15
ذهبت الفتاتان كل منهما تقضي حوائجها لتستعد للخروج من المنزل لقد مضى وقت طويل لم تخرج الأختين برفقة بعضهما البعض فأما فاطمة فقد كانت تقتصر على الجامعة و بعض منازل الصديقات للمذاكرة لا اكثر لكنها على الاقل تخرج من المنزل على عكس دينا التي جعلت من نفسها ركن متيناً يتكئ عليه المنزل بمن فيه ولم تعد تخرج من المنزل إلا للامور الضرورية فقط و في بعض الأحيان تتصل بفاطمة لتحضر ما تحتاجه من السوق
انهت دينا ترتيب غرفتها و ذهبت لتتفقد اختها و ماذا انجزت في غضون ساعة و نصف دخلت دينا إلى الغرفة فوجدت غرفة فاطمة و كأنما قد انفجرت بداخلها قنبلة بعثرت كل شيء في كل مكان في كل اتجاه نظرت دينا بدهشة و فتحت حدقة عينيها الواسعتين و تحاول ان ترى اختها في وسط هذه الفوضى العارمة ووقفت جامدة على الباب
دينا : وااااو ما هذا يا مثقفة هل هذه غرفة أم حلبة مصارعة !!
كانت فاطمة تنظف اسفل السرير او هذا ما تظن انها تفعله على الأقل سمعت صوت اختها عند الباب فرفعت رأسها لتخرج من تحت السرير فارتطم رأسها بالخشب فنادت فاطمة على اختها في مزاح تستنجدها : انقذينيي... لقد تعرضنا إلى اصابة حضرة القبطان دخلت دينا إلى الغرفة وبكاد تجد مكاناً تضع فيه قدمها دون ان تدوس على قلم او ورقة او كراس اقتربت دينا من اختها لتمازحها قليلا فامسكتها من قدميها وبدأت تشدها للخارج
و هي تنادي بملئ صوتها لقد امسكنا اللص متلبساً سيدي الضابط إنه يسرق الغبار منذ الصباح و بدأت تتعالى ضحكاتهما و تملئ ارجاء الغرفة
فجأة قطعت فاطمة الضحك و هي تقول اتذكرين ايام الطفولة يا دينا لقد كنا دائما نلعب لعبة اللص و الشرطي
دينا : اجل اذكر و اذكر ايضا عندما كنا نلعب كرة القدم مع اولاد الحي
فاطمة و هي تضحك : و يأتي ابونا ليصرخ علينا و يهددنا بعصا الرمان
دينا : اجل و كل مرة نعود للمزل و إحدانا قد انجرحت و الاخرى قد امتلئ وجهها بالغبار هههه
فاطمة : أجل لقد كانت هذه ايام الماضي الجميل
دينا : ولازالت تضحك و تمسك بقدمي اختها : بل قولي الماضي التعيس فقد كنت اعطيك نصف مصروفي لتشتري به لبان و سكاكر أيتها الطفلة المدللة
فاطمة : و هل نسيت اختي الكبيرة كم كنت اتواصت لها عند والدنتي لكي لا تعنفها لانها دائما ما تضيع المال وتنسى بعض الحاجيات التي ارادتها امي من البقالة
دينا : لا لم انسى ايتها المدللة و لازلت مدللة حتى اليوم و لكن هل تريدين الخروج من تحت السرير اما اننا سنقضي اليوم بطوله هنا
فاطمة : انا خارجة امهليني لحظة فقط
خرجت فاطمة و جلست بجوار اختها تخططان من اين ستبدأن الترتيب و التنظيف لم تكن الغرفة متسخة لكن فاطمة اصابها الارتباك و هي ترتب منها و تنقل الدفاتر إلى هنا فزادت الطين بلة وتبعثرت الاشياء يمنة ويسرة
بدأت الفتاتان التنظيف و سرعان ما انتهتا من الترتيب و التنظيف
و حان وقت الذهاب والتحضير للخروج من المنزل لإحدى الكافيتريات القريبة ذهبت دينا لترتدي ملابسها و حجابها بعد ان تركت اختها لتفعل نفس الشيء
انهت دينا تحضير نفسها و ذهبت إلى عند خالها لتستأذن منه للخروج من المنزل و تسأل جدتها إن كانت تريد شيء ما من الخارج اوصت الجدة حفيدتها ببعض الحاجيات من السوق لتحضرهم وهي في طريق عودتها إلى المنزل
اخذت دينا الموافقة على الخروج و مضت برفقة فاطمة خارجة من المنزل
و بينما الفتاتان تمشيان على جانب إحدى الارصفة إذ لمحت فاطمة فستاناً جميلا ذو لون احمر غامق يميل إلى اللون الخمري واسع الأكمام على إحدى واجهات محلات الألبسة
فاطمة : ما رأيك ان ندخل لرؤية هذا المحل يبدو ان البائع بضاعته جميلة لا بأس بها
دخلت الفتاتان لتلقيا نظرة على المحل من الداخل
خرجت فاطمة برفقة اختها و قد ملأت الحقائب ملابس من كل الاشكال و الألوان
دينا : لم اكن ادري انني خارجة لشراء ملابس تكفي لقبيلة
فاطمة وهي تكتم ضحكتها في الشارع : لم اشتري الحذاء و الطرحة بعد ههه
دينا : يا لجمال حظي هذا اليوم كنت اظن اننا ذاهبتين لقضاء بعض الوقت الهادئ و ليس للتسوق
فاطمة : انت اول فتاة اعرفها لا تحب التسوق
دينا : احب التسوق لكن اكره معاملة الباعة في المحلات
فاطمة : لا تقلقي لازال الوقت باكراً و أمامنا النهار بطوله
انا جائعة قليلا ما رأيك في الذهاب لتناول الغداء يوجد مطعم قريب من هنا
دينا : حسنا لا بأس
فاطمة : و على حسابك طبعا لم يبقى لدي مال لقد انفقتهم بشراء الملابس
دينا : تعالي يوجد مطعم جيد بالقرب من هنا
مضت الفتاتان تتنقلان في شوارع السوق المزدحمة كانت دينا فد مضى عليها عدة اسابيع لم تخرج من المنزل شعرت بانشراح في الصدر و هي تجيل بصرها يمنة و يسرة و الشوارع تعج بالحياة والناس تتزاحم في الطرقات وصلت الفتاتان إلى المطعم الذي اختارته
إنه احد المطاعم التقليدية المنشرة بكثرة في هذه المنطقة بطاولاته البيضاء والكراسي الخشبية ذات الطابع الكلاسيكي والسقف عبارة عن بعض عواميد الخشب وفوقه اشجار العنب يتدلى منها العناقيد بكل اشكالها و الوانها و قد لف المطعم بسياج من نباتات الياسمين و الورد الجوري اختارت دينا طاولة متطرفة نوعا ما عن باقي الطاولات لكي تهنئ بتناول الطعام دون ان تشعر بأن احد ما يسترق النظر لها كان الجو حاراً قليلاً والرياح الصيفية تعبث بأوراق الاشجار المحيطة بالمطعم المتواضع
طلبت دينا كأس من عصير البرتقال بعض الأكلات الشعبية الخفيفة
واختارت فاطمة عصير الليمون ريثما يحضر الطعام و جلست تتأمل في هذا المنظر الجميل
فاقتربت فاطمة من اختها و اتكأت على الطاولة قائلة : حسنا يا دينا اخبريني ماذا تنوين ان تفعلي لا اظن انك تريدين البقاء هكذا
دينا : بصراحة كنت افكر في اكمال دراستي ما رأيك ؟
فاطمة : رائع ولكن هل يمكنك هذا ؟
دينا : و لما لا
فاطمة : اظن ان عليك العودة من نقطة الصفر
دينا : بصرتمة انا لا اظن هذا ، هل نسيتي انني درست ثلاث سنوات في المعهد ؟ لقد استفسرت عن الأمر
و في الغالب سيتوجب علي ان ادرس سنة واحدة و من ثم يمكنني ان اقوم بالعمل ممرضة كما ارغب .
فاطمة : رائع ولكن ادن ان هناك طريقة اسهل و اسرع
دينا : و ما هي هذه الطريقة
فاطمة : كل ما عليكِ هو اجتياز اختبار بسيط عن المعلومات الاساسية للتمريض وانتظار ان يرسلوا هم اليك رسالة بالقبول و الموافقة على طلب العمل .يتبع .
انهت دينا ترتيب غرفتها و ذهبت لتتفقد اختها و ماذا انجزت في غضون ساعة و نصف دخلت دينا إلى الغرفة فوجدت غرفة فاطمة و كأنما قد انفجرت بداخلها قنبلة بعثرت كل شيء في كل مكان في كل اتجاه نظرت دينا بدهشة و فتحت حدقة عينيها الواسعتين و تحاول ان ترى اختها في وسط هذه الفوضى العارمة ووقفت جامدة على الباب
دينا : وااااو ما هذا يا مثقفة هل هذه غرفة أم حلبة مصارعة !!
كانت فاطمة تنظف اسفل السرير او هذا ما تظن انها تفعله على الأقل سمعت صوت اختها عند الباب فرفعت رأسها لتخرج من تحت السرير فارتطم رأسها بالخشب فنادت فاطمة على اختها في مزاح تستنجدها : انقذينيي... لقد تعرضنا إلى اصابة حضرة القبطان دخلت دينا إلى الغرفة وبكاد تجد مكاناً تضع فيه قدمها دون ان تدوس على قلم او ورقة او كراس اقتربت دينا من اختها لتمازحها قليلا فامسكتها من قدميها وبدأت تشدها للخارج
و هي تنادي بملئ صوتها لقد امسكنا اللص متلبساً سيدي الضابط إنه يسرق الغبار منذ الصباح و بدأت تتعالى ضحكاتهما و تملئ ارجاء الغرفة
فجأة قطعت فاطمة الضحك و هي تقول اتذكرين ايام الطفولة يا دينا لقد كنا دائما نلعب لعبة اللص و الشرطي
دينا : اجل اذكر و اذكر ايضا عندما كنا نلعب كرة القدم مع اولاد الحي
فاطمة و هي تضحك : و يأتي ابونا ليصرخ علينا و يهددنا بعصا الرمان
دينا : اجل و كل مرة نعود للمزل و إحدانا قد انجرحت و الاخرى قد امتلئ وجهها بالغبار هههه
فاطمة : أجل لقد كانت هذه ايام الماضي الجميل
دينا : ولازالت تضحك و تمسك بقدمي اختها : بل قولي الماضي التعيس فقد كنت اعطيك نصف مصروفي لتشتري به لبان و سكاكر أيتها الطفلة المدللة
فاطمة : و هل نسيت اختي الكبيرة كم كنت اتواصت لها عند والدنتي لكي لا تعنفها لانها دائما ما تضيع المال وتنسى بعض الحاجيات التي ارادتها امي من البقالة
دينا : لا لم انسى ايتها المدللة و لازلت مدللة حتى اليوم و لكن هل تريدين الخروج من تحت السرير اما اننا سنقضي اليوم بطوله هنا
فاطمة : انا خارجة امهليني لحظة فقط
خرجت فاطمة و جلست بجوار اختها تخططان من اين ستبدأن الترتيب و التنظيف لم تكن الغرفة متسخة لكن فاطمة اصابها الارتباك و هي ترتب منها و تنقل الدفاتر إلى هنا فزادت الطين بلة وتبعثرت الاشياء يمنة ويسرة
بدأت الفتاتان التنظيف و سرعان ما انتهتا من الترتيب و التنظيف
و حان وقت الذهاب والتحضير للخروج من المنزل لإحدى الكافيتريات القريبة ذهبت دينا لترتدي ملابسها و حجابها بعد ان تركت اختها لتفعل نفس الشيء
انهت دينا تحضير نفسها و ذهبت إلى عند خالها لتستأذن منه للخروج من المنزل و تسأل جدتها إن كانت تريد شيء ما من الخارج اوصت الجدة حفيدتها ببعض الحاجيات من السوق لتحضرهم وهي في طريق عودتها إلى المنزل
اخذت دينا الموافقة على الخروج و مضت برفقة فاطمة خارجة من المنزل
و بينما الفتاتان تمشيان على جانب إحدى الارصفة إذ لمحت فاطمة فستاناً جميلا ذو لون احمر غامق يميل إلى اللون الخمري واسع الأكمام على إحدى واجهات محلات الألبسة
فاطمة : ما رأيك ان ندخل لرؤية هذا المحل يبدو ان البائع بضاعته جميلة لا بأس بها
دخلت الفتاتان لتلقيا نظرة على المحل من الداخل
خرجت فاطمة برفقة اختها و قد ملأت الحقائب ملابس من كل الاشكال و الألوان
دينا : لم اكن ادري انني خارجة لشراء ملابس تكفي لقبيلة
فاطمة وهي تكتم ضحكتها في الشارع : لم اشتري الحذاء و الطرحة بعد ههه
دينا : يا لجمال حظي هذا اليوم كنت اظن اننا ذاهبتين لقضاء بعض الوقت الهادئ و ليس للتسوق
فاطمة : انت اول فتاة اعرفها لا تحب التسوق
دينا : احب التسوق لكن اكره معاملة الباعة في المحلات
فاطمة : لا تقلقي لازال الوقت باكراً و أمامنا النهار بطوله
انا جائعة قليلا ما رأيك في الذهاب لتناول الغداء يوجد مطعم قريب من هنا
دينا : حسنا لا بأس
فاطمة : و على حسابك طبعا لم يبقى لدي مال لقد انفقتهم بشراء الملابس
دينا : تعالي يوجد مطعم جيد بالقرب من هنا
مضت الفتاتان تتنقلان في شوارع السوق المزدحمة كانت دينا فد مضى عليها عدة اسابيع لم تخرج من المنزل شعرت بانشراح في الصدر و هي تجيل بصرها يمنة و يسرة و الشوارع تعج بالحياة والناس تتزاحم في الطرقات وصلت الفتاتان إلى المطعم الذي اختارته
إنه احد المطاعم التقليدية المنشرة بكثرة في هذه المنطقة بطاولاته البيضاء والكراسي الخشبية ذات الطابع الكلاسيكي والسقف عبارة عن بعض عواميد الخشب وفوقه اشجار العنب يتدلى منها العناقيد بكل اشكالها و الوانها و قد لف المطعم بسياج من نباتات الياسمين و الورد الجوري اختارت دينا طاولة متطرفة نوعا ما عن باقي الطاولات لكي تهنئ بتناول الطعام دون ان تشعر بأن احد ما يسترق النظر لها كان الجو حاراً قليلاً والرياح الصيفية تعبث بأوراق الاشجار المحيطة بالمطعم المتواضع
طلبت دينا كأس من عصير البرتقال بعض الأكلات الشعبية الخفيفة
واختارت فاطمة عصير الليمون ريثما يحضر الطعام و جلست تتأمل في هذا المنظر الجميل
فاقتربت فاطمة من اختها و اتكأت على الطاولة قائلة : حسنا يا دينا اخبريني ماذا تنوين ان تفعلي لا اظن انك تريدين البقاء هكذا
دينا : بصراحة كنت افكر في اكمال دراستي ما رأيك ؟
فاطمة : رائع ولكن هل يمكنك هذا ؟
دينا : و لما لا
فاطمة : اظن ان عليك العودة من نقطة الصفر
دينا : بصرتمة انا لا اظن هذا ، هل نسيتي انني درست ثلاث سنوات في المعهد ؟ لقد استفسرت عن الأمر
و في الغالب سيتوجب علي ان ادرس سنة واحدة و من ثم يمكنني ان اقوم بالعمل ممرضة كما ارغب .
فاطمة : رائع ولكن ادن ان هناك طريقة اسهل و اسرع
دينا : و ما هي هذه الطريقة
فاطمة : كل ما عليكِ هو اجتياز اختبار بسيط عن المعلومات الاساسية للتمريض وانتظار ان يرسلوا هم اليك رسالة بالقبول و الموافقة على طلب العمل .يتبع .