الفصل الثاني

تمام، انتبه العيون علينا ولا أريد أن يشعر أحد بأي
شيء أغفل هاتفه.

اقتربت منه أحدهن والإبتسامة تزين ثغرها وقالت:
- هل هذا هو مأمون الذي كنت تتحدث معه؟
-أجل.

-ومتى سنبدأ العملية الجديدة؟
-قريبا جدا، هل اشتاقتي لي مأمون؟
وتريدين العودة إلى مصر.
- (مصر أم الدنيا) ولقد اشتقت لها كثيرا.
حسن بخبث:
-مصر التي اشتاقتي لها فقط.

لارا بمكر:
-مصر والناس الذين فيها.
نظر لها بتفحص:
-واضح أنك أحببت مصر، وإن مأمون هو السبب في
ذلك، أنا لن استطيع نسيان فضله علي؛ لأنه السبب أن أتعرف عليك.

نظرت له بخبث وقالت:
-هل أنت تغير علي منه؟
نظر لها بسخرية وقال:
-مأمون هو ذراعي الأيمن، وأنا اعتبره إبني الذي لم
انجبه، ولن أخسره من أجل امرأة.

نظرت له بغيظ وقالت:
-وأنا لن أبيع مأمون بكنوز الدنيا، كفاية أنه يحبني،
وأنا أحبه.

-وأنا لست غبي، أن افرط فيه من أجل امراة.
لارا بابتسامة عريضة:
-كلامك جعلني مرتاحة.

نهض حسن من مكانه وقال:
-اعدي نفسك جيدا السفر بعد يومان، ولا تنسي أن
تبلغيه سلامي لحد ما التقي به قريبا.

-يوصل غادر، بينما هي تحدث نفسها:
-متى سأتخلص منك؟ لم أعد أستطيع أن اطيقك.

( في داخلية)..

داخل أدارة مكافحة المخدرات، يجلس أحدى الرتب
العاليه بالداخليه على رأس طاولة الإجتماع مع
مجموعة كبيرة من الضباط وأصحاب الرتب
العسكرية.

العميد بصرامة:
- الموضوع زاد عن حدة كثيرا، والداخلية ستنقلب
علينا إذا لم نستطع أن نمسكهم قبل العملية
القادمة.

رشوان بضيق:
- القضية في أيدينا منذ أكثر من عامان، ولم نستطع
أن نفعل شيء، والضباط الذين كانت في أيديهم
لم يستطيعوا فعل شيء.

حسن إنسان ذكي جدا، ودماغه صعبه لم نستطع
إلى الآن أن ندس له جواسيس له في عمله.

العميد بغضب:
-لأنكم اغبياء، رجل مثله لا أحد يعرف شكله،
لقد صرنا سخرية لكل الإدارات.

رشوان بغضب:
-والله الذي يسخر نخليه يمسك القضية، شهران
ونرى ماذا سيفعل؟ إن شاء الله العملية الجديدة
نأخذ فيها خطوة إلى الأمام.

العميد:
-أتمنى ذلك، اذهبوا إلى عملكم، انصرف الجميع إلى مكاتبهم، اتجه رشوان إلى مكتبه وعلامات الضيق
ظاهرة على محياه، فوجد مكالمات فائته تتعدى
١٠ من خطيبته نسرين فضغط على بعض الازرار،

- الووووه، ايوة يا نسرين
نسرين بلهفة:
-هل انت بخير؟ من الصبح اتصل لأطمئن عليك.

-أنا بخير، لقد كنت في إجتماع، هل حصل شي؟
-لا، ولكني كنت اطمئن عليك فقط، لاحظت أن
صوته متغير فسألته لم صوتك متغير؟
-ليس هناك شيء.

- لا، في تحدث وأنا منصته لك.
زفرا بضيق وهتف بنبرة حادة:
-القضية التي أعمل عليها لا استطيع أن انهيها،
أنا تعبت منها•• بسببها تأخر زواجنا، بل إضافة اني لم استطع أخذ اجازة إلى الآن.

-كل شيء بإرادة ربنا، وكل تأخير فيه خير، تركها
على الله.
- ونعم بالله.
-أنا بجانبك ولن اتخلى عنك.
- ربنا يخليك ليا، ياليت تركت هذه العمل منذ
فترة واشتغلت معك.

- أنا بحبك وانت ظابط، وأي عمل له صعوباته لازم
تكون قوي ولا تستسلم وتثبت نفسك في عملك،
المهم
أنا انتظرك في نفس المكان منذ ساعتين، ألم تعزمني على الغدا اليوم، أم انك تريد أن تتهرب.

ضحك رشوان بملئ فمه وقال:
- عشر دقايق وأكون بجانبك
- طيب، وأنا بإنتظارك.
-سأغفل الهاتف، سلام.

في أحد البيوت المهجورة..
يقف رجلان تتقارب أعمارهم ما بين الثلاثينيات.
يونس بغصب وبصوت عالي:

-هل جننت لتفعل ذلك يأبوا عامر، من هو الرجل
الذي تريد مقابلته؟
أبوعامر:

-أريد مقابلة مأمون ، وهذا من حقي أن أعرف مع من اتعامل؟
- يونس وهو يرفع حاجبة بإستنكار:
انت كيف تفكر، لا أحد منا يعرف شكل الزعيم، ولم يقابله أحد من قبل.

أبو عمر بهلع:
- أنا خائف هذه أول مرة اطلع العملية لوحدي وأبو
قاسم مات، وأنا صرت لوحدي.

يونس وهو يضع رجلا على الأخرى:
- الأعمار بيد لله، والزعيم لن يتخلى عنك.

- كلام، الذي يقع في قبضة الشرطة يبعث له رجال
إلى السجن لتخلص منه.
- لكن انت لست أي رجل، ولن يستطيع أن يستغني
عنك بسهولة.

- أنا لست واثقا به، إذا حصلي شيء ماذا سيحصل
لزوجتي وأبنائي من بعدي؟
- لماذا تتوقع البلاء قبل وقوعه، اتركها على الله،
ولا أحد ينام جائع.

- ونعم بالله.
- قبل أن انسى، العملية بعد أسبوعان
أريدك تفتح عيونك، وتركز على كل شيء.
أبو عامر بضيق:
-تمام.

على كورنيش،،، جلس رشوان بجانب نسرين وهي
تنظر له بضيق وتقول:
- هل هذا هو الغداء الذي وعدتني به؟
- هل انت غاضبة من أجل ذلك؟
- أجل.
نهض رشوان وقال:
- تعالي معي نذهب أي مطعم تختاريه بنفسك، كله إلا زعلك.

أحمرت وجنتاها خجلا وقالت:
- لا، لست غاضبة.
-ولكني مصر على ذهابنا.

في أحد المطاعم الفاخرة جلس رشوان برفقته نسرين ثم طلب منها أن تطلب الطعام، فجاء النادل
يحمل لسته الطعام اختارت، وهي تبتسم وهو
ينظر لها وماهي إلا بضع دقائق حتى كان الطعام
أمامها، فشرعت تأكل وهو ينظر لها ويبتسم ما أن
انتهوا حتى وركبوا السيارة أنطلق.

في الطريق..
قال رشوان:
- هل أعجبك الطعام؟
- كان شهيا.

- قريبا سأنهي هذه القضية، وسنتزوج على طول،
وبعدها سأجعلك تعيشين احلا أيام حياتك، وتنسي
نفسك معي شعرت نسرين بالخجل وطأطأة
رأسها وقالت :
-قد بسرعة لقد تأخرت على العودة إلى المنزل.

- نظر لها بخبث وقال:
- هل خجلت من كلامي؟
- ليس الوقت مناسبا لهذا الكلام.

ضحك رشوان وقال:
-بحبك فيك خجلك، وصلوا إلى حي الذي تقطن فيه
نسرين فأوقف السيارة غادرت نسرين، وهو ينظر
في إثرهاحتى غابت عن مرمى نظره
فانطلاق بسيارته.

في الفيلا ياسر الجارحي،،وتحديدا في مكتبه،،
جلس ياسر في مكتبه برفقته أحمد يراجعون أوراق الصفقة الخاصة بشحنة الأدوية.

أحمد بملل وقد وضع تلك الأوراق بيده:
-أنا رجعت كل الأوراق والتصريح
ياسر، وهو يرفع رأسه عن الملف قائلا:
-شحنة الأدوية أريد منك أن تسلمها بنفسك، على كل الشركات التي طلبتها منا.

أحمد وهو يتثائب:
- تمام، ساغادر لأن لم أعد استطيع فتح عيناي
من تعب.

نظر له بضيق وقال:
-ركز معي.
هتف أحمد بغصب:
-أنا من الساعة ٧ وأنا في مكتب تعرف ما الوقت الآن؟ إنها واحدة بعد منتصف الليل.

نظر له ياسر بضجر:
-اذهب الآن، والساعة ٧ تكون أمامي.

نظر له بضجر وقال:
- تمام، غادر أحمد وترك ياسر الذي نهض من مكانه وهو يشعر بالإرهاق، صعد إلى غرفته أخذ حمام
ثم توجه إلى فراشه ما أن استلقى حتى لاح في
مخيلتها ذكرياته السابقة التي تؤرق
مضجعه نفض تلك الأفكار واغمض عيناه.

عند أحمد كاد يفتعل حادثة بسب عدم رؤية بشكل
صحيح، وصل إلى منزله ليجد أخته صغيرة بإنتظاره
وهي تنظر له بخجل، فنظر له وقال:

-خير يامي، ترددت مي كثير في الإجابة عليه
ثم نظرت له وقالت :

- أريد مبلغ من المال، كاد أن يسأله ماذا فعلت
بالمبلغ الذي أعطيته لك منذ أسبوع، ولكنه
لم يرد أن يحرجها فقال :

-طيب صعد إلى غرفته فتح الدرج أخذ حزمه من المال وهبط إلى الأسفل.

تحت كانت تجلس مي وتحدث نفسها:
ماذا سيقول عني؟ هل سيقول أني مسرفه تضيع
المال، لقد اقتنيت بذلك المال هدية لصديقتي مريم، عيد ميلادها بعد أسبوع ليتني أخبرته، لم تشعر
به إلا عندما مد يده ليعطيها.

صعد إلى الأعلى أخذ حمام ثم استلقى على فراشه، وقد هجم عليها كوحش يأبى أن يتركه.

حل صباح نهض أحمد غير ملابسه ونزل ما إن
شاهد والده حتى هتف:
-صباح الخير.

- صباح نور ياحبيبي، فطارك جاهز
تناول الطعام بصمت ما إن نهض يغادر حتى نادته
والدته، فنظر لها فطلبت منه أن يجلس، لكي تتحدث معه في موضوعا عن مي نظر له بترقب.

أخذت نفسا عميقا ثم قالت :
- تريد مي أن تذهب مع صديقاتها رحلة لكي ترفه عن نفسه، وكانت البارحة تريد أن تخبرك، ولكنها لم
تستطع ذلك فقد اخبرتني انك كنت مرهق.

-نظر إلى والدته وقد كسى الجدية ملامح وجه وهتف بنبره صارمة:
- مي أختي الوحيد، وهي ليست أختي فقط بل
اعتبرها ابنتي، ولكني أخاف عليها فهي مازلت
الصغيرة.

ولا تفهم أشياء كثيرة، ولو على الرحلة بعد الشهر سأخذ إجازة، ونذهب سويا.
نظرت له وعلامات الحزن تملئ محياه
وقالت:

-مي لم تعد الصغيرة الآن، إنها في السنة ثالثه جامعة، وعليها أن تخالط الناس، كما أنها قادرة على المحافظة على نفسه، اعطتها الثقة ولن تخيب ظنك.

صمت أحمد بضع دقائق يفكر في كلام والدته ثم نهض، ولم ينطق ببند شفاه حتى وصل إلى الباب مال
برأسه للخلف وقال:

-أنا موافق على ذهابها للرحلة. في الأعلى كانت مي تجلس على نار فهي تعرف أن أحمد لن يوافق على
ذهابها، ولكنها ذهبت لتتوسل لوالدتها أن تحدثه.

لمحت من شرفتها أحمد ينطلق بسيارته فجرت إلى
تحت حيث كانت تجلس والدته، فسألتها بالهفة:
- ماذا قال؟
- نظرة لها والدتها طويلا ثم قالت:

-لقد وافق على ذهابك، نظرت لها ببلاهة
-وقالت: ماذا؟
- لقد وافق على ذهابك، قفزت مثل الأطفال.

-ولكن، توقفت عن ما كانت تفعله ونظرت إلى
والدتها وقالت:
-لكن؟

أخذت نفسا عميقا وقالت:
-اجلسي، جلست مي بعد أن شعرت أن في جعبت
والدتها كلام تريد الإفصاح عنه.

-لقد وافق أخوك، ولكن عليك أن تعديني أن تحافظي على نفسك، وأن تبقي برفقة صديقاتك طوال الرحلة، وإلا تفعلي شيء مشين يسيء لسمعتك أو سمعت
أخوك.

انت تعرفينه إذا فعلت شيء مخزي أو معيب قد
يمنعك من الجامعة، ومن الخروج من المنزل
طوال حياتك.

دب رعب في قلب مي، فهذا أخر شيء تتمناه أن
يحصل ، لذا عليها أن تحافظ على نفسها طوال
الرحلة حتى تعود للمنزل.

(في داخلية)
جلس رشوان ورشيد
بجانبه يتحدثنا بشأن تلك العملية المنتظره، والتي
مل منها رشوان، ولكنه لا يريد أن تمر مرور الكرام.

- رشوان: أنا موقف كل شيء بسبب هذه القضية
، باذن لله ننتهي منها قريبا، لقد بدأ الملل يتسلل إلى قلبي.

- رشيد: لست وحدك، أنا أيضا تسلل اليأس والحزن إلى قلبي منها، وهذه أخر محاولة، وإذا فشلت سأترك
هذه القضية، وضميري مرتاح.

رشوان وقد ظهرت ملامح الجدية في صوته:
-عامان وأنا أبذل كل جهدي في هذه القضية
، وفي النهاية اتركها لشخص أخر ويرجع من جديد.

أنا متأكد أن القيادة سترفض أن نترك القضية لأنها
الصعبة، ولن يستطع أحد أن يصل للذي وصلنا له.

- رشيد: الكل خايف من الفشل، وخصوصا أنهم
يعرفون أن نحن اكفأ ضباط في داخلية.

رشوان وقد كسى الحزن وجه وتنهد بضيق وقال:
- بسبب القضية الترقية لم أخذها بعد.

- رشيد: لا تذكرني بذلك، والمصيبة أن نحن نعمل في
القضية ولا نعرف العقل المدبر، ولا نعرف الشركائه.

أخذ رشوان نفسا عميقا وقال:
- هذه أكبر مشكلة توجهنا الآن، هذه الرجل ذكي جدا، خلال عامان المنصرمان لم أجد له غلطة واحدة.

نظر له رشيد بخوف وقال:
-أنا خائف أن نفشل مثل كل مرة.

حدق رشوان فيه وقال:
- اكيد سيحصل لي شيء، أريد أن استقر في حياتي
واتزوج البنت الذي أحبها لنا أكثر من أربعة أعوام
مخطوبين، وأهلها بدأ يتحدثون عن طول الخطوبة.

رشيد بخبث:
-كل الذي تفكر فيه هو الزواج.

لوى شفتيه وقال:
- أربعة أعوام ليست قليلة، كنا سنتزوج منذ عامان،
ولكن بسبب القضية أجلت الزواج أكثر من مرة.

-بإذن لله هذه المرة نقبض عليهم، وتترقى وبعدها
تتزوج.

-يارب، نهض رشوان وقال:
- أنا سأعود إلى المنزل أنام لي أكثر من يومان لم انم.

في منزل ياسر الجارحي،، تحديدا في غرفته...

كانت الساعة تشير الخامسة فجر، كان ياسر يغط في نوما عميقا....
دلفت نجيبة لتوقضه لأمر هام.

نجيبة وهي تنادية بصوت مرتفع
سيدي ياسر هناك أمر هام عليك معرفته، نظر له
وهو شبه نائما.

- ماذا هناك يا نجيبة؟
- حيوانك المدلل يصيح بشكل غريب
والجميع يخاف منه، ولا يستطيع أحد أن يقترب له.

- اذهبي انت، وأنا سأتصرف غادرت نجيبة، بينما نهض ياسر بثقل بخطوات بطيئة توجه نحو الخزانة ليأخذ
ملابسه اختار تيشرت فضفاض بالون أبيض ذا ماركة
عالمية منقوش مرسوم عليه بعض الصور،

ثم ارتداه وهبط إلى الأسفل و....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي