الفصل التاسع والعشرون

كانت عائلة موسى ترمق بديعه بدهشه ويصفقوا بأيديهم وهم يلتفتون لبعضهم لاويين شفاههم، لم يعجبهم غناءها باللهجه الصعيديه، لكن لم ينتبه لتصرفهم باقي الزائرين، بعد مرور بضع دقائق من المرح، جاء محمد وموسى وبرفقتهما المأذون، عمَّ السكون والهدوء المكان وخاصة النساء والولادة لزموا الصمت كي يتمكن المأذون من التحدث بإرياحيه، كان موسى يجلس على يمينه ووالد العروسه على يساره، بدأ المأذون يملي عليهم ماسيقولونه لبعضهما بينما كانت لمياء تقف وراء الستار تختلس النظر لتشاهدهم وهي سعيدة، كانت تقف بجوارها بيسان تُربت على كتفها بسعادة أيضا، بعدما انهي المأذون حديثه طلب منهم بأن ينادوا على لمياء كي تمضي على قسيمة الزواج؛

ثم بعد ذلك أطلقوا النساء زغاريدهم وهللوا بسعاده، ولجت مروه الي المطبخ مسرعه لتجلب لهم الحلوى والمشروب، ثم قامت بتوزيعه على الجميع ضاحكة مستبشرةً؛ ها هنا صارت لمياء زوجةً لموسى، صار من حقه الذهاب والجلوس معها كيفما يشاء؛

عادت النساء للغناء والرقص بينما كانت لمياء تجلس بجوار موسى لأول مره، كانت تشعر بالخجل بعض الشيئ، أتت بيسان بهاتفها وظلت تلتقط لهما بعض الصور للذكرى؛ التقطت أيضا بعض الصور للأهل والأقارب،ثم جلست بجانب لمياء والتقط صورة سيلفي وهي تضع يدها على خصرها لتُبرز جنينها في الصوره.

أنتهت الحفله بسلام وعاد كل شخص إلى منزله، سوي عائلة محمد وشقيقة مروه، إستكانوا في المنزل للغد كي يغادروا سوياً للعودة إلى الصعيد.


لم تدر لمياء ماذا أصابها، حين ولجت الي غرفتها لتُبدل ملابسها فهيصارت تعشق العُزله عما سبق من حياتها، تحديدًا منذ ولج موسى إلى حياتها، تساءلت بحيرة عن سبب ذلك، زفرت بفضول كونها ما أن رأته أمامها تبعد بنظرها سريعًا
-ياربي هي البنات كلها لما بيجيلهم عريس ويتخطبوا أو يتكتب كتابهم بيكون إحساسهم شبهي كده، ولا أنا حاله شاز َّه؟! اللهم أدخل السكينه إلى قلبي، وأرح بالي.

ثم حاولت أن تغفو وتغرق في النعاس، ولكنها لم تستطع، وما زاد الأمر سوء هو استيقاظها على صوت رنين هاتفها، وحين أجابت أتاها صوت موسى جعلها انتفضت من فوق وسادتها، اعتدلت في جلستها ثم حمحَمت ليجلوا صوتها ثم ردّت عليه بصوت كيول
-صباح الخير، هي الساعه كم الوقتي؟ وانت اخبارك ايه، كله تمام؟

في الناحية الأُخري كان موسى يطرق يده بجبينه من جمال صوت لمياء عبر الهاتف، ثم أجابها مبتسما بصوت رجولي خشن لكنه مُحبب إلى بعض الفتيات هذه النبره؛
-صباح الهنا والسرور على عيونك يا مدام موسى، إنتي لسه نايمه، دا أنا في النادي من الساعه سبعه بلعب رياضه، ما أنا ماحكتش ليكي ان انا يوميا لازم ساعتين لعب رياضه عشان لياقتي البدنيه تكون عاليه ولازمه جدا بشُغلنا، لو تحبي ابقى اجيلك كل يوم في أجازتك تلعبي معايا رياضه، وأهو نكون مع بعض، إيه رأيك ياست البنات؟

نفض موسى بحديثه الممتلئ بالتفاؤل والأمل عن لمياء كل ما تعتريه من مشاعر بؤس وضيق، أجابته ضاحكه
-والله هي فكره حلوه ولو اني عمري مالعبت رياضه قبل كده لان ماكانش عندي وقت وكمان كنت مشغوله في الدراسه، بس خليني أقول لبابا وماما وبعدين أرد عليك.

كادت أن تنسجم معه في الحديث فأوقفها موسى حتى أبلغها بضرورة سفره إلى وحدته العسكرية، فاضطربت ملامح لمياء وأردفت
-وحده عسكريه ليه، مش إنت خلصت جيشك؟ وبعدين ازاي تسافر بعد كتب كتابنا كده بسرعه؟ مش كنت تصبر يوم او يومين حتى!

أعتذر منها موسي
- أنا آسف يالمياء بس إنتي عارفه الأوامر العسكرية محدش يقدر يتمرد عليها، دي مأمورية تبع شغلي وانا لازم النهارده وبحد أقصى على الساعة تلاته العصر، وألا هتعرض لمحاكمة عسكرية، بتهمة التهرب من الخدمة وتنفيذ الأوامر، كلها أسبوع وهرجع ان شاء الله

لزمت لمياء الصمت لدقائق، وهو تفرك في أصابع يدها فزفرت بحنق وأجابت برسمية
- تمام سافر ونفذ الأمر، خلي بالك من نفسك وترجع بالسلامة


ثم أغلقت لمياء هاتفها وأرتمت فوق فراشها، واستندت برأسها إلى الخلف وأغمضت عينيها، تشعر بالاختناق والضيق، وبأن الحياة تتكالب عليها، وتتعمد وضعها بزاوية ضيقة لا تناسبها بأي حال، وفكرت بأنها من المفترض بأنها عروسه ومن حقها أن تسعد بخطيبها، تخرج للتنزه معه والمرح برفقته، زمت شفتاها غاضبةً و
عقدت حاجبيها وغام وجهها، لإحساسها بأنه لم يحدث فرق في حياتها الآن عن ذي قبل

تأفأفت ونهضت من الفراش لتخرج من غرفتها، واقتربت من غرفة والدها، بعدما حزمت أمرها على الحديث معه، لتتفاجأ بباب الغرفة يُفتح وبوالدها يقف أمامها حَامِلٍا حقيبة ثيابه، شهقت لمياء بذعر وهي تتطلع إليه بعيون مُتسعة، فتحاشاها مُحمد وتجاوزها، لتُسرع باعتراض طريقه، وقبضت على ساعده وهمست بصوتٍ مرتجف يُنذر بفيض من الدموع
-أنت واخد شنطتك ورايح على فين يابابا؟ معقول ناوي تسيبنا وتسافر مع تيته الصعيد؟! يعني خلاص كلكوا هتسافروا وتسيبوني اكلم الحيط لوحدي؟!


تطلع إليها محمد بعيون غائمة وقلب مُثقل مُدِّعيا الحزن، وتساءل أيخبرها بالحقيقه، أم يتركها كما هي تُمزقها الحيرة، التقط أنفاسه ثم أطلق ضحكته واجابها ساخرا
-عايزه تعرفي رايح فين، ليه؟ عموما إرتاحي انا مش مسافر ولا رايح في حته، دي شنطة جدتك بديعه، انا جهزتهالها عشان هي نصف ساعه وهتستفر البلد، وبعدين انا ما أقدرش أروح أي مكان وأسيبك ياقمري.

اتسعت عينا لمياء بدهشه، وقطبت جبينها ثم هاجمته في البدايه ثم إبتسمت واردفت إليه
-يعني إنت كنت بتشتغلني بملامحك الحزينه دي بالبدايه، ماشي يا سي بابا، عمومًا إعمل حسابك بعد ما اوصل تيته لمحطة القطار هنخرج سوا نروح سينما، ناكل آيس كريم، نروح اي حته لاني مخنوقه ومحتاجه أفك شويه لاني حاسه اني هطق من جنابي بسبب الحبسه.

هز محمد رأسه بالنفي ليمنعها من إكمال حديثها وأردف
-وأنا أخرجك ليه، امال فين خطيبك؟ اتصلي عليه يجي ياخدك ويخرجك في المكان ال انتي عايزاه.

جحظت لمياء عيناها وحدقته بغضب ولوم وعتاب من أسلوبه الساخر معها، ثم أجابته بحزن
-ماهو ال مصحيني من النوم وكنت فاكره إنه بيتصل بيا عشان يخرجني وكده، لقيته بيقولي انه مسافر النهارده العصر، لا وكمان هيغيب أسبوع، شوفت بقى ياسي بابا الهنا ال بنتك فيه!؟

كادت أن تصيح في وجهه لكنه قاطعها عندما أوقف كلماتها، وترك حقيبته أرضًا لجواره، ورفع يداه باستسلام
- تمام يا ستي الدكتوره، طلباتك أوامر، اصبري بقى للعصر ولا حاجه لان الجو حر الوقتي جدا، هتبقى الفسحه بتاعتك مش لذيذه بالمرَّه.

سارعت لمياء وأوقفت سيل كلماته، وأشاحت بوجهها عنه بعدما قبلَّته من وجنتيه بحراره..
توقفت الكلمة بحلقها، لاتقوى على قولها، فمال محمد وألتقط حقيبة والدته واتجه صوب الباب ليغادر برفقتها بعدما ودَّعت مروه ولمياء، علياء أيضا غادرت معها لتستقل معها ذات القطار


انتبهت مروه أنها باتت بمفردها، ولجت الي المطبخ وأعدت لنفسها طبق ضخم من الفاكهه، ثم أشعلت التلفاز وجلست على أريكتها تتناول الفاكهه وتشاهد التلفاز في هدوء،

استمعت لمياء إليها من خلف الباب المغلق، وزفرت بحنق لتلك الأم التي لم تفكر بإبنتها وتفكر في نفسها فقط، لكن كان على لمياء أن تتعود على ذلك بالرغم من انها ستمكث معها ثلاث سنوات أخريات، لكن كان لابد من ذاك كي لاتحزن فيما بعد؛

عليها الإعتماد على نفسها والمُضي بطريقها، فتلك الفرصة أتت إليها على الرغم من أي ألم أو عذاب قد تعيشه، لعل يكون في ذلك نجاة


تيقظت مروه في لحظات وتذكرت إبنتها وهي تتناول طعامها، وضعت الطبق من يدها فوق الطاوله، ثم نهضت من مقعدها، واتجهت الي غرفة لمياء لترى هلي هي مستيقظه ام نعسه؟ فتحت الباب ووقفت بعيدًا تراقب ابنتها، كانت لمياد أغمضت عيناها مدعية بإنها نائمه، خشت مروه عليها بسبب حالة الحزن التي اكتسبتها مؤخرًا، تُفكر فيما حدث، هي لا تنفي بأنها مُقصرة في حق ابنتها في الآونه الأخيره، لاتصدق بإنها ستفارقهم بعد ثلاث سنوات.

عادت مروه إلى مقعدها مرةً أخري، وتنهدت بحزن لتذكرها ذاك اليوم، الذي سيتبدل فيه كل شيء، حتى صدمتها لمياء بوقوفها أمامها حاملةً هاتفها، رمقتها بذهول وسألتها بصوت غريب
-بسم الله، خرجتي من اوضتك إمته وازاي؟! دا انا كنت لسه عندك الوقتي ولقيتك نايمه.

أجابتها لمياء وهي تجلس بجانبها وتمد يدها لتلقط طبق الفاكهه كي تتناول منه قطعة صغير من التفاح
-والله بحاول انام من امبارح مش عارفه، بس قلقت لما سمعت باب اوضتي بيتقفل، فقلت مابدهاش بقى اقوم افطر اي حاجه طالما مش عارفه انام.

إلتفتت إليها مروه وربتت على كتفها وهي تبتسم بحنو، حينها رفعت لمياء رأسها وبادلتها الابتسامة، فبادرتها مروه بقولها
- وياترى دا السبب بس يالولو؟ تلاقي حضرة الظابط موسى هو إل شاغل عقلك ومطير النوم من عينك، ولا في حاجة تانية مخبياها عليا؟! قولي يابنتي إيه اللي تعبك وقلقك، ولا تكونيش فاكره أني ملاحظتش حالتك من امبارح الصبح؟!

حاولت لمياء أن تطرد أحساسها بالتيه، كي لا تُثقل على والدتها، فلا ذنب لها كونها لازالت تبحث عن نفسها، لابد أن تكف عن التذمر والنكد؛
زفرت وهي تتطلع إلى مروه التي لازالت تنتظر إجابتها، فزمت شفتيها وهزت رأسها بيأس، ليخبرها قلبها بأن عليها الحديث إليها، كي تتخلص مما يجثم على صدرها، وأيد قلبها ما تُفكر به، فالتقطت بضع أنفاس، وأردفت بصدق ينقل إليها ما تشعر به
-مش عارف؟ حقيقي أنا مش عارفه مالي، ولا فاهمه إيه اللي بيحصل معايا.

استمعت مروه إلى صوتها الحزين، فجلست إلى جوارها والابتسامة تزين وجهها وقالت
- لو مش عارف، يبقى كل اللي عليك إنك تعمله هو الكلام، أتكلمي ياقلب أمك وأنا سمعاكِ، ومتقلقيش أنا امك وافهم مصلحتك كويس، ولو في ايدي أساعدك، فأكيد مش هتأخر عليكِ

تركت لمياء مقعدها ورفعت رأسها بشموخ، ثم أجابت والدتها
-تعالى نلبس ياماما ونخرج نقعد في اي مكان ولا أقولك هتصل على بابا واقوله اننا رايحين عند بيسان، والنبي ماتقولي لا بحجة انها كانت هنا امبارح.

أصغت مروه بأهتمام إلى صوتها، فعقدت حاجبيها ورمقتها بعينيها، وردَّت بهدوء
- معنديش اي مانع، يلا بينا المهم عندي اشوفك سعيده وفرحانه، بس بشرط نرجع من عندها وشك الخشب ده ما اشوفوش تاني، عايزاكي تملي البيت ضحك ولعب كده.

أجابتها لمياء بإبتسامة عارمه
-حبيبتي ياماما، من الناحية دي عايزاكي تطمني لاني لما بشوف بيسان بنسى كل همومي وأحزاني، لا ولسه كمان لما تجيب لينا البيبي الصغير حاسه إني مش هنتقل من عندها لا ليل ولا نهار، هقعد العب معاه كده ومش هزهق.

بالفعل هذه كانت حقيقه وصارت عندما مرّ عليهم ثلاثة أسهر، انتهت فترة الحمل وجاءت اللحظة الحاسمه عندما هاتف حاتم حماه أيمن في الساعة الثالثة ليلا، تحدث بفزع واضطراب
-إلحقني ياعمي بيسان شكلها بتولد وانا مش عارف أتصرف إزاي.

انتفض أيمن من فراشه وقام بإيقاظ هايدي بإرتباك أيضا وهو يرتدي ملابسه دون أن يغتسل، زفر بحنق
-قوم يابنتي بسرعه بنتك بتولد، جوزها لسه قافل معايا وملبوخ بيها، يلا بسرعه البسي عبال ما اروح اخبط على محمد أصحيه يجي معانا.

هرول ايمن الي منزل محمد وطرق على الباب بإلحاح ودق الجرس دون أن يرفع إصبعه عنه، هلع الجميع وانتفضوا من فراشهم محاولين فتح أعينهم، ثم وقفوا ثلاثتهم في الرواق بين الغرف يرمقوا بعضهم بدهشه ليبادر محمد بالحديث متسائلا
-مين ال بيخبط علينا الساعه دي!؟ خير اللهم إجعله خير، خليكوا هنا عبال ما أشوف مين المسروع على الباب ده.

عندما فتح الباب ووجد بأن ايمن هو الطارق رمقه متسائلا
-أيمن! خير يا حبيبي، في حاجه، المدام جرالها حاجه؟

احتدت ملامح أيمن واضطرب صوته وهو يهتف
-إلبس وتعال معايا يامحمد بسرعه، بيسان بنتي شكلها هتولد حالا، بسرعه بالله عليك عبال ما أسخن العربيه.


قفزت لمياء من السعاده وتحشرج صوتها وهي تبلغ والدتها
-أنا هالبس يابابا وجايه معاكوا، لازم اكون جنب صاحبتي وماينفعش خالص اقعد كده واسيبها لوحدها، أصلا أنا هكون قاعده على اعصابي وقلقانه عليها، عايزه اكون اول حد يشوف البيبي بتاعها.

انتفض محمد على قدميه وصاح بصوتٍ زلزل أرجاء المنزل
-طيب بسرعه لأنك بتاخدي ساعه عبال ماتخلصي لبس، لو إتأخرتي هسيبك وانزل، وانتي يامروه هتسيبي جارتك لوحدها! بسرعه انتي كمان والبسي، لازم كلنا نوقف ونكون معاهم.


توجهوا جميعا الي المستشفى التي اخبرهم حاتم بمكانها، لحين وصلوا إليها وولجوا الي قسم النساء والولادة كانت بيسان قد وضعت طفلها أنس بخير وسلامه، وقف الرجال قريبون من غرفة العمليات في ارتقاب بيسان والطفل، خرجت الممرضه وهي تحمل أنس على زراعيها لتعطيه لحاتم وتحدثت اليه بإبتسامة هادئه
-إتفضل إبن حضرتك، حمدالله على سلامة المدام، عشر دقائق والدكتور يخلص وننقلها لأوضه رقم عشره، اتفضلوا حضارتكوا انتظروها هناك، إل جاب ليكوا يحفظه من كل شر.


إنفجروا جميعا ضاحكين مستبشرين، اتجهوا الي حاتم كي يروا الطفل أنس عن قُرب، رددوا في آن واحدٍ
-بسم الله الله أكبر، بدر منور ربنا يحميه ويحفظه.

مدّ أيمن بدأه كي يحمله ضامما اياه إلى صدره ثم حنى رأسه هامساً في أذنه بصوت عذب
-الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، اشهد ان محمد رسول الله، حي على الصلاة حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.

هذه عادة المسلمين في تلقى طفل جديد وهي ترديد الآذان في أذنه كي ينشأ على دين الإسلام وأول كلام يسمعه هو ذكر الله تعالى؛ اقتربت لمياء منه وهي ترتجف متشوقة للمس يداه الصغيرتين وحمله لحضنها؛ رجف قلبها وكادت ان تسيل دموعها فرحة وسعاده بسبب ذاك الشعور الجياش الذي لامس قلبها وكيانها.

بعد مرور بضع لحظات ولجت إليهم بيسان مسطحة على فراش متحرك بصحبة إثنان من الممرضات، بعدما وضعوها على فراشها الثابت برفق، رمقوا إليها الجميع ليطمأنوا على صحتها، رأوا بإنها مستيقظه وتنظر إليهم بإبتسامه دون أن تتحدث، أشارت بإصبعها ناحية لمياء ففهموا بإنها تريد أن ترى طفلها، اقتربت منها لمياء مهرولة ووضعته على صدرها، أغمضت بيسان جفونها باكية وهي تستنشق رائحته الخلابه، حاولت إمساكه لكن لم تكن تقوى على الحركه بسبب البيكنج النصفي، وضعته لمياء بجوارها وبكت هي الأخرى لبكاء صديقتها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي