الفصل الرابع

سجينة الذكريات
الفصل الرابع
للكاتبة ندى محسن|White Rose

استفاقت هناء من احلامها فهي تتخيل انها تقم بصفعه لكنها لا تقوى على فعلها ارادت هذا بشدة لأنها تعلم انه ليس جيد ليس شخص سوي ابدآ وحديثه مع اروى جعلها تتأكد وتدرك ان مهمتها لن تكون سهلة...
-انا سأحضر الشاي لكم... الأن...
ذهبت للمطبخ وامسكت بالسكين اغمضت عيناها كانت ترغب في قتله كانت ترغب في غرز السكين بعنقه لينتهي امره لكنها تماسكت لن تقتله بتلك السهولة لم تشعر انها تمسك بالسكين بقوة حتى انها قد جرحت...نظرت لدماء يدها واغمضت عيناها ببعض الغضب
-سأقتلك يا نجدت لا محال...
غسلت يدها وقامت بعمل الشاي لهم وعقلها شارد عقلها ليس معها تتذكر اخاها ضحكاته مازالت تستمع اليها كوابيس تراها وهي مستيقظة يستنجد بها دائمآ دون توقف يرجوها ان تمسك بيده ليجعل حالتها تزداد سوءً انهت الشاي واخذته للخارج ارادت لو تلقيه بوجه نجدت فألمه سيشفي غليلها لكنها تمالك نفسها من جديد وضعت الشاي على الطاولة ولاحظ اياد جرح يدها
-انتي مجروحة اهتمي بجرحكي جيدآ وقومي بتطهيره
رفع نجدت عيناها من على الهاتف لينظر لها ويبتسم
-لا تبدين زكية يا فتاة بماذا عقلكي شارد
هزت رأسها بنفي وهي تتجاهل النظر له
-لا شيئ... لست شاردة...
ذهبت للمطبخ ترتبه وهي تفكر كيف ستوقع بأياد علية ان توقع به دون ان تتأذى لا تظن ان اغراءه سيأتي بفائدة ستحاول وستكون حذرة حتى لا تقع ضحية له لن تكون سهلة ومهمتها ليست سهلة ابدآ...

هبطت اروى وحالتها تزداد سوءً وجهها يظهر عليه الأرهاق ذهبت للصالون ليتعجب اياد
-ما الأمى ماذا بها؟
اخذ نجدت نفس عميق وتظاهر بعدم الفهم
-لا اعلم تلك الفتاة ستجعلني اجن حقآ لا وعلم ماذا يوجد بها...
نظر اياد له وظهر الضيق على وجهه
-اخبرتك عليها ان تذهب لطبيب نفسي وانت لم تستمع لي
نظر نجدت له بضيق
-توقف عن قول هذا ان استمرت بسماعك ستتوهم انها مريضة وانها ليست بخير اجعلها تشفى
هز اياد رأسه بعدم اقتناع
-انا لست مرتاح لما يحدث وان استمر الوضع هكذا انا سأءخذها بنفسي للطبيب سأذهب للعمل الأن
ذهب اياد ونجدت يفكر بما سيحدث وقف بعد ان تأكد انه بمفرده هنا لا يعلم ان هناء تراقبه من بعيد دلف للصالون وما ان رأته اروى حتى وقفت
-هل هو بخير
انفعل نجدت وهو ينظر لها
-لا تأتي بسيرته لا تغضبيني وتجعليني اقتله
اومات له عدة مرات وهي قلقة من ان يأذيه فلن تتحمل ان يتأذى بسببها كفى ما حدث وما يحدث له
-الا تنوي تركه وشأنه؟
ابتسم نجدت بتسلية وهز رأسه بنفي
-بصراحة لا انوي هذا...
اقترب منها لتبتعد بسرعة وخوف ملحوظ ليحاوط وجهها
-تكبرين شيى فشيئ يا صغيرتي ولكن عليكي الاعتناء بهيئتكي والنوم جيدآ حتى لا يلاحظنا احد لا نريد لفت الانتباه ام انا مخطئ؟
اغمضت عيناها وبدأت في البكاء ليبتسم بتسلية لا تليق سوا بشخص مريض مثله بينما هناء كانت تقف خلف الباب بقلق لا تعلم ما الذي يحدث بالداخل ولماذا يتصرف معها بتلك الطريقة اليست هذه اروى الذي احبها اخاها ما الذي حدث ليختلف كل شيئ عن حديث اخاها...
سمعت بكاء اروى وحديث نجدت بعيد كل البعد عن الأنسانية
-انا ارغب بأن تكوني زوجتي ولكن هذا مستحيل لكنكي تشعريني بالراحة احب هذا النوع من الفتيات المسالم والبريئ والرقيق ايضآ...
نظرت اروى له كانت صامتة لا تعلم ما الذي تقوله وكل شيئ ستقوله لن يمررها بل سيعاقبها عليه وسيعاني حبيبها اكثر سمعوا دق الباب لينتفض نجدت ويبتعد عنها
-من...
اجابتهم هناء
-اريد ان اسال انسة اروى هل ترغبين في تناول الطعام الأن لقد حضرته لكي عليكي ان تسرعي حتى لا يبرد ..
فتحت اروى الباب وخرجت وهي تشعر بالأمتنان لهناء
-اجل انا جائعة للغاية...
ذهبت لتأكل ونجدت احضر اوراقة الهامة وذهب ليباشر عمله بالخارج كانت هناء تنظر لها من حين لأخر تلاحظ انها لا تأكل وانها شاردة لا تعلم لماذا هي شاردة بتلك الطريقة لكنها تمسح عيناها بإستمرار حتى لا تبكي فتعلم هناء ما تقم به اروى علمت انها ليست بخير وان قلبها قد تحطم ربما اشفقت عليها وشعرت ان هناك الكثير لا تعلمه هي ربما تعاني تلك الفتاة هنا معهم وهذا ما يجعل حالتها تزداد سوءً فلم تراها هادءة بل هي دائمة البكاء...
-هناء اخبريني لماذا قمتي بإستدعائي؟
ابتسمت هناء بثقة
-شعرت انكي تريدين هذا ففعلتها
ابتسمت اروى بإرهاق شديد
-انا كنت بحاجة لهذا حقآ لا تعلمين كن كنت احتاج لهذا حمدلله وشكرآ لكي
-ما الذي يحدث هنا؟؟ لماذا يتصرف معكي اباكي بتلك الطريقة؟
انفعلت اروى ووقف بغضب شديد
-يكفي لا تقولي ابي هو ليس اب ابدآ هذا الحقير من المستحيل ان يكون ابي
رأت كيف كانت هناء تنظر لها والكثير من التعجب على وجهها لكنها تذكرت تهديد نجدت لها ان تحدثت لن يغفر لها لن يرحمها لا هي ولا مروان ذلك الشاب البريئ الذي القاه القدر في طريقها ظنت انها ستكون قوية وستقم بحماية علاقتهم ظنآ منها ان والدها لن يأذيها مهما حدث لكنها كانت مخطأة بل اكبر مغفلة...
-لا تتدخلي بشيئ يا هناء فقط افعلي ما اقوله...
نظرت هناء لها ارادت لو تقم بسحب شعرها وصفعها فتلك العائلة مؤكد هي مجنونة...
هبطت يسرا بعد قليل وكالعادة تناولت طعامها وجلست على هاتفها تتابع احدث صيحات الموضة ليزداد عدد الفساتين لديها غافلة عن كل ما يحدث حولها
-هل تودين شيئ محدد اليوم؟
سألتها هناء لتهز رأسها بنفي
-لا اسألي اروى... فأنا اريدكي ان تهتمي بأمرها قليلآ اسألبها ماذا تود ان تأكل...
اومأت هناء لها بينما يسرا كانت تأكل بهدوء

مرت بضع ساعات وجدوا احدهم يدق الباب وفتحت هناء لتجد رجل غريب امامها
-عذرآ من تكون؟
اقتربت يسرا وهي تشير لها
-ادخليه يا هناء هذا انس خطيب اروى تعالى يا انس
دلف للمنزل وذهب ليصافح يسرا ويتبادلوا السلام فتتحدث يسرا الى هناء
-اين اروى يا هناء؟؟؟
اشارت هناء للأعلى
-بغرفتها
اومأت لها
-حسنآ اخبريها ان تهبط هيا
صعدت هناء وقامت بدق باب غرفتها لتأذن لها بالدخول
-ما الأمر هناء؟
رأتها هناء كما اعتادت عليها اثر دموعها على وجنتيها..
-اخبرتني والدتكي ان اناديكي فأنس خطيبكي بالأسفل
اومأت اروى لها وقد بدت حزينة غير راضية عن مقابلته هي حقآ كانت سترفض ولكنها تذكرت نجدت لا تريده ان يتلكك لها لتهبط وبأي حال هو لا يضايقها
-هل هناك شيئ ما؟
سألتها هناء ونظرت اروى لها
-لا شيئ لا يوجد شيئ...
لا تعلم لماذا لا تريدها هناء ان تهبط شعور بداخلها فلا يهمها حالة اروى لكنها تتذكر ان مروان كان يحبها وكان لا يريد الزواج بغيرها
-ان كنتي لا تودين ان تهبطي اخبريني...
نظرت اروى لها واومأت على الفور
-لا اريد ولكن ماذا ستفعلين
رفعت كتفها للأعلى ببساطة
-سأخبرهم انكي نائمة واني لا اريد ازعاجكي فكنتي تودين النوم وكنتي مرهقة...
ابتسمت اروى واومأت لها
-حسنآ افعلي هذا اذآ
هبطت هناء وهي تفكر بتلك الفتاة ما حكايتها يبدو انها لا تعيش حياة سهلة ابدآ...
-عذرآ مدام يسرا هي نائمة لقد كانت متعبة منذ قليل لذلك لم ازعجها واجعلها تستيقظ...
اومأ انس وقد فهم انها لا تريد رؤيته من جديد
-انا اسف ولكن هل يمكنني الصعود لها؟
اومأت يسرا
-اوصليه لغرفتها يا هناء
صدمت هناء هل يدخل لغرفتها بتلك البساطة كيف!
سار انس امامها لتذهب معه وهي غير راضية عن كل ما يحدث دق الباب لتأذن اروى بالدخول فينظر لهناء
-الكذب ليس جيد ابدآ يا فتاة...
ابتسم لها ومن ثم دلف لغرفة اروى الذي صدمت بوجوده
-انت ماذا تفعل هنا؟ كيف تتجرأ وان تصعد لغرفتي...
اقترب انس وقف امامها
-انتي تعلمين جيدآ اني لا احب هذا ان تتهربي مني هذا سيجعلني اجن ولن اسمح بأمر كهذا ابدآ تفهميني
اغمضت عيناها بضيق ارادت لو تطرده لكنها فكرت في نجدت لن يعجبه هذا فهو يردها ان تكسب هذا الرجل حتى تقوى الصداقة بينه وبين اباه ويزداد نفوذه لا تعلم الى اي مدى سيصل هذا الرجل..
-ماذا لا تردين؟
-اجعلنا نهبط ونجلس بالأسفل
ابتسم ببرود وهو يجلس على السرير
-لا اعجبني الجلوس هنا هيا اقتربي واجلسي
انفعلت اروى
-ان تماديت انا سأصرخ...
تعجب انس ونظر لها
-من تظنيني يا فتاة لماذا تفكرين في بتلك الطريقة انا احبكي يا اروى ليس صعب عليكي ان تفهمي هذا لكنكي حتى ترفضين الفهم
اخذت نفس عميق واغمضت عيناها بضيق شديد وقف امامها
-انا احترم نفسي احترمها كثيرآ لكني مازلت متمسك بكي لأني لدي امل ان تتفهميني وتعطي لعلاقتنا فرصة لا اعلم لماذا وافقتي منذ البداية ليتكي رفضتي حتى لا اتعلق بكي اكثر..
نظرت له وهزت رأسها بنفي وضيق لينفعل
-انتي ماذا بكي لا افهم ما هذا البرود
انفعلت اروى هي الأخرى
-انت لا تعلم ما الذي امر به لذلك كفى انا لا اتحمل حتى الحديث الأن سأتحدث معك يا انس اعدل ولكن عندما اكون بخير...
امسك انس بيدها وقد ظهر عليه الحزن
-اخبريني ماذا بكي يمكنني مساعدتكي اخبريني ما الأمر لا تحزني ولا تتحملين كل هذا الضغط وحدكي يمكنني مساعدتكي...
ابتلعت ما بحلقها وشعرت بالقلق لما هي مقدمة عليه شعرت انها ستظلم انس معها لكن عليها ان تخلصه
-انا سأتصل بك الأن سأقل لك شيئ ما لكنه امر في غاية الخطورة والسرية حتى ان ابي لا يعلم به فأن علم سيمنعني وسيشعر بالقلق واتمنى ان تتفهمني انت ولا تفعل مثله اريدك ان تثق بي...
اوما انس لها
-حسنآ لا مشكلة تحدثي
اخذت نفس عميق
-الأمر متعلق بأخ صديقة لي تورط مع احد الرجال من ذوات السلطة والنفوذ دبروا له حادث والجميع توهم انه انتهى في ذلك الحادث وانفجر جسده لكنهم علموا انه بمكان ما ينتقموا منه الرجال بطريقة بشعة وقد جعلوه مدمنآ حتى يستطيعوا السيطرة عليه لا شيئ بيدهم فهم فقراء وليس لهم ظهر هنا... انت تفهمني
اومأ انس بعدم تصديق
-كيف لشخص ان يكون منعدم الضمير بتلك الطريقة لا اصدق
اومأت له وهي تنظر له بتركيز تتأكد انه لم يشك بأمرها وبالفعل هو لم يشك بها لتطمئن قليلآ وتقرر ان تستعين به لإنقاذ مروان مهما كلفها هذا عليها فقط ان تطمئن عليه فحياتها ليست مهمة وان كان نجدت محق هذا ليس مكانها ولا تنتمي اليه..

#يتبع
للكاتبة ندى محسن|White Rose
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي