الفصل الثالث
عُدت إلى منزلي قرابة السابعة مساءً، ليس لدي سوى موعد عمل واحد خلال الأيام الثلاثة المقبلة وحتى يوم الجمعة حيث سيقام المؤتمر الصحفي مع طاقم عمل الفيلم للإعلان عنه.
في العادة لا تقام هذه المؤتمرات للافلام كثيرًا لكن هذه المرة ولأن الفيلم جمع بين أفضل المخرجين والممثلين فهم يريدون عمل دعاية كبيرة له، وبعد غد سأذهب لكي نصور ملصق الفيلم لذلك يفترض بي تغيير لون شعري و.. وقصه!!
أخ كم هي مؤلمة هذه الكلمة
تناولت عشاءً خفيفًا وأعددت كوبًا من الشوكلا الساخنه أخذته معي إلى السرير، سرير ضخم ممتلئ بالوسائد الناعمة والمريحة، لم أحلم يومًا بإمتلاك مثل هذه الشقة والتي كنت لطالما شاهدت مثلها في المسلسلات، حيث يسكن البطل في شقة فارهة في الطابق العلوي لمبنى فخم وبسرير بحجم عائلي. ورغم كون السكن وحدي أمر حزين لكنني لا أمكث كثيرًا في المنزل من الأساس وأحيانًا لا أستعمله إلا للنوم بسبب جدولي المزدحم
جلست في منتصف السرير وقد غطيت نفسي إلى جذعي بالغطاء وأخذ رشفة من الشوكلا لأشععر بدفء كبير. أنه أنسب وضع لقراءة السيناريو كاملًا. أخرجته وبدأت بقراته بعمق
شخصية مينامي قوية، لا تخاف أن تتجسس أوتتنكر حتى تحصل على المعلومة التي تريدها، رشيقة وسهلة الحركة، ورغم شعرها القصير الا أنها تربطه للخلف دائمًا فتبدو كطفلة صغيرة
أعجبني أنها وبقدراتها فقط إستطاعت إكتشاف ما لم يكتشف أحد عن آش
أما عن آش فهو ذلك النوع من العملاء الخاصين الغامض والقوي، يرتدي الاسود دائمًا ولا يتحدث كثيرًا حتى إلتقى بمينامي على الأقل
حسنًا يبدو أن فتاتي ستتعرض لتحطيم قلبها كثيرًا لكنها رغم ذلك جريئة؟ غبية؟ لا تستسلم؟
لا أدري حقًا ما الصفة الإيجابية التي يمكنني قولها عنها دون التطرق لحقيقة أنها ملاحقة!
فجأة كححت رشفة الشوكولا التي كنت قد شربتها حينما قرأت مشهدًا ما
هذا ما كان يتحدث عنه ذلك الأحمق عندما قال "مشاهد مثيرة" تخيلت نفسي أفعل هذا أمامه... بل معه! سيقوم بإذلالي به للأبد!!
لماذا لم يكن شخصًا أخر غيره على الأقل؟
عدت لأشرب من مشروبي وأتابع القراءة محاولة تجاهل عدد المشاهد إياها المتزايد!
تبًا لك يا كاتب السيناريو، تبدو كفتاة مراهقة
تلك الليلة حلمت حلمًا مزعجًا، مزعجًا للغاية ولا أريد الحديث عنه حتى
يوم الجمعة عند العاشرة صباحًا كنت قد إستعديت بثوب رمادي ومعطف أسود وحذاء ذو كعب عالٍ زاد طولي قليلًا، سرحت شعري الذي عاد أسود أخيرًا إلى الجهه اليسرى تاركه جانبي رأسي الأيمن مكشوفًا، ومع القليل من الزينة الجذابة أنهيت مظهري للمؤتمر الصحفي
إعتدت التأنق لمثل هذه المؤتمرات فرجال الصحافة يبحثون عن أي سهوة حتى يقوموا بكتابة مقالات قد تدمر حياتي المهنية، لذلك لا يجب أن أترك لهم أي مجال
حملت معطفي وخرجت ليلفحني الجو البارد فلقد إقترب شهر ديسمبر، أسرعت ناحية السيارة حيث تنتظرني مديرة أعمالي وتوجهنا ناحية المكان حيث سيقام المؤتمر.
عندما إقتربنا من الفندق الذي سيقام فيه المؤتمر فوجئت بعدد من الصحفيين يقفون أمام الباب سيقام المؤتمر بعد ساعة ولكنهم مبكرون كما العادة. يزعحني فعلًا أن أدخل وسط كاميراتهم لذلك طلبت من تشيهارو أن تطلب من إدرارة الفندق إرسال بعض رجال الأمن حتى يبعدوهم عني
توقفت سيارتنا لكنني لم أنزل حتى رأيت أحدًا ما ببذلة سوداء يخترق جموع الصحفيين المتأهبين
لابد أنه رجل أمن
طلبت مني مديرتي الخروج فنزلت ورجل الأمن يقف أمامي حاجبًا الصحفيين عني
يبدو أنه مخيف فالصحفيون قد توقفوا عن الحركة وأخذو ينظرون إليه ببلاهه دون قول شيء، وقبل أن أستوعب الأمر عادت ضجة الصحفيين لتصبح أكثر إزعاجًا ووميض الكاميرات يحجب ضوء الشمس:
- سيد ايوان ما هو تعليقك على دورك في الفيلم؟
- لمَ أتيت لإستقبال الأنسة يونا وحدك؟
- هنالك إشاعات عن كونكما على علاقة في السر، فهل هذه حقيقة؟
مهلًا.. هل قالو إيوان؟
بعد إعادة النظر، هذا الظهر وهذه الوقفة، إنه هو لا ريب!! قلت بين أسناني:
- ما الذي تفعله هنا؟
أجابني وهو يمسك بيدي دون أن يلتفت ناحيتي ويجرني خلفه:
- أنقذ أميرتي
سحبني من بين الصحفيين الذين تم إبعادهم بواسطة رجال الأمن الذين قرروا الظهور أخيرًا ويبدو أنه لحسن حظي لم ينتبه أحد إلى يدينا المتشابكتين إذ كانوا مشغولين بمحاولة إخراج إجابات من "منقذي" هذا
دخلنا الفندق وإبتعدنا عن أنظار الصحفيين فأبعدت يدي بقسوة عن يده
- لم فعلت هذا أيها الغبي!! الأن ستنتشر الإشاعات عنا في الصحافة؟
قال بلامبالاة بينما يضع يدًا داخل جيب بنطاله وهو يضغط على زر المصعد باليد الأخرى:
- لستُ أمانع هذا
قلت بحدة:
- أنا أمانع، ألا تفهم يا هذا أنني لا أريد شيئًا يتعلق بك في حياتي؟
أجاب وقد إبتسم بخبث:
- أمنيتك هذه لن تتحقق فها نحن ذا سنلتصق مع بعضنا لشهرين
تجاهلته، فتح باب المصعد فصعد كلانا رغم أنه من الخطر علي الصعود معه لوحدي
قال فجأة بعد أن أغلق الباب:
- هل أنت جميلة أصلًا أم لكوني لم أركِ منذ ثلاثة أيام أجدك أجمل إمرأة رأيتها في حياتي؟
علقت بلامبالاة:
- نعم، نعم
قال:
- ألا تصدقينني؟
ثم أمسك بي من معصمي وجرني ناحيته واضعًا يده اليسرى على خاصرتي واليمنى على خدي وأضاف وقد قرب وجهه إليّ كثيرًا:
- أتريدين مني أن أريك إلى أي درجة تأثرين بـ..."
لم يكمل جملته لأن كعب حذائي الحاد قد حَفر حُفرة عميقة في حذائه، إبتعد عني متألمًا وإستعدلت أنا في وقفتي بدون مبالاة لرقصة ألمه. فتح الباب وخرجت تاركه إياه يقاوم ألمه بالضحك
خرج من بعدي وذهبنا ناحية المكان حيث المخرج والباقون ومن بينهم تيتسو الممثل الذي مثل معي أخر مسلسل، حدثنا المخرج عن ما سنتحدث عنه في المؤتمر وما المعلومات التي يمكن أن نعطيها للصحفيين وماذا لا يجب أن يخرج للعلن
قبيل المؤتمر إجتمعت مع تيتسو وأخذنا نتحدث معًا بحيوية إذ نشأت صداقة جيدة بيننا
قال بحماسٍ لم يخفه:
- هذه أول مرة سأمثل فيها مع السيد ايوان، إنه قدوتي في التمثيل أعترف أنني لم أصبح ممثلًا إلا لكي أصير مثله
علقت بعدم تصديق:
- حقًا!! هذا مفاجئ للغاية
- يبدو أن علاقتكما جيدة، فلقد ذهب لإحضارك بنفسه.
أضاف بنصف عين لأقول وأنا أفتح هاتفي لأجعله في وضع الصامت:
ليس لدي أي نوع من العلاقات معه فلا تجمعنا معًا أرجوك.
- لا يجب أن تخجلي يونا، فأنا من نفس شركتك وبيننا صداقة ممتدة من سنوات كما أنني عملت كمدير أعمالك لشهرين.
كان هو من قالها، فجأة وجدته يقف قربي وعلى وجهه تلك الإبتسامة المبتذلة، لكم يبدو إسمي مثيرًا للشفقة حينما ينطقه، قلت وأنا أعيد الهاتف إلى حقيبتي وأخلع معطفي:
- لا تتدخل فيما لا يعنيك
بدت الصدمة على وجه تيتسو يبدو أنها بسبب طريقة حديثي غير المهذبة مع هذا الأحمق، قال له كوبو وهو يشير بيني وبينه:
- إنه الوضع الطبيعي بيننا، علاقتنا قوية كما ترى
نظرت إليه نظرة " هل أنت جاد؟"
تنهدت، ثم قلت له:
- تعال أريد الحديث معك بإنفراد
لم أضف أي شيء أخر وذهبت للزاوية، إقترب مني وقد رسم إبتسامة مستمتعة على وجهه، قلت مهددة ما إن توقف أمامي وقبل أن ينطق بأي شيء غبي:
- إياك.. أن تقول أي شيء غبي في المؤتمر، إن سألك الصحفيون عنا إياك أن تنطق بأي حرف لأنني لن أتوانى بإنكار ما ستقوله بأقسى طريقة وأجعلك تبدو كأحمق وستندم على ذلك مدى حياتك.
بلا مبالاة ضاحكة قال:
- مهلًا مهلًا، التهديد لا ينفع عزيزتي
قلت:
- مع أمثالك، لا ينفع غير التهديد
- لا تقلقي، فأنا لن أقول أي شيء، لن أقول أي شيء حتى أضمن أن قلبك قد أصـ
لم أسمع باقي كلامه، ذهبت عائدة للمجموعة.
في مسرح كبير جلس الممثلون الرئيسيون والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو وكل واحد يحمل مايكرفونًا يجيب عبره على الأسئلة التي يطرحها الصحفيون الجالسون أسفل المسرح، ومن خلفنا شاشة عرضت فيه الصور التي التقطناها البارحة حينما ذهبت لتصوير الملصق الدعائي
صور كل ممثل لقطاته منفردًا فجداول أعمالنا كانت مختلفه لذلك لم أقابلهم، كانت الأسئلة متنوعة وأغلبها في البداية كانت للكاتب والمخرج نظرًا لكون ميزانية الفيلم كبيرة وقد أرجى بعض الصحفيين ذلك لكون ايوان سيمثل فيه
وجهت إلى الممثلين أسئلة من نوع ما رأيك في شخصيتك في الفيلم، ما رأيك بالقصة، وأسئلة أخرى. كان اللقاء ممتعًا في بعض الوقت، إلى أن سألني أحد الصحفيين قائلًا:
- أنسة يونا، هذه أول مرة لك تمثلين في فيلم مع السيد ايوان، ما هو شعورك بالعمل معه؟
أشعر بالغيظ منه ولا أحبذ فكرة العمل معه لكنني متحمسة في نفس الوقت لأنني أعتبره تحد لي.
أجبته بعكس ما في داخلي:
- أشعر بالحماس، لي الشرف بالعمل مع واحد من أشهر الممثلين
سأل أخر:
- وما قولك عن الإشاعات عن كونكما في علاقة مغرامية؟
هاقد بدأنا، أجبت محاولة التحكم في نبرتي:
- بالتأكيد لسنا في موقف يسمح لسؤال كهذا فنحن هنا من أجل الفيلم ولا دخل للعلاقات الشخصية به، ولكن من أجل فضولكم، ليس بيننا أي نوع من العلاقات
إبتسمت إبتسامة مصطنعة وأنا أنهي الجملة، هز الصحفي رأسه بتوتر، بينما سأل أخر ايوان قائلًا:
- سيد ايوان ما رأيك بالممثلة يونا؟
تبًا ليس مجددًا، نظرت إلى كوبو بطرف عيني محذره، أمسك بالمايكرفون وقربه إلى فمه وأجاب بحيادية:
- إنها ممثلة بارعة، أعرف ذلك جيدًا فقد كنت واحدًا من لجنة الإختيار الذين وافقوا على توظيفها من بين مئة مرشحة أخرى، وأنا شخصيًا من المعحبين بأعمالها وتابعت لها الكثير. لذلك أنا متشوق للعمل معها وأرجو أن نكون ثنائيًا جديرًا للإهتمام
ما هذا؟ أي ثنائي يا أحمق، هكذا سيفسر هؤلاء الصحفيون كلامك على حسب أهوائهم
بل ربما هذا ما يريده هو!
ذكروني أن أضربه على رأسه يومًا ما.
توجه أحد الصحفيين بالسؤال إلى تيتسو:
- عدت مجددًا للعمل مع يونا بعد أن أنهيتما تمثيل دراما الشمس الحالمة قبل أيام، هل للصدفة دور في هذا؟ كما أن هذا الفيلم هو العمل المشترك بينكما رقم 4 حتى الأن.
ضحك تيتسو وإبتسمت معلقة عبر المايكرفون:
- لا أدري لم تصرون على ربطي مع أحدهم اليوم!
قال تيتسو:
- لا ليست صدفة فالأنسة يونا هي من إقترحت إعطائي دور يامازاكي بعد أن رأت أنني مناسب له، وهذا شرف لي أن أمثل معها مرة أخرى ومع السيد كوبو، والذي هو قدوة لكل ممثل شاب
أضاف وهو ينظر ناحية ايوان والذي أشار له بإبهامه.
إستمر اللقاء الصحفي بضع دقائق أخرى، وبعد أن إنتهى خرجت برفقة تيتسو ونحن نتحدث قليلًا ليدعوني بعدها لتناول الغداء معه في مطعم الفندق.
لم يكن لدي عمل فوافقت واتصلت على المخرجه لأخبرها أنني ساتأخر.
ودعنا المخرج الذي سنلقاه بداية الإسبوع المقبل حين نبدأ تصوير الفيلم والذي ستصور جميع مشاهده في إيكيبوكرو* وهذا أمر جيد فنحن لن نضطر الى الذهاب خارج طوكيو.
توجه كلانا ناحية المطعم ليقطع مسيرنا "هو" بالتأكيد.
تأففت عندما رأيت شبح بذلته السوداء يقف أمامي، قال:
- إلى أين تذهبان؟
أجابه تيتسو:
- سنتناول الغداء في مطعم الفندق، هل تنضم إلينا سيد ايوان؟
تبًا أيجب عليك دعوته!
أجابه وهو ينظر إلي عالمًا كوني مغتاظة:
- بالتأكيد وأيضًا تيتسو.. يمكنك مناداتي ساكوراي فقط
بحماس قال تيتسو:
- حقًا؟ إنه شرف لي ساكوراي
إلتفت ايوان ناحيتي وأضاف:
- أنتِ أيضًا يمـ...
قاطعته قائلة وقد رسمت إبتسامة دبلوماسية أخفي بها غضبي:
- لا بأس بـكوبو بالنسبة بي
ثم تخطيته ذاهبة إلى المطعم
أخذنا النادل إلى طاولة بثلاث كراس وجانبها الرابع موصول بالحائط، جلست في الركن الى الخارج وجلس تيتسو على يميني وكوبو على يساري.
جلب غدائنا وحديث ودي في الأجواء، بالطبع لم أوجه كلمة إلى ايوان وكنت أرد على كلام تيتسو فقط
فجأة وعندما ساد صمت للحظة إستأذن تيتسو للذهاب للحمام، نظرت إليه نظرة متوسلة لكي يبقى أو يأخذني معه، لكنه لم يفهم بالطبع
تنهدت وتابعت تناول طعامي محاولة تجاهل من يجلس على يساري:
- يونا
رفعت بصري إليه لأجد شوكة تحمل قطعة من غداء ايوان في فمي، دهشت بينما كان مبتسمًا، قال وهو يخرج الشوكة الخالية من الطعام الأن من فمي:
- ما رأيك بطعمه؟
بالطبع كان لذيذًا، لكنني قلت:
- أنت غبي
ضحك بسخرية وهو يأخذ نفس الشوكة ويحمل بها قطعة أخرى ويأكلها بتلذذ
عقدت حاجبي مغتاظة وحاولت تهدئه نفسي. تجاهله هو الحل "أتذكر هذا" لكنه يغضبني جدًا
انتهينا من تناول الغداء ثم ذهب تيتسو أولًا لأن سائقه كان بإنتظاره، أخرجت هاتفي لأتصل بالمخرجه لتأتي وتقلني لكن ايوان خطف مني الهاتف في حين غفله مني وقال قبل أن أصرخ عليه غضبًا:
- سأوصلك بنفسي
قلت وأنا أمد يدي لأخذ الهاتف:
- شكرًا، مديرة اعمالي ستقلني
لم أستطع امساك الهاتف لانه أبعد يده عن مستواي، ورغم كعب حذائي العالي لم أستطع الحصول عليه.
قال:
-ولن أعطيك اياه ما لم تذهبي معي.
نظرت إليه بغضب، قفزت حتى أستطيع الوصول إلى الهاتف لكنني لم أصل إليه بالطبع ولاتنسوا كوني أرتدي كعبًا عاليًا، إلتوت رجلي عند هبوطي وكانت سقطتي ستكون قاسية لولا يده التي أمسكت بي من خصري ضامه إياي إليه، قال ببعض قلق:
- هاي كوني حذرة، ماذا لو أصبتي؟
قلت وأنا أحاول ابعاد نفسي عنه:
- أتركني.. اتركني قبل أن يرانا أحد ما وتنتشر الاشاعات فعلًا؟
لم يتركني بل زاد قبضته بل ووضع يده الأخرى الممسكة بهاتفي على خصري أيضًا ضامًا إياي إليه أكثر، إن كان هذا ممكننًا.
قال:
- لن يرانا أحد، نحن في زاوية عمياء
قلت:
- هذا لن يعطيك الحق في احتضاني أيها المنحرف، اتركني
إبتسم بزاوية فمه قائلًا:
- أهكذا تعاملين من أنقذك من السقوط؟
أجبت:
- إن سمحت لاي أحد أدى لي خدمة بإحتضاني فسأكون مجرد فتاة هوى
إبتسم بزاوية فمه وهو يقول:
- لست بأي أحد، أنا سأكون زوجك يومًا ما.
- يومًا ما، لو عشنا لألف سنة أخرى لن يأتي هذا اليوم أبدًا.
زم شفتيه بغيظ، أبعدته عني بالقوة وأخذت أنفض نفسي مرتاحة. كان هاتفي لا يزال في يده. قال:
- إن كنت وافقتي على الذهاب معي لما كان كل هذا قد حصل، ولا تنسي أنك لم تستعيدي هاتفك بعد
بغضب نظرت إليه، قال لي:
- ستصابين بالتجاعيد إن ظللتي غاضبة هكذا
- إبتعد عني وسأكون بخير.
قال وهو يضع هاتفي في جيبة بذلته:
- يكفي تضييعًا للوقت وهيا لنذهب
قالها وهو يتجه ناحية سيارته البورش السوداء، سيارة فارهه تشابه غروره، فتح لي الباب قرب السائق. نظرت للمقعد بريبة، فقال لي:
- لا تخافي لن أعضك
أخذت نفسًا ثم دخلت إلى السيارة
أغلق الباب لكنني سمعته يهتف بإنتصار قبل أن يغلقه:
- أجل!
أشعر بالسوء.. لا أدري لم أصبح لديه مكان في حياتي رغم محاولاتي العديدة لإبعاده.. لكنه يقترب أكثر وأكثر أنا فعلًا أشعر بالسوء.
في العادة لا تقام هذه المؤتمرات للافلام كثيرًا لكن هذه المرة ولأن الفيلم جمع بين أفضل المخرجين والممثلين فهم يريدون عمل دعاية كبيرة له، وبعد غد سأذهب لكي نصور ملصق الفيلم لذلك يفترض بي تغيير لون شعري و.. وقصه!!
أخ كم هي مؤلمة هذه الكلمة
تناولت عشاءً خفيفًا وأعددت كوبًا من الشوكلا الساخنه أخذته معي إلى السرير، سرير ضخم ممتلئ بالوسائد الناعمة والمريحة، لم أحلم يومًا بإمتلاك مثل هذه الشقة والتي كنت لطالما شاهدت مثلها في المسلسلات، حيث يسكن البطل في شقة فارهة في الطابق العلوي لمبنى فخم وبسرير بحجم عائلي. ورغم كون السكن وحدي أمر حزين لكنني لا أمكث كثيرًا في المنزل من الأساس وأحيانًا لا أستعمله إلا للنوم بسبب جدولي المزدحم
جلست في منتصف السرير وقد غطيت نفسي إلى جذعي بالغطاء وأخذ رشفة من الشوكلا لأشععر بدفء كبير. أنه أنسب وضع لقراءة السيناريو كاملًا. أخرجته وبدأت بقراته بعمق
شخصية مينامي قوية، لا تخاف أن تتجسس أوتتنكر حتى تحصل على المعلومة التي تريدها، رشيقة وسهلة الحركة، ورغم شعرها القصير الا أنها تربطه للخلف دائمًا فتبدو كطفلة صغيرة
أعجبني أنها وبقدراتها فقط إستطاعت إكتشاف ما لم يكتشف أحد عن آش
أما عن آش فهو ذلك النوع من العملاء الخاصين الغامض والقوي، يرتدي الاسود دائمًا ولا يتحدث كثيرًا حتى إلتقى بمينامي على الأقل
حسنًا يبدو أن فتاتي ستتعرض لتحطيم قلبها كثيرًا لكنها رغم ذلك جريئة؟ غبية؟ لا تستسلم؟
لا أدري حقًا ما الصفة الإيجابية التي يمكنني قولها عنها دون التطرق لحقيقة أنها ملاحقة!
فجأة كححت رشفة الشوكولا التي كنت قد شربتها حينما قرأت مشهدًا ما
هذا ما كان يتحدث عنه ذلك الأحمق عندما قال "مشاهد مثيرة" تخيلت نفسي أفعل هذا أمامه... بل معه! سيقوم بإذلالي به للأبد!!
لماذا لم يكن شخصًا أخر غيره على الأقل؟
عدت لأشرب من مشروبي وأتابع القراءة محاولة تجاهل عدد المشاهد إياها المتزايد!
تبًا لك يا كاتب السيناريو، تبدو كفتاة مراهقة
تلك الليلة حلمت حلمًا مزعجًا، مزعجًا للغاية ولا أريد الحديث عنه حتى
يوم الجمعة عند العاشرة صباحًا كنت قد إستعديت بثوب رمادي ومعطف أسود وحذاء ذو كعب عالٍ زاد طولي قليلًا، سرحت شعري الذي عاد أسود أخيرًا إلى الجهه اليسرى تاركه جانبي رأسي الأيمن مكشوفًا، ومع القليل من الزينة الجذابة أنهيت مظهري للمؤتمر الصحفي
إعتدت التأنق لمثل هذه المؤتمرات فرجال الصحافة يبحثون عن أي سهوة حتى يقوموا بكتابة مقالات قد تدمر حياتي المهنية، لذلك لا يجب أن أترك لهم أي مجال
حملت معطفي وخرجت ليلفحني الجو البارد فلقد إقترب شهر ديسمبر، أسرعت ناحية السيارة حيث تنتظرني مديرة أعمالي وتوجهنا ناحية المكان حيث سيقام المؤتمر.
عندما إقتربنا من الفندق الذي سيقام فيه المؤتمر فوجئت بعدد من الصحفيين يقفون أمام الباب سيقام المؤتمر بعد ساعة ولكنهم مبكرون كما العادة. يزعحني فعلًا أن أدخل وسط كاميراتهم لذلك طلبت من تشيهارو أن تطلب من إدرارة الفندق إرسال بعض رجال الأمن حتى يبعدوهم عني
توقفت سيارتنا لكنني لم أنزل حتى رأيت أحدًا ما ببذلة سوداء يخترق جموع الصحفيين المتأهبين
لابد أنه رجل أمن
طلبت مني مديرتي الخروج فنزلت ورجل الأمن يقف أمامي حاجبًا الصحفيين عني
يبدو أنه مخيف فالصحفيون قد توقفوا عن الحركة وأخذو ينظرون إليه ببلاهه دون قول شيء، وقبل أن أستوعب الأمر عادت ضجة الصحفيين لتصبح أكثر إزعاجًا ووميض الكاميرات يحجب ضوء الشمس:
- سيد ايوان ما هو تعليقك على دورك في الفيلم؟
- لمَ أتيت لإستقبال الأنسة يونا وحدك؟
- هنالك إشاعات عن كونكما على علاقة في السر، فهل هذه حقيقة؟
مهلًا.. هل قالو إيوان؟
بعد إعادة النظر، هذا الظهر وهذه الوقفة، إنه هو لا ريب!! قلت بين أسناني:
- ما الذي تفعله هنا؟
أجابني وهو يمسك بيدي دون أن يلتفت ناحيتي ويجرني خلفه:
- أنقذ أميرتي
سحبني من بين الصحفيين الذين تم إبعادهم بواسطة رجال الأمن الذين قرروا الظهور أخيرًا ويبدو أنه لحسن حظي لم ينتبه أحد إلى يدينا المتشابكتين إذ كانوا مشغولين بمحاولة إخراج إجابات من "منقذي" هذا
دخلنا الفندق وإبتعدنا عن أنظار الصحفيين فأبعدت يدي بقسوة عن يده
- لم فعلت هذا أيها الغبي!! الأن ستنتشر الإشاعات عنا في الصحافة؟
قال بلامبالاة بينما يضع يدًا داخل جيب بنطاله وهو يضغط على زر المصعد باليد الأخرى:
- لستُ أمانع هذا
قلت بحدة:
- أنا أمانع، ألا تفهم يا هذا أنني لا أريد شيئًا يتعلق بك في حياتي؟
أجاب وقد إبتسم بخبث:
- أمنيتك هذه لن تتحقق فها نحن ذا سنلتصق مع بعضنا لشهرين
تجاهلته، فتح باب المصعد فصعد كلانا رغم أنه من الخطر علي الصعود معه لوحدي
قال فجأة بعد أن أغلق الباب:
- هل أنت جميلة أصلًا أم لكوني لم أركِ منذ ثلاثة أيام أجدك أجمل إمرأة رأيتها في حياتي؟
علقت بلامبالاة:
- نعم، نعم
قال:
- ألا تصدقينني؟
ثم أمسك بي من معصمي وجرني ناحيته واضعًا يده اليسرى على خاصرتي واليمنى على خدي وأضاف وقد قرب وجهه إليّ كثيرًا:
- أتريدين مني أن أريك إلى أي درجة تأثرين بـ..."
لم يكمل جملته لأن كعب حذائي الحاد قد حَفر حُفرة عميقة في حذائه، إبتعد عني متألمًا وإستعدلت أنا في وقفتي بدون مبالاة لرقصة ألمه. فتح الباب وخرجت تاركه إياه يقاوم ألمه بالضحك
خرج من بعدي وذهبنا ناحية المكان حيث المخرج والباقون ومن بينهم تيتسو الممثل الذي مثل معي أخر مسلسل، حدثنا المخرج عن ما سنتحدث عنه في المؤتمر وما المعلومات التي يمكن أن نعطيها للصحفيين وماذا لا يجب أن يخرج للعلن
قبيل المؤتمر إجتمعت مع تيتسو وأخذنا نتحدث معًا بحيوية إذ نشأت صداقة جيدة بيننا
قال بحماسٍ لم يخفه:
- هذه أول مرة سأمثل فيها مع السيد ايوان، إنه قدوتي في التمثيل أعترف أنني لم أصبح ممثلًا إلا لكي أصير مثله
علقت بعدم تصديق:
- حقًا!! هذا مفاجئ للغاية
- يبدو أن علاقتكما جيدة، فلقد ذهب لإحضارك بنفسه.
أضاف بنصف عين لأقول وأنا أفتح هاتفي لأجعله في وضع الصامت:
ليس لدي أي نوع من العلاقات معه فلا تجمعنا معًا أرجوك.
- لا يجب أن تخجلي يونا، فأنا من نفس شركتك وبيننا صداقة ممتدة من سنوات كما أنني عملت كمدير أعمالك لشهرين.
كان هو من قالها، فجأة وجدته يقف قربي وعلى وجهه تلك الإبتسامة المبتذلة، لكم يبدو إسمي مثيرًا للشفقة حينما ينطقه، قلت وأنا أعيد الهاتف إلى حقيبتي وأخلع معطفي:
- لا تتدخل فيما لا يعنيك
بدت الصدمة على وجه تيتسو يبدو أنها بسبب طريقة حديثي غير المهذبة مع هذا الأحمق، قال له كوبو وهو يشير بيني وبينه:
- إنه الوضع الطبيعي بيننا، علاقتنا قوية كما ترى
نظرت إليه نظرة " هل أنت جاد؟"
تنهدت، ثم قلت له:
- تعال أريد الحديث معك بإنفراد
لم أضف أي شيء أخر وذهبت للزاوية، إقترب مني وقد رسم إبتسامة مستمتعة على وجهه، قلت مهددة ما إن توقف أمامي وقبل أن ينطق بأي شيء غبي:
- إياك.. أن تقول أي شيء غبي في المؤتمر، إن سألك الصحفيون عنا إياك أن تنطق بأي حرف لأنني لن أتوانى بإنكار ما ستقوله بأقسى طريقة وأجعلك تبدو كأحمق وستندم على ذلك مدى حياتك.
بلا مبالاة ضاحكة قال:
- مهلًا مهلًا، التهديد لا ينفع عزيزتي
قلت:
- مع أمثالك، لا ينفع غير التهديد
- لا تقلقي، فأنا لن أقول أي شيء، لن أقول أي شيء حتى أضمن أن قلبك قد أصـ
لم أسمع باقي كلامه، ذهبت عائدة للمجموعة.
في مسرح كبير جلس الممثلون الرئيسيون والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو وكل واحد يحمل مايكرفونًا يجيب عبره على الأسئلة التي يطرحها الصحفيون الجالسون أسفل المسرح، ومن خلفنا شاشة عرضت فيه الصور التي التقطناها البارحة حينما ذهبت لتصوير الملصق الدعائي
صور كل ممثل لقطاته منفردًا فجداول أعمالنا كانت مختلفه لذلك لم أقابلهم، كانت الأسئلة متنوعة وأغلبها في البداية كانت للكاتب والمخرج نظرًا لكون ميزانية الفيلم كبيرة وقد أرجى بعض الصحفيين ذلك لكون ايوان سيمثل فيه
وجهت إلى الممثلين أسئلة من نوع ما رأيك في شخصيتك في الفيلم، ما رأيك بالقصة، وأسئلة أخرى. كان اللقاء ممتعًا في بعض الوقت، إلى أن سألني أحد الصحفيين قائلًا:
- أنسة يونا، هذه أول مرة لك تمثلين في فيلم مع السيد ايوان، ما هو شعورك بالعمل معه؟
أشعر بالغيظ منه ولا أحبذ فكرة العمل معه لكنني متحمسة في نفس الوقت لأنني أعتبره تحد لي.
أجبته بعكس ما في داخلي:
- أشعر بالحماس، لي الشرف بالعمل مع واحد من أشهر الممثلين
سأل أخر:
- وما قولك عن الإشاعات عن كونكما في علاقة مغرامية؟
هاقد بدأنا، أجبت محاولة التحكم في نبرتي:
- بالتأكيد لسنا في موقف يسمح لسؤال كهذا فنحن هنا من أجل الفيلم ولا دخل للعلاقات الشخصية به، ولكن من أجل فضولكم، ليس بيننا أي نوع من العلاقات
إبتسمت إبتسامة مصطنعة وأنا أنهي الجملة، هز الصحفي رأسه بتوتر، بينما سأل أخر ايوان قائلًا:
- سيد ايوان ما رأيك بالممثلة يونا؟
تبًا ليس مجددًا، نظرت إلى كوبو بطرف عيني محذره، أمسك بالمايكرفون وقربه إلى فمه وأجاب بحيادية:
- إنها ممثلة بارعة، أعرف ذلك جيدًا فقد كنت واحدًا من لجنة الإختيار الذين وافقوا على توظيفها من بين مئة مرشحة أخرى، وأنا شخصيًا من المعحبين بأعمالها وتابعت لها الكثير. لذلك أنا متشوق للعمل معها وأرجو أن نكون ثنائيًا جديرًا للإهتمام
ما هذا؟ أي ثنائي يا أحمق، هكذا سيفسر هؤلاء الصحفيون كلامك على حسب أهوائهم
بل ربما هذا ما يريده هو!
ذكروني أن أضربه على رأسه يومًا ما.
توجه أحد الصحفيين بالسؤال إلى تيتسو:
- عدت مجددًا للعمل مع يونا بعد أن أنهيتما تمثيل دراما الشمس الحالمة قبل أيام، هل للصدفة دور في هذا؟ كما أن هذا الفيلم هو العمل المشترك بينكما رقم 4 حتى الأن.
ضحك تيتسو وإبتسمت معلقة عبر المايكرفون:
- لا أدري لم تصرون على ربطي مع أحدهم اليوم!
قال تيتسو:
- لا ليست صدفة فالأنسة يونا هي من إقترحت إعطائي دور يامازاكي بعد أن رأت أنني مناسب له، وهذا شرف لي أن أمثل معها مرة أخرى ومع السيد كوبو، والذي هو قدوة لكل ممثل شاب
أضاف وهو ينظر ناحية ايوان والذي أشار له بإبهامه.
إستمر اللقاء الصحفي بضع دقائق أخرى، وبعد أن إنتهى خرجت برفقة تيتسو ونحن نتحدث قليلًا ليدعوني بعدها لتناول الغداء معه في مطعم الفندق.
لم يكن لدي عمل فوافقت واتصلت على المخرجه لأخبرها أنني ساتأخر.
ودعنا المخرج الذي سنلقاه بداية الإسبوع المقبل حين نبدأ تصوير الفيلم والذي ستصور جميع مشاهده في إيكيبوكرو* وهذا أمر جيد فنحن لن نضطر الى الذهاب خارج طوكيو.
توجه كلانا ناحية المطعم ليقطع مسيرنا "هو" بالتأكيد.
تأففت عندما رأيت شبح بذلته السوداء يقف أمامي، قال:
- إلى أين تذهبان؟
أجابه تيتسو:
- سنتناول الغداء في مطعم الفندق، هل تنضم إلينا سيد ايوان؟
تبًا أيجب عليك دعوته!
أجابه وهو ينظر إلي عالمًا كوني مغتاظة:
- بالتأكيد وأيضًا تيتسو.. يمكنك مناداتي ساكوراي فقط
بحماس قال تيتسو:
- حقًا؟ إنه شرف لي ساكوراي
إلتفت ايوان ناحيتي وأضاف:
- أنتِ أيضًا يمـ...
قاطعته قائلة وقد رسمت إبتسامة دبلوماسية أخفي بها غضبي:
- لا بأس بـكوبو بالنسبة بي
ثم تخطيته ذاهبة إلى المطعم
أخذنا النادل إلى طاولة بثلاث كراس وجانبها الرابع موصول بالحائط، جلست في الركن الى الخارج وجلس تيتسو على يميني وكوبو على يساري.
جلب غدائنا وحديث ودي في الأجواء، بالطبع لم أوجه كلمة إلى ايوان وكنت أرد على كلام تيتسو فقط
فجأة وعندما ساد صمت للحظة إستأذن تيتسو للذهاب للحمام، نظرت إليه نظرة متوسلة لكي يبقى أو يأخذني معه، لكنه لم يفهم بالطبع
تنهدت وتابعت تناول طعامي محاولة تجاهل من يجلس على يساري:
- يونا
رفعت بصري إليه لأجد شوكة تحمل قطعة من غداء ايوان في فمي، دهشت بينما كان مبتسمًا، قال وهو يخرج الشوكة الخالية من الطعام الأن من فمي:
- ما رأيك بطعمه؟
بالطبع كان لذيذًا، لكنني قلت:
- أنت غبي
ضحك بسخرية وهو يأخذ نفس الشوكة ويحمل بها قطعة أخرى ويأكلها بتلذذ
عقدت حاجبي مغتاظة وحاولت تهدئه نفسي. تجاهله هو الحل "أتذكر هذا" لكنه يغضبني جدًا
انتهينا من تناول الغداء ثم ذهب تيتسو أولًا لأن سائقه كان بإنتظاره، أخرجت هاتفي لأتصل بالمخرجه لتأتي وتقلني لكن ايوان خطف مني الهاتف في حين غفله مني وقال قبل أن أصرخ عليه غضبًا:
- سأوصلك بنفسي
قلت وأنا أمد يدي لأخذ الهاتف:
- شكرًا، مديرة اعمالي ستقلني
لم أستطع امساك الهاتف لانه أبعد يده عن مستواي، ورغم كعب حذائي العالي لم أستطع الحصول عليه.
قال:
-ولن أعطيك اياه ما لم تذهبي معي.
نظرت إليه بغضب، قفزت حتى أستطيع الوصول إلى الهاتف لكنني لم أصل إليه بالطبع ولاتنسوا كوني أرتدي كعبًا عاليًا، إلتوت رجلي عند هبوطي وكانت سقطتي ستكون قاسية لولا يده التي أمسكت بي من خصري ضامه إياي إليه، قال ببعض قلق:
- هاي كوني حذرة، ماذا لو أصبتي؟
قلت وأنا أحاول ابعاد نفسي عنه:
- أتركني.. اتركني قبل أن يرانا أحد ما وتنتشر الاشاعات فعلًا؟
لم يتركني بل زاد قبضته بل ووضع يده الأخرى الممسكة بهاتفي على خصري أيضًا ضامًا إياي إليه أكثر، إن كان هذا ممكننًا.
قال:
- لن يرانا أحد، نحن في زاوية عمياء
قلت:
- هذا لن يعطيك الحق في احتضاني أيها المنحرف، اتركني
إبتسم بزاوية فمه قائلًا:
- أهكذا تعاملين من أنقذك من السقوط؟
أجبت:
- إن سمحت لاي أحد أدى لي خدمة بإحتضاني فسأكون مجرد فتاة هوى
إبتسم بزاوية فمه وهو يقول:
- لست بأي أحد، أنا سأكون زوجك يومًا ما.
- يومًا ما، لو عشنا لألف سنة أخرى لن يأتي هذا اليوم أبدًا.
زم شفتيه بغيظ، أبعدته عني بالقوة وأخذت أنفض نفسي مرتاحة. كان هاتفي لا يزال في يده. قال:
- إن كنت وافقتي على الذهاب معي لما كان كل هذا قد حصل، ولا تنسي أنك لم تستعيدي هاتفك بعد
بغضب نظرت إليه، قال لي:
- ستصابين بالتجاعيد إن ظللتي غاضبة هكذا
- إبتعد عني وسأكون بخير.
قال وهو يضع هاتفي في جيبة بذلته:
- يكفي تضييعًا للوقت وهيا لنذهب
قالها وهو يتجه ناحية سيارته البورش السوداء، سيارة فارهه تشابه غروره، فتح لي الباب قرب السائق. نظرت للمقعد بريبة، فقال لي:
- لا تخافي لن أعضك
أخذت نفسًا ثم دخلت إلى السيارة
أغلق الباب لكنني سمعته يهتف بإنتصار قبل أن يغلقه:
- أجل!
أشعر بالسوء.. لا أدري لم أصبح لديه مكان في حياتي رغم محاولاتي العديدة لإبعاده.. لكنه يقترب أكثر وأكثر أنا فعلًا أشعر بالسوء.