الفصل الأول
سجينة الذكريات
الفصل الأول
للكاتبة ندى محسن|White Rose
كانت تجلس بغرفتها امامها الكثير من الاوراق دموعها تتساقط دون توقف وهي تقرأ اخر رسالة من اخاها قبل ان يقتل ويتركها وحيدة بهذا المنزل ومن اجل ماذا من اجل الحب لأنه فقط احب فتاة وكانت اعلى منه فهي ابنة اللواء نجدت تتذكر كيف كان مروان يتحدث عنها يخبرها انه احبها كثيرآ ولكن والدها يرفض هذا دائمآ ليقم بضربه وتهديده ويأتي الى هنا قلبه مكسور ينعزل بالأيام قبل ان يذهب ويعيد المحاولة لا تنسى هيئته ولا تصدق انه مات بحادث سير بل كل شيئ مدبر هي تعلم ان كل شيئ مدبر ولن تصمت ستنتقم بمروان اشد انتقام منه...
-لن اترك حقك يا مروان اعدك انا لن اتركك سأفعل اي شيئ من اجلك
سمعت دق الباب وذهبت لتقم بفتحه ليظهر معتز صديق اخاها لقد كان زميله بالصف عندما كان بالمدرسة ولم يفترقوا الا بعد موت مروان من سنة واحدة فقط كان معتز بحالة يرثى لها ولم يخرج منها سوا هذا الأسبوع فقط تعتبره هناء اخاها الثاني وليس مجرد صديق
-معتز كيف حالك... هل كل شيئ على ما يرام؟
اومأ لها وقد بدى حزين مثلها
-انا اتيت بكافة المعلومات عنه ستدخلين منزله بصفتكي خادمة... اعلم ان هذا صعب لكن لا يوجد طريقة اخرى وان كنتي لا ترغبين اخبريني انا قلق كثيرآ عليكي يا هناء
هزت هناء رأسها بنفي تريده ان يطمئن
-لا بأس لا تقلق كل شيئ سيكون بخير فقط اعطيني العنوان وقل لي كيف سأقنعهم...
اومأ لها واخبرها كيف ستتصرف وما الذي ستقوله وكيف لا تجعلهم يشكون بأمرها
-تذكري المنزل مكون من اربعة افراد اللواء نجدت ذلك الحقير وزوجته يسرا وابنهم اياد وابنتهم اروى عليكي ان تتذكري ان نجدت هو هدفنا لكننا سندمره عن طريق عائلته هل تفهمين هم لا يختلفون سوءً عنه وانا سأحاول الدخول لأعمل بالڤلة ولا اترككي وحدكي هي مسئلة وقت...
اومأت له وهي تتابع صورهم امام عيناها تنظر لأروى تشعر بالغضب الشديد فكانت سبب في قتل اخاها وابنه اياد نجدت الأنصاري مؤكد هو شريك بتلك الجريمة وعدت اخاها انها لن تضعف وستعمل على تدميرهم... ستقم بتدميرهم جميعآ ولن يبقى غيره سيموت وحيدآ ستجعله يتدمر شيى فشيئ وهي تتابعه امام عيناها
-هل انتي مستعدة للذهاب غدآ ام ماذا اخبريني؟؟
هزت رأسها بإيجاب
-اجل سأذهب في الغد لا تقلق...
اومأ لها وهو يشعر بالقلق
-سأوصلكي لا تقلقي لن يكون هناك شيى سيئ فثط سيسألوكي بعض الأسئلة التي تخصهم عنكي ماذا لو عملتي في مكان ما قبلهم اين عائلتكي مع من تسكنين واشياء مثل هذا
اومأت له ونظرت له بحيرة
-وماذا لو علمو اني اخته؟
شعر معتز بالقلق لكنه اومأ لها بتفكير
-اخاف من هذا ان يكشفوا الموضوع لكنني لا اظن ان هذا سيهمهم فنجدت ليس غبي لقتلكي تحدثي بعفوية واخبريهم عن موت اخاكي في حادث واحتياجكي لتلك الوظيفة وزوجته هي من ستتحدث معكي فهي من تحدث الخدم لأن نجدت يبقى مشغول دائمآ...
اومأت له في تفكير ونظرت لصورة زوجته يسرا وهي تود لو تقم بشنقهم جميعآ....
-هل انتي مستعدة؟؟
اومأت له من جديد فيبدو عليه القلق لكنها لن تتراجع عن تلك الخطوة فيهمها كثيرآ ان تجعلهم يعانون....
-تشعرين بالقلق والخوف اليس كذلك...
ابتسمت بحزن ابتسامة باهتة
-مؤكد بعض الخوف والحقد فهم تسببوا في جعلي وحيدة حزينة منذ سنة كاملة وانا على هذا الحال كنت استمع في كثير من الأوثات لصوت اخي لم يكن الأمر سهل علي بأي شكل صدقني...
اومأ معتز لها وهو يتفهمها وضع يده على يدها
-تشجعي انتي قوية وان كنتي تحبين ان انام هنا سأفعل لكني عرضت عليكي اكثر من مرة من قبل وتستمرين بالرفض
هزت رأسها بإيجاب واجابته
-اجل فهذا لا يصح يا معتز
ظل ناظرآ لها لبعض الوقت لا تنظر ان لديه سلوك غريب في كثير من الأوقات يجعلها تخاف منه لا تعلم لماذا لكنها تشعر بهذا رغم انها تعلم انه يحترمها ولن يفكر به وكان يحب اخاها كثيرآ
بينما هو كان يفكر بها يتذكر عندما اخبر مروان انه معجب بها ويريد ان يتقدم لها وفرح كثيرآ وهم بالذهاب لأخبارها لكنه علم بأمر الحادث واخبرته هناء انه لم يكن مجرد حادث بل كانت جريمة قتل فكل ما لدسها من ادلة يثبت هذا ولن يكون صعب على نجدت ان يخفي الأمر...
-بماذا انت شارد يا معتز؟
هز راسه بنفي وهو ينظر لها
-لا شيى انا هنا معكي
اومأت له وسألته بإهتمام
-هل تريد تناول الطعام؟؟ لقد احضرت اليوم حساء العدس ليس سيئ
اومأ لها وهو يعشق ان يأكل من صنع يدها فيحب كثيرآ مذاق طعامها رغم انها تصنعه بحزن وربما تبكي كثيرآ لكنها ستظل الأفضل في كل شيى بالنسبة له تناول الطعام ولم يتوقف عن المدح به والمدح بطعامها لتبتسم بخفة ابتسامة تغلف حزنها
-انت تجامل كثيرآ يا معتز
هز رأسه بنفي
-ليس صحيح لقد كنت انا ومروان نعشق طعامكي كثيرآ الا تتذكري عندما كان يجعلكي تصنعين الطعةم ويأخذه للخارج لقد كان لي وقتها...
اومأت له وهي تتذكر اخاها تشتاق له هيئته خفة ظله ابتسامته العذبة وضحكاته العالية المميزة كانت تعشقه الكثير من الفتيات لكن قلبه لم يميل سوا لها هي ابنة نجدت لا تعلم متى تطور الأمر بتلك السرعة لقد كانت مجرد صدفة عندما عطلت سيارتها ليوصلها في طريقته وتتعرف عليه لقد جعلت لديه الكثير من الأمنيات معها لتتركه بعد ذلك وحيد وتتعرف على شاب اخر اختاره والدها فتخسر هي كل ما لها بسببها
اغمضت عيناها بحزن والم تساقطت دموعها وتلك الزكريات تطعن قلبها بلا رحمة شعور قاسي لا يفارقها الموت رغم انه الحقيقة الوحيدة بالحياة الا انه الأصعب...
-هناء ارجوكي اهدئي لا اطيق ان اراكي هكذا ارجوكي اهدئي...
مسحت دموعها بألم شديد
-اشتقت له اشتقت لضمه اشتقت لحديثه وضحكاته كل شيئ به لم يكن اخي لقد كان قطعة من روحي لعبه بالشقة رغم اني كنت اصرخ عليه كثيرآ الا انني... كنت... كنت اعشق رؤيته يلعب بالكرة لقد كان مهووس بها كباقي الشباب لقد كان افضل شاب كان اخ رائع لم يضربني يومآ ولم يشعرني اني بحاجة لشيئ كان يوفر لي الحنان والأمان والأن هو اسفل التراب بعيدآ عني وانا هنا... من دونه لقد كان هذا اعظم كابوس لي وقد تحقق لأبقى خائفة حزينة بلا توقف لا يتوقف كل هذا يا معتز يستمر دون توقف
اقترب قام بضمها وهي تنهار بالبكاء لتبتعد فلم يكن اخاها ليرضى بهذا حتى انها تعلم ان جلوس معتز معها بمفردها خاطئ وغير مقبول لكنها تخبر نفسها انه جيد وانه مختلف لن يؤذيها ولن يحدث شيى فقط يكون ونس لها لبعض الوقت...
-اسف لم اقصد ان يضايقكي فقط اردت لو اهون عليكي قليلآ...
اومأت دون ان تنظر له وابتسم هو وهو يتابعها
-الا تريدين شيئ مني؟
هزت رأسها بنفي
-اريد سلامتك سأراك قبل ان اذهب اليس كذلك؟
اومأ لها وقد عاد القلق الى قلبه من جديد
-ان شاء الله سأكون موجود اخبرتكي انا سأوصلكي لا تقلقي
اومأت هي ايضآ وذهب لتغلق الباب بالمفتاح ومن ثم بالقفل فتتذكر تعضرها للكثير من المعاكسات حتى ان بعض الشبان التالفين تجرأو وصعدوا يدقوا الباب عليها لتهددهم انها ستتصل بالجيران والشرطة في حالة من الرعب فأي صوت في الليل يجعلها ترتعب عاجزة عن فعل اي شيئ فقط تبكي....
اغضمت عيناها تحاول ان تتجاهل اي تفكير سيئ وقامت برفع صوت التلفاز على الأيات القرءانية التي تبعث بنفسها الراحة والطمأنينة....
-اسألك يا الله ان ترحم اخي وتسكنه الفردون الأعلى سبحانك سبحانك قادر على كل شيئ اعني يا الله لا اله الا انت اني كنت من الظالمين...
شعرت بالكثير من الراحة فليس هناك شيئ افضل من ان يكون الشخص في رعاية الله وقريب منه...
ابتسمت من جديد فتتذكر ان هذا حديث اخاها...
في منزل الأنصاري كان اياد يمشط شعره بدقه يضع الفرشاة على الطاولة بنظام كباقي الأدوات امسك عطره وقام بالرش على ملابسه ومن ثم عدل الزجاجة في وضع مناسب منظم ووضعها بجوار شبيهتها لقد كان لديه هوس التنظيم يعشق كل شيئ مرتب منظم لا يكره في حياته شيئ بقدر الفوضى حتى بعمله كمحاسب ناجح في شركة كبيرة دون واسطة فهو يحب ان يعتمد على ذاته ولديه ثقة كبيرة بما يقوم به...
-واليوم صباح جديد والأن انا مستعد للذهاب للعمل اتمنى ان يكون يومً جيد وان لا يفسده احد الأشخاص المستفزين بهذا العالم العنصري
ابتسم لهيئته ومن ثم اخذ حقيبته وهبط على الدرج كان يمتاز بطوله الفارع وجسده الرياضى يرتدي بذلة انيقة زرقاء كلون عيناه التي اخذت لونها من مشهد خلاب لمياه المحيط..
اقترب قبل جبين والدته
-صباح الخير يا امي كيف حالكي اليوم
ابتسمت يسرا وهي تنظر له بإعجاب فأياد صغيرها لم يعد كما كان بل اصبح الأن رجلآ ناجحآ ورائع...
-متى ستعود
ابتسم وهو يتناول بعض الطعام من على الطاولة
-بنفس الموعد لن اتأخر لا تقلقي سأنهي عملي سريعآ...
اومأت له
-حفظك الله يا عزيزي
اقتربت اروى جلست على الطاولة ونظرت يسرا لها
-صباح الخير يا حبيبتي..كيف حالكي اليوم
نظرت اروى لهم ولم تجيب لينفعل اياد
-ماذا بكي تتحدث معكي اجيبي
اقترب نجدت وهو يظبط وضع رابطة عنقه
-دعوها وشأنها فلا ينقصنا ان تفسد يومنا تلك الكئيبة
هز اياد رأسه بفقدان امل فمنذ فترة وهي على هذا الحال سألها نجدت بحزم
-اخبريني كيف حالكي مع انس هل كل شيئ على ما يرام؟
نظرت له قليلآ ولم تجيبه سريعآ اكتفت فقط في ان تومأ له
ليهز رأسه بتهكم يعلم انها كاذبة رغم ان انس يقول ان علاقتهم على ما يرام الا انه لا يرى هذا فهي لا تتحدث معه كثيرآ او حتى قليلآ يشعر ان تأجيلها لعقد قرانهم لبعد تخرجها مجرد حجة فلقد عادت تلك السنة مرتان ويبدو انها لا تريد ان تمر منها لكنه اخبرها ان لم تنجح هذه السنة لن تكمل حامعتها ولن تكون مذيعة كما كانت تحلم لكنه شعر انه لم يؤثر بها هل اصبح كل شيئ بحياتها سواء بعد هذا الحقير المدعو مروان ماذا فعل لتتعلق به بتلك الطريقة ابتسم ساخرآ ومن ثم تناول طعامه براحة وقفت هي ليتعجبوا وتصعد لغرفتها نظرت يسرا لأياد وقد بدى عليها الحزن
-حبيبي يمكنك الخروج معها بعد عملك اظنها نحتاج لتغير جو سيحسن هذا من حالتها فأنا اخاف ان تزداد حالتها سوءً وهي لم تعد تتحدث معي....
#يتبع
للكاتبة ندى محسن |White Rose
الفصل الأول
للكاتبة ندى محسن|White Rose
كانت تجلس بغرفتها امامها الكثير من الاوراق دموعها تتساقط دون توقف وهي تقرأ اخر رسالة من اخاها قبل ان يقتل ويتركها وحيدة بهذا المنزل ومن اجل ماذا من اجل الحب لأنه فقط احب فتاة وكانت اعلى منه فهي ابنة اللواء نجدت تتذكر كيف كان مروان يتحدث عنها يخبرها انه احبها كثيرآ ولكن والدها يرفض هذا دائمآ ليقم بضربه وتهديده ويأتي الى هنا قلبه مكسور ينعزل بالأيام قبل ان يذهب ويعيد المحاولة لا تنسى هيئته ولا تصدق انه مات بحادث سير بل كل شيئ مدبر هي تعلم ان كل شيئ مدبر ولن تصمت ستنتقم بمروان اشد انتقام منه...
-لن اترك حقك يا مروان اعدك انا لن اتركك سأفعل اي شيئ من اجلك
سمعت دق الباب وذهبت لتقم بفتحه ليظهر معتز صديق اخاها لقد كان زميله بالصف عندما كان بالمدرسة ولم يفترقوا الا بعد موت مروان من سنة واحدة فقط كان معتز بحالة يرثى لها ولم يخرج منها سوا هذا الأسبوع فقط تعتبره هناء اخاها الثاني وليس مجرد صديق
-معتز كيف حالك... هل كل شيئ على ما يرام؟
اومأ لها وقد بدى حزين مثلها
-انا اتيت بكافة المعلومات عنه ستدخلين منزله بصفتكي خادمة... اعلم ان هذا صعب لكن لا يوجد طريقة اخرى وان كنتي لا ترغبين اخبريني انا قلق كثيرآ عليكي يا هناء
هزت هناء رأسها بنفي تريده ان يطمئن
-لا بأس لا تقلق كل شيئ سيكون بخير فقط اعطيني العنوان وقل لي كيف سأقنعهم...
اومأ لها واخبرها كيف ستتصرف وما الذي ستقوله وكيف لا تجعلهم يشكون بأمرها
-تذكري المنزل مكون من اربعة افراد اللواء نجدت ذلك الحقير وزوجته يسرا وابنهم اياد وابنتهم اروى عليكي ان تتذكري ان نجدت هو هدفنا لكننا سندمره عن طريق عائلته هل تفهمين هم لا يختلفون سوءً عنه وانا سأحاول الدخول لأعمل بالڤلة ولا اترككي وحدكي هي مسئلة وقت...
اومأت له وهي تتابع صورهم امام عيناها تنظر لأروى تشعر بالغضب الشديد فكانت سبب في قتل اخاها وابنه اياد نجدت الأنصاري مؤكد هو شريك بتلك الجريمة وعدت اخاها انها لن تضعف وستعمل على تدميرهم... ستقم بتدميرهم جميعآ ولن يبقى غيره سيموت وحيدآ ستجعله يتدمر شيى فشيئ وهي تتابعه امام عيناها
-هل انتي مستعدة للذهاب غدآ ام ماذا اخبريني؟؟
هزت رأسها بإيجاب
-اجل سأذهب في الغد لا تقلق...
اومأ لها وهو يشعر بالقلق
-سأوصلكي لا تقلقي لن يكون هناك شيى سيئ فثط سيسألوكي بعض الأسئلة التي تخصهم عنكي ماذا لو عملتي في مكان ما قبلهم اين عائلتكي مع من تسكنين واشياء مثل هذا
اومأت له ونظرت له بحيرة
-وماذا لو علمو اني اخته؟
شعر معتز بالقلق لكنه اومأ لها بتفكير
-اخاف من هذا ان يكشفوا الموضوع لكنني لا اظن ان هذا سيهمهم فنجدت ليس غبي لقتلكي تحدثي بعفوية واخبريهم عن موت اخاكي في حادث واحتياجكي لتلك الوظيفة وزوجته هي من ستتحدث معكي فهي من تحدث الخدم لأن نجدت يبقى مشغول دائمآ...
اومأت له في تفكير ونظرت لصورة زوجته يسرا وهي تود لو تقم بشنقهم جميعآ....
-هل انتي مستعدة؟؟
اومأت له من جديد فيبدو عليه القلق لكنها لن تتراجع عن تلك الخطوة فيهمها كثيرآ ان تجعلهم يعانون....
-تشعرين بالقلق والخوف اليس كذلك...
ابتسمت بحزن ابتسامة باهتة
-مؤكد بعض الخوف والحقد فهم تسببوا في جعلي وحيدة حزينة منذ سنة كاملة وانا على هذا الحال كنت استمع في كثير من الأوثات لصوت اخي لم يكن الأمر سهل علي بأي شكل صدقني...
اومأ معتز لها وهو يتفهمها وضع يده على يدها
-تشجعي انتي قوية وان كنتي تحبين ان انام هنا سأفعل لكني عرضت عليكي اكثر من مرة من قبل وتستمرين بالرفض
هزت رأسها بإيجاب واجابته
-اجل فهذا لا يصح يا معتز
ظل ناظرآ لها لبعض الوقت لا تنظر ان لديه سلوك غريب في كثير من الأوقات يجعلها تخاف منه لا تعلم لماذا لكنها تشعر بهذا رغم انها تعلم انه يحترمها ولن يفكر به وكان يحب اخاها كثيرآ
بينما هو كان يفكر بها يتذكر عندما اخبر مروان انه معجب بها ويريد ان يتقدم لها وفرح كثيرآ وهم بالذهاب لأخبارها لكنه علم بأمر الحادث واخبرته هناء انه لم يكن مجرد حادث بل كانت جريمة قتل فكل ما لدسها من ادلة يثبت هذا ولن يكون صعب على نجدت ان يخفي الأمر...
-بماذا انت شارد يا معتز؟
هز راسه بنفي وهو ينظر لها
-لا شيى انا هنا معكي
اومأت له وسألته بإهتمام
-هل تريد تناول الطعام؟؟ لقد احضرت اليوم حساء العدس ليس سيئ
اومأ لها وهو يعشق ان يأكل من صنع يدها فيحب كثيرآ مذاق طعامها رغم انها تصنعه بحزن وربما تبكي كثيرآ لكنها ستظل الأفضل في كل شيى بالنسبة له تناول الطعام ولم يتوقف عن المدح به والمدح بطعامها لتبتسم بخفة ابتسامة تغلف حزنها
-انت تجامل كثيرآ يا معتز
هز رأسه بنفي
-ليس صحيح لقد كنت انا ومروان نعشق طعامكي كثيرآ الا تتذكري عندما كان يجعلكي تصنعين الطعةم ويأخذه للخارج لقد كان لي وقتها...
اومأت له وهي تتذكر اخاها تشتاق له هيئته خفة ظله ابتسامته العذبة وضحكاته العالية المميزة كانت تعشقه الكثير من الفتيات لكن قلبه لم يميل سوا لها هي ابنة نجدت لا تعلم متى تطور الأمر بتلك السرعة لقد كانت مجرد صدفة عندما عطلت سيارتها ليوصلها في طريقته وتتعرف عليه لقد جعلت لديه الكثير من الأمنيات معها لتتركه بعد ذلك وحيد وتتعرف على شاب اخر اختاره والدها فتخسر هي كل ما لها بسببها
اغمضت عيناها بحزن والم تساقطت دموعها وتلك الزكريات تطعن قلبها بلا رحمة شعور قاسي لا يفارقها الموت رغم انه الحقيقة الوحيدة بالحياة الا انه الأصعب...
-هناء ارجوكي اهدئي لا اطيق ان اراكي هكذا ارجوكي اهدئي...
مسحت دموعها بألم شديد
-اشتقت له اشتقت لضمه اشتقت لحديثه وضحكاته كل شيئ به لم يكن اخي لقد كان قطعة من روحي لعبه بالشقة رغم اني كنت اصرخ عليه كثيرآ الا انني... كنت... كنت اعشق رؤيته يلعب بالكرة لقد كان مهووس بها كباقي الشباب لقد كان افضل شاب كان اخ رائع لم يضربني يومآ ولم يشعرني اني بحاجة لشيئ كان يوفر لي الحنان والأمان والأن هو اسفل التراب بعيدآ عني وانا هنا... من دونه لقد كان هذا اعظم كابوس لي وقد تحقق لأبقى خائفة حزينة بلا توقف لا يتوقف كل هذا يا معتز يستمر دون توقف
اقترب قام بضمها وهي تنهار بالبكاء لتبتعد فلم يكن اخاها ليرضى بهذا حتى انها تعلم ان جلوس معتز معها بمفردها خاطئ وغير مقبول لكنها تخبر نفسها انه جيد وانه مختلف لن يؤذيها ولن يحدث شيى فقط يكون ونس لها لبعض الوقت...
-اسف لم اقصد ان يضايقكي فقط اردت لو اهون عليكي قليلآ...
اومأت دون ان تنظر له وابتسم هو وهو يتابعها
-الا تريدين شيئ مني؟
هزت رأسها بنفي
-اريد سلامتك سأراك قبل ان اذهب اليس كذلك؟
اومأ لها وقد عاد القلق الى قلبه من جديد
-ان شاء الله سأكون موجود اخبرتكي انا سأوصلكي لا تقلقي
اومأت هي ايضآ وذهب لتغلق الباب بالمفتاح ومن ثم بالقفل فتتذكر تعضرها للكثير من المعاكسات حتى ان بعض الشبان التالفين تجرأو وصعدوا يدقوا الباب عليها لتهددهم انها ستتصل بالجيران والشرطة في حالة من الرعب فأي صوت في الليل يجعلها ترتعب عاجزة عن فعل اي شيئ فقط تبكي....
اغضمت عيناها تحاول ان تتجاهل اي تفكير سيئ وقامت برفع صوت التلفاز على الأيات القرءانية التي تبعث بنفسها الراحة والطمأنينة....
-اسألك يا الله ان ترحم اخي وتسكنه الفردون الأعلى سبحانك سبحانك قادر على كل شيئ اعني يا الله لا اله الا انت اني كنت من الظالمين...
شعرت بالكثير من الراحة فليس هناك شيئ افضل من ان يكون الشخص في رعاية الله وقريب منه...
ابتسمت من جديد فتتذكر ان هذا حديث اخاها...
في منزل الأنصاري كان اياد يمشط شعره بدقه يضع الفرشاة على الطاولة بنظام كباقي الأدوات امسك عطره وقام بالرش على ملابسه ومن ثم عدل الزجاجة في وضع مناسب منظم ووضعها بجوار شبيهتها لقد كان لديه هوس التنظيم يعشق كل شيئ مرتب منظم لا يكره في حياته شيئ بقدر الفوضى حتى بعمله كمحاسب ناجح في شركة كبيرة دون واسطة فهو يحب ان يعتمد على ذاته ولديه ثقة كبيرة بما يقوم به...
-واليوم صباح جديد والأن انا مستعد للذهاب للعمل اتمنى ان يكون يومً جيد وان لا يفسده احد الأشخاص المستفزين بهذا العالم العنصري
ابتسم لهيئته ومن ثم اخذ حقيبته وهبط على الدرج كان يمتاز بطوله الفارع وجسده الرياضى يرتدي بذلة انيقة زرقاء كلون عيناه التي اخذت لونها من مشهد خلاب لمياه المحيط..
اقترب قبل جبين والدته
-صباح الخير يا امي كيف حالكي اليوم
ابتسمت يسرا وهي تنظر له بإعجاب فأياد صغيرها لم يعد كما كان بل اصبح الأن رجلآ ناجحآ ورائع...
-متى ستعود
ابتسم وهو يتناول بعض الطعام من على الطاولة
-بنفس الموعد لن اتأخر لا تقلقي سأنهي عملي سريعآ...
اومأت له
-حفظك الله يا عزيزي
اقتربت اروى جلست على الطاولة ونظرت يسرا لها
-صباح الخير يا حبيبتي..كيف حالكي اليوم
نظرت اروى لهم ولم تجيب لينفعل اياد
-ماذا بكي تتحدث معكي اجيبي
اقترب نجدت وهو يظبط وضع رابطة عنقه
-دعوها وشأنها فلا ينقصنا ان تفسد يومنا تلك الكئيبة
هز اياد رأسه بفقدان امل فمنذ فترة وهي على هذا الحال سألها نجدت بحزم
-اخبريني كيف حالكي مع انس هل كل شيئ على ما يرام؟
نظرت له قليلآ ولم تجيبه سريعآ اكتفت فقط في ان تومأ له
ليهز رأسه بتهكم يعلم انها كاذبة رغم ان انس يقول ان علاقتهم على ما يرام الا انه لا يرى هذا فهي لا تتحدث معه كثيرآ او حتى قليلآ يشعر ان تأجيلها لعقد قرانهم لبعد تخرجها مجرد حجة فلقد عادت تلك السنة مرتان ويبدو انها لا تريد ان تمر منها لكنه اخبرها ان لم تنجح هذه السنة لن تكمل حامعتها ولن تكون مذيعة كما كانت تحلم لكنه شعر انه لم يؤثر بها هل اصبح كل شيئ بحياتها سواء بعد هذا الحقير المدعو مروان ماذا فعل لتتعلق به بتلك الطريقة ابتسم ساخرآ ومن ثم تناول طعامه براحة وقفت هي ليتعجبوا وتصعد لغرفتها نظرت يسرا لأياد وقد بدى عليها الحزن
-حبيبي يمكنك الخروج معها بعد عملك اظنها نحتاج لتغير جو سيحسن هذا من حالتها فأنا اخاف ان تزداد حالتها سوءً وهي لم تعد تتحدث معي....
#يتبع
للكاتبة ندى محسن |White Rose