27
..
فنظرت إليه و قلت له " قدمي قدمي تؤلمني يا ابي و اخشى ان يقطعوها لي يا والدي "
فرأيته يضع يده على قدمي و نفخ عليها ثم قبلني من جبيني ثم قام و احضر لي لباساً ابيض من تلك الشجرة و البسني اياه فأحسست ببرد على قلبي و اطمئنان غريب يكسو كل جسمي فارتعشت من البرد فعاد و جلس بجانبي و حضنني ثم سمعته يهمس لي بأذني و لم افهم ما قال ثم رأيت ثلاثة اشخاص يتقدمون نحوي فلما رأوا والدي واحد منهم و الاخر وقع و اما الشخص الاخر فقد ظل يتقدم نحوي حتى استفقت من ذلك الحلم و عندما فتحت عيني وجدت نفسي وحيدة في هذه الغرفة ...
فكان اول ما نظرت نظرت إلى قدمي فرأيتها قد تعافت و العملية ناجحة ..
نظر خالد إلى ريان و قال : من هؤلاء الثلاثة الذين كانوا قادمين نحوك ؟
ريان : لا ادري لم اراهم
خالد : اتعلمين اشعر بالنعاس
ريان : قلبي عليك تعال استلقي هنا بجانبي .
خالد : و ماذا ستقول الممرضة لو دخلت و رأتنا على هذا الحال ..
ريان : إذا اين ستنام ؟
خالد : سأضع رأسي على قدمك و انت افتحي الهدايا و اخبريني إن اعجبوكي اتفقنا ؟
ريان : نعم يا حبيبي انا لا اشعر بالنعاس .
.....
نظرت دينا إلى ساعتها فأشارت إلى الحادية عشر ليلاً وضعت رأسها تحاول النوم هدوء تام و صمت كئيب كأن الناس ماتوا و لم يبقى احد سواها
عشر دقائق ثم ربع ساعة .. ساعة ... فالواحدة بعد منتصف الليل
مضى الوقت و دينا تحاول النوم تتقلب في فراشها لا نوم يأتي و لا شيء لتفعله اصابها الأرق و لم تدري لِما كان ذاك دست يدها اسفل الفراش اخرجت دفترها الصغير و فتحت صفحة جديدة كتبت فيها " ارض الذكريات " ..
لا ادري ما اصابني كل ما اعلمه انني لست على ما يرام كأن الحياة توقفت و امسك بي الزمان و هزني من اكتافي يقول لي اين تمضين
هل حقا ستمضين في دربك هذا
اجيبك ايها الزمان فلا علم لي و لا اريد ان اعلم بصراحة لم يعد يهمني شيء سوى ان امضي مرتاحة البال و لعل هذا هو الحاجز الذي كان يحول بيني و بين اي شخص يحاول الاقتراب مني اعترف انني فتاة احب نفسي ، اعشق خصوصياتي ..
و هذا ما يجب عليه ان اكون ..
ان اكون طاغية في الحب صعبة الإخلاف بأي وعد قطعته سواء كان لنفسي او كان وعداً قطعته لأحد احبه
اتعلم أيها العمر ؟ كم احببت ان التقي به مجدداً حتى لو كانت النتائج عكس ما اتمناه ..
اظن انني من كثرة الحنين لم اعد اميز بين الاشخاص الذين احن اليهم حقاً
في الصباح احن لقهوة امي خفيفة السكر
عند المساء اشتاق لصوت ابي عائداً لكوخنا المصنوع من اوراق الحب و اعمدة العهود الصادقة اشتاق له و لخطواته الموزونة لصوته المملوء حزماً و عطفاً لا استطيع ان استوعب كيف لقلب واحد أن يحمل بداخله كل ذلك معاً .. !
قوة و عزم يجعله يحمل على كتفيه بيتاً بأكمله .
و من ثم ذات القلب يفيض عطفاً يكفي ليسعد
زوجة بسيطة و ابنتيها
لم يتوقف الأمر على السعادة بل فاق ذلك حتى وصل حد الخيال
يستطيع من خلاله ان يصور لك الصحراء على أنها جنة فعلاً .. !
ليس هذا فقط بل هو يستطيع ان يقنعك انها جنة فعلاً ..
في الواقع هو امر رائع و لكن سلبياته تجلت عندما غاب ذلك القلب تحت الثرى ليترك النسوة اللواتي كن تحت رعايته في العراء تركهم و لا معيل لهم في الدنيا بعد الله غيره
حينها فقط اكتشفت ان الدنيا اقسى من ان تترك فيها فتاة وحيدة لتصارعها وجهاً لوجه ...
ذلك الحنين هو ذاته الذي يجعلني اشتاق لكل لحظة امضيتها و رأسي على كتف ذلك الشاب لست ضعيفة او مثيرة للشفقة و لكنني انثى من خيوط النور و عرى الإيمان
لك ان تتخيل ايها الزمان ان تلك الفتاة احبت شخصاً و لم يكن الشخص الخطأ فقد فعل كل ما بوسعه لكي يجعل نفسه اماني الوحيد ساعة الخطب و ملاذي الاخير يوم تعاظم الكرب ...
ثم لما ادمنت كل ذلك اتى الدهر و انتزع كل ذلك مني عنوة !
ثم يتخيلون مني ان اوافق على ان اجازف مرة اخرى و اخاطر بما تبقى من اجزاء روحي المبعثرة ...
لا انكر انني اشتقت لهذا الفتى اصبحت احب حروفه المكتوبة لأجلي تلميحاً او تصريحاً
اصبحت احس بالفراغ حينما يغيب عني ها هو الأن يسهرني دون اي ارادة مني و هو على الاغلب لا يحس بذلك ..
" بعضي و كلي "
بعضي يريده و يرداه بقائه و لقاه
و يخاف منه كلي يخشاه يخشى ان يكسر قلبي
انا لا اريد انسان عابراً لا استطيع ان يكون هو لي فترة عابرة في حياتي
اين هو !
هل هو بخير ؟
لماذا لم يحاول الاتصال بي اليوم ؟
هذا ما يخشاه قلبي ان يتعلق بمن لا نصيب له فيه ..
بين الخوف و الرجاء بين الملاذ و العراء
هناك مسافة فاصلة تجعلنا لا نرمي انسانيتنا في القمامة ..
احس بأن قلمي اليوم يكتب ما لا أريد
و انني لم اعد متحكمة باعصابي كما كنت من قبل
سأغلق هذه القصة عما قريب و سأغلقي ذلك الباب الذي تركته موارباً في قلبي
كي لا اقع في نفس الفخ الذي دست فوقه قبلاً
اغلقت دينا دفترها و هي تحس بحزن لم تعرف سببه الواضح إلا انها تشعر بأنها اصبحت مهملةً كأشلاء روح مشتتة لا تدري ماذا تريد او ما الذي تحبه ..
لماذا تريد لنفسها ما لم ترده لأختها لماذا هي ممكن لها ان تحب و أن يكون في حياتها من يحبها و أما اختها فلا ؟ !
اسألت دارت بمخيلتها و لم تجد لها جواباً واضحاً شفافاً يروي ما بصدرها من تساؤل و استفهام ..
إنها كلالة الروح و عجز الجسد بعد ان اصبحت تحس نفسها ككم مهمل في حياته لم تكن متعودة على هذا الامر اغلقت الدفتر و رمته اسفل الوسادة
مقررة العودة لحياتها القديمة
امسكت الهاتف و عيرت المنبه لتستيقظ صباحاً للذهاب إلى عملها
فرن الهاتف في يدها مستلماً رسالة قصيرة من الذي كان اشغل لبها اليوم
رسالة قصيرة لا تعدوا ان تكون كلمتين ربما في قصرها هذا قد لخصت كل ما كانت تشعر به و مجددا يفتح ابوابا للتسائل من جديد
كان نص الرسالة تلك هو " سنموت معاً بعد ان نحيا معاً ... "
نظرت إلى الهاتف متفاجئةً بما رأته ..
يتبع ..
فنظرت إليه و قلت له " قدمي قدمي تؤلمني يا ابي و اخشى ان يقطعوها لي يا والدي "
فرأيته يضع يده على قدمي و نفخ عليها ثم قبلني من جبيني ثم قام و احضر لي لباساً ابيض من تلك الشجرة و البسني اياه فأحسست ببرد على قلبي و اطمئنان غريب يكسو كل جسمي فارتعشت من البرد فعاد و جلس بجانبي و حضنني ثم سمعته يهمس لي بأذني و لم افهم ما قال ثم رأيت ثلاثة اشخاص يتقدمون نحوي فلما رأوا والدي واحد منهم و الاخر وقع و اما الشخص الاخر فقد ظل يتقدم نحوي حتى استفقت من ذلك الحلم و عندما فتحت عيني وجدت نفسي وحيدة في هذه الغرفة ...
فكان اول ما نظرت نظرت إلى قدمي فرأيتها قد تعافت و العملية ناجحة ..
نظر خالد إلى ريان و قال : من هؤلاء الثلاثة الذين كانوا قادمين نحوك ؟
ريان : لا ادري لم اراهم
خالد : اتعلمين اشعر بالنعاس
ريان : قلبي عليك تعال استلقي هنا بجانبي .
خالد : و ماذا ستقول الممرضة لو دخلت و رأتنا على هذا الحال ..
ريان : إذا اين ستنام ؟
خالد : سأضع رأسي على قدمك و انت افتحي الهدايا و اخبريني إن اعجبوكي اتفقنا ؟
ريان : نعم يا حبيبي انا لا اشعر بالنعاس .
.....
نظرت دينا إلى ساعتها فأشارت إلى الحادية عشر ليلاً وضعت رأسها تحاول النوم هدوء تام و صمت كئيب كأن الناس ماتوا و لم يبقى احد سواها
عشر دقائق ثم ربع ساعة .. ساعة ... فالواحدة بعد منتصف الليل
مضى الوقت و دينا تحاول النوم تتقلب في فراشها لا نوم يأتي و لا شيء لتفعله اصابها الأرق و لم تدري لِما كان ذاك دست يدها اسفل الفراش اخرجت دفترها الصغير و فتحت صفحة جديدة كتبت فيها " ارض الذكريات " ..
لا ادري ما اصابني كل ما اعلمه انني لست على ما يرام كأن الحياة توقفت و امسك بي الزمان و هزني من اكتافي يقول لي اين تمضين
هل حقا ستمضين في دربك هذا
اجيبك ايها الزمان فلا علم لي و لا اريد ان اعلم بصراحة لم يعد يهمني شيء سوى ان امضي مرتاحة البال و لعل هذا هو الحاجز الذي كان يحول بيني و بين اي شخص يحاول الاقتراب مني اعترف انني فتاة احب نفسي ، اعشق خصوصياتي ..
و هذا ما يجب عليه ان اكون ..
ان اكون طاغية في الحب صعبة الإخلاف بأي وعد قطعته سواء كان لنفسي او كان وعداً قطعته لأحد احبه
اتعلم أيها العمر ؟ كم احببت ان التقي به مجدداً حتى لو كانت النتائج عكس ما اتمناه ..
اظن انني من كثرة الحنين لم اعد اميز بين الاشخاص الذين احن اليهم حقاً
في الصباح احن لقهوة امي خفيفة السكر
عند المساء اشتاق لصوت ابي عائداً لكوخنا المصنوع من اوراق الحب و اعمدة العهود الصادقة اشتاق له و لخطواته الموزونة لصوته المملوء حزماً و عطفاً لا استطيع ان استوعب كيف لقلب واحد أن يحمل بداخله كل ذلك معاً .. !
قوة و عزم يجعله يحمل على كتفيه بيتاً بأكمله .
و من ثم ذات القلب يفيض عطفاً يكفي ليسعد
زوجة بسيطة و ابنتيها
لم يتوقف الأمر على السعادة بل فاق ذلك حتى وصل حد الخيال
يستطيع من خلاله ان يصور لك الصحراء على أنها جنة فعلاً .. !
ليس هذا فقط بل هو يستطيع ان يقنعك انها جنة فعلاً ..
في الواقع هو امر رائع و لكن سلبياته تجلت عندما غاب ذلك القلب تحت الثرى ليترك النسوة اللواتي كن تحت رعايته في العراء تركهم و لا معيل لهم في الدنيا بعد الله غيره
حينها فقط اكتشفت ان الدنيا اقسى من ان تترك فيها فتاة وحيدة لتصارعها وجهاً لوجه ...
ذلك الحنين هو ذاته الذي يجعلني اشتاق لكل لحظة امضيتها و رأسي على كتف ذلك الشاب لست ضعيفة او مثيرة للشفقة و لكنني انثى من خيوط النور و عرى الإيمان
لك ان تتخيل ايها الزمان ان تلك الفتاة احبت شخصاً و لم يكن الشخص الخطأ فقد فعل كل ما بوسعه لكي يجعل نفسه اماني الوحيد ساعة الخطب و ملاذي الاخير يوم تعاظم الكرب ...
ثم لما ادمنت كل ذلك اتى الدهر و انتزع كل ذلك مني عنوة !
ثم يتخيلون مني ان اوافق على ان اجازف مرة اخرى و اخاطر بما تبقى من اجزاء روحي المبعثرة ...
لا انكر انني اشتقت لهذا الفتى اصبحت احب حروفه المكتوبة لأجلي تلميحاً او تصريحاً
اصبحت احس بالفراغ حينما يغيب عني ها هو الأن يسهرني دون اي ارادة مني و هو على الاغلب لا يحس بذلك ..
" بعضي و كلي "
بعضي يريده و يرداه بقائه و لقاه
و يخاف منه كلي يخشاه يخشى ان يكسر قلبي
انا لا اريد انسان عابراً لا استطيع ان يكون هو لي فترة عابرة في حياتي
اين هو !
هل هو بخير ؟
لماذا لم يحاول الاتصال بي اليوم ؟
هذا ما يخشاه قلبي ان يتعلق بمن لا نصيب له فيه ..
بين الخوف و الرجاء بين الملاذ و العراء
هناك مسافة فاصلة تجعلنا لا نرمي انسانيتنا في القمامة ..
احس بأن قلمي اليوم يكتب ما لا أريد
و انني لم اعد متحكمة باعصابي كما كنت من قبل
سأغلق هذه القصة عما قريب و سأغلقي ذلك الباب الذي تركته موارباً في قلبي
كي لا اقع في نفس الفخ الذي دست فوقه قبلاً
اغلقت دينا دفترها و هي تحس بحزن لم تعرف سببه الواضح إلا انها تشعر بأنها اصبحت مهملةً كأشلاء روح مشتتة لا تدري ماذا تريد او ما الذي تحبه ..
لماذا تريد لنفسها ما لم ترده لأختها لماذا هي ممكن لها ان تحب و أن يكون في حياتها من يحبها و أما اختها فلا ؟ !
اسألت دارت بمخيلتها و لم تجد لها جواباً واضحاً شفافاً يروي ما بصدرها من تساؤل و استفهام ..
إنها كلالة الروح و عجز الجسد بعد ان اصبحت تحس نفسها ككم مهمل في حياته لم تكن متعودة على هذا الامر اغلقت الدفتر و رمته اسفل الوسادة
مقررة العودة لحياتها القديمة
امسكت الهاتف و عيرت المنبه لتستيقظ صباحاً للذهاب إلى عملها
فرن الهاتف في يدها مستلماً رسالة قصيرة من الذي كان اشغل لبها اليوم
رسالة قصيرة لا تعدوا ان تكون كلمتين ربما في قصرها هذا قد لخصت كل ما كانت تشعر به و مجددا يفتح ابوابا للتسائل من جديد
كان نص الرسالة تلك هو " سنموت معاً بعد ان نحيا معاً ... "
نظرت إلى الهاتف متفاجئةً بما رأته ..
يتبع ..