الفصل العاشر
قاربت الساعة على الثالثة صباحا وجميع من بالبيت خالدين إلى النوم وجميع الأنوار مغلقه، لتصدح صرخة عالية وقوية أهتز على أثرها البيت بأكمله، فزع كلا من "هدى" و "جنه" وركضوا سريعا إلى غرفة "ندا" بعد أن تعرفوا على صوت صرخها ، ليجدوها جالسه على سريرها وعلى وجهِها ملامح الفزع والزعر
أسرعت "هدى" فى التوجه إليها وسريعا ما ضمتها إلى صدرِها كى تهدائها وأعطائها بعض من الماء ، وما هى إلا دقيقة حتى هدأت "ندا" قليلا وأطمئنت بأنه كان مجرد حلم لا بل كان كابوسا، لتعقب "هدى" بقلق رادفة بأستفسار :
" مالك يا حبيبتى فى أيه ، كنتى بتحلمى بايه خلاكى صرختى وبتترعشى بالشكل ده كده؟! "
رمقتها "ندا" ولاوتزال ملامح الفزع تسيطر على وجهها ، لتضيق بصوت يملئه الرعب والقلق رادفة بخوف :
" عز يا ماما ، عز "
ضيقت "هدى" ما بين حاجبيها وقد تسرب بعض القلق إلى قلبها رادفة بإستفسار :
" ماله عز يا بنتى!! "
عقبت "ندا" ولاتزال ملامح الزعر والفزع تُسيطر على وجهها رادفة بهلع :
" عز كان بيتخانق مع حازم وانا جريت أخلصهم عن بعض ، راح عز بصلى بزعل وغضب ومشى وهو ماشى وقع فى حفره غويطة أوى ، أنا جريت عليه وفضلت أحاول أطلعه لكن معرفتش والغريب إن حازم أعد يضحك علينا وشمتان فى اللى بيحصل ، وعز فضل يصرخ بصوت عالى وصوت ضحك حازم بيعلى هو كمان كل ما صوت صريخ عز يعلى ، وأنا فضلت أعيط وأصرخ من خوفى على عز وأحاول أطلعه لحد ما الخفرة أتفتحت أكتر وأتسحب لتحت خالص "
شعرت "هدى" بالقلق الشديد من حلم "ندا" الذى يُفسر أن هناك مشكلة كبيرة واقع بها "عز" وأن هناك من يُدبر له مكيدة، ولكن لم "حازم" أيضا معهم بذلك الحلم ، حاولت "هدى" إخفاء قلقها حتى لا تلاحظه "ندا" هذا ويزيد فزعها وزعرها ، لتعقب "هدى" رادفة بهدوء :
" ربنا يستر يا بنتى ، إن شاء الله مفيش حاجه "
أحتضنت "هدى" أبنتها "ندا" لكى تطمئنها ، وسريعا ما سفطت "ندا" فى النوم مرة أخرى ، لتخرج كلا من "جنه" و "هدى" من غرفتها ، لتوجه "جنه" حديثها نحو والدتها رادفة بإستفسار :
" تفتكرى يا ماما معنى حلم ندا ده أيه؟! "
شعرت "هدى" بالكثير من القلق ، ولكنها حاولت أن تتجاهله رادفة بتمنى :
" خير يا بنتى إن شاء الله "
________
كانت "زيزى" ترتدى ملابسها مستعدة لكى تذهب إلى "ندا" كما وعدتها ليلة أمس ، بينما بالخارج كانت "منى" تُنادى على الجميع للخروج لتناول الافطار ، ليخرج الجميع من غُرافِهم وجلسوا على طاولة الطعام ، لاحظ الجميع أن "زيزى" تستعد للذهاب ولكنها اليوم عطلتها!! ، لتُعقب "منى" بدهشة موجهة حديثا نحو "زيزى" رادفة بإستفسار :
" أيه ده يا زيزى أنتى خارحه؟! "
هزت لها "زيزى" رأسها بالنفى واندفعت بالكلام دون ملاحظتها لما ستتفوه به رادفة بحماس :
" لا يا ماما معلش أصلى معرفتش أقولك أمبارح عشان كنتى نايمة ، أنا رايحه عند ندا عشان أبقى جمبها اليومين دول ، أنتى عارفه فاضل كام يوم بس على ... "
أوقفها صوت إلقاء "عز" للملعقة بعد أن توقف عن تناول الطعام ونظر نحو "زيزى" بكثير من الغضب ، فهى شقيقته ولم تراعى مشاعره حتى ، وسرعا ما نهض "عز" من مكانه ثم توجه إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بغضب وعصبية كبيرة
ضربت "زيزى" وجنتها بلوم على ما قالت ، فهى لم تتعمد أن تذكر أسم "ندا" أمام "عز" وتذكره بخطوبتِها وكسر قلبه ، بينما زجرتها "منى" مُعاتبة إياها بغضب وحنق رادفة بإنزعاج كبير :
" هو أنتى بهيمه ولا مش بتفهمى ولا أنتى أيه بالظبط!!، أزاى تقولى كده قدام عز ؟! "
شعرت "زيزى" بالغضب من تسرعها مُجيبة على والدتها بندم كبير :
" والله يا ماما مكنش قصدى ماخدش بالى اصلا ، أنا بس كنت فرحانه ان ندا مش زعلانه منى ، مع إن الغلط جى من عندنا أحنا "
ضيقت "منى" ما بين حاجبيها بعدم أستعاب رادفة بأستفسار :
" جى من عندنا أحنا أزى يعنى؟! "
شعرت "زيزى" بأنها تُخبط بالحديث منذ أن أستيقظت ، لتنهض سريعا من مكانها مُحاولة الهرب من سؤال والدتها رادفة بعجلة وتهرب :
" هاا لا ولا حاجه، يله سلام بقى عشان متأخرش عليها "
شعرت "منى" أن هناك شيئا ما تعرفه "زيزى" ولكنها لا تريد أخبارها بهذا الشيء ، بينما "زيزى" أسرعت فى الخروج من البيت ذاهبة نحو شقة "ندا"
________
خرجت "زيزى" من شقتهم متجهة نحوشقة "ندا" وكانت تهبطت الدرج بسرعة كبيرة فاصتدمت بشدة بشاب غريب لم يسبق لها ان تراه من قبل ، فسقطت "زيزى" أرضا من شدة الصدمة ، لترفع وجهها إليه وهى ملامحها تصرخ بالغضب والإنزعاج ، لتصيح رادفة بحدة :
" مش تفتح يا بنى أدم أنت ، أيه هو أنت أعمى؟! "
كاد "أنس" أن يُمد لها يده ليُساعدها ولكنه توقف عندما وصفته بالأعمى ، ليجيبها رادفا بأنزعاج :
" لو سمحتى يا أنسه من غير غلط ، أنا أسف أكيد يعنى مكنش قصدى ، أنا كنت جاى لواحد صحبى بس مش عارفه هو ساكن فى الدور الكام أو أنهى شقة و... "
قاطعته "زيزى" زاجرة إياه بوقاحة رادفة بحدة :
" بس بس أنت هتحكيلى قصة حياتك ، وأنا مالى أصلا بحوراتك دى ، أنا مسالتكش أصلا ولا أنت عايز ترغى وخلاص "
أنزعج "أنس" كثير من وقاحة تلك الفتاة سليطة اللسان ، ليصبح بها بحدة رادفا بكثير من الإنزعاج :
" فى أيه يا بت أنتى مالك كده محدش همك ، ما تحترمى نفسك بقى بدل ما أكلك على وشك "
فى تلك اللحظه أستمع "عز" إلى صوت "زيزى" وهى تصرخ على احداً ما على السلم ، ليسرع "عز" بالخروج من الشقة ليرى ما الذى يحدث بالضبط ، أقترب منهم "عز" رادفا بأستفسار :
" أيه ده فى أيه!! ، أيه اللى بيحصل هنا؟! "
نظرت "زيزى" نحو شقيقها ويبدو عليها ملامح الأنزعاج والغضب الشديد رادفة بحنق :
" تعالى يا عز شوف الحيوان خبط فيا ووقعنى على الأرض ، لا وكمان بيحكيلى قصه حياته وبيقولى أحترمى نفسك يا بت بدل ما أكلك على وشك "
لو لم يكن "أنس" هو صديق "عز" المقرب ومثل أخية "ذياد" تمام لكان "عز" جعله بهبط الدرج مرة أخرة ، ولكن تلك المرة على وجهه ، لان "عز" بشفتيه بابتسامة جانبية رادفا بعتاب :
" ينفع كده يا عم أنس ، تعملها مع أختى بردو؟! "
ضيقت "زيزى" ما بين حاجبيها بعدم فهم رادفة بأستفسار "
" أيه ده يا عز هو أنت تعرف البنى أدم ده؟! "
حاول "أنس" تبرير ما حدث لكى لا ينزعج منه صديقه رادفا بتوضيح :
" والله يا عم عز ما كنت بعملها معاها ولا حاجه ، أنا فعلا مكنتش عارف شقتك فين بالظبط قوتلها يمكن تساعدنى قامت داخله فيا شمال وحستها هتضربنى "
أبتسم "عز" بخفوت مُجاملا صديقه مُحاولا إصلاح الموقف رادفا بهدوء :
" خلاص يا جماعه حصل خير ، أعرفكوا على بعض "
نظر "عز" نحو "زيزى" وهو يُشاور على "أنس" رادفا بتوضيح :
_ ده أنس صحبى يا زيزى وزى ذياد عندى بالظبط "
أشاح بنظره عنها محولا نظره إلى صديقه "أنس " رادفا بشيء من المرح والعتاب :
" ودى يا عم أنس زيزى أختى ، معلش هى بس لسانها لسنها طويل شويه ومش بتركز مع الكلام اللى بيخرج منها "
شعرت "زيزى" بالحرج الشديد مما فعلت منذ قليل ، ومما قاله "عز" عنها لتو فيبدو أنه يقصد ما تفوهت به على الإفطار ، لتضع "زيزى" خصلات من شعرها خلف أذنيها مُعقبتة بكثير من الحرج وهى توجه نظرها نحو "أنس" رادفة بحرج :
" أنا أسفه جدا ، بعد أذنكوا "
أنصرفت "زيزى" سريعا من أمامهم مُتوجه نحو شقة "ندا" ، بينما لاحظ "أنس" حرجها الشديد وشعورها بالخجل ، ليوجه حديثه نحو "عز" زاجرا إياه رادفا بعتاب :
" ليه كده بس يا عم عز!! ، كسفتها وأحرجتها قدامى "
أجاله "عز" بعدم أهتمام رادفا بلا مبلاه :
" لا متحرجتش ولا حاجة ، تعالى ندخل جوا يلا عشان أعرفك على أمى وأبويا و ذياد "
دلف "عز" إلى شقته بصحبة صديقه "أنس" ، لينهض والديه سريعا ليرحبا به وهو يزورهم لأول مرة فى منزلهم :
________
تجلس كلا من "ندا" و "زيزى" تتحدثان لتُخبرها "زيزى" بما حدث لها مع ذلك "أنس" وكانت "ندا" تبتسم على ما فعلته "زيزى" وإندفاعها الشديد فى نهره ، ولكن وسريعا ما تغيرت ملامحها عند ذكر اسم "عز" ، شعرت "ندا" بالاختناق الشديد وضيق صدرها ، لاحظ "زيزى" تغير ملامح وجه "ندا" لتشعر إنها فى حاجة قوية لمعرفة أجابة "ندا" على ذلك السؤال الذى يدور فى راسها ، لتعقب "زيزى" رادفة بتردد :
" ندا هو أنا ممكن أسالك سؤال وتردى عليا بصراحه؟! "
حاولت "ندا" التماسك وعدم إظهار إنزعاجها رادفة بهدوء :
" أه طبعا يا زيزى أسألى يا حبيبتى "
رطبت "زيزى" شفتاها مُحاولة أن تقدم لها السؤال بطريقى لابقة حتى لا تجرحها رادفة بأستفسار :
" ندا هو أنتى لسه بتحبى عز ؟! "
أمتلئت أعين "ندا" بالدموع وأخذت فى الأنسياب من مُقلتيها دون إرادة منها ، وسريعا ما نعالت شهقتها رغما عنها ، لتُحاول التحدث من بين شهقاتها بترجى رادفة بنحيب وضعف :
" لو سمحتى يا زيزى بلاش نتكلم فى الموضوع ده تانى ، عشان خطرى يا زيزى عشان خاطرى "
أحتتضنتها "زيزى" بشدة شاعرة بالندم على سؤالها ذلك ، ولكنها تأكدت من الأجابة التى كانت تدور برأسها ، لتربط " زيزى" على ظهر "ندا" الذى تبكى بشدة وحرقة وألم وقلبها مكسور رادفة بأسئ :
" حاضر يا ندا أنا أسفة جدا يا حبيبتى "
______
يجلس "حازم " فى غرفة على الأريكة بصحبة صديقه المقرب "هيثم " الذى لا يختلف شيئا عنه ، فهما يشبهان بعضهما كثيرا بجميع الصفات الحقيرة والنوايا الخبيثة ، عقب "حازم" وهو يشعر بكثير من الانتصار والفخر رادفا بتفاخر :
" ما أنا قولتلك يا ابنى لما حازم يحط حاجه فى دماغه لازم يوصلها حتى لو هيعمل ايه !! "
فتح "هيثم " فمه بصدمه مما أخبره به "حازم " ، ليصيح بمزيج من الدهشة والأعجاب رادفا بصدمة :
" ايه ياض أنت الجحود ده !! ، بقى أنت تخلى الواد يسيبها ويقطنع انها بتخونه وتروح انت تطلبها وتوصلها لدرجه انها توافق عليك ، لا وكمان عازم حبيبها على خطوبتكم ايه ده !! يخرببتك شيطان !! "
ألتفت " حازم " مرة أخرى نحو المرأة وأخذ ينثر من عطرة المفضل على ثائر ملابسه رادفا بفخر :
" مكنش فى حل تان غير كده ، ودى الطريقة الوحيده اللى كانت ممكن تخلى ندا توافق عليا و ... "
يتبع ...
أسرعت "هدى" فى التوجه إليها وسريعا ما ضمتها إلى صدرِها كى تهدائها وأعطائها بعض من الماء ، وما هى إلا دقيقة حتى هدأت "ندا" قليلا وأطمئنت بأنه كان مجرد حلم لا بل كان كابوسا، لتعقب "هدى" بقلق رادفة بأستفسار :
" مالك يا حبيبتى فى أيه ، كنتى بتحلمى بايه خلاكى صرختى وبتترعشى بالشكل ده كده؟! "
رمقتها "ندا" ولاوتزال ملامح الفزع تسيطر على وجهها ، لتضيق بصوت يملئه الرعب والقلق رادفة بخوف :
" عز يا ماما ، عز "
ضيقت "هدى" ما بين حاجبيها وقد تسرب بعض القلق إلى قلبها رادفة بإستفسار :
" ماله عز يا بنتى!! "
عقبت "ندا" ولاتزال ملامح الزعر والفزع تُسيطر على وجهها رادفة بهلع :
" عز كان بيتخانق مع حازم وانا جريت أخلصهم عن بعض ، راح عز بصلى بزعل وغضب ومشى وهو ماشى وقع فى حفره غويطة أوى ، أنا جريت عليه وفضلت أحاول أطلعه لكن معرفتش والغريب إن حازم أعد يضحك علينا وشمتان فى اللى بيحصل ، وعز فضل يصرخ بصوت عالى وصوت ضحك حازم بيعلى هو كمان كل ما صوت صريخ عز يعلى ، وأنا فضلت أعيط وأصرخ من خوفى على عز وأحاول أطلعه لحد ما الخفرة أتفتحت أكتر وأتسحب لتحت خالص "
شعرت "هدى" بالقلق الشديد من حلم "ندا" الذى يُفسر أن هناك مشكلة كبيرة واقع بها "عز" وأن هناك من يُدبر له مكيدة، ولكن لم "حازم" أيضا معهم بذلك الحلم ، حاولت "هدى" إخفاء قلقها حتى لا تلاحظه "ندا" هذا ويزيد فزعها وزعرها ، لتعقب "هدى" رادفة بهدوء :
" ربنا يستر يا بنتى ، إن شاء الله مفيش حاجه "
أحتضنت "هدى" أبنتها "ندا" لكى تطمئنها ، وسريعا ما سفطت "ندا" فى النوم مرة أخرى ، لتخرج كلا من "جنه" و "هدى" من غرفتها ، لتوجه "جنه" حديثها نحو والدتها رادفة بإستفسار :
" تفتكرى يا ماما معنى حلم ندا ده أيه؟! "
شعرت "هدى" بالكثير من القلق ، ولكنها حاولت أن تتجاهله رادفة بتمنى :
" خير يا بنتى إن شاء الله "
________
كانت "زيزى" ترتدى ملابسها مستعدة لكى تذهب إلى "ندا" كما وعدتها ليلة أمس ، بينما بالخارج كانت "منى" تُنادى على الجميع للخروج لتناول الافطار ، ليخرج الجميع من غُرافِهم وجلسوا على طاولة الطعام ، لاحظ الجميع أن "زيزى" تستعد للذهاب ولكنها اليوم عطلتها!! ، لتُعقب "منى" بدهشة موجهة حديثا نحو "زيزى" رادفة بإستفسار :
" أيه ده يا زيزى أنتى خارحه؟! "
هزت لها "زيزى" رأسها بالنفى واندفعت بالكلام دون ملاحظتها لما ستتفوه به رادفة بحماس :
" لا يا ماما معلش أصلى معرفتش أقولك أمبارح عشان كنتى نايمة ، أنا رايحه عند ندا عشان أبقى جمبها اليومين دول ، أنتى عارفه فاضل كام يوم بس على ... "
أوقفها صوت إلقاء "عز" للملعقة بعد أن توقف عن تناول الطعام ونظر نحو "زيزى" بكثير من الغضب ، فهى شقيقته ولم تراعى مشاعره حتى ، وسرعا ما نهض "عز" من مكانه ثم توجه إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بغضب وعصبية كبيرة
ضربت "زيزى" وجنتها بلوم على ما قالت ، فهى لم تتعمد أن تذكر أسم "ندا" أمام "عز" وتذكره بخطوبتِها وكسر قلبه ، بينما زجرتها "منى" مُعاتبة إياها بغضب وحنق رادفة بإنزعاج كبير :
" هو أنتى بهيمه ولا مش بتفهمى ولا أنتى أيه بالظبط!!، أزاى تقولى كده قدام عز ؟! "
شعرت "زيزى" بالغضب من تسرعها مُجيبة على والدتها بندم كبير :
" والله يا ماما مكنش قصدى ماخدش بالى اصلا ، أنا بس كنت فرحانه ان ندا مش زعلانه منى ، مع إن الغلط جى من عندنا أحنا "
ضيقت "منى" ما بين حاجبيها بعدم أستعاب رادفة بأستفسار :
" جى من عندنا أحنا أزى يعنى؟! "
شعرت "زيزى" بأنها تُخبط بالحديث منذ أن أستيقظت ، لتنهض سريعا من مكانها مُحاولة الهرب من سؤال والدتها رادفة بعجلة وتهرب :
" هاا لا ولا حاجه، يله سلام بقى عشان متأخرش عليها "
شعرت "منى" أن هناك شيئا ما تعرفه "زيزى" ولكنها لا تريد أخبارها بهذا الشيء ، بينما "زيزى" أسرعت فى الخروج من البيت ذاهبة نحو شقة "ندا"
________
خرجت "زيزى" من شقتهم متجهة نحوشقة "ندا" وكانت تهبطت الدرج بسرعة كبيرة فاصتدمت بشدة بشاب غريب لم يسبق لها ان تراه من قبل ، فسقطت "زيزى" أرضا من شدة الصدمة ، لترفع وجهها إليه وهى ملامحها تصرخ بالغضب والإنزعاج ، لتصيح رادفة بحدة :
" مش تفتح يا بنى أدم أنت ، أيه هو أنت أعمى؟! "
كاد "أنس" أن يُمد لها يده ليُساعدها ولكنه توقف عندما وصفته بالأعمى ، ليجيبها رادفا بأنزعاج :
" لو سمحتى يا أنسه من غير غلط ، أنا أسف أكيد يعنى مكنش قصدى ، أنا كنت جاى لواحد صحبى بس مش عارفه هو ساكن فى الدور الكام أو أنهى شقة و... "
قاطعته "زيزى" زاجرة إياه بوقاحة رادفة بحدة :
" بس بس أنت هتحكيلى قصة حياتك ، وأنا مالى أصلا بحوراتك دى ، أنا مسالتكش أصلا ولا أنت عايز ترغى وخلاص "
أنزعج "أنس" كثير من وقاحة تلك الفتاة سليطة اللسان ، ليصبح بها بحدة رادفا بكثير من الإنزعاج :
" فى أيه يا بت أنتى مالك كده محدش همك ، ما تحترمى نفسك بقى بدل ما أكلك على وشك "
فى تلك اللحظه أستمع "عز" إلى صوت "زيزى" وهى تصرخ على احداً ما على السلم ، ليسرع "عز" بالخروج من الشقة ليرى ما الذى يحدث بالضبط ، أقترب منهم "عز" رادفا بأستفسار :
" أيه ده فى أيه!! ، أيه اللى بيحصل هنا؟! "
نظرت "زيزى" نحو شقيقها ويبدو عليها ملامح الأنزعاج والغضب الشديد رادفة بحنق :
" تعالى يا عز شوف الحيوان خبط فيا ووقعنى على الأرض ، لا وكمان بيحكيلى قصه حياته وبيقولى أحترمى نفسك يا بت بدل ما أكلك على وشك "
لو لم يكن "أنس" هو صديق "عز" المقرب ومثل أخية "ذياد" تمام لكان "عز" جعله بهبط الدرج مرة أخرة ، ولكن تلك المرة على وجهه ، لان "عز" بشفتيه بابتسامة جانبية رادفا بعتاب :
" ينفع كده يا عم أنس ، تعملها مع أختى بردو؟! "
ضيقت "زيزى" ما بين حاجبيها بعدم فهم رادفة بأستفسار "
" أيه ده يا عز هو أنت تعرف البنى أدم ده؟! "
حاول "أنس" تبرير ما حدث لكى لا ينزعج منه صديقه رادفا بتوضيح :
" والله يا عم عز ما كنت بعملها معاها ولا حاجه ، أنا فعلا مكنتش عارف شقتك فين بالظبط قوتلها يمكن تساعدنى قامت داخله فيا شمال وحستها هتضربنى "
أبتسم "عز" بخفوت مُجاملا صديقه مُحاولا إصلاح الموقف رادفا بهدوء :
" خلاص يا جماعه حصل خير ، أعرفكوا على بعض "
نظر "عز" نحو "زيزى" وهو يُشاور على "أنس" رادفا بتوضيح :
_ ده أنس صحبى يا زيزى وزى ذياد عندى بالظبط "
أشاح بنظره عنها محولا نظره إلى صديقه "أنس " رادفا بشيء من المرح والعتاب :
" ودى يا عم أنس زيزى أختى ، معلش هى بس لسانها لسنها طويل شويه ومش بتركز مع الكلام اللى بيخرج منها "
شعرت "زيزى" بالحرج الشديد مما فعلت منذ قليل ، ومما قاله "عز" عنها لتو فيبدو أنه يقصد ما تفوهت به على الإفطار ، لتضع "زيزى" خصلات من شعرها خلف أذنيها مُعقبتة بكثير من الحرج وهى توجه نظرها نحو "أنس" رادفة بحرج :
" أنا أسفه جدا ، بعد أذنكوا "
أنصرفت "زيزى" سريعا من أمامهم مُتوجه نحو شقة "ندا" ، بينما لاحظ "أنس" حرجها الشديد وشعورها بالخجل ، ليوجه حديثه نحو "عز" زاجرا إياه رادفا بعتاب :
" ليه كده بس يا عم عز!! ، كسفتها وأحرجتها قدامى "
أجاله "عز" بعدم أهتمام رادفا بلا مبلاه :
" لا متحرجتش ولا حاجة ، تعالى ندخل جوا يلا عشان أعرفك على أمى وأبويا و ذياد "
دلف "عز" إلى شقته بصحبة صديقه "أنس" ، لينهض والديه سريعا ليرحبا به وهو يزورهم لأول مرة فى منزلهم :
________
تجلس كلا من "ندا" و "زيزى" تتحدثان لتُخبرها "زيزى" بما حدث لها مع ذلك "أنس" وكانت "ندا" تبتسم على ما فعلته "زيزى" وإندفاعها الشديد فى نهره ، ولكن وسريعا ما تغيرت ملامحها عند ذكر اسم "عز" ، شعرت "ندا" بالاختناق الشديد وضيق صدرها ، لاحظ "زيزى" تغير ملامح وجه "ندا" لتشعر إنها فى حاجة قوية لمعرفة أجابة "ندا" على ذلك السؤال الذى يدور فى راسها ، لتعقب "زيزى" رادفة بتردد :
" ندا هو أنا ممكن أسالك سؤال وتردى عليا بصراحه؟! "
حاولت "ندا" التماسك وعدم إظهار إنزعاجها رادفة بهدوء :
" أه طبعا يا زيزى أسألى يا حبيبتى "
رطبت "زيزى" شفتاها مُحاولة أن تقدم لها السؤال بطريقى لابقة حتى لا تجرحها رادفة بأستفسار :
" ندا هو أنتى لسه بتحبى عز ؟! "
أمتلئت أعين "ندا" بالدموع وأخذت فى الأنسياب من مُقلتيها دون إرادة منها ، وسريعا ما نعالت شهقتها رغما عنها ، لتُحاول التحدث من بين شهقاتها بترجى رادفة بنحيب وضعف :
" لو سمحتى يا زيزى بلاش نتكلم فى الموضوع ده تانى ، عشان خطرى يا زيزى عشان خاطرى "
أحتتضنتها "زيزى" بشدة شاعرة بالندم على سؤالها ذلك ، ولكنها تأكدت من الأجابة التى كانت تدور برأسها ، لتربط " زيزى" على ظهر "ندا" الذى تبكى بشدة وحرقة وألم وقلبها مكسور رادفة بأسئ :
" حاضر يا ندا أنا أسفة جدا يا حبيبتى "
______
يجلس "حازم " فى غرفة على الأريكة بصحبة صديقه المقرب "هيثم " الذى لا يختلف شيئا عنه ، فهما يشبهان بعضهما كثيرا بجميع الصفات الحقيرة والنوايا الخبيثة ، عقب "حازم" وهو يشعر بكثير من الانتصار والفخر رادفا بتفاخر :
" ما أنا قولتلك يا ابنى لما حازم يحط حاجه فى دماغه لازم يوصلها حتى لو هيعمل ايه !! "
فتح "هيثم " فمه بصدمه مما أخبره به "حازم " ، ليصيح بمزيج من الدهشة والأعجاب رادفا بصدمة :
" ايه ياض أنت الجحود ده !! ، بقى أنت تخلى الواد يسيبها ويقطنع انها بتخونه وتروح انت تطلبها وتوصلها لدرجه انها توافق عليك ، لا وكمان عازم حبيبها على خطوبتكم ايه ده !! يخرببتك شيطان !! "
ألتفت " حازم " مرة أخرى نحو المرأة وأخذ ينثر من عطرة المفضل على ثائر ملابسه رادفا بفخر :
" مكنش فى حل تان غير كده ، ودى الطريقة الوحيده اللى كانت ممكن تخلى ندا توافق عليا و ... "
يتبع ...