23

.. يوسف : مرحبا سيدي لقد طلبتم علبة من البيتزا تفضل طلبكم و وقع لي هنا من فضلك ..
ايهاب : بيتزا ؟ لكنني لم اطلب شيئاً هل انت متأكد من العنوان ؟
نادات فاطمة من الداخل : من بالباب يا خالي ؟
ايهاب : انه فتى التوصيل هل طلب احدكم بيتزا ؟
سمعت فاطمة كلمة فتى التوصيل فخطر ببالها يوسف ..

اطلت دينا برأسها من غرفتها و قالت انا طلبت ذلك استلمها من فضلك يا خالي الحساب واصل ..
ايهاب : حسنا لا بأس
استلم ايهاب البيتزا و امضى بتوقيعه و عاد للداخل ..
نزلت دينا إلى الاسفل لتقابل خالها مبتهجة و هي تقول : انها لك يا خالي لقد تناولنا الطعام جميعا ما عداك
نظرت دينا إلى اختها و هي تقول هذا الشاب دقيق جدا بمواعيده لم يتأخر دقيقة واحدة حتى ...
فاطمة : عن اذنكم انا ذاهبة لغرفتي استأذن ..
دينا : لحظة انا قادمة معك يا فاطمة
فاطمة : حسنا تعالي معي

مشت فاطمة إلى غرفتها و قلبها يضرب ضربا بين اضلاعها من شدة التوتر و خلفها دينا تمشي على مهل واضعة كفيها خلف ظهرها و هي ترمق فاطمة بنظراتها
...
فتحت باب غرفتها و جلست فاطمة على الاريكة و لحقت بها اختها و جلست على سريرها و هي تعبث بخصلات شعرها و نظرت اليها قائلة : ما بك يا فاطمة كأنني غير مرحبة بي !
اذا كنت ازعجك فسوف اذهب ..
فاطمة : لا لا شيء انا ... انا فقط متوترة قليلاً ..
دينا : و ما الذي يوترك هكذا اخبريني !
فاطمة : لا لاشيء فقط انا ..
دينا : تكلمي ماذا بك ؟
فاطمة : بصراحة تصرفاتك مؤخراً تربكني لا ادري لماذا ..
تظاهرت دينا بأنها لا تعلم شيئاً لترى كم تي فاطمة صادقة معها ..
دينا : لم افهم قصدك عن اي تصرفات تتكلمين ؟
فاطمة : لا اعلم كيف اشرح لك الموضوع
دينا : انا لا اظن انني افعل شيئاً غير معتاد و لكن إن كان هناك ما يزعجك من تصرفاتي فاخبريني يا فاطمة
شبكت فاطمة اصابعها ببعضهما و حدقت بالارض و هي تفكر هل تخبرها ام لا !
هل تعيش مع نذا القلق المستمر ام لا !
يا ترى إن اخبرتها عن علاقتها بيوسف فماذا ستكون ردة فعلها ..
دينا : ما بك اين تشردين !
فاطمة : لا لا شيء لا تهتمي انا بخير ربما هي ضغوط الدراسة فقط لا تقلقي ..

خاب امل دينا بأختها لانها اخفت عنها امر مهما كهذا و قررت الاستمرار بالتظاهر بعدم فهم ما يجري ...
دينا : عن اذنك يا فاطمة انا ذاهبة إلى غرفتي حاولي ان تنامي قليلا لتهدأي
فاطمة : حسناً كما تريدين ..
خرجت دينا و اغلقت الباب خلفها فشعرت فاطمة ان جبلا انزاح عن قلبها وضعت يديها على رأسها وارتمت على سريرها و هي تتنهدت مدركةً انها دخلت بسرداب مظلم جديد من الكذب على دينا حبيبة روحها و شقيقتها و لكن لم يكن بيدها حيلة او على الارجح لم تكن شجاعة إلى الحد الذي يخولها بأن تبوح بالحقيقة لاختها خشيت من ردة فعلها فلم تخبرها ...
جلست تفكر فيما عليها فعله كيف ستستطيع ان ان تخبر اختها ام انها ستخسر يوسف
على الرغم من انها لم يمضي على تعلقهما ببعض اكثر من شهر واحد !

... ......
خرج حامد من منزله و توجه إلى حيث توجه خالد بعائلة ريان و قاد سيارته متجهاً إلى هناك اخرج هاتفه و اتصل بابنه خالد :
حامد : خالد انا في طريقي اليكم
خالد : حسنا نحن في المنزل لكن كن حذراً اخشى من ان يكون احدهم يراقبك يا ابتي ..
حامد : لا تخشى عليَّ
اغلق حامد الخط و نظر في المرأه ليتحقق من ان لا احد يتبعه
مد يده إلى اسفل المقعد المجاور له و اخرج مسدساً ذهبي اللون من عيار " 14,5 "
امسكه و قربه إلى و جهه نظر إليه بتمعن فرأى فيه ماضياً قاتماً اسود ..
لقد مضى وقت طويل على اخر مرة اطلقت منه رصاصة هذا المسدس له تاريخ طويل مع حامد مع انه لم يستخدمه في الشر يوماً إلا انه كان سيفه الضاري الذي لا يرحم ..
مرت بباله ذكريات كثيرة عن الوقت الذي كان يعمل به تاجراً للسلاح و المخدرات ..
كم من شخص حاول التلاعب معه فكان مصيره القتل كم من شرطي حاول اعتراض طريق حامد فكان رد حامد عليه التسبب له بإعاقة دائمة او ربما القتل ..
لم يكن هذا السلاح يستخدم إلا لحماية مصالح حامد فقط .
المصالح و لاشيء غيرها هذه هي المرة الأولى التي سيكون هذا المسدس في صف الحق و يطلق رصاصاته دفاعاً عن العائلة ذلك الكيان الذي اصبح يحتل حيزاً كبيراً من حياة حامد بعد ان اصبح همه الوحيد هو ان يرى ابنه سعيدا في حياته ..
وصل حامد إلى وجهته و ركن سيارته وضع المسدس على خصره و من ثم صعد إلى الشقة التي يسكن بها تلفت حوله و هو يدخل البناء ليتأكد من ان لا احد يلاحقه
صعد إلى الشقة و طرق الباب ليفتح له طارق الباب
طارق : اهلا سيد حامد تفضل ..
سمع خالد اسم ابيه يقال فهب من مكانه متجها نحو الباب ليجده واقفاً في الخارج
خالد : ابي ادخل ادخل
دخل حامد المنزل و هو يتلفت يمنة ويسرة يراقب ارجاء هذا المنزل المهجور ..
لهذا المنزل ذكريات قديمة كثيرة في بال حامد لم يتصور انه سيعود إليه يوماً ما لكن الزمن اجبره على العودة إليه
خالد : ما بالك يا ابي هل حصل شيء ما ؟
حامد : لا لا يوجد شيء
اين هي ام وليد ؟
خالد : إنها في الغرفة في الداخل
حامد : خذني اليها اريد ان اراها

اتى رافع من احد الغرف عندما سمع صوت حامد تقدم نحوه مرحبا به : مرحباً سيد حامد
حامد : اهلا رافع كيف حال جرحك طمئني عنك
رافع : الحمد لله نشكر الله على كل حال
كيف حالك سيد حامد
حامد : الحمد لله بخير و فضل من الله
رافع : اردت ان اشكرك على مساعدتك لنا و تكفلك بعلاجي ..
حامد : هذا واجبي يا بني اهلا بك اتمنى لك الشفاء العاجل
اين هي والدتك ؟
رافع : تفضل إنها في الداخل ..
تقدم حامد نحو الغرفة و طرق الباب داخلاً
وقفت هناء مرحبة ب حامد
هناء : اهلا يا ابا خالد نورتنا
حامد : نورت منزلك يا ام وليد كيف حالك
هناء : الحمد لله بخير
حامد : سمعت من خالد انكم تعرضتم لاعتداء من احدهم ارجوا ان لا تكونوا قد تضررتم
هناء : الحمد لله كان خالداً متيقظا لما يحدث و الحمد لله تصرف بسرعة و اخرجنا من المكان
حامد : الحمد لله نشكر الله على سلامتكم
هناء : كيف حالها سمر لمَ لم تحضرها معك ؟
حامد : سمر بخير تركتها في المنزل الطريق ليس امناً الان ...

جلس حامد على الاريكة و نظر إلى رافع قائلاً : رافع بني ماذا ستسقينا ؟
فعلم رافع ان هناك ما يريد حامد قوله و لا يريد من احد سماعه ..
رافع : في الحال ساحضر فنجانين من القهوة
حامد : اغلق الباب من فضلك يا بني

هز رافع برأسه مجيبا بنعم و خرج من الغرفة مغلقا خلفه الباب فرأه خالد و هو عائد إلى الصالة فناداه
خالد : رافع إلى اين انت ذاهب تعال إلى هنا
رافع : ذاهب إلى المطبخ لاعد القهوة
خالد : انا قادم معك ..

ذهب خالد و رافع إلى المطبخ و نظر خالد إليه قائلا : لماذا عدت إلى هنا ؟
لماذا لم تبقى مع والدي ؟
رافع : لا ادري احسست ان والدك يريد ان يقول شيئاً لا يريد منا سماعه ..
خالد : سيء سري بينه و بين والدتك ؟
ترى ما هو هذا الأمر ليس من عادة والدي ان يخفي شيئاً كهذا ..
رافع : لا ادري و لكن يبدو انه شيء مهم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي