الفصل 11
معدنا مع الفصل والتأخير لظرف خاص
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل النهاردة مهم جدا، ومرهق نفسيا، أخد مني وقت كبير في ترتيبه وتنسيقه، ده غير الوقت اللي أخذه في الكتابة، فرجاء أنا مش بطلب حاجة غير تفاعل كويس يقدر مجهودي، بعتذر للإطالة، اسيبكم مع الفصل
الفصل الحادي عشر
كانت تجلس بغرفتها تنتظر ذهاب أخيها لمخطوبته.. عقب قدومه من عمله.. كانت تريد الحديث معه قليلا.. ولكنها قررت الانتظار حتى ينهى الأمور بينه وبين مخطوبته على خير حال.. كانت بداخلها تشعر قليلا بذنب تجاه أخيها الأكبر.. تعلم جيدا أن من حقه أن يتزوج.. ويعيش حياته سعيدا.. لكنها تشعر أن وجودها أصبح يمثل ثقلا عليه.. رغم أنه يظل يخبرها أنهلن يتركها مهما حدث، ومهما تعددت الأسباب.. أصبحت تشعر أنها كالطير يتلقفه الرياح.. رغم عدم شعورها بالراحة تجاه هذه الفتاة التي تعد مخطوبة أخيها.. إلا أنها لا تستطيع أن تقف بوجه سعادة شقيقها، تفق من سيل أفكارها على حديث أخيها.. كان يتحدث وهو يهندم ثيابه استعدادا للمغادرة
محمد : رؤى حبيبتي أنا ماشي، خلي بالك من نفسك.. وانا بإذن الله مش هغيب
تجيبه بابتسامة بسيطة.. رؤى: ربنا معاك يا أبيه.. متقلقش عليا.. انت بس اضبط الأمور معاها.. وكل شيء هيكون كويس بأمو الله
محمد: بأمر الله، يلا سلام عليكم
رؤى : وعليكم السلام.. ربنا معاك يا أبيه
يخرج من المنزل بخطىً رتيبة.. متجها نحو منزل صديقه.. بداخله تدور الاف الكلمات التي انتقاها حتى يتمكن من وضع الأمور بمسارها الصحيح، لم يدرك وصوله إلا عندما نبهه أخيها الصغير أثناء لعبه أمام المنزل كعادة الأطفال، يخبره أنه علم بمجيئه اليوم لذا قد ترك له الباب غير مغلق بالكامل، يعلم جيدا خطأ الصغير، لكنه لن يدخل إذا ما كان أخيها بالداخل،
يكمل خطاه متجها نحو الأعلى... ولكن قبيل وضع يده لدق جرس الباب.. استمع لما جعله يقف كالصنم في موضعه.. لم يستطع الحركة من هول الكلمات التي استمع إليها...
كانت هي بالداخل تتحدث مع والدتها بحديث يدور محوره حول حياتها معه.. وماذا تنوي بعد ذلك
سناء : بت يا جميلة انتِ عارفة هتتكلمي مع محمد في إيه لما ييجي.. ولا انتي ناوية تكملي عك
جميلة: عك إيه يا ماما.. أنا مش هسيب محمد.. وإن كان على أخته اللي واقعة ليا في البخت.. أنا عارفة ازاي هطفشها.. لما اتجوز محمد أنا عارفة أنا هعمل إيه كويس
سناء: هتعملي إيه.. انتي ناوية تخليه يرمي أخته يا بت.. يبقي انتي متعرفيش محمد.. محمد يستحيل يعمل كدة حتى لو متجوز ملكة جمال يا بنت بطني
جميلة: أنا مش هخليها تفضل معايا أبدا.. مش كفاية هي السبب في اني جوازي يتأخر من أخوها
سناء: طب قفلي على كلامك ده وراضي خطيبك بدل ما يسيبك ويطفش
جميلة : مش هيقدر أصلا...
وعند هذه النقطة لم يعد يحتمل سماع المزيد من هذه الترهات التي تؤذي مشاعره، في هذه اللحظة يشعر أنه أحمقا كبيرا، كيف لم يستطع أن يميز شخصية الفتاة التي اختارها حتى تصير شريكة حياته، ليقرر الدخول ولكنه قرر طرق الباب أولا.. ليخيل إليهم أنه لم يستمع لحديثهم.. ترحب به والدتها وتدعوه للدخول.. بعد ما أمدت له أن صديقه بالداخل..
عقب دخوله يجلس أمامها، لا يعلم كيف لم يرى هذه العقلية وكيف تفكر من قبل، هل كان كالمغيب كل هذه الفترة،
تتعجب من نظرته إليها، لتبادر بالحديث: محمد أنا سفة، معلش أرجوك متزعلش مني، يعتي دي كانت لحظة طيش، وانا مكنتش مدركة للي بقوله، سامحني
ينظر لها نظرة سخرية، ألهذه الدرجة تستطيع التمثيل، لا ينكر أنه لو لم يكن قد استمع لحديثها منذ ثوان كان ليصدقها
محمد : لا يا جميلة مفيش داعي للاعتذار، أنا اللي جاي أعتذر لك عن كل حاجة
تنظر له بتعجب.. جميلة : بتعتذر على إيه يا محمد! ده أنا اللي غلطت واللي المفروض أعتذر!
محمد : يجيبها ولا زالت نظرته لم تتبدل.. بعتذر لأني مش هقدر اربطك معايا كل الفترة دي وانت ملكيش ذنب، أنا مش هقدر اسيب أختي غير لما اطمن عليها، وفي نفس الوقت مش هقدر اربطك جنبي، انتي تستحقي واحد أحسن مني، واحد تكون ظروفه كويسة يحقق لك مرادك بسهولة
صدمة كانت من نصيبها هذه المرة.. صدمة ألجمتها، ليظل حديث عقلها يخبرها غن مخططاتها ذهبت هباءاً،
جميلة: محمد أنا....
يقطع حديثها نهوضه من محله يخلع دبلته ويضعها أمامها على الطاولة المستديرة،
محمد : مفيش داعي تقولي حاجة، أنا أسف حرام عليا لما اتسبب لك في أذي، عن إذنك
يغادر سريعا من هذا المكان بعدما أوشكت أنفاسه أن تذهب، لم يستطع البقاء دقيقة أخرى
في اليوم التالي يوم مليء بالألم للجميع، لم يكن لأحد ما معرفة ما يدور في اليوم التالي يوم مليء بالألم للجميع، لم يكن لأحد ما معرفة ما يدور خلال يومه، هل توقع أحدنا أن يكون يومه سيء أم جيد، لو علم الجميع لصار الجميع يبحث عن يوم سعده، لكن هذا اليوم ترك بصمة في قلوب، وعقول الجميع،
كانت تجلس على إحدى المقاعد شاردة، لا تدري ماذا حدث حتى يعود أخيها سريعا، ويخبرها بفسخ الخطبة، وأنه لن يكمل والأفضل الانفصال، حاولت معه مثيرا معرفة الأسباب التب جعلته يلجأ لهذا الأمر; بدلا من أن يصلح الأمر كما كان سبب ذهابه، تفق من شرودها على صوت صديقتها هنا تناديها من مسافة ليست ببعيدة، تتجه نحوها بخطىً هادئة، تجلس لجوارها، وعندما وجدتها هكذا بدأت في سؤالها عما بها
هنا : بنبرة قلقة، مالك يا رؤى، عيونك زائغة كدة وحساك تائهة، مالك حاجة حصلت ولا إيه؟!
تنظر بنظرة ضائعة، بها بوادر الذنب، تلمع الدموع بعينيها السوداء، رؤى: أنا مخنوقة أوي يا هنا، امبارح أبيه محمد كان رايح عشان يتكلم مع خطيبته ويتفقوا على الوضع بتاعنا لأنها كانت عاوزة تقدم معاد الجواز، بس أبيه محمد رفض عشاني، وامبارح راح ورجع عل طول، وكان زعلان والحزن باين على وشه، ولما سألته قالي إنه فسخ الخطوبة، وقالي مفتحش سيرة في الموضوع ده تاني، حاسة إني السبب في كل اللي حصل
لتنهمر دموعها على صفحات وجهها، كشلال ينبوع ماء راقد، وهي رغم صدمتها إلا أنها لجأت سريعا لمواساتها، تشعر بالألم لرؤية رفيقتها هكذا،
هنا : متزعليش يا رؤى، هو انتي اللي كنتي قلتي له يسيبها، ولا هو اللي خد القرار من نفسه، انتي بتقولي انه كان رايح يصلح الأمور بينهم، حاجة فعلا غريبة اللي تخليه يأخذ القرار ده بالسرعة دي!
رؤى: ده اللي بقوله يا هنا، خائفة اكون أنا السبب، وأكون انا اللي تسببت بدمار حياة اخويا اللي رباني
هنا: بتعجب ألا صحيح يا رؤى انتي مقلتيش هو باباكي ومامتك فين! على طول بتقولي أخوكي اللي رباكي، أما والدك، ووالدتك، فين!
رؤى: بدموع أكثر، بابا وماما اتوفوا من زمان وأبيه محمد هو اللي رعاني وحافظ عليا، علمني ، كان ليا كل حاجة
هنا : أنا أسفة يا رؤى مقصدش، وياستي متزعليش من النهاردة هعرفك على بابايا ومامتي واعتبريهم أهلك، وأنا أختك
بس بلاش أبيه سليم، ده عسل هجوزه لك، مش خسارة فيك يا أم العيون السود
تنفرج شفتاها عن ابتسامة بسيطة، لتكمل هنا،
-وانتي تجوزيني أخوك وينوبك فيه ثواب بدل ما تقولي أنا السبب، اهه عروسة لقطة
وعند هذا الحد تنفجر ضاحكة، لتمر دقائق قليلة ويكملا يومهما الدراسي
وفي دولة كندا كان يرتب ثيابه بعناية، داخل حقيبة كبيرة، فقد قرر المغادرة عقب محادثته مع والده ليلة أمس، مان يعلم منذ البداية أن قرار والده المفاجئ هذا سيكون له تبعات، وهاقد بدأت بالظهور، كان يعلم أن من الصواب العودة للبحث عن أولاد عمومته، لكن هل سيرضون ويتقبلون العذر الذي جعلهم يغادرون البلاد، وتركهم بمفردهم، والأمر الذي زاد من حيرته هو حديث والده، ليتذكر المكالمة التي دارت بينه وبين والديه ليلة أمس
" سليم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازيك يابابا، حضرتك كويس
مصطفى : بخير يا سليم يا حبيبي، انت عامل ايه، خلصت ولا لسة
سليم : والله لسة يا بابا، رائف كان بيقول لحضرتك يفضل هو في الفرع اللي هنا بدال منخسره، وهو له مكانته زي ما حضرتك عارف، وانا انزل أبدأ الشغل عندك
يجيبه بعد تنهيدة وصل صداها له : إنت لازم تنزل يا سليم، وخلي رائف عندك يتصرف
سليم : ليه يا بابا إيه اللي حصل!
مصطفى : خالك حسن بقاله فترة يكلمني وعاوز يجي يشوف والدتك ويشوفكم، ووالدتك رافضة تقابل حد منهم نهائي،
وكمان لسة مفيش أخبار عن ولاد عمك، وأنا مخنوق، كنت فاكر إن الأمور هتمشي بسلاسة، لكن للأسف كل مادى تتعقد
سليم : حضرتك عارف من البداية إن الموضوع مش سهل أبدا يا بابا، على العموم أنا هحجز واجي لحضرتك في أقرب وقت، بس خلي بالك من نفسك، يلا في رعاية الله
بعد غلق الهاتف ظل مترددا في طلبه كثيرا، لكن حسام صديقه وحده من يستطيع مساعدته، سوف يطلب منه أن يطلب من مروان رفيقه البحث عنهم، لا يوجد حل آخر، ليرفع هاتفه مقررا طلب رقم رفيقه، وبعد ثوان معدودة كان أتاه الرد
حسام: أهلا يا سليم ازيك يا بني، إيه خلاص خلصت مصلحتك وطنشتني
ليجيبه بضحكة رجولية : لا والله بس مشغول عاوز اخلص عشان انزل، انت عارف بابا مبقاش له في الشغل الثقيل ده، ميقدرش يواصل عليه
حسام : يا سيدي ربنا يديله الصحة يارب، المهم إيه سبب الاتصال المفاجئ ده
سليم :حسام أنا طالب منك خدمة عمري ما هنساها لك طول عمري
حسام : خدمة إيه يا سليم! قول يا ابني انت قلقتني
سليم: في الحقيقة أنا ليا ولاد عم بندور عليهم من زمان، حصلت حادثة وفقدناهم، وبابا فضل يدور عليهم فترة لحد ما عرف إنهم عائشين، بس هما في خطر، وفضلنا سنين ندور عليهم لكن للأسف ملقينهمش، هما المفروض حاليا يكون عندهم 28 سنة ده الكبير، والصغيرة تقريبا 19 أو 20 سنة، ممكن يعني تطلب من مروان يشوف ليا الموضوع ده، وهكون شاكر لك طول عمري
حسام : بس يا هبل خدمة إيه، والله انت لو قدامي لضربك، عادي بكرة أكلم مروان واخليه يشوف لك الموضوع، بس ابعت ليا أسمائهم بالتفصيل وملكش دعوة
سليم :تسلم يا صاحبي، أسمائهم " محمد محمود الألفي، وأخته رؤى محمود الألفي"
كام يخبره بالأسماء ولكنه لم يدري عن الصدمة التي تملكته، وشلت حواسه، صمت قليلا حتى ظن الطرف الآخر عن انقطاع المكالمة، ليبعد الهاتف عن أذنه ليرى المكالمة لا زالت مستمرة، ليناديه مرة أخرى
- إيه يا حسام روحت فين، ألوو، انتبه للهاتف في يده وقرر الإجابة
حسام: أيوة معاك يا سليم، انت متأكد من الأسماء كدة مضبوط اديها لمروان، متقلقش انت،
بس انت مقرر هتيجي امتى؟
سليم : في أول طيارة بإذن الله، بس الوضع هنا صعب شوية، يعني ممكن أدامي أسبوع، على حفلة عيد ميلاد هنا هكون موجود
حسام : يتحدث ساخرا، يعني أنا عارف عيد ميلاد هنا ده إمتي! يا ذكي
سليم : بضحكة عالية، أه صح معاك حق، ده هيكون بعد يومين يا باشا
حسام : اه قول كدة، مش تقولي يوم عيد ميلاد هنا، خلاص كدة يلا انت سلام، وأنا هضبط لك الدنيا، وبإذن الله تيجي تلاقينا جبناهم لك
ويغلق المحادثة عقب هذا،
يقطع أفكاره دخول صديقه للغرفة محدثا إياه عن موعد سفره وسبب هذا القرار المفاجئ
رائف : خلاص جهزت كل حاجة يسليم، وهتمشي بكرة
يجيبه وهو يرتب أغراضه، سليم: أيوة بإذن الله، وانت خلص وحصلني، أنا خدت رنا معايا عشان ميحصلش صدام تاني بينكم، وبما تيجي مصر أوعدك أعلمها لك الأدب
رائف: خلاص مبقتش تفرق
انتهى الفصل
عاوزة اعرف توقعاتكم للفصل الجاي
وعاوزة اعرف رأيكم، ويا ترى نجلاء واحمد هينجوا من خطة نيهال، ولا..........
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل النهاردة مهم جدا، ومرهق نفسيا، أخد مني وقت كبير في ترتيبه وتنسيقه، ده غير الوقت اللي أخذه في الكتابة، فرجاء أنا مش بطلب حاجة غير تفاعل كويس يقدر مجهودي، بعتذر للإطالة، اسيبكم مع الفصل
الفصل الحادي عشر
كانت تجلس بغرفتها تنتظر ذهاب أخيها لمخطوبته.. عقب قدومه من عمله.. كانت تريد الحديث معه قليلا.. ولكنها قررت الانتظار حتى ينهى الأمور بينه وبين مخطوبته على خير حال.. كانت بداخلها تشعر قليلا بذنب تجاه أخيها الأكبر.. تعلم جيدا أن من حقه أن يتزوج.. ويعيش حياته سعيدا.. لكنها تشعر أن وجودها أصبح يمثل ثقلا عليه.. رغم أنه يظل يخبرها أنهلن يتركها مهما حدث، ومهما تعددت الأسباب.. أصبحت تشعر أنها كالطير يتلقفه الرياح.. رغم عدم شعورها بالراحة تجاه هذه الفتاة التي تعد مخطوبة أخيها.. إلا أنها لا تستطيع أن تقف بوجه سعادة شقيقها، تفق من سيل أفكارها على حديث أخيها.. كان يتحدث وهو يهندم ثيابه استعدادا للمغادرة
محمد : رؤى حبيبتي أنا ماشي، خلي بالك من نفسك.. وانا بإذن الله مش هغيب
تجيبه بابتسامة بسيطة.. رؤى: ربنا معاك يا أبيه.. متقلقش عليا.. انت بس اضبط الأمور معاها.. وكل شيء هيكون كويس بأمو الله
محمد: بأمر الله، يلا سلام عليكم
رؤى : وعليكم السلام.. ربنا معاك يا أبيه
يخرج من المنزل بخطىً رتيبة.. متجها نحو منزل صديقه.. بداخله تدور الاف الكلمات التي انتقاها حتى يتمكن من وضع الأمور بمسارها الصحيح، لم يدرك وصوله إلا عندما نبهه أخيها الصغير أثناء لعبه أمام المنزل كعادة الأطفال، يخبره أنه علم بمجيئه اليوم لذا قد ترك له الباب غير مغلق بالكامل، يعلم جيدا خطأ الصغير، لكنه لن يدخل إذا ما كان أخيها بالداخل،
يكمل خطاه متجها نحو الأعلى... ولكن قبيل وضع يده لدق جرس الباب.. استمع لما جعله يقف كالصنم في موضعه.. لم يستطع الحركة من هول الكلمات التي استمع إليها...
كانت هي بالداخل تتحدث مع والدتها بحديث يدور محوره حول حياتها معه.. وماذا تنوي بعد ذلك
سناء : بت يا جميلة انتِ عارفة هتتكلمي مع محمد في إيه لما ييجي.. ولا انتي ناوية تكملي عك
جميلة: عك إيه يا ماما.. أنا مش هسيب محمد.. وإن كان على أخته اللي واقعة ليا في البخت.. أنا عارفة ازاي هطفشها.. لما اتجوز محمد أنا عارفة أنا هعمل إيه كويس
سناء: هتعملي إيه.. انتي ناوية تخليه يرمي أخته يا بت.. يبقي انتي متعرفيش محمد.. محمد يستحيل يعمل كدة حتى لو متجوز ملكة جمال يا بنت بطني
جميلة: أنا مش هخليها تفضل معايا أبدا.. مش كفاية هي السبب في اني جوازي يتأخر من أخوها
سناء: طب قفلي على كلامك ده وراضي خطيبك بدل ما يسيبك ويطفش
جميلة : مش هيقدر أصلا...
وعند هذه النقطة لم يعد يحتمل سماع المزيد من هذه الترهات التي تؤذي مشاعره، في هذه اللحظة يشعر أنه أحمقا كبيرا، كيف لم يستطع أن يميز شخصية الفتاة التي اختارها حتى تصير شريكة حياته، ليقرر الدخول ولكنه قرر طرق الباب أولا.. ليخيل إليهم أنه لم يستمع لحديثهم.. ترحب به والدتها وتدعوه للدخول.. بعد ما أمدت له أن صديقه بالداخل..
عقب دخوله يجلس أمامها، لا يعلم كيف لم يرى هذه العقلية وكيف تفكر من قبل، هل كان كالمغيب كل هذه الفترة،
تتعجب من نظرته إليها، لتبادر بالحديث: محمد أنا سفة، معلش أرجوك متزعلش مني، يعتي دي كانت لحظة طيش، وانا مكنتش مدركة للي بقوله، سامحني
ينظر لها نظرة سخرية، ألهذه الدرجة تستطيع التمثيل، لا ينكر أنه لو لم يكن قد استمع لحديثها منذ ثوان كان ليصدقها
محمد : لا يا جميلة مفيش داعي للاعتذار، أنا اللي جاي أعتذر لك عن كل حاجة
تنظر له بتعجب.. جميلة : بتعتذر على إيه يا محمد! ده أنا اللي غلطت واللي المفروض أعتذر!
محمد : يجيبها ولا زالت نظرته لم تتبدل.. بعتذر لأني مش هقدر اربطك معايا كل الفترة دي وانت ملكيش ذنب، أنا مش هقدر اسيب أختي غير لما اطمن عليها، وفي نفس الوقت مش هقدر اربطك جنبي، انتي تستحقي واحد أحسن مني، واحد تكون ظروفه كويسة يحقق لك مرادك بسهولة
صدمة كانت من نصيبها هذه المرة.. صدمة ألجمتها، ليظل حديث عقلها يخبرها غن مخططاتها ذهبت هباءاً،
جميلة: محمد أنا....
يقطع حديثها نهوضه من محله يخلع دبلته ويضعها أمامها على الطاولة المستديرة،
محمد : مفيش داعي تقولي حاجة، أنا أسف حرام عليا لما اتسبب لك في أذي، عن إذنك
يغادر سريعا من هذا المكان بعدما أوشكت أنفاسه أن تذهب، لم يستطع البقاء دقيقة أخرى
في اليوم التالي يوم مليء بالألم للجميع، لم يكن لأحد ما معرفة ما يدور في اليوم التالي يوم مليء بالألم للجميع، لم يكن لأحد ما معرفة ما يدور خلال يومه، هل توقع أحدنا أن يكون يومه سيء أم جيد، لو علم الجميع لصار الجميع يبحث عن يوم سعده، لكن هذا اليوم ترك بصمة في قلوب، وعقول الجميع،
كانت تجلس على إحدى المقاعد شاردة، لا تدري ماذا حدث حتى يعود أخيها سريعا، ويخبرها بفسخ الخطبة، وأنه لن يكمل والأفضل الانفصال، حاولت معه مثيرا معرفة الأسباب التب جعلته يلجأ لهذا الأمر; بدلا من أن يصلح الأمر كما كان سبب ذهابه، تفق من شرودها على صوت صديقتها هنا تناديها من مسافة ليست ببعيدة، تتجه نحوها بخطىً هادئة، تجلس لجوارها، وعندما وجدتها هكذا بدأت في سؤالها عما بها
هنا : بنبرة قلقة، مالك يا رؤى، عيونك زائغة كدة وحساك تائهة، مالك حاجة حصلت ولا إيه؟!
تنظر بنظرة ضائعة، بها بوادر الذنب، تلمع الدموع بعينيها السوداء، رؤى: أنا مخنوقة أوي يا هنا، امبارح أبيه محمد كان رايح عشان يتكلم مع خطيبته ويتفقوا على الوضع بتاعنا لأنها كانت عاوزة تقدم معاد الجواز، بس أبيه محمد رفض عشاني، وامبارح راح ورجع عل طول، وكان زعلان والحزن باين على وشه، ولما سألته قالي إنه فسخ الخطوبة، وقالي مفتحش سيرة في الموضوع ده تاني، حاسة إني السبب في كل اللي حصل
لتنهمر دموعها على صفحات وجهها، كشلال ينبوع ماء راقد، وهي رغم صدمتها إلا أنها لجأت سريعا لمواساتها، تشعر بالألم لرؤية رفيقتها هكذا،
هنا : متزعليش يا رؤى، هو انتي اللي كنتي قلتي له يسيبها، ولا هو اللي خد القرار من نفسه، انتي بتقولي انه كان رايح يصلح الأمور بينهم، حاجة فعلا غريبة اللي تخليه يأخذ القرار ده بالسرعة دي!
رؤى: ده اللي بقوله يا هنا، خائفة اكون أنا السبب، وأكون انا اللي تسببت بدمار حياة اخويا اللي رباني
هنا: بتعجب ألا صحيح يا رؤى انتي مقلتيش هو باباكي ومامتك فين! على طول بتقولي أخوكي اللي رباكي، أما والدك، ووالدتك، فين!
رؤى: بدموع أكثر، بابا وماما اتوفوا من زمان وأبيه محمد هو اللي رعاني وحافظ عليا، علمني ، كان ليا كل حاجة
هنا : أنا أسفة يا رؤى مقصدش، وياستي متزعليش من النهاردة هعرفك على بابايا ومامتي واعتبريهم أهلك، وأنا أختك
بس بلاش أبيه سليم، ده عسل هجوزه لك، مش خسارة فيك يا أم العيون السود
تنفرج شفتاها عن ابتسامة بسيطة، لتكمل هنا،
-وانتي تجوزيني أخوك وينوبك فيه ثواب بدل ما تقولي أنا السبب، اهه عروسة لقطة
وعند هذا الحد تنفجر ضاحكة، لتمر دقائق قليلة ويكملا يومهما الدراسي
وفي دولة كندا كان يرتب ثيابه بعناية، داخل حقيبة كبيرة، فقد قرر المغادرة عقب محادثته مع والده ليلة أمس، مان يعلم منذ البداية أن قرار والده المفاجئ هذا سيكون له تبعات، وهاقد بدأت بالظهور، كان يعلم أن من الصواب العودة للبحث عن أولاد عمومته، لكن هل سيرضون ويتقبلون العذر الذي جعلهم يغادرون البلاد، وتركهم بمفردهم، والأمر الذي زاد من حيرته هو حديث والده، ليتذكر المكالمة التي دارت بينه وبين والديه ليلة أمس
" سليم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ازيك يابابا، حضرتك كويس
مصطفى : بخير يا سليم يا حبيبي، انت عامل ايه، خلصت ولا لسة
سليم : والله لسة يا بابا، رائف كان بيقول لحضرتك يفضل هو في الفرع اللي هنا بدال منخسره، وهو له مكانته زي ما حضرتك عارف، وانا انزل أبدأ الشغل عندك
يجيبه بعد تنهيدة وصل صداها له : إنت لازم تنزل يا سليم، وخلي رائف عندك يتصرف
سليم : ليه يا بابا إيه اللي حصل!
مصطفى : خالك حسن بقاله فترة يكلمني وعاوز يجي يشوف والدتك ويشوفكم، ووالدتك رافضة تقابل حد منهم نهائي،
وكمان لسة مفيش أخبار عن ولاد عمك، وأنا مخنوق، كنت فاكر إن الأمور هتمشي بسلاسة، لكن للأسف كل مادى تتعقد
سليم : حضرتك عارف من البداية إن الموضوع مش سهل أبدا يا بابا، على العموم أنا هحجز واجي لحضرتك في أقرب وقت، بس خلي بالك من نفسك، يلا في رعاية الله
بعد غلق الهاتف ظل مترددا في طلبه كثيرا، لكن حسام صديقه وحده من يستطيع مساعدته، سوف يطلب منه أن يطلب من مروان رفيقه البحث عنهم، لا يوجد حل آخر، ليرفع هاتفه مقررا طلب رقم رفيقه، وبعد ثوان معدودة كان أتاه الرد
حسام: أهلا يا سليم ازيك يا بني، إيه خلاص خلصت مصلحتك وطنشتني
ليجيبه بضحكة رجولية : لا والله بس مشغول عاوز اخلص عشان انزل، انت عارف بابا مبقاش له في الشغل الثقيل ده، ميقدرش يواصل عليه
حسام : يا سيدي ربنا يديله الصحة يارب، المهم إيه سبب الاتصال المفاجئ ده
سليم :حسام أنا طالب منك خدمة عمري ما هنساها لك طول عمري
حسام : خدمة إيه يا سليم! قول يا ابني انت قلقتني
سليم: في الحقيقة أنا ليا ولاد عم بندور عليهم من زمان، حصلت حادثة وفقدناهم، وبابا فضل يدور عليهم فترة لحد ما عرف إنهم عائشين، بس هما في خطر، وفضلنا سنين ندور عليهم لكن للأسف ملقينهمش، هما المفروض حاليا يكون عندهم 28 سنة ده الكبير، والصغيرة تقريبا 19 أو 20 سنة، ممكن يعني تطلب من مروان يشوف ليا الموضوع ده، وهكون شاكر لك طول عمري
حسام : بس يا هبل خدمة إيه، والله انت لو قدامي لضربك، عادي بكرة أكلم مروان واخليه يشوف لك الموضوع، بس ابعت ليا أسمائهم بالتفصيل وملكش دعوة
سليم :تسلم يا صاحبي، أسمائهم " محمد محمود الألفي، وأخته رؤى محمود الألفي"
كام يخبره بالأسماء ولكنه لم يدري عن الصدمة التي تملكته، وشلت حواسه، صمت قليلا حتى ظن الطرف الآخر عن انقطاع المكالمة، ليبعد الهاتف عن أذنه ليرى المكالمة لا زالت مستمرة، ليناديه مرة أخرى
- إيه يا حسام روحت فين، ألوو، انتبه للهاتف في يده وقرر الإجابة
حسام: أيوة معاك يا سليم، انت متأكد من الأسماء كدة مضبوط اديها لمروان، متقلقش انت،
بس انت مقرر هتيجي امتى؟
سليم : في أول طيارة بإذن الله، بس الوضع هنا صعب شوية، يعني ممكن أدامي أسبوع، على حفلة عيد ميلاد هنا هكون موجود
حسام : يتحدث ساخرا، يعني أنا عارف عيد ميلاد هنا ده إمتي! يا ذكي
سليم : بضحكة عالية، أه صح معاك حق، ده هيكون بعد يومين يا باشا
حسام : اه قول كدة، مش تقولي يوم عيد ميلاد هنا، خلاص كدة يلا انت سلام، وأنا هضبط لك الدنيا، وبإذن الله تيجي تلاقينا جبناهم لك
ويغلق المحادثة عقب هذا،
يقطع أفكاره دخول صديقه للغرفة محدثا إياه عن موعد سفره وسبب هذا القرار المفاجئ
رائف : خلاص جهزت كل حاجة يسليم، وهتمشي بكرة
يجيبه وهو يرتب أغراضه، سليم: أيوة بإذن الله، وانت خلص وحصلني، أنا خدت رنا معايا عشان ميحصلش صدام تاني بينكم، وبما تيجي مصر أوعدك أعلمها لك الأدب
رائف: خلاص مبقتش تفرق
انتهى الفصل
عاوزة اعرف توقعاتكم للفصل الجاي
وعاوزة اعرف رأيكم، ويا ترى نجلاء واحمد هينجوا من خطة نيهال، ولا..........