الفصل الثالث

الفصل الثالث
رؤية

مع دقات الساعة العاشرة والنص في يومي الأول
كان لقائي بأدم
لمحة روحي الأولي لروحه كانت كافية لي لأشعر بالفة وكأني اعرفه منذ زمن بعيد ولست المرة الأولي التي أراها فيه .




شعرت بصوت دقات قلبه يدق في أذني متجاهلة هذا الصوت فكم تجاهلت من أصوات تدق قي اذني
هامسة وإن كانت هذه الدقة دقة مميزة وكأنها دقة محببة إلي نفسي دقة سمعتها من قبل ولا أذكر ربما في زمان أخر



دلفت الي مكتب موسى لأصافحه وأبلغه بقبولي للإنضمام الي فريق عمل الجاليرى
جاليرى صدفة ؛ هذا المكان غريب حقا غير صوت دقة قلب هذا الشاب الذي لم أكن عرفت أن اسمه أدم


فمنذ دخولي للمرة الأولي لاجراء المقابلة وعرضت
لوحاتي ؛ أرى سيدة ترتدي ثوبا اخضر اللون بشعر
كستانني اللون مموج علي ظهرها تجلس في جانب
الجاليرى ممسكة فرشة ألوانها وبجانبها فتاة صغيرة تظهر انها في عمر العاشرة تقريبا بشعر أشقر ناعم منسدلا علي ظهرها وثوبا اصفر تجمع بين يديها
حفنه من الطين لتبدأ بنحت تمثال ما .



العجيب أن مكانهم لم يتغير منذ زياراتي بالأمس
وحتي ثوبهم ربما كانوا من ملاك الجاليرى ولم
يخبرني
موسى عنهم .


دلفت الي مكتب موسى وقبل أن أبدأ حديثي معه تدخل ذلك الشاب طويل القامه بلونه القمحي الفاتح وعينيه التي تحمل لون زرقة البحر الصافي ,
بصوته الرخيم بعد أن ظل ناظرا في اتجاهي للحظات لأشعر معاها أن هذا الشاب يعرفني من قبل ربما كان زميلا في الجامعة لا اذكر تحديدا متي رأيته .




خرج صوته بسؤال من أنتي ؟
ليقوم موسي بتعريف كلنا من علي الأخر
عندما سمعت أن أسمه أدم هنا تذكرت منامي الذي
تكرر في الفترة الماضية عدة مرات ؛ ومع كثرة المنامات أصبحت لا اذكر معظم أحداثها إلا عندما يقرر عقلي أن يستدعيها عندما تتجسد علي أرض الواقع .



هنا تذكرت منامي ورؤيتي لصورة هذا الشاب وإسم
أدم الذي كان يتكرر كثيرا في أذني ...
أخرجني أدم من شريط افكارى مصافحا كفي بكفه .



لم أشعر بدفئ في روحي مثل تلك اللحظة وكأني
طائر يقطن في جبال من ثلج
شعر اخيرا بملمس الشمس الدافئ
عندما احتضن كفيه كفي وظل محتفظا بيها للحظات ناظرا الي عيني في حديث مطول صامت بين روح
كل منا .




وكأننا نعرف بعض منذ زمن ... زمن ما معني كلمة
زمن في وقت يتوقف فيه الزمن عن المرور متمتعا
بدفئ الروح




لاحظت نظرة موسي المتفحصة لكل منا وأعتقد انها المرة الأولي التي يرى فيه ادم بملامح سارحة مثل
تلك اللحظة .



إستأذنت في هدوء من أدم أن يدع يدي ترحل ومن
داخلي لا اريد ان تترك كفته كفي ولكن هل من
المنطقي اني ارى شاب للمرة الأولي وتظل كفي
متعلقة بكفه للأبد ؟



فجأئني بطلبه أن تكون لوحتي الأولي في هذا
الجاليرى هي لوحته ؛ تلك اللوحة التي رأيت في
منامي اني اقوم برسمها مرات عدة !!!



والغريب اني كنت ارى في منامي اني ارسم لوحته
بينما هو يرتدى قميص سماوي بلون عينيه وجنيز
ازرق هل عاد منامي للتجسد أم أن لازالت نائمة وابحر في بحر منامي لا أعرف حقا !!!


إتجهت معه الي المكان المخصص للرسم في الجاليرى لازلت تلك السيدة ذات الثوب الاخضر مع تلك الطفلة الصغيرة في مكانهم وترسل لي السيدة ابتسامة
لطيفة من حين لأخر .



قبل أن أبدأ في تجهيز لوحتي وجدت آدم ممسكاً
بورقة وقلم يسطر حروفا ما تمنيت لو أطلب منهم
قرائتها ولكن منعني خجلي.



سألته إذا كان يريد مني الإنتظار أو البدء الان فطلب
مني أن أبدأ في تجهيز لوحتي .
وبدأت في الرسم بعد أن عدلت من وضعيه جسده
وجهه .


وطلبت منه عدم التحرك عن تلك الوضعية حتي
أستطيع رسمه طبقا للأصل من واقعه ؛ والحق أنه
ظل علي تلك الوضعية مع نظرة عينيه التي شعرت
بيها تحاوط روحى مع كل خط اقوم بخطه في وجه
أشعر إحساس مميز بالدفء أشعر بهجر الغربة لروحي لبضع لحظات .



غربتي التي طالما لازمتني منذ رؤيتي لتلك الفتاه
التي أصبحت انا طبق منها في المراة .


ما بين حين لأخر أنظر بإتجاه السيدة والطفلة أجدهم يبادلوني الإبتسامة فأبتسم لهم وأعود لأدم مرة
أخرى لإكمال لوحته .



بعد مرور 4 ساعات كنت قد إنتهيت من لوحتي لتخرج حروف أسمه علي لساني مستدعيه ليرى لوحته .



قام أدم من موضعة ليطلع علي لوحة وجهه وعلي
ملامحه أرتسمت إبتسامة ربما تكون أصدق إبتسامة
وقعت عليها عيني منذ مولدي إبتسامة طفل صغير
ترى عينيه نور الشمس للمرة الأولى .



ظلت عينيه تجوب بيني واللوحة للحظات ومع نفس
الابتسامة إلي أن بادرته بسؤال
ما رأيك ؟


هذه أجمل مره أحب فيها ملامح وجهي يا رؤية أنتي
فنانة نادرة وبطريقتة التي تحمل هزليتة هل انتي
متأكدة انك لست لديك قرابة لدافنشني .



ضاحكة علي كلماته وإطراؤه لا لا يقرب لي ؛ مسرورة
للغاية أن اللوحة قد حازت علي إعجابك .


قاطعنا موسى بصوت عالي يحمل ملامح الإطراء
والإعجاب علي لوحتي
ما اعظمك يا رؤية أعتقد أنك ستكونين نجمة جاليرى صدفة الفترة القادمة.



أدم معقبا علي حديثه أنا لم أكن أتوقع أن ترسم
وجهي بهذه الدقة في كل خط وكأنها قد وضعت
وجهي أمام مرأه .



وعند ذكره للمرأة تذكرت تلك الصغيرة التي هي أنا
التي زراتني صباح اليوم في مرأتي فتبدلت ملامح
وجهي الي العبوس دون أن أنتبه الي ذلك إلا علي
كلمات أدم

رؤية هل يوجد شيئا ضايقك لما تبدين حزينة فجأة ؟



نبرة صوته أعادتني إلي مكاني في الجاليرى متحدثة معه ومع موسى
لا شئ يا أدم أعتقد أني أشعر بالصداع قليلا.



أدم : سلامتك يا رؤية سوف أحضر لكي علاج الصداع
من الصيدلية يوجد صيدلية قريبة من هنا .


وأكمل موسى وانا سأقوم بعمل كوب من القهوة
لكي ؛ أجلسي وأستريحي ربما لأنك جلستي لفترة طويلة ترسمين أدم دون توقف اصابك بعض التعب .



يتحرك أدم في إتجاه باب الجاليرى لإحضار الدواء
وموسى إلي مطبخ الجاليرى وأتجه أنا الي الكرسي
المقابل لي لأجلس عليه .



وما أن أغمض عيناي لشعورى بصداع شديد يقتحم
رأسي ؛ أشعر بتلك اللمسة للفتاة الصغيرة علي راحة
يدى وصوتها الرقيق هل أنتي متعبة ؟



نعم جدا أشعر بألم في رأسي وعيني يكادان يفتكان
بي ؛ تربت الفتاة علي يدى تلك الفتاة الشقراء ذات
الثوب الاصفر .



أشكرك بشدة علي إهتمامك ماذا تفعلين هنا أعتقد
أنك تقومين بنحت تمثال ما .



بإبتسامة عذبة طفولية : نعم أحاول أنا أنحت مثل
أخي هو يجيد النحت منذ الصغر هو من قام بنحت الكثير من التماثيل هنا ..



وقبل أن تكمل حديثها أشعر بضوء قوى يقتحم عيني اغلقها للحظات من شدته وعلى صوت أدم أفتح عيناي
رؤية ماذا بكي ؟ هل أنتي بخير ؟



أنظر حولي لأبحث عن الفتاة الشقراء فأجدها قد
عادت بجانب السيدة ذات الثوب الأخضر
ماذا يحدث حولي لا أفهم شيئاً
احاول أن افتح عيني لأسمح النور أن يمر من خلالها .



أسمع نبرة أدم تهتف بأسمي بهلع رؤية
ماذا بكي ؟
ينضم اليه نبرة موسي وأنا لا أستطيع البوح بما يحدث حولي انا اشعر بهم جسدي معهم لكن روحي
وكأنها خرجت من جسدي هناك تحديدا عند السيدةصاحبة الثوب الاخضر جالسة بجوارها وأشعر
بلمستها لخصلات شعرى
أين أنا ؟؟



مر برهة من الوقت وأنا علي هذا الحال لا أدرى كم
الي انا شعرت بنفضة في جسدى وكأن روحي قد ردت إليه. واستطعت الشعور بلمسة أدم لوجهي محاولا
إفاقتي .



لم أتمالك نفسي من الخوف وبكيت بشدة ومن وسط دموعي خرجت كلماتي
أنا أسفة لا أعلم ما حدث .



أدم محاولا تهدئتي أهدئي يا رؤية كل ما في الأمر
أنك تعرضتي لإغماءة من التعب

مقاطعة حديثه وكأنه بادرة أمل تسللت الي قلبي
نعم نعم من المؤكد أني تعرضت لذلك وأن تلك
الفتاة كانت مجرد هلوسة منامية .



موسى بحيرة
أي فتاة ؟
أشارت بأصبعي دون أن ألتفت لمكان الفتاة هذة الفتاة التي تجلس هناك تنحت تمثال بجوار السيدة ذات
الثوب الأخضر .
يتجه أدم وموسى للرؤية إتجاة اصبعي
ولكن لا أحد ... لا أحد غير ثلاثتنا في الجاليرى !!!!!



موسى ولازالت علامات الدهشة تحتل ملامحه
رؤية لا يوجد غيرنا هنا ولم يدخل أحد الي هنا منذ
الصباح غيرنا .
أدم وقد ساور قلبه أن ثمه أمر غير طبيعي يحدث
ولكنه تجاهله عقليا
لابد أنها مجرد هلوسة نوم من التعب يا رؤية .



أنا أريد انا اذهب الي بيتي هل تأذنوا لي نطقت
كلماتي وأنا بداخلي احاول تجميع أفكارى فلم يسبق
لي أن حدث ما حدث لي منذ لحظات نعم أري منامات كلما ذهبت في النوم ولا لكني لم أكن نائمة أنا
علي يقين بهذا الأمر.



يخرجني أدم من بحر افكارى
سوف أقوم بإيصالك يا رؤية لن أستطيع أن اتركك أن
تذهبي وحدك وانت بهذا الشحوب عليكي الان تأخدي الدواء وتشربين قهوتك ثم نتحرك الي منزلك .



لا لا يكفي ما تحملته من قلق بسببي اليوم سوف
أقوم بالإتصال بسكن صديقتي لتصطحبني الي المنزل ؛ هنا تذكرت الحفلة !!!



حفلة سكن اليوم الساعة التاسعة والساعة الأن
شارفت علي السادسة كان على أن أكون في منزلي
منذ ساعة حتي أكون جاهزة لحضور حفلة سكن لابد
أنها الان في الأوبرا تجرى البروفة الأخيرة قبل
الصعود أمام الجمهور.


أدم : حفلة من ؟؟
محاولة تجميع كلماتي :
حفلة سكن سكن صديقتي لقد نسيت أمرها تماما ؛ وهي منذ 6 سنوات يوم حفلتها الأولى وأنا اكون
دائما بجوارها ..



أدم بابتسامته العذبة وأين المشكلة الأن سوف نقوم بطلب الغذاء لنا هنا وبعد ذلك أوصلك الي منزلك
وأكون في انتظارك لكي اصطحبك الي حفلة
صديقتك .


هل يمكن لي أن أدعو نفسي معك الي هذه الحفلة ؟
ومع عذوبة ابتسامته نسيت كل ما حدث وكل خوف
يحاوطني
جاء ردى نعم ... نعم بالتاكيد .



موسى كان يقف بيننا كأنه يشاهد فيلماً سينمائي
وعلي ملامحه إبتسامة وقد فطن لدقه قلب صديقه
وقد عرفت بعد ذلك أنها كانت المرة الأولي التي
يرى أدم فيها بهذا الابتسامة بعد رحيل سلمى ...
سلمى خطيبة أدم السابقة .



بعد أقل من نص ساعة كان الغذاء قد وصل وجلس
ثلاثتنا تناول طعامنا
بين حينة والآخرى أنظر في إتجاة الذى كان فيه
السيدة ذات الثوب الأخضر فأجد لا أحد .


الأغرب أن اللوحة التي كانت تقوم برسمها علي
وضعها لم توضع فيها إلا بعض الخطوط الغير
واضحة الملامح .
والتمثال التي كانت تنحته الفتاة الصغيرة علي وضعه .



وبعد أن إنتهينا من تناول غداءنا أستأذنا من موسى
في الذهاب أنا وأدم على أن يقضي أدم اليوم كله بالغد عوضا عن الوقت الذي سوف يقضيه أدم اليوم


لأنه سيكون في صحبتي .... وما أجمل صحبتك يا أدم .


وكأنه لست اليوم الأول الذي تراك عيني فيه وكأنها حياة كاملة كانت معك ....


تحركت أنا وأدم في إتجاه سيارته وفي خارج الجاليرى لمحت تلك السيدة بالفستان الخضراء تقف عند
الزجاج الخارجي وما إن استدرت لأتاكد اني أراها
كانت قد اختفت وكأنها لم تكن في الوجود .


ركبت مع أدم السيارة في الأمر الطبيعي أني لم أكن سأركب مع اي شخص غريب سيارته
ولكن هل أدم شخص غريب ؟؟؟
هل الغربة بمن نعرفه أو لا نعرفه ؟؟



أم الغربة هي غربة الروح في كل مكان ألا مكان أدم ؟ ما يخالجني من شعور دافئ لم أشعر به في حياتي


ياليتني أستطيع التحدث معك يا سكن الأن لأصب
مكنون قلبي بين يديك .



ساعات وينتهي الحفل ولن أنام الليلة دون أنا أقص
عليك كل ما أشعر به
خرجني أدم من شرودي
رؤية أين أنتي ؟؟ بم تفكرين



أفكر في اليوم الطويل الذي مررت به اليوم
أستاذنك أن أقوم بالاتصال هاتفيا بوالدتي لأبلغها
بحضورك معي
أدم : لا يا رؤية سوف أنتظرك بالإسفل في السيارة حتي تنتهي من تبديل ملابسك .



لا يصح يا أدم يكفي ما فعلته معي اليوم
ستصعد معي الي المنزل وتشرب مشروبا دافئاً الي
أنتهي من تبديل ملابسي سوف أنتهي سريعا لا تقلق .
أتناول هاتفي للأتصال بوالدتي وإبلاغها ان أدم معي .




وبمجرد أن يدق جرس الهاتف يأتني صوتها بهلع أين
أنتي يا رؤية لقد قمنا بالاتصال بيكي عده مرات ولم
نصل إليك .
كدت اقتل من الخوف عليكي .


هنا انتبهت أني قد نسيت هاتفي صامتا منذ الأمس ...
أعتذر لكي يا نادية علي ما حدث
ولكني قد نسيته صامتا أعتذر لكي بشدة
هل أنتي بخير ؟ جاءت كلماتها وقد هدأ روعها .



نعم يا حبيتي أنا بخير وقادمة في الطريق معي ضيف ؛ أدم مدير الجاليرى أصر أن يصطحبني لحفل سكن
اليوم بعد ما حدث لي حالة بسيطة من الإعياء وقبل
أن تخافي أنا بخير مجرد اغماءة بسيطة وأنتهي الأمر.



جاء صوتها أغماءة وانتهى الأمر لقد شعر قلبي أنه
أصابك مكروه حمدالله على سلامتك يا قلب نادية أنا في انتظارك
لقد عاد كرم لتوه من العمل .

سوف اقص عليه ما حدث وننتظرك لا تتأخرى أنتي
وأدم.
أغلقت مع والدتي الهاتف لكني ما أصابني بالذهول لعدة لحظات لقد سمعت صوتها في عقلي تتحدث
وتدعو إن يكون أدم ابن الحلال الذي تدعو به .



وتجاهلت ما سمعته لتوى في عقلي وأقنعت نفسي ربما من كثر ترديد والدتي ودعوتها لي بابن الحلال
توقعت هذا ردها .



رفعت عيني الي أدم لاجده بينظر لي بابتسامة تحتل
ملامحه وجاءت كلماته والدتك تخاف عليك بشدة يا
رؤية
شعرت ذلك من كلماتك معاها .



نعم جاء ردي أنا وحيدتها لم ينجبا سواي
ابنتهم الوحيدة ولا أخفي عليك أمرا هذه اول مرة
أخرج للعمل منذ التخرج .


لقد عرض عليا العمل الكثير من الوظائف في أكثر
من جاليرى وقد أرفض لسبب داخلي لا أعلمه وعندما ذهبت لإجراء مقابلة مع أستاذ عوض وموسى قد أعزم الرفض .


ولكن بمجرد أن خطت خطوتي الأولي في الجاليرى شعرت بحنين ما يناديني لا أستطيع الوصف الشعور
بالضبط ولكنه شعور جعلني أقرر الموافقة


أدم وفي نبرته تحمل حنين غامض
ربما لأجل حظي يا رؤية من أجل ان أراكي وترسمين
لي رسمة ملامحي سوف أتركها في الجاليرى من
أجل أن يراها الجميع ويصدقوا كم أنتي فنانة
موهوبة .




شكرا لك يا أدم ... ها قد وصلنا الي منزلي أنا أقط في هذة العمارة في الطابق الثالث هيا لنصعد والدي
ووالدتي في انتظارك .



صعدنا معا الي العمارة وفي إنتظار المصعد لمحت فتاة بشعر أسود منسدل علي كتفيها وبلوزة تحمل
اللون الازرق وجنيز أسود تتابعنا ولكني لم أتبين
ملامح وجهها فلقد كانت تقف في الجزء المظلم
من مدخل العمارة.



دلفنا الي منزلي لأجد والدي ووالدتي في إنتظارى ؛
تقدمت لاعرفهم علي أدم
بابا هذا أدم السعدني كاتب روائي
أدم وتوجهت الي أدم لأعرفه على والدى
بابا المهندس كرم عبد البصير
ووالدتي نادية .


رحبا بشدة بأدم طلبت منه الجلوس في انتظارى لدقائق حتي أبدل ملابسي


وعلى باب غرفتي دعوت في سرى ألا أجد الصغيرة في المرأة حتي لا تتأثر ملامحي كفا ما مر بي اليوم .


الحمدلله كانت المرأة كما هي طبيعية
أختارت ثوباً أحمر طويل وعلية شال من اللون الأسود .
زينت شفاهي بأحمر شفاه من نفس لون الثوب
وبعض من الحمرة للوجنتين
وتركت شعري منسدلا علي وجنتي وملامسا لعنقي مع زينتي وأكمالا لمظهرى تعطرت بعطر يحمل
عبق العنبر وخليط من الفانليا .


نظرت إلي صورتي في المرأه وإبتسمت عادة لا أكون
بكامل أناقتي كصورتي الآن ولكن ما أشعر به اليوم جعلني أختار كل قطعة وضعتها علي جسدي بعناية ؛ خيل لي أني رأيتني بهذه الهيئة ولكن للمصادفة
هذه أول مرة أرتدي هذا الثوب الأحمر .



خرجت من الغرفة لمكان انتظار أدم ولكن ما أوقفني علي باب غرفتي صوت والدتي ... زغرودة والدتي !!!!


نهاية الفصل الثالث .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي