◥ ツChapter ツ 8 ◤

ملاحظة
(فضلاً وليس أمراً، لا تنسوا التصويت على الفصل)
.
.
.
.

༊෴✿لا تنسوا ذكـــر ﷲ✿〄࿐
"استغفر الله العظيم واتوب اليه"

"اللهم صلِ و بارك على محمد وآل محمد كما صليت و باركت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين انك حميد مجيد"


.
.
.
.

.
.
.

في قرية الرمال

في غرفة "عبد العزيز الفراج"

دلف "عبد العزيز" إلى غرفة والده "الحاج عبد الرحمن" ليطمئن على حاله... وجد عمته "منيرة" تطعمه غداءه...

جلس بجانبه، يتطلع إلى وجهه الشاحب الكئيب، الذي طغى عليه الحزن

رأى والده وجهه الحزين، فسأله بصوت واهن:
-هل اتصلت بيوسف؟
-اجل، و...
-ماذا حدث؟
-لقد أخبرني بأن...
صمت قليلاً، يحاول انتقاء كلماته، لكي لا تزداد حالة والدته سوءً:
-لقد اتصل بي، و اخبرني بأن محامي اخي "ناصر" المدعو "مايكل" قام بإجراءت الدفن هناك، دون اخذ إذن منا

عم الصمت بينهما لثواني، قطعته تلك الشهقة التي صدرت من عمته "منيرة":
-ماذا تقول؟ كيف يفعل ذلك؟
-هذا ما أخبرني به "يوسف"... و قال انه سيقوم بتحويل جثمانهما (يقصد أخاه و زوجته "سارة") إلى الوطن، لكن هذا سيأخذ بعض الوقت

عندما لاحظ "عبد العزيز" صمت والده، و النظرة الغريبة التي تلمع من عينيه، ارتعش جسده بقوة، فالبرغم نن حالته الصحية، إلا أنه ليس بالشخص الهين!

دقائق مرت، و لم يتفوه بكلمة كأن الزمن توقف عنده!

-أخبره أن لا يفعل ذلك!
-ماذا تقصد يا "عبد الرحمن"؟ هل ستترك جسد ابنك تحتضنه تراباً غير تراب وطنه؟!

تساءلت أخته "منيرة" بصدمة من قراره الذي لم تتوقعه، كذلك تفاجئ "عبد العزيز" من قرار والداه الصادم

-لكن يا أبي... كيف سنستقبل المعزيين دون أن تكون هناك جنازة؟!

-من يريد أن يعزي فلا يهمه الجنازة! فالتعزية جبر خاطر لأهل المفقود، و ليس للمفقود!

دق باب الغرفة ليقطع الحديث الدائر بينهم، دلفت "زينب" إلى الغرفة تخبرهم بوصول " الحاج رأفت" و أبنه "ياسين" و حفيده "قاسم"

هتف "عبد العزيز" بهدوء:
-لا يستطيع والدي استقبالهم، سأس...

اعتدل "الحاج عبد الرحمن" في جلسته، قاطعاً حديثه بوجهٍ خالٍ من التعابير:
- لا سأستقبلهم في غرفتي

تحدثت العمة "منيرة" باعتراض:
-لكن، أنت...
اوقفها "الحاج عبد الرحمن" بنبرة قاطعة، غلب مرحبا الوهن:
-كفى حديثاً، قلت سأستقبلهم هنا! لا تنسوا انهم انسابونا

ثم وجه أنظاره إلى ابنه "عبد العزيز":
- نادي عليهم!

.
.
.
.
.
.

في منزل الجدة "عائشة"

في الحديقة الخلفية

كانت الفتيات يجلسن في كوخ الشجرة، يتذكرن ذكريات الطفولة، و امامهن "صندوق الذكريات"

التقطت "تالا" قلم حبر مزركش، رفعت حاجبها الأيسر، عندما تذكرت قصة القلم... شبه ابتسام ظهرت على شفتيها:
- اوه! انظرن!

انتبهت "شيماء" و "فرح" لها، و لما قعت أعينهن على القلم الذي تحمله بين يديها، تذكرن هما أيضاً قصته

صرخت "فرح" بشدة، اصابتهما بالذعر:
- قلم المعلم "ابو كرش"! لا زلتما تحتفظان به حتى الآن؟

وضعت "شيماء" يدها على أذناها، قائلة بحنق و استنكار من صراخها:
- تباً لكِ يا فتاة! كدتِ تصبيننا بالصمم!

- تباً لكِ أنتِ! قلت لكِ كم من مرة لا تدعي عليّ أيتها المتمردة.

-كفاكما شجاراً ! و أنتِ توقفي عن مناداة المعلم "نضال" بهذا الاسم! تعلمين أنه معلمي المفضل

أوقفتهما "تالا" بحزم، مشيرة إلى "فرح" التي كانت ترمق "شيماء" بغضب

تحدثت "فرح" بتهكم و سخرية واضحة:
-معلمك المفضل! تقصدين المعلم "نضال ابو كرش" الذي كان يمنحنا الاصفار فقط! و يعاقبنا بلا سبب!

وافقتها "شيماء" على حديثها، و نظراتها تتنقل بينهما بعبوس

ضحكت "تالا" عليهما، قائلــــة بنبرة مرحة متشفية:
- انتما من كنتم تحصلان على الاصفار (ثم تابعت مشيرة إلى نفسها بثقة و غرور مصطنع: انا - و أعوذ بالله من كلمة انا - كنت احصل على العلامة الكاملة في مادته... لهذا لم يكن هناك داعاً ليعاقبني، ليس ذنبي انكما فاش...

و قبل أن تنهي كلامها، انهالت عليها الوسائد الصغيرة دون أن تكون لها فرصة للهرب

-ههه.. هذا يثبت كلامي
كركرت "تالا" بصوت مرتفع، و يداها تغطي وجهها، تحميه من هجومهما الكاسح... توقفت عن الضحك عندما صدع صوت هاتفها في الارجاء، تحركت نحو حقيبتها الصغيرة، التقطته بخفة و عيناها تستكشف صاحب الاتصال، ثواناً و ارتسمت على وجهها ملامح غريبة، وجهت حديثها إلى الواقفتان يراقبنها بفضول:
-سأعود بعد قليل!

جلست "فرح" تلتقط أنفاسها، من المجهود الذي قامت به، حدقت فيه "شيماء"

شعرت "فرح" بعيونها المسلطة عليها، رفعت انظارها بتساؤل:
- لماذا تنظرين الي هكذا؟
(ثم تفحصت وجهها بيديها)
-هل يوجد في وجهي شيء؟!

ربعت "شيماء" يداها امام صدرها، مجيبة اياها بنبرة مؤنبة:
- ألن ترحمي نفسك؟
- ماذا تقصدين؟!
- أنتِ تدركين ما أعنيه! ثم تابعت بتأنيب بعد أن لاحظت ملامح "فرح" المتجهمة، و التي قد فهمت حديثها:
- ارحمي قلبك! لو كان يريدك لكن أظهر لك حبه و تقدم لطلب يدك من والدك...
لانت ملامحها، بعد أن رأت عيون "فرح" الدامعة، اخذت نفساً عميقاً:
اعلم أنه اخي، و من المفترض أن أقف في صفه! لكنك صديقتي التي اعتبرها شقيقتي، لهذا اقولها لك، ارحمي قلبك، و لا تحمله اكثر من طاقته! لا توقفي حياتك على أحد، حتى لو كان اخي! اذا كان يريدك سيتقدم لخطبتك، فهمتي؟!

قبضت "فرح" على يديها بقوة، متحدثة بغصة ألم تخرج من أعماق قلبها المنبوذ:
- أعلم أنه لا يعيرني اهتماماً، و يراني كأخته، فقط! لكن (مشيرة إلى قلبها) لعِن بحبه! لعنة؛ لم أجد حتى اليوم دواء لها!

اشفقت "شيماء" عليها، لكنها وعدت نفسها بأن تنتشلها من الغرق في حب شخص لا يهتم بها و يراها كأخته فقط! هي ليست ضد الحب، لكن لديها قناعة تامة انه من يحبك سيفعل اي شيء للحصول عليك، حتى لو كلفه هذا حياته! و لن يسلك الطرق الملتوية!

  بالنسبة لها، الحب له طريق واحد، لا اعوجاج فيها! الحلال هو طريقه الوحيد!

"الحب في ظل الحلال؛ مودة و سكينة، و بركـــة؛ يمنّ الله بها على من صان حدوده، و لم يلهث خلف تيار هواه!

.
.
.
.

في أمريكا، و مع اختلاف التوقيت، و في منزل " ناصر الفراج"

بعد أن هدأت أعصاب يوسف، أخبر عمه " عبد العزيز" بما حدث... ليتصل به عمه بعد مدة و يخبره بالحديث الذي دار بينه و بين جده و قراره الغامض!
تعجب "يوسف" من قرار جده، لكنه اجل الحديث معه فيه إلى أن تتحسن حالته.
.
.
.

بعد مرور بعض الوقت، تذكر " يوسف" انه لم يسأل عن شقيقتيه

التقط هاتفه من على الطاولة الصغيرة، ضغط على رقم شقيقته، ثواناً مرت قبل أن تجيب "زهراء" على اتصاله...طمأنها على حاله، و سألها عن احوالها و أحوال شقيقته:

-الحمد لله نحن بخير، لا تقلق علينا... لقد تحسن حال "بشرى"، بعد اتصالها بجدي "عبد الرحمن"...
ثم تابعت باهتمام:
- و أنت كيف حالك؟ خاصةً بعد رؤية " عمي"

رد عليها بهدوء:
-بخير و الحمد لله...
-صمت قليلاً يحاول تجميع كلماته، فكيف يخبرها بأن عمها تم دفنه، دون أن يحضروا جنازته، كأنه بلا أهل:
-اريد اخبارك بشيء

-ماذا حدث؟
تساءلت بقلق

زفر أنفاسه بغضب من نفسه اولاً، كونه لم يستطع ان يعيد جثمان "عمه" إلى مسقط رأسه... و غاضباً من ذلك الل**ن "مايكل" لتعديه حدوده:
-لقد تم دفن عمي هنا

-ماذا؟
صدمت "زهراء" من هذا الخبر

-أجل، هذا ما حدث
-هل أخبرت جدي
-أجل! لقد أخبره عمي
-و ماذا قال؟
-الغريب أنه لم يقل شيئاً!

-كيف ذلك؟ أليس من المفترض أن يدفن ابنه في الأرض التي ولد فيها؟!
قطبت "زهراء" جبينها، متساءلة باستغراب

-من المفترض أن يحدث هذا، لكن لطالما كان لجدي وجهة نظر أخرى! على كل حال، ساحاول اقناعه، فأنا لن ارضى ان يبقى عمي بعيداً عنا حتى لو كان تحت التراب!

استمع "يوسف" لشخص ينادي عليه، إلتفت ليجده المدعو "مايكل" اشتعلت عيناه بالغضب، حاول السيطرة على نبرة الغضب التي اعترته، لكي لا تشعر به شقيقته:
-سلمي لي على "بشرى"، ساعاود الاتصال بك لاحقاً

-حسناً، استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه

بعد أن أغلق الهاتف مع شقيقته، استدار بملامح غاضبة للواقف خلفه ببرود، تحدث بنبرة غاضبة:
-لقد جئت لقضاءك!

.
.
.
.
.
.
.

خارج الكوخ

أجابت "تالا" على المتصل بملامح جادة، من يراها لا يقول انها هي من كانت تضحك منذ دقائق معدودة:

-مرحباً!
-......
- كيف حاله الآن؟
-.....

-أخبر الممرضة بذلك، تعرف ما ستفعله، فهذا عملها!
-.....

-حسناً، سأتصل بك لاحقاً، اعتني به جيداً

"ماذا تفعلين؟"
استدارت "تالا" لصاحب الصوت، و الذي لم يكن سوى "خالد"، أجابت عليه بابتسامه:
-كنت اجيب على اتصال بخصوص حالة

امتعضت ملامحه، قائلاً بوجه عابس:
-حتى وقت الإجازة لا نرتاح من العمل!

-اوه أيها الطبيب! أراك تتذمر من عملك الذي تعشقه أكثر منا

ضحك "خالد" بقوة، وصل إلى مسامع الجالستان في الكوخ الصغير، أحاط كتفها بيده، قائلاً بصوت حنون:
- لا شيء قد يصل إلى مكانتكم في قلبي اختي العزيزة

"لقد اصبتماني بالغثيان! ألن تتوقفا عن وصلة العشق الممنوع؟!"

ربعت "شيماء" يداها أمام صدرها، قاذفة كلماتها بنبرة مشمئزة مصطنعة

أخرجت "تالا" لسانها لها، هاتفة بغرور مصطنع:
-أنتِ تغارين منا!

أشارت لهما بإصبعها، قائلــــة بنبرة ساخرة:
-اغار منكما! لقد اضحكتني، و انا لا استطيع الضحك! ها ها ها ها...

كانت " فرح" تراقب صاحب القلب الباردة كما تدعوه! يبتسم لشقيقتيه بحب و حنان؛ كم تمنت أن تكون تلك الابتسامة موجهة لها وحدها... إلى قلبها الذي تعلق به، كتعلق طفل صغير بوالدته!

.
.
.
.
.
.
#يتبع
لا تنسوا التصويت على الفصل
فرحوا قلبي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي