11
انتهت دينا من كتابة هذا الفصل من قصتها و اغلقت دفترها و وضبت اوراقها و اقلامها نظرت إلى ساعة الحائط فكانت تشير العقارب إلى الساعة الواحدة و النصف بعد منتصف الليل نهضت من مكانها و توجهت نحو سريرها لتخلد إلى النوم كانت تشعر بسعادة خفية في داخلها فمجرد ان يمر بعض الذكريات في خاطرها كان كفيلا بأن يغير مزاجها من للأفضل هكذا هي القلوب للبيضاء ترضى بما كان موجوداً في صفحات القدر و تعيش على أمل جديد في كل يوم
استلقت دينا على سريرها بعد ان اغلقت النافذة بإحكام فقد كان الجو يزداد برودة شيئا فشيئا مع تأخر الوقت اغمضت جفنيها و اطبقت تلك الرموش الحادة كأنها المداة تقطع بلحظها تجاهل الناظرين و تشد إليها كل ذي ذوق رزين و نامت على أمل ان يكون غداً يوم افضل و خاليا من كل ما يعكر صفو سعادتها استغرق الأمر بضعة دقائق قبل أن تغوص في نوم عميق و تبدأ الاحلام الجميلة تداعب قلبها الحاني و كأن الحروف قد فرت من الكتاب تلاحق اليد التي خطتها لتقدم لها عربون مودة و عرفان
و أما ريان فقد كانت في تلك الليلة لا تسطيع النوم فقد هجر النعاس عينيها و فر هارباً يحمل معه امانيّ و تأملات ريان في أن يكون خالد من نصيبها فقد شغفها حباً و ملئ اركان روحها عشقاً تجلس بجانب حوض ازهارها العتيق تخبرها بما قد جرى و تقص عليهن لحظات لم تسبق أن عاشت مثلهن مسبقا رغم ان الوقت متأخر و الظلام دامس إلا ان هذا لم يمنعها من ان تبوح بما جال في خاطرها
نهضت متجهة نحو غرفتها لتنا قسطاً من الراحة فغداً سيكون يوماً حافلاً يحمل في طياته اروع اللحظات التي لم تكن تتوقع انها سوف تعيشها على المدى القريب أو البعيد
دخلت ريان إلى غرفتها و افترشت لنفسها بعض البطانيات ذات الطبقات السميكة فالجو هذه الليلة بارد و لا تريد ان تمرض او يحول بينها و بين موعدها القادم أي شيء قدر الامكان
مر الاسبوع على عجل و حان وقت تحديد اليوم المهم يوم كتب الكتاب عند المأذون لتصبح ريان زوجة شرعية لخالد
جلست ريان و والدتها لتعلمها ماذا عليها فعله عندما يأتي المأذون و كيف تجيبه عندما يسألها
نظرت ريان لوالدتها و قالت بحزن قد اعترى وجهها وقالت : و لكن هل سيقبل بي خالد ؟
نظرت الوالدة لابنتها مستغربة و قالت : و لماذا لا يقبل بك و اين سيجد فتاة تماثل ربع صفاتك
ريان : اية صفات يا امي و هل نسيتي امر مرضي
الوالدة : لا لم انسى و لكن هذا ليس عيبا و لا ينقص من قدرك شيء ابدا
ريان : كيف لا و ربما..
سكتت ريان قبل ان تكمل كلامها و قد احست بضيق بالصدر يخنقها و يكتم انفاسها
ربتت الوالدة على كتف ابنتها بحنان و هي تقول : يا بنيتي هذا هو القدر لم يكن بمقدور احد ان يغير ما حصل
و لا يمكن لأحد ان يغير القادم فقط علينا ان نكافح و نترك الامر لله
ريان : لا ادري يا امي انا خائفة من ردة فعله اظنه سيتركني
الوالدة إذا كان يحبك فسوف يبقى معك و لو كان الامر يتطلب ان يترك الدنيا كلها من اجلك
ريان : و لكنه شاب كامل تتمناه اي فتاة لماذا ساظلمه معي و اشركه في المي و همي
الوالدة : و هل تظنين ان الحب و الزواج يعني غير ذلك
الحب هو ان توطني نفسك لموافقة هوى المحبوب و ظروفه و لو كان خالد لا يحبك فلا فائدة من الزواج من البداية اصلا
ريان : و هل اخبره برايك اليوم او انتظر بعض الوقت لعله يتقبل وضعي
الوالدة : لا ادري افعلي ما ترينه مناسبا لك و له
و لكن يجب عليكي ان تكون اكثر تفائلا و تماسكا هذه الليلة
فاليوم هو اول خطوة نحو مستقبل جميل لك و لخالد
هيا انهضي و جهزي نفسك قبل يأتي خالد و المعازيم و لا تجعلي هذه الليلة ذكرى حزينة في حياتك هيا
نهضت ريان و توجهت لغرفتها وضعت ذلك الفستان السكري اللون ذو الوردة البيضاء الكبيرة عند العنق الذي كانت قد اشرته بصحبة والدتها قبل يومين جلست على طرف السرير و هي تنظر لنفسها هل ستكون هذه الليلة امسية جميلة لا تنسى ام ستكون ندبة جديدة في الروح و قرحة في القلب
على كل حال ستكون ليلة لا تنسى في جميع الاحوال
نهضت ريان و ارتدت فستانها الجميل و جلست امام مرئاتها تصفف شعرها و تضع بعضاً من مساحيق التجميل والعطور
و من ثم ذهبت لغرفة المعيشة لتنتظر حضور خالد وعائلته و الشهود والمأذون حضر الجميع وجلسوا في غرفة الضيوف ريثما يصل المأذون جلس المأذون في منتصف الاريكة و على يمينه خالد و على شماله طارق ثم قال المأذون حسنا نبدأ على بركة الله
اين العروس؟
اجاب طارق : انها في هذه الحجرة
المأذون : حسنا نحتاج لنسمع موافقتها منها شخصيا ولو من وراء حجاب
نهض طارق ومعه المأذون وطرق باب الحجرة التي تجلس فيها ريان ووالدتها
و سأل المأذون : هل انتي ريان
ريان بصوت خافت : نعم انا هي
المأذون : هل تقبلين الزواج من خالد و يكون هو زوجك و شريك حايتك
ريان بنبرة يعلوها الخجل: اجل يا سيدي اقبل بملئ ارادتي
الماذون : و هل عندك اي شروط قبل ان نعقد القران؟
ريان تنطق بتردد : اجل عندي شرط واحد فقط
نظرت والدة دينا و هي تقف بجانب ابنتها بتعجب شرط شرط ماذا يا ريان
المأذون : و ما هو شرطك يا ابنتي
ريان : اريد ان اقوله لخالد على عجل لو لم يكن هناك مانع
المأذون : طبعا لا يوجد مشكلة
تعال ياخالد و استمع لما تقوله ريان
اقترب خالد و هو مستغرب فلم يكن يدري ماذا يحصل
خالد : و ما هو شرطك يا ريان
ريان : اريد ان اخبرك بأمر و بعدها انت ستقرر إذا كنا سنستمر في عقد القران أم لا
خالد : حسنا لا بأس سنستمر على كل حال تكلمي
ترددت ريان في التكلم و شعرت بنبضات قلبها تتباطئ شيئاَ فشيئاً و اعترتها غصة شديدة تكاد تغلق حنجرتها شهقت بقوة و اخذت نفسا عميقا ثم نطقت بصوت حزين منكسر
هل تقبل يا خالد ان تتزوجني و انا لا انجب الأولاد؟
خالد : ماذا تقصدين
ريان : كما سمعت كلامي واضح
شعر خالد يثقل شديد في رأسه و كأن قدميه لم تعودان تقدران على حمله لم يستوعب الأمر في البداية فتلاحقت الاسئلة في ذهنه
لاتنجب! ماذا تعني بلا تنجب!
مالذي حصل هي هذه حجة لتتركني لعلي لم اعجبها هل هي جادة حقا ؟
كان الجميع مصدوماً مما يسمع طارق و والدته و خالد امسكت الوالدة بيد ابنتها تهزها ما الذي تقولينه انت ماذا تظنين انك فاعلة
استلقت دينا على سريرها بعد ان اغلقت النافذة بإحكام فقد كان الجو يزداد برودة شيئا فشيئا مع تأخر الوقت اغمضت جفنيها و اطبقت تلك الرموش الحادة كأنها المداة تقطع بلحظها تجاهل الناظرين و تشد إليها كل ذي ذوق رزين و نامت على أمل ان يكون غداً يوم افضل و خاليا من كل ما يعكر صفو سعادتها استغرق الأمر بضعة دقائق قبل أن تغوص في نوم عميق و تبدأ الاحلام الجميلة تداعب قلبها الحاني و كأن الحروف قد فرت من الكتاب تلاحق اليد التي خطتها لتقدم لها عربون مودة و عرفان
و أما ريان فقد كانت في تلك الليلة لا تسطيع النوم فقد هجر النعاس عينيها و فر هارباً يحمل معه امانيّ و تأملات ريان في أن يكون خالد من نصيبها فقد شغفها حباً و ملئ اركان روحها عشقاً تجلس بجانب حوض ازهارها العتيق تخبرها بما قد جرى و تقص عليهن لحظات لم تسبق أن عاشت مثلهن مسبقا رغم ان الوقت متأخر و الظلام دامس إلا ان هذا لم يمنعها من ان تبوح بما جال في خاطرها
نهضت متجهة نحو غرفتها لتنا قسطاً من الراحة فغداً سيكون يوماً حافلاً يحمل في طياته اروع اللحظات التي لم تكن تتوقع انها سوف تعيشها على المدى القريب أو البعيد
دخلت ريان إلى غرفتها و افترشت لنفسها بعض البطانيات ذات الطبقات السميكة فالجو هذه الليلة بارد و لا تريد ان تمرض او يحول بينها و بين موعدها القادم أي شيء قدر الامكان
مر الاسبوع على عجل و حان وقت تحديد اليوم المهم يوم كتب الكتاب عند المأذون لتصبح ريان زوجة شرعية لخالد
جلست ريان و والدتها لتعلمها ماذا عليها فعله عندما يأتي المأذون و كيف تجيبه عندما يسألها
نظرت ريان لوالدتها و قالت بحزن قد اعترى وجهها وقالت : و لكن هل سيقبل بي خالد ؟
نظرت الوالدة لابنتها مستغربة و قالت : و لماذا لا يقبل بك و اين سيجد فتاة تماثل ربع صفاتك
ريان : اية صفات يا امي و هل نسيتي امر مرضي
الوالدة : لا لم انسى و لكن هذا ليس عيبا و لا ينقص من قدرك شيء ابدا
ريان : كيف لا و ربما..
سكتت ريان قبل ان تكمل كلامها و قد احست بضيق بالصدر يخنقها و يكتم انفاسها
ربتت الوالدة على كتف ابنتها بحنان و هي تقول : يا بنيتي هذا هو القدر لم يكن بمقدور احد ان يغير ما حصل
و لا يمكن لأحد ان يغير القادم فقط علينا ان نكافح و نترك الامر لله
ريان : لا ادري يا امي انا خائفة من ردة فعله اظنه سيتركني
الوالدة إذا كان يحبك فسوف يبقى معك و لو كان الامر يتطلب ان يترك الدنيا كلها من اجلك
ريان : و لكنه شاب كامل تتمناه اي فتاة لماذا ساظلمه معي و اشركه في المي و همي
الوالدة : و هل تظنين ان الحب و الزواج يعني غير ذلك
الحب هو ان توطني نفسك لموافقة هوى المحبوب و ظروفه و لو كان خالد لا يحبك فلا فائدة من الزواج من البداية اصلا
ريان : و هل اخبره برايك اليوم او انتظر بعض الوقت لعله يتقبل وضعي
الوالدة : لا ادري افعلي ما ترينه مناسبا لك و له
و لكن يجب عليكي ان تكون اكثر تفائلا و تماسكا هذه الليلة
فاليوم هو اول خطوة نحو مستقبل جميل لك و لخالد
هيا انهضي و جهزي نفسك قبل يأتي خالد و المعازيم و لا تجعلي هذه الليلة ذكرى حزينة في حياتك هيا
نهضت ريان و توجهت لغرفتها وضعت ذلك الفستان السكري اللون ذو الوردة البيضاء الكبيرة عند العنق الذي كانت قد اشرته بصحبة والدتها قبل يومين جلست على طرف السرير و هي تنظر لنفسها هل ستكون هذه الليلة امسية جميلة لا تنسى ام ستكون ندبة جديدة في الروح و قرحة في القلب
على كل حال ستكون ليلة لا تنسى في جميع الاحوال
نهضت ريان و ارتدت فستانها الجميل و جلست امام مرئاتها تصفف شعرها و تضع بعضاً من مساحيق التجميل والعطور
و من ثم ذهبت لغرفة المعيشة لتنتظر حضور خالد وعائلته و الشهود والمأذون حضر الجميع وجلسوا في غرفة الضيوف ريثما يصل المأذون جلس المأذون في منتصف الاريكة و على يمينه خالد و على شماله طارق ثم قال المأذون حسنا نبدأ على بركة الله
اين العروس؟
اجاب طارق : انها في هذه الحجرة
المأذون : حسنا نحتاج لنسمع موافقتها منها شخصيا ولو من وراء حجاب
نهض طارق ومعه المأذون وطرق باب الحجرة التي تجلس فيها ريان ووالدتها
و سأل المأذون : هل انتي ريان
ريان بصوت خافت : نعم انا هي
المأذون : هل تقبلين الزواج من خالد و يكون هو زوجك و شريك حايتك
ريان بنبرة يعلوها الخجل: اجل يا سيدي اقبل بملئ ارادتي
الماذون : و هل عندك اي شروط قبل ان نعقد القران؟
ريان تنطق بتردد : اجل عندي شرط واحد فقط
نظرت والدة دينا و هي تقف بجانب ابنتها بتعجب شرط شرط ماذا يا ريان
المأذون : و ما هو شرطك يا ابنتي
ريان : اريد ان اقوله لخالد على عجل لو لم يكن هناك مانع
المأذون : طبعا لا يوجد مشكلة
تعال ياخالد و استمع لما تقوله ريان
اقترب خالد و هو مستغرب فلم يكن يدري ماذا يحصل
خالد : و ما هو شرطك يا ريان
ريان : اريد ان اخبرك بأمر و بعدها انت ستقرر إذا كنا سنستمر في عقد القران أم لا
خالد : حسنا لا بأس سنستمر على كل حال تكلمي
ترددت ريان في التكلم و شعرت بنبضات قلبها تتباطئ شيئاَ فشيئاً و اعترتها غصة شديدة تكاد تغلق حنجرتها شهقت بقوة و اخذت نفسا عميقا ثم نطقت بصوت حزين منكسر
هل تقبل يا خالد ان تتزوجني و انا لا انجب الأولاد؟
خالد : ماذا تقصدين
ريان : كما سمعت كلامي واضح
شعر خالد يثقل شديد في رأسه و كأن قدميه لم تعودان تقدران على حمله لم يستوعب الأمر في البداية فتلاحقت الاسئلة في ذهنه
لاتنجب! ماذا تعني بلا تنجب!
مالذي حصل هي هذه حجة لتتركني لعلي لم اعجبها هل هي جادة حقا ؟
كان الجميع مصدوماً مما يسمع طارق و والدته و خالد امسكت الوالدة بيد ابنتها تهزها ما الذي تقولينه انت ماذا تظنين انك فاعلة