الفصل الحادى عشر
يجلس "حازم " فى غرفة على الأريكة بصحبة صديقه المقرب "هيثم " الذى لا يختلف شيئا عنه ، فهما يشبهان بعضهما كثيرا بجميع الصفات الحقيرة والنوايا الخبيثة ، عقب "حازم" وهو يشعر بكثير من الانتصار والفخر رادفا بتفاخر :
" ما أنا قولتلك يا ابنى لما حازم يحط حاجه فى دماغه لازم يوصلها حتى لو هيعمل ايه !! "
فتح "هيثم " فمه بصدمه مما أخبره به "حازم " ، ليصيح بمزيج من الدهشة والأعجاب رادفا بصدمة :
" ايه ياض أنت الجحود ده !! ، بقى أنت تخلى الواد يسيبها ويقطنع انها بتخونه وتروح انت تطلبها وتوصلها لدرجه انها توافق عليك ، لا وكمان عازم حبيبها على خطوبتكم ايه ده !! يخرببتك شيطان !! "
ضحك "حازم " بسعادة وفخر من كونيه وصل لما يريد ، ولكنه لم يكتفى بما قام به ، ليردف متوعدا :
" هو لسه شاف منى حاجه !! اصبر واتفرج انت بس "
تناول ما بالكأس الذى أمامة وقام بوضعه على الطاولة مرة أخرى مُضيفا بتذكر :
" المهم ، هتعمل ايه فى الحوار اللى أتكلمنا فيه ؟! "
أبتسم "هيثم " بخبث رادفا بمراوغة :
" حوار ايه يا عم حازم ، ما انت حوراتك كترت "
رفع "حازم " حاجبه بأستنكار رادفا بمكر :
" حوار جنه اخت ندا ، أيه نسيت ولى ايه ؟! "
أبتسم "هيثم " وقد غمز بعينه رادفا بمكر :
" وهو ده حوار يتنسا يسطا !! "
أمال "حازم " برأسه جانبا بأعجاب أن صديقه لاتزال الفكرة برأسه رادفا بضحك :
" طب والله كويس انك فاكر وزى ما قولتلك لازم تعلقها بيك وتخليها تحبك ، وزى ما انا أخدت ندا انت تقدر تاخد جنه ، وزى ما أنت قولت اصلا هى بت تتاكل أكل "
عض "هيثم " على شفتيه بشهوانية رادفا بطريقة حقيرة :
" ومش أى أكل يا صحبى ، دى مانجه "
________
مرت الأيام سريعا ليس بها أى جديد قام "حازم " بشراء فستان الخطبة ل "ندا " وحجز لها فى صالون التجميل وقام بعمل كل تجهيزات هذه الخطبة ، كل هذا و "ندا " بالأساس لم تشاركه فى أختيار أى شيء فهى لم تختاره هو حتى ، فقد فُرِض عليها ولكنه فُرِض منها هى وليس فرض من شخص أخر ..
كان جميع من بعائلة "عز " يستعدون لخطبة "ندا " ولكن بحزن ، فهم كانوا يتمنون أنها تكون هذه هى خطبة "ندا " و "عز " وليس "حازم " ، ولكنه النصيب ولن يستطيع أحد تغير النصيب ..
ذهبت "زيزى " مع "ندا " و "جنه " إلى صالون التجميل و "منى " تستعد لذهاب لصديقتِها "هدى " لكى تكون معاها فى هذا اليوم ، ولكن قبل ان تذهب دلفت غرفه "عز " لتتحدث معه ، أقتربت "منى " نحو "عز " الذى أعتدل فى جلسته عند دخول والدته عليه ، لتُعقب "منى " رادفه بحزن :
" عايزه اتكلم معاك شويه يا عز "
أومأ لها "عز " بالموافقة مُعقبا بصوت غالب عليه الحزن :
" تتفضلى يا أمى "
عقبت "منى " بحزن على أبنها رادفة بأستفسار :
" انت عارف النهارده ايه يا عز ؟! "
شعر "عز " بالضعف الشديد ولكنه حاول أستبداله هذا الضعب بالجمود رادفا بحدة :
" أيوه يا أمى عارف ، النهارده خطوبة حازم "
تنهدت "منى " وهى تعلم أن ما ستقوله سيألم أبنها كثيرا ، ولكنها يجب أن تذكره بذلك ، لتردف بحزم :
" وندا خطوبة حازم وندا يا عز "
أبتلع "عز " تلك الغصة التى تكونت بحلقه بألم شديد رادفا بضيق وحدة :
" عايزه توصلى لايه يا أمى ؟! "
تأكدت "منى " مما بداخل عقلها نحو أبنها رادفة بعتاب :
" عايزة اعرف انت ليه ضيعتها من ايدك يا عز !! ، ليه عملت فيها وفى نفسك كده !! ليه كسرت قلبها وقلبك يا أبنى ؟! "
نهض "عز " من مكانه وقد كور قبضة يده ضاغطا عليها بشدة ، وقد شعر بسيران النيران داخل عروقه بدل الدماء ، رادفا بأسنان ملتحمة :
" لو سمحتى يا أمى أنا نسيت الموضوع ده ومش عايز أفتكره تانى ، وبالنسبه للخطوبه مقدرش مجيش خطوبتهم عشان تعرفى انتى وكل اللى كانوا فكرين انى لسه بحب ندا انه خلاص ، معدش ليها وجود جوايا ولا حتى حنين ليها "
قال هذا الكلام وقلبِه كاد أن ينفجر من شدة الالم والضيق وقله حيلته ، فهو لا يعلم لماذا يُكابر لماذا لا يرتمى بصدر والدته ويقوم بالصراخ ويتركها تُخفف من هذا الالم الذى كاد ان يُقف قلبه ويفتك به ..
شعرت "منى " أن ليس هناك أمل لأصلاح ذلك الشيء الذى تحطم بينهم ، لتعقب بقلة حيلة وهى تنهض من مكانها رادفة بحزن :
" يعنى ده أخر كلام عندك يا عز ؟! "
أعطاها "عز " ظهره حتى لا ترى تلك الدمعة التى تهاوت من عينيه رغما عنه رادفة بحدة :
" ومعنديش كلام غيره ، بعد أذنك يا أمى "
خرج "عز " من غرفة هاربا من والدته التى إذا ظل معها أكثر من ذلك سيضف أمامها وقد ينهار بكل شيء ، بينما "منى " شعرت برقرقة الدموع بعينيها حين رأت أعين أبنها اللأمعة بدموع ، لتنظر إلى السماء رادفة بتمنى :
" ريح قلبه ونور بصيرته يارب "
_______
يقف "حازم " أمام المرأة الخاصة بغرفته ويقوم بتعديل ملابسه ملتقطا سترته مستعدا لذهاب لأصتحاب "ندا " من مركز التجميل ، أدلفت "نجلاء " الغرافة ناظرة نحو أبنها بسعادة رادفة بفخر :
" ألف مليون مبروك يا حازم يا حبيبى "
أبتسم لها "حازم " بغطرسة وهو يقوم بأغلاق أزار البدلة رادفا بسعادة :
" الله يبارك فيكى يا ماما "
بأدلة "نجلاء " الأبتسامة رادفة بخبث :
" مكنتش اعرف أنك عنيد اوى كدة يا حازم ، بس نفسى أفهم أزاى خليت ندا توافق عليك وهى اصلا بتحب عز !! "
ضحك "حازم " بشدة على سؤال والدته الذى إذا علمت أجابته ستقسم إنها أنجبت شيطان وليس إنسان ، ألتفت إليها "حازم " بأبتسامة غرور رادفا بفخر وإنتصار :
" عملت حاجة لو عرفتيها هتستعيذى كل ما تشفونى "
ضيقت "نجلاء " ما بين حاجبيها بأستنكار ولحظة وأتسعت عينيها بصدمة ، حين وضع "حازم " هاتفة أمام أعين والدته ، لتراه هو و "ندا " بالفراش معا وهما عاريان ولا يستر جسدهم سوا تلك الشراشف ، لتصيح "نجلاء " بصدمة رادفة بأستفسار :
" أغتصبتها يا حازم ؟! "
ضحك "حازم " كثيرا على تلك التخمينات الغبية جدا التى تفكر بها والدته رادفا بأستهزاء :
" أيه التفكير القديم أوى ده يا ماما !! ، وبعدين هو انا لو كنت اغتصبتها كانت هتقبل بيا يعنى !! "
أزدادت حيرت "نجلاء " لتزفر بملل رادفة بفضول :
" ما تنطنق يا حازم عملت أيه !! "
أبتسم "حازم " بخبث وقص عليها كل ما حدث بالتفصيل ، لتتسع عينى "نجلاء " بصدمة رادفة بأندفاع :
" يأبن المجانين ، يخربيتك وأيه اللى جاب الفكرة القذرة دى فى دماغك !! "
ألتفت "حازم " مرة أخرى نحو المرأة وأخذ ينثر من عطرة المفضل على ثائر ملابسه رادفا بفخر :
" مكنش فى حل تان غير كده ، ودى الطريقة الوحيده اللى كانت ممكن تخلى ندا توافق عليا و ... "
قطع حديثه دلوف صديقه "هيثم " الغرفة صائحا بمكر وهو يغمز ل "حازم " رادفا بمشاكسه :
" مبروك يا عريس عقبال الفرح يسطا "
ألتفت إليه "حازم " بعد أن أنهى من تجهيزاته رادفا بثقة :
" قريب متقلقش "
تقدم "حازم " عدة خطوات متجها نحو الباب رادفا بعجلة :
" يلا عشان منتأخرش عليهم أكتر من كده "
خرجوا جميعا بينما "نجلاء " توجهت إلى الفندق ، ذلك المكان الذى حجزة " حازم " لعمل الخطبية ، بينما أتجه "حازم " بصحبة "هيثم " إلى صالون التجميل لأحضار "ندا " و "جنة" ..
________
بعد وقت ليس بكثير وصل "حازم " و "هيثم " إلى صالون التجميل لأصتحاب "ندا " منه ، فى هذا الوقت وصلت سيارة "عز " أيضا الذى أتى ومعه شقيقة "ذياد " وصديقه "انس " لأصتحاب "زيزى " من الصالون
وقفوا جميعا فى أنتظار الفتايات وكان "عز " يشعر بنغزات فى قلبه وكثير من الضيق داخل صدره وكاد ان يرحل من المكان كله ، ولكن أوقفه "أنس " حتى لا يلاحظ أحداً إنزعاجه وخصيصا هذا "حازم " الذى لا يتوقف عن النظر إليهم ، مال "أنس " على أذن صديقة رادفا بتحذير :
" بلاش حد يلاحظ حاجه لو مش عشان ندا يبقى عشان خاطر زينة متنساش انها مرات أخوها وحامل "
أومأ له "عز " برأسه موافقا على حديث صديقة ، فهو حتى لا يريد أن يأذى "ندا " ما بالك بشقيقته ، أرغم نفسه على تحمل ذلك الموقف الذى من الصعب أن يتحمله أية رجل بهذا العالم
بعد قليلا من الوقت خرجت تلك العروس الجميلة الذى لطالما حلم بها طوال عمرِه ، فهى حقا تشبه الأميرات ومليكات الاساطير بتلك الطالة الساحرة الذى تمنى كثيرا أن يراها بها ، ولكن يوم زفافهما وليس يوم زفافها على أحدا غيرة ، عندما رائها "عز " أنسحب سريعا متجها نحو سيارته كى لا يراه أحد وهو ينظر إليها بمزيجا من الحب والحزن على فقضانِها ، وكى لا تلاحظ هى تلك الكسرة بعينِه حتى لا يضعف
بينما "ندا " لم تراى "عز " بسبب أنسحابه قبل أن تنتهى من نزول الدرج الخاص بالصالون ، ظلت "ندا " تبحث عنه باعيُنِها فهى مازالت تحبه كثبرا ، كم تمنت أن توقف كل ما يحدث الأن !! ، كم تمنت أن تخرج وتجده هو من ينتظرها وليس ذلك "حازم " !! ، كم تمنت أن يكون كل ما يحدث الأن مجرد كابوس وتستيقذ منه بأى لحظة !! ، ولكنها تأكدت انه ليس كابوس حين تقدم "حازم " نحوها ملتقط يدها وواضعا إياها بيديه...
بينما على الجانب الاخر "أنس " الذى لم يرفع عينِه من على "زيزى " الذى أثرت قلبه بتلك الطلة الجميلة ، فهى حقا شديدة الجمال ، مثل أميرات ديذنى فهو وقع فى غرامِها منذُ النظرة الاولى
وهناك أيضا "جنه " وهى لا تقل جمالا عن "زيزى " ولكنها أول من لفتت انظار شخص اخر ، ظل "ذياد " ينظر لها بكثير من الحب والأعجاب بطلتها الساحرة ، فهو لم يراها بهذا الجمال من قبل؟!
كانت "زيزة " و "جنه " يرتديان نفس شكل الفساتين ولكن بالوان مختلفه ، كانت الفساتين ليست عارية جدا ولكنها جميلة وتخطف الانظار برقتها وعلو ذوقها ، فهى تُبرذ جمالهما وتُزيدهما رقة وأنوثة
صعدت "ندا " و "جنه " بسيارة "حازم " فالعروس يجب أن تجلس مع عريسها ، بينما ذهبت "زيزى " إلى سيارة شقيقها "عز " ثم توجهوا جميعا نحو ذلك الفندق لأتمام تلك الخطبة..
______
وصل الجميع إلى الفندق وأنتهت فقرات الترحيب بالعروسين ، بينما ذهب الجميع للجلوس بأماكنهم وبدأ أستعراض فقرات الحفل واحدة تلو الأخرة إلى أن جأت فقره الرقص بين العروسين ، فى البداية رفضت " ندا " تلك الرقصة ولكن سريعا ما تدخلت " نجلاء " وأصرت عليها وكانها فرض ويجب أن تنفذه ، لأحظت " ندا " إصرار " نجلاء " الشديد والواضح فى نبرتها وأضطرت " ندا " أن توافقها ، فهى لا تريد العداوه بينها وبين " نجلاء " ، يكفى عليها عداوتِها مع " عز " الذى لا تعلم ماذا سوف يفعل إذا رأها وهى ترقص مع " حازم " الأن؟!
نهضت " ندا " من مقعدها مُتجهة للرقص بصحبة " حازظ " ولكن بشرط عدم الأقتراب الزيادة عن الأزم منها وأن يلتزم حدوده ، غضب " حازم " جدا من أفعال تلك الفتاة التى لا تسمح له بالقيام معها بأى شيء يحدث بين أى عروسين على عكس ما كانت تسمح به ل "عز " وهو قد سبق وراء هذا الشيء بعينيه ، ولكنه سريعا ما قام بأخفاء ذلك الغضب ، فهو لا يريد أن يجعلها ترأ وجهه الأخر من الأن ، بينما لم يُعارض احد على ما قالته " ندا " لان هذا حقها وليس عليها خطا...
بدا " حازم " و " ندا " بالرقص معا على موسيقى هادئة وسريعا ما أنخفضت الأضواء حولهم لكى تُهئ لهم ذلك الجو الرومنسى ، بينما كان " عز " يقف فى نهاية قاعة الزفاف ويشعر بأن قلبه على وشك أن يخرج من بين ضلوعه ، يبكى بداخله على حبيبته وهى تتمايل أمامه باحضان رجل أخر ، أزداد غضب " عز " وأشتعلت به النيران عندما حمل " حازم " " ندا " بين يديه وأخذ يلتف بها عدة مرات مُعبرا للجميع عن مدى سعادة بإنتصارة
يتبع ... ١١
" ما أنا قولتلك يا ابنى لما حازم يحط حاجه فى دماغه لازم يوصلها حتى لو هيعمل ايه !! "
فتح "هيثم " فمه بصدمه مما أخبره به "حازم " ، ليصيح بمزيج من الدهشة والأعجاب رادفا بصدمة :
" ايه ياض أنت الجحود ده !! ، بقى أنت تخلى الواد يسيبها ويقطنع انها بتخونه وتروح انت تطلبها وتوصلها لدرجه انها توافق عليك ، لا وكمان عازم حبيبها على خطوبتكم ايه ده !! يخرببتك شيطان !! "
ضحك "حازم " بسعادة وفخر من كونيه وصل لما يريد ، ولكنه لم يكتفى بما قام به ، ليردف متوعدا :
" هو لسه شاف منى حاجه !! اصبر واتفرج انت بس "
تناول ما بالكأس الذى أمامة وقام بوضعه على الطاولة مرة أخرى مُضيفا بتذكر :
" المهم ، هتعمل ايه فى الحوار اللى أتكلمنا فيه ؟! "
أبتسم "هيثم " بخبث رادفا بمراوغة :
" حوار ايه يا عم حازم ، ما انت حوراتك كترت "
رفع "حازم " حاجبه بأستنكار رادفا بمكر :
" حوار جنه اخت ندا ، أيه نسيت ولى ايه ؟! "
أبتسم "هيثم " وقد غمز بعينه رادفا بمكر :
" وهو ده حوار يتنسا يسطا !! "
أمال "حازم " برأسه جانبا بأعجاب أن صديقه لاتزال الفكرة برأسه رادفا بضحك :
" طب والله كويس انك فاكر وزى ما قولتلك لازم تعلقها بيك وتخليها تحبك ، وزى ما انا أخدت ندا انت تقدر تاخد جنه ، وزى ما أنت قولت اصلا هى بت تتاكل أكل "
عض "هيثم " على شفتيه بشهوانية رادفا بطريقة حقيرة :
" ومش أى أكل يا صحبى ، دى مانجه "
________
مرت الأيام سريعا ليس بها أى جديد قام "حازم " بشراء فستان الخطبة ل "ندا " وحجز لها فى صالون التجميل وقام بعمل كل تجهيزات هذه الخطبة ، كل هذا و "ندا " بالأساس لم تشاركه فى أختيار أى شيء فهى لم تختاره هو حتى ، فقد فُرِض عليها ولكنه فُرِض منها هى وليس فرض من شخص أخر ..
كان جميع من بعائلة "عز " يستعدون لخطبة "ندا " ولكن بحزن ، فهم كانوا يتمنون أنها تكون هذه هى خطبة "ندا " و "عز " وليس "حازم " ، ولكنه النصيب ولن يستطيع أحد تغير النصيب ..
ذهبت "زيزى " مع "ندا " و "جنه " إلى صالون التجميل و "منى " تستعد لذهاب لصديقتِها "هدى " لكى تكون معاها فى هذا اليوم ، ولكن قبل ان تذهب دلفت غرفه "عز " لتتحدث معه ، أقتربت "منى " نحو "عز " الذى أعتدل فى جلسته عند دخول والدته عليه ، لتُعقب "منى " رادفه بحزن :
" عايزه اتكلم معاك شويه يا عز "
أومأ لها "عز " بالموافقة مُعقبا بصوت غالب عليه الحزن :
" تتفضلى يا أمى "
عقبت "منى " بحزن على أبنها رادفة بأستفسار :
" انت عارف النهارده ايه يا عز ؟! "
شعر "عز " بالضعف الشديد ولكنه حاول أستبداله هذا الضعب بالجمود رادفا بحدة :
" أيوه يا أمى عارف ، النهارده خطوبة حازم "
تنهدت "منى " وهى تعلم أن ما ستقوله سيألم أبنها كثيرا ، ولكنها يجب أن تذكره بذلك ، لتردف بحزم :
" وندا خطوبة حازم وندا يا عز "
أبتلع "عز " تلك الغصة التى تكونت بحلقه بألم شديد رادفا بضيق وحدة :
" عايزه توصلى لايه يا أمى ؟! "
تأكدت "منى " مما بداخل عقلها نحو أبنها رادفة بعتاب :
" عايزة اعرف انت ليه ضيعتها من ايدك يا عز !! ، ليه عملت فيها وفى نفسك كده !! ليه كسرت قلبها وقلبك يا أبنى ؟! "
نهض "عز " من مكانه وقد كور قبضة يده ضاغطا عليها بشدة ، وقد شعر بسيران النيران داخل عروقه بدل الدماء ، رادفا بأسنان ملتحمة :
" لو سمحتى يا أمى أنا نسيت الموضوع ده ومش عايز أفتكره تانى ، وبالنسبه للخطوبه مقدرش مجيش خطوبتهم عشان تعرفى انتى وكل اللى كانوا فكرين انى لسه بحب ندا انه خلاص ، معدش ليها وجود جوايا ولا حتى حنين ليها "
قال هذا الكلام وقلبِه كاد أن ينفجر من شدة الالم والضيق وقله حيلته ، فهو لا يعلم لماذا يُكابر لماذا لا يرتمى بصدر والدته ويقوم بالصراخ ويتركها تُخفف من هذا الالم الذى كاد ان يُقف قلبه ويفتك به ..
شعرت "منى " أن ليس هناك أمل لأصلاح ذلك الشيء الذى تحطم بينهم ، لتعقب بقلة حيلة وهى تنهض من مكانها رادفة بحزن :
" يعنى ده أخر كلام عندك يا عز ؟! "
أعطاها "عز " ظهره حتى لا ترى تلك الدمعة التى تهاوت من عينيه رغما عنه رادفة بحدة :
" ومعنديش كلام غيره ، بعد أذنك يا أمى "
خرج "عز " من غرفة هاربا من والدته التى إذا ظل معها أكثر من ذلك سيضف أمامها وقد ينهار بكل شيء ، بينما "منى " شعرت برقرقة الدموع بعينيها حين رأت أعين أبنها اللأمعة بدموع ، لتنظر إلى السماء رادفة بتمنى :
" ريح قلبه ونور بصيرته يارب "
_______
يقف "حازم " أمام المرأة الخاصة بغرفته ويقوم بتعديل ملابسه ملتقطا سترته مستعدا لذهاب لأصتحاب "ندا " من مركز التجميل ، أدلفت "نجلاء " الغرافة ناظرة نحو أبنها بسعادة رادفة بفخر :
" ألف مليون مبروك يا حازم يا حبيبى "
أبتسم لها "حازم " بغطرسة وهو يقوم بأغلاق أزار البدلة رادفا بسعادة :
" الله يبارك فيكى يا ماما "
بأدلة "نجلاء " الأبتسامة رادفة بخبث :
" مكنتش اعرف أنك عنيد اوى كدة يا حازم ، بس نفسى أفهم أزاى خليت ندا توافق عليك وهى اصلا بتحب عز !! "
ضحك "حازم " بشدة على سؤال والدته الذى إذا علمت أجابته ستقسم إنها أنجبت شيطان وليس إنسان ، ألتفت إليها "حازم " بأبتسامة غرور رادفا بفخر وإنتصار :
" عملت حاجة لو عرفتيها هتستعيذى كل ما تشفونى "
ضيقت "نجلاء " ما بين حاجبيها بأستنكار ولحظة وأتسعت عينيها بصدمة ، حين وضع "حازم " هاتفة أمام أعين والدته ، لتراه هو و "ندا " بالفراش معا وهما عاريان ولا يستر جسدهم سوا تلك الشراشف ، لتصيح "نجلاء " بصدمة رادفة بأستفسار :
" أغتصبتها يا حازم ؟! "
ضحك "حازم " كثيرا على تلك التخمينات الغبية جدا التى تفكر بها والدته رادفا بأستهزاء :
" أيه التفكير القديم أوى ده يا ماما !! ، وبعدين هو انا لو كنت اغتصبتها كانت هتقبل بيا يعنى !! "
أزدادت حيرت "نجلاء " لتزفر بملل رادفة بفضول :
" ما تنطنق يا حازم عملت أيه !! "
أبتسم "حازم " بخبث وقص عليها كل ما حدث بالتفصيل ، لتتسع عينى "نجلاء " بصدمة رادفة بأندفاع :
" يأبن المجانين ، يخربيتك وأيه اللى جاب الفكرة القذرة دى فى دماغك !! "
ألتفت "حازم " مرة أخرى نحو المرأة وأخذ ينثر من عطرة المفضل على ثائر ملابسه رادفا بفخر :
" مكنش فى حل تان غير كده ، ودى الطريقة الوحيده اللى كانت ممكن تخلى ندا توافق عليا و ... "
قطع حديثه دلوف صديقه "هيثم " الغرفة صائحا بمكر وهو يغمز ل "حازم " رادفا بمشاكسه :
" مبروك يا عريس عقبال الفرح يسطا "
ألتفت إليه "حازم " بعد أن أنهى من تجهيزاته رادفا بثقة :
" قريب متقلقش "
تقدم "حازم " عدة خطوات متجها نحو الباب رادفا بعجلة :
" يلا عشان منتأخرش عليهم أكتر من كده "
خرجوا جميعا بينما "نجلاء " توجهت إلى الفندق ، ذلك المكان الذى حجزة " حازم " لعمل الخطبية ، بينما أتجه "حازم " بصحبة "هيثم " إلى صالون التجميل لأحضار "ندا " و "جنة" ..
________
بعد وقت ليس بكثير وصل "حازم " و "هيثم " إلى صالون التجميل لأصتحاب "ندا " منه ، فى هذا الوقت وصلت سيارة "عز " أيضا الذى أتى ومعه شقيقة "ذياد " وصديقه "انس " لأصتحاب "زيزى " من الصالون
وقفوا جميعا فى أنتظار الفتايات وكان "عز " يشعر بنغزات فى قلبه وكثير من الضيق داخل صدره وكاد ان يرحل من المكان كله ، ولكن أوقفه "أنس " حتى لا يلاحظ أحداً إنزعاجه وخصيصا هذا "حازم " الذى لا يتوقف عن النظر إليهم ، مال "أنس " على أذن صديقة رادفا بتحذير :
" بلاش حد يلاحظ حاجه لو مش عشان ندا يبقى عشان خاطر زينة متنساش انها مرات أخوها وحامل "
أومأ له "عز " برأسه موافقا على حديث صديقة ، فهو حتى لا يريد أن يأذى "ندا " ما بالك بشقيقته ، أرغم نفسه على تحمل ذلك الموقف الذى من الصعب أن يتحمله أية رجل بهذا العالم
بعد قليلا من الوقت خرجت تلك العروس الجميلة الذى لطالما حلم بها طوال عمرِه ، فهى حقا تشبه الأميرات ومليكات الاساطير بتلك الطالة الساحرة الذى تمنى كثيرا أن يراها بها ، ولكن يوم زفافهما وليس يوم زفافها على أحدا غيرة ، عندما رائها "عز " أنسحب سريعا متجها نحو سيارته كى لا يراه أحد وهو ينظر إليها بمزيجا من الحب والحزن على فقضانِها ، وكى لا تلاحظ هى تلك الكسرة بعينِه حتى لا يضعف
بينما "ندا " لم تراى "عز " بسبب أنسحابه قبل أن تنتهى من نزول الدرج الخاص بالصالون ، ظلت "ندا " تبحث عنه باعيُنِها فهى مازالت تحبه كثبرا ، كم تمنت أن توقف كل ما يحدث الأن !! ، كم تمنت أن تخرج وتجده هو من ينتظرها وليس ذلك "حازم " !! ، كم تمنت أن يكون كل ما يحدث الأن مجرد كابوس وتستيقذ منه بأى لحظة !! ، ولكنها تأكدت انه ليس كابوس حين تقدم "حازم " نحوها ملتقط يدها وواضعا إياها بيديه...
بينما على الجانب الاخر "أنس " الذى لم يرفع عينِه من على "زيزى " الذى أثرت قلبه بتلك الطلة الجميلة ، فهى حقا شديدة الجمال ، مثل أميرات ديذنى فهو وقع فى غرامِها منذُ النظرة الاولى
وهناك أيضا "جنه " وهى لا تقل جمالا عن "زيزى " ولكنها أول من لفتت انظار شخص اخر ، ظل "ذياد " ينظر لها بكثير من الحب والأعجاب بطلتها الساحرة ، فهو لم يراها بهذا الجمال من قبل؟!
كانت "زيزة " و "جنه " يرتديان نفس شكل الفساتين ولكن بالوان مختلفه ، كانت الفساتين ليست عارية جدا ولكنها جميلة وتخطف الانظار برقتها وعلو ذوقها ، فهى تُبرذ جمالهما وتُزيدهما رقة وأنوثة
صعدت "ندا " و "جنه " بسيارة "حازم " فالعروس يجب أن تجلس مع عريسها ، بينما ذهبت "زيزى " إلى سيارة شقيقها "عز " ثم توجهوا جميعا نحو ذلك الفندق لأتمام تلك الخطبة..
______
وصل الجميع إلى الفندق وأنتهت فقرات الترحيب بالعروسين ، بينما ذهب الجميع للجلوس بأماكنهم وبدأ أستعراض فقرات الحفل واحدة تلو الأخرة إلى أن جأت فقره الرقص بين العروسين ، فى البداية رفضت " ندا " تلك الرقصة ولكن سريعا ما تدخلت " نجلاء " وأصرت عليها وكانها فرض ويجب أن تنفذه ، لأحظت " ندا " إصرار " نجلاء " الشديد والواضح فى نبرتها وأضطرت " ندا " أن توافقها ، فهى لا تريد العداوه بينها وبين " نجلاء " ، يكفى عليها عداوتِها مع " عز " الذى لا تعلم ماذا سوف يفعل إذا رأها وهى ترقص مع " حازم " الأن؟!
نهضت " ندا " من مقعدها مُتجهة للرقص بصحبة " حازظ " ولكن بشرط عدم الأقتراب الزيادة عن الأزم منها وأن يلتزم حدوده ، غضب " حازم " جدا من أفعال تلك الفتاة التى لا تسمح له بالقيام معها بأى شيء يحدث بين أى عروسين على عكس ما كانت تسمح به ل "عز " وهو قد سبق وراء هذا الشيء بعينيه ، ولكنه سريعا ما قام بأخفاء ذلك الغضب ، فهو لا يريد أن يجعلها ترأ وجهه الأخر من الأن ، بينما لم يُعارض احد على ما قالته " ندا " لان هذا حقها وليس عليها خطا...
بدا " حازم " و " ندا " بالرقص معا على موسيقى هادئة وسريعا ما أنخفضت الأضواء حولهم لكى تُهئ لهم ذلك الجو الرومنسى ، بينما كان " عز " يقف فى نهاية قاعة الزفاف ويشعر بأن قلبه على وشك أن يخرج من بين ضلوعه ، يبكى بداخله على حبيبته وهى تتمايل أمامه باحضان رجل أخر ، أزداد غضب " عز " وأشتعلت به النيران عندما حمل " حازم " " ندا " بين يديه وأخذ يلتف بها عدة مرات مُعبرا للجميع عن مدى سعادة بإنتصارة
يتبع ... ١١