الفصل الرابع

الفصل الرابع من روايه لأنه اختياري


في فيلا يوسف الدمنهوري

" كانت طيف جالسه وهي تمسك بهاتفها ،تتحدث مع رعد وتحذره بالابتعاد عنها لانها غير مرتاحة لأمره ولكنه لم يجيب علي ايا من رسائلها ،فزفرت بحنق لتغمض عينيها وتريح جسدها علي الكرسي امام الحديقه وفتحت عينيها مره اخره وهي تنظر الي نباتات شقيقتها وهي حزينه ، وكادت أن تلتقط احدي الورود ،لتجد شقيقها يدلف الي الفيلا بصحبة ذالك الرعد الذي جعل منها اضحوكه في ذالك اليوم الذي غرقت فيه، وظل يسخر منها امام شقيقها لا تدري متي اصبحو اصدقاء الي هذا الحد فلم يمر سوي يوم واحد ، اشاحت بوجهها بعيدا عنه حتي لا يشعر أنه محط اهتمام منها ولكنه خالف ظنونه واقترب منها بعدما استأذن شقيقها أن يتحدث معها قليلا حول التمرين الذي طالبت بأن لا تذهب إليه مره اخري ، أبتسم إليها حينما علم أنها فقط تفعل هذا حتي لا تحتك به وهو أيضا لم يريد أن يهتم بأمرها لهذا الحد ولكن بها شئ مختلف عن غيرها يجعله منجذبا إليها "

رعد بنبره واثقه: علفكره أنتي قاعده هنا وبتفكري فيا.

طيف بغضب: وأنت بقي ساحر ولا حاجه؟ لو سمحت ملكش دعوه بيا وخليك في حالك.

رعد بهدوء: ليه العنف دا في التعامل؟ مش لايق مع اسمك خالص!

طيف بعناد: اهو انا كدا ولو مش عاجبك متتعاملش معايا

رعد بابتسامة: للأسف انتي مش كدا، ما علينا جاهزه لاختبار بكره؟

طيف بضيق: مش هروح اصلا انا اعتزلت الكاراتيه.

رعد باستفزاز: انتي خايفه بقي متكسبيش؟

طيف بنفي: لا ،طبعا أنا اقدر اكسب في كل حاجه ولو حابب تقدر تشوف بنفسك اني هغلبك

رعد بابتسامة نصر : طيب قومي ووريني ولا هو لسان بس؟

" لم تترك له المجال أن يكمل كلمته، نهضت بحركه مفاجأة ومن ثم ارتمت عليه بكامل جسدها حتي اوقعته أرضا فابتسم واثقاً ونهض بسرعه مدروسة وقام بلوي زراعها الي الخلف مسبباً لها بعض الألم المقصود منه لتصدر منها آه خفيفه تركها علي الفور، نظرت إليه بغضب وحاولت أن تصيبه بقدمها ولكنه امسك بقدمها وظل واضعها إياها في الهواء، وبحركه مدروسه ضرب قدميها من المنتصف لتصرخ وهي تقع أرضا، وقد شعرت أن الكهرباء انتشرت بجميع اجزاء جسدها لتبدأ في البكاء ليبتسم بحنو ويجلس بجانبها ، ومن ثم أمسك بيدها وظل يربت عليها وهي تبكي فقط ويدري جيداً أنها لا تبكي بسبب ألم قدمها، ولكن هناك الم مدفون في أعماق قلبها، ينتظر من يخرجه حتي لا يؤلم مره اخري ،نظرت إليه بضعف ليعطيها نفيا قاطعا علي تلك المشاعر السلبيه التي تجتاح عقلها وقلبها، ومن ثم امسك بقدمها وربت عليها وابتسم ولكنه لم يتحدث ابدا حتي تنتهي من البكاء ، لانه يعلم تماماً أن الحزين لا يحتاج أن يسأله أحدا ما سبب بكائه فقط يريد أن يستمع إليه "

طيف ببكاء: هو انا ليه بيحصل معايا كدا؟

رعد بجدية: اكيد مفيش سبب ولكن تقدري تقولي ربنا بيختار لكل واحد حياته.

طيف وهي تنظر إليه: يعني ربنا عايزيني حزينه؟

رعد بإيجاز: علشان تفرحي وقبل ما تسألي هو دا نظام الدنيا مش حزنت الا علشان تفرح

طيف بشهقه غير مقصودة: انت ازاي واخد الدنيا بالبساطة دي؟

رعد بابتسامة: يمكن علشان الدنيا خبطتني كتير يا طيف فا فهمتها

طيف بأمل: يعني انا هيجي يوم وافرح واحس بكل حاجه اتحرمت منها

رعد بتطمين: ايوا طبعا ووقتها هفكرك وانتي بتقطعي ليا نص بطيخه كدا

طيف بضحك: انسان غريب بجد ليك نفس تهزر؟

رعد بابتسامة: مليش نفس بس علشان اشوفك بتضحكي ممكن اعمل اي حاجه

" ابتسمت وهي تنظر إليه ،ولا تدري ان عيون والدها تكاد تخترقهم من الشرفه ،هو غير راضيا ابدا عن تصرفات أبنائه وبناته، فهناك من تجلس في منزل غريب ويعلم جيداً أنها في منزل خالد لأنه اخبره منذ قليل، والاخري تجلس مع رجل تصغره باعوام ،والآخر مهتماً فقط بمحادثه الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي ،وزوجته التي تهتم لأمر الموضه والحفلات، ليشعر أنه علي وشك الموت بسببهم ولكنه ليس بيده اي شيئ فهو من سمح لهم منذ البداية بكل هذا ،ولكنه اقسم أنه سيصلح كل شئ"


في غرفه فارس"


" كان يشعر بالضيق لأن محبوبته قد تغيرت كثيرا، وأصبحت لا تحادثه الا بعد فترات طويلة من زمن إرساله للرسالة ،وتجيبه أيضاً ببضع كلمات ومن ثم تختفي ،شعر بالغضب أكثر لأن تلك الفتاة التي طلب منها القهوة لم تأتي بها حتي الآن، ولكن لم ينتظر أكثر حيث دلفت وبيدها القهوة ووضعتها جانباً وكادت أن ترحل ولكن"


فارس بضيق: استني يا بنتي، اصبري اشوف طعم القهوة.

قمر بانصياع: اتفضل يا باشا

فارس باستغراب: انتي عامله قهوه فرنساوي وانا طلبت تركي؟

قمر بتسرع: انت اصلا مبتحبش التركي علشان تطلبها

فارس برفعه حاجب: نعم!! وانتي ايه اللي عرفك بقي؟

قمر بتلعثم: احم أنا سألت الداده وقالت كدا عن اذنك

فارس بصدمه: بس محدش عارف اصلا اني بشرب الفرنساوي لأني مش بطلبها هنا لأنهم مبيعرفوش يظبطوها

قمر بخوف: هي طلعت مني كدا بعد أذنك بقي علشان عايزه انام

فارس بشك: قمر وريني بطاقتك

قمر برعب: بطاقتي في البيت مش بجيبها هنا انا ماشيه


" رحلت مسرعه من أمامه، ليذداد شكه أكثر فهو لوهله ظنها قمر معشوقته ولكن هي بالتأكيد ليست هي، فإن قمر من عائله ثريه ولا تعمل في اي مكان، فقط محبوسه في ذالك المنزل، وتتعرض للعنف الأسري من والدها وترفض أن ترسل إليه صوره ظنا منه أنها ستتعرض للاذي ،كما أخبرته هي ولكن كل ما بهذه الفتاة مريب ويجب أن يعرفه نهض ورائها حتي يري ما تفعله هي متجاهلا تلك القهوة التي اعدتها، كانت قمر في الغرفه الخاصه بالضيوف وهو ينظر إليها لما دلفت الي تلك الغرفه ويبدو أنها سوف تجلس فيها مما أثار دهشته فهو لم يري ابدا أنها لا تنام في غرف الخدم ، دلف ورائها واغلق الباب بعنف فصرخت بخوف ونظرت اليه، اقترب منها بخطوات واثقة وهي تتراجع بعيدا عنه وقد تيقنت تماماً أنه شك بأمرها فقررت مسرعه أن تنهي هذا الشك وتسقط فاقده للوعي فالتقفها بين يديه "

فارس بخبث: واضح انها تعبت جدا في البيت، لازم اخدها بقي بعيد علشان محدش يعرف انا ناوي اعمل فيها ايه

قمر بصراخ: يالهوي، انت قصدك ايه بالكلام دا؟

فارس بابتسامة عريضة: يعني انتي مكنتيش تعبانه ولا حاجه صح؟

قمر بقلق: انت عايز مني ايه، مش بتسيبني في حالي ليه؟

فارس بجمود : لما اعرف اخرك الاؤل وانتي مين وبتعملي ايه هنا.

قمر بدموع: انا اسمي قمر وبشتغل هنا علشان محتاجه شغل وأختك تبقي صحبتي وهي قالت لي اجي أشتغل هنا ارتحت كدا!؟


فارس بضيق من نفسه: مش عارف اقولك ايه غير اني اسف، بس انتي تصرفاتك مريبه وكمان اسمك بيفكرني بحد غالي عليا، فا شكيت لوهله أنه انتي

قمر وهي تنظر إليه بعمق: ولو طلعت هي هتعمل ايه؟

فارس بتقزز: هعمل ايه؟ هقطع علاقتي بيها أصل البيه والخدامه دي في المسلسلات بس

قمر بإنكسار: يعني انت بتحبها علشان غنيه بس؟

فارس بشك: مش بقولك مريبه انتي ايه عرفك اني بتكلم عن اللي بتحبها؟

قمر بلجلجه: يعني هو ، انت قولت حد عزيز عليا وعلي اسمك فأنا فهمت كدا

فارس بتنهيده: اممم، طيب في العموم يعني انا بحبها بس الأكيد لو مش من نفس مستوايا عمري ما اكمل معاها سلام .


" رحل من أمامها تاركاً إياها في انكسارها ،هو حبيب عمرها الذي لا يعرفها ،وقد كانت ممتنه أنه لا يعرف كيف هي فقط مجرد علاقه هاتفيه، حتي تستطيع أن ترى حقيقته الكامله التي كسرت قلبها ،وجعلتها حطام فهي أحبته وبصدق ولكنه لم يحبها الا لأنها فقط ثريه ولكنه يوما لم يذق معاناة تلك السريه مع اسرتها التي تركتها فقط بسبب قسوتهم الشديدة معها تركت كل هذا ورائها ولكنها لم تجد قوت يومها لتطلب من صديقتها المساعدة ولم تعرف ما سوف تلقاه هنا ظلت تبكي علي حالها وقلبها المكسور وهو يحتسي قهوته ببرود تام غافلا أن محبوبته تلك متواجدة في منزله وتعاني من قسوته أيضا "



في صباح يوم جديد وتحديدا في منزل خالد القديم"


" كانت دالين جالسه على الفراش ،وهي تاكل الشكولاته التي أحضرها ذالك الغبي منتظراً إياها حتي تستفيق من تلك الغيبوبة الكاذبه، ولكن ما أن رحل حتي نهضت تسخر منه ،ومن ثم ارتدت ملابسها علي عجله من أمرها حتي تذهب الي جامعتها ، فارتدت تنوره قصيره الي الحد المخجل، وايضا بلوزه مكشوفة تظهر جزء كبير من جسدها، وتركت العنان لشعرها الحريري القصير ،ووضعت بعضا من مساحيق التجميل ومن ثم خرجت من الغرفه لتجده جالساً وأمامه الفطور لتبتسم بخبث ومن ثم"

دالين برقه: شكرا، انك حضرت ليا الفطار تعبتك معايا.

خالد بابتسامة: ولا يهمك، المهم انك كويسه واسف جدا علي اللي عملته امبارح

دالين بضعف مصطنع: انا اللي لازم اقول اسفه علشان ذودتها وكدا لكن اكيد أنه انت فاهمني.

خالد بحنيه: طيب اقعدي افطري قبل ما تلبسي يلا

دالين باستغراب: قبل ما البس! اومال ايه دا؟

خالد برفعه حاجب: يعني دي مش هدوم النوم بتاعتك؟

دالين بتقزز: هدوم نوم! انت غبي ولا ايه دلبس خروج

خالد بنرفزه: لسانك يا دالين هانم، دا ماينفعش يكون غير لبس نوم ومفيش خروج بيه

دالين بغرور: هعتبر نفسي ما سمعتش اي كلمه من دي واقولك خليك في حالك احسن لك عن اذنك


خالد بغضب مكتوم: افطري قبل ما تنزلي

دالين بسخافه: لا شكراً ، مبفطرش القرف دا

خالد بغضب: تروحي الجامعة وترجعي علي بيتك واياكي ترجعي هنا طالما القاعدة هنا قرف هي والأكل روحي كلي هناك في الحلو

دالين : احسن بردوا


" تركته يستشيط غضبا من أفعال تلك الفتاة التي حتما سوف تصيبه بالجنون فهي ذات شخصية منفصمه، وأما هي فكانت تنتظر ذالك الشاب المدعو باسم علي الطريق العام، حتي اتي وفتحت باب سيارته الفارهة وذهبوا سويا الي الجامعه ،كانت طوال الطريق تتافف لأنه لم يكلف نفسه عناء بدء الحديث معها، وأيضا لم يعلق علي ملابسها، فقط يتناول قهوته ببرود تام ،مما أثار اعجباها وتمنت اكثر لو أنه يحبها، أو يتقرب منها هي تحب مثل تلك الشخصيات العنهجيه، قررت هي قطع الصمت بينهما"

دالين بابتسامة: فيه حاجه مضيقاك ولا ايه يا عم؟

باسم بهدوء: لا، ليه بتسألي؟

دالين بضيق وحرج: اسفه، معنتش هسألك تاني

باسم وهو ينظر إليها: مقولتش اتأسفي بسالك بس

دالين بحنق: اصلك مبتتكلمش يعني وانا قاعده معاك

باسم بابتسامة: لا، بتكلم بس كنت منتظر اخلص قهوتي علشان مزاجي الصبح مبيكونش رايق.

دالين بحماس: اوكي ايه رأيك في اللي انا لبساه!؟

باسم بتقييم: امممم كويس، بس لو تنزلي الكتف بتاع البلوزه شويه لأنه كدا باين فلاحي


دالين وهي تنفذ ما قاله: تمام كدا ولا ايه؟

باسم بإعجاب: بطل بصراحه شكلك حلو اوي وجسمك بردوا

دالين بحرج ولكن فرحت أنه يراها هكذا: شكرا ممكن تشغل لينا اغنيه بقي؟

باسم بانصياع: طبعا هسمعك اجنبي بقي علي ذوقي

دالين بفرحه: اوكي موافقه.


في النادي الرياضي "


" كانت طيف قد انتهت من المسابقة وهي فائزه، ولكن تشعر بالاعياء الشديد بسبب المجهود الذي قامت به، وأيضا تشعر بالحزن ،لأن لا أحدا من عائلتها حضر هذه المسابقة، كانت تتمني فقط تشجيعاً ولكنها لم تجده ،الا من رعد فقط الذي كان يصرخ بأعلى صوته مشجعا إياها حتي تمكنت بالفوز بغضبها الذي أحرق الجميع ،ومن ثم جلست علي الكرسي الذي أمامها منتظره عودته ، عاد حاملا الكأس بين يديه وهو يهنئها بكلماته الحاره، ولكن وجدها جامده لا تشعر بأي شئ عدا وجهها الذي يدل علي الإجهاد، جلس بجانبها، متفقدا إياها إن كان هناك ضررا أصابها فقط وجد بعض الخدوش، فلم يتحدث ووضع الكأس جانباً وبدأ بتعقيم جروحها ،وهي تنظر إليه فقط وتشعر بحنان العالم يغلفه "

رعد بحنيه: انتي كويسه في حاجه تعباكي؟

طيف بحزن: قلبي اللي واجعني، غير كدا مش حاسه .

رعد وهو يمسك يدها: بصي يا طيف انا فاهمك وحاسس بيكي ،بس لازم انتي كمان تفهمي أنه اهلك عندهم مشاغل كتير

طيف بدموع: لو كنت حاسس بيا مكنتش هتقول كدا وانت عارف انه مش مبرر.

رعد بتفهم: طيب خلاص متعيطيش حقك عليا انا ،قومي يلا

طيف بصوت مبحبوح: اقوم فين؟

رعد بابتسامة: هخرجك خروجه تحلفي بيها العمر كله، بمناسبة أنه أنتي بقيتي بطله الموسم دا

طيف بقلق: بس أنا عندي دروس المفروض اني في ثالثه ثانوي ولازم اذاكر

رعد بهدوء: اممم بس درسك لسه عليه ساعه صح مش انتي قولتي كدا؟

طيف بابتسامة: مش ناوي تتنازل شكلك؟

رعد بثقه: مش انا اللي اتنازل بس هنخلص بسرعه واوصلك الدرس تمام؟

طيف بضحك: بتعرف تخرجني من مودي يا رعد والله.

رعد بحنيه: طول ما أنا معاكي مش هتحسي باي حاجه وحشه بوعدك

طيف بتأثر: احم طيب يلا بينا علشان مش أتأخر

" امسك بيدها وهو يشعر بقلبه يقع في غرام تلك الصغيره، رغم أنه لا يعرفها سوي من وقت قصير ،ولكن شعر أنها استوطنت ذالك القلب الذي رفض الحب والزواج مكتفياً بنفسه ،حتي وصل إلى سن الثلاثين، وهو لم يفعل اي شئ في حياته سوي أنه يتقدم في حياته العمليه ولكن هل هي سوف تقبل بتلك العلاقه، فإنه وان كان يبدو مثل شاب في العشرين يظل عمره ثلاثين، وهي طفله مراهقه بدأت ملامح وجهه تحزن، وهي لاحظت هذا لذا امسكت بيده وهو يقود السيارة ليبتعد مسرعاً وهو يشعر أنه يحصل علي شئ ليس من حقه، وأنه سوف يؤذي تلك المسكينة بسبب حاجتها الي الأمن والحب ،وأما هي فاستغربت كثيرا ما فعله هل هو متناقض ام ماذا ،نظرت إلي الطريق وهي حزينة أيضا فمااذا تتوقع منه"

رعد بضيق: انا هوديكي الدرس يا طيف علشان مش فاضي.

طيف بحزن: زي ما تحب انا اصلا هنزل هنا وقف العربيه

رعد باستغراب: نعم!؟

نهايه الفصل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي