رحله الى المجهول

Faridaahmed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2025-04-12ضع على الرف
  • 51.5K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1تخرج العبقري، بدايه رحلته مع

"البداية"
في أحد أحياء مصر القديمة، داخل إحدى الفيلات القديمة، نامت امرأة بجانب طفلها الصغير "كرام"، الذي كان مريضًا جدًا، ونجت من ولادة صعبة.
نظر الأب بحزن إلى طفله الضعيف الهزيل، ولد مريضًا بثقب في القلب، تم حجزه ستة عشر يومًا في حضانة المشفي، اليوم أتت عائلته لأخذه إلى المنزل، دخل أطفاله الآخرون

حمل "زياد" و "حبيبة" أخيهما الصغير، فقبلوه بحب كبير، مرت السنوات كان "كرام" مختلفًا عن أخواته، ومرت السنوات، كبر الطفل المنطوي، تزايد انطوائه مع الوقت، لكنه لايزال طفل نادر ومميز، لكنه كان دائمًا وحيدًا، لم يترك مجالًا لإخوته. اللعب معه، لم يتحدث كثيرا مع شباب في مثل سنه.

"داخل منزله"
تجمعت العائلة علي سفرة العشاء معا كالعادة، يتحدثون، يتسامرون، يضحكون، لكن "كرام" لا يشارك الأحاديث المختلفة، تدعوه الأم لأخذ رأيه في شيء يتحدون فيه، لكنها تجده يتجول في معظم الأوقات، أو منطوي وحيداً أمام الشاشه الذكية، يشاهد قناته المفضلة"ناشيونال جيوغرافيك" يقضي أمامها وقت طويل من الزمن.

موقف آخر أثناء وجودهم داخل حديقة الفيلا، يلعب إخوته وهو جالس بمفرده، يناديه"زياد"و شقيقته ليشاركوه لعبهم أثناء تجوالهم، لكنه دوما يتركهم ويذهب بعيداً تجاه البركه الصغيرة التي صنعها والدها خصيصا لوالدته كهديه بعيد ميلادها.

يتجول"كرام" يمسك أغصان الشجرة، ويبني بها منزلًا صغيرًا، رأى إخوته المنزل مصنوعًا من الخشب.

لقد أحبوه كثيرًا، اكتشف الأب والأم أن ابنهما، على الرغم من انطوائه، لديه موهبة نادرة وذكاء نادر يميزه، رآوا أنه طفلاً ذكي من نوع خاص.


لكن ذكاءه لم يساعده كثيراً في حياته اليومية مع أسرته او أثناء يومه الدراسي، في مدرسته يسأله الأستاذ سؤالاً وهو يعرف الإجابة، ينظر إلى زميله في خوف

يصرخ الأستاذ عليه للرد، كان خائفًا ومخنقًا عندما لم يتكلم، تعرض للضرب والإهانة على العلن أمام كل أصدقاءه في الفصل، كان الجميع يوبخه، استهزأ به المدرسون وأصدقائه، جعلوه حزينًا، وحيدًا ،مكتئبا أكثر و أكثر.

مرت سنوات على الثانوية العامة "كرام" نجح بأمتياز،
في القاعة الرئيسية للفيلا، تحتضنه والدته، لكنه لا يبالي بفرحها. قالت له بسعادة:
_مبروك حبيبي مبروك، كنت أعلم أنك ستنجح وترفع رؤوسنا جميعًا.
قال الأب بحماس وكبرياء:
_ ها هو بطلي، تحدث يابطل، هل أنت مستعد لدخول الكلية؟ هل أستقريت علي واحدة بعد؟

قالت الأم بثقة:
_ الطب طبعا يجب ان يدخل كلية الطب، ليشرفنا جميعاً، سأبقي والدة الطبيب.

تذمر شقيقه كالعادة وهو يقول بحماقة:
_ لا أفهم مدى سعادتك. لماذا ألم أنجح أنا وشقيقته مثله ودخلنا الكليات التي تكرمك أيضًا؟
نظر إليه والده بتأنيب.

طفح كيل"كرام" من مضايقه اشقاءه له علي الدوام، لم يتركا فرصه إلا وقاما بأستغلالها كي يضايقونه، ويتنمرون عليه اقترب منه"كرام" وقال له بفارغ الصبر:
_ ليسوا سعداء بي، إنهم سعداء، لأنني أفسدت نوايا الناس، ولم أخرج كخاسر كما تروني جميعًا.

زمت والدته شفتيها بإحكام، قالت له لتغير مجرى الحديث، أيضا لعدم تطور الأنفعال بينهم وإفساد هذه الحفله البسيطة التي وضبتها لأجل"كرام"فقط:
ـ حسنًا، لماذا لم تقل أي كليه ستختار؟ ماذا قررت بهذا الشأن؟

نظر إليها"كرام" ببرود. وأضاف بإيجاز:
_عندما أقرر، سأبلغك.

تركهم ودخل الفيلا "زياد" حدق في والده، ووالدته ساخرًا "حبيبة" التي قالت أخيرًا:
_ هل تظنين انه إذا نجح سيكون عبقري؟ ابنك المدلل الصغير هذا فاشل وسيكون فاشل لا محاله.

غضب الأب من استهزاء ابنته بأخيها، صرخ فيها:
_ حبيبه يكفي هذا،هذا قولا خاطيء في حق أخيكي، انه شاب فريد من نوعه، فلماذا ترينه فاشلا؟ لأنه وحيد دائما لأنه ليس لديه أصدقاء، لأنه لا يفكر في الأمور التافهة كالشباب في مثل سنه، لأنه لا يسهر ولا يرافق الفتيات فماذا يعني الفشل هذا؟

نظر"زياد" إلى أخته بنظرة هادفة، أي أن والدهما لم يفهم بعد. وأضاف ساخرًا:
_حقا أبي كل ما قلته هذا ولا تراه فاشلاً، لطالما كان ابنك يسبب لي الإحراج أمام الجميع، أتذكر حفلة عيد ميلادي عندما قدم لي هدية روبوت للأطفال وقال انه اخترعه خصيصًا لي، تسبب في أستهزاء الجميع بي، جعل مني أضحوكة أمام أصدقائى وصديقتي المقربة، حقا تخبرني الأن انه شاب فريد ومميز، لا، لا أظن ذلك، أنه مصدر إحراج لنا جميعاً.

قد حزنت الأم على غضب الأخوين على بعضهم البعض بهذه الطريقة المؤسفة. وأضافت تقول ل"زياد" توبيخًا:
_ بني هذا الحديث عمره ست سنوات وما زلت أتذكره.

ثارت"حبيبة" بدهشة وسخرية، بعد أن تذكرت تفاصيل هذا اليوم الساخر، أضافت بسخط:
_ما حدث يومها شيئا لن ننساه، ابنك تسبب في أن أصدقائنا يضحكون علينا ويسخرون منا لبقية العام في المدرسة.

نظر الأب والأم إلى بعضهما البعض، أنزلوا رؤوسهم إلى الأرض، متذكرين تفاصيل هذا اليوم المشؤوم، بعد أن حوله "كرم" إلى كارثة لا تُنسى.

"في غرفة نوم كرام"
"كرام" تعمق في تفكيره الذي جعله يرقد على سريره ويفكر أي كلية سيختار، فجأة قام وقال بصوت عال في نفسه:
_إنه وقتها.

"في غرفة طعام الفيلا"
علي مأدبة الغداء، تتحدث فجأة"كرام" قائلا بحماس مندفع:
_لقد توصلت لقرار أكيد، عرفت اي جامعة سألتحق هذا العام.
نظر إليه الجميع منتظرين أن يكمل كلامًه دون أن يقاطعوه، أردف قائلا بحماس:
_ انا ذاهب الى كلية البحث العلمي، أريد ان اكون مخترع.

سئم زياد نكات أخيه غير المقبولة، وأضاف بشدة:
_نعم يا أخي، أنت تمزح، أليس كذلك.

لم يصدق الأب ما قاله "كرام"، قال بتوتر:
_ماذا تقول يا بني؟
"حبيبة" أيضا لم تلتزم الصمت، قالت بعصبية:
_ أوه، هذا ما كان ينقصنا، تريد فضحنا أمام الناس، أتريد أن تجعل الجميع يسخر منا مجدداً، ألا يكفينا ما عانيناه بسبب تصرفاتك طوال تلك السنوات الماضية، فهذا لا يكفي لـ-

قاطعها "كرام" أثناء قيامه من مقعده وهو يتجاهل تذمرها و إهانتها له:
_حسنا، لقد اخترت، أريد أن أبقى مخترعا. هذا ما أحبه وسأنجح فيه، وغدًا سأثبت لكم أنني لست فاشلاً.

"داخل المحتبر ببدروم الفيلا"
تركهم وذهب إلى مختبره في قبو الفيلا،
توجه وهو في قمه عصبيتة يجلس على جهاز الكمبيوتر الخاص به، وهو جهاز صممه بنفسه وجعله حديثًا على أعلى مستوى.

جلس يعبث في الكمبيوتر وهو غاضب، لا يعرف لماذا لا يريد أحد من عائلته الوقوف بجانبه؟ أو مساعدته
حتى، او قليل من التشجيع، حاول ان يتجاهل سخرية الجميع له ورؤيته في محل الشاب الفاشل الذي لا جدوي منه.

بعد التفكير لفترة طويلة، نظر حوله إلى المعدات التي اخترعها على مر السنين.

آلة قرطاسية صغيرة تشبه المثلث، تقوم بعمل المكيف لكن علي اعلي مستوي، تصنع برودة في الصيف وتدفئة في الشتاء، ينقي الهواء من الميكروبات ويسحب كهرباء بسيطة للغاية.

ويحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون يخرج بشكل آلي في حالة نشوب حريق، وبه جهاز إنذار ينبهه إلى وجود تلوث في الهواء أو دخول شخص مريض إلى المكان.

وجهاز آخر، عامل مساعد، جعله يتحرك على عجلات، ولديه 4 أذرع يتحكم بها عن طريق الصوت لمساعدته في اختراعاته وإعطائه الأوامر وتنفيذها.

والجهاز الآخر الذي يشبه الساعة هو جهاز إنذار إذا دخل شخص غريب إلى المنزل بمدى 200 متر
"كرام" وضع فيه جهاز يحبس الأنفاس، إذا دخل شخص غريب بنفسه بخلاف نفس أصحاب المنزل، فسيصدر الجهاز صفيرًا على الفور.

نظر"كرام" بحزن إلى اختراعاته وخرج
في غرفة نومه.

خرج "كرم" من غرفته، توجه إلي غرفه الشاشه الذكيه الموجودة في غرفه الجلوس في الطابق الثاني، قام بتشغيل الشاشه الذكيه على قناته المفضلة.

كانت "ناشيونال جيوغرافيك" يشاهد القناه بلا مبالاة، وفجأة أصبح مهتمًا ببرنامج معين
فضل مركزًا مع البرنامج الذي كان يتحدث عن حقيقة وجود كائنات فضائية وأنهم ظهروا بالفعل
في"سيبيريا" في الثمانينيات وفي بلدان أخرى في قارة آسيا وقبل ظهور هذه الكائنات الحية.

يظهر في السماء شيء يشبه النيزك لكنه برتقالي، ثم أكد شهود عيان ظهور مخلوقات غريبة.
وتحدث مظاهر وظواهر غريبة، وتهيج الحيوانات والماشية في المزارع، وتتحول الأرض الخصبة إلى أرض "كرام" وقد كان مركزًا للغاية مع البرنامج، وفجأة توقف، ونزل يعدو ببطء إلى مختبره.

"في المختبر"
ركض إلى المتجر حيث كان لديه دائمًا أدوات لا يحتاجها. قام بأخرج شاشة كمبيوتر قديمة لم يكن بحاجة إليها، قام بتشغيل الرقائق، وحلقات الصوت والصورة، ركض على جهاز الكمبيوتر الخاص به، اخترق القمر الصناعي، بدأ في تحريك أصابعه على الجهاز بسرعة، كان سعيدًا جدًا.

"تمر الساعات مثل هبوب الرياح على ضفاف النهر"

في حديقة الفيلا، تزقزق الطيور على الأشجار بصوتها الجميل، تحضر الأم الإفطار كالعادة في حديقة الفيلا
"حبيبة"واقفة بجانب الزهور، تتحدث إلى صديقتها، والدتها تنادي:
_ حبيبة، تعال، تعال هنا، نادي بابا وأخواتك، لنتناول الإفطار.

"حبيبة" تشير إلى والدتها بلا مبالاة وتقول لها:
_ بابا وزياد هناك، أما مدللك العبقري ربما لا يزال نائما، أذهبي انتي و اوقظيه.

حدقت فيها الأم بغضب، وتقول بداخلها:
_مراهقه لا نفع منك ابدا، حسنا سوف أذهب أنا لأوقظه.

تلتقي بالأب و "زياد" وهي في طريقها، يسألها الأب:
_ أين تذهبين؟ ألن نفطر معا يا دعاء؟
قالت الأم "دعاء" بتعب واختناق:
_ سأذهب إلي الداخل، سأوقظ ولدك الناعس، يمكنكم أنتم البدء في تناول الطعام، ريثما احضر العبقري إلي هنا.

نظر إليها"زياد" وقال بشكل عابر كالعادة:
_ المهندس من الأمس في معمل دكستر الخاص به، يشعر ابنك أنه سيكون إديسون الثاني.
قال الأب "أحمد" بمرح:
_وبعدين معك يا أستاذ، أقول لك مائة مرة، يكفي إحباط وتهكم علي أخيك.
قال زياد بغطرسة:
_ دكتور ارجوك لا تناديني مستر وهيا بنا الآن اريد ان اتناول فطوري، لان لدي تدريب في مستشفى الدكتور فؤاد وهو ليس متفرغ لخاسرك.

تركهم وذهب إلى المائدة "حبيبة"، أغلقت هاتفها وذهبت إلى الطاولة أيضًا.
رمق الاب الأم بنظرة عاتبه، قال لها بضيق:
_هيا اذهبي ناديه، انا ايضا اريد الذهاب إلى العمل.

هزت الأم رأسها بقله حيلة وخرجت.

وفي غرفته نادت "كرم" وهيه تبحث عنه، لم تجده في الغرفة، نسيت أن "زياد" اخبرها أنه في مختبره، "دعاء" ضربت رأسها بيدها برفق بسبب ذاكراتها الضعيفة، نزلت إلى المختبر.

"في مختبر كرام"
بمجرد دخولها الباب، قام جرس الإنذار، وهو جرس "الخاص به" بإصدار صغير عال مزعج، قامت"دعاء" بوضع يدها علي اذنها من كثرة الانزعاج.

كان "كرام" نائماً على الكمبيوتر، رفع رأسه مفزوعا، صرخت الأم في وجهه:
_ أطفئ هذا الشئ اللعين يا كرام واذهب إلى الحمام وأغتسل، هل وصل الأمر إلى هذا الحد يا بني؟ أنت تنام وأنت جالس، أنظر ماذا حدث لوجهك من لوح المفاتيح خاصتك؟ هذا حقا لا يحتمل.
كان"كرام" يصفق بيده إلي الجهاز بينما كانت والدته تتحدث، اقتربت منه ووضعت يدها على خده.

كانت أزرار لوحة المفاتيح معلمًا في وجهه، بعد يد والدته وهو يجلس وقال:
_حسنا، اذهبي لهم أنتي يا ماما وأنا قادم خلفك.
نظرت إلى الكمبيوتر وضربت كف يدها علي الأخري وهيه تتمتم بعبارات الملل من هذا الشاب، خرجت من المختبر وهيه لاتزال تتمتم.

مسح كرم وجهه بيده ونظر الى شاشة الحاسوب
المفتوحة، كان هناك علي الشاشه أمبير ممتلئاً وعلامة صح خضراء كبيرة "كرام" ابتسم منتصرا، اطفأت الشاشة، صعد خلف والدته.

"في حديقة الفيلا"
على مائدة الإفطار الخاصة بالعائلة، يأكلون جميعًا وجبة الأفطار"كرام" يخرج مبتسمًا ساخرًا، لأنهم كانوا يتناولون الإفطار، ولا ينتظرون أن يفطر معهم كعادتهم.

‏ أثناء تناولهم الإفطار
تم إطلاق الإنذار، وكان "كرام" موصلًا لنظام الإنذار للغرباء على ساعة صنعها خصيصًا وكان يرتديها دائمًا.

حدق به جميع أفراد عائلته وعند مدخل الفيلا دخلت سيارة "هايدي" صديقه "حبيبة" خرجت من السيارة
وبينما كانت تلف ذراعيها حوله أذنها من شده الإزعاج.

نظرت "حبيبة" إلى أخيها بغضب، وقالت له بانزعاج:
_أغلق هذا الشيء اللعين، أنها فقط هايدي أيها المغفل.

اقتربت "هايدي" منهم، ويعلو وجهها نظرات الإنزعاج الشديدة ، نظرت إلى "كرام" وقالت له:
_ ما خطبك يا رجل؟ كلما أتيت إلى هنا يقوم جهازك الاحمق هذا بإصدار هذه الصافرات من عند البوابة أرحمني قليلاً، تجعلني أعتقد بأنني سأدخل جهاز المخابرات أو وزارة الداخلية.
ضحك زياد ساخرًا، حدقت "حبيبة" إلى "كرام" بغضب، ونظرت الأم والأب إلى بعضهما البعض باستياء.

قام "كرام"، متعصبًا، تاركا طعامه، دخل إلي الفيلا وهو غاضب، نظرت له "هايدي" باشمئزاز، قالت لـ "حبيبة" بسخرية:
_ما خطب شقيقك؟ هل قلت ما يضايقه هذه المرة؟ لكنني لم اقل شئ جديد، حقا لا اعرف كيف تتحملونه؟ لا افهم لما يظن نفسه عبقري، أيعتقد بأنه توني ستارك العصر الحديث.

وهنا ضحك"زياد" وشقيقته"حبيبه" بصوت عالي ساخراً،
"حبيبه" ضربت كفها بكف صديقتها وهي تنظر على والدتها وتقول بمزاح حاد:
_ هههه ابنك الرجل الحديدي هههه لتعرفي ما يفعله ابنك لنفسه؟
استمر الضحك بين"هايدي" والشقيقان، لم يعجب الأب والأم سخرية ابناءهم علي شقيقهم الصغير، لكنهم لم يجدا ما يقولانه ليدافعا عنه.

أستمر الضحك علي "كرام"، كان يقف عند باب الفيلا ويسمع كل شيء، كلماتهم زادت من الغضب والعزيمة.

"في معمل كرام"
عاد إلى مختبره حدق بعيناه إلي الشاشة، كأنه اصبح رجل آلي لا يهتم بالزمن حوله.
(تمضي الساعات)
"كرم" في مختبره، يتحرك ويأخذ الأشياء التي يقوم بتثبيتها على الشاشة أيضًا، يربط هذا بذاك ويربطهم معًا ويعود مجددا للكمبيوتر، تدور للساعة وتلف العقارب بسرعة، تمضي الساعات بسرعة كبيرة وهو لايزال في مختبره منفضل عن العالم الخارجي.

"في غرفة الطعام"
والدته على الطاولة، والده يتحدث "زياد" و "حبيبه" ينظران إلى بعضهما البعض ويبتسمان، تنظر لهم والدتهم بعتاب، تعرف جيدا علي مذا يتهمسان ويسخران؟

"في غرفة كرام"
تدخل والدته غرفته تبحث عنه، لا تجد له أي آثر، تحدق بغضب في فراشه المرتب، من الواضح أنه لم ينام عليه

"في مختبر كرام"
تنزل إلى مختبره، صاح جرس الأنذار مره أخري، وضعت"دعاء" يدها علي اذنها بغضب، اغلق"كرام" الأنذار وهو ينظر لوالدته بفضول، صاحا فيه غاضبه:
-اللعنه علي هذا بني، يكفي كرام، لماذا تتركنا لتظل هنا وحدك؟ حقا لقد مللت من هذا.

أقتربت والدته منه، أخذت المعدات من يديه، ألقت بها بعيدة بعصبية شديدة لم يراها"كرام" في والدته من قبل، مسكت يده كالصغار وجرته إلى غرفة الطعام، لم تترك له مجالا ليعترض، لم يحاول هو أيضا الاعتراض بسبب الغضب الجام علي وجهها.

تمر الساعات ويتكرر المشهد، تجتمع الأسرة كلها على الإفطار، والعبقري ليست معهم.

"في مختبر كرام"
تشرق الشمس وغروب آخر "كرام" محصورًا في مختبره، تمر ساعات وأيام وهو في عالمه الخاص، في غرفة السفره تجتمع العائلة على العشاء كل ليله، لايزال كرام مفقودا بينهم، ملت الأم من كثرة محاولاتها معه للأنضمام لهم، أصبحت تتجاهله هيه ايضا وتتركه في مختبره وحده كيفما شاء.

في غرفه"كرام" يقف أمام المرآة وهو في حلة أنيقة للغاية، ينظر لنفسه بإعجاب ورضي، بحثت والدته عنه في مختبره، لم تجده، والدته بعد دخولها المختبر، عمل الأنذار كعادته، لكن "كرام" غير موجود.

سمع"كرام" صوت الإنذار في مختبره، خرج يركض مسرعا إلي المختبر، لكنه بسبب أندفاعه لم يري والدته علي الدرج، اصطدم بها وكاد أن يسقطها، مسكها سريعا، لكنها صاحت فيه وهيه متضايقه بشده:
_كرام أغلق جهازك هذا، أشعر بأنني في جهاز أمني للمخابرات، لن يفلح الأمر اكثر من هذا، لقد طفح الكيل، كيف سنعيش معك؟ كلما أقترب أحدنا لايا من أغرضك يقوم المنزل كله بالصفير، لن نعد نتحمل يا كرام، من فضلك أوقف هذا نحن لسنا في مدينة عصابات يا بني، باب غرفتك عليه أنذار باب الفيلا، سور الفيلا، باب مختبرك، لا ينقصني سوي أن أفتح باب البراد لينفجر احد انذاراتك في وجههي، لم أعد اتحمل كل هذا كرامو اعتقد ان اخواتك كانا علي حق، كرام أنت لست بعالم، أو مخترع، أو مهندس ما في الأليكترونيات، أنت فقط شاب ذكي قليلا، لكن ان فعل كل الأذكياء مثلك، لن ننتهي من هذا ابدا، من فضلك عد لصوابك كرام، أن بقي لديك أيا منه.

لم يصدق"كرام" بأن والدته أيضا تراه فاشلا وتحبطه بهذا الشكل القاسي، قال لها وهو حقا حزينا لفقدانه دعمها:
_حتي أنتي يا أمي، حسنا، لن تقف حياتي عند اي شخص يحاول التقليل مني ومن مهاراتي وقدراتي، وسوف تعلمون قدراتي وتقدرونني يوما ما بعدما يكتب أسمي في التاريخ كأصغر مخترع عبقري في العصر الحديث، لكنني لن أنسي أبدا كم قمتم بإهانتي وذلي، لن أسامحكم علي هجركم لي في أحلك أوقاتي وعدم دعمكم، بل أحباطكم المستمر لي والسخرية مني، لن أنسي أبدا يا أمي.

فجاة رد أخيه "زياد" من أعلي الدرج قائلا بسخرية كعادته:
_يمكنك وقتها أن تتبرأ منا يا أخي، لكن حاليا أرحمني من أنذاراتك المزعجه تلك لا أعرف كيف أركز؟ وأنا أسمع كل دقيقة إنذار يفزعني، ماذا ترانا يا رجل؟ في مباراه لكره القدم، كل بضعه دقائق إنذار، صفير، إنذار، صفير، أخبرك شىء كرام، في المره القادمة قم بأعطاءنا طردا وأرح عقلك العبقري منا، لكن أرحمنا مؤقتا، الأن فقط، لدي أختبارات يا رجل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي