الفصل الثاني

حينما وصلت الي عملها المؤقت، قابلها مديرها بجفاف، وبعد اسطوانة طويلة عن التأخير والالتزام والتهديد بخصم يوميتها الضئيلة، تركها لتعود الي عملها في المطبخ، تتصارع هي والكثير الكثير من الاطباق والأواني المتسخة، وكلما تنفست الصعداء لانتهائها من الاكوام التي كانت تتكدس أمامها، يعود زملائها بالعمل محملين بالمزيد من الأواني المتسخة، لتشعر بأنها ما زالت في البداية، ولن تنتهي ابداً.

نظرت اليها روبي مشفقة عليها، وقالت وهي تقترب منها لتساعدها قليلا:

لا أدري لما ترضين بهذا العمل الشاق؟! كان عليكِ قبول عرض المدير بالعمل كنادلة، على جمالك النادر هذا كنت ستحصلين على بقشيش جيد!

تنهدت لونا بتعب وهي تعترض على كلمات رفيقتها، صحيح ان العمل كنادلة له مميزات رائعة، الا انه لا يناسبها من عدة نواحي، أولا هي لا يمكنها ارتداء هذا الزي الفاضح الذي ترتديه النادلات، وهو عبارة عن تنورة قصيرة جدا، ومشقوقة من الخلف، وقميص دون أكمام واسع الصدر بحيث يكشف عن نهديها أكثر مما يخفي، ومن عند الخصر يربط بعقدة على شكل فيونكه، مرتبة تظهر خصرها النحيل الممشوق بشكل واضح للعيان.

وثانياً وهو الأهم، انها كانت تخشى لقاء احد زملائها في الجامعة بالمطعم، فلا احد يعلم بوضعها المادي وكيف تعيش، فقد ابقت هذا الأمر سرا حتى عن أقرب صديقاتها، والثالث والأخير، وهو خوفها من تحرش الرجال بها وتملقها ومحاولة شرائها بالمال من اجل ليلة متعة رخيصة هي في غنى عنها.

فقد عملت في اماكن كثيرة قبل حصولها على هذا العمل، وجميع من عملت معهم ارادو منها نفس الشيء وحينما كانت ترفض، كانو يعمدون الي اهانتها وطردها من العمل لديهم، هذا الرجل الحالي الذي تعمل لديه، لا يستطيع الاستغناء عنها وهذا لمهاراتها وسرعتها في اداء وظيفتها، كما انه لا زال لديه املا في ايقاعها بشباكه، لذا يبقيها امام عينيه دائما، مرة يغازلها، ومرة يعنفها، ومن ثم يعود لاسترضائها وابقائها بالعمل، ولكن نظراته الشهوانية الى جسدها، كانت دائما تفضحه، ودائما تجعل لونا تتعامل معه بحذر وتعقل، كي لا تخسر العمل لديه فتعود الي اللف في الشوارع والمحلات بحثا عن عملا آخر.

لا بأس بعملي في المطبخ، فأنا أكره ان أكون تحت المجهر لكثير من العيون المتلصصة، او الوقحة.

هزت روني كتفيها بلا مبالاة، على الاقل قد حاولت، روني كانت فتاة بسيطة وعفوية، كل ما يهمها هو جني المال فقط وامضاء اوقات سعيدة مع الاصدقاء او عشاقها الكثيرون، الذين كانو بالأصل زبائن للمطعم نفسه، فهي تعتمد كلية على جسدها لحصولها على البقشيش، وتتعمد الدلال كثيرا والانحناء كثيرا امام العيون الجريئة والوقحة التي تلتصق بها، وان كانو مرتبطين فيكونو صيدا سهلا لها، اذا انها تحصل على المال منهم بسهولة اكبر وتخرج من حياتهم ببساطة مشددين عليها ان لا تفضحهم ولا تبحث عنهم مجددا، وهذا الوضع كان يناسبها كثيرا، فهي لا تحب الالتزام، هي كما قالت لها مرة في الماضي:

"أنا كالفراشة، احب التنقل من زهرة لزهرة وارتشاف رحيقها بدلا من التقيد بزهرة واحدة ينفذ رحيقها ويبهت جمالها، انا لم أخلق لرجل واحد فقط"

أنهت لونا عملها بسرعة واتقان، نظرت الي الساعة وقد قارب الوقت على منتصف الليل، تنهدت براحة وهي تنظر الي عملها المنجز، نزعت عنها الملاءة الخاصة بغسيل الأواني وذهبت الي مديرها كارلو الذي كان جالسا يقوم بحساب دخل المطعم لهذا اليوم الطويل، نظر اليها بفظاظة حينما وقفت أمامه، وقد فتحت كفها تماما امام وجهه مطالبة بحقها لهذا اليوم الشاق، وكانت ابتسامتها اللطيفة كفيلة بامتصاص غضبه وتخفيف حدته قليلا، ابتسم بتملق وهو يعد المبلغ الذي سوف يسلمه لها، ومن ثم قال بخبث:

ما رأيك ان أدفع لكِ الضعف؟!

آه! ها قد عدنا، حافظت على ابتسامتها مكانها بصعوبة، قالت برقة مصطنعة، مخفية خلفها مقتها وكرهها له ورغبتها بالصراخ به بأعلى صوتها "يا رجل! ألا تمل ابداً".

سيعجبني هذا بالتأكيد! ولكن! ما المقابل؟!

ابتسم كارلو وهو يحدق بها بوقاحة من رأسها حتى أخمص قدميها، وهمس برغبة متأججة، والنار تشتعل في عينيه:

أنتي تعلمين جيدا ما هو المقابل يا عصفورتي، فأنا بانتظار قلبك القاسي ان يلين!

ولوح بضعف المبلغ أمامها، آملا ان يكون نجح في اغوائها واقناعها، نظرت لونا الي المبلغ الممسك به بيده، وبابتسامة ملتوية ضجرة، اخذت عن الطاولة المبلغ المعتاد الذي يعطيها اياه يوميا، وقالت وهي ترمي له قبلة مودعة في الهواء:

لا تنتظر! تشاو!

غادرت المطعم وتركته خلفها يتميز غيظاً وغضباً، ولكن ماذا يفعل؟ ما باليد حيلة، عليه احتمالها لأنها الأفضل، فهو من يوم بدأت العمل عنده وهي نشيطة وتنجز اعمالها بسرعة، حتى لو تأخرت، حتى لو تكدست الاواني أمامها لا تكل ولا تمل ولا تشكو ابدا، عدا عن انها تأخذ مبلغ قليل مقارنة بغيرها.

اه كم تكره الظلام الدامس، عليها ان تقطع مسافة طويلة لتصل الي موقف الحافلات، كان الطريق مليء بالسكارى والعاهرات والقوادين، في كل مرة كانت تضطر فيها للمرور من بينهم كانت تحمد ربها وتشكره الاف المرات على خروجها سالمة، لحسن حظها فقد استطاعت تجاوزه هذه المرة بسرعة أكبر ودون ان تلفت الانتباه مثل كل مرة، تنفست الصعداء وهي تستقل الحافلة كي تعود الى دفئ وأمان بيتها.

تسللت بهدوء داخل المنزل كي لا تزعج والدتها وأختيها الصغيرتين، تقدمت منهم ببطىء لتطمئن عليهم، ومن ثم دثرتهم جيدا بالغطاء وتسللت خارجة بهدوء تماما كما دخلت، كانت والدتها تتشارك سريرا واحدا مع اخواتها، فقد اعتادت والدتها النوم في المنتصف بينما كل من اختيها تنام على الجانبين يمينا ويسارا، اما بالنسبة للونا.

فهي لم تحتاج سريرا يحتويها قط منذ موت والدها الحبيب، كان تلقي على الارض اي خرقة وتنام فوقها بهدوء، دون حتى ان تتقلب ولو لمرة واحدة، وهذا بسبب تعبها طوال النهار، ولكنها اليوم لن تستلقي ابدا، فعليها مراجعة الدروس التي أخذتها اليوم، وأيضا عليها تحضير النقاط التي لم تستطع فهمها جيدا، كي تطالب الدكتور بإعادة شرحها لها، صنعت فنجان من القهوة السوداء وحضرت ساندويش صغير كي تسكت معدتها المتذمرة، وأغرقت نفسها بالدراسة على ضوء المصباح االخافت.

كانت تمشي بخطوات متثاقلة، فهي لم تأخذ كفايتها من النوم، عدا عن شعورها بالتعب الشديد، حتى انها لم تنجز كل ما أرادت تخضيره، فقد أنهكها التعب والنعاس، ولم تدري كيف غرقت بالنوم، تنهدت لونا متثائبة، وهي تفرد ذراعيها متمغطة، آه كم تشتهي فنجان من القهوة، فقد غادرت على عجل كي تصل بالموعد المحدد، نظرت الي ساعتها، لقد تبقى على موعد المحاضرة عشرة دقائق، سارعت لونا لشراء كوبا ورقي من القهوة الساخنة، كي تستطيع تناوله في طريقها الي الجامعة

زمجرة سيارة مسرعة اخترقت مسامعها، التفتت بسرعة للخلف لتجد سيارة فيراري حمراء دون سقف، وقد أطل منها ثلاثة طلاب من كليتها، كانو يهتفون ويصرخون عليها ساخرين كي تبتعد عن طريقهم، عبست لونا وهي تمعن النظر لتعرف هوية السائق الطائش، الذي يقود بهذه السرعة دون مراعاة لحرمة الجامعة او الطلاب الذين يدرسون بها، وحالما اصطدمت نظراتها بعيونه الحادة الساخرة، فغرت فمها بذهول وأسقطت فنجان قهوتها الذي بالكاد تذوقته لينسكب فوق الأرض الصلبة، كان يتقدم نحوها بسرعة هائلة، ولا يبدو عليه انه ينوي التوقف، وهي تسمرت في مكانها، قدميها لم تستطيعا التحرك من مكانها من الصدمة والخوف معاً، وحالما أوشكت السيارة على الاصطدام بها أغمضت عيناها بسرعة مستسلمة لقدرها، وقد ارتفعت يديها، بردة فعل لا ارادية لتحمي وجهها من بطش ذلك الطالب المغرور وتهوره.

لم تعرف هل صرخت أم أتت الصرخات ممن حولها، أخذ صوت السيارة يبتعد دون أن تصطدم بها، وشعرت بيدين حانيتين تحيطان بها، لونا كانت خائفة مرتجفة، حتى انها لا تعلم كيف ومتى دمعت عيناها، فقد راقبت شريط حياتها ينتهي بسرعة وقسوة، رأت أخواتها وقد تشردن بعد موتها، وقسى عليهم الزمن، رأت والدتها احتد عليها السقم وأصبحت طريحة الفراش، عز عليها ان ترحل عنهم دون ان تستطيع فعل شيء لهم، فغمرتها دموع الحزن والأسى عليهم وليس على نفسها، أخذت الايدي الحانية التي احتضنتها تربت فوق ظهرها بلطف، وتملس شعرها الناري المجدول برقة:

لا تخافي يا صغيرتي، لقد انتهى، انتي بأمان الآن.
ومن الصوت عرفت انه استاذها لمادة العلوم الطبية، ازاحت يديها ببطىء عن وجهها الغارق بالدموع، وحالما فعلت غرق هو ببحر عينيها الخضراء اللامعة، كتم انفاسه وهو يغوص عميقا في رونقهما، لتتغلغل الي روحه وتخترق حصون قلبه، الذي خضع لها من أول نظرة، تملصت لونا من بين ذراعيه المواسيتين محرجة، حينما لاحظت التفاف الطلاب حولهما، ونظراتهم كانت ما بين معترض وحاسد، ومتعاطف، لملمت شتات نفسها وهمست بصوت غص بنوبات بكائها المكتومة:

أنا بخير! شكرا لك.

ركضت اليها كاتي، خائفة حالما وصلتها الأخبار، اخذتها بين ذراعيها قلقة خائفة عليها، وأخذت تصرخ وتتهدد وتتوعد:

صديقتي هل انتي بخير؟! ذلك الوغد المعتوه، ايعتقد حياة الناس لعبة بين يديه؟! كيف يجرؤ ذلك المدلل على فعلته الشنيعة تلك؟!

همست لونا وهي تحاول ان تتمالك نفسها، فهي لا تريد اثارة البلبلة حولها، فمما عرفته سابقا، بأن ذلك المدلل يفعل ذلك بكل بساطه لان لديه الصلاحيات، ولا احد يجرؤ على الوقوف في وجهه:

أنا بخير كاتي، لا داعي للقلق! فقط سأذهب لأغسل وجهي كي ألحق المحاضرة.

نظرت الي استاذها الذي أخذ يحدق بها مبهورا بجمالها الهادئ النادر، وهمست برقة راجية:

أسفة لتأخيرك عن المحاضرة، فقط استأذنك بدقيقتين، وسألحق بك على الفور!

وهنا أدرك جون انها احدى طالباته، يا الهي كيف لم يلاحظها أبدا؟! سألها بلطف وفضول:

أنتي احدى طالباتي؟! بالتأكيد الدفعة الجديدة!

هزت لونا رأسها موافقة، بينما انطلقت كيتي تشرح بسرعة:

أجل نحن طلاب الدفعة الجديدة، لونا في كلية الطب والعلوم، وانا في كلية الهندسة، وهذه سنتنا الأولى في هذه الجامعة.

هز رأسه متفهماً، ونظر الي فنجان قهوتها المسكوب أسفل قدميها، وقال بلطف شديد:

بهذه المناسبة السعيدة لتعارفنا، سأدعوكما لشرب فنجان من القهوة، أذهبي لتغسلي وجهك وانا سأنتظركم في مقهى الجامعة.

هتفت كاتي بحماسة، بينما لونا اعترضت برقة:

انه موعد المحاضرة، لن اكون السبب في الغائها.

اعترض جون ليطمئنها برقة، فقد لاحظ انها ما زالت ترتجف بسبب تصرف ذلك الأخرق:

آه صدقيني لست السبب في الغائها ابداً، فأنا لم اتمالك نفسي بعد من هول ما رأيت ولا اعتقد انني سأتمكن من شرح اي درس في حالتي هذه، لا تقلقي المحاضرة لن تلغى، فقط سأؤجلها الي ما بعد شرب القهوة.

في المرحاض كانت كاتي ما زالت غاضبة مما حدث، وطوال فترة تواجدها مع لونا وهي تشتم وتلعن فرانكو المدلل على استهتاره بحياة الناس من حوله، انهت لونا غسيل وجهها وجففته بورق نشاف، وأعادت ترتيب هندامها، ومن ثم رسمت ابتسامة لطيفة فوق وجهها البريء، وسألت ممازحة صديقتها بدلال:

انظري اليّ! هل أبدو وكأنني كنت على حافة الانهيار قبل لحظات؟!

ابتسمت صديقتها برقة، وقالت بحنان ممزوج مع الدهشة:

أنا لا أفهمك حقاً! كيف حصلتي على هذه الشخصية الرائعة بداخلك؟! كيف يمكنك الابتسام بعد تصرف ذلك الند...

قاطعتها لونا وهي تضع كفها فوق فم صديقتها تردعها عن الشتم والسب، لانهما لم تعودا وحدهما بالمرحاض، وخشيت ان ينقل احد المتملقين، حديثهم الى فرانكو، كي يكسب وده، حينها سوف تتأذى صديقتها بسببها، وهي لن تسمح بذلك، غمزت بعينيها لصديقتها، بإشارة نحو المتطفلين الجدد الذين اقتحموا خلوتهما، ومن ثم سحبتها للخارج.

كاتي فلتستمعي الي! ذلك الندل الحقير، لا يمكننا التغلب عليه، انه اقوى منا، ولا يمكننا معاداته او محاسبته على افعاله، دعينا ننسى تصرفه الحقير، ونتجاهله كي لا يعترض طريقنا، لقد اتينا الي هنا، لهدف ولن نخرج من هنا دون تحقيقه، اتفقنا؟!

ابتسمت كاتي بحماسة بعد اقتناعها بكلام لونا، بينما تنهدت لونا بسعادة لأنها شدت من عزيمة صديقتها، وذكرتها بالوعد الذي تعاهدتا عليه، وانطلقتا يدا بيد، الي حيث ينتظرهم استاذها لمشاركتهم فنجان القهوة.
كان استاذها مبهورا بها وبذكائها، ففي الدقائق القليلة التي أمضاها برفقتها، أوضحت له كم هي طالبة مجتهدة وذكية، وأخذ على عاتقه متابعتها ومساعدتها في معلومة لم تفهمها، وغفيوتا كانت سعيدة ان استطاعت اثارة اهتمامه، فهي تتوق لتشرب العلم منه حتى ترتوي تماما، قالت كاتي بغيرة مصطنعة:

هذا ليس عدلا، تجعلانني ارغب بإلقاء نفسي تحت عجلات سيارة مسرعة كي انال اعجاب استاذي.

اتسعت عينا لونا بصدمة من عفوية صديقتها الجريئة وتمنت لو تنشق الارض وتبتلعها، ولكن اتت كلمات جون لتسعفها وتنتشلها من حرجها:

لا علاقة للحادث بذكاء صديقتك يا كاتي، كل ما عليكي ان تبهري استاذك بذكائك ورغبتك بالتعلم، وصدقيني سوف تحظين بإعجابه واهتمامه أيضاً.

ابتسمت كاتي محرجة وقد ادركت متأخرة الموقف المحرج الذي وضعت به صديقتها، ولتدارك الوضع وكي تخرجهم من دائرة التوتر التي احاطت بهم، قالت بدلال وتشوح بيديها يمينا وشمالا بطريقة مضحكة:

أفضل القاء نفسي تحت عجلات سيارة، على ابهاره بذكائي، لأني واثقة فيما لو حاولت ان أظهر له ذكائي الخارق، سيصاب في الحال بجلطة قلبية مفاجئة ويصبح في خبر كان.

لم تتمالك لونا نفسها وقد اتسعت ابتسامتها لتتحول الي ضحكة سعيدة رنانة، بينما حذا حذوها استاذها وكيتي، التي كانت سعيدة لأنها تداركت الوضع المحرج الذي فرضته عليهم بعفويتها وسذاجتها.

كانت تشعر بوخزات في ظهرها وعنقها، وخزات حادة وعميقة تخزها من الخلف وبقوة، التفتت لونا لترى سبب هذه النخزات التي تصيبها، لتصطدم عيناها الضاحكتين، بوجه فرانكو الحانق الغاضب، كان يجلس على بعد طاولتان منها، يحدق بها وكأنه نادما لأنه لم يصدمها حقا.

اشاحت بوجهها بعيدا عنه، وقد شعرت بالتوتر والضيق، الذي داهماها في كابوس الأمس، لاحظ جون تعابيرها المنزعجة، أمسك بيدها كي تحول انتباهها اليه، وقال بابتسامة مطمئنة:

لا تخافي! سوف أتحدث للمدير بشأن ما حدث اليوم، حتى لو كان والده اهم داعم لهذه الجامعة، لا يحق له الاستهانة بأفرادها.

سحبت يدها محرجة وهي تهز رأسها رافضة، فهي لا تريد أن تتصادم معه مجددا لأي سبب كان، وقفت لتستأذن:

حقا لا داعي لأن تزعج نفسك بهذا الشأن، بالإذن منكم!
وأسرعت بالذهاب، دون ان تنتظر منه ردا، تلك النظرات التي تحدق بها جعلتها تشعر بشعور سيء، لا تدري لماذا ولكن على ما يبدو انها ضغطت على الضوء الاحمر دون أن تقصد، نظرت الي ساعتها فقد تبقى على موعد المحاضرة نصف ساعة فقط، ولم تعرف اين ستقضيها، وبالنهاية قررت الذهاب الي المكتبة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي