الفصل الحادي عشر
الفصل الحادى عشر
...................
ذاقت الكثير والكثير من ويلات الخوف
والهوان صبرت وصمتت على تعنت والدتها وسوء أخلاق أخيها
أضاعت حب عمرها بضعفها واستسلامها لأوامرهم أصبحت كاللعبة في أيديهم وافقت على خطوبة جاسم لتخرج فقط من البيت لترى دنيا أخرى جديدة مختلفة ولكن إن لم تقدم هي لنفسها السعادة من سيهديها إليها وعلاقتها بجاسم لم تكون يوما كحبيب وحبيبة أو اثنان ينتويان الزواج وهى لم تقدم شيءولا تريد شيء تريد الرحيل فقط الرحيل من كل شيء الرحيل عن كل شيء
انفصالها عن جاسم لم يمر مرور الكرام على دولت التي صبت عليها غضبها وسخطها وهى لم تعد ترتعد لصوت أمها العالى القوى الصارم فقدت كل شيء ولا يوجد ماتريد الحفاظ عليه والعيش من أجله
حتى آسر رفضها ........رفض حتى سماعها
هي لاتلومه ولكن تلوم نفسها الضعيفة .......المتخاذلة دائما في حقها
ولكن مع كل هذا هناك ومضة نور تعلقت بها عيناها وتتبعتها
أبيها
دائما كانت تريده .......تتمنى رؤيته لتحتمى به تشكى له وتخبره بكل مايحدث لها حثتها همس كثيرا لتبحث عنه وهى تكاسلت وماطلت ولكن قلبها يشعرها أنه يريدها هي أيضا
دولت لن تبوح بأى كلمة عنه وعن مكانه لن تتركها تذهب إليه
ولكنها بحاجته تشتاقه ............تشتاق لسند
أب
والكلمة كافية لتبحث عنه إن كانت تخاذلت في حقها فلما لاتبحث عنه تترك كل شيء وتكن بجواره
هي لاتعرف عن ملامحه إلا القليل صورة قديمة مهترئة رأتها قديما في أغراض أمها واحتفظت بها سرا حتى عن عصام وهى تعلم أن الأمر لا يهمه
وأمامها شخص واحد يساعدها تعرف أنه لن يتراجع عن مساعدتها وهو وعدها بهذا مسبقا
جاسم
جاسم التي شعرت الآن أنه أكثر من صديق .......يعلو في منزلته منزلة عصام شقيقها تحسد فريدة وياسمين أن لديهم أخ يحتمون به ولكنه أعطاها الفرصة أكد عليها دائما أنه موجود متى احتاجت مساعدته وهى اكتفت ضعف وتخاذل ستبحث عنه مهما يحدث
..........................
يوم جديد ......بداية جديدة
وعالم آخر تخطوه بقدميها
ستخرج لدنيا جديدة بجواره ستكون معه دائما في كل وقت وأى مكان
وقفت أمام المرآة تتم على مظهرها النهائي قبل أن تغادر بصحبته كماأكد عليها مساءا
تنفست بهدوء حاولت التحلى بالقوة لتتحمل المسئولية القادمة هي أصرت على العمل رغم رفضه فلابد أن تكون قادرة على تحمل عواقب مااخترته
نظرة أخيرة على مظهرها قبل أن تغادر غرفتها
خرجت بهدوء تتلفت حولها المكان هادئ الوقت مازال مبكرا ولكن نومها لم يكن جيدا متوترة مما هي ذاهبة إليه
رأت فريدة تهبط درجات السلم بثقل وبطء ومازالت ترتدى ملابس البيت اتجهت نحوها مبتسمة :صباح الخير ياديدة
ابتسمت لها فريدة :صباح النور ياحبيبتى
وجهها مرهق شاحب كأنها تحمل هموما ترهق كاهلها وكأنها استسلمت لثقل الحمل على كتفها
مالك يافريدة ........أنتى تعبانة ؟
هزت رأسها مؤكدة وهى تتجه نحو أقرب أريكة:تعبانة أوى ياهمس
والكلمة كافية لتتغاضى عن فرحتها وابتسامة يومها :مالك يافريدة تعبانة ليه .......الشغل ولا حاجة تانية
-هي الحاجة التانية دى ..........عمر ياهمس
أخفضت همس رأسها متفهمة لمشاعرها المتناقضة
تحبه وتكره العودة إليه تشتاق لقربه وتنفر من مجرد رؤيته
هي حتى لاتستوعب مايحدث خيانته أربكتها جعلتها مشوشة متوترة لكن المؤكد أنها موجوعة حتى إن عادت لعملها وانغمست فيه سيظل ماحدث يشغل عقلها وتفكيرها كل ليلة
جلست همس أمامها لتسألها بقلق:إيه اللى فكرك بيه مش خلاص مش عاوزة ترجعيله
رفعت رأسها إليها بحزن :كان عندى في المكتب امبارح وهددنى أنه يأخد چودى لو رفضت أرجعله
اتسعت عينا همس رعبا من مجرد الفكرة ذاتها :ده مستحيل يأخدها ازاى
-ده مجرد لعب عيال هو جاب آخر ماعنده معايا وعشان كده فكر فى الحل ده
- طب وأنتى هتعملى إيه هترجعيله تانى يافريدة ؟
انتفضت من مكانها غاضبة:مستحيل أرجعله ياهمس بعد اللى حصل منه مش هرجعله هو خلاص عايش حياته مع الهانم وبكره تولد وينشغل بيه عاوزة منى إيه خليه بعيد عنى يطلقنى ويسبنى أعيش حياتى لبنتى وبس
قامت همس متجهة نحوها ربتت على كتفها لتهدئ من رؤعها :فريدة أنا من يوم مادخلت البيت وشيفاكى إنسانة ناجحة حافظى على نجاحك ده
التفت إليها وعلى شفتيها إبتسامة تهكم:ناجحة ........ناجحة في إيه بالظبط ياهمس بيتى ولا شغلى ماأنتى شايفة حالى أهو عايشة حياتى على كف عفريت متهددة أنى مقدرش أنام وأنا مطمئنة خايفة يرفع قضية زى مابيقول ويرجعنى غصب ولا يخطف بنتى
فين بقى النجاح ده
ابتسمت همس بثقة :أيوه ناجحة ......قدرتى تعدى اللى حصل وخيانته ليكى وغدر صحبتك قدرتى تكملى وترجعى شغلك ومحافظة على نفسك وعلى بنتك قوتك من جواكى يافريدة شوفى كده نفسك وأنتى واقفة في وسط العمال وكلمتك مسموعة نجاحك في شغلك
أنتى مستسلمتيش لضعفك ولا لخيانته جاية دلوقتى وتضعفى لا بقى ده أنتى محتاجة تتضربى
أنهت كلمتها بضحكة بادلتها بها فريدة قائلة:مكنتش أعرف أنى جامدة كده
- عشان بس مركزة مع مشاكلك وبس ركزى في الحاجات الحلوة هتحمدى ربنا وهتزيد
ابتسمت فريدة بإعجاب :يظهر قاعدتك مع رقية أثرت على دماغك بقيتى بتتكلمى زيها
-ماما رقية دى نعمة لوحدها ربنا يخليها ليكوا
- لينا إحنا بس وأنتى ؟
ابتسامة حزينة على شفتيها وتنهيدة خرجت من صدرها بألم :أنا أكيد هيجى عليا يوم وهمشى من هنا إمتى وأزاى معرفش بس الأيام اللى عيشاها معاكم متتنساش
ومين قالك أنك هتمشى من هنا
التفا الاثنتان لمصدر الصوت ليجدا جاسم يقف أعلى السلم مبتسما هبط نحوهم واتجه نحو همس متسائلا:مين قالك أنك هتمشى من هنا
أخفضت رأسها محاولة إخفاء نظرة عينها نحوه:أكيد ده اللى هيحصل ياجاسم مش هفضل هنا على طول
سألته فريدة بمكر:وهو أنت مش عاوزاها ترجع لأهلها ياجاسم
التف إليها بحدة :ترجع فين ماهى قاعدة معانا أهى
وابتسامة حاولت إخفاءها ولكنها فشلت ليغتاظ جاسم وهو ينقل عيناه بينها وبين همس :أيوه بس أكيد همس هتروق وتفتكر كل حاجة
زم شفتيه بغيظ:وقتها يبقى يحلها ألف حلال
نظر لهمس متسائلا:جاهزة ياهمس ؟
ابتسمت بثقة وفرحة:أيوه جاهزة هنمشى دلوقتى ؟
-أيوه بس نفطر وأشرب القهوة
-والفطار جاهز
صوت رقية جاء من خلفهم ليبتسموا جميعا فهمها استيقظوا مبكرا هي دائما تستيقظ قبلها لتجهيز إفطارهم اقتربت منهم لتلقى عليهم تحية الصباح ونظرة متساءلة لفريدة وهى تراها مازالت بملابس البيت:فريدة أنتى مش رايحة شغلك ولا إيه ؟
-لا ياماما أنا هاخد إجازة النهاردة حاسة أنى مرهقة وعاوزة استريح شوية
نظرت لهمس وابتسمت وهى تراها ترتدى ملابسها وتقف مستعدة للذهاب لعملها فى يومها الأول
خلاص ياهمس جهزتى نفسك
-أيوه ياماما خلاص مستنية جاسم بس يفطر ويشرب القهوة ونمشى على طول
-وأنتى مش هتفطرى
-لاياماما مليش نفس مش حاسة أنى جعانة
رفعت رقية أصبعها محذرة :لو مفيش فطار مفيش خروج ولا شغل هاااا هتفطرى ولا هتفضلى قاعدة هنا مفيش خروج
-صدقينى ياماما مش جعانة خالص
نظرت لجاسم قائلة:ها ياجاسم همس مش هتخرج غير لما تفطر ولا مش عاوزاها معاك فى الشغل
تظاهر بأنه يعدل من مظهره ليغادر:أنا شكلى كده همشى لوحدى ولاهفطر ولا هشرب القهوة
امتعض وجه همس قائلة:ليه بقى كده .........خلاص ياماما هفطر وأمرى لله
.................
ركبت بجواره السيارة متجهين نحو مكتبه وطوال الطريق وعينها تراقب تنظر يمين وشمال وكأنها لأول مرة ترى الشارع وكيف لا وماحدث لها لاينسى وهى ناسية لاتتذكر أى شيء مضى وهاهى متجهة لعالم جديد بعيد عن البيت عن رقية وچودى ولكنها ستكون بجواره دائما وهذا يكفيها
سرحتى في إيه؟
التفت إليه وابتسامة هادئة زينت محياها:حاسة زى مايكون أول مرة أخرج
-أنتى فعلا مش بتخرجى ياهمس ديما كنتى في البيت
-كنت بخاف ياجاسم
ونظرة سريعة غاضبة نحوها حاول أن يخفيها ولكن عيناها التقطتها فخشيت أن تكون أغضبته ولكنه كان الأسرع في الرد:تخافى ليه ياهمس وازاى ........أنتى محدش يقدر يقربلك طول ماأنتى معايا
والكلمة خرجت عفوية سريعة وهى لاحظتها ولم تعقب فلحق نفسه سريعا:قصدى أنك معانا في البيت وفى وسطنا مفيش حاجة ممكن تخوفك
صمتت وبقلبها سر تخشى البوح به حتى لايغضب وهى في بداية عملها معه أتخبره أن عصام وصل إليه فى بيته رأته يقف أمام بوابة الڤيلا والبواب يعامله باحترام ونظرة نحوها خبيثة متوعدة وهى انتفضت خائفة لتجرى نحو غرفتها لتراها رقية فتسرع خلفها قلقة ارتمت فيأحضانها وأخبرتها بمجيئ عصام إلى هنا ورقية تعاملت خرجت بسرعة نحو البوابة وأوقفته صارخة:أنت يابنى آدم جاى هنا ليه اتفضل يلا من هنا بدل ماأطلبك البوليس
وهو لايعلم أن همس أخبرتها بما حاول فعله معها سابقا واعتقد أن صراخها عليه بسبب انفصال جاسم ومريم
حصل إيه بس ياطنط رقية إحنا مهما كان أهل ومش عشان مريم وجاسم سابوا بعض يحصل مشاكل بينا
صرخت بوجهه غاضبة:لاياحبيبى مش عشان مريم ده عشان همس وأظن أنت عارف ليه يبقى تلم نفسك وتورينى عرض كتافك بدل والله أخلى ابنى يلبسك قضية
وابتعد منكس الرأس وهى ارتاحت ولم يعلم جاسم ولاترى فى إخباره سببا
..............
وصلا إلى مكتبه وقفت تشاهد البناية الكبيرة وهو بجواره يبتسم :إيه ياهمس هنفضل واقفين كده
التفت إليه مبتسمة بحرج:هو مكتبك هنا
-ايوه هنا بس خدى بالك محدش يعرف حاجة عنك غير حورية ولما تشتغلى ولو حد سألك تقولى أنك بنت خالتى عشان لو حد لاحظ أنك عايشة معايا في نفس البيت محدش ساعتها يقول كلمة غلط فهمانى ياهمس
أؤمات برأسها متفهمة:فهماك ياجاسم
دخلت خلفه المكتب يلقى التحية على موظفينه والعاملين وعيناها تدور في الوجوه في المكان بأكمله مرتبكة خائفة ولكنه أخبرها ألا تخاف وهى تثق به
وصل لغرفة حورية التى وقفت تحادثه حتى انتبهت لها نظرت لها بنظرة متفحصة قبل أن تسأله:مين دى ياجاسم
-دى همس ياحورية
ونظرة إعجاب وابتسامة مرحبة:أهلا ياهمس نورتى المكتب
- ده نور حضرتك
اقترب منها جاسم معرفا:دى حورية ياهمس مديرة المكتب وأختى الكبيرة خدى بالك منها وهتتعلمى منها كتير
-أكيد طبعا هتعلم منها
-طيب بعد إذنك ياأستاذة حورية هأخد همس أوريها مكتبى
رفعت حورية حاجب وأنزلت الآخر محذرة :لو سمحت مفيش تأخير عاوزين نبتدى الشغل
رفع يده مستسلما:حاضر ياأستاذة حورية مش هنتأخر عن إذنك بقى
دخل المكتب وهمس خلفه أغلق الباب ووقف بجوارها مشيرا لغرفته:إيه رأيك بقى ده مكتبى ومكتب بابا قبلى بس أنا عملت فيه شوية تعديلات بسيطة
طافت عيناها فى أرجاء المكان حتى توقفت عيناها عنده :المكتب حلو أوى وأستاذة حورية شكلها طيبة أوى
اتجه نحو مكتبه جالسا فوق كرسيه :حورية هي اللى شايلة المكتب من أيام بابالحد دلوقتى حاولى على أد ماتقدرى تتعلمى منها
هزت رأسها مؤكدة :أكيد طبعا مادام بتقول أنها اللى شايلة المكتب .......ممكن بقى استلم شغلى
- ومالك مستعجلة كده ليه ؟
- حاسة أنى عاوزة اتحرك اروح وأجى واشتغل مش أبقى قاعدة مكانى كده وخلاص
قام من كرسيه متجها نحوها استند بظهره للمكتب :طيب ياستى بس خدى بالك محدش يعملى القهوة غيرك أسالى حورية على مكان البوفيه ولما أحب أطلب قهوة أنتى اللى تعمليها بس ليا أنا بس مش لحد تانى
وابتسامة طفلة شقية تجسدت فى جسد إمراة جميلة تزين شفتيها وضحكة عيناها راحته وشقاءه منذ رأها وهناك أمر ما خفى عليه يجذبه نحوها لايعرفه ولايعرف له سببا منذ أتت لتعيش في بيته والقرب يزداد ومازال السبب مجهول
لماهى ؟
والإجابة مبهمة ........غامضة
وقلبه يتعلق يوما بعد يوم وعيناه ترغبها بشدة ترغب رؤياها
وهى لاحظت نظرته الهائمة ارتبكت تعثلمت حروفها على حدود شفتيها
حاولت تجميع شتات روحها لتناديه بخفوت:جاسم
وصوتها نبهه لحاله فاعتدل مبتسما :أيوه ياهمس
- أنا هخرج ........محتاج منى حاجة
- لاياهمس روحى أنتى لحورية وركزى معاها
حاضر ........عن اذنك
................
أكثر من ساعتين وهى تجلس بجوار حورية تتعلم منها تراقبها وتراقب ماتفعله تراقب الموكلين ........الموظفين تراقب كل شيء لتتعلم هي مصممة على النجاح .......مصممة على إثبات ذاتها حتى إن مجهولة الهوية !!
وصوت صاخب ......مشاغب وضحكته رنانة حاولت أن تنظر خارج المكتب فلم تسمع سوى صوته حتى اقترب الصوت من المكتب فسألت حورية:هو مين اللى صوته عالى كده
هزت حورية رأسها بامتعاض:ده الأستاذ ياسين محامى هنا فى المكتب وابن خال جاسم لازم يعمل دوشة في أي مكان يروحه
وانتهت كلماتها بدخوله :صباح الفل ياأبلة ......
وتوقف صوته وهو يناظر همس بتساؤل :إيه ده هو في وجوه جديدة معانا في المكتب ولا إيه ؟
- خليك في حالك ياياسين دى تبع جاسم يعنى برايڤت ياأستاذ
ضحك مشاكسا:والله وعرفتى البراڤيت ياأبلة
- ماتتلم بقى وبطل أبلة دى وأمشى يلا على مكتبك مش ناقصين عطلة
- حاضر هبطلها مع أن الصراحة القاعدة معاكى تفتح النفس ياأبلة
ونظرة منه نحو همس التي ارتبكت وانزوت بجانب حورية التي صاحت به :ليه ان شاء الله شايفنى عصير ليمون ولا دواء فاتح للشهية
والضحكة خرجت منه صاخبة وهو يشير لهمس :طب بذمتك شفتى حد دمه خفيف كده زى الأبلة ده أنتى هتنبسطى معانا هنا أوى يا.......
هو أنتى اسمك إيه
- همس
ومحاولة منه لتذكر الأسم الذى أحس أنه مر عليه مسبقا:مش عارف ليه حاسس أنى سمعت اسمك قبل كده
فجأة صوت رجال أقوياء يأتي من الخارج وصوت جلبة وهمهمات عالية وقف ياسين ينظر خارج المكتب حتى وجد سارى الرويدى يتجه نحوه مع مجموعة من رجاله ابتعد سريعا نحو حورية:الحقى ياحورية ده سارى الرويدى استر يارب
نهرته حورية غاضبة:وأنت مالك خايف كده ماتجمد كده في إيه مين ده يعنى اللى عامله حساب كده
جاسم بيه موجود
وصوته قوى كرجاله الذين يقف في حمايتهم كأنه يحاول إثبات قوته وسلطانه في وجه جاسم ومن يعملون بالمكتب
نظرة متفحصة من حورية له:وسيادتك تتطلع مين ؟
- قوليله سارى الرويدى
رجل في أوائل العقد الخامس متصابى شغوف بالنساء
يحاول دائما إثبات أنه أصغر عمرا ممايبدو عليه ليجذب إليه الجميلات سواء بالزواج الرسمي أو حتى العرفى أو بقضاء ليلة وانتهى الأمر ورغم أعماله ومشاريعه الضخمة إلا أنه سفيها يعشق كل ماهو ليس له إن أعجبه يعد له العدة ليستولى عليه ووقوع الصيد سهل وبسيط والمال له السحر والنفوذ
تستنى هنا لحد ماأبلغه
ونظرة غاضبة نحو حورية مستنكرا تجاهلها له ومعالمته كالعامة اختفت خلف باب غرفة جاسم ليجلس هو يطالع المكان حوله حتى استقرت عيناه على همس التى ظلت مكانها خائفة قلقة منه وممن معه
والحلوة اسمها إيه ؟
ونظرته لها مرعبة نظرة ذئب يعاين فريسته قبل أن يفتك بها وينهش جسدها وهى تريد الفرار من نظرته تريد الهرب إليه وكأنه أحس بهاولبى نداء قلبها فسمعت صوته خلفها قويا :أهلا سارى بيه اتفضل
ومازال الذئب يحوم حول الفريسة وعيناه تجول بحرية على جسدها ووجهها
والفهد قناص ماهر سريع الحركة والبديهة ونظرة الذئب ليست بريئة ........وهو لن يدعه يكمل مهما كان
بكلمك ياسارى ......بيه
التف إليه مبتسما بسماجة :أهلا ......ياجاسم
قام تحت حراسة رجاله فأوقفهم :استنونى تحت
نفذوا الأمر وتركوه وحده وهو يدخل المكتب بصحبة جاسم
جلس جاسم على كرسيه مشيرا له بالجلوس:اتفضل
ونظرته غرور وتباهى يرفضها جاسم ولكنه مضطر لتحمله حتى يعرف ماذا يريد
قهوتك إيه ياسارى بيه
- لالاشكرا أنا مش جاى أشرب قهوة ياأستاذ جاسم أنا جاى في موضوع مهم جدا وأرجو أنك تساعدنى
وابتسامة مندهشة على وجه جاسم متسائلا:والله اللى أعرفه أن عندك اصطف محامين لهم وزنهم اشمعنى اخترتنى أنا
- عشان القضية تحت ايدك أنت
تقدم جاسم بجسده للأمام متسائلا بدهشة:قضية إيه اللى تحت إيدى
- قضية نهلة
قطب جاسم حاجبيه مغمغما :نهلة مين ؟
- نهلة أمين..........أظن تعرفها
زاد حيرة جاسم أكثر وأكثر وهو يتسائل :أه طبعا اعرفها بس أنت إيه علاقتك بالحكاية تخصك في إيه
امتعض وجه سارى قبل أن يجيبه بخزى :محمود الصالحى
- محمود الصالحى ده ........ده اللى نهلة رفعت عليه القضية
أؤما برأسه :أيوه هو
- طيب وأنت إيه علاقتك بالموضوع
- علاقتى أن محمود ده ........يبقى ابن أختى
وابتسامة فهم على وجه جاسم :اهاااااا ......والمطلوب ياسارى بيه ........طبعا التنازل
- عمرك ذكى ياجاسم
- الحكاية مش محتاجة ذكاء ........بس أنا آسف مفيش تصالح ولاتنازل ياسارى بيه ........نهلة مش هتتنازل عن حقها عشان واحد مستهتر وجبان زى ابن أختك .......لو راجل بجد يكتب عليها رسمى مش يجيب اتنين كومبارس ويضحك عليها وعلى والدتها الست الغلبانة ويفهمها أنه مأذون وبعد مايمل منها يرميها فى الشارع .........اللى يعمل كده مينفعش أقول عليه راجل ياسارى ......بيه
والغضب على أشده ووجه سارى ازداد احمرار وقسوة ولكنه تمالك نفسه حتى يصل لما يريده:مليون جنيه ياجاسم .........مليون جنيه اتعابك وزيهم للبنت دى ونخلص الموضوع
- هتخلصه ازاى ؟
- تتنازل عن القضية أظن كده أنا مش غلطان ولا محمود كمان
وضحكة ساخرة عالية استفزت سارى فقبض كفه بغيظ:أظن أنا مقولتش حاجة تضحك
- ياسارى بيه أنا لازم أضحك ماهو أنا مش محامى مبتدئ ولا محامى بايع ضميره وذمته زى المحامى بتاعك عشان أرضى أنى اتنازل وأخلى موكلتى كمان تننازل عن قضيتها
ضرب سارى على المكتب بغضب وهو يقف صارخا بجاسم الذى تحلى بهدوء أعصاب يحسد عليه :أنا مش جاى أطلب منك أنا جاى آمرك أنت والبنت دى أنكم تتنازلوا عن القضية بهدوء ومن غير وجع دماغ انا ممكن اتصرف معاها بطريقتى بس أنا قلت أتكلم معاك أنت الأول عشان تعقلها .........بس الواضح أنك مش عاوز تيجى بالذوق
رفع جاسم حاجبيه ساخرا :وده تهديد بقى ولا إيه
- سميه زى ماتحب بس متبقاش تزعل من رد فعلى
طرقة على باب الغرفة ليأمر جاسم بالدخول ليجد كاميليا تحمل له ملف احدى القضايا
تسمرت في مكانها مندهشة من وجود سارى في مكتب جاسم نقلت بصرها بينهما بحيرة لتنتبه على صوت سارى الساخر:الله الله والهانم بتشتغل هنا كمان ..........إيه وحشك الحب القديم ولا إيه
صرخ به جاسم وهو يقف غاضبا:بقولك إيه احترم نفسك لولا فرق السن اللى وبينا كان هيبقى ليا تصرف تانى
ابتسم سارى بتهكم:تصرف إيه ياأستاذ يامحترم عاوز تضربنى ولا إيه ده أنا رجالتى يطحونك
ضحك جاسم مستفزا سارى :طب يلا .......يلا لم رجالتك اللى واقفين تحت دول ومع السلامة وياريت متنورش المكتب تانى
نظرة منه أخيرة بين كاميليا وجاسم أنهاها وهو يتجه نحوها :بقى أنا تبعينى وتتطلقى منى عشان في الآخر تيجى تشتغلى هنا حتة موظفة.........بس أقول إيه غبية
صرخت به وهى تشعر نحوه بالاشمئزاز :أنا فعلا غبية أنى كنت عايشة مع واحد زيك حرامى وبتاع ستات كل يوم مع واحدة شكل
دخلت حورية المكتب بسرعة وهى ترى كاميليا بالداخل بعدما أخذت همس لتتعرف على فريق المكتب
دخلت بهدوء على عكس داخلها:أنا آسفة يااستاذ جاسم كنت في المكتب التانى ومعرفش أن مدام كاميليا هتدخل
نظرة منه غاضبة مستنكرا فعلتها ولكنه لن يعاتبها الآن أمام كاميليا وسارى: طيب وصلى سارى بيه للباب
وسارى فاض به الكيل وجاسم طرده صراحة والأمر لن يمر بسلام .........مؤكد لن يمر بسلام
غادر غاضبا تراقبه عينا جاسم حتى تلاقت بعينا كاميليا التي تنظر إليه بافتنان وإعجاب ولكنه قاطع تفكيرها بصوته العالى :مدام كاميليا ........بعد كده لو سمحتى تستأذنى أستاذة حورية ولو هي مش موجودة متدخليش .......أظن كلامى واضح
وهى ترى مايفعله من باب العقاب لها على بعدها عنه طوال السنوات الماضية ولكنها لا تعلم أن يلوم نفسه على موافقته على عملها معه اقترب منه بهدوء وغنج حتى أن حورية نظرت إليها متعجبة جرأتها أمالت جسدها نحوه فابعد وجهه عنه :أنا آسفة مش هيحصل تانى بس فعلا حورية مكنتش موجودة بره
نظرة منه محذرة لحورية:حورية مينفعش تسيبى المكتب بعد كده .......بس لو همس موجودة خلاص
سألته كاميليا :مين همس دى ياجاسم
انتفض من مكانه مبتعدا عنها وعن قربها المستفز له وحورية تراقبها بغيظ وكراهية :أنا اسمى الأستاذ جاسم وهمس دى سكرتيرتى الجديدة وأنتى أو أى حد غيرك لازم يستأذن حورية قبل مايدخل ولو حورية مش موجودة يستأذن همس أظن كلامى واضح
رفعت رأسها بغرور محاولة إخفاء غيظها من تعمده الابتعاد عنها خصوصا أمام حورية التي تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها تخفى ابتسامة تشفى
طرقة هادئة على الباب ليبتسم جاسم ابتسامة لاحظتها كاميليا ولم تفهم مايحدث حتى أذن جاسم لهمس بالدخول وقتها رفعت كاميليا حاجبا وأرخت الآخر وهى تفهم الآن سببا لابتسامته
فتاة جميلة تبدو أصغر منها سنا وجهها وملامحها على قدر ماتبدو من الهدوء على قدر شقاوة في عيناها ترفع خصلات شعرها البنية أعلى رأسها إلا تلك بعض الخصلات التى هربت من قيدها تقدمت نحو جاسم الذى انحنى إليها قليلا وهى تحادثه فهى أيضا أقصر منها تصل إلى مستوى كتفه وابتسامته التى كانت مختفية منذ دخلت هي إليه ظهرت الآن وتجلت كبزوغ شمس النهار
رفعت راسها محاولة استعادة ثقتها بنفسها التي اهتزت منذ رأت همس ورأت ابتسامة جاسم لها وكأنها أخذت مكانها عنده وكأن قلبه عاشق ..........هل يمكن أن يكون عاشق بالفعل لتلك الفتاة .........بالطبع لا هو عاشق متيم بها إن كان يرفض الاعتراف بهذا الآن فهى ستجبره على الاعتراف لاحقا
تقدمت نحوهم ودفعت همس وكأنها لاتراها فاختل توزانها إلا أن ذراع جاسم كانت الأسرع لحقها بسرعة قبل أن تقع لتتشبث هى بقميصه وكاميليا تقف مغتاظة أكثر وأكثر
أخرجتهم حورية من شرودهم جميعا بصوتها القوى:محتاج حاجة ياأستاذ ........أنا هاخد همس عشان نكمل الشغل
- طيب ياحورية بس خلى ياسين ملوش دعوة بهمس الأستاذ المحترم جابلها فأر بلاستيك على المكتب إيه شغل العيال ده
ضحكت حورية قائلة:هو أنت مش عارف ياسين وجنانه على العموم هقرصلك ودنه متقلقش
التف لهمس محذرا:ياسين ده لو كلمك تيجيلى على طول وأنا هظبطهولك
ابتسمت قائلة:حاضر
لو سمحت ياجاسم عاوزاك فى شغل
التفوا جميعا لكاميليا التى تقف عاقدة ذراعيها وتضرب الأرض بقدمها بتوتر
حورية خدى همس ووريها مكان البوفيه تعملى القهوة ومن هنا ورايح همس بس اللى تعملى القهوة
- حاضر ياسيدى .......يلا ياهمس
خرجت حورية وهمس ومازالت عيناه ترافقها حتى أغلق الباب التف لكاميليا وجدها تقف متحفزة غاضبة تجاهلها واتجه لمكتبه :خير ياأستاذة
جلست أمامه ترفع صوتها بحدة :ممكن أعرف في إيه أنت بتتجاهلنى ليه ياجاسم ........ومين البنت دى
رفع عيناه إليه ببرود :اتجاهلك يعنى إيه أنتى بتشتغلى معايا وبتمسكى القضايا اللى أنا شايف أنها تناسبك بعد فترة توقف عن الشغل
- طيب ومين البنت دى اللى اسمها همس
- همس دى السكرتيرة ولا مش واخدة بالك
- لاواخدة بالى بس ملاحظة أن في نظرات واهتمام مبالغ من حضرتك ولا أنا غلطانة
- قام من كرسيه غاضبا :أه طبعا غلطانة .........عشان ده ميخصكش في حاجة حدودك معايا شغل المكتب ياأستاذة غير كده لا ولو فاكرة أن اللى كان بينا زمان هيشفعلك عندى تبقى غلطانة أنتى مجرد واحدة بتشتغل معايا في المكتب وبس وياريت ..........تلزمى حدودك معايا ومع همس عشان لو عرفت أنك ضايقتها هيبقى ليا تصرف تانى مش هيعجبك أبدا
.................
الليل الساكن والهدوء يعم المكان أقدام خفية تتخطى سور ڤيلا أحمد القاضى باحتراف وجوه ملثمة مستعدة لتنفيذ مخطط إجرامى بأهل البيت
استيقظت همس رغم إرهاقها فى بداية عملها بالمكتب ولكنها كانت سعيدة مستمتعة أفاقت من نومها حاولت مرار وتكرار معاودة النوم ولكنه أبى أن يزورها أخذت بنصيحة رقية :لو قلقتى أو مش عارفة تنامى قومى اتوضى وصلى ركعتين وهتنامى مرتاحة
وبالفعل نفذت تؤضت وصلت وحاولت معاودة النوم ولكن هناك أصوات تأتى من الخارج تحديدا من الحديقة
وقفت خلف الستار تنظر لما يحدث وجدت ثلاثةرجال ملثمين ينتشرون فى الحديقة بخفة كتمت صرختها وانتفض قلبها خوفا وجزعا
لصوص
ماذا تفعل وليس باليد حيلة وشهقتها زادت عندمارأت أحدهم يحاول فتح الباب الرئيسى إن صرخت حتما سيقتلوها وإن صمتت سيؤذون الجميع
خرجت من غرفتها بهدوء قبل أن ينجحوا في الدخول تحركت بخفة قاصدة غرفة رقية ولكنهم كانوا الأسرع لمحها أحدهم فانقض عليها يكتم أنفاسها واتسعت عيناها رعبا وهى ترى الاثنان الآخران يتقدمون نحو السلم حاولت التخلص من قيد الرجل ولكنها فشلت لم يكن أمامها إلا أن تعض كفه الذى يكتم به أنفاسها صرخ الرجل من الألم فالتف إليه رفاقه جرت همس بعيدا تصرخ وتنادى على الجميع ولكنه كان الأسرع لحق بها وصفعها بقسوة وغيظ لتسقط أرضا ولكن يبدو أن صراخها وصل لفريدة التي كانت مستيقظة هي الأخرى رأت مايحدث فأسرعت نحو غرفة جاسم ووالدها
استيقظ جاسم على صوت طرق الباب ليجد فريدة تقف أمامه خائفة مرتعبة:في إيه يافريدة مالك
-الحق همس في حرامية تحت وفى واحد بيضربها
ماان اتمت كلمتها حتى أسرع من أمامها ولحق به أحمد ورقية
هبط السلم سريعا ليجد همس ملقاة على الأرض تبكى وهى تبعدهم عنها وعن الصعود لأعلى
ضرب بقدمه أقرب الرجال إليه ولحق به مروان وأحمد اشتبك مروان معهم فاتجه هو نحو همس جذبها نحوه لتقف على قدميها رأى شفتيها المجروحة مسح الدماء بيده فصرخت من الوجع أمسك بها واتجه بها لأعلى ولكن أحد الرجال أمسك به واشتبك معه مرة أخرى
وجد أحدهم أنهم فى موقف ضعف فرفع مسدسه نحو مروان ولكن عينا جاسم لمحته فضربه ليقع منه المسدس ولكن الآخر كان يحمل مسدسا آخر فجذب الأبرة وانطلقت الرصاصة ولكن ليست منه ولكن من همس التي رأته يصوب ناحية جاسم أصابته الرصاصة في ذراعه فصرخ من الألم وألقى المسدس بعنف ليتركه رفاقة هاربين بعدما فشلوا فيما أتوا من أجله
أسرع جاسم والباقى ناحية همس التي مازالت تمسك بالمسدس ولا تعرف كيف فعلت هذا كيف استطاعت إطلاق الرصاصة وهى لأول مرة ترى مسدسا
جذبه جاسم من كفها وألقاه أرضا لتسقط بين ذراعيه فاقدة للوعى صرخت رقية جزعا فصاح بها جاسم :ماما اسكتى لو سمحتى
اتجه لمروان قائلا:مروان اطلب البوليس بسرعة وبلغهم باللى حصل وخد بالك من الكلب ده
حمل همس بسرعة متجها نحو غرفتها وفريدة خلفه تبكى مذعورة مسح وجهها بالماء فلم تفق حملها مرة أخرى ناحية الحمام غسل وجهها حتى سمع صوت شهقتها فارتاح قليلا وأخرجها متجها نحو سريرها :همس أنتى كويسة
نظرت له بخوف وفزع وأومات برأسها دون أن تجيب
طيب ردى عليا عملتى كده ازاى ........مسكتى المسدس ليه ياهمس ده كان ممكن يأذيكى أنتى
ضمتها فريدة لصدرها ومازالت همس صامتة: لما شافت الراجل عاوز يضربك ضربته بالمسدس ياجاسم كانت خايفة عليك
والكلمة ورائها الكثير وحوار خفى .......سرى دار بين أعينهم ومافعلته ليس له إلا مغزى واحد
الحب
***********
...................
ذاقت الكثير والكثير من ويلات الخوف
والهوان صبرت وصمتت على تعنت والدتها وسوء أخلاق أخيها
أضاعت حب عمرها بضعفها واستسلامها لأوامرهم أصبحت كاللعبة في أيديهم وافقت على خطوبة جاسم لتخرج فقط من البيت لترى دنيا أخرى جديدة مختلفة ولكن إن لم تقدم هي لنفسها السعادة من سيهديها إليها وعلاقتها بجاسم لم تكون يوما كحبيب وحبيبة أو اثنان ينتويان الزواج وهى لم تقدم شيءولا تريد شيء تريد الرحيل فقط الرحيل من كل شيء الرحيل عن كل شيء
انفصالها عن جاسم لم يمر مرور الكرام على دولت التي صبت عليها غضبها وسخطها وهى لم تعد ترتعد لصوت أمها العالى القوى الصارم فقدت كل شيء ولا يوجد ماتريد الحفاظ عليه والعيش من أجله
حتى آسر رفضها ........رفض حتى سماعها
هي لاتلومه ولكن تلوم نفسها الضعيفة .......المتخاذلة دائما في حقها
ولكن مع كل هذا هناك ومضة نور تعلقت بها عيناها وتتبعتها
أبيها
دائما كانت تريده .......تتمنى رؤيته لتحتمى به تشكى له وتخبره بكل مايحدث لها حثتها همس كثيرا لتبحث عنه وهى تكاسلت وماطلت ولكن قلبها يشعرها أنه يريدها هي أيضا
دولت لن تبوح بأى كلمة عنه وعن مكانه لن تتركها تذهب إليه
ولكنها بحاجته تشتاقه ............تشتاق لسند
أب
والكلمة كافية لتبحث عنه إن كانت تخاذلت في حقها فلما لاتبحث عنه تترك كل شيء وتكن بجواره
هي لاتعرف عن ملامحه إلا القليل صورة قديمة مهترئة رأتها قديما في أغراض أمها واحتفظت بها سرا حتى عن عصام وهى تعلم أن الأمر لا يهمه
وأمامها شخص واحد يساعدها تعرف أنه لن يتراجع عن مساعدتها وهو وعدها بهذا مسبقا
جاسم
جاسم التي شعرت الآن أنه أكثر من صديق .......يعلو في منزلته منزلة عصام شقيقها تحسد فريدة وياسمين أن لديهم أخ يحتمون به ولكنه أعطاها الفرصة أكد عليها دائما أنه موجود متى احتاجت مساعدته وهى اكتفت ضعف وتخاذل ستبحث عنه مهما يحدث
..........................
يوم جديد ......بداية جديدة
وعالم آخر تخطوه بقدميها
ستخرج لدنيا جديدة بجواره ستكون معه دائما في كل وقت وأى مكان
وقفت أمام المرآة تتم على مظهرها النهائي قبل أن تغادر بصحبته كماأكد عليها مساءا
تنفست بهدوء حاولت التحلى بالقوة لتتحمل المسئولية القادمة هي أصرت على العمل رغم رفضه فلابد أن تكون قادرة على تحمل عواقب مااخترته
نظرة أخيرة على مظهرها قبل أن تغادر غرفتها
خرجت بهدوء تتلفت حولها المكان هادئ الوقت مازال مبكرا ولكن نومها لم يكن جيدا متوترة مما هي ذاهبة إليه
رأت فريدة تهبط درجات السلم بثقل وبطء ومازالت ترتدى ملابس البيت اتجهت نحوها مبتسمة :صباح الخير ياديدة
ابتسمت لها فريدة :صباح النور ياحبيبتى
وجهها مرهق شاحب كأنها تحمل هموما ترهق كاهلها وكأنها استسلمت لثقل الحمل على كتفها
مالك يافريدة ........أنتى تعبانة ؟
هزت رأسها مؤكدة وهى تتجه نحو أقرب أريكة:تعبانة أوى ياهمس
والكلمة كافية لتتغاضى عن فرحتها وابتسامة يومها :مالك يافريدة تعبانة ليه .......الشغل ولا حاجة تانية
-هي الحاجة التانية دى ..........عمر ياهمس
أخفضت همس رأسها متفهمة لمشاعرها المتناقضة
تحبه وتكره العودة إليه تشتاق لقربه وتنفر من مجرد رؤيته
هي حتى لاتستوعب مايحدث خيانته أربكتها جعلتها مشوشة متوترة لكن المؤكد أنها موجوعة حتى إن عادت لعملها وانغمست فيه سيظل ماحدث يشغل عقلها وتفكيرها كل ليلة
جلست همس أمامها لتسألها بقلق:إيه اللى فكرك بيه مش خلاص مش عاوزة ترجعيله
رفعت رأسها إليها بحزن :كان عندى في المكتب امبارح وهددنى أنه يأخد چودى لو رفضت أرجعله
اتسعت عينا همس رعبا من مجرد الفكرة ذاتها :ده مستحيل يأخدها ازاى
-ده مجرد لعب عيال هو جاب آخر ماعنده معايا وعشان كده فكر فى الحل ده
- طب وأنتى هتعملى إيه هترجعيله تانى يافريدة ؟
انتفضت من مكانها غاضبة:مستحيل أرجعله ياهمس بعد اللى حصل منه مش هرجعله هو خلاص عايش حياته مع الهانم وبكره تولد وينشغل بيه عاوزة منى إيه خليه بعيد عنى يطلقنى ويسبنى أعيش حياتى لبنتى وبس
قامت همس متجهة نحوها ربتت على كتفها لتهدئ من رؤعها :فريدة أنا من يوم مادخلت البيت وشيفاكى إنسانة ناجحة حافظى على نجاحك ده
التفت إليها وعلى شفتيها إبتسامة تهكم:ناجحة ........ناجحة في إيه بالظبط ياهمس بيتى ولا شغلى ماأنتى شايفة حالى أهو عايشة حياتى على كف عفريت متهددة أنى مقدرش أنام وأنا مطمئنة خايفة يرفع قضية زى مابيقول ويرجعنى غصب ولا يخطف بنتى
فين بقى النجاح ده
ابتسمت همس بثقة :أيوه ناجحة ......قدرتى تعدى اللى حصل وخيانته ليكى وغدر صحبتك قدرتى تكملى وترجعى شغلك ومحافظة على نفسك وعلى بنتك قوتك من جواكى يافريدة شوفى كده نفسك وأنتى واقفة في وسط العمال وكلمتك مسموعة نجاحك في شغلك
أنتى مستسلمتيش لضعفك ولا لخيانته جاية دلوقتى وتضعفى لا بقى ده أنتى محتاجة تتضربى
أنهت كلمتها بضحكة بادلتها بها فريدة قائلة:مكنتش أعرف أنى جامدة كده
- عشان بس مركزة مع مشاكلك وبس ركزى في الحاجات الحلوة هتحمدى ربنا وهتزيد
ابتسمت فريدة بإعجاب :يظهر قاعدتك مع رقية أثرت على دماغك بقيتى بتتكلمى زيها
-ماما رقية دى نعمة لوحدها ربنا يخليها ليكوا
- لينا إحنا بس وأنتى ؟
ابتسامة حزينة على شفتيها وتنهيدة خرجت من صدرها بألم :أنا أكيد هيجى عليا يوم وهمشى من هنا إمتى وأزاى معرفش بس الأيام اللى عيشاها معاكم متتنساش
ومين قالك أنك هتمشى من هنا
التفا الاثنتان لمصدر الصوت ليجدا جاسم يقف أعلى السلم مبتسما هبط نحوهم واتجه نحو همس متسائلا:مين قالك أنك هتمشى من هنا
أخفضت رأسها محاولة إخفاء نظرة عينها نحوه:أكيد ده اللى هيحصل ياجاسم مش هفضل هنا على طول
سألته فريدة بمكر:وهو أنت مش عاوزاها ترجع لأهلها ياجاسم
التف إليها بحدة :ترجع فين ماهى قاعدة معانا أهى
وابتسامة حاولت إخفاءها ولكنها فشلت ليغتاظ جاسم وهو ينقل عيناه بينها وبين همس :أيوه بس أكيد همس هتروق وتفتكر كل حاجة
زم شفتيه بغيظ:وقتها يبقى يحلها ألف حلال
نظر لهمس متسائلا:جاهزة ياهمس ؟
ابتسمت بثقة وفرحة:أيوه جاهزة هنمشى دلوقتى ؟
-أيوه بس نفطر وأشرب القهوة
-والفطار جاهز
صوت رقية جاء من خلفهم ليبتسموا جميعا فهمها استيقظوا مبكرا هي دائما تستيقظ قبلها لتجهيز إفطارهم اقتربت منهم لتلقى عليهم تحية الصباح ونظرة متساءلة لفريدة وهى تراها مازالت بملابس البيت:فريدة أنتى مش رايحة شغلك ولا إيه ؟
-لا ياماما أنا هاخد إجازة النهاردة حاسة أنى مرهقة وعاوزة استريح شوية
نظرت لهمس وابتسمت وهى تراها ترتدى ملابسها وتقف مستعدة للذهاب لعملها فى يومها الأول
خلاص ياهمس جهزتى نفسك
-أيوه ياماما خلاص مستنية جاسم بس يفطر ويشرب القهوة ونمشى على طول
-وأنتى مش هتفطرى
-لاياماما مليش نفس مش حاسة أنى جعانة
رفعت رقية أصبعها محذرة :لو مفيش فطار مفيش خروج ولا شغل هاااا هتفطرى ولا هتفضلى قاعدة هنا مفيش خروج
-صدقينى ياماما مش جعانة خالص
نظرت لجاسم قائلة:ها ياجاسم همس مش هتخرج غير لما تفطر ولا مش عاوزاها معاك فى الشغل
تظاهر بأنه يعدل من مظهره ليغادر:أنا شكلى كده همشى لوحدى ولاهفطر ولا هشرب القهوة
امتعض وجه همس قائلة:ليه بقى كده .........خلاص ياماما هفطر وأمرى لله
.................
ركبت بجواره السيارة متجهين نحو مكتبه وطوال الطريق وعينها تراقب تنظر يمين وشمال وكأنها لأول مرة ترى الشارع وكيف لا وماحدث لها لاينسى وهى ناسية لاتتذكر أى شيء مضى وهاهى متجهة لعالم جديد بعيد عن البيت عن رقية وچودى ولكنها ستكون بجواره دائما وهذا يكفيها
سرحتى في إيه؟
التفت إليه وابتسامة هادئة زينت محياها:حاسة زى مايكون أول مرة أخرج
-أنتى فعلا مش بتخرجى ياهمس ديما كنتى في البيت
-كنت بخاف ياجاسم
ونظرة سريعة غاضبة نحوها حاول أن يخفيها ولكن عيناها التقطتها فخشيت أن تكون أغضبته ولكنه كان الأسرع في الرد:تخافى ليه ياهمس وازاى ........أنتى محدش يقدر يقربلك طول ماأنتى معايا
والكلمة خرجت عفوية سريعة وهى لاحظتها ولم تعقب فلحق نفسه سريعا:قصدى أنك معانا في البيت وفى وسطنا مفيش حاجة ممكن تخوفك
صمتت وبقلبها سر تخشى البوح به حتى لايغضب وهى في بداية عملها معه أتخبره أن عصام وصل إليه فى بيته رأته يقف أمام بوابة الڤيلا والبواب يعامله باحترام ونظرة نحوها خبيثة متوعدة وهى انتفضت خائفة لتجرى نحو غرفتها لتراها رقية فتسرع خلفها قلقة ارتمت فيأحضانها وأخبرتها بمجيئ عصام إلى هنا ورقية تعاملت خرجت بسرعة نحو البوابة وأوقفته صارخة:أنت يابنى آدم جاى هنا ليه اتفضل يلا من هنا بدل ماأطلبك البوليس
وهو لايعلم أن همس أخبرتها بما حاول فعله معها سابقا واعتقد أن صراخها عليه بسبب انفصال جاسم ومريم
حصل إيه بس ياطنط رقية إحنا مهما كان أهل ومش عشان مريم وجاسم سابوا بعض يحصل مشاكل بينا
صرخت بوجهه غاضبة:لاياحبيبى مش عشان مريم ده عشان همس وأظن أنت عارف ليه يبقى تلم نفسك وتورينى عرض كتافك بدل والله أخلى ابنى يلبسك قضية
وابتعد منكس الرأس وهى ارتاحت ولم يعلم جاسم ولاترى فى إخباره سببا
..............
وصلا إلى مكتبه وقفت تشاهد البناية الكبيرة وهو بجواره يبتسم :إيه ياهمس هنفضل واقفين كده
التفت إليه مبتسمة بحرج:هو مكتبك هنا
-ايوه هنا بس خدى بالك محدش يعرف حاجة عنك غير حورية ولما تشتغلى ولو حد سألك تقولى أنك بنت خالتى عشان لو حد لاحظ أنك عايشة معايا في نفس البيت محدش ساعتها يقول كلمة غلط فهمانى ياهمس
أؤمات برأسها متفهمة:فهماك ياجاسم
دخلت خلفه المكتب يلقى التحية على موظفينه والعاملين وعيناها تدور في الوجوه في المكان بأكمله مرتبكة خائفة ولكنه أخبرها ألا تخاف وهى تثق به
وصل لغرفة حورية التى وقفت تحادثه حتى انتبهت لها نظرت لها بنظرة متفحصة قبل أن تسأله:مين دى ياجاسم
-دى همس ياحورية
ونظرة إعجاب وابتسامة مرحبة:أهلا ياهمس نورتى المكتب
- ده نور حضرتك
اقترب منها جاسم معرفا:دى حورية ياهمس مديرة المكتب وأختى الكبيرة خدى بالك منها وهتتعلمى منها كتير
-أكيد طبعا هتعلم منها
-طيب بعد إذنك ياأستاذة حورية هأخد همس أوريها مكتبى
رفعت حورية حاجب وأنزلت الآخر محذرة :لو سمحت مفيش تأخير عاوزين نبتدى الشغل
رفع يده مستسلما:حاضر ياأستاذة حورية مش هنتأخر عن إذنك بقى
دخل المكتب وهمس خلفه أغلق الباب ووقف بجوارها مشيرا لغرفته:إيه رأيك بقى ده مكتبى ومكتب بابا قبلى بس أنا عملت فيه شوية تعديلات بسيطة
طافت عيناها فى أرجاء المكان حتى توقفت عيناها عنده :المكتب حلو أوى وأستاذة حورية شكلها طيبة أوى
اتجه نحو مكتبه جالسا فوق كرسيه :حورية هي اللى شايلة المكتب من أيام بابالحد دلوقتى حاولى على أد ماتقدرى تتعلمى منها
هزت رأسها مؤكدة :أكيد طبعا مادام بتقول أنها اللى شايلة المكتب .......ممكن بقى استلم شغلى
- ومالك مستعجلة كده ليه ؟
- حاسة أنى عاوزة اتحرك اروح وأجى واشتغل مش أبقى قاعدة مكانى كده وخلاص
قام من كرسيه متجها نحوها استند بظهره للمكتب :طيب ياستى بس خدى بالك محدش يعملى القهوة غيرك أسالى حورية على مكان البوفيه ولما أحب أطلب قهوة أنتى اللى تعمليها بس ليا أنا بس مش لحد تانى
وابتسامة طفلة شقية تجسدت فى جسد إمراة جميلة تزين شفتيها وضحكة عيناها راحته وشقاءه منذ رأها وهناك أمر ما خفى عليه يجذبه نحوها لايعرفه ولايعرف له سببا منذ أتت لتعيش في بيته والقرب يزداد ومازال السبب مجهول
لماهى ؟
والإجابة مبهمة ........غامضة
وقلبه يتعلق يوما بعد يوم وعيناه ترغبها بشدة ترغب رؤياها
وهى لاحظت نظرته الهائمة ارتبكت تعثلمت حروفها على حدود شفتيها
حاولت تجميع شتات روحها لتناديه بخفوت:جاسم
وصوتها نبهه لحاله فاعتدل مبتسما :أيوه ياهمس
- أنا هخرج ........محتاج منى حاجة
- لاياهمس روحى أنتى لحورية وركزى معاها
حاضر ........عن اذنك
................
أكثر من ساعتين وهى تجلس بجوار حورية تتعلم منها تراقبها وتراقب ماتفعله تراقب الموكلين ........الموظفين تراقب كل شيء لتتعلم هي مصممة على النجاح .......مصممة على إثبات ذاتها حتى إن مجهولة الهوية !!
وصوت صاخب ......مشاغب وضحكته رنانة حاولت أن تنظر خارج المكتب فلم تسمع سوى صوته حتى اقترب الصوت من المكتب فسألت حورية:هو مين اللى صوته عالى كده
هزت حورية رأسها بامتعاض:ده الأستاذ ياسين محامى هنا فى المكتب وابن خال جاسم لازم يعمل دوشة في أي مكان يروحه
وانتهت كلماتها بدخوله :صباح الفل ياأبلة ......
وتوقف صوته وهو يناظر همس بتساؤل :إيه ده هو في وجوه جديدة معانا في المكتب ولا إيه ؟
- خليك في حالك ياياسين دى تبع جاسم يعنى برايڤت ياأستاذ
ضحك مشاكسا:والله وعرفتى البراڤيت ياأبلة
- ماتتلم بقى وبطل أبلة دى وأمشى يلا على مكتبك مش ناقصين عطلة
- حاضر هبطلها مع أن الصراحة القاعدة معاكى تفتح النفس ياأبلة
ونظرة منه نحو همس التي ارتبكت وانزوت بجانب حورية التي صاحت به :ليه ان شاء الله شايفنى عصير ليمون ولا دواء فاتح للشهية
والضحكة خرجت منه صاخبة وهو يشير لهمس :طب بذمتك شفتى حد دمه خفيف كده زى الأبلة ده أنتى هتنبسطى معانا هنا أوى يا.......
هو أنتى اسمك إيه
- همس
ومحاولة منه لتذكر الأسم الذى أحس أنه مر عليه مسبقا:مش عارف ليه حاسس أنى سمعت اسمك قبل كده
فجأة صوت رجال أقوياء يأتي من الخارج وصوت جلبة وهمهمات عالية وقف ياسين ينظر خارج المكتب حتى وجد سارى الرويدى يتجه نحوه مع مجموعة من رجاله ابتعد سريعا نحو حورية:الحقى ياحورية ده سارى الرويدى استر يارب
نهرته حورية غاضبة:وأنت مالك خايف كده ماتجمد كده في إيه مين ده يعنى اللى عامله حساب كده
جاسم بيه موجود
وصوته قوى كرجاله الذين يقف في حمايتهم كأنه يحاول إثبات قوته وسلطانه في وجه جاسم ومن يعملون بالمكتب
نظرة متفحصة من حورية له:وسيادتك تتطلع مين ؟
- قوليله سارى الرويدى
رجل في أوائل العقد الخامس متصابى شغوف بالنساء
يحاول دائما إثبات أنه أصغر عمرا ممايبدو عليه ليجذب إليه الجميلات سواء بالزواج الرسمي أو حتى العرفى أو بقضاء ليلة وانتهى الأمر ورغم أعماله ومشاريعه الضخمة إلا أنه سفيها يعشق كل ماهو ليس له إن أعجبه يعد له العدة ليستولى عليه ووقوع الصيد سهل وبسيط والمال له السحر والنفوذ
تستنى هنا لحد ماأبلغه
ونظرة غاضبة نحو حورية مستنكرا تجاهلها له ومعالمته كالعامة اختفت خلف باب غرفة جاسم ليجلس هو يطالع المكان حوله حتى استقرت عيناه على همس التى ظلت مكانها خائفة قلقة منه وممن معه
والحلوة اسمها إيه ؟
ونظرته لها مرعبة نظرة ذئب يعاين فريسته قبل أن يفتك بها وينهش جسدها وهى تريد الفرار من نظرته تريد الهرب إليه وكأنه أحس بهاولبى نداء قلبها فسمعت صوته خلفها قويا :أهلا سارى بيه اتفضل
ومازال الذئب يحوم حول الفريسة وعيناه تجول بحرية على جسدها ووجهها
والفهد قناص ماهر سريع الحركة والبديهة ونظرة الذئب ليست بريئة ........وهو لن يدعه يكمل مهما كان
بكلمك ياسارى ......بيه
التف إليه مبتسما بسماجة :أهلا ......ياجاسم
قام تحت حراسة رجاله فأوقفهم :استنونى تحت
نفذوا الأمر وتركوه وحده وهو يدخل المكتب بصحبة جاسم
جلس جاسم على كرسيه مشيرا له بالجلوس:اتفضل
ونظرته غرور وتباهى يرفضها جاسم ولكنه مضطر لتحمله حتى يعرف ماذا يريد
قهوتك إيه ياسارى بيه
- لالاشكرا أنا مش جاى أشرب قهوة ياأستاذ جاسم أنا جاى في موضوع مهم جدا وأرجو أنك تساعدنى
وابتسامة مندهشة على وجه جاسم متسائلا:والله اللى أعرفه أن عندك اصطف محامين لهم وزنهم اشمعنى اخترتنى أنا
- عشان القضية تحت ايدك أنت
تقدم جاسم بجسده للأمام متسائلا بدهشة:قضية إيه اللى تحت إيدى
- قضية نهلة
قطب جاسم حاجبيه مغمغما :نهلة مين ؟
- نهلة أمين..........أظن تعرفها
زاد حيرة جاسم أكثر وأكثر وهو يتسائل :أه طبعا اعرفها بس أنت إيه علاقتك بالحكاية تخصك في إيه
امتعض وجه سارى قبل أن يجيبه بخزى :محمود الصالحى
- محمود الصالحى ده ........ده اللى نهلة رفعت عليه القضية
أؤما برأسه :أيوه هو
- طيب وأنت إيه علاقتك بالموضوع
- علاقتى أن محمود ده ........يبقى ابن أختى
وابتسامة فهم على وجه جاسم :اهاااااا ......والمطلوب ياسارى بيه ........طبعا التنازل
- عمرك ذكى ياجاسم
- الحكاية مش محتاجة ذكاء ........بس أنا آسف مفيش تصالح ولاتنازل ياسارى بيه ........نهلة مش هتتنازل عن حقها عشان واحد مستهتر وجبان زى ابن أختك .......لو راجل بجد يكتب عليها رسمى مش يجيب اتنين كومبارس ويضحك عليها وعلى والدتها الست الغلبانة ويفهمها أنه مأذون وبعد مايمل منها يرميها فى الشارع .........اللى يعمل كده مينفعش أقول عليه راجل ياسارى ......بيه
والغضب على أشده ووجه سارى ازداد احمرار وقسوة ولكنه تمالك نفسه حتى يصل لما يريده:مليون جنيه ياجاسم .........مليون جنيه اتعابك وزيهم للبنت دى ونخلص الموضوع
- هتخلصه ازاى ؟
- تتنازل عن القضية أظن كده أنا مش غلطان ولا محمود كمان
وضحكة ساخرة عالية استفزت سارى فقبض كفه بغيظ:أظن أنا مقولتش حاجة تضحك
- ياسارى بيه أنا لازم أضحك ماهو أنا مش محامى مبتدئ ولا محامى بايع ضميره وذمته زى المحامى بتاعك عشان أرضى أنى اتنازل وأخلى موكلتى كمان تننازل عن قضيتها
ضرب سارى على المكتب بغضب وهو يقف صارخا بجاسم الذى تحلى بهدوء أعصاب يحسد عليه :أنا مش جاى أطلب منك أنا جاى آمرك أنت والبنت دى أنكم تتنازلوا عن القضية بهدوء ومن غير وجع دماغ انا ممكن اتصرف معاها بطريقتى بس أنا قلت أتكلم معاك أنت الأول عشان تعقلها .........بس الواضح أنك مش عاوز تيجى بالذوق
رفع جاسم حاجبيه ساخرا :وده تهديد بقى ولا إيه
- سميه زى ماتحب بس متبقاش تزعل من رد فعلى
طرقة على باب الغرفة ليأمر جاسم بالدخول ليجد كاميليا تحمل له ملف احدى القضايا
تسمرت في مكانها مندهشة من وجود سارى في مكتب جاسم نقلت بصرها بينهما بحيرة لتنتبه على صوت سارى الساخر:الله الله والهانم بتشتغل هنا كمان ..........إيه وحشك الحب القديم ولا إيه
صرخ به جاسم وهو يقف غاضبا:بقولك إيه احترم نفسك لولا فرق السن اللى وبينا كان هيبقى ليا تصرف تانى
ابتسم سارى بتهكم:تصرف إيه ياأستاذ يامحترم عاوز تضربنى ولا إيه ده أنا رجالتى يطحونك
ضحك جاسم مستفزا سارى :طب يلا .......يلا لم رجالتك اللى واقفين تحت دول ومع السلامة وياريت متنورش المكتب تانى
نظرة منه أخيرة بين كاميليا وجاسم أنهاها وهو يتجه نحوها :بقى أنا تبعينى وتتطلقى منى عشان في الآخر تيجى تشتغلى هنا حتة موظفة.........بس أقول إيه غبية
صرخت به وهى تشعر نحوه بالاشمئزاز :أنا فعلا غبية أنى كنت عايشة مع واحد زيك حرامى وبتاع ستات كل يوم مع واحدة شكل
دخلت حورية المكتب بسرعة وهى ترى كاميليا بالداخل بعدما أخذت همس لتتعرف على فريق المكتب
دخلت بهدوء على عكس داخلها:أنا آسفة يااستاذ جاسم كنت في المكتب التانى ومعرفش أن مدام كاميليا هتدخل
نظرة منه غاضبة مستنكرا فعلتها ولكنه لن يعاتبها الآن أمام كاميليا وسارى: طيب وصلى سارى بيه للباب
وسارى فاض به الكيل وجاسم طرده صراحة والأمر لن يمر بسلام .........مؤكد لن يمر بسلام
غادر غاضبا تراقبه عينا جاسم حتى تلاقت بعينا كاميليا التي تنظر إليه بافتنان وإعجاب ولكنه قاطع تفكيرها بصوته العالى :مدام كاميليا ........بعد كده لو سمحتى تستأذنى أستاذة حورية ولو هي مش موجودة متدخليش .......أظن كلامى واضح
وهى ترى مايفعله من باب العقاب لها على بعدها عنه طوال السنوات الماضية ولكنها لا تعلم أن يلوم نفسه على موافقته على عملها معه اقترب منه بهدوء وغنج حتى أن حورية نظرت إليها متعجبة جرأتها أمالت جسدها نحوه فابعد وجهه عنه :أنا آسفة مش هيحصل تانى بس فعلا حورية مكنتش موجودة بره
نظرة منه محذرة لحورية:حورية مينفعش تسيبى المكتب بعد كده .......بس لو همس موجودة خلاص
سألته كاميليا :مين همس دى ياجاسم
انتفض من مكانه مبتعدا عنها وعن قربها المستفز له وحورية تراقبها بغيظ وكراهية :أنا اسمى الأستاذ جاسم وهمس دى سكرتيرتى الجديدة وأنتى أو أى حد غيرك لازم يستأذن حورية قبل مايدخل ولو حورية مش موجودة يستأذن همس أظن كلامى واضح
رفعت رأسها بغرور محاولة إخفاء غيظها من تعمده الابتعاد عنها خصوصا أمام حورية التي تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها تخفى ابتسامة تشفى
طرقة هادئة على الباب ليبتسم جاسم ابتسامة لاحظتها كاميليا ولم تفهم مايحدث حتى أذن جاسم لهمس بالدخول وقتها رفعت كاميليا حاجبا وأرخت الآخر وهى تفهم الآن سببا لابتسامته
فتاة جميلة تبدو أصغر منها سنا وجهها وملامحها على قدر ماتبدو من الهدوء على قدر شقاوة في عيناها ترفع خصلات شعرها البنية أعلى رأسها إلا تلك بعض الخصلات التى هربت من قيدها تقدمت نحو جاسم الذى انحنى إليها قليلا وهى تحادثه فهى أيضا أقصر منها تصل إلى مستوى كتفه وابتسامته التى كانت مختفية منذ دخلت هي إليه ظهرت الآن وتجلت كبزوغ شمس النهار
رفعت راسها محاولة استعادة ثقتها بنفسها التي اهتزت منذ رأت همس ورأت ابتسامة جاسم لها وكأنها أخذت مكانها عنده وكأن قلبه عاشق ..........هل يمكن أن يكون عاشق بالفعل لتلك الفتاة .........بالطبع لا هو عاشق متيم بها إن كان يرفض الاعتراف بهذا الآن فهى ستجبره على الاعتراف لاحقا
تقدمت نحوهم ودفعت همس وكأنها لاتراها فاختل توزانها إلا أن ذراع جاسم كانت الأسرع لحقها بسرعة قبل أن تقع لتتشبث هى بقميصه وكاميليا تقف مغتاظة أكثر وأكثر
أخرجتهم حورية من شرودهم جميعا بصوتها القوى:محتاج حاجة ياأستاذ ........أنا هاخد همس عشان نكمل الشغل
- طيب ياحورية بس خلى ياسين ملوش دعوة بهمس الأستاذ المحترم جابلها فأر بلاستيك على المكتب إيه شغل العيال ده
ضحكت حورية قائلة:هو أنت مش عارف ياسين وجنانه على العموم هقرصلك ودنه متقلقش
التف لهمس محذرا:ياسين ده لو كلمك تيجيلى على طول وأنا هظبطهولك
ابتسمت قائلة:حاضر
لو سمحت ياجاسم عاوزاك فى شغل
التفوا جميعا لكاميليا التى تقف عاقدة ذراعيها وتضرب الأرض بقدمها بتوتر
حورية خدى همس ووريها مكان البوفيه تعملى القهوة ومن هنا ورايح همس بس اللى تعملى القهوة
- حاضر ياسيدى .......يلا ياهمس
خرجت حورية وهمس ومازالت عيناه ترافقها حتى أغلق الباب التف لكاميليا وجدها تقف متحفزة غاضبة تجاهلها واتجه لمكتبه :خير ياأستاذة
جلست أمامه ترفع صوتها بحدة :ممكن أعرف في إيه أنت بتتجاهلنى ليه ياجاسم ........ومين البنت دى
رفع عيناه إليه ببرود :اتجاهلك يعنى إيه أنتى بتشتغلى معايا وبتمسكى القضايا اللى أنا شايف أنها تناسبك بعد فترة توقف عن الشغل
- طيب ومين البنت دى اللى اسمها همس
- همس دى السكرتيرة ولا مش واخدة بالك
- لاواخدة بالى بس ملاحظة أن في نظرات واهتمام مبالغ من حضرتك ولا أنا غلطانة
- قام من كرسيه غاضبا :أه طبعا غلطانة .........عشان ده ميخصكش في حاجة حدودك معايا شغل المكتب ياأستاذة غير كده لا ولو فاكرة أن اللى كان بينا زمان هيشفعلك عندى تبقى غلطانة أنتى مجرد واحدة بتشتغل معايا في المكتب وبس وياريت ..........تلزمى حدودك معايا ومع همس عشان لو عرفت أنك ضايقتها هيبقى ليا تصرف تانى مش هيعجبك أبدا
.................
الليل الساكن والهدوء يعم المكان أقدام خفية تتخطى سور ڤيلا أحمد القاضى باحتراف وجوه ملثمة مستعدة لتنفيذ مخطط إجرامى بأهل البيت
استيقظت همس رغم إرهاقها فى بداية عملها بالمكتب ولكنها كانت سعيدة مستمتعة أفاقت من نومها حاولت مرار وتكرار معاودة النوم ولكنه أبى أن يزورها أخذت بنصيحة رقية :لو قلقتى أو مش عارفة تنامى قومى اتوضى وصلى ركعتين وهتنامى مرتاحة
وبالفعل نفذت تؤضت وصلت وحاولت معاودة النوم ولكن هناك أصوات تأتى من الخارج تحديدا من الحديقة
وقفت خلف الستار تنظر لما يحدث وجدت ثلاثةرجال ملثمين ينتشرون فى الحديقة بخفة كتمت صرختها وانتفض قلبها خوفا وجزعا
لصوص
ماذا تفعل وليس باليد حيلة وشهقتها زادت عندمارأت أحدهم يحاول فتح الباب الرئيسى إن صرخت حتما سيقتلوها وإن صمتت سيؤذون الجميع
خرجت من غرفتها بهدوء قبل أن ينجحوا في الدخول تحركت بخفة قاصدة غرفة رقية ولكنهم كانوا الأسرع لمحها أحدهم فانقض عليها يكتم أنفاسها واتسعت عيناها رعبا وهى ترى الاثنان الآخران يتقدمون نحو السلم حاولت التخلص من قيد الرجل ولكنها فشلت لم يكن أمامها إلا أن تعض كفه الذى يكتم به أنفاسها صرخ الرجل من الألم فالتف إليه رفاقه جرت همس بعيدا تصرخ وتنادى على الجميع ولكنه كان الأسرع لحق بها وصفعها بقسوة وغيظ لتسقط أرضا ولكن يبدو أن صراخها وصل لفريدة التي كانت مستيقظة هي الأخرى رأت مايحدث فأسرعت نحو غرفة جاسم ووالدها
استيقظ جاسم على صوت طرق الباب ليجد فريدة تقف أمامه خائفة مرتعبة:في إيه يافريدة مالك
-الحق همس في حرامية تحت وفى واحد بيضربها
ماان اتمت كلمتها حتى أسرع من أمامها ولحق به أحمد ورقية
هبط السلم سريعا ليجد همس ملقاة على الأرض تبكى وهى تبعدهم عنها وعن الصعود لأعلى
ضرب بقدمه أقرب الرجال إليه ولحق به مروان وأحمد اشتبك مروان معهم فاتجه هو نحو همس جذبها نحوه لتقف على قدميها رأى شفتيها المجروحة مسح الدماء بيده فصرخت من الوجع أمسك بها واتجه بها لأعلى ولكن أحد الرجال أمسك به واشتبك معه مرة أخرى
وجد أحدهم أنهم فى موقف ضعف فرفع مسدسه نحو مروان ولكن عينا جاسم لمحته فضربه ليقع منه المسدس ولكن الآخر كان يحمل مسدسا آخر فجذب الأبرة وانطلقت الرصاصة ولكن ليست منه ولكن من همس التي رأته يصوب ناحية جاسم أصابته الرصاصة في ذراعه فصرخ من الألم وألقى المسدس بعنف ليتركه رفاقة هاربين بعدما فشلوا فيما أتوا من أجله
أسرع جاسم والباقى ناحية همس التي مازالت تمسك بالمسدس ولا تعرف كيف فعلت هذا كيف استطاعت إطلاق الرصاصة وهى لأول مرة ترى مسدسا
جذبه جاسم من كفها وألقاه أرضا لتسقط بين ذراعيه فاقدة للوعى صرخت رقية جزعا فصاح بها جاسم :ماما اسكتى لو سمحتى
اتجه لمروان قائلا:مروان اطلب البوليس بسرعة وبلغهم باللى حصل وخد بالك من الكلب ده
حمل همس بسرعة متجها نحو غرفتها وفريدة خلفه تبكى مذعورة مسح وجهها بالماء فلم تفق حملها مرة أخرى ناحية الحمام غسل وجهها حتى سمع صوت شهقتها فارتاح قليلا وأخرجها متجها نحو سريرها :همس أنتى كويسة
نظرت له بخوف وفزع وأومات برأسها دون أن تجيب
طيب ردى عليا عملتى كده ازاى ........مسكتى المسدس ليه ياهمس ده كان ممكن يأذيكى أنتى
ضمتها فريدة لصدرها ومازالت همس صامتة: لما شافت الراجل عاوز يضربك ضربته بالمسدس ياجاسم كانت خايفة عليك
والكلمة ورائها الكثير وحوار خفى .......سرى دار بين أعينهم ومافعلته ليس له إلا مغزى واحد
الحب
***********