4فشل ذريع، تجربه جنونية
من دموع خانقه كم كبتها بداخله.
لكنه رفض الضعف بعد أن وصل لهذه النتيجة، وقف وهو يشد أزره ويقول لنفسه بثقه:
_لا تيأس كرام، لا تستسلم وتجعل كلام والدك وأخواتك يحبطك، ثقتك في نفسك أوصلتك لهذه النتيجة التي ينكرها والدي بشده في الوقت الذي كان يتوجب عليه وعلي كل عائلتي مؤازرتي والدفاع عني، يتهمونني بالجنون والأنانية، حسنا لنري إلي أي مدي يصل جنوني.
نظر إلى الدرج الذي صعدت عليه، عائلته منذ قليل وقال بعزم وتأكيد لنفسه اولا:
_حسنا أبي، أخي، أختي وأنتي يا أمي، يراني الكل أناني وأفكر في نفسي، تعتقدون أن الناس لن يصدقوني، حسنا سوف أعمل جاهداً لأثبت أنكم علي خطأ، وغداً سأثبت لكم جميعا أنني حقا مخترع لم تري البلاد كلها مثله حتي الان، وهذا ليس غروراً مني، بل ثقه كبيره إحباطكم في هو من أكسبها لي، سيري العالم ما أنا قادر علي فعله، عندما أنشر هذا التسجيل علي كل وسائل التواصل الاجتماعي ويعرف الناس الحقيقة، سيجبر الجميع علي أحترامي والأعتراف بموهبتي وقدراتي، وإن غداً لناظرة قريب.
توجه كرام إلى معمله، حمل التسجيل ونشره على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وابتسم بأنتصار، ذهب إلى أريكته في معمله وتمدد عليها وهو يحلم بما سيغدوا العالم في الغد بعد أنتشار تسجيله الأول لحقيقة ظهور كائنات فضائية حقا.
"بداخل غرفه الوالدين"
تبدو والدته قلقه بشدة، جلست علي الفراش بجوار أحمد الوالد، أردفت بتوجس:
_لكنني خائفة يا أحمد، هل تظن أن هذه المخلوقات يمكنها مهاجمة الأرض.
نظرت إليه دعاء وكانت خائفة من أن يسخر منها، لكنه صدمها وقال:
_لن أكذب عليك أنا أيضًا منذ اللحظة التي رأيتهم فيها وأنا أشعر بخوف رهيب، لم أتمالك أعصابي حتي الآن.
رفعت دعاء يديها إلى الله وقالت بتوسل:
_اللهم أحفظنا من شر كا دابه أنت أخذا بناصيتها، يا الله أحمينا من كل مخلوقاتك المخيفة التي نعرفها والتي لا علم لنا بها.
"بداخل السفينة الفضائية"
في الفضاء الخارجي
في نفس السفينة، يتحرك كائن "المنجنيق" يسير بخطى ثقيلة على أرضية السفينة,تدوي صوتا جهورا, يقترب من مخلوق آخر، جسده مثل الإنسان، لكنه أكبر وأطول، ولون جسده أحمر وله قشور ونتوءات مثل التمساح، يقف بكل شموخوعظمة, يرتدي ملابس فاخرة، لكن شكل القماش مصنوع من الجلد الحي, الزي عليه يبدوكصورة ثلاثية الابعاد تتحرك بشكل يسبب الدوار لعين المرء.
اقترب منه مخلوق"القيقير" وقال بلغة غريبة:
_شيءما رصدناه يا سيدي.
رد الجسم الأحمر بدون أن يتحرك وقال:
_وماالذي تنتظره كي تدمره؟
قلق مخلوق"القيقر"وقال بتوتر:
_لكن، سيدي، هذا في كوكب الأرض.
أستدار المخلوق الأحمر, حدق في كائن"القيقر" بغضب جام, كشف عن عيون أرجوانية حادة، أسنان طويلة بارزة من الفم، شعر فوسفوري طويل للغاية متعدد الألوان, أردف بصوت غليظ مخيف حاد:
_لا, حاذر أن تدمره, سيدي غيلاك قال إنه سيدمره لاحقًا عندما يكمل غزو المجرات حتى ينمو الجيش ويكبر وقتها سيستطيع أن يغزو هذا الكوكب لأنه مليء بالمخلوقات، منها القوي جدا وهناك السحري الخارق مثلنا, الأفضل أن تدمر ذاك الشىء الذي رصدنا فقط.
قال مخلوق"القيقر" بتوتر أكبر:
_سيدي، لقد حاولت تدميره بالفعل، لكنه منيع ضد قوانا, الإنسان الذي صانعًه خلق في جهازه تطور غريب, جعله مضادًا للفيروسات الكونية.
أجاب الأحمر وهويفكر بحيره وذهول:
_و من أين عرف ذاك البشري الفيروسات الكونية؟ إذا الحل الوحيد أن تمحو ذاكرته، وكل من رأى سفينتنا مفهومة.
أجاب مخلوق"القيقر" بثبات:
_حاضر، سيدي، علم وينفذ.
"في مختبر كرام"
كان كرام نائمًا في سبات عميق، وفجأة انطلقت جميع أجهزة الإنذار,
انقلب كرام من علي أريكته, سقط على الأرض, وقف سريعًا ونظر حوله ووجد أجهزة الإنذار تعمل والرادار خاصته يدور بجنون.
قم بتشغيل الكمبيوتر وأوقف تشغيل كل شيء قبل أن تستيقظ أسرته وتهينه بشده, ركض إلي جهاز الكمبيوتر الخاص به ليرى ما الذي أطلق جميع الإنذارات معًا؟
لكن لم يجد اي شىء, أو أي عطل يؤدي إلى إنطلاق كل الإنذارات.
فتح مسجل الكاميرا، وأعاد مراجعة ما سجلته سابقا, لكنه وقف في حالة صدمة. لقد رأى شعاعًا أخضر ضعيفًا نزل إلى منزله، لكنني متأكد من أنه من الفضائيين. تفحص بدقه جهاز الكمبيوتر ورأى ما إذا كانوا قد اخترقوا جهازه؟ لكن كل شيء على ما يرام.
أرتبك "كرام" وهويتسأل في نفسه عن هذا الليزر الشعاعي وتري ماذا فعل؟ ظل مستيقظًا طوال الليل يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه لم يجد أي تعليق أو أي شيء لديه، حتي أنه بحث ببريده الإلكتروني لم يجد رسالهواحده, تعجب بشدهوغضب! وعاد التسجيل للتو.
عثر في التسجيل على صور مشوشه. وقف مكانه وهو متفاجئا. حاول تعديل الصورة، لكنه لا يعرف ما إذا كان الفضائيون هم السبب وراء هذا, ظل مستيقظا يحاولفهمومعرفة ما حدث وما الذي فعلوه في منزله, لكنه لم يصل لنتيجة مرضيه, خرج منمختبره بعدما سمع صوت عائلته بعدما أستيقظوا,الساعه كانت تشير إلي السابعهونصف صباحا.
"في غرفة الطعام"
خرج إليهم وجدهم يعدون الإفطار ليتمكن كل واحد منهم البدء في عمله ومهامه ككل يوم, تعجبت والدته منه والدته! قالت له ضاحكة:
_تتحسد يا كرام، أول مرة تستيقظ مبكرا وتغادر دون أن أنبح صوتي وأنا أدعوك للفطار معنا.
نظر إليه أحمد وهو يقفل سترته:
_يا عزيزي هل تفطر معنا أم مثل كل يوم تفطر بمفردك في المختبر؟
حدق فيهم كرم بدهشة! من الواضح لهم أنهم لم يشعروا بالتحذيرات التي ملأت المنزل منذ ساعات قليلة, تحدثت أخيرا بوجوم قائلا لهم:
_ألم تسمعوا أي شيء بالأمس؟
تبادلوا جميعا نظرات التساؤل وعدم الفهم, قالت والدته بفضول:
_شيء مثل ماذا يا كرام؟
قال لهم بتوتر:
_ماما، الفضائيين أنزلوا علي منزلنا شعاعًا بالأمس، أستطاعوا بطريقه ما أن يخترقوا أجهزتي للحماية وقاموا بحذف التسجيل الذي سجلته لهم.
وجد كرام جميع أفراد عائلته ينظرون إليه بصدمة! قال زياد بتهكم غاضب:
_كنت أعلم بأن هذا اليوم سىءمنذ بدايته,حقا كرام أنت فقدت عقلك كليا, عن أي فضائيين تتحدث أيها الأحمق, حقا عقلك المريض صور لك بأنك توصلت للفضائيين الخرافين وأيضا سجلت لهمتسجيلا,وقاموا بأختراق كوكبنا ليخترقوا جهازك الغبي ويحذفوا تسجيلك لهم, حقا أخي لا أجد ما أقوله لك, أيها الغبي.
قالت حبيبة ساخرة وهي ترفع شعرها:
_ألم يرسلوا لك أي شيء آخريا كوكو هاها.
والدته تشعر بالملل قالت له وهيه تشير علي سفره الطعام:
_عزيزي أنت فقط كنت تحلم، هيا دعك من تلك الخرافات ودعونا نتناول الإفطار.
كرام صاح فيهم بحده:
_ما خطبكم؟ لقد رأيتم التسجيل بعينيكم جميعا معي.
والده طفح كيله, صاح به ليعيد إليه رشده:
_عن أي تسجيل تتحدث كرام, ولماذا تقول بأننا رأيناه؟منذ متي وأيا منا ينزل إلي مختبرك اللعين كرام؟ هلا عدت لصوابك الأن أم ماذا تريدمنا أن نفعل معك في الصباح الباكر اللعين هذا؟
لم يصدق كرام كل هذا, هل حقا سيكذب عليه الجميع لإيهامه بأنه أصبح مختلا؟
قال كرام لهم في محاولة أخيرة:
_أتريدون أخباري بأنكم لم تكونوا عندي في المختبر ليلة أمس ورأيتم باعينكم السفينه الفضائيةحتي أنكممن الفزع من المخلوقات المرعبة الضخمة التي كانت علي متنها,انقلبتم علي ظهوركم جميعا.
نظر كرام إليهم ليرى رد فعلهم، لكنه صدم بعائلته كلها تنفجر في الضحك الساخر، حتى والداته ووالده، كرام نظر إليهما بغضب جام، تركهم وعاد إلى مختبره حاولت والدته التوقف عن الضحك ومناداته.
قالها زياد وهو يضحك:
_أتركيه يا أمي، يبدو أن الصدمة ،الفشل والطرد آثرا في عقله للغاية، لا تقلقي سيغدوا بخيرا يوماً ما.
عادوا يضحكون عليه إلا أن والدته توقفت عن الضحك، أنكمش قلبها حزنا علي أبنها الأصغر، تركتهم يكملون سخريتهم من ابنها، وعادت لإنهاء تحضير الإفطار.
"في مختبر كرام"
جلس على حاسوبه وضرب بأصابعه كالمجنون
علي لوحه المفاتيح ،زم كرام شفتيه وقال بأستياء:
_مضطر أستعين بك بالرغم من كرهي لهذا.
ضغط كرم على زر وشغل العديد من الفيديوهات المسجلة ومقاطع الفيديو لكل مكان في الفيلا حتى دورات المياه،
أعاد الصورة وكان منزعجًا من تجسسه على أسرته ورؤيتهم في غرف نومهم.
لكنه مضطر لمعرفة ما فعله هذا الإشعاع بهم، وما الذي جعلهم ينسون الأمس وما حدث فيه؟
أعاد الفيديو إلى لحظة معينة، كان في غرفه أخيه الأول
كان زياد نائماً في غرفته، نائماً بهدوء شديد، وفجأة نزل شعاع أخضر علي رأسه، كان جسده يرتجف بقوة، كما لو كان يتعرض للصعق بشحنات عالية جدًا.
حدق كرام بصدمه كبيره لشقيقه وهو يتعرض للصعق المميت هذا، ويري الشعاع يغطي رأسه بينما الضوء الأخضر يسقط على عينيه ووجنتيه ويضيء في جميع أنحاء جسده، وكل ذلك حتي في مكان الشرايين.
كان هناك ضوء أخضر ساطع ، وفجأة عاد زياد وجسده إلى طبيعته مرة أخرى.
في المختبر، كرام في حاله صدمه، لا يستوعب ما رآه بعيناه حالا، أعاد الفيديو إلى غرفه شقيقته حبيبه،
كانت تقف أمام المرآة تكوي شعرها وتغني، وفجأة سقط الضوء الأخضر على دماغها
انفجرت المكواة الكهربائية في يدها، وخرج منها الكثير من الدخان، لكن لحسن حظ حبيبه
رمتها من يدها أول ما لمسها الشعاع وتسلط عليها، وإلا لكانت يدها محترقة وحدث نفس الشيء لجسدها الذي حدث لزياد.
في غرفة نوم والده ووالدته
أعاد كرام الفيديو مرة أخرى، في غرفه والداه، رأي والده ووالدته ورأي المشهد نفسه، سقط عليهم ضوء ليزر أخضر، جعلهم يرتجفان بعنف وكأنهما يتعرضا للصعق بالكهرباء.
وقف كرام بينما كان يتحدث إلى نفسه بذهول:
_لقد مسحوا رأسهم جميعا، محووا الذاكرة. كيف يمكنهم فعل ذلك؟يجب أن أثبت أنهم موجودون ولديهم أيضًا قدرة خطيرة، يمكنهم الوصول إلينا في أي وقت وفي أي مكان، إنهم يعرفون بالتأكيد أنني اكتشفتهم ولهذا السبب أرسلوا الشعاع إنه يمحو ذاكرتنا لكن كيف أنا الشخص الذي يتذكر كل شيء؟ لماذا لا تمحى ذاكرتي مثلهم؟ لا أعرف ما إذا كانت هذه المخلوقات تريدني أن أتذكر كل شيء لأنهم سيحتاجونني! لالالا مستحيل، الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة هل يحتاجون إلى مخترع عادي مثلي علي كل حال؟ علي أن أثبت للعالم كله أنهم موجودون حقا، لكن كيف سأثبت هذا؟ الفيديو الوحيد الذي كنت أملكه عنهم حذفوه، أو قاموا بتشفيره، المهم يا كرام عليك إيجاد الحل في أقرب وقت ممكن، من يعلم ما الذي يخطط له هؤلاء الغرباء الخارقيين؟
جلس كرم أمام شاشة الرادار وربع يده على صدره، ظل يحدق بها بجمود، تمر الساعات كالدهر عليه وهو يحملق في الرادار، ينهش قلبه يقين تام بأن الأمر لم ينتهي بعد، فجأة.
أطلقت الشاشة صفيرًا حول حركة المراقبة في الفضاء كرام لم يحرك ساكناً، لم ينادي عائلته ولم يفكر في التسجيل، لأن تفكيره كان في شيء آخر.
انتقل إلى الكمبيوتر وحفظ بعض الإحصائيات، وقف ووضع يده على ذقنه يحكها بتفكير عميق، ركض فجأة إلى حاسوبه.
فتح جوجل، كتب فيه
"كيف تصنع مكوك فضاء بأسرع ما يمكن"
"في مكتب أحمد"
كرام جالسًا على أريكة والده، دعاء تسند بمرفقها علي مكتب أحمد وهيه تضع يدها علي رأسها بهم كبير، تنظر إلى كرام بطرف عيناها، الحزن يكسو عيناها وملامحها بشده.
أشعل أحمد سيجارة ثانية، نظر إلى ابنه كرام وقال وهو في غايه الحيره والأستياء:
_إذا هذا ما توصلت اليه يا بني، انت واثق من قرارك.
أنتفضت والدته واقفاً، حدقت في زوجها بحده، صرخت فيه بدون وعي منها:
_ماذا تقول يا أحمد؟ أحقا توافق! هل توافق على أن ولدك يبتعد عن البيت؟ كيف توافق علي هذا بحق الجحيم؟
وقف كرام وأخذ نفسا خانقا، اقترب من دعاء، وضع يده على كتفها وقال بحنان:
_أنا لست طفلاً يا أمي، أنا ما زلت أفكر في كل ما أريده، الآن أريد منك أن تسمحي لي بالسفر إلى الشاليه خاصتنا في الغردقة، أريد أن أجلس وحدي بعيدًا عن المختبر وعن الأبحاث والعلوم التي جعلتني أشعر بالجنون والتعب وأيضا تسببت لكم في الأزعاج طويلا، هل يمكنك أن تتركني علي راحتي يا أمي من فضلك؟
احمد نظر إلي زوجته بيآس، أقترب من كرام، ربت علي كتفه وأردف يقول بحزن شديد:
_حسنا، اذهب يا بني، أنت لست بطفل كما قلت، لكن اعتني بنفسك يا بني، هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها بعيدًا عنا.
أبتسم كرام بشده وأمتنان لوالده، حضن والدته بقوه، أستودعهم الله، وأنطلق في طريقه الخطر، لينفذ فكرته المجنونة كليا.
على طريق العالمين الصحراوي، كرام منطلق في سيارته، عقله يفكر في عدد من الأفكار المتداخلة.
أستدار كرام بسيارته ودخل الصحراء، أكمل سيره حتي توقف أمام مصنع ضخم، خرج من سيارته، فتح بوابه ضخمه، عاد إلي سيارته، دخل المصنع الكبير، بدا انه مصنع لصهر المعادن، مخلفات الحديد، وخردة العوادم مثل الطائرات المحطمة والقطارات وخلافه.
أخرج كرام هاتفه، فتح تطبيق WhatsApp أرسل موقعه إلى شخص ما، كتب له في الرسالة:
"تعال وأحضرهم إلى هذا العنوان في أسرع وقت ممكن"
أقفل هاتفه، ووضعه في السيارة، أستدار عائدا لمؤخرة السيارة، فتح صندوق السيارة، أخرج ورقة ملفوفة كبيرة وضعها على الأرض وقام بفردها، التقط هاتفه ووضعه على أحد طرفي الورقة ليثبتها به، مسك بالطرف الآخر
من الورقة أو الرسم، ظهر رسم ضخم لسفينة فضاء ضخمة، لكنها كانت سفينة تشبه تلك التي ظهرت
على الرادار قبل ذلك، ابتسم كرام وأخرج حاسوبه المحمول من السيارة، وجلس على الأرض وفتحه
لكنه رفض الضعف بعد أن وصل لهذه النتيجة، وقف وهو يشد أزره ويقول لنفسه بثقه:
_لا تيأس كرام، لا تستسلم وتجعل كلام والدك وأخواتك يحبطك، ثقتك في نفسك أوصلتك لهذه النتيجة التي ينكرها والدي بشده في الوقت الذي كان يتوجب عليه وعلي كل عائلتي مؤازرتي والدفاع عني، يتهمونني بالجنون والأنانية، حسنا لنري إلي أي مدي يصل جنوني.
نظر إلى الدرج الذي صعدت عليه، عائلته منذ قليل وقال بعزم وتأكيد لنفسه اولا:
_حسنا أبي، أخي، أختي وأنتي يا أمي، يراني الكل أناني وأفكر في نفسي، تعتقدون أن الناس لن يصدقوني، حسنا سوف أعمل جاهداً لأثبت أنكم علي خطأ، وغداً سأثبت لكم جميعا أنني حقا مخترع لم تري البلاد كلها مثله حتي الان، وهذا ليس غروراً مني، بل ثقه كبيره إحباطكم في هو من أكسبها لي، سيري العالم ما أنا قادر علي فعله، عندما أنشر هذا التسجيل علي كل وسائل التواصل الاجتماعي ويعرف الناس الحقيقة، سيجبر الجميع علي أحترامي والأعتراف بموهبتي وقدراتي، وإن غداً لناظرة قريب.
توجه كرام إلى معمله، حمل التسجيل ونشره على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وابتسم بأنتصار، ذهب إلى أريكته في معمله وتمدد عليها وهو يحلم بما سيغدوا العالم في الغد بعد أنتشار تسجيله الأول لحقيقة ظهور كائنات فضائية حقا.
"بداخل غرفه الوالدين"
تبدو والدته قلقه بشدة، جلست علي الفراش بجوار أحمد الوالد، أردفت بتوجس:
_لكنني خائفة يا أحمد، هل تظن أن هذه المخلوقات يمكنها مهاجمة الأرض.
نظرت إليه دعاء وكانت خائفة من أن يسخر منها، لكنه صدمها وقال:
_لن أكذب عليك أنا أيضًا منذ اللحظة التي رأيتهم فيها وأنا أشعر بخوف رهيب، لم أتمالك أعصابي حتي الآن.
رفعت دعاء يديها إلى الله وقالت بتوسل:
_اللهم أحفظنا من شر كا دابه أنت أخذا بناصيتها، يا الله أحمينا من كل مخلوقاتك المخيفة التي نعرفها والتي لا علم لنا بها.
"بداخل السفينة الفضائية"
في الفضاء الخارجي
في نفس السفينة، يتحرك كائن "المنجنيق" يسير بخطى ثقيلة على أرضية السفينة,تدوي صوتا جهورا, يقترب من مخلوق آخر، جسده مثل الإنسان، لكنه أكبر وأطول، ولون جسده أحمر وله قشور ونتوءات مثل التمساح، يقف بكل شموخوعظمة, يرتدي ملابس فاخرة، لكن شكل القماش مصنوع من الجلد الحي, الزي عليه يبدوكصورة ثلاثية الابعاد تتحرك بشكل يسبب الدوار لعين المرء.
اقترب منه مخلوق"القيقير" وقال بلغة غريبة:
_شيءما رصدناه يا سيدي.
رد الجسم الأحمر بدون أن يتحرك وقال:
_وماالذي تنتظره كي تدمره؟
قلق مخلوق"القيقر"وقال بتوتر:
_لكن، سيدي، هذا في كوكب الأرض.
أستدار المخلوق الأحمر, حدق في كائن"القيقر" بغضب جام, كشف عن عيون أرجوانية حادة، أسنان طويلة بارزة من الفم، شعر فوسفوري طويل للغاية متعدد الألوان, أردف بصوت غليظ مخيف حاد:
_لا, حاذر أن تدمره, سيدي غيلاك قال إنه سيدمره لاحقًا عندما يكمل غزو المجرات حتى ينمو الجيش ويكبر وقتها سيستطيع أن يغزو هذا الكوكب لأنه مليء بالمخلوقات، منها القوي جدا وهناك السحري الخارق مثلنا, الأفضل أن تدمر ذاك الشىء الذي رصدنا فقط.
قال مخلوق"القيقر" بتوتر أكبر:
_سيدي، لقد حاولت تدميره بالفعل، لكنه منيع ضد قوانا, الإنسان الذي صانعًه خلق في جهازه تطور غريب, جعله مضادًا للفيروسات الكونية.
أجاب الأحمر وهويفكر بحيره وذهول:
_و من أين عرف ذاك البشري الفيروسات الكونية؟ إذا الحل الوحيد أن تمحو ذاكرته، وكل من رأى سفينتنا مفهومة.
أجاب مخلوق"القيقر" بثبات:
_حاضر، سيدي، علم وينفذ.
"في مختبر كرام"
كان كرام نائمًا في سبات عميق، وفجأة انطلقت جميع أجهزة الإنذار,
انقلب كرام من علي أريكته, سقط على الأرض, وقف سريعًا ونظر حوله ووجد أجهزة الإنذار تعمل والرادار خاصته يدور بجنون.
قم بتشغيل الكمبيوتر وأوقف تشغيل كل شيء قبل أن تستيقظ أسرته وتهينه بشده, ركض إلي جهاز الكمبيوتر الخاص به ليرى ما الذي أطلق جميع الإنذارات معًا؟
لكن لم يجد اي شىء, أو أي عطل يؤدي إلى إنطلاق كل الإنذارات.
فتح مسجل الكاميرا، وأعاد مراجعة ما سجلته سابقا, لكنه وقف في حالة صدمة. لقد رأى شعاعًا أخضر ضعيفًا نزل إلى منزله، لكنني متأكد من أنه من الفضائيين. تفحص بدقه جهاز الكمبيوتر ورأى ما إذا كانوا قد اخترقوا جهازه؟ لكن كل شيء على ما يرام.
أرتبك "كرام" وهويتسأل في نفسه عن هذا الليزر الشعاعي وتري ماذا فعل؟ ظل مستيقظًا طوال الليل يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه لم يجد أي تعليق أو أي شيء لديه، حتي أنه بحث ببريده الإلكتروني لم يجد رسالهواحده, تعجب بشدهوغضب! وعاد التسجيل للتو.
عثر في التسجيل على صور مشوشه. وقف مكانه وهو متفاجئا. حاول تعديل الصورة، لكنه لا يعرف ما إذا كان الفضائيون هم السبب وراء هذا, ظل مستيقظا يحاولفهمومعرفة ما حدث وما الذي فعلوه في منزله, لكنه لم يصل لنتيجة مرضيه, خرج منمختبره بعدما سمع صوت عائلته بعدما أستيقظوا,الساعه كانت تشير إلي السابعهونصف صباحا.
"في غرفة الطعام"
خرج إليهم وجدهم يعدون الإفطار ليتمكن كل واحد منهم البدء في عمله ومهامه ككل يوم, تعجبت والدته منه والدته! قالت له ضاحكة:
_تتحسد يا كرام، أول مرة تستيقظ مبكرا وتغادر دون أن أنبح صوتي وأنا أدعوك للفطار معنا.
نظر إليه أحمد وهو يقفل سترته:
_يا عزيزي هل تفطر معنا أم مثل كل يوم تفطر بمفردك في المختبر؟
حدق فيهم كرم بدهشة! من الواضح لهم أنهم لم يشعروا بالتحذيرات التي ملأت المنزل منذ ساعات قليلة, تحدثت أخيرا بوجوم قائلا لهم:
_ألم تسمعوا أي شيء بالأمس؟
تبادلوا جميعا نظرات التساؤل وعدم الفهم, قالت والدته بفضول:
_شيء مثل ماذا يا كرام؟
قال لهم بتوتر:
_ماما، الفضائيين أنزلوا علي منزلنا شعاعًا بالأمس، أستطاعوا بطريقه ما أن يخترقوا أجهزتي للحماية وقاموا بحذف التسجيل الذي سجلته لهم.
وجد كرام جميع أفراد عائلته ينظرون إليه بصدمة! قال زياد بتهكم غاضب:
_كنت أعلم بأن هذا اليوم سىءمنذ بدايته,حقا كرام أنت فقدت عقلك كليا, عن أي فضائيين تتحدث أيها الأحمق, حقا عقلك المريض صور لك بأنك توصلت للفضائيين الخرافين وأيضا سجلت لهمتسجيلا,وقاموا بأختراق كوكبنا ليخترقوا جهازك الغبي ويحذفوا تسجيلك لهم, حقا أخي لا أجد ما أقوله لك, أيها الغبي.
قالت حبيبة ساخرة وهي ترفع شعرها:
_ألم يرسلوا لك أي شيء آخريا كوكو هاها.
والدته تشعر بالملل قالت له وهيه تشير علي سفره الطعام:
_عزيزي أنت فقط كنت تحلم، هيا دعك من تلك الخرافات ودعونا نتناول الإفطار.
كرام صاح فيهم بحده:
_ما خطبكم؟ لقد رأيتم التسجيل بعينيكم جميعا معي.
والده طفح كيله, صاح به ليعيد إليه رشده:
_عن أي تسجيل تتحدث كرام, ولماذا تقول بأننا رأيناه؟منذ متي وأيا منا ينزل إلي مختبرك اللعين كرام؟ هلا عدت لصوابك الأن أم ماذا تريدمنا أن نفعل معك في الصباح الباكر اللعين هذا؟
لم يصدق كرام كل هذا, هل حقا سيكذب عليه الجميع لإيهامه بأنه أصبح مختلا؟
قال كرام لهم في محاولة أخيرة:
_أتريدون أخباري بأنكم لم تكونوا عندي في المختبر ليلة أمس ورأيتم باعينكم السفينه الفضائيةحتي أنكممن الفزع من المخلوقات المرعبة الضخمة التي كانت علي متنها,انقلبتم علي ظهوركم جميعا.
نظر كرام إليهم ليرى رد فعلهم، لكنه صدم بعائلته كلها تنفجر في الضحك الساخر، حتى والداته ووالده، كرام نظر إليهما بغضب جام، تركهم وعاد إلى مختبره حاولت والدته التوقف عن الضحك ومناداته.
قالها زياد وهو يضحك:
_أتركيه يا أمي، يبدو أن الصدمة ،الفشل والطرد آثرا في عقله للغاية، لا تقلقي سيغدوا بخيرا يوماً ما.
عادوا يضحكون عليه إلا أن والدته توقفت عن الضحك، أنكمش قلبها حزنا علي أبنها الأصغر، تركتهم يكملون سخريتهم من ابنها، وعادت لإنهاء تحضير الإفطار.
"في مختبر كرام"
جلس على حاسوبه وضرب بأصابعه كالمجنون
علي لوحه المفاتيح ،زم كرام شفتيه وقال بأستياء:
_مضطر أستعين بك بالرغم من كرهي لهذا.
ضغط كرم على زر وشغل العديد من الفيديوهات المسجلة ومقاطع الفيديو لكل مكان في الفيلا حتى دورات المياه،
أعاد الصورة وكان منزعجًا من تجسسه على أسرته ورؤيتهم في غرف نومهم.
لكنه مضطر لمعرفة ما فعله هذا الإشعاع بهم، وما الذي جعلهم ينسون الأمس وما حدث فيه؟
أعاد الفيديو إلى لحظة معينة، كان في غرفه أخيه الأول
كان زياد نائماً في غرفته، نائماً بهدوء شديد، وفجأة نزل شعاع أخضر علي رأسه، كان جسده يرتجف بقوة، كما لو كان يتعرض للصعق بشحنات عالية جدًا.
حدق كرام بصدمه كبيره لشقيقه وهو يتعرض للصعق المميت هذا، ويري الشعاع يغطي رأسه بينما الضوء الأخضر يسقط على عينيه ووجنتيه ويضيء في جميع أنحاء جسده، وكل ذلك حتي في مكان الشرايين.
كان هناك ضوء أخضر ساطع ، وفجأة عاد زياد وجسده إلى طبيعته مرة أخرى.
في المختبر، كرام في حاله صدمه، لا يستوعب ما رآه بعيناه حالا، أعاد الفيديو إلى غرفه شقيقته حبيبه،
كانت تقف أمام المرآة تكوي شعرها وتغني، وفجأة سقط الضوء الأخضر على دماغها
انفجرت المكواة الكهربائية في يدها، وخرج منها الكثير من الدخان، لكن لحسن حظ حبيبه
رمتها من يدها أول ما لمسها الشعاع وتسلط عليها، وإلا لكانت يدها محترقة وحدث نفس الشيء لجسدها الذي حدث لزياد.
في غرفة نوم والده ووالدته
أعاد كرام الفيديو مرة أخرى، في غرفه والداه، رأي والده ووالدته ورأي المشهد نفسه، سقط عليهم ضوء ليزر أخضر، جعلهم يرتجفان بعنف وكأنهما يتعرضا للصعق بالكهرباء.
وقف كرام بينما كان يتحدث إلى نفسه بذهول:
_لقد مسحوا رأسهم جميعا، محووا الذاكرة. كيف يمكنهم فعل ذلك؟يجب أن أثبت أنهم موجودون ولديهم أيضًا قدرة خطيرة، يمكنهم الوصول إلينا في أي وقت وفي أي مكان، إنهم يعرفون بالتأكيد أنني اكتشفتهم ولهذا السبب أرسلوا الشعاع إنه يمحو ذاكرتنا لكن كيف أنا الشخص الذي يتذكر كل شيء؟ لماذا لا تمحى ذاكرتي مثلهم؟ لا أعرف ما إذا كانت هذه المخلوقات تريدني أن أتذكر كل شيء لأنهم سيحتاجونني! لالالا مستحيل، الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة هل يحتاجون إلى مخترع عادي مثلي علي كل حال؟ علي أن أثبت للعالم كله أنهم موجودون حقا، لكن كيف سأثبت هذا؟ الفيديو الوحيد الذي كنت أملكه عنهم حذفوه، أو قاموا بتشفيره، المهم يا كرام عليك إيجاد الحل في أقرب وقت ممكن، من يعلم ما الذي يخطط له هؤلاء الغرباء الخارقيين؟
جلس كرم أمام شاشة الرادار وربع يده على صدره، ظل يحدق بها بجمود، تمر الساعات كالدهر عليه وهو يحملق في الرادار، ينهش قلبه يقين تام بأن الأمر لم ينتهي بعد، فجأة.
أطلقت الشاشة صفيرًا حول حركة المراقبة في الفضاء كرام لم يحرك ساكناً، لم ينادي عائلته ولم يفكر في التسجيل، لأن تفكيره كان في شيء آخر.
انتقل إلى الكمبيوتر وحفظ بعض الإحصائيات، وقف ووضع يده على ذقنه يحكها بتفكير عميق، ركض فجأة إلى حاسوبه.
فتح جوجل، كتب فيه
"كيف تصنع مكوك فضاء بأسرع ما يمكن"
"في مكتب أحمد"
كرام جالسًا على أريكة والده، دعاء تسند بمرفقها علي مكتب أحمد وهيه تضع يدها علي رأسها بهم كبير، تنظر إلى كرام بطرف عيناها، الحزن يكسو عيناها وملامحها بشده.
أشعل أحمد سيجارة ثانية، نظر إلى ابنه كرام وقال وهو في غايه الحيره والأستياء:
_إذا هذا ما توصلت اليه يا بني، انت واثق من قرارك.
أنتفضت والدته واقفاً، حدقت في زوجها بحده، صرخت فيه بدون وعي منها:
_ماذا تقول يا أحمد؟ أحقا توافق! هل توافق على أن ولدك يبتعد عن البيت؟ كيف توافق علي هذا بحق الجحيم؟
وقف كرام وأخذ نفسا خانقا، اقترب من دعاء، وضع يده على كتفها وقال بحنان:
_أنا لست طفلاً يا أمي، أنا ما زلت أفكر في كل ما أريده، الآن أريد منك أن تسمحي لي بالسفر إلى الشاليه خاصتنا في الغردقة، أريد أن أجلس وحدي بعيدًا عن المختبر وعن الأبحاث والعلوم التي جعلتني أشعر بالجنون والتعب وأيضا تسببت لكم في الأزعاج طويلا، هل يمكنك أن تتركني علي راحتي يا أمي من فضلك؟
احمد نظر إلي زوجته بيآس، أقترب من كرام، ربت علي كتفه وأردف يقول بحزن شديد:
_حسنا، اذهب يا بني، أنت لست بطفل كما قلت، لكن اعتني بنفسك يا بني، هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها بعيدًا عنا.
أبتسم كرام بشده وأمتنان لوالده، حضن والدته بقوه، أستودعهم الله، وأنطلق في طريقه الخطر، لينفذ فكرته المجنونة كليا.
على طريق العالمين الصحراوي، كرام منطلق في سيارته، عقله يفكر في عدد من الأفكار المتداخلة.
أستدار كرام بسيارته ودخل الصحراء، أكمل سيره حتي توقف أمام مصنع ضخم، خرج من سيارته، فتح بوابه ضخمه، عاد إلي سيارته، دخل المصنع الكبير، بدا انه مصنع لصهر المعادن، مخلفات الحديد، وخردة العوادم مثل الطائرات المحطمة والقطارات وخلافه.
أخرج كرام هاتفه، فتح تطبيق WhatsApp أرسل موقعه إلى شخص ما، كتب له في الرسالة:
"تعال وأحضرهم إلى هذا العنوان في أسرع وقت ممكن"
أقفل هاتفه، ووضعه في السيارة، أستدار عائدا لمؤخرة السيارة، فتح صندوق السيارة، أخرج ورقة ملفوفة كبيرة وضعها على الأرض وقام بفردها، التقط هاتفه ووضعه على أحد طرفي الورقة ليثبتها به، مسك بالطرف الآخر
من الورقة أو الرسم، ظهر رسم ضخم لسفينة فضاء ضخمة، لكنها كانت سفينة تشبه تلك التي ظهرت
على الرادار قبل ذلك، ابتسم كرام وأخرج حاسوبه المحمول من السيارة، وجلس على الأرض وفتحه