سبق السيف العذل

zakia mohamed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-10-22ضع على الرف
  • 52.7K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

تركض بأقصى سرعة لديها، وكأنها في مضمار سباق ترغب في تحقيق المركز الأول، ولكن هنا الأمر يختلف إن توقفت عن الجري ستنتهي حياتها، كادت أن تتوقف أنفاسها من فرط الجهد، ودقات قلبها كالطبول تنذر بأن القادم ليس بهين، تعدو في الطرقات دون هوادة، تلتف خلفها لتتحقق ما إن هولاء الذئاب الضالة التي تود الفتك بها هل تلحقها أم لا ؟

باتت متأكدة إن لم تنتهي حياتها على يدهم، ستتوقف بسبب الهلع الذي يتملكها، تساقطت دموعها بضعف وهي لا تدري أين المفر ؟ فسندها الذي يعينها على هذه الحياة الشاقة ذهب ورحل عن عالمها، لم يصبح محسوسا كي تركض وتختبئ في أحضانه من غدر أقرب الناس لها، بعد أن قالت أنهم السند تلقت صدمة ويا لها من صدمة حينما علمت حقيقتهم المرة .

بنظرات خاطفة اهتدت إلى إحدى العمارات المهترئة، والتي وصلت لها وسط سباقها الذي تخوضه منذ ساعات، فلم يكن هناك مجال للتوقف وانما الاستمرار بالهرب وإلا ستلقى حتفها، ولجت بداخلها بسرعة الريح، وصعدت السلالم هي لا تعلم لمن هذه العمارة السكنية ولا حتى بمكان تواجدها فكل ما ترغب به هو الهرب والنجاة فقط لا غير، ولا تعرف اي أحد بداخله ولكن فلتجرب حظها، وصلت لأول طابق وطرقت أول شقة قابلتها بعنف تحث من بداخلها على أن يهرعوا لإنقاذها .

فُتح الباب وظهر هو بعد أن اعتراه القلق بسبب الطرق العالي، والذي لا ينذر سوى بكارثة . ما إن رأته هتفت بكلمة واحدة قبل أن تجثو أرضًا فاقدة الوعي بعد أن انهكها التعب بعد فقرة الركض هذه فهي تقسم بأنها لم تركض كل هذا الركض أبدًا في حياتها :- انقذني أرجوك .

بالخارج عادوا أدراجهم بعد وقت طويل قضوه في البحث عنها وباءت كل محاولاتهم بالفشل فعناية الله معها، وكأنها ملح ذاب ما إن اختلطت به المياه، أربد وجه حاتم والذي وكل هؤلاء الرجال بالبحث عنها،  وهو يطلق السباب البذيء من لسانه الكريه، يتوعد لها بأنه لن يرحمها ما إن تطولها يداه، وأن لا تظن بأن بهذا قد نجت منه فلن يمل من البحث عنها ولن يترك شق إلا وبحث عنها فيه وسيجدها، هذا ما قاله في قرارة نفسه وعلى أمل بأن يأتوا البقية بها، ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح.

عاد رجلين آخرين من رجاله من إحدى الشوارع التي أمرهم بالبحث فيها عنها، وأخبروه بأنهم لم يعثرا عليها أيضًا . استشاط غضبًا وأطلق صرخة عالية تحمل الكثير من المقت والوعيد .

رجع وصعد لسيارته فصدح هاتفه بالرنين، وما إن رأى المتصل والذي لم يكن سوى والده، أجاب على الفور بحذر متوقعًا ثورة أبيه العارمة ما إن يعلم بأنهم فقدوها، ولم يأتوا بها كما هو مخطط له، وبالفعل أتاه رد الطرف الآخر قائلًا بلهفة واضحة غير قادر على ضبط انفعال الخوف الذي تملكه :- هل وجدتها ؟

جز على أسنانه بعنف قائلًا باحتدام كاد أن يحرق السيارة بمن فيها، وفجر الخبر في وجه أبيه :- لا، لقد هربت ابنة ال **** لكن أين ستذهب، سأجدها وحين إذٍ لن أرحمها سأريها جهنم على الأرض بأم عينيها، سأذلها بكافة الطرق لن أترك فيها إنشًا إلا وهشمته بيدي .

هدر الآخر بعنف :- نعم ! هل تمزح معي ؟ هذه البنت يجب العثور عليها وإلا سنذهب جميعنا إلى الجحيم، نحن لا نعلم بما لديها، وهل يوجد ما هو يديننا ويودي بنا إلى التهلكة أم لا، فوجودها تحت أعيننا أمان لنا، أما الآن فهي حرة طليقة وتشكل خطراً بالغًا علينا، لذا يجب العثور عليها وبأسرع وقت .

قطب جبينه بحنق زافرًا بضيق وتمتم بغل :- سأجدها يا أبي لا تقلق، لن أرتاح إلا عندما أتي بها راكعة تحت قدمي وحينها نفعل بها ما نشاء، لن أصمت سأبعث جميع الرجال ولن ادعهم يعودوا إلا بها .

أردف بصرامة :- المهم عندي أن ما رأته لا تهذي به حتى لو كان بموتها .

ردد بعبث وقد تلاعبت أفكاره الدنيئة نحوها، والتي لم يصل لتحقيقها لصدها الدائم له :- تقع تحت يدي أولًا وفي أقرب وقت وحينئذ لي تصرف آخر.

هز رأسه بموافقة واردف على عجالة من أمره :- حسنا، المهم ألا تنسى ما أخبرتك به.

بعد وقت انتفض الجميع إثر صرختها المدوية التي هزت الأرجاء، أسرعت الزوجة وابنتها للغرفة المتواجد بها الفتاة الغريبة التي دلفت عليهم فجأة، وجدوها تتلوى وكأنها في حرب طاحنة، جلست الفتاة سريعا واحتضنتها بقلق وأخذت تربت على رأسها بحنو قائلة :- لا تخافي، أنتِ هنا في أمان . لا تخافين افتحِ عينيكِ .

وبعد عدة محاولات عادت لأرض الواقع لتتأمل من حولها بغرابة، وسرعان ما ضمت ذاتها بخوف وقد رُسم الذعر بمقلتيها، هتفت المرأة بتعجب :- ما الذي يخوفكِ لهذه الدرجة ؟

ارتعش سائر جسدها حينما وقع السؤال على مسامعها ليزيد من توترها وحدة خوفها، لاحظت الابنة ذلك فتدخلت قائلة:- أهذا وقت تسألين فيه هذا السؤال يا أمي! ألا ترين حالتها المثيرة للشفقة ؟اتركيها تهدأ قليلًا وأنا سأظل معها حتى يحين الصباح .

نهضت باستسلام وغادرت الغرفة، لتتوجه للصالة فتجده يطالعها باستفهام، جلست إلى جواره قائلة بحيرة كبيرة وسخط :- لم تقل شيئًا لنا، نتركها للصباح وعندها نقررها ونعرف منها كل شيء .

هتف سعيد بوجل :- وماذا عن أهلها ؟  ألن نبلغهم بالأمر ؟

أردفت بتبرم :- نتركها للصباح فهذا وقت قريب، ولكن الغريب في الأمر إنها يبدو عليها أنها من أبناء الطبقة المخملية المرفهة، فهذا يبدو عليها من ملابسها . أتعرف حينما يعلمون أهلها بالأمر سيقومون بشكرنا لا وليس عند هذا الحد فقط بل ربما تكون طاقة القدر التي فتحت لنا على يدها .

طالعها باستنكار قائلًا :- ما هذا الحديث الذي تقولينه ألا تخجلين ؟ أتريدين أن تأخذي نقود مقابل إنكِ أويتي البنت  ! يكفي الثواب الذي ستأخذينه من خلفها والأجر يا امرأة .

هزت رأسها قائلة بتوضيح :- بالتأكيد أهلها سيعطونا مكافأة، لقد حافظنا على ابنتهم وأكرمناها، فهذه النقود ستساعدنا كثيرا وستحسن من وضعنا هذه الذي نعيش فيه .

مط شفتيه بسخرية مرددًا بسخط :- وما بها عيشتك؟ احمدي ربك عليها فعيشتك هذه غيركِ يتمناها .

مصمصت شفتيها بعدم استحسان قائلة :- حسنا يا زوجي العزيز، دعنا من الحكم خاصتك هذه ولنرى ما سنفعله في هذه المصيبة التي أقحمتها البيت ؟

ضيق عينيه بسخط قائلًا :- الآن أضحت مصيبة ! على العموم ننتظر للصباح ونرى ما الواجب فعله، دعِ بسمة تنام بالغرفة بجانبها فلربما احتاجت شيئًا، وأنا سأتفقد أحمد وارى ما يفعل في مذاكرته .

قال ذلك ثم نهض من مكانه ليترك الأخرى تنظر للفراغ، وعقلها يرسم ألف سيناريو عن تلك التي تقبع بالداخل، والطمع يلمع بعينيها تمني نفسها بالحصول على الكثير من الأموال كي ترتقي من هذه المكانة والطبقة الكادحة، فقد سئمت العيشة الضنك التي رافقتها طوال سنينها التي مرت، وتمني نفسها بأن تعلو للطبقة المرموقة وتصبح واحدة منهم من سيدات المجتمع الراقي، فقد ملت من حياتها تلك والتي نالت من سنوات عمرها الكثير فها آن الأوان لتعيش حياتها بشكل مختلف .


بعد شهر في إحدى الأحياء الشعبية وفي إحدى العمارات السكنية، والتي لم يكن قاطنيها سوى آل صبري، وفي الشقة الخاصة بالجد الكبير حيث اليوم هو الجمعة، والمعتاد في هذا اليوم هو امتثال جميع أفراد العائلة على مائدة الطعام، يتناولون وجبة الغداء كنوع من الحفاظ على الرابط الأسري بينهم، تساعد النسوة بعضهن في إعداد المائدة، منهن التي تسعد بتلك المناسبة ومنهن من تعبس ملامحها لذلك، وها هم يتراصون نسوة ورجالًا يتناولون الوجبة الدسمة بعد أن عاد الرجال من صلاة الجمعة، تحدثوا في مواضيع عدة بعدها عن أمور العمل والتجارة والتي يديرها صبري بمساعدة ابنائه، وبعد وقت غادر الجميع إلى أماكنهم فمنهم من ذهب للعمل ومنهم من ذهب لمنازلهم الخاصة .

وهنا في شقة الابن الكبير محمود، زفرت زوجته بغضب وتعب شديد قائلة بسخط لابنتها الكبرى، غير راضية عن تلك الأمور والعادة التي لم ينقطع عنها حتى الآن :-  متى يموت هذا الرجل الكهل ؟ لنرتاح منه ومن أفعاله تلك .

أمنت الابنة حديث والدتها قائلة :- يا لها من أمنية صعبة المنال، ما ذنبي أن أقطع كل هذه المسافة بأطفالي وأترك زوجي، والأطفال صغار اتعبهم معي، لا وهذا بالإضافة إلى الأعمال المنزلية التي نقوم بها .

أردفت بغل :- لا أعلم لم لم يعطي أولاده نصيبهم من الميراث حتى الآن  ؟ أنه يذل فيهم وكأنهم يعملون عنده ويتقاضون أجرًا، هذا لا يرضى أحد أبدًا.

أردفت حنان بتعقل :- ولكن كل هذه النقود ستصبح لهم بالأخير لن تذهب لأحد غريب فلا تقلقي .

مصمصت شفتيها بعدم رضا وقالت بحنق :- لا اعتقد ذلك فالموت يرفضه وبشدة واظن أن هذا الحال سيظل طويلًا  .

قطع حديثهم جلوس محمود المفاجئ إلى جوارهم، فالتزمن الصمت على الفور ورسمن ابتسامة مصطنعة، هتفت نعمة بتساؤل :- أخبرني يا محمود ماذا ستفعلون في الفرع الجديد الذي فتحتوه بجوار العطارة القديمة في الشارع الثاني ؟ أعني سيكون من نصيب من ؟

رد بهدوء وتعب من حديثها المتكرر في نفس الأمر :- ومنذ متى ونحن نتكلم في هذه الأمور ؟  هذه الأموال لنا كلها لا فرق بين أحد من إخوتي، فليبارك الله لنا في أبي لولاه لما وصلنا لما نحن عليه الآن  .

بادلته ابتسامة سمجة وهي تقول بود زائف :- فليطول الله في عمره ويبارك فيه .
ثم غيرت الموضوع قائلة :- أين أكرم لا أراه معك ؟ .

أردف بتوضيح :- نزل مع طارق الوكالة يقف معه قليلًا، بدلًا من عمله الخاص . بقلم زكية محمد

أردفت بضيق وطمع :- أليس من الواجب أن تنصحه بأن يترك هذه الورشة التي يعمل فيها، ويقف معك بالوكالة ويكتسب منك الخبرة في هذا المجال ؟

أراح بظهره على المقعد قائلًا بروية :- اتركيه يعتمد على نفسه يا نعمة، كي يعرف أن المال لا يأتي بسهولة وأن يحافظ عليه، أنه يمشي على الخطى الصحيح، ونعم الابن .

شهقت باستنكار مرددة :-  أنه يتعب هناك ومعه أموال طائلة ! لا يا محمود ليس معك حق في هذه المسألة .

قاطعها بصرامة لا تقبل النقاش :- لقد قلتها كلمة يا نعمة، اتركي أكرم في شأنه واخبريني أين هذه الأموال الطائلة التي معه ؟

أجابته بغيظ وحقد :- إذًا أخبرني أين ستذهبوا بها، هل ستوزعونها على الجيران أم ماذا ؟.

رد بحزم :-  اسمعي جيدًا هذه أموال أبي ينفقها كيف يشاء، وأكرم لا ينتظر شيء من أحد يشق طريقه بنفسه ولا ينتظر نقود من أحد دعيه وشأنه يا امرأة .

كبحت غيظها منه ومن ثم نهضت لتتوارى بين جدران الغرفة كي لا تصل معه إلى تصادم لن يعجب الطرفين، فهي تحاول مرارًا وتكرارًا أن تملئ أذنيه بإقناعه بأن ينفصل عن والده، وأن يأخذ نصيبه من الميراث وتصبح لهم أموال خاصة بهم وحدهم لا احد يشاركهم فيها، فإنها تعتقد أن بقية أبناء صبري يخدعوا والدهم ويأخذوا من هذا المال الذي لا عدد له خفية دون أن يعلم بذلك، وهي تريد أن يصبح زوجها كذلك فلقد عمى الطمع عينيها وجعلها تتصرف بشكل غير لائق حتى أن طريقة تفكيرها هذه خاطئة تمامًا، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل لم يسمع لها يومًا ولن يفعل ذلك، بينما ظل هو يتسامر مع ابنته قليلًا متجاهلًا نواياها السيئة .


يجلس في مقر عمله بوكالة جده وعقله شارد في مكان آخر مغاير لما هو فيه، حيث سافر برحلة للخلف يتذكر حديث والدته له في ذاك الأمر الذي رفضه تمامًا، فهي تلح عليه بعد موت زوجته بأن يفعلها ثانية ومن من شقيقتها ! تلك التي لم يبغض سواها والتي كانت تفرق بينهما دومًا وتفتعل المشاكل، لم ينسى شيء فعلته فتقوم بداخله نيران تود الفتك بمن في وجهه، تلك الماكرة صاحبة الألاعيب التي لم تترك فرصة إلا وحاولت أن تقترب منه بكل بجاحة، تود الحصول على زوج أختها يا لها من وقحة تتخفى بثوب العفاف، هو يعلم ألاعيبها الماكرة جيدًا ويعرف كيف يلعب معها، لن يترك لها الدفة وتنتصر عليه بل سيعمل بجهد كي يبعد خيوطها العنكبوتية التي تود نسجها حوله لتوقعه بشباكها، وسينفذ خطة محكمة الغلق كي لا يترك لها ثغرة تنفذ منها، وتذكر كلمات أمه حينها عندما كانا يتناولان وجبة الإفطار، حين أخبرته بهدوء :- فادي بني، أود الحديث معك بشأن موضوع مهم للغاية ولا يمكن أن نتركه هكذا معلقًا.

نظر لها بانتباه قائلًا  :- ما الأمر يا أمي ؟ إنكِ تقلقينني هاتِ ما عندك .

حمحمت بحذر لتقول :- ألم يأن الأوان يا فادي ؟ .
ضيق عينيه باستفهام لتوضح له حينما أكملت :- أولادك يعيشون من غير أم وبعيدين عنك، أنهم على قرابة أن يكملوا الثلاث سنوات .

تحدث بعدم فهم أو لنقل بقصد فهو يعلم جيدًا ولكنه يصطنع عدم الفهم، إنه يفعل ذلك ليرى موقف والدته منها ورأيها فيها :- نعم أعلم ذلك، أخبريني ما الموضوع الذي تقصدينه من خلف هذه المقدمة الطويلة .

أردفت بحيطة وحذر :- اسمع أيها العنيد،  أولادك يجب أن يكونوا تحت عينك بدلًا من أن يعيشوا هناك عند جدتهم.

ردد بضجر :- لكنهم هم فعلًا تحت عيني، إذا فتحتي نافذة الشرفة ستريهم  أمامك مباشرة، أنهم يعيشون جوارنا وليس في المريخ لا تقلقي .

زفرت بضيق من عناده لتقول بحنق :- بني اسمع كلامي ونفذه أرجوك يا فادي، أنت ابني الوحيد الذي خرجت به من الدنيا، أريدك أن تعيش في راحة، وأود أن أغادر العالم وأنا مطمئنة عليك .

اصطكت أسنانه بغيظ قائلًا :- ومن أخبركِ بأني لست مرتاح ؟ لا يا أمي أنا  في أحسن حال ولا أحرم أولادي  من أي شيء يحتاجونه، سأقوم بتربيتهم أحسن تربية و سأحضرهما هنا، ولكن ليس الآن فأنا أخاف أن تتعبي بسببهم، لذلك أنا أضعهم هناك عند جدتهم وخالتهم .

ابتسمت برجاء قائلة في محاولة منها لإقناعه بما تخطط له :- لا تقلق لن نذهب بعيدًا فعروسك قريبة للغاية، أنت ستتزوج بخالتهم وبذلك تقوم هي بتربيتهم وكذلك الحال زوجة لك فنحن نعرفها جيدًا وهذا ما يدعونا للطمأنينة، ما رأيك أليس هذا عرضًا لا يمكن رفضه ؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي