الفصلالثانىعشر
وصل الجميع إلى الفندق وأنتهت فقرات الترحيب بالعروسين ، بينما ذهب الجميع للجلوس بأماكنهم وبدأ أستعراض فقرات الحفل واحدة تلو الأخرة إلى أن جأت فقره الرقص بين العروسين ، فى البداية رفضت " ندا " تلك الرقصة ولكن سريعا ما تدخلت " نجلاء " وأصرت عليها وكانها فرض ويجب أن تنفذه ، لأحظت " ندا " إصرار " نجلاء " الشديد والواضح فى نبرتها وأضطرت " ندا " أن توافقها ، فهى لا تريد العداوه بينها وبين " نجلاء " ، يكفى عليها عداوتِها مع " عز " الذى لا تعلم ماذا سوف يفعل إذا رأها وهى ترقص مع " حازم " الأن؟!
نهضت " ندا " من مقعدها مُتجهة للرقص بصحبة " حازظ " ولكن بشرط عدم الأقتراب الزيادة عن الأزم منها وأن يلتزم حدوده ، غضب " حازم " جدا من أفعال تلك الفتاة التى لا تسمح له بالقيام معها بأى شيء يحدث بين أى عروسين على عكس ما كانت تسمح به ل "عز " وهو قد سبق وراء هذا الشيء بعينيه ، ولكنه سريعا ما قام بأخفاء ذلك الغضب ، فهو لا يريد أن يجعلها ترأ وجهه الأخر من الأن ، بينما لم يُعارض احد على ما قالته " ندا " لان هذا حقها وليس عليها خطا...
بدا " حازم " و " ندا " بالرقص معا على موسيقى هادئة وسريعا ما أنخفضت الأضواء حولهم لكى تُهئ لهم ذلك الجو الرومنسى ، بينما كان " عز " يقف فى نهاية قاعة الزفاف ويشعر بأن قلبه على وشك أن يخرج من بين ضلوعه ، يبكى بداخله على حبيبته وهى تتمايل أمامه باحضان رجل أخر ، أزداد غضب " عز " وأشتعلت به النيران عندما حمل " حازم " " ندا " بين يديه وأخذ يلتف بها عدة مرات مُعبرا للجميع عن مدى سعادة بإنتصارة
بينما أنزعجت " ندا " كثيرا مما فعله " حازم " دون أن يستاذنها هذا الذى فعله لم تتخيل أن يقوم بذلك الشئ ، شعرت " ندا " بكثير من الغضب بسبب اقترابه منها إلى ذلك الحد ، ولكنها لم تُلفت إليها الأنظار كى لا تثير الجدل ، حتى أنه لم يلاحظ احدا غضبها وخصوصا " عز "
خرج " عز " من القاعة بل من الفندق بأكمله سريعا مُتجها نحو سيارتة وهو يشعر بكثير من الأختناق ، مُتألما بسبب ذلك القلب الذى يصرخ بين ضلوعيه باكيا ومقهورا على هذا الحب الذى تحول بغمضة عين إلى سراب وكراهية
صعد " عز " سيارته سريعا وأنطلق بسرعة البرق مبتعدا عن هذا العذاب وذلك الألم الشديد الذى لا يرأف به والذى لن يتحمله ، بعد قليل توقف " عز " بسيارته أمام بيتِه ثم ترجل من السيارة صاعدا إلى شقته ، وسريعا ما دلف " عز " غرفتِه وظل يُكسر فى كل شئ ويصرخ بكثير من الوجع والغضب وقلة الحيلة ، فهى أثبتت له أنها لم تكن تُحبه هو منذ البداية ، أكدت له أنها كانت تتلاعب بمشاعرة وحبه لها ، ليصيح " عز " وهو يُكسر كل شيء تقع عينه عليه وهو يبكى بحرقة قلب صارخا بحنق وضيق صدر :
" ليه يا ندا ليه!! ، دا أنا حبيتك!! ، ليه عملتى فيا كده !! هو ده تمن الحب اللى أنا حبتهولك! ، هو ده جزاء قلبى اللى مشفش فى الدنيا واحدة غيرك!، ليه تعملى فيا كده ليه !! ليه يا ندا ليييييه ؟! "
ظل "عز " يُكسر فى كل شيء بغرفته ويصرخ بغضب مُحاولا أن يُعبر عن حجم الألم الذى يحمله وتلك الحسرة التى بداخله بسبب تلك الخيانة الذى تعرض لها ، وقف " عز " أمام المرأة بغضب شديد وألتقط زجاجة العطر الخاصة به وألقى بها على تلك المرأة لتُحطم جميها إلى أشلاء وصوت تحطيمها ملاء المكان ، ولكنه ليس أعلى من صراخ ذلك المُتألم الذى ظل يصرخ بوجع وقلة حيلة :
" اااااااه نداااااا ليه يا ندا !! ليه عملتى فيا كده !! أنا عشقتك وشلتك فى قلبى وحافظت عليكى!! ، ليه عملتى فيا كده!! ، ليه كسرتينى ووجعتى قلبى وخلتينى كاره الحياه وكاره نفسى وكارك ، ليه يا ندا ليه يا ندااا!! "
سقط " عز " أرضا فاقدً للوعى لا يشعر بشئً من حوله من شدة صراخيه ، حقا كان يصرخ بحدة مُحالا إخراج ذلك الألم من داخله ، ولكنه جسده لم يحتمل ضعفة وإنكسارة وسقط فاقدا كل قواه بالأضافة إلى ذلك العقل الذى يتمنى أن يتوقف شفقة على ذلك القلب الذى لم يعد يحتمل كل تلك الأوجاع...
_______
كانت " زيزى " تتنقل فى جميع أركان القاعة وخاجها باحثة عن شقيقها " عز " بعد أن لأحظت إختفاءه وعدم تواجده بالقاعة باكملها ، أمتلئ شعور القلق قلب " زيزى " التى أسرعت فى التوجه ناحية " أنس " الذى كان هو الأخر يبحث عن صديقه " عز " ، تقدمت إليه " زيزى " بسرعة ويبدوا عليها الفزع رادفة بقلق :
" لو سمحت يا أنس "
إلتفت إليها " أنس " مُطالعها باهتمام وكانه كان ينتظر مجِئها ولكنه شعر بالارتباك بسبب هذا القلق الواضح عليها ليردف بأستفسار :
" أيوه يا زيزى، خير فيه حاجه ؟! "
أكملت " زيزى " بقلق مُمزح بطيف خجل من نظرته المتمة تلك التى جعلتها للحظة إنها ترغف فى رؤيتها إلى باقى العمر ، ولكنها تذكرت ذلك الشيء التى أتت لأجله رادفة بأستفسار :
" هو عز فين يا أنس ؟! انا مش لاقياه فى القاعة خالص !! :
أنتبه " أنس " إليها ليشعر وكانه كان يحلم واستيقظ ليردف بأستفسار :
" أنا كمان كنت بدور عليه بقالى ساعة بس مش لاقيه ، مش عارف أختفى راح فين ده ؟! "
ازداد قلق " زيزى " وقد أخذت مخيلتها تصور لها كثير من الأشياء السيئة ، ولكنها نفضتها من راسها موجه حديثها نحو " أنس " رادفة بأرتباك :
" يعنى أيه !! "
لاحظ " أنس " زيادة قلقها وإرتباكها ، ليحاول تهدئتها رادفا بهدوء :
" متخافيش يا زيزى ، أكيد هنا ولا هنا ، تعالى ندور عليه وإن شاء الله هنلاقيه "
توجه كلا من " زيزى " و " أنس " ليبحثان عن " عز " فى كل مكان ولكن دون فائدة ، شعرت " زيزى " بالفزع الشديد على شقيقها خوفا من أن يكون فعل بنفسه شيئا ، فهى تعلم انه يُحب " ندا " كثيرا كما تعلم أن هذا اليوم لم يكن سهلا عليه أبدا ولن يمر مرار الكرام
أخرج " أنس " هاتفة ليتصل على " عز " بعد أن قام بالبحث عنه فى كل مكان ولم يجده ، ولكن دون جدوه فهاتف " عز " كان مغلقا ، أرتعبت " زيزى " كتيرا على أخيها و " أنس " أيضا تملك منه الشعور بالقلق على صديقه ، لتعقب " زيزى " بعد أن فقدت الأمل رادفة بلهفة وعجلة :
" لا كده كتير ، أنا لازم أقول ل ماما وبابا حالا "
أسرعت " زيزى " متجه نحو والديها ويتبعها " أنس " ايضا ، أخبرت " زيزى " والديها بعدم وجود " عز " بالقاعه وأن هاتفه مغلق ولا يعلم احد أين هو منذ أكثر من ساعة ، فزع والديها فهما يعرفان " عز " جيدا ويعرفان مقدار حبه ل " ندا " ، لتصيح " منى " بكثير من الخوف وقد أوشكت على البكاء رادفة بلهفة :
" يعنى أيه !! أبنى راح فين ؟! "
حاول " ماجد " تهدئتها مُعقبا بهدوء :
" أهدى يا منى مش كده ، أكيد زمانه روح البيت "
عقبت " منى " بأندفاع ناتج عن خوفها ورعبها على أبنها رادفة بعجلة وسرعة :
" أومال تليفونه مقفول ليه يا ماجد!! "
شعر " ماجد " بطيف من القلق ولكنه أستطاع أن يجعله ألأ يسيطر عليه معقبا بإحسام للأمر رادفا بعزم :
" يله نروح ولى البيت نشوف فى أيه!! "
أسرعت عائلة " عز " بالأسعداد للخروج من القاعة للأطمئنان علي ابنهم ، بينما لأحظت " هدى " توجهم للخروج من القاعة لتُسرع هى الاخرى باللحاق بهم لتعرف ما الامر! ! ولماذا يبدوا عليهم القلق هكذا ؟! لتعقب " هدى " بأستفسار موجهة حديثها نحو " منى " رادفة بلهفة وقلق :
_ فى أيه يا منى ؟! رايحين فين كده بسرعة !! "
حاولت " منى " أن لا تقلق " هدى " فهى تعلم مقدار حبها ل " عز " وأنها تعتبرة مثل " معاذ " أبنها تماما ، وإذا علمت بالأمر يمكن أن تأتى معهم وهذا سوف يُخرب حفل الخطبة ، لتردف " منى " بهدوء مصطنع :
" مغيش يا هدى رايحين نجيب حاجه كده "
أدركت " هدى " أن صديقتها تكذب عليها وتحاول أن تخفى شيئا عنها ، لتشعر " هدى " بالقلق رادفة باستفسار :
" رايحين تجيبوا حاجه كلكوا !! ، فى أيه يا منى ؟! "
صاحت " منى " بعد أن فقد قدرتها بأصطناع القوة وقد ظهر عليها ملامح الخوف والزع رادفة بلهفة :
" مش لاقين عز يا هدى ، مش عارفة راح فين حتى تليفونه مقفول ، هنروح نشوفه يمكن يكون روح البيت ، انا خايفة عليه أوى يا هدى وقلبى مقبوض "
سيطر الخوف والقلق على قلب " هدى " هى الأخرى وقد نست أين هى وماذا تفعل ، لتردف بقلق ولهفة :
" إن شاء الله خير يا منى ، أنا جايا معاكوا "
صاح بها " ماجد " مُفوقا إياها رادفا بأستفسار :
" تيجى معانا فين يا هدى ، أنتى ناسية أنك فى خطوبة بنتك ، خليكى جمب البنت ، أحنا هنروح وهنبقا نطمنك إن شاء الله متقلقيش "
أستوعبت " هدى " ما قالته وإنها لا تستطيع أن تذهب معهم وتترك أبنتها ، لتعقب باستسلام رادفة بموافقة :
" طيب يا جماعة بس متنسوش تطمنونى على عز بالله عليكوا "
أومأت لها " منى " رادفة بأمتنان :
" حاضر يا حبيبتى ، سلام "
خرج جميع أسرة " عز " بصحبة " أنس " مُتجهين نحو البيت للأطمئنان على " عز " والجميع يتمنى أن يكون بخير ..
_______
وصلوا جميعا إلى البيت لتدلف " منى " شقتها بلهفة مُتجهة نحو غرفتة " عز " لتبحث عنه ، وما إن دلفت الغرفة ورأته حتى كادت أن تفقد وعيها من هول صدمتها ، لتصرخ " منى " بأستغاسة رادفة بزعر :
" عز الحقونى ، يا ماااجد ألحقنى ، أبنى "
أسرع الجميع بالتوجه إلى الغرفة بهلع ليُصعقوا جميعا عندما وجدوا " عز " مُلقِاً على الأرض غائبا عن الوعى وتلك الدماء تسيل منه دون توقف ، لتصيح " زيزى " بزعر صارخة بصدمة :
" أيه ده!! فيه أيه؟! عز "
صاح " أنس " بزعر وهلع لا يقل شيء عنهم ، فهو صديقه الوحيد والمقرب ويعتبر اخيه ، ليصيح صارخا :
" شلوا معايا على العربية بسرعة ، لازم ننقله المستشفى حالا "
أسرع كلا من " أنس " و " ماجد " و " ذياد " فى حملِ " عز " والنزول به إلى السيارة ، بينما " منى " و " زيزى " قاما باللحاق بهم إلى السيارة :
دلف " أنس" سيارتة بصحبة " ذياد " بعد أن قاموا بوضع " عز " داخلها مُتجهين نحو المشفى وسيلحقا بهم " منى " و " زيزى " بسيارة " ماجد "
توقف " أنس " بالسيارة أمام إحدى المستشفيات وقام بأحضار ذلك السرير المتحرك وقام بوضع صديقه عليه بمساعدة أحد الممرضين مُتجها نحو قسم الطوارئ لكى يطمئنوا على عز ..
______
أنتهت خطبة " حازم " و " ندا " ورحل جميع من فى القاعة ، بينما لأحظت " ندا " عدم وجود عائلة " عز " باكملها ، فأزدادت ضربات قلبها فهو منذ كثير من الوقت تشعر أن هناك أمراً سئ وتشعر أن " عز " ليس بخير ، لتسرع " ندا " نحو والدتِها وعلى وجهها ملامح القلق رادفة بأستفسار :
" ماما هى فين طنط منى و زيزى والباقين!! ، مش ظاهرين بقالهم فترة!! هما روحوا قبلنا ولا ايه ؟! "
لأحظت " هدى " فزع أبنتها والذى سوف يتحول إلى كارثة إذا علمت بخبر أختفاء " عز " الأن وأصبحت متأكدة من ذلك بعد ما أعترفت لها أبنتها بحبها له ، عزمت " هدى " على إخفاء الأمر عن أبنتها وعدم إخبارها بالسبب الحقيقى رادفة بهدوء :
" أه يا حبيبتى روحوا ، أصل طنطك منى صدعت شويه من الأغانى فروحوها كلهم "
يتبع ...
نهضت " ندا " من مقعدها مُتجهة للرقص بصحبة " حازظ " ولكن بشرط عدم الأقتراب الزيادة عن الأزم منها وأن يلتزم حدوده ، غضب " حازم " جدا من أفعال تلك الفتاة التى لا تسمح له بالقيام معها بأى شيء يحدث بين أى عروسين على عكس ما كانت تسمح به ل "عز " وهو قد سبق وراء هذا الشيء بعينيه ، ولكنه سريعا ما قام بأخفاء ذلك الغضب ، فهو لا يريد أن يجعلها ترأ وجهه الأخر من الأن ، بينما لم يُعارض احد على ما قالته " ندا " لان هذا حقها وليس عليها خطا...
بدا " حازم " و " ندا " بالرقص معا على موسيقى هادئة وسريعا ما أنخفضت الأضواء حولهم لكى تُهئ لهم ذلك الجو الرومنسى ، بينما كان " عز " يقف فى نهاية قاعة الزفاف ويشعر بأن قلبه على وشك أن يخرج من بين ضلوعه ، يبكى بداخله على حبيبته وهى تتمايل أمامه باحضان رجل أخر ، أزداد غضب " عز " وأشتعلت به النيران عندما حمل " حازم " " ندا " بين يديه وأخذ يلتف بها عدة مرات مُعبرا للجميع عن مدى سعادة بإنتصارة
بينما أنزعجت " ندا " كثيرا مما فعله " حازم " دون أن يستاذنها هذا الذى فعله لم تتخيل أن يقوم بذلك الشئ ، شعرت " ندا " بكثير من الغضب بسبب اقترابه منها إلى ذلك الحد ، ولكنها لم تُلفت إليها الأنظار كى لا تثير الجدل ، حتى أنه لم يلاحظ احدا غضبها وخصوصا " عز "
خرج " عز " من القاعة بل من الفندق بأكمله سريعا مُتجها نحو سيارتة وهو يشعر بكثير من الأختناق ، مُتألما بسبب ذلك القلب الذى يصرخ بين ضلوعيه باكيا ومقهورا على هذا الحب الذى تحول بغمضة عين إلى سراب وكراهية
صعد " عز " سيارته سريعا وأنطلق بسرعة البرق مبتعدا عن هذا العذاب وذلك الألم الشديد الذى لا يرأف به والذى لن يتحمله ، بعد قليل توقف " عز " بسيارته أمام بيتِه ثم ترجل من السيارة صاعدا إلى شقته ، وسريعا ما دلف " عز " غرفتِه وظل يُكسر فى كل شئ ويصرخ بكثير من الوجع والغضب وقلة الحيلة ، فهى أثبتت له أنها لم تكن تُحبه هو منذ البداية ، أكدت له أنها كانت تتلاعب بمشاعرة وحبه لها ، ليصيح " عز " وهو يُكسر كل شيء تقع عينه عليه وهو يبكى بحرقة قلب صارخا بحنق وضيق صدر :
" ليه يا ندا ليه!! ، دا أنا حبيتك!! ، ليه عملتى فيا كده !! هو ده تمن الحب اللى أنا حبتهولك! ، هو ده جزاء قلبى اللى مشفش فى الدنيا واحدة غيرك!، ليه تعملى فيا كده ليه !! ليه يا ندا ليييييه ؟! "
ظل "عز " يُكسر فى كل شيء بغرفته ويصرخ بغضب مُحاولا أن يُعبر عن حجم الألم الذى يحمله وتلك الحسرة التى بداخله بسبب تلك الخيانة الذى تعرض لها ، وقف " عز " أمام المرأة بغضب شديد وألتقط زجاجة العطر الخاصة به وألقى بها على تلك المرأة لتُحطم جميها إلى أشلاء وصوت تحطيمها ملاء المكان ، ولكنه ليس أعلى من صراخ ذلك المُتألم الذى ظل يصرخ بوجع وقلة حيلة :
" اااااااه نداااااا ليه يا ندا !! ليه عملتى فيا كده !! أنا عشقتك وشلتك فى قلبى وحافظت عليكى!! ، ليه عملتى فيا كده!! ، ليه كسرتينى ووجعتى قلبى وخلتينى كاره الحياه وكاره نفسى وكارك ، ليه يا ندا ليه يا ندااا!! "
سقط " عز " أرضا فاقدً للوعى لا يشعر بشئً من حوله من شدة صراخيه ، حقا كان يصرخ بحدة مُحالا إخراج ذلك الألم من داخله ، ولكنه جسده لم يحتمل ضعفة وإنكسارة وسقط فاقدا كل قواه بالأضافة إلى ذلك العقل الذى يتمنى أن يتوقف شفقة على ذلك القلب الذى لم يعد يحتمل كل تلك الأوجاع...
_______
كانت " زيزى " تتنقل فى جميع أركان القاعة وخاجها باحثة عن شقيقها " عز " بعد أن لأحظت إختفاءه وعدم تواجده بالقاعة باكملها ، أمتلئ شعور القلق قلب " زيزى " التى أسرعت فى التوجه ناحية " أنس " الذى كان هو الأخر يبحث عن صديقه " عز " ، تقدمت إليه " زيزى " بسرعة ويبدوا عليها الفزع رادفة بقلق :
" لو سمحت يا أنس "
إلتفت إليها " أنس " مُطالعها باهتمام وكانه كان ينتظر مجِئها ولكنه شعر بالارتباك بسبب هذا القلق الواضح عليها ليردف بأستفسار :
" أيوه يا زيزى، خير فيه حاجه ؟! "
أكملت " زيزى " بقلق مُمزح بطيف خجل من نظرته المتمة تلك التى جعلتها للحظة إنها ترغف فى رؤيتها إلى باقى العمر ، ولكنها تذكرت ذلك الشيء التى أتت لأجله رادفة بأستفسار :
" هو عز فين يا أنس ؟! انا مش لاقياه فى القاعة خالص !! :
أنتبه " أنس " إليها ليشعر وكانه كان يحلم واستيقظ ليردف بأستفسار :
" أنا كمان كنت بدور عليه بقالى ساعة بس مش لاقيه ، مش عارف أختفى راح فين ده ؟! "
ازداد قلق " زيزى " وقد أخذت مخيلتها تصور لها كثير من الأشياء السيئة ، ولكنها نفضتها من راسها موجه حديثها نحو " أنس " رادفة بأرتباك :
" يعنى أيه !! "
لاحظ " أنس " زيادة قلقها وإرتباكها ، ليحاول تهدئتها رادفا بهدوء :
" متخافيش يا زيزى ، أكيد هنا ولا هنا ، تعالى ندور عليه وإن شاء الله هنلاقيه "
توجه كلا من " زيزى " و " أنس " ليبحثان عن " عز " فى كل مكان ولكن دون فائدة ، شعرت " زيزى " بالفزع الشديد على شقيقها خوفا من أن يكون فعل بنفسه شيئا ، فهى تعلم انه يُحب " ندا " كثيرا كما تعلم أن هذا اليوم لم يكن سهلا عليه أبدا ولن يمر مرار الكرام
أخرج " أنس " هاتفة ليتصل على " عز " بعد أن قام بالبحث عنه فى كل مكان ولم يجده ، ولكن دون جدوه فهاتف " عز " كان مغلقا ، أرتعبت " زيزى " كتيرا على أخيها و " أنس " أيضا تملك منه الشعور بالقلق على صديقه ، لتعقب " زيزى " بعد أن فقدت الأمل رادفة بلهفة وعجلة :
" لا كده كتير ، أنا لازم أقول ل ماما وبابا حالا "
أسرعت " زيزى " متجه نحو والديها ويتبعها " أنس " ايضا ، أخبرت " زيزى " والديها بعدم وجود " عز " بالقاعه وأن هاتفه مغلق ولا يعلم احد أين هو منذ أكثر من ساعة ، فزع والديها فهما يعرفان " عز " جيدا ويعرفان مقدار حبه ل " ندا " ، لتصيح " منى " بكثير من الخوف وقد أوشكت على البكاء رادفة بلهفة :
" يعنى أيه !! أبنى راح فين ؟! "
حاول " ماجد " تهدئتها مُعقبا بهدوء :
" أهدى يا منى مش كده ، أكيد زمانه روح البيت "
عقبت " منى " بأندفاع ناتج عن خوفها ورعبها على أبنها رادفة بعجلة وسرعة :
" أومال تليفونه مقفول ليه يا ماجد!! "
شعر " ماجد " بطيف من القلق ولكنه أستطاع أن يجعله ألأ يسيطر عليه معقبا بإحسام للأمر رادفا بعزم :
" يله نروح ولى البيت نشوف فى أيه!! "
أسرعت عائلة " عز " بالأسعداد للخروج من القاعة للأطمئنان علي ابنهم ، بينما لأحظت " هدى " توجهم للخروج من القاعة لتُسرع هى الاخرى باللحاق بهم لتعرف ما الامر! ! ولماذا يبدوا عليهم القلق هكذا ؟! لتعقب " هدى " بأستفسار موجهة حديثها نحو " منى " رادفة بلهفة وقلق :
_ فى أيه يا منى ؟! رايحين فين كده بسرعة !! "
حاولت " منى " أن لا تقلق " هدى " فهى تعلم مقدار حبها ل " عز " وأنها تعتبرة مثل " معاذ " أبنها تماما ، وإذا علمت بالأمر يمكن أن تأتى معهم وهذا سوف يُخرب حفل الخطبة ، لتردف " منى " بهدوء مصطنع :
" مغيش يا هدى رايحين نجيب حاجه كده "
أدركت " هدى " أن صديقتها تكذب عليها وتحاول أن تخفى شيئا عنها ، لتشعر " هدى " بالقلق رادفة باستفسار :
" رايحين تجيبوا حاجه كلكوا !! ، فى أيه يا منى ؟! "
صاحت " منى " بعد أن فقد قدرتها بأصطناع القوة وقد ظهر عليها ملامح الخوف والزع رادفة بلهفة :
" مش لاقين عز يا هدى ، مش عارفة راح فين حتى تليفونه مقفول ، هنروح نشوفه يمكن يكون روح البيت ، انا خايفة عليه أوى يا هدى وقلبى مقبوض "
سيطر الخوف والقلق على قلب " هدى " هى الأخرى وقد نست أين هى وماذا تفعل ، لتردف بقلق ولهفة :
" إن شاء الله خير يا منى ، أنا جايا معاكوا "
صاح بها " ماجد " مُفوقا إياها رادفا بأستفسار :
" تيجى معانا فين يا هدى ، أنتى ناسية أنك فى خطوبة بنتك ، خليكى جمب البنت ، أحنا هنروح وهنبقا نطمنك إن شاء الله متقلقيش "
أستوعبت " هدى " ما قالته وإنها لا تستطيع أن تذهب معهم وتترك أبنتها ، لتعقب باستسلام رادفة بموافقة :
" طيب يا جماعة بس متنسوش تطمنونى على عز بالله عليكوا "
أومأت لها " منى " رادفة بأمتنان :
" حاضر يا حبيبتى ، سلام "
خرج جميع أسرة " عز " بصحبة " أنس " مُتجهين نحو البيت للأطمئنان على " عز " والجميع يتمنى أن يكون بخير ..
_______
وصلوا جميعا إلى البيت لتدلف " منى " شقتها بلهفة مُتجهة نحو غرفتة " عز " لتبحث عنه ، وما إن دلفت الغرفة ورأته حتى كادت أن تفقد وعيها من هول صدمتها ، لتصرخ " منى " بأستغاسة رادفة بزعر :
" عز الحقونى ، يا ماااجد ألحقنى ، أبنى "
أسرع الجميع بالتوجه إلى الغرفة بهلع ليُصعقوا جميعا عندما وجدوا " عز " مُلقِاً على الأرض غائبا عن الوعى وتلك الدماء تسيل منه دون توقف ، لتصيح " زيزى " بزعر صارخة بصدمة :
" أيه ده!! فيه أيه؟! عز "
صاح " أنس " بزعر وهلع لا يقل شيء عنهم ، فهو صديقه الوحيد والمقرب ويعتبر اخيه ، ليصيح صارخا :
" شلوا معايا على العربية بسرعة ، لازم ننقله المستشفى حالا "
أسرع كلا من " أنس " و " ماجد " و " ذياد " فى حملِ " عز " والنزول به إلى السيارة ، بينما " منى " و " زيزى " قاما باللحاق بهم إلى السيارة :
دلف " أنس" سيارتة بصحبة " ذياد " بعد أن قاموا بوضع " عز " داخلها مُتجهين نحو المشفى وسيلحقا بهم " منى " و " زيزى " بسيارة " ماجد "
توقف " أنس " بالسيارة أمام إحدى المستشفيات وقام بأحضار ذلك السرير المتحرك وقام بوضع صديقه عليه بمساعدة أحد الممرضين مُتجها نحو قسم الطوارئ لكى يطمئنوا على عز ..
______
أنتهت خطبة " حازم " و " ندا " ورحل جميع من فى القاعة ، بينما لأحظت " ندا " عدم وجود عائلة " عز " باكملها ، فأزدادت ضربات قلبها فهو منذ كثير من الوقت تشعر أن هناك أمراً سئ وتشعر أن " عز " ليس بخير ، لتسرع " ندا " نحو والدتِها وعلى وجهها ملامح القلق رادفة بأستفسار :
" ماما هى فين طنط منى و زيزى والباقين!! ، مش ظاهرين بقالهم فترة!! هما روحوا قبلنا ولا ايه ؟! "
لأحظت " هدى " فزع أبنتها والذى سوف يتحول إلى كارثة إذا علمت بخبر أختفاء " عز " الأن وأصبحت متأكدة من ذلك بعد ما أعترفت لها أبنتها بحبها له ، عزمت " هدى " على إخفاء الأمر عن أبنتها وعدم إخبارها بالسبب الحقيقى رادفة بهدوء :
" أه يا حبيبتى روحوا ، أصل طنطك منى صدعت شويه من الأغانى فروحوها كلهم "
يتبع ...