الفصل الثاني عشر
عاد كمال من السفر وتوجه مباشرة للشركة يريد انهاء بعض الاشياء قبل الذهاب للمنزل وصل مقر الشركة تحرك للداخل صاعدا لغرفة مكتبه قابله حازم مرحبا بوالده وجلس علي المقعد امام مكتب والده يخبره بكل تفاصيل العمل في فترة غيابه ..
تحدث حازم بعد تفكير عميق قائلا
(( ابي اريد اخبارك بشئ ))
نظر إليه والده بتوجس قائلا
(( ما الامر ))
تنحنح حازم ثم نظر لوالده قائلا
(( حنان يبدو انها تخفي شيئا وتمهد لكارثه ))
اومأ له والده وهو يضيق عينيه فلا يخفي عليه امرها هو حقا يشك بها منذ فتره ولكنه لم يبحث خلفها لانشغاله بالعمل والسفر فوجه حديثه لابنه قائلا
(( ابحث خلفها واجعل احدا يراقبها .))
اردف حازم بتاكيد قائلا
(( لقد فعلت هذا ))
وقف والده واتجه إليه يربط علي كتفه ثم تحدث قائلا
(( تعالي لننهي ذلك الاجتماع ومن ثم نعود للمنزل ))
وقف عن مقعده ذاهبا مع والده بإتجاه غرفة الاجتماعات ولكن باله ما زال مشغولا بزوجة ابيه وما الشئ الذي تخطط له لطلما كرهها وكره عجرفتها وتكبرها يعلم بأنها لا تحمل ذرة حب لوالده ولكنه لا يستطيع ان يخبر والده كل شئ الان لا يستطيع ان يقول كل شئ دفعة واحدة ، فقد اخباره ذلك الرجل بأن زوجة ابيه دائما ما تتقابل مع شخص وتجلس معه فترة طويلة وتتردد علي شقة في منطقة راقيه ولكنه مازال يحاول ان يعرف من تزور في تلك الشقة .
في داخل المشفي كان جالسا نصف جلسة علي الفراش يحتضنها ويتامل ملامحها يخبرها بكل ما فكر به وهو في داخل سيارة الاسعاف وعن تخليها عنه نظرت إليه بحب ثم تحدث بحب قائلا
(( عندما رايتك علي تلك الهيئة كاد قلبي ان يتوقف من القلق عليك شعرت وقتها بأنني ليس لدي احدا يحبني غيرك وقتها تمنيت ان ما يحدث معك يحدث لي ايضا لاتقاسم معك شعورك بالالم))
ما ان انتهت حتي تساقط دموعها ابتسمت إليه ودموعها مازالت تنزلق علي وجنتيها فرفع انامله يمحي دموعه ومال عليها يقبلها قبلة هادئة محبه رفعت ذراعيها تحيط عنقه بها فنفتح باب الغرفة دفعة واحدة دون استئذان ابتعد عنها فراس ونظر لوالده محرجا بينما وعد ارادت لو تنشق الارض وتبتلعها فكم شعرت بالخجل ، طالعه والده بغضب وقرف مما كان يحدث بينهما هنا في المشفي فتحدث وهو ما زال يرمقهم بتلك النظرات قائلا
(( انتظري في الخارج اريد التحدث مع ولدي علي انفراد ))
غضبت من حديثه وقد ازداد خجلها واحراجها فأومات له ووقفت من مكانها تنظر لفراس تؤمي له بعينيها بان كل شئ بخير .
ما ان خرجت من الغرفة اقترب منه والده وجلس علي مقعدا مجاورا للفراش ينظر لارضية الغرفه يتنهد بغضب ثم تحدث قالا
(( لقد عرفت كل شئ عن الفتاه وكم حزنت عندما اكتشفت انها تكبرك سنا لما فعلت هذا لقد تزوجتها دون علم عائلتها لما لم تطلب مني وتخبرني وانا كنت ساعدتك وجمعتك معها بدل ان تتزوج دون علم احدا الا يحق لي ان اكون بجوار ولدي واره عريسا .))
يفكر في حديث والده معه حق في كل كلمة خرجت من فاهه ولكن بماذا يخبره هل يخبره بأنه يحبها وهي تبادله حبه ولكنها خائفة من نظرة المجتمع لها ام يخبره بانها تخشئ رفض عائلته لها من اجل فارق العمر بينهما لذلك
اختطفها هل يخبره بانه وضعها امام الامر الواقع واختطفها يوم حفل خطبتها فلم يبقي امامها غيره لتبقي معه وتتزوجه ام يخبره بانه لا يستطيع ان يختار بينهما فلا يستطيع ان يبقي معها ويبتعد عن عائلته ولا ان يفعل العكس لا يعرف حقا ما يخبره به .
تحدث بعدما صمت يفكر بما يخبره فقال
(( ابي الا يكفيك بانني احبها ولا اريد زوجة غيرها اعترف بانني اخطات عندما تزوجتها بدون علمك ولكن صدقني لم اصدق بانها وافقت لذلك حدث ما حدث اعتذر منك وارجوك ان تتقبل وجودها في حياتنا ))
تحدث والده بإستياء قائلا
(( بماذا اخبر الناس ولدي تزوج دون اخباري وزوجته تكون اكبر منه انا والدك ولم استطع تقبل الامر فكيف سيتقبله الجميع سنكون محل حديث الناس والاعلام في الفترة القادمة عندما يكتشفوا امر زواجك ))
اطلق العنان لغضبه وقد ارتفع صوته قليل فتحدث قائلا
(( ليس لهم شأن في حياتي الشخصية فتلك حياتي وانا حرا في اختياراتي ابي اذا كنت تتحدث من وجهة نظر المجتمع ونظرة الناس للرجل الذي يتزوج فتاة تكبره فذلك لا يعنيني فالناس لا يعجبها شئ سوا كان جيدا ام لا .))
تنهد والده واستند بمرفقيه علي ركبتيه ثم قال وهو يتحاشي النظر إلي فراس
(( عندما تخرج من هنا تخرج علي الفيلا انت وزوجتك ولنري ما سيحدث في الايام القادمة .))
ابتسم لوالده ابتسامة واسعه فوقف والده واتجه الشرفة يفكر بقلق فيما سيحدث الان فالفتاة لا تعنيه فما يعنيه ما سيحدث لفراس بسبب زواجه تذكر عندما اخبره كمال انه سيتركه لحين يوم زفافه ليأخذ بثار ولده منذ علم بأن فراس تزوج وهو يخشئ ان يعلم كمال بالامر وينفذ ما قاله له منذ سنوات قرر بأن عليه مقابلة كمال والوصول معه لحل يرضيه فحياة فراس تستحق منه ان يتذلل لكمال من اجل ان يتركة في حاله لعله تلك المرة يقتنع بانه ليس لفراس شأن في قتل ولده ويبحث عن الجاني الحقيقي ..
كانت جالسه في الممر ام غرفته استمعت لبعض من حديثه مع والده تعترف بأنها اخطأت عندما ضعفت امامه ووافقت علي الزواج منه ولكن قلبها قد ذبل من بعده عنها يكفيها انها تعلم بان لديه ولدا ولم تنجرف للحديث في الامر كم تتمني لو تتحدث معه وتخبره بانها تعلم ولكنها تنتظر اليوم الذي سيخبرها فيه ويشرح لها لما فعل ذلك وتزوج وهو يتغني يحبها له فكم تشعر بالالم والغيرة عندما يتركها ويذهب ويخبرها بانه ذاهبا لمنزل والده تغوص بها الافكار ناحية زوجته وابنه لتظل تبكي حتي تغفو ..
خرج معاذ مع اصدقاءه ليستمتعوا ويخرجوا من جو العمل وضغطات الحياة ولكنه ظل شادرا فكل شئ يمر في حياتة في تلك الفترة مولم جدا ساندي لم تسامحه بعد وتنفر منه وتتعامل معه وكأنها ليست زوجته تطلب منه بعض الوقت ولكن امتي سيبقي الوضع بينهما هكذا واكتشافه لمن يكون والده الحقيقي فعندما اخذ كافة المعلومات عنه من والدته وبحث عنه اكتشف بانه قد اضناه المرض والكبر يعيش في منزل بسيط في حي شعبي تعتني به ابنه اخيه الذي توفي وتركها لتعيش مع عمها وتتكفل برعايته يفكر بالذهاب إليه ان يعرفه علي نفسه من يكون ولكن هناك ما يمنعه من فعلها فقرر الانتظار لحين التحدث مع ساندي في الامر يفكر ماذا ستكون نظرة ساندي له عندما تعلم من يكون والده الحقيقي خرج من شروده علي حديث صديقا له وهو يساله قائلا ((ما بك ))
اجابه معاذ وهو يقف ويقول
(( لقد تذكرت شئ هام علي المغادرة الان ))
ودع اصدقائه وتحرك مغادرا يستقل سيارة ويطلق لنفسه العنان وقد قرر مصارحة زوجته ومن ثم الذهاب ومقابلة والده ...
بعد خرج والده من الغرفة وقفت تطرق علي الباب بطرقة خفيفه حتي استمعت لصوته يأذن لها بالدخول فتحت الباب ودخلت ترسم ابتسامة هادئة علي شفتيها ولكنها لم تخفي حزنها تابعها في صمت وقد عرف بأنها استمعت لما دار بينه وبين والده من حديث اقتربت منه وجلست علي المقعد المجاور للفراش فتحدث فراس قائلا
(( وعد تعلمين كم احبك ولا استطيع العيش من دونك ولا اريد رؤيتكي حزينة منذ اليوم سننتقل للعيش مع والدي ولكن اولا سأخذك ونذهب لوالدك واشرح له كل شئ ))
نظرت إليه بخوف وقلق وتحدثت بنبرة حزينه قائله
(( والدك لا يتقبلني ومعه حق فأنا لا الومه ووالدي سيقتلنا ما ان يراني ))
اشار إليها لتقترب اكثر وتشاركه فراشه ولكنها رفضت خوفا من دخول احدا اخرا ويراهم مثلما فعل والده فجلس كل منهم في مكانه وظلوا يتبادلون النظرات بينهم ..
كانت في طريقها عائدة من الجامعة لتجد من يصطدم بسيارتها من الخلف اوقفت محرك السيارة وخرجت منها كالاعصار نظرت لما سببته تلك السيارة من ضرر لسياراتها فتحركت مندفعة إلي السيارة التي اصطدمت بها وفتحت بابها من ناحية عجلة القيادة وتحدثت بغضب مستتر وهي تصرخ قائله
(( انت اعمي لا تري امامك لقد كدت ان تقتلني ))
تحدث ببرود قائلا
(( ولكنك بخير فلما الصراخ الان ))
تحدثت وقد اشتعلت عيناها من الغضب وصارت كقطة شرسه تريد تمزيق وجهه قائله
((يا لك من مستفز اعتذر عما فعلته حتي استطيع الذهاب ))
تامل هيئتها كاملة وقد اعجبته واعجب بشراستها فتحدث بالبرود ذاته قائلا
(( ابتعدي من هنا ايتها الصغيرة ))
نظرت إليه نظرة كلها مكر ثم صفقت باب سيارته بقوة واتجهت إلي سيارتها واشغلت محركها فما ان تحركت خطوتين الامام حتي رجعت للخلف فجأة لترتطم بسيارته كما فعل معها اخرجت زراعها من نافذة السيارة تشير إليه وتحركت مغادرة بسرعة قصوي بينما هو فؤجي من رد فعله ووقف في محله ينظر في اثرها ..
تتحدث في الهاتف مع سعاد تطمئن عليها وتخبرها بما حدث معها لتجد من يفتح الباب ويدخل مندفعا إليها يسحب الهاتف من بين كفها ليستمع مع من تتحدث استمع لصوت سعاد وهي تخبرها بان الله سيعوضها بطفل غيره فانهي المكالمة بينما هي تنظر له بغير فهم تفكر فيما فعله هل زوجها يشك فيها ويراها زوجة خائنه فتحدث هو ينتشلها من تلك الافكار قائلا
(( اجلسي اريد التحدث معكي في امر هام ))
خرج منها حديثها بصوت منخفض يكاد ان يسمع قائله
(( ما الذي فعلته الان هل تشك في ))
اجابه معاذ بهدوء قائلا
(( ليس هذا ما فكرت به ولكنك منذ ما حدث وانتي تتحدثين في الهاتف كثيرا وترفضين التحدث او التعامل معي وعندما تقربت منكي في الامس رفضتي ذلك وابتعدتي عني وبالمناسبة انا لم اشك فيكي للحظة ولكنني اردت ان اعرف مع من تتحدثين ))
نظرت إليه وهي لا تستوعب ما نطق به كيف لا يشك بها وكيف دخل مندفعا ينتشل الهاتف من كفها ليعرف مع من تتحدث ما هذا التناقض فتحدثت وهي تكتف ذراعيها قائلا
(( ما الذي تريد التحدث معي بشأنه))
تلعثم في الحدث لا يعرف من اين يبدا هل يقولها دفعة واحده لقد ذهبت شجاعتة مع الرياح لم يمتلك الشجاعة الكافية لاخبارها بما اراد اخباره.
اغمض عينيه وهو يشجع نفسه ليلقي بما في داخله فتحدث دفعة واحدة قائلا
(( رافت ليس والدي الحقيقي ))
اجابته بتوهان قائله
(( هل تمزح معي ))
حرك راسه بالنفي وهو ينظر إليها يتمني ان تبقي بجواره وتخفف عنه ما سيحدث في الايام القادمة قالت ساندي
(( لا افهم ارجوك وضح لي كل شئ ))
تحدث معاذ ببؤس قائلا
(( لقد عرفت منذ فترة ليست بالكثيرة بان رافت ليس والدي الحقيقي وعرفت ابن من اكون فاردت اخبارك قبل ان اذهب واواجهه ))
وضعت كفها علي فاهها تكتم صوت شهقاتها تنظر إليه بحدقتين متسعتين مذهولتين ثم اقتربت منه بخطوات بطيئة ولست بجواره تحتضن ذراعه تنظر إليه بشفقة فكم صعبا ان يكتشف ان من عاش يناديه ابي ليس والده ولا تسري دمائه بعروقه .
تحدث حازم بعد تفكير عميق قائلا
(( ابي اريد اخبارك بشئ ))
نظر إليه والده بتوجس قائلا
(( ما الامر ))
تنحنح حازم ثم نظر لوالده قائلا
(( حنان يبدو انها تخفي شيئا وتمهد لكارثه ))
اومأ له والده وهو يضيق عينيه فلا يخفي عليه امرها هو حقا يشك بها منذ فتره ولكنه لم يبحث خلفها لانشغاله بالعمل والسفر فوجه حديثه لابنه قائلا
(( ابحث خلفها واجعل احدا يراقبها .))
اردف حازم بتاكيد قائلا
(( لقد فعلت هذا ))
وقف والده واتجه إليه يربط علي كتفه ثم تحدث قائلا
(( تعالي لننهي ذلك الاجتماع ومن ثم نعود للمنزل ))
وقف عن مقعده ذاهبا مع والده بإتجاه غرفة الاجتماعات ولكن باله ما زال مشغولا بزوجة ابيه وما الشئ الذي تخطط له لطلما كرهها وكره عجرفتها وتكبرها يعلم بأنها لا تحمل ذرة حب لوالده ولكنه لا يستطيع ان يخبر والده كل شئ الان لا يستطيع ان يقول كل شئ دفعة واحدة ، فقد اخباره ذلك الرجل بأن زوجة ابيه دائما ما تتقابل مع شخص وتجلس معه فترة طويلة وتتردد علي شقة في منطقة راقيه ولكنه مازال يحاول ان يعرف من تزور في تلك الشقة .
في داخل المشفي كان جالسا نصف جلسة علي الفراش يحتضنها ويتامل ملامحها يخبرها بكل ما فكر به وهو في داخل سيارة الاسعاف وعن تخليها عنه نظرت إليه بحب ثم تحدث بحب قائلا
(( عندما رايتك علي تلك الهيئة كاد قلبي ان يتوقف من القلق عليك شعرت وقتها بأنني ليس لدي احدا يحبني غيرك وقتها تمنيت ان ما يحدث معك يحدث لي ايضا لاتقاسم معك شعورك بالالم))
ما ان انتهت حتي تساقط دموعها ابتسمت إليه ودموعها مازالت تنزلق علي وجنتيها فرفع انامله يمحي دموعه ومال عليها يقبلها قبلة هادئة محبه رفعت ذراعيها تحيط عنقه بها فنفتح باب الغرفة دفعة واحدة دون استئذان ابتعد عنها فراس ونظر لوالده محرجا بينما وعد ارادت لو تنشق الارض وتبتلعها فكم شعرت بالخجل ، طالعه والده بغضب وقرف مما كان يحدث بينهما هنا في المشفي فتحدث وهو ما زال يرمقهم بتلك النظرات قائلا
(( انتظري في الخارج اريد التحدث مع ولدي علي انفراد ))
غضبت من حديثه وقد ازداد خجلها واحراجها فأومات له ووقفت من مكانها تنظر لفراس تؤمي له بعينيها بان كل شئ بخير .
ما ان خرجت من الغرفة اقترب منه والده وجلس علي مقعدا مجاورا للفراش ينظر لارضية الغرفه يتنهد بغضب ثم تحدث قالا
(( لقد عرفت كل شئ عن الفتاه وكم حزنت عندما اكتشفت انها تكبرك سنا لما فعلت هذا لقد تزوجتها دون علم عائلتها لما لم تطلب مني وتخبرني وانا كنت ساعدتك وجمعتك معها بدل ان تتزوج دون علم احدا الا يحق لي ان اكون بجوار ولدي واره عريسا .))
يفكر في حديث والده معه حق في كل كلمة خرجت من فاهه ولكن بماذا يخبره هل يخبره بأنه يحبها وهي تبادله حبه ولكنها خائفة من نظرة المجتمع لها ام يخبره بانها تخشئ رفض عائلته لها من اجل فارق العمر بينهما لذلك
اختطفها هل يخبره بانه وضعها امام الامر الواقع واختطفها يوم حفل خطبتها فلم يبقي امامها غيره لتبقي معه وتتزوجه ام يخبره بانه لا يستطيع ان يختار بينهما فلا يستطيع ان يبقي معها ويبتعد عن عائلته ولا ان يفعل العكس لا يعرف حقا ما يخبره به .
تحدث بعدما صمت يفكر بما يخبره فقال
(( ابي الا يكفيك بانني احبها ولا اريد زوجة غيرها اعترف بانني اخطات عندما تزوجتها بدون علمك ولكن صدقني لم اصدق بانها وافقت لذلك حدث ما حدث اعتذر منك وارجوك ان تتقبل وجودها في حياتنا ))
تحدث والده بإستياء قائلا
(( بماذا اخبر الناس ولدي تزوج دون اخباري وزوجته تكون اكبر منه انا والدك ولم استطع تقبل الامر فكيف سيتقبله الجميع سنكون محل حديث الناس والاعلام في الفترة القادمة عندما يكتشفوا امر زواجك ))
اطلق العنان لغضبه وقد ارتفع صوته قليل فتحدث قائلا
(( ليس لهم شأن في حياتي الشخصية فتلك حياتي وانا حرا في اختياراتي ابي اذا كنت تتحدث من وجهة نظر المجتمع ونظرة الناس للرجل الذي يتزوج فتاة تكبره فذلك لا يعنيني فالناس لا يعجبها شئ سوا كان جيدا ام لا .))
تنهد والده واستند بمرفقيه علي ركبتيه ثم قال وهو يتحاشي النظر إلي فراس
(( عندما تخرج من هنا تخرج علي الفيلا انت وزوجتك ولنري ما سيحدث في الايام القادمة .))
ابتسم لوالده ابتسامة واسعه فوقف والده واتجه الشرفة يفكر بقلق فيما سيحدث الان فالفتاة لا تعنيه فما يعنيه ما سيحدث لفراس بسبب زواجه تذكر عندما اخبره كمال انه سيتركه لحين يوم زفافه ليأخذ بثار ولده منذ علم بأن فراس تزوج وهو يخشئ ان يعلم كمال بالامر وينفذ ما قاله له منذ سنوات قرر بأن عليه مقابلة كمال والوصول معه لحل يرضيه فحياة فراس تستحق منه ان يتذلل لكمال من اجل ان يتركة في حاله لعله تلك المرة يقتنع بانه ليس لفراس شأن في قتل ولده ويبحث عن الجاني الحقيقي ..
كانت جالسه في الممر ام غرفته استمعت لبعض من حديثه مع والده تعترف بأنها اخطأت عندما ضعفت امامه ووافقت علي الزواج منه ولكن قلبها قد ذبل من بعده عنها يكفيها انها تعلم بان لديه ولدا ولم تنجرف للحديث في الامر كم تتمني لو تتحدث معه وتخبره بانها تعلم ولكنها تنتظر اليوم الذي سيخبرها فيه ويشرح لها لما فعل ذلك وتزوج وهو يتغني يحبها له فكم تشعر بالالم والغيرة عندما يتركها ويذهب ويخبرها بانه ذاهبا لمنزل والده تغوص بها الافكار ناحية زوجته وابنه لتظل تبكي حتي تغفو ..
خرج معاذ مع اصدقاءه ليستمتعوا ويخرجوا من جو العمل وضغطات الحياة ولكنه ظل شادرا فكل شئ يمر في حياتة في تلك الفترة مولم جدا ساندي لم تسامحه بعد وتنفر منه وتتعامل معه وكأنها ليست زوجته تطلب منه بعض الوقت ولكن امتي سيبقي الوضع بينهما هكذا واكتشافه لمن يكون والده الحقيقي فعندما اخذ كافة المعلومات عنه من والدته وبحث عنه اكتشف بانه قد اضناه المرض والكبر يعيش في منزل بسيط في حي شعبي تعتني به ابنه اخيه الذي توفي وتركها لتعيش مع عمها وتتكفل برعايته يفكر بالذهاب إليه ان يعرفه علي نفسه من يكون ولكن هناك ما يمنعه من فعلها فقرر الانتظار لحين التحدث مع ساندي في الامر يفكر ماذا ستكون نظرة ساندي له عندما تعلم من يكون والده الحقيقي خرج من شروده علي حديث صديقا له وهو يساله قائلا ((ما بك ))
اجابه معاذ وهو يقف ويقول
(( لقد تذكرت شئ هام علي المغادرة الان ))
ودع اصدقائه وتحرك مغادرا يستقل سيارة ويطلق لنفسه العنان وقد قرر مصارحة زوجته ومن ثم الذهاب ومقابلة والده ...
بعد خرج والده من الغرفة وقفت تطرق علي الباب بطرقة خفيفه حتي استمعت لصوته يأذن لها بالدخول فتحت الباب ودخلت ترسم ابتسامة هادئة علي شفتيها ولكنها لم تخفي حزنها تابعها في صمت وقد عرف بأنها استمعت لما دار بينه وبين والده من حديث اقتربت منه وجلست علي المقعد المجاور للفراش فتحدث فراس قائلا
(( وعد تعلمين كم احبك ولا استطيع العيش من دونك ولا اريد رؤيتكي حزينة منذ اليوم سننتقل للعيش مع والدي ولكن اولا سأخذك ونذهب لوالدك واشرح له كل شئ ))
نظرت إليه بخوف وقلق وتحدثت بنبرة حزينه قائله
(( والدك لا يتقبلني ومعه حق فأنا لا الومه ووالدي سيقتلنا ما ان يراني ))
اشار إليها لتقترب اكثر وتشاركه فراشه ولكنها رفضت خوفا من دخول احدا اخرا ويراهم مثلما فعل والده فجلس كل منهم في مكانه وظلوا يتبادلون النظرات بينهم ..
كانت في طريقها عائدة من الجامعة لتجد من يصطدم بسيارتها من الخلف اوقفت محرك السيارة وخرجت منها كالاعصار نظرت لما سببته تلك السيارة من ضرر لسياراتها فتحركت مندفعة إلي السيارة التي اصطدمت بها وفتحت بابها من ناحية عجلة القيادة وتحدثت بغضب مستتر وهي تصرخ قائله
(( انت اعمي لا تري امامك لقد كدت ان تقتلني ))
تحدث ببرود قائلا
(( ولكنك بخير فلما الصراخ الان ))
تحدثت وقد اشتعلت عيناها من الغضب وصارت كقطة شرسه تريد تمزيق وجهه قائله
((يا لك من مستفز اعتذر عما فعلته حتي استطيع الذهاب ))
تامل هيئتها كاملة وقد اعجبته واعجب بشراستها فتحدث بالبرود ذاته قائلا
(( ابتعدي من هنا ايتها الصغيرة ))
نظرت إليه نظرة كلها مكر ثم صفقت باب سيارته بقوة واتجهت إلي سيارتها واشغلت محركها فما ان تحركت خطوتين الامام حتي رجعت للخلف فجأة لترتطم بسيارته كما فعل معها اخرجت زراعها من نافذة السيارة تشير إليه وتحركت مغادرة بسرعة قصوي بينما هو فؤجي من رد فعله ووقف في محله ينظر في اثرها ..
تتحدث في الهاتف مع سعاد تطمئن عليها وتخبرها بما حدث معها لتجد من يفتح الباب ويدخل مندفعا إليها يسحب الهاتف من بين كفها ليستمع مع من تتحدث استمع لصوت سعاد وهي تخبرها بان الله سيعوضها بطفل غيره فانهي المكالمة بينما هي تنظر له بغير فهم تفكر فيما فعله هل زوجها يشك فيها ويراها زوجة خائنه فتحدث هو ينتشلها من تلك الافكار قائلا
(( اجلسي اريد التحدث معكي في امر هام ))
خرج منها حديثها بصوت منخفض يكاد ان يسمع قائله
(( ما الذي فعلته الان هل تشك في ))
اجابه معاذ بهدوء قائلا
(( ليس هذا ما فكرت به ولكنك منذ ما حدث وانتي تتحدثين في الهاتف كثيرا وترفضين التحدث او التعامل معي وعندما تقربت منكي في الامس رفضتي ذلك وابتعدتي عني وبالمناسبة انا لم اشك فيكي للحظة ولكنني اردت ان اعرف مع من تتحدثين ))
نظرت إليه وهي لا تستوعب ما نطق به كيف لا يشك بها وكيف دخل مندفعا ينتشل الهاتف من كفها ليعرف مع من تتحدث ما هذا التناقض فتحدثت وهي تكتف ذراعيها قائلا
(( ما الذي تريد التحدث معي بشأنه))
تلعثم في الحدث لا يعرف من اين يبدا هل يقولها دفعة واحده لقد ذهبت شجاعتة مع الرياح لم يمتلك الشجاعة الكافية لاخبارها بما اراد اخباره.
اغمض عينيه وهو يشجع نفسه ليلقي بما في داخله فتحدث دفعة واحدة قائلا
(( رافت ليس والدي الحقيقي ))
اجابته بتوهان قائله
(( هل تمزح معي ))
حرك راسه بالنفي وهو ينظر إليها يتمني ان تبقي بجواره وتخفف عنه ما سيحدث في الايام القادمة قالت ساندي
(( لا افهم ارجوك وضح لي كل شئ ))
تحدث معاذ ببؤس قائلا
(( لقد عرفت منذ فترة ليست بالكثيرة بان رافت ليس والدي الحقيقي وعرفت ابن من اكون فاردت اخبارك قبل ان اذهب واواجهه ))
وضعت كفها علي فاهها تكتم صوت شهقاتها تنظر إليه بحدقتين متسعتين مذهولتين ثم اقتربت منه بخطوات بطيئة ولست بجواره تحتضن ذراعه تنظر إليه بشفقة فكم صعبا ان يكتشف ان من عاش يناديه ابي ليس والده ولا تسري دمائه بعروقه .