصت له بتركيز، حتى لا تنسى حرف
مما تفوه به أمامها.
في منزل ياسر،،،
-بعد أن جهزت نجيبة مستلزمات السفر هبطت إلى
الأسفل، وهي تحمل حقيبة صغيرة وضعت فيها
طعاما مخصص لفوكس كان ياسر بإنتظارها، فقد وضع الحقائب في شنطة العربية، ركبت نجيبة،
وبجانبها فوكس في المقعد الخلفي انطلق
ياسر إلى المطار .

ما إن أنهت نسرين الحديث مع أبو عمر، حتى
ذهبت مع رشوان إلى إحدى الكافيهات القريبة.

جلس رشوان وبقربه نسرين ليعرف ما توصلت
له من معلومات،
طلبا رشوان عصير له ولنسرين ثم قال:
- ماذا أخبرك؟
- قصت له كل شيء أخبره إيها
نظر لها بصدمة وقال:
- مستحيل! حتى رجاله لا يعرفون شكلة جاء النادل وضع العصير وغادر
التقطت نسرين كوب العصير الباردة ترتشفه ثم قالت:
- لقد استغربت من حديثه يبدوا أنه رجل غامض، حتى رجاله لا يعرفون هيئته.

- وهذا ما يفقدني صوابي
حتى رجاله لا يعرفون شكلة، وليس هذا فقط
حتى رجال الذي يتعاملون معه لا يعرفون شكله.

نسرين وهي تفكر في كلامه:
-ماهو اسم المشفى الذي بعث له الأدوية،
والمعدات الطبية.

رشوان وهو يرفع حاجباة بإستغراب:
- مستشفى الصفا هو صاحب الشحنة، ولكنه مشفى ليس له علاقة بشحنة.

نسرين وهي ترتشف ما تبقى من العصير ثم
أخذت نفسا وقالت:
- ماذا ستفعل الآن؟

- كنت أعتقد أنك تستطعين توصلي إلى
معلومات مهمة عن مأمون ولكن....

نسرين بمتعاظ:
-وماذا كنت سأفعل، وقد أخبرني بكل شيء يعرفه،
كما أن هذه أول مره يقوم بعملية، وقد قمت بتفتيش البضاعة فكانت سليمة، واعتقد أنه وضاع كل أمل لك في الوصول إلى مأمون.

-ولكن هناك سؤال يشغل بالي
نظر لها بتعجب وهتف:
- ماهوا؟
-لماذا اخترت هذا الرجل المبتدئ في العمل
مع مأمون؟

- قبل أسبوعين في المطار عند وصول الشحنة إلى
الميناء طلبت من أحد أصدقائي الضابط ذهاب إلى
المطار لتفتيشها، وعندما وصل أمر الجميع إلا
يتحرك من مكانه.

وكان برفقته مجموعة من الضابط والعسكر
وتم تفتيش البضاعة،
كان أبو عامر موجود مع البضاعة وسأله بخوف:
- هل هناك شيء يا سيدي الضابط؟
رشيد وهو يفتح أحد الصناديق ليشاهد ما تحتوي
فرمى كل ما فيها على الأرض، ونظر إلى أبو عمرة ثم ألقى عليها بعض الأسئلة، فرتبك أبو عمر لاحظ ذلك، وخاصة أنه كان يتصبب عرقا فتم أخذه إلى السجن لكي يتحدث معه، ولكنه طلب حبسه عدة أيام، حتى يخاف ويتحدث،
ثم نظر لها وقال:
- هذا الذي حصل.
- يعني لم تصل إلى شيء؟ والرجل شكله لا يعرف غير الذي تفوه به، لقد انطلت عليه كذبة أني تم
تعييني من قبل زوجته.

- لقد اختارتك انت لأن لديك المقدرة على جعل الناس يبيحون بمكنونات صدورهم لك، من دون خوف.

- الرجل هذا لم يقترف أي ذنب، وعليك أن تلقي
صراحة في أسرع وقت.

- وأنا كنت أفكر في ذلك، نظر إلى ساعته التي تلتهم معصمه وقال:

-لقد تأخرت على العمل علي الذهاب
- وأنا أيضا تأخرت في العودة إلى المنزل.

عند ياسر وصل ياسر إلى روسيا،، وتحديدا إلى العاصمة مسكو مر وقت ليس بقليل، وكان شارد الذهن يفكر
في الغد فقد تعب من هذا الأعمال التي ترهق
أعصابه، من كثرة التفكير طوال الوقت.

على أرض روسيا،، وفي العاصمة الروسية موسكو
تحديدا،،،
كان حسن قد علم بوصول ياسر، كانت لار تستعد
لستقباله، ما إن دنا منها حتى وجد ترحيبا
خاصا من الجميع، عانقه حسن وهو يقول:
- مرحبا يا ياسر، لقد اشتاقت لك كثيرا.

-ياسر بابتسامة صفراء:
وأنا اشتاقت لك كثيرا

- قالت لارا: كيف حالك يا ياسر؟
نظر لها بإبتسامة زينة ثغره
-أنا بخير؟

- قال حسن: تعالي معي، كانت لارا مغتاظة من ذلك، ولم تستطع الاعتراض على كلام حسن
فركبت سيارتها وهي تكاد تموت غيظا، بينما ركب
ياسر في سيارة حسن ومعه نجيبة وفوكس.

-كان حسن لا يتحرك إلا بجيشه الذي يمشي خلفه،
انطلق حسن ومن بعده أسطول السيارات حتى وصلوا إلى إحدى منازل حسن، كان على الطراز الإيطالي،
دلف الجميع إلى داخل قال حسن:

لمح حسن نظرت ياسر للمنزل فهتف:
-هل أعجبك المكان؟

نظر له بقرف وقال:
-ليس سيء، لي أكثر من ثلاثة أعوام لم أتي
إلى روسيا.
نظر إلى نجيبة وقال:
- أذهبي لتطعمي روكس طعامه
وطلب من الخادمة أن ترشدها إلى غرفتها، كي ترتاح من عناء السفر.

نجيبة وهي تشعر بالأعياء:
- أوامرك ياسيدي

حسن وهو يتفحص نجيبة وهتف بعد ذهابها:
- لماذا تهتم بها كثيرا؟
- إنها تمتلك خصلة لا يمتلكها إلا قليلا في
هذا الزمان.

- نظر له بدهشة وهتف: أي خصلة!
ضحك ياسر ونظر له وقال:
- الأمانة

- حسن وهو يحول أن يسأله، ولكنه نظر له وقال:
- سأرتاح الآن، ولدينا وقت طويل كي نتحدث صعد إلى غرفته متجاهل الجميع، كانت لارا تستشاظ غيظا،
بينما غادر حسن وشرار يتطاير من عينيه

إدار المقبض وتوجه للمرحاض، أخذ حمام ينسيه عناء السفر، ثم ارتدى ملابس قطنية مريحة، واستلقى على فراشه.

في اليوم التالي،،، نهض ياسر غير ملابسه وهبط
إلى الأسفل لمح نجيبة فقال:
-صباح الخير يا نجيبة
- صباح الخير يا سيدي
- هل الفطور جاهز؟
-أجل، وقد وضعته على الطاولة جلس يتناول الطعام لأول مرة يشعر بطعم الطعام ثم نهض ودلف
إلى مكتبه،
فتح جاهز المحمول ليشاهد الرسائل الواردة.

وصل حسن إلى المنزل الذي يقيم فيه ياسر ودلف
إلى الداخل سأل نجيبة عن ياسر، فأخبرته
أنه في المكتب.


توجه إلى مكتب دلف من دون أن يطرق، فقد كان
وجهه شاحبا ، فطن ياسر أنه لم ينم بسبب
ذلك الموضوع الذي يؤرق تفكيره.

فقال حسن بعد أن طفح الكيل به:
- أين البضاعة يا ياسر؟
ياسر وهو ينظر له بحزم ثم هتف بلا مبالاة:
-كل الذي يهمك هو مال، ولقد وصل المال
إلى حسابك منذ يومان.

- كانت دهشة تعلو وجهه ماذا تقصد؟ لقد سمعت أن البضاعة تمت مصادرتها من الشرطة المصرية.

- وهل تعتقد اني افشل في أي عملية أقوم بها،
أنا ياسر لقد أخذت البضاعة، وقمت بتوزيعها
إلى التجار، منذ وصولها.

ضحك حسن حتى ظهرت نواذجه
وقال:
- لقد كنت واثقا فيك، لقد حجزت لنا الطعام
في أفخر مطعم في موسكو

- وأنا لا مانع لدي.

في مصر،، تحديدا في القاهرة،،
عادت نسرين إلى المنزل، وهي تفكر في كلام رشوان، فلقد شغل تفكيرها تلك القضية الغامضة، التي
لم تستطع داخلية بنفسها فقررت أن
تفعل كل ما بوسعه.

- في صباح اليوم التالي، غيرت ملابسها ثم توجهت
إلى مستشفى الصفا، وطلبت لقاء المدير على عجل
فلبى طلبها بعد أن أكمل العملية التي كان يقوم
بإجراءها، دلفت الى مكتبه الذي كان ينتظرها فيه.

استقبالها بترحاب بعد أن علم أنها محامية..
ثم جلسا يتبادلون أطراف الحديث.

نسرين وهي تأخذ نفسا عميقا
ثم قالت:
- من هي الشركة الذي تتعامل معها؟ كي توصل
المعدات الطبية للمشفى، وماذا اختارت هذه
الشركة بذات،رغم أن هناك العديد من شركات
أفضل منها

- هذه الشركة نتعامل معها منذ فترة طويلة،
ولم نجد أي تقصير منها،
كم أن الشركات الأخرى لديها مشاكل في تراخيص، وسفر وأشياء أخرى.

- اكيد، الجميع يحب الراحة في تعامل، أريد
تعامل معهم، ولكني مازلت مترددة.

- لا تخاف هذه أفضل شركة في السوق حاليا.

- هل تعطيني اسم هذه الشركة؟
- أنها شركة معروفه اسمها شركة المتحدة،
وصاحبها إسماعيل المنشاوي ، ولكني
لم ألتقي به منذ تعاملنا معهم،

- إذن مع من تتعامل؟
- مع مدير أعماله اسمه ياسر ....
عادت نسرين إلى المنزل كان والدها قد وصل قبلها،
فألقت تحية وجلست، ثم نظر لها بعد أن طوى
الملف الذي كان يطالع صفحته:
- أين كنت اليوم، فقد أخبرتني السكرتيرة أنك
لم تذهبي إلى المكتب نظر له بإرتباك وقالت:
- أنا، أنا لقد كان لدي عمل مهم خارج المكتب
عن إذنك اشعر اني متعبه
- أذهبي، صعدت إلى غرفتها، وهو يشعر أنها تخفي عنه شيء.....

في غرفتها استلقت على فراشها
،وقد أثقل نوم جفنيها دثرت الغطاء على وجهه
ونامت.

في صباح اليوم التالي..
- نهض ياسر وغادر غرفته متوجها إلى الأسفل، كان حسن يجلس على الأريكة ما إن لمح ياسر حتى
اردف قائلا:
- هل نمت جيدا؟
- الحمد لله، هناك شيء أريد أن أخبرك به.

-
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي