الحلقه ال11
الحلقة الحادية عشر
(المطرودة من الجنة)
بقلم نورا محمد على
كانت عائشة تدخل إلي بيت جارتها ايرينى بنيتها الحسنة و أخلاقها الطيبة تقتدى بسنة الحبيب محمد صل الله عليه و علي آله و سلم فلقد أوصي علي الجار بل حتى سابع جار
و هي ايضا تظهر معدنها الطيب
دخلت إلي الصالون حيث أشارت لها إيريني و هي تقول
ايريني : نورتيني بجد
عائشة و هي تضع الطبق علي أقرب مائدة لها قالت
عائشة : منور بيكي انا جيت من كام يوم و البواب قال أن ليا جيران بصراحة فرحت انا بحب الونس و لما سألت عليكي قال انك كنتي بتولدي
إيريني : فعلا جيبت ماريا
عائشة : الله ماريا اسم جميل مبروك ما جالك تتربي في عزك و عز ابوها هي و أخواتها
إيريني: تسلمي انا عندي ميرنا و ماريا
عائشة : ربنا يخلي انا عندي "علي" الصغير و "اميرة" الكبيرة
إيريني : الرب يبارك فيهم دقيقة واحدة و اخذت الطبق و هي تقول تعبتي نفسك
عائشة : و لا تعب ولا حاجة بس يا رب يعجبك
إيريني: كفاية اللفته الحلوة دي و كمان الريحة تحفة تسلم ايدك بجد
اخذت منها الطبق و تحركت إلي المطبخ بعد قليل كانت ترجع بواجب الضيافة علي افضل ما يكون
عائشة : ايه ده كله انا كده مش هعملها تاني
إيريني : نظرت لها بصدمة و هي تسأل ليه بس يا عايشة و لا تحبي اقول يا " ام علي"
عائشة : قولي عايشة طبعا و لو عاوزها تتكرر و نبقي حبايب و صحاب متعمليش تكليف يعني مش كل ما هاجي افك نفسي شوية و لا اقعد معاكي تعملي كده
ايريني : كده ازاي دي حاجة بسيطة اتفضلي بس يا عايشة
و كانت بداية صداقة و اخوه بين الجارتين
اما هناك في بيت ماري ما ان علمت أن سامي اخذ إيريني و رجع إلي شقته حتي كانت تغلي و تزيد و هي تقول له بحدة
ماري : بقي كده يا سامي ترجع شقتك من غير ما تقولي و لا كاني امك
سامي : ما انتي عارفة يا مقدسة انا بس كنت قاعد هناك عشان إيريني كانت تعبانة و عمي مش كان راضي من اصله انها تسيب البيت و اول ما شدت حيالها رجعنا الشقة امبارح ما انا جيت اقعد معاكي شوية
ماري : و ما تجبهاش هنا ليه ولا انت مش عاوز
نظر إلي امه و هو لا يعرف ماذا يقول و عقله يقول هل مسحت ما حدث أو تناست و كل ما يشغله أن لا يفتح ما حدث مرة اخري و ما ان قال
سامي : انا شايف ان كده احسن
مرت الايام و أن لم تكن عائشة مع إيريني في بيتها تكون إيريني عندها
حتي انها تعرفت علي مارثا في أحد المرات و ما ان اتي يوم التعميد الخاص ب ماريا بعد ثمانين يوم من ولادتها
حتي كان "سامي" يقف في تعميد صغيرته اخذ ينزل "ماريا" في الماء المقدس و التراتيل و الترانيم تعلوا في الكنيسة
انزلها في الماء مرة بأسم الاب و الثانية باسم الابن و الثالثة بأسم روح القدس
كانت سعادة " سامي" لا توصف و هو يقوم بهذه الطقوس لأول مرة في حياته رغم أن له بنت اخري
و رغم أن ماري كانت تطالبه بالسفر من فترة الا انه قالها صريحة لن اترك ابنتي حتي دون أن اعمدها
كانت التراتيل في الكنيسة و هي دون شعور منها تحركت إلي حيث أيقونة ابو سيفين وقفت امامه و هي تقول دون صوت
ماري : لو هستلف و أحببلك خروف يا ابو سفين بس يجي الواد ندر عليا لأرقص بيه في الشارع و أجيب ليك خروف يا حبيبي بس إيريني تحمل في واد
و كأنها نسيت أن ما تفعله خاطئ و اقتربت من الناحية الأخري من أيقونة ماري جرجس الروماني و قالتها مرة اخري
ماري : يا ماري جرجس يا روماني يا حبيبي يا سريع الندهه عاوز الواد و انا ادبح ليك خروف و اوزعه علي فقراء الكنيسة
تحركت عندما اقتربت المراسم من نهايتها و هي لا تدرك انها ارتكبت خطأ فهي استعانت بأثنين من القدسين في نفس الوقت و لنفس الطلب و من المتعارف. عليه انه بذلك سخرت من ابو سيفين أو قللت منه فإن كانت تظن ان ماري جرجس سريعة الندهه هو من سينجدها لما وقفت أمام ابو سيفين ابو الشفاعة الواجبة
بعد و قت كانوا يرجعون إلي البيت و كما حدث من قبل أقام جمال احتفال في بيته و انتهي اليوم الجميل بكل ما فيه و رجعت إيريني و سامي إلي البيت و هي تفكر أن في عينه كلام و علي لسانه و لكنه عاجز عن الكلام نظرت له بستفسار و هي تقول
إيريني : مالك يا سامي
سامي : مفيش بس كنت بفكر أن الشغل هنا مش جايب همه و يدوبك علي القد و كمان الايام بتجري و البنات هتكبر
نظرت له و علي لسانها سؤال و كانها تريد أن تقول طيب و انا لا يوجد مكان لي في حسبتك و ياريتها كانت حساباتك انت بل حسابات امك هل البنات فقط من يكبرون ام انا ايضا اكبر معهم اجل انا ايضا اكبر معهم و لكني اكبر وحيدة و انت بعيد عني و عنهم و اكنك تبحث عن الحجج و الاعذار و لكن الوردة التي قد تجف دون حب و أحتوي و حنان لا تطالبه بهم أن قائمتك الظروف
و رغم انه قرأ كل ما قالته علي وجهها الا انه ظل ساكت و هو ببن نارين امه لا تنفك تتكلم عن الغد المستقبل و عنها هي أيرينى التي تلقي إليه نظرات الاتهام و ما ان بدأت الصغيرة تبكي حتي قالت
ايرينى : هرضع ماريا
و تحركت إلي غرفة الطفلتين و هي تضع الصغيرة علي صدرها و هي تفكر و تسأل و كأنها تقول تاني يا سامي
مرت الايام و هو يحاول أن يخترق تلك الأسوار التي وضعتها حولها كأنها تحمى نفسها منه و من الزمن و من نفسها حتي انه كاد أن يتراجع عن قرار السفر و هي لا تمنع نفسها عليه هي لا تمتنع عن إعطائه حقوقه هي فقط لم تعد تضع قلبها في كل شئ من نظرات عينها المعاتبة حتي و هم في لحظاتهم الحميمة كانت تقول له انه من يزرع الجفاء و هو من بغير قلبها النابض بالحب و الشوق و اللهفة إلي مضخة من أجل الدم فقط و ليس ليهب قلبه و روحه الحياه
نظرات عينه و هو يقف خلفها و هي ترتب الدولاب و يده تقربها منه و هو يدفن راسه في عنقها يستنشق عطرها الشجي و هو يقول
سامي : اسمعيني بس يا ايري يا حبيبتي انا مش هسافر زي المرة اللي فاتت
التفتت له تنظر في عينه التي تطالب بالحب و التي يسكنها الشوق و هو يحرك يده علي جسدها و يعني و يقول
سامي : مش هقدر اصلا تاني اعيش فترة طويله و من غيرك و من غير حضنك و حبك بس اعمل ايه الحال علي القد و انا خايف من بكرة
إيريني : ليه انت موظف و كمان في ايدك صنعة و احنا مش ناقصنا حاجة بس انت اللي عاوز تسيبني و تمشي يمكن تكون مش بتحبني زي ما انا بحبك يمكن انا اللي مشاعري زيادة
ضمها له لكنه يريد أن يدخلها خلف ضلوعه و هو يقول
سامي : مين ده اللي مش بيحبك ما انتي كنتي حلم بعيد عشت عمري من و انا طفل احلم بيه
ايريني : عشان كده لما بقي في ايدك عاوز تسببه و تبعد
سامي : هتصدقيني لو قولت ليكي أني خايف في لحظة اصحي و لاقي كل تعليقك بيا كان حلم و خايف اكتر أني افوق علي كابوس يوم ما تزهقي و تحسي انك غلطتي يوم ما اتجوزتيني أو تقارني نفسك بمارثا مثلا
إيريني : كل كلمة بتقولها بتقول فيها انك مش عرفتني لسه مش انا اللي اعترض علي مشيئة الرب و انا انسانة مؤمنة و عارفه أن ما جمعه الرب لا يقربه انسان و مش انا اللي اقل من نفسي بجد و لو ده حصل لي في في حاجة واحدة في أن كل بنت جوزها معاها يخرج معها يروح الكنيسة معاها أو حتي يشتري ليها حاجة و انا لا انا لوحدي البنت الكبيرة اتولدت و تعمدت و حبت و خطت و انت بعيد اول كلمة نطقتها و انت هناك يوم ما شفتك خافت منك و انت جاي عاوز تعيده من تاني يا سامي و تقولي البنات و تردد كلام امك اللي بتزرعه في دماغك طيب علي أساس انك مش كنت شغال و بتبعت عليها فين فلوسك مش يفتحوا ورشة جنب الوظيفة اللي انت مقدم فيها علي اجازة بدون مرتب دي
و رغم أن كلامها منطقي الا أن الطمع الذي زرعاه امه في عقله جعله يحاول أن يقنعها رغم انه يعلم جيد أن امه لا تظهر كل المال الذي يرسله لها و لكن ماذا هناك ليفعله هل يحرمها من أن تعيش بعض الرفاهية التي حرمت منها باقي عمرها الماضي فهي لا تنفك أن تردد عليه ما عاشته و كأنه بحاجة إلي تذكير
اما إيريني ما ان رائت التفكير علي وجهه حتي علمت أن حبهة للمال سوف ينتصر و عليها ان تعلم من الآن أن المال اهم من اي شئ في حياة سامي و امه
اقترب منها فلم تمنعه اخذ يقبلها بشغف عله يوقد تلك النار التي كانت في أعماق عينها و التي كان يشعر فيها بالغربه و الحب و العشق و لكن الآن هي معه و لكن بعيدة كل البعد عنه و عن ما يفعله معها الآن كانت في عالم آخر
مر الوقت و اتي اليوم التالي عندما كانت عائشة ترن عليها الجرس و هي تقول ما ان فتحت إيريني لها الباب حتي قالت
عائشة : ايه يا إيريني انت مخصماني ولا ايه
نظرت لها إيريني وهي تواري الدمع في عينها حتي ان عائشة احتضنتها و هي تقول
عائشه : في ايه مالك حد من الولاد في حاجة جوزك فين
ايريني : في الشغل من بدري
عائشة : طيب مالك بس تعبانة و لا حاجة تعالي عندي اعمل ليكي حاجة دافية و لا اطلب ليكي دكتور
إيريني : انا كويسة اطمني انا بس مخنوقة.
.عائشة : طيب ازعل انا و لا ايه يعني امال احنا جيران ازاي
ايريني : طبعا بس مش عارفة هتحليها ليا ولا لا
عائشة : جربي مش هنخسر حاجة بس تعالي اقعدي معايا شوية هاتي ماريا و تعالي علي ما ميرنا تيجي من الحضانة
إيريني هزت رأسها و تحركت معها كانت تجلس علي أحد المقاعد الذي جلست عليه من قبل و هي تحاول ان لا تبكي و لكن عائشة قالت لها بصوت هادي و هي توطي صوت الرديوا الذي لا يغلق عن إذاعة القرآن الكريم
عائشة : ابكي في إلي في عينك عشان قلبك يرتاح و بعد ما تهدي خالص احكي لي
بعد.وقت كانت ايريني ترفع كوب الماء الذي أحضرته لها عائشة لتشرب و هي تقول شكراا
عائشة ابتسمت لها و قالت
عائشه : هاه هتشربي بس الماية مش هتدوقي عمايل ايدي و لا ايه
إيريني ابتسمت وهي تقول
ايرينى : هي اول مرة يعني و لا ايه انت بصراحة نفسك حلو اوي بس انا مش قادرة
عائشة : اهدي كده و قولي بس مالك و سيبك من الأكل الوقتي خالص
إيريني : عاوز يسافر
عائشة : مم و انت معترضة و لا خايفة يسيبك لوحدك و لا عشان الأطفال لسه صغيرين
إيريني : هي مش اول مرة يسافر هو سابني و انا حامل في ميرنا وسافر و وقتها حماتي ما توصتش رغم أن الناس بتقول ان الخاله والده بس انا مش عارفة هي بتعمل فيا كده ليه
عائشة : ممكن بتغير منك أو علي ابنها أو يمكن ظروفها كانت مختلفة لديها عذر الناس الكبيرة دي بيشوفوا كتير يمكن عشان ظروفها غيركم و حياتها مختلفه
إيريني : تصدقي انا ولا مرة فكرت كده
عايشة : تخيلي انك مكانها وانتي مش هتزعلي و كمان يا بنتي دول بيقولو جنازة و طار ولا قاعدة راحل في الدار
ضحكت عائشة و نظرت إليها إريني بصدمة
عايشة : انتي بس عشان لسه صغيرة و يعتبر مش عاش معاكي غير سنة بس اصبري بس تقدمي شوية ههههه
ايريني : هيحصل ايه
عائشة : انت اللي هتتخانقي عشان يطلع يشوف شغل و لا يسافر و بعدين اتونسي بالبنات و باهلك و قبل الكل بربنا
هزت ايريني رأسها ولم تدري ماذا تقول بعد وقت كانت تاكل مما قدمته إليها عائشة وهي تقول
عائشه : انا نفسي جوزي كمان يسافر بس البلد بس ربنا يهديه
إيريني : انتم مش متجوزين عن حب
عائشة نظرت لها و ضحكت و قالت
عائشه : حب انتي طيبة انا ما كنتش اعرفه من الأساس بس النصيب
أخذهم الكلام و مر الوقت و رجعت إيريني إلي شقتها لتجد سامي قد رجع و هو يرفع التلفون يتصل علي بيت العيلة
ما ان رائها تدخل و الباب المقابل مفتوح علم اين هي
سامي : مش تسيبي ورقة و لا حاجة تقول انك عند الجيران
إيريني : علي أساس انك مش بترجع الوقتي من اصله
نظر لها و لم يرد هل يقول لها أن في هذا الوقت يذهب إلي امه في العادة و لكنه اليوم قرر أن يبقي معها ربما لبعض ايام كثيرة ستاتي دون أن تكون معه
اقترب منها بيحمل عنها ماريا و هو يقول
سامي : نايمة من امتي
ايريني : حالا
ابتسم لها و هو يقول
سامي : طيب ايه
إيريني بعدم فهم قالت
ايريني : تقصد أيه
نظر لها بحب وقال
سامي : وحشتيني
و ما ان وضع طفلته في المهد حتي اقترب منها ليضمها إلي صدره و هو ينظر لها بعين محملة بالكثير
و اخذ يتحرك بها إلي الفراش و هي تنظر له بصدمة لقد كان معها في الليل فماذا يريد الآن و لكنه قال
سامي : عاوزك ..
ابهروني
(المطرودة من الجنة)
بقلم نورا محمد على
كانت عائشة تدخل إلي بيت جارتها ايرينى بنيتها الحسنة و أخلاقها الطيبة تقتدى بسنة الحبيب محمد صل الله عليه و علي آله و سلم فلقد أوصي علي الجار بل حتى سابع جار
و هي ايضا تظهر معدنها الطيب
دخلت إلي الصالون حيث أشارت لها إيريني و هي تقول
ايريني : نورتيني بجد
عائشة و هي تضع الطبق علي أقرب مائدة لها قالت
عائشة : منور بيكي انا جيت من كام يوم و البواب قال أن ليا جيران بصراحة فرحت انا بحب الونس و لما سألت عليكي قال انك كنتي بتولدي
إيريني : فعلا جيبت ماريا
عائشة : الله ماريا اسم جميل مبروك ما جالك تتربي في عزك و عز ابوها هي و أخواتها
إيريني: تسلمي انا عندي ميرنا و ماريا
عائشة : ربنا يخلي انا عندي "علي" الصغير و "اميرة" الكبيرة
إيريني : الرب يبارك فيهم دقيقة واحدة و اخذت الطبق و هي تقول تعبتي نفسك
عائشة : و لا تعب ولا حاجة بس يا رب يعجبك
إيريني: كفاية اللفته الحلوة دي و كمان الريحة تحفة تسلم ايدك بجد
اخذت منها الطبق و تحركت إلي المطبخ بعد قليل كانت ترجع بواجب الضيافة علي افضل ما يكون
عائشة : ايه ده كله انا كده مش هعملها تاني
إيريني : نظرت لها بصدمة و هي تسأل ليه بس يا عايشة و لا تحبي اقول يا " ام علي"
عائشة : قولي عايشة طبعا و لو عاوزها تتكرر و نبقي حبايب و صحاب متعمليش تكليف يعني مش كل ما هاجي افك نفسي شوية و لا اقعد معاكي تعملي كده
ايريني : كده ازاي دي حاجة بسيطة اتفضلي بس يا عايشة
و كانت بداية صداقة و اخوه بين الجارتين
اما هناك في بيت ماري ما ان علمت أن سامي اخذ إيريني و رجع إلي شقته حتي كانت تغلي و تزيد و هي تقول له بحدة
ماري : بقي كده يا سامي ترجع شقتك من غير ما تقولي و لا كاني امك
سامي : ما انتي عارفة يا مقدسة انا بس كنت قاعد هناك عشان إيريني كانت تعبانة و عمي مش كان راضي من اصله انها تسيب البيت و اول ما شدت حيالها رجعنا الشقة امبارح ما انا جيت اقعد معاكي شوية
ماري : و ما تجبهاش هنا ليه ولا انت مش عاوز
نظر إلي امه و هو لا يعرف ماذا يقول و عقله يقول هل مسحت ما حدث أو تناست و كل ما يشغله أن لا يفتح ما حدث مرة اخري و ما ان قال
سامي : انا شايف ان كده احسن
مرت الايام و أن لم تكن عائشة مع إيريني في بيتها تكون إيريني عندها
حتي انها تعرفت علي مارثا في أحد المرات و ما ان اتي يوم التعميد الخاص ب ماريا بعد ثمانين يوم من ولادتها
حتي كان "سامي" يقف في تعميد صغيرته اخذ ينزل "ماريا" في الماء المقدس و التراتيل و الترانيم تعلوا في الكنيسة
انزلها في الماء مرة بأسم الاب و الثانية باسم الابن و الثالثة بأسم روح القدس
كانت سعادة " سامي" لا توصف و هو يقوم بهذه الطقوس لأول مرة في حياته رغم أن له بنت اخري
و رغم أن ماري كانت تطالبه بالسفر من فترة الا انه قالها صريحة لن اترك ابنتي حتي دون أن اعمدها
كانت التراتيل في الكنيسة و هي دون شعور منها تحركت إلي حيث أيقونة ابو سيفين وقفت امامه و هي تقول دون صوت
ماري : لو هستلف و أحببلك خروف يا ابو سفين بس يجي الواد ندر عليا لأرقص بيه في الشارع و أجيب ليك خروف يا حبيبي بس إيريني تحمل في واد
و كأنها نسيت أن ما تفعله خاطئ و اقتربت من الناحية الأخري من أيقونة ماري جرجس الروماني و قالتها مرة اخري
ماري : يا ماري جرجس يا روماني يا حبيبي يا سريع الندهه عاوز الواد و انا ادبح ليك خروف و اوزعه علي فقراء الكنيسة
تحركت عندما اقتربت المراسم من نهايتها و هي لا تدرك انها ارتكبت خطأ فهي استعانت بأثنين من القدسين في نفس الوقت و لنفس الطلب و من المتعارف. عليه انه بذلك سخرت من ابو سيفين أو قللت منه فإن كانت تظن ان ماري جرجس سريعة الندهه هو من سينجدها لما وقفت أمام ابو سيفين ابو الشفاعة الواجبة
بعد و قت كانوا يرجعون إلي البيت و كما حدث من قبل أقام جمال احتفال في بيته و انتهي اليوم الجميل بكل ما فيه و رجعت إيريني و سامي إلي البيت و هي تفكر أن في عينه كلام و علي لسانه و لكنه عاجز عن الكلام نظرت له بستفسار و هي تقول
إيريني : مالك يا سامي
سامي : مفيش بس كنت بفكر أن الشغل هنا مش جايب همه و يدوبك علي القد و كمان الايام بتجري و البنات هتكبر
نظرت له و علي لسانها سؤال و كانها تريد أن تقول طيب و انا لا يوجد مكان لي في حسبتك و ياريتها كانت حساباتك انت بل حسابات امك هل البنات فقط من يكبرون ام انا ايضا اكبر معهم اجل انا ايضا اكبر معهم و لكني اكبر وحيدة و انت بعيد عني و عنهم و اكنك تبحث عن الحجج و الاعذار و لكن الوردة التي قد تجف دون حب و أحتوي و حنان لا تطالبه بهم أن قائمتك الظروف
و رغم انه قرأ كل ما قالته علي وجهها الا انه ظل ساكت و هو ببن نارين امه لا تنفك تتكلم عن الغد المستقبل و عنها هي أيرينى التي تلقي إليه نظرات الاتهام و ما ان بدأت الصغيرة تبكي حتي قالت
ايرينى : هرضع ماريا
و تحركت إلي غرفة الطفلتين و هي تضع الصغيرة علي صدرها و هي تفكر و تسأل و كأنها تقول تاني يا سامي
مرت الايام و هو يحاول أن يخترق تلك الأسوار التي وضعتها حولها كأنها تحمى نفسها منه و من الزمن و من نفسها حتي انه كاد أن يتراجع عن قرار السفر و هي لا تمنع نفسها عليه هي لا تمتنع عن إعطائه حقوقه هي فقط لم تعد تضع قلبها في كل شئ من نظرات عينها المعاتبة حتي و هم في لحظاتهم الحميمة كانت تقول له انه من يزرع الجفاء و هو من بغير قلبها النابض بالحب و الشوق و اللهفة إلي مضخة من أجل الدم فقط و ليس ليهب قلبه و روحه الحياه
نظرات عينه و هو يقف خلفها و هي ترتب الدولاب و يده تقربها منه و هو يدفن راسه في عنقها يستنشق عطرها الشجي و هو يقول
سامي : اسمعيني بس يا ايري يا حبيبتي انا مش هسافر زي المرة اللي فاتت
التفتت له تنظر في عينه التي تطالب بالحب و التي يسكنها الشوق و هو يحرك يده علي جسدها و يعني و يقول
سامي : مش هقدر اصلا تاني اعيش فترة طويله و من غيرك و من غير حضنك و حبك بس اعمل ايه الحال علي القد و انا خايف من بكرة
إيريني : ليه انت موظف و كمان في ايدك صنعة و احنا مش ناقصنا حاجة بس انت اللي عاوز تسيبني و تمشي يمكن تكون مش بتحبني زي ما انا بحبك يمكن انا اللي مشاعري زيادة
ضمها له لكنه يريد أن يدخلها خلف ضلوعه و هو يقول
سامي : مين ده اللي مش بيحبك ما انتي كنتي حلم بعيد عشت عمري من و انا طفل احلم بيه
ايريني : عشان كده لما بقي في ايدك عاوز تسببه و تبعد
سامي : هتصدقيني لو قولت ليكي أني خايف في لحظة اصحي و لاقي كل تعليقك بيا كان حلم و خايف اكتر أني افوق علي كابوس يوم ما تزهقي و تحسي انك غلطتي يوم ما اتجوزتيني أو تقارني نفسك بمارثا مثلا
إيريني : كل كلمة بتقولها بتقول فيها انك مش عرفتني لسه مش انا اللي اعترض علي مشيئة الرب و انا انسانة مؤمنة و عارفه أن ما جمعه الرب لا يقربه انسان و مش انا اللي اقل من نفسي بجد و لو ده حصل لي في في حاجة واحدة في أن كل بنت جوزها معاها يخرج معها يروح الكنيسة معاها أو حتي يشتري ليها حاجة و انا لا انا لوحدي البنت الكبيرة اتولدت و تعمدت و حبت و خطت و انت بعيد اول كلمة نطقتها و انت هناك يوم ما شفتك خافت منك و انت جاي عاوز تعيده من تاني يا سامي و تقولي البنات و تردد كلام امك اللي بتزرعه في دماغك طيب علي أساس انك مش كنت شغال و بتبعت عليها فين فلوسك مش يفتحوا ورشة جنب الوظيفة اللي انت مقدم فيها علي اجازة بدون مرتب دي
و رغم أن كلامها منطقي الا أن الطمع الذي زرعاه امه في عقله جعله يحاول أن يقنعها رغم انه يعلم جيد أن امه لا تظهر كل المال الذي يرسله لها و لكن ماذا هناك ليفعله هل يحرمها من أن تعيش بعض الرفاهية التي حرمت منها باقي عمرها الماضي فهي لا تنفك أن تردد عليه ما عاشته و كأنه بحاجة إلي تذكير
اما إيريني ما ان رائت التفكير علي وجهه حتي علمت أن حبهة للمال سوف ينتصر و عليها ان تعلم من الآن أن المال اهم من اي شئ في حياة سامي و امه
اقترب منها فلم تمنعه اخذ يقبلها بشغف عله يوقد تلك النار التي كانت في أعماق عينها و التي كان يشعر فيها بالغربه و الحب و العشق و لكن الآن هي معه و لكن بعيدة كل البعد عنه و عن ما يفعله معها الآن كانت في عالم آخر
مر الوقت و اتي اليوم التالي عندما كانت عائشة ترن عليها الجرس و هي تقول ما ان فتحت إيريني لها الباب حتي قالت
عائشة : ايه يا إيريني انت مخصماني ولا ايه
نظرت لها إيريني وهي تواري الدمع في عينها حتي ان عائشة احتضنتها و هي تقول
عائشه : في ايه مالك حد من الولاد في حاجة جوزك فين
ايريني : في الشغل من بدري
عائشة : طيب مالك بس تعبانة و لا حاجة تعالي عندي اعمل ليكي حاجة دافية و لا اطلب ليكي دكتور
إيريني : انا كويسة اطمني انا بس مخنوقة.
.عائشة : طيب ازعل انا و لا ايه يعني امال احنا جيران ازاي
ايريني : طبعا بس مش عارفة هتحليها ليا ولا لا
عائشة : جربي مش هنخسر حاجة بس تعالي اقعدي معايا شوية هاتي ماريا و تعالي علي ما ميرنا تيجي من الحضانة
إيريني هزت رأسها و تحركت معها كانت تجلس علي أحد المقاعد الذي جلست عليه من قبل و هي تحاول ان لا تبكي و لكن عائشة قالت لها بصوت هادي و هي توطي صوت الرديوا الذي لا يغلق عن إذاعة القرآن الكريم
عائشة : ابكي في إلي في عينك عشان قلبك يرتاح و بعد ما تهدي خالص احكي لي
بعد.وقت كانت ايريني ترفع كوب الماء الذي أحضرته لها عائشة لتشرب و هي تقول شكراا
عائشة ابتسمت لها و قالت
عائشه : هاه هتشربي بس الماية مش هتدوقي عمايل ايدي و لا ايه
إيريني ابتسمت وهي تقول
ايرينى : هي اول مرة يعني و لا ايه انت بصراحة نفسك حلو اوي بس انا مش قادرة
عائشة : اهدي كده و قولي بس مالك و سيبك من الأكل الوقتي خالص
إيريني : عاوز يسافر
عائشة : مم و انت معترضة و لا خايفة يسيبك لوحدك و لا عشان الأطفال لسه صغيرين
إيريني : هي مش اول مرة يسافر هو سابني و انا حامل في ميرنا وسافر و وقتها حماتي ما توصتش رغم أن الناس بتقول ان الخاله والده بس انا مش عارفة هي بتعمل فيا كده ليه
عائشة : ممكن بتغير منك أو علي ابنها أو يمكن ظروفها كانت مختلفة لديها عذر الناس الكبيرة دي بيشوفوا كتير يمكن عشان ظروفها غيركم و حياتها مختلفه
إيريني : تصدقي انا ولا مرة فكرت كده
عايشة : تخيلي انك مكانها وانتي مش هتزعلي و كمان يا بنتي دول بيقولو جنازة و طار ولا قاعدة راحل في الدار
ضحكت عائشة و نظرت إليها إريني بصدمة
عايشة : انتي بس عشان لسه صغيرة و يعتبر مش عاش معاكي غير سنة بس اصبري بس تقدمي شوية ههههه
ايريني : هيحصل ايه
عائشة : انت اللي هتتخانقي عشان يطلع يشوف شغل و لا يسافر و بعدين اتونسي بالبنات و باهلك و قبل الكل بربنا
هزت ايريني رأسها ولم تدري ماذا تقول بعد وقت كانت تاكل مما قدمته إليها عائشة وهي تقول
عائشه : انا نفسي جوزي كمان يسافر بس البلد بس ربنا يهديه
إيريني : انتم مش متجوزين عن حب
عائشة نظرت لها و ضحكت و قالت
عائشه : حب انتي طيبة انا ما كنتش اعرفه من الأساس بس النصيب
أخذهم الكلام و مر الوقت و رجعت إيريني إلي شقتها لتجد سامي قد رجع و هو يرفع التلفون يتصل علي بيت العيلة
ما ان رائها تدخل و الباب المقابل مفتوح علم اين هي
سامي : مش تسيبي ورقة و لا حاجة تقول انك عند الجيران
إيريني : علي أساس انك مش بترجع الوقتي من اصله
نظر لها و لم يرد هل يقول لها أن في هذا الوقت يذهب إلي امه في العادة و لكنه اليوم قرر أن يبقي معها ربما لبعض ايام كثيرة ستاتي دون أن تكون معه
اقترب منها بيحمل عنها ماريا و هو يقول
سامي : نايمة من امتي
ايريني : حالا
ابتسم لها و هو يقول
سامي : طيب ايه
إيريني بعدم فهم قالت
ايريني : تقصد أيه
نظر لها بحب وقال
سامي : وحشتيني
و ما ان وضع طفلته في المهد حتي اقترب منها ليضمها إلي صدره و هو ينظر لها بعين محملة بالكثير
و اخذ يتحرك بها إلي الفراش و هي تنظر له بصدمة لقد كان معها في الليل فماذا يريد الآن و لكنه قال
سامي : عاوزك ..
ابهروني