الخيط الثامن

بعض الحكايات خُلقت لتنتهى ، لتبدأ تِلك الحكايه
التى تغرق بتفصيلها

رفعت مُقلتياها تتطلع بتعجب وهو ما زال يمسد على ظهرها حتى تهدأ مررت نظرها على الجميع من حولها هتفت بتلعثم:

_ق قصدك إيه؟!

زمت شفتيها لثوان وأكمل بهدوء:
_أنت كويسه دلوقت؟!
هزت رأسها بالموافقة وأكملت مرادفاً:
_أنا كويسه يعنى كل اللي حصل امبارح حقيقة مش حلم

أنهت حديثها وهي تتطلع بفضول مُنتظرا أجابته ولكن جذبها أحمد من يدها  لطاولة أخرى وأردف بخفو:

_إياكِ أشوفك قريبه من فهد مرة تأنيه أنت فاهمة

صرخت بعصبية في وجهه وهي تلكزهُ بعنف في صدرهُ:
_أنت ليه بتكداب عليا وتقوليى أنى كنت بحلم، ليه تصرفاتك معي بتحسسني أنى مجنونة
قبض على يدها بعنف ولحظ نظرات فهد الحارقة المثبتة عليهم وأكمل بهدوء:

_آه حصل وأنا اللي لقيتك نايمة بره وهدومك مبلولة بس مكنتش عايزك تعرفى  أن

قطع حديثة وهو يطلعها بحُزن مُصطنع وأكمل:
_أن فهد هو اللي وقعك فى المياه عشان ينقذك ويبان قدامك أنه المُنقذ مُكنتش عايز اعرفك حقيقته اكتر من كده

جذبت يدها بعنف وهروالت أتجاه السور الذي يُطل على البحر وهى تحاول تاخذ أنفاسها هى لم تصدقهم بعد الآن

على الجهه الاخرى

توقف ادهم امام ليلى وهو يهتف ببرود عكس نيران التي تشتعل في قلبه
غيرة عليها:
_مبروك الصفقه جديده ، مكنتش اعرف إنك شاطره كده و ليكِ فى شغل السيارات وقطع الغيار

رفعت حاجباها تتطلعه بثقه وهى ترتشف من كأس العصير ببرود وهتفت:
_ده طبيعى عندى ؟!

جاءت أنَّ تذهب ولكن توقفت عندما قبض على يدها وهتف بهدوء:
_ممكن ياليلى نتكلم ونتفاهم فى حاجات كتير مفروض تعرفيها

شددت يدها وهتفت بتحذير:
_إياك تقرب منى تانى انتَ فاهم ، وبعدين كلام إيه اللى عايز تقوله دلوقت الكلام إنتهى يوم ما خونتى وسبتنى بموت فى المُيتشفى واتجوزتها إنتهى لما خلفت بنت منها توثيق لعلاقتهم مع بعض إنتهى لما قررت تختفى وتكسر قلبي فى أكتر وقت كنت مستنيه إنتهى لما قلبي أتكسر الاشلاء وهى الناس بتتهمنى بحااجات بشعه ليه العريس يسيب عروسته قبل الفرح بكم يوم كل الخيوط أتجمعت مع بعض وبقى فى حقيقه واحده إنى فيا حاجه غلط

زفرت بأختناق وهى تحاول منع دموعها من الهبوط هتف برجاء :
_أنا أسف على الكُل اللى حصل بس فعلا انا مكنش ليا أيد فيه كل حاجه اتهددت فى ثانيه صدقينى هى حكت كل الخيوط دى عشان توصل لهدفها هى اللى حطت مخدر فى القهوه وأنتِ شوفتى بعينك يوما ازى الكل كان بيحارب انى اكتب كتابي عليها شروق ماضي وانتهى بموتها

تنهد بضيق وهو يراه ملامح وجهها الباهته وأكمل :
_الوقت اللى فات كله كان أصعب وقت يمر عليه بس الحقيقه أن سما نجمه اللى نورت حياتى من تانى الحاجه الحلوه اللى فى حياتى

لوت شفتياها بعدم رضا وغادرت بضيق وسقطت معها بعض دموع كانت تتمنى بأن تكون أول ست فى حياته كما هو اول راجل فى حياتها احبته بكل جوارحها وكيانها زواجه من أخرى حطمها ولكن "ليلى ثابت" لم تظهر ضعفها الاحد بالمره

بعد قليل اجتمع الجميع فى غرفه واسعه بها شاشه عرض كببر وحولها الكثير الاريكات بشكل مُهندم وطاوله بها الكثير من الفواكه والتسالى جلست لوسيندا وبجانبها فيروزه سريعا وبجانبها جاسر الغُباشي وعلى الاريكه التى تجوارهم ليلى ثابت وزين ثابت وغرام وفهد الذي جلس باتجاه لوسيندا حتى لايفصل بينهم شئ

بدأ عرض فيلم تاتيتنك وسط أضواء خافته وعيوان فهد لم تبتعد عن لوسيندا يتأمل كل آنش بها طفله صغيره أقتحمت حياته لتجعل لها رونق خاص بها بعدما  عشقها تبتعد عنه زفر بضيق وهتف بالقرب منها :
_أنتِ أحلى من روز بكتيرر

لم تتفوه بشئ وعادت بنظرها اتجاه الفيلم تشاهدهُ بأهتمام وهى تتناول حبات الفرواله بنهم

فى احدى المناطق الراقيه

يجلس مالك امام ذلك رجل الذي يجلس بوقار هتف رأفت بهدوء وهو يضع فنجان القهوه على طاوله :
_معنديش مانع يابنى ف جوازكم بس بالاصوال

هتف مالك بهدوء :
_ من قولت لحضرتك كل طلباتكم اوامر

اكمل رأفت حديثه ببرود :
_هى الاصوال مقتصره عندك فى الفلوس وبس، فين أخواتك والحج الحسينى يجى ويطلبها  كارما مرت بتجربه صعبه ومش حابب انها تتعدت مره تأنيه فقدت بنتها بموقف صعب واصلا انا استغربت انها موافقه تتجواز مره تانيه انا أفتكرت انها هتعقد 

تنفس بهدوء واكمل :
_يوم الخميس الجاى مُناسب لحضرتك

هز راسه بالموافقه واكمل ارتشف قهوته بتلذذ واكمل حديثه وهو يتطلعه بتفحص :

_المقابله أنتهت ؟!

نهض بضيق وهرول لخارج سريعاً وهو يسب في سره لتلك المقابلة ولكارما التى تقف تكتم ضحكتها على تعبير وجهه

هتف بضيق وهو ينظر لضحكتها :
_شايفة المقابله مش انتِ اللى قولتى متجبش باباك دلوقت ، لحد ما نشوف رائ خالهُ الاول، وبعدين انا بقالى اكتر من ٨ سنين فى داخليه عمرى ما حد إتكلم معيا بطريقه دى 

هزت رأسها بالموافقه وأكملت :
_انا عارفه أنه طريقته صعبه شويه ، بس كل اللى بيعمله عشان مصلحتى مش عايزه أعند واخسر زى التجربه اللى فاتت

مسح على وجهه ليهدأ وأكمل بعصبيه :
_ممكن متقارنيش بينى وبين سيف تانى مش كل اخطاءك هتصلحيها عليا لانى ببساطه مش سيف فاهمه يا كارما انا "مالك  الحسينى "

نظرت له بعصبيه مكبوته وصعدت درج بخفه فاضل مُنتظرا حتى صعدت الاعلى واغلقت الباب

على اليخت
يجلس فهد بتوتر وهو يفرك ك طفلا صغيرا لبكائها ملامحها الحزينة الذي زادها ذلك الفيلم نظر الاحمرار وجهها أثر البكاء هتف بهدوء:

_ ده فيلم مش مستهل تبكي عليه؟!

رفعت مُقلتياها التي تحاوطت بخيوط حمرا من كثرة بكائها وأكملت:
_طبيعي ضده هيبقى كلامك الفانك إنسان فلقش قلب؟!

أكمل فهد حديثه مرادفاً:
_أنا عندي قلب بس مش كل الناس تستحق حبي

لوت شفتياها بعدم رضا وعاودت بنظرها لشاشة مبتعدة عن نظرتهُ التى تُلاحقها

رفعت فيروزة عينيها لتقابل عينيه بنظرات مطول أخفضت عينياها الأسفل لتشعر بيده تبعد خصلات شعرها عن وجهها بخفة ومسد عليه وهو يهتف بهدوء:
_في حد بيعيط من الفيلم؟!

حمت بأحراج وهتفت:
_أنا مبعيطتش أنا بس زعلانه لانى مبحبش نهايات الحزينة

جذب يدها بخفة لتنهض معه وهو يقف ينظر لمياه بهدوء وأكمل بتكبر:
_تتكلمي عن حياتك، وازى الملجأ أتحرق

فاقت من شرودها على حديثهُ وهتفت بتلعثم:
_مش عارفة الملجأ أتحرق أزى أنا قومت من نوم على ريحه دخان جامدة وقومت ملقتش حد في الاوضه غيري محستش بحاجة غير لما حد شد أيدى وخرجني بره وبس كده هو الأستاذ قالي أنه هيجلي شُغل عندك كده بس اللي أعرفه عن اليوم ده

هز رأسه بالموافقة لتستكمل حديثها بهدوء:
_اللي أعرفه أنى لقيطة وأول ما وعيت وأنا في الملجأ كبرت فيه وأول مرة أخرج يوم الحريق

بللت شفتياها بتوتر وتكاد أنفاسها تنقطع من شدة التوتر وأكملت:
_عايز تعرف حاجة تأنيه

لفت نظرهُ وجود فاتن تقف ترقبهم من بعيد ليقترب يحاوط خصرها وهو يقربها منها وهتف بهدوء:

_اصبري بس لحد ما تتدخل وهبعد ؟!

أحمر وجهها من الغضب وهي تهتف بعصبيه :
_أنتَ عايز توصل ليه بضبط، منين عايزها تغير عليك، ومنين أنت طلقتها، ولا بتعقبها بيا ما أنا مليش لازمة واحدة لقيطة ملهاش أهل يقولوا ليك حاجة فتستخدمني بطرق رخيصة

صك على أسنانه بعصبه أيقول لها بأنه يستغل الوضع ليقترب منها وأنه يُريد أن يضمها منذ أن راها رفع عيناها ليراها دلفت لداخل ليجذبها  لداخل احضانه وهو يشد من ضمها ويستنشق رائحتها

ابتعد لينظر لعينيها الغاضبة ب ابتسامه لتلكزه
بعنف وهرولت لداخل وهي تتوعد له

                                نهايه الفصل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي