ظلال

روز الكتب`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-16ضع على الرف
  • 2.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

0100

صوت هدير ماء خفيف يقطر على أرضية دار الخلاء ليكسر ذلك الصمت الحالِك فى تلك الردهة البيضاء الفخمة التى ستجعلك تبصق لعابك إندهاشاً من فخامتها.

ستتسائل كيف لذلك الإنسان الضعيف أن يصنع ذلك وحده؟ كيف لذلك المخلوق قليل الحيلة أن يبتكر شيئاً أعلى من قدرته؟!

"إهدأ قليلاً سيسمعنا أحدهم"
تمتم شاب فوضوي، مبعثر الشعر، مهلهل الملابس، ذو خصلات شعر حمراء و صفراء كألسنة اللهب يدعى "تاي"

حك الآخر أذنه و قلب كلتا عينيه بتململ
بعد أن فاض به الكيل من كُثرِ تساؤلاته غير المبررة و تذمره غير المسؤول على كل تصرفٍ يقومان به.

"سيكشفنا على أى حال"
ألقى كلماته على الآخر مديراً وجهه كي لا يلاحظ أنه غير آبه لكل ما يفعله تاي، هو لا يهتم إن كانت خطة تاي ستنجح أم ستفشل، هو يعلم سلفاً أنها ستفشل و أن لا أحد غيره سيتلقى التوبيخ على كل المشاكل التى يتسبب بها!

لم ينطق أى أحد منهما و لو ببنت شفة عندما سمعا صوت خطوات أقدام تسير فى الرواق معلنةً عن فشل خطة كلاهما فى تأدية المهمة التى كلفهم بها ذلك الأخرق تاي.

فتح تاي باب الغرفة بينما يترقبه جيمين و يحمي ظهره فى حال كشفهما أحدهم، أو فى حال رآهم ذلك الذى يسير فى الرواق.

دخل تايهيونغ باب الغرفة أخيراً و أغلق خلفه الباب تاركاً ذلك المسكين ليحميه فى حال تم الإمساك بهم.

"ها هو ذا مشروع نامجون أذكى طالب فى المدرسة، لم يخطئ حقاً عندما قرر جعل مشروعه عن لعبة فيديو"

إقترب تاي من تلك اللعبة ببطء و أمسك بها مترقباً ما كان على وشك الحدوث بعد أن كان على وشك فتحها.

"تاي أخرج، أحدهم قادم"

لكمات متتالية تضرب صدره بقوة إقشعر بدنه على إثرها، رجفة خفيفة إعتلت جسده بعد أن إنطلق قلبه يضرب داخل صدره كالعداد، تصبب عرقاً إثر صدمته من هوية صاحب تلك اللكمات القوية... إنه نامجون صاحب المشروع.

نظرات نامجون الغاضبة أصابت الأخرق تاي بالتوجس من ما قد يفعله به، أمسك نامجون يد تاي و الدخان يتصاعد من كلتا أذنيه غضباً خاصة أن نامجون يمقت أن يمس أحد أغراضه!

يبغض من يفكر بلمس أغراضه لمساً فتخيل لو سمحت الفرصة لتاي بإمساكها؟

كان و بلا شك سيحطمها لأشلاء بالطبع بعد حرقها و إغراقها و إتلافها و عندها سيضيع مستقبل نامجون الدراسي إلى الأبد!

كلا هو لن يسمح بذلك، هو سيوقف تاي عند حده!
"إياك و لمس أغراضي أيها المعتوه"
زمجر بوجه ذلك المسكين ثم سحبه إلى خارج الغرفة حيث وجد جيمين

أمسك تاي يد جيمين ثم سحبه مهرولاً بسرعة الصاروخ إلى العلية حيث يمقت الجميع بتلك الغرفة الضخمة اللعينة ذات الغرف الداخلية.

جلس تاي على الأريكة الزرقاء الكبيرة و جبينه يتصبب عرقاً إثر ركضه لتلك المسافة الطويلة دون أن يعطي نفسه برهة لثانية واحدة حتى! كما تعلمون للخوف آثاره

لكم جيمين رسغه بلكمة خفيفة لكنها جعلت تاى يئن ألما إثرها و فوق ذلك آلمته لكمات نامجون الغاضبة.

"لا تفعل ذلك مجدداً أيها المعتوه كدنا نطرد من المدرسة للأبد و بسببك!"
كان يجز على أسنانه غضباً بينما يعبث بشعره مرجعاً إيه للوراء، جيمين دائماً ما يفعل ذلك عندما يكون غاضباً أو متوتراً.

"فقط إنظر على ماذا حصلت"
قالها تايهيونغ بإبتسامة معتوهة يمكنك عبرها شم رائحة الفخر و الثقة و كأنه حقق نصراً بحرب كارثية مصيرية!

"مشروع نامجون! بحق الجحيم، كيف حصلت عليه؟! لقد رأيته بعينى هاتين داخل الغرفة!"

أعاد تايهيونغ ظهره للوراء و وضع إحدى قدميه فوق الآخرى بعدما طمأنته نبرة جيمين أنه إستطاع إبهاره بما يكفي اليوم.

"بطرقي الخاصة يا عزيزي ، هيا لنجربها"
قالها تاي محاولاً كبت إبتساماته العبثية و قد أخذ قراره بالفعل فيما يتعلق باللعبة، هو سيجربها قبل حتى أن يسمع رأى جيمين بالأمر.

"نحن نغش يا تاي و سيعاقبنا الله بشده على هذا"
تجاهل تاي كلماته تلك و وضع نظارات اللعبة على عينيه بعد أن ثبت جميع أسلاك اللعبة على جسده.

"نحن بمدرسة متفوقين يا تايهيونغ، هذا يعني أننا الأذكى من بين طلاب الجمهورية، و نستطيع صنع مشروع مشابه بمفردنا، رغم ذلك أنت إخترت الغش و سرقة مجهود من هو أذكى و أكثر جهداً منك....

تاي.... لدى شعور.. سيحدث شئ ما سيجعلنا نندم على كل خطوة قررنا إتخاذها"

زفر تاي معبراً عن إستيائه للآخر ثم ضغط زر التشغيل دون أن يعير كلمات جيمين أى إهتمامه.

بكل حمق سرق اللعبة، بكل حمق قرر تشغيلها، ذلك الأرعن المتهور سيحظى بكل ما يريد، تلك الأشياء التى أرادها رغم أنه لم يكن يحتاجها... سيندم على كل شبر خطاه تلك الليلة، سيصلى ليخرج من تلك اللعبة حتى لو كان البديل هو الجحيم!..

تيار هواء بارد يسري من أسفل لأعلى ملامساً أجسادهما التى لاعبتها الرياح و ملابسهما التى غطت وجهيهما من قوة ذلك التيار.
ماذا يحدث؟
هل هما يسقطان الآن؟

تأوه كلاهما ألماً إثر تلك السقطة العنيفة غير المتوقعة إطلاقاً من محض لعبة فيديو خرقاء.

"الشمس، السماء، الحشائش الخضراء الرطبة، التيار الذى عبث معنا، الألم الذى شعرنا به إثر تلك السقطة...

هل نحن حقا بلعبة فيديو؟! تبا لك يا نامجون"

قالها تاي نافثاً بغضب قبل أن يقتطف بعض الحشائش الخضراء بقبضته و يلقي بها بوجه جيمين قاصداً إستفزازه.

"نامجون بارع بصناعة الألعاب لكن هناك مشكلة واحدة"

أخذ جيمين حفنة من التراب و ألقى بها بوجه تاي كإنتقام على ما فعله قبل قليل ...

"ما هي؟"

سأل تاي مستفهماً و أطبق قدميه على بعضهما البعض كإشارة أنه يستمع بتمعن ..

"إن لقينا حتفنا بهذه اللعبة ، فهناك إحتمال أن نموت فى العالم الحقيقى بنفس الطريقة!!"
يتبع.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي