رؤية

نورالبشرى`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-14ضع على الرف
  • 10.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

الفصل الاول
رؤية
مع غياب القمر وبزوغ الفجر تدب دقات الحياة في
أنحاء الكون
ومع أول شعاع لشمس هذا اليوم إستيقظت علي
صوت دقات تنبعث من المرأه وكأنها نداء يستدعني لأجيب وأخرج من عالم النوم الي عالم اليقظة
دقات هادئة كرنين خافت.


تن تن تن
افتح عيني متكاسلة علي تلك الأجراس الغريبة
وعقلي يتسأل من اين أتت هذا الصوت أم ان مازالت
في عالم النوم والأحلام.


لكن أي أحلام وهل ما يراه الناس في الأحلام كتـلك
الأحلام التي تحاوطيني في نومي منذ سنوات لا اتذكر عددها.


ها أنا قد تذكرت بدأت تلك الأحلام في يوم عيد
ميلادى الخامس عشر.
أذكر هذا اليوم كأنه فيلم يعاد أمام عيني في كل
صباح هذا الحلم الغريب الذي رأيت فيه جارنا الأستاذ سمير والد سكن صديقة عمري.


كان يعبر الطريق الخالي أمام بوابة العمارة متجها
الي سيارته وعقارب الساعة المعلقة في اشارة
المرور تشير الي الساعة 9 صباحا
ومع اتخاذه طريقه تأتي سيارة مسرعة وكأن سائقها
يسرع لينهي مهمته فقط صوت اصطدام حاد الأستاذ سمير يطير في الهواء ليسقط علي بعد عده أمتار
غارقا في دمائه تفر السيارة دون أثر وصوت وصياح
و لا حول ولا قوة الا بالله انا لله وأنا اليه راجعون.



لقد توفي الرجل في الحال ؛ أراني متجهة الي
محاولة إيقاظه ولكن لا جدوى استيقظ وقلبي يملؤه الخوف ما هذا الذي رأيته أمسك ساعتي لانظر فيها لأجد انها التاسعة الا دقيقة واحدة تماما كانت في حلمي.

وفي نفس اللحظة ينتبه عقلي علي صوت اصطدام
حاد اقفز علي أثره من سريري لأرى ما يحدث لألمح
تلك السيارة المسرعة والاستاذ سميرملقى وسط دمائه قبل أن يجتمع حوله السكان وتنزل سكن صارخة
بأسم والدها بملابس النوم.




لم أكن أعرف ما رأيت في حقيقة الأمر هل هو حلم
أم اني رايت ما حدث وقت حدوثه وكأن روحي قد تحررت من جسدي محاولة ايقاف موت الاستاذ سمير
ولكن هل يبد أحد منا ايقاف القدر ؟



أتذكر إني الي تلك اللحظة لازال عندي نفس السؤال إذا تحركت في تلك الدقيقة قبل التاسعة صباحا
لحظة إستيقاظي هل كان يمكنني أنقاده من
الموت ؟





إذا أخبرته مثلا ان لا ينزل الا بعد خمس دفائق من
الساعة التاسعة هل كان الموت سيكون من نصيبه
أيضا ؟؟ لماذا أرى هذه الأحلام اذا لم يكن
بإستطاعتي
إنقاذهم من الموت؟
ومنذ هذا اليوم أصبحت لا أحتفل بعيد ميلادي واصبحت أنا وسكن نذهب الي قبر والدها نزوره.

حتي عندما حاولت معي منذ عامين ان نحتفل بعيد ميلادي الذي يأتي قبل عيد مولدها بيوم واحد فقط
بقولها الحزن في القلب يا رؤية دعينا نحتفل بعيد مولدك كما كنا نفعل قبل الحادث كان ردي عليها باني اصبحت اكره هذا اليوم.


هي تعتقد أني أصبحت اكره لانه يوم وفاه والدها
ولكن في الحقيقة لأنه يذكرني في كل عام بشعورى الشديد بالذنب اني ربما كان قي يدي انقاد حياته.


أعود من بحر أفكاري السريرى علي دقات هذا
الصوت في المرأه والدقات الغريبة التي لم تتوقف
بعد , أتحرك متكاسلة من مضجعي لاعتقادي أنه
صوت يحدثه هاتفي الخلوى.

قد تركته بالأمس بالقرب من المرأه ولكنه لا صوت له فالهاتف صامت كصمت أخر الليل ؛ محدثة داخلي ما هذا الصوت وكأنه يخرج من المراة نفسها ...وتوقفت الكلمات علي لساني.

أنها فعلا تخرج من المراه من تلك الفتاة الصغيرة
التي تقف في داخل المرأه هممت ان أصرخ فمن
الطبيعي عندما تجد في الصباح فتاه صغيرة تنظر لك من المراة بدهيا أن تصرخ.

لكن بديهيا أيضا ان يقف الصوت في حلقك فزعا فلا
تستطيع أن تخرج صوتا وهذا ما حدث معي.



من الطبيعي ان تفزع حتي وان كانت تلك الصغيرة في المرأه تشبهك تمامأ في طفولتك بشعرى الطويل
الليلي الذي كان في طفولتي ولون عينيك بلون
العسل والبشرة البيضاء مع خليط من الابتشامة
الهادئة وذلك الفستان الوردى الذى كنت ارتديه في يوم ما.


أعتقد أول مرة ارتديت هذا الفستان كان في عيد ميلادي الثامن ؛ ولكن في كل حال من الطبيعي أن افزع عند رؤيتي لتجسدى الصغير في المرأه تنظر لي بنفس الابتسامة الهادئة ألست كذلك ؟؟؟؟



ظللت أنظر الي المرأة لدقائق أو ربما لساعات لا أعرف تحديدأ فمن الطبيعي أن يتوقف حساب الوقت في لحظات الفزع
قطع تلك الحالة دقات أمي نادية علي باب غرفتي ودخولها لتجدني أقف أمام المراة في حالة ذهول.


وقد تحول وجهي الي لون حائط غرفتي الابيض من شده الفزع وتلونت شفاهي بلون يميل الي الأصفر ؛ لم يخرجني من تلك الحالة إلا كلمات أمي الذي زادت من فزعي بعد أن سمعت حديثها وتعلوها نبرات القلق الحاد .


ماذا بيكي يا رؤية لماذا انتي شاحبة هكذا وتنظرين الي نفسك في المراة بتلك النظرة التي تحمل علامات الهلع ؟؟؟ هل رأيتي شيئا في منامك الليلة ؟


أحاول تجميع نبرات صوتي الهاربة لأرد علي سؤالها بسؤال ماذا ترين في المرأه ؟؟
ترتسم علي شفيتها أبتسامة ناعمة تحتضن خوفي برحيقها الدافئ.


أراكي فتاتي الجميلة مثل البدر في تمامه أبنة عمرى وصديقتي التي أريد أن أطمئن عليها في بيت زوجها وأراها بالفستان الأبيض وأحمل ابنائها .


في داخلي اتمني أن تعودى للاختلاط بالناس يا رؤية تخرجي من عالم اللوحات والرسم الذي لا تقومين بشي غيره وتقبلي تلك الوظيفة التي عرضت عليكي بالأمس في ذلك الجاليري وهي من صميم عملك لا تخرج عنه .

أنتي ترسمين رسومات طبيعية وتشكيليه ما الضرر في أن ترسمي صور لاشخاص حقيقة وكما قولتي بالأمس ان صاحب الجاليري قد اُثني علي فنك الراقي وندرته.


تمد يديها لتضمني إلي حضنها وهي لا تعلم أني لما أسمع اي حرف مما قالته لي
فكل عقلي كان مع تلك الفتاه الصغيرة التي لم تغيب إبتسامتها .



تلك الابتسامة التي تسكن عينيها وما زادها أبتسامة دخول أمي وأحتضانها بدفئ لروحي هذا يعني انها تشعر بما أشعر به !!


ومن وسط أحتضان أمي لي والابتسامة الحانية لازالت تحتل ملامح وجهها الهادئ.


تخرج كلماتها
من أجلي يا رؤية اقبلي هذا العرض دعيني أختار لكي ثوبك لتذهبي الي الجاليري وتعلني موافقتك لتكون هدية عيد ميلادك الي نفسك اليوم .

كل عام وأنتي طيبة وجميلة يا حبيتي اليوم قد أكملتي عامك الخامس والعشرون
تفتح دولاب ملابسي وتبدأ بالتقليب الي أن يقع يديها علي ثوب وردي يحمل وردات بيضاء كانت سكن قد اهدته لي في عيد ميلادي العام االسابق .


ولم ارتدي هذا الثوب في أي مناسبة مرت وكانها قد اهدته ليه لهذا اليوم الغريب وهي لا تعرف .


ظللت علي حالة الصمت وقد أدركت اني وحدي من أرى تلك الصغيرة في المرأه نظرت الي فستانها الوردي وللمصادفة كان يشبه فستاني الوردى .

ذلك الذي اختارته أمي لي الي حد كبير وربما تماما نفس اللون الوردى نفس الزهرات البيضاء المتناثرة علي وردية الفستان .



تكمل أمي حديثها
ألن تقولي لي ماذا بيكي يا حبيتي ؟ لماذا انتي صامتة هكذا وجهك كان يحمل علامات قلق وشحوب ؟


ليأتي ردي
لا شئ يا أمي فقط كنت قلقة , أطمئني سأقبل الوظيفة اليوم دعني أرتدي ملابسي الي أن تعدي الأفطار .


تضمني امي إلي حضنها وقد علت أبتسامة رضا شفتيها لتردد كلماتها الجميلة ربنا يرضي قلبك يا رؤية يا قلب نادية
تخرج أمي من الغرفة لإتجه الي المراة وأجلس أمامها محاولة لمسها .


ليخرج منها صوت مألوف لي الا هو صوتي وأنا طفلة !!!
علي وجهها لازالت نفس الأبتسامة لن يراني أحد غيرك يا رؤية .


فهل يمكن أن يرى أحد ما بداخلك إلا أنتي
عندما نظرت ماما نادية الي المرأة لم ترى سواكي لانها لا تستطيع رؤيتي أعلم أنك خائفة ولكن هل يخاف أحد من نفسه ؟


أحدث نفسي داخليا نفسي
لأجدها ترد علي حديثي الداخلي دون أن أنطق به نعم يا رؤية أنا انتي أنا الطفلة التي ظلت محبوسة في داخلك منذ عيد ميلادنا الثامن ألا تتذكرى ما حدث يومها ؟


أعود بذاكرتي إلي أعوام مضت وبالتحديد هذا اليوم عندما كنت أمشط شعرى الأسود الطويل مرتدية ذلك الفستان الوردى وظهرت في المرأة في هذة المرأه تحديديا تلك السيدة المبتسمة بشعر اسود قصير يظهر عنقها .

تتدلي خصلاته علي وجنتيها وعيون تحمل لون العسل ولكن تسكنها الدموع ظهرت للحظات ثم اختفت عندما بدأت في الصراخ.



ولم تظهر مرة أخرى ولكن ما ظهر هو سماعي لعدة أصوات تتحدث حولي ولا أجد شيئا وفي سن الخامسة عشر ظهرت الأحلام علي سطح عقلي واصبحت الأحلام والاصوات الهامسة جزء لا ينفصل عن روحي .



أغمض عيني لأتذكر ملامح هذة السيدة التي ظهرت لي يوما في المرأة لأنتبه علي ما لم أفكر فيه او بمعني أدق ما قرر عقلي الواعي الغاؤه من هول الفظع الطفولي الذي شعرت به في تلك اللحظة .


هذا الملامح كانت ملامحي أنا اليوم وأنا ابنة الخامسةوالعشرين ؛ تبتسم الفتاة في المرأة وتكمل حديثها منذ هذا اليوم وأنتي أصبحتي تهابي النظر في المرأه.


ولكن حان الوقت لتكسرى حاجز خوفك لذلك خرجت من جسدك لأكون بجانبك
بدأت في ترديد بعض أيات القرأن الكريم أملا في أختفائها أن كانت شيطان متجسد في المرأة


وجدتها تبتسم في خشوع وهدوء وكانها تشعر باثر ترديد الأيات الكريمة علي قلبي
ومع كل هذا الجنون هدأ قليلا عندما سكنت تلك الابتسامة الهادئة شفتيه
ليخرج سؤالي لها .. هل تشعرى بما أشعر به ؟


رددت نعم بكل شئ تشعرى به عند ظهوري أمامك اشعر به
رددت دون صوت كل شئ ما هذا الجنون الذي يحدث معي ؟؟؟



ليأتي ردها أنتي بداخلك هبة يا رؤية وانتي من تحددي اذا كانت ستتحول الي جنون أم كنز نادر تملكينه .


هنا أنتبهت الي اني لما أنطق
هل انتي تقرئي أفكاري ؟؟؟
لتحمل أجابتها ملامح الدهشة بالنسبة لي نعم أنا اقرا أفكارك واتخاطر معك فكريا ؟؟؟


تخاطر؟؟؟؟ اعتقد اني قد قرأت عنه منذ فترة.


وابتسامتها الطفولية التي لم تغادرها مع انها غادرتني منذ زمن بعيد منذ أن اشتد على روحي تلك الأحلام والهمسات اخذت في جذبي بعيدا عن عالمي الخارجى.

وأصبح عالمي الداخلي مقتصرا علي سكن ووالدتي نادية ووالدي كرم عبد البصير
ولوحاتي ولا أتذكر أن قد كونت صداقات في دراستي الجامعية .


فلقد كنت منغلقة علي روحي خوفا من إتهامي بالجنون فلك أن تتخيل أن جالس مع فتاه ثم تجدها ترد علي همسات في عقلها تطلب منها الصمت بالطبع ستصفها بالجنون .


وهذا ما كنت أخشاه دائما ولم اتحدث مع أحد عن ما يحدث في منامي الا أمي منذ وقت قريب .


ظلت أنظر إليها وأسمع حديثها في عقلي الذي أصبح صوتا واضحا ولست مجرد همسات أدركت حينها أنها تحدثني في عقلي هذا ما يحدث معنا منذ الطفولة يا رؤية .


تخاطر روحي علي مدى بعيد
هذه هي المنحة أيها الطفلة الجميلة
لا أفهم ما تقولينه كل ما أتمني أن ينتهي كل هذا لقد سئمت من الرؤي الغير مفهومة والأصوات.


كل ما أريده حقا أن ينتهي كل هذا خرجت كلماتي بصوت حانق لتظهر غضب داخلي قد دفنته منذ ظهور شبيهتي في المرأه في عام ميلادي الثامن


العام الذي تغير بعده عقلي وأصبحت حياتي تتحول تدريجيا من طفلة عادية الي طفلة منطوية علي نفسها خائفة من شئ تجهله
من اتهامها بالجنون ..


تدخل والدتي غرفتي علي صوتي ماذا بيكي يا رؤية مع من تتشاجرين ؟؟
وعلي وجهي تعلو علامات الغضب


هل كنت أتحدث بصوت واضح ؟
نعم جاء رد أمي كنتي تتشاجرين وتطلبين إنهاء شئ ما هذا ما سمعته ماذا بيكي ؟؟


رؤية يا ابنتي إذا كنت تشعرين بضغط في قبولك هذا العمل فالمهم عندي سعادتك لا تذهبي وتواصلي معهم هاتفيا للإعتذار .


عدت بنظرى إلي المرأة لأجد الطفلة تنظر لي بنظرات غضب ولوم ولكن علي شفاتيها تعلو نفس الابتسامة وكأنها بابتسامتها تهزم كل غضب داخلي .


هنا دخل والدي كرم الغرفة علي كلماتي مع نادية
وبصوته الحنون ماذا بيكي يا صغيرتي
متظاهرة بعدم حدوث أي شئ
لا شئ يا حبيبي يا بابا.


أخدني بين أحضانه إذا يا طفلتي الصغيرة لماذا لم تذهبي الي موافقتك علي العمل الم نتفق بالأمس على قبولك له .


سأجهز أعطوني دقائق ارتدي ملابسي وافطر وأتجه للجاليرى ليتحركان و
يخرجان من غرفتي .


وأعود الي المرأه لأكمل حديثي معاها وقد ذهب عن قلبي الخوف ففي لحظة واحدة وصلت إلي نتيجة واحدة ما من شئ يحدث في حياتي طبيعي فلست غريبا أن تظهر روحي طفلة تحدثني في المرأة .


نظرت إلي المرأة وجدتها قد اختفت ولا يوجد علي مرأتي سواي .


إرتديت فستاني الوردى صففت شعرى زينته بطوق من ورد ووضعت القليل من مساحيق التجميل علي عيني واحمر شفاه بلون وردي وزينت وجنتي بنفس اللون ناظرة إلي مرأتي .

ولأول مرة منذ فترة كبيرة ترتسم بداخلي بسمة رضا عن رؤية لا اعلم مصدرها ولكني ولأول مرة منذ وفاه الأستاذ سمير أشعر بهدوء داخلي .


وكأن تعبيري عما أشعر به من غضب داخلي ساعدني علي إزالة الغبار عن مكنون روحي وربما كانت روحي تشعر أنها سترى ذلك الشاب الذي رأيته في منامي كثيرا دون أن أعرف عنه شيئا .



إتجهت للفطور معهم وقد لاحظت أمي تبدل ملامحي في دقائق في الشحوب الي الإشراق .


مداعبة إياي ما أجملك يا فتاتي
من يراكي منذ لحظات لا يراكي الأن سبحان من بدل حالك وهدى قلبك
فتح الله في طريقك كل أبواب السعادة يا حبيبة نادية .


ليقاطعها والدي وستذكر الأن سيرة إبن الحلال
وأنها تدعو الله كل ليلة أن تتزوجي وتراكي بالفستان الأبيض وستكمل دعوتها بأن تحمل أبناءك
تضحك نادية أتسخر من حديثي يا كرم أنت أيضا تريد أن تطمئن علي رؤية
مع من يصونها يمد يديه ليحضن كفيها في رقة وحنان .



لا استطيع أن اسخر منك يا نادية فأنتي حب عمري منذ طفولتي لكني أكمل لكي كلماتك عن دعواتك بأبن الحلال التي لا تتوقفي عن ترديدها .


أبن الحلال سيأتي عندما تكون رؤية جاهزة لاستقباله
ترد نادية بنبره تحمل ضحكة
وانا بحبك يا كرم وأدعو الله أن يرزق رؤية أبن حلال مثلك .


وبنظرة مبتسمة اتحرك من مكاني محدثة إياهم
يعلم الله أن حبكم هو ما ساندني في هذه الدنيا.


كلما رأيت علاقتكم والمودة التي لازالت تسكن قلوبكم بعد كل هذا العمر اطمئن أن الخير لازال يملأ هذا العالم .



أتحرك في أتجاه باب المنزل مكملة حديثي سوف أمر علي سكن لا استطيع قيادة السيارة اليوم لقد اتفقت معاها منذ أمس .


وقبل أن أكمل حديثي أجد سكن تدق جرس المنزل وبشقاوتها المعهودة وشعرها الاحمر النارى المموج المنسدل علي ظهرها وبلوزة بيضاء وجنيز قد قطع بفعل الصناعة .


كل من يرى سكن ويراني لا يصدق أنها الأقرب الي قلبي وأنها لا تثق الا بي لقد كبرنا معا منذ طفولتها .


بعد وفاه والدها وأعتبرت والدي مثل والدها تأخذ رأيه في شتى أمور حياتها
تمسك سكن يداي معلقة علي مظهرى اليوم .


ما أجملك يا رؤية اليوم اعتبر أنه هذا تجديد بمناسبة قبولك العمل ولا بمناسبة عيد ميلادك و تكمل ضحكاتها أم بمناسبة عيد ميلادى غدا .


إبتسم لها في حنان
ربنا يخليكي ليا يا سكن يا أختي وسندي انا لم أنسي أن زيارة استاذ سمير اليوم في قبره .


تقاطعني سكن
لن اذهب اليوم عندي حفلة في دار الأوبرا سوف
اقوم بعزف المقطوعة الجديدة التي لحنتها اليوم على كمان في حفل اعلم انك ستحضرينن .

نعم سأحضر طبعا أنا لم اتركك تذهبي الي اي حفلة بمفردك منذ تخرجك من معهد الموسيقي .



نتحرك في الطريق بسيارتها وفي وسط الطريق أسمع تلك الهمسات بوضوح
تردد حديث بصوت غير مسموع اتنهد محاولة
تخطيها دون كلمة أخرى.



ناظرة الي سكن بجسدى وعيني التي تدتدن على
انغام موسيقي اغنية علي الحجار روح جسد بنت وولد .

ولكن روحي في مكان آخر .... مكان لا اعرف عنه شيئا.


نهاية الفصل الأول
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي