الفصل السابع والعشرون

إستسرقوا الرجال السمع من الخارج فرمقوا حاتم بدهشه، ثم بادر أيمن بالحديث متسائلا
-إيه الهيصه إل جوه دي ياحاتم؟ ماتقوم تشوف فيه إيه وتفرحونا معاكوا كده.

عبأ حاتم صدره بالنفس محدقا بهم، تسمر في مكانه ولم يُطيع أمر حماه لأنه يعرف ماسبب الجلبه الموجوده بالداخل، شهق ثم أردف إليهم بخجل بعض الشيئ
-ماهو ياعمي.. أصل بيسان... إنت هتبقى جدو بعد ثمان أشهر

طرق أيمن يداه بجانبه على المقعد جاحظا عينا وظل يلتفت لمحمد وحاتم بذهول، لم يصدق ما سمعت آذانه، لأنه كان يتمنى كثيرا طفلا آخر في حياته ليكون شقيقا لبيسان لكن هايدي كانت رافضه تماما لتحافظ على رشاقتها، عوضه الله عن ذلك بحفيد هو ليس من ضِلعه لكن من رائحة إبنته فسعادته كانت لاتوصف، وضع يده على صدره ليلتقط أنفاسه ونهض عن المقعد متجها نحو حاتم، سحبه من ساعده وطرقه في صدره ليحتضنه بقوه، ثم صاح بصوت مرتفع
-ألف مبروك يا إبني، والله انا لسه مش مستوعب الخير، معقول بيسان بنتي إل كانت بتلعب من كم شهر بقت ماما! ياسبحان الله، حكمتك ياارب، ربنا يبارك ليكوا ياحاتم يارب.

همَّ محمد من مقعده أيضا سعيدا جدا لسعادتهم وإقترب منهما ليهنئهما بهذا الخبر السعيد، ثم تنهد بابتسامه وهو يضع كفيه على أكتافهما، ثم أردف ضاحكاً
-مبارك عليكما، ولعلمكم انا كمان هبقي جدو زيك يا أيمن تمام، آه.. أنا قولتلك أهو من حالا عشان لما حفيدك يجي تفهمه كده، وإلا....

ازدادت سعادة العائلتين واتسعت ابتسامتهم ولمعت عيناهم ببريق أخاذ، عطت ليماء الحذاء الجديد لبيسان كي تحتفظ به لمولودها السعيد، وحين أنتهت جلستهم الطريفه عادوا إلى منازلهم متفائلين سعداء لم يحملوا للدنيا هم ولا حُزن.

بعد مرور ثلاث أشهر كانت قد أنهت لمياء إمتحاناتها وحصلت على إمتياز مع مرتبة الشرف، أعد لها والدها محمد حفلة عريقه ليحتفل بتوفقها، قام بدعوه الأصدقاء وليس الأقارب لأنهم كانوا بعيدا عنهم جدا، جاء إلى هذه الحفله موسى ومعه صندوق كبير مُزين بالورود، وقف عند الباب يلتفت للجميع باحثاً عن لمياء فإنتبه له محمد، رمقه مبتسماً ثم إتجه إليه بعدما إستأذن من أصدقائه، تفاجأ موسى به يقترب منه حنى رأسه خجلا ثم رفع رأسه مبتسماً ومد يده ليصافحه، أخذه محمد في حضنه ورحب به بحفاوه شديده، ثم أومأ إليه كي يولج إلى الداخل، في هذه اللحظه كانت لمياء آيه من الجمال والرقه بحجابها وتزينها البسيط، لمحها والدها واقفة مع صديقاتها لكن كان ظهرها موجه إليهما، إقتربا منها الإثنان وربت محمد على كتفها فإلتفتت إليه مبتسمه، حينما رأت موسى يقف أمامها تلعثمت وإحتقن وجهها إحمراراً خجلا، مد موسى يده بالصندوق يهديه لها، فنظرت الي والدها بدهشه، متسائله بعينيها دون أن تصدر صوتا، أغمض محمد جفنيه وحني رأسه بعض الشيئ كي يأذن لها بأخذه منه؛

أومأ إليها موسى مبتسماً
-مبروك يادكتوره لمياء، عقبال ماتاخدي الدكتوراه بإذن الله.

حنت لمياء رأسها لترمق الصندوق في يدها مبتسمه، ثم رفعت رأسها وأجابته بصوت حنون
-الله يبارك فيك ياحضرة الظابط.

وقف موسى لثواني رامقاً لمياء شاردا بجمالها الخلاب، بينما هي كانت تلهو في الورود وامسكت إحداهم لتستنشق ريحها، أخرجه محمد من شروده حينما أردف إليه بصوت متحشرج
-تعبت نفسك والله يا إبني، ماكنش له أي لزوم، إتفضل معايا نضيفك أي حاجه على زوقك ونسيب لمياء مع صاحباتها.

إنتفض موسى والتفت له مبتسماً ثم أجابه بصوت هادئ
-مفيش تعب ولا حاجة ياعمي، دي حاجه بسيطه، لمياء قيمتها أكبر من كدا بكتير.

عادت لمياء إلى صديقاتها ترمقهم بذهول، وهن أيضا يرمقونها بدهشه، محاولين فهم مايجري، ظلوا يتسائلون في آن واحد
-مين ده، ها؟ تعرفيه منين؟ وإيه الهديه الجامده دي؟ إعترفي بسرعه، يلا نفتح الصندوق نشوف هو جابلك إيه!

وضعت لمياء إصبعها على فمها ثم أردفت إليهن متنهده
-شششش، وطوا صوتكوا يابنات مش كده، ده موسى ال كلمتكوا عنه من فتره، اتفاجإت به زيكوا بالظبط، بالنسبه للصندوق الجامد ده بقى هفتحه بعدين وأنا لوحدي في أوضتي، وهبقي أصور ليكوا ال جواه، لإن الوقتي ماينفعش خالص.

زموا الفتيات شفاههن غامزين بجفونهن لبعضهم مبتسمين، ثم أجابتها إحداهن ضاحكةً
-إممممممم، بقى كدااااا، ماشي ياجميل إل عطاكي يعطينا،إحنا بقى نقرصك في ركبتك عشان نحصلك في جمعتك، زي ماقالوها أجدادنا زمان.


كان موسى قد إستخار الله عدة مرات، فبات على يقين بأنها هي نصيبه من تلك الدنيا، وكان سبب يقينه تلك الراحة، التي كان يستيقظ كل صباح وهي تملؤه، وكلما أقترب موعد سماع قرارها النهائي، كان قلبه يرجف بقوة، يداهمه حنين إليها واشتياق للمرة الأولى يتذوق نكهته، وكأنما الله مسح عن قلبه، كل إحساس خاض مثله من قبل.
ولم يختلف حال لمياء عنه، فهي الأخرى فعلت ما طالبها والدها به، أدت صلاتها واستخارت الله، فأرضاها برؤيتها لموسي، يجلس بجوارها فوق مروج أخضر، يسيقها بيده بعض الحليب ويشرب معها، وها هي تجلس وبرفقتها صديقاتها ولكن عقلها وتفكيرها مع موسى، زُرعت الطمأنينة بداخلها.

إنتهت الحفله بعدما غادروا الجميع دون موسى، ظلّ جالساً لانه لاحظ بأنها اللحظه المناسبه لمعرفة قرارها كي يستريح قلبه، جلس بجواره محمد وعلى المقعد المقابل مروه ولمياء، ابتسم موسى ملتفتاً إلى محمد ثم أردف إليها
-أنا إنتظرت الشهور ال فاتت زي ما الآنسه لمياء طلبت مني، أظن جه الوقت إل المفروض أعرف فيه ردها، وأي إن كان الرد أنا اتشرفت جدا بمعرفتكوا حقي....

قاطعته لمياء بحمحمة ليجلي صوتها ثم أشارت لوالدها بيدها كي يسمح لها بالتحدث، ثم حنت رأسها للأسف وهي تفرك أصابع يداها ببعضهم، أجابتهم جميعا بصوت هادئ
-أنا موافقه على الإرتباط بك، بس عندي كم شرط كده، أو مش شرط هو رجاءا عشان أكون مرتاحه.

رمقها الجميع بدهشه جاحظين أعينهم فاتحين أفواههم، لم يصدقوا أنها وأخيرا تحدثت وأفضت مابداخلها، كادت مروه ان تصيح بالزغاريد فاوقفها محمد لحين تكمل لمياء حديثها، أردف إليها بحنو
-كملي كلامك ياحبيبتي، كنتي عايزه تقولي إيه؟

إسترسلت لمياء حديثها بنفس نبرة صوتها الهادئ
-أنا مش هينفع أتمم الزواج غير بعد ما اخلص دراسه تماما وآخد الدكتوراه، احتمال المازيجتير أبقى أحضره بعد الزواج، كمان ان شاء الله هيكون عندي عيادتي الخاصه واحتمال تقديري يخليني أتعيين في الجامعه للتدريس.


رمقها موسى بفخر وعِزَّه مبتسماً، بينما كانت مروه مرتبكه جدا خشيت أن يرفض موسى طلبها ويتركها، لكن كان محمد واثق تماماً بأن موسى سيُلبي للمياء مطلبها، لانه هذا حقها، وهذا مافعله موسى بالفعل حين شهق وأجابها بكل ثقه وإقتناع
-على فكره إنتي مش محتاجه تطلبي ده مني، لإن أنا كنت عامل حسابي على كدا، ومعاكي للنهايه لحد ما تقولي إنتي أنا خلاص إستكفيت من التعليم، ولو ليكي أي طلبات او أوامر تانيه، أنا تحت امرك في تقولي عليه.

صاحت مروه بالزغاريد وهللت، كادت تنسى نفسها وترقص وتتمايل لكن جحظ محمد عيناه لها كي تستعيد عقلها وتعود لمقعدها، بينما كانت لمياء تبتسم بسعاده وهي أيضا حانية رأسها للأسف؛
ربت محمد علي ساق موسى ضاحكا، ثم ربت على كتفه وأردف إليه بحنو
-وأنا مش هلاقي لبنتي عريس شهم وأصيل ومحترم زيك ياموسي، ألف مبروك يا إبني، بطلب منك تبلغ الأُسره الكريمه يشوفونا بالزياره نقرأ الفاتحه ونتفق على التفاصيل، ربنا يتمم على خير.

أجابه موسى بسعاده وبهجه
-الله يبارك فيك ياعمي، انا ال اتشرفت إني هناسب ناس محترمين زي حضارتكوا.

قهقه محمد ثم التفت لمروه وتحدث إليها بدهشه
-إيه يأم العروسه! مفيش شربات ولا اي حاجه كدا بالمناسبه الحلوه دي؟

نهض موسى عن مقعده ليهم بالمغادره، ثم أردف إليهم
-لا خليكي مرتاحه ياطنط ماتتعبيش نفسك، انا لسه آكل جاتوه وشارب بيبسي، لازم ارجع البيت لأن الوقت إتأخر، هبقي أتصل بحضرتك وأحدد معاك ميعاد نيجلكوا فيه، سلام عليكم.

حاول محمد منعه من الذهاب لكنه أصرَّ على رأيه، بعدما غادر موسى المنزل اقترب محمد ومروه من لمياء ليهنئونها بقرارها الصائب، بالرغم من أنها كانت مفاجأة بالنسبه لهم، لكن مفاجأة ساره جدا، بادر محمد بالحديث بسعاده
-يااااه يالمياء، فرحتيني والله يابنتي، فرحة نجاحك وفرحة جوازك في يوم واحد! حاسس ان قلبي هيقف من السعاده، ربنا يتملك على خير يارب.

بينما كانت مروه تحضن فيها وتقبلها مرارا وتكرارا، لم تصدق نفسها بأنها ستزوج إبنتها لظابط في الشرطه؛ كانت لمياء ترمقهم بإبتسامه، عجز لسانها عن النطق وكأنها طُرقت فوق رأسها، ثم حملت زيها بيدها من الأسفل وتركتهم وهرولت إلى غرفتها، أوصدت الباب عليها من الداخل، وقفت خلفه ووضعت يدها على صدرها محاولة إلتقاط أنفاسها، ثم زفرت بحنق وألقت بنفسها على الفراش وتحدثت بينها وبين نفسها بصوت هادئ
-هو أنا قلت موافقه فعلا! هتتجوزي خلاص يالومي!؟ يالهوي عليا، ده إيه إل أنا عملته في نفسي ده ياربي؟ يارب ما أرجعش أندم على قراري ده.


دق هاتفها ليخرجها من شرودها، مدت يدها لتجلبه فرأت بأن بيسان من تهاتفها، إستقبلت المكالمه على الفور لتسرد لها ما حصل معها، لكن بيسان من بادرت بالحديث بصوت متحشرج مُتعب
-مبروك يا لولو، كان نفسي أكون معاكي النهارده، بس والله تعبانه وماقادره آخد نفسي، الحمل تعبني جدا وطلبات حاتم مابتخلصش، أنا إل عملت كده في نفسي، كان مالي ومال الجواز، لو أعرف إنه بالشكل ده والله ما كنت خارجه من بيت بابا وماما، المهم ياحبيبتي طمنيني عليكي واحكي لي عملتي إيه ف الحفله ومين جالك؟


بالرغم من حزن لمياء على مرض صديقتها إلا أنها أطلقت ضحكتها على حديثها الساخر، أجابتها بذاك الأسلوب أيضا معاتبة ساخرةً
-مش إنتي إللي حبيتي وعشقتي، وجبتيه وجيتي جري تقدميه لأهلك، وتقولي بحبه وعايزه أتجوزه!؟ إشربي بقى ياعنيا نتيجة أفعالك

تنهدت بيسان وأردفت إليها
-والنبي ماناقصه تأنيبك ليا انتي كمان! ده بدال ما تسمعيني كلمتين يريحوني وينسوني تعبي يالمياء! الله يسامحك.

إنفرجت شفتا لمياء عن ثناياهم ضاحكه، ثم أتت إليها بالأخبار المُبهجه التي ستسعد قلبها وتنسيها آلامها، حينما شهقت وأجابتها
-عايزاكي تطمني خالص، كلها ثلاث سنين وأحصلك ياقطتي، يعني أنتم السابقون ونحن اللاحقون.

صاحت بيسان وتعال صوتها عبر الهاتف كانت ان تثقب آذانها
-يعني إلل بالي بالك حصل خلاص! أووووه، كفاره ياشيخه، دا أنا قلت انك خلاص قربتي تركبي شنب.

عقدت لمياء حاجبيها ولوت شفتاها، ثم أجابتها بحده
-إخص عليكي يابيسان، يعني إنتي شيفاني راجل للدرجه دي، ماكنش العشم منك برده، لا أنا زعلانه منك وهخاصمك خلاص.

قهقهت بيسان وهي ممسكة لخصرها لان جنينها يهتز مع الضحك، ثم ردّت عليها بصوت حنو
-ياهبله بهزر معاكي وأنتي عارفه كده، دا انتي حبيبتي، المهم مش هسيبك النهارده غير لما تحكي لي كل حاجه بالتفصيل الممل كمان، إتكلمي بقى ماتبقيش رخمه.


أطلقت لمياء ضحكتها ثم التقطت أنفاسها وأجابتها بلؤم
-ما أنا عارفه إنك بتهزري، إنتي أصلا ماتقدريش تستحملي إني أزعل منك، لاني متأكده إنك بتحبيني زي مابحبك وبتخافي على زعلي زي مابخاف على زعلك، بصي ياستي...


قامت لمياء بسرد ماحصل معها للنهايه، ظلوا يتسايروا لساعات طويله دون أن يملوا، تمددت بيسان على فراشها وكادت تغفو منها لكن قامت بتنبيهها بصوت متحشرج
-لو مارديتش عليكي في اي حاجه تقوليها تعرفي إني روحت في النوم يالولو، ها كملي بقى


كانت المفاجأه بأن لمياء هي من غرقت في النعاس ووقع الهاتف من يدها بجوارها على وسادتها، ظلّت بيسان تنادي عليها دون جدوى فأغلقت هاتفها وغرقت في النعاس هي الأُخري؛

بعد مرور أسبوعان من الهدوء والسكينه والإرتقاب أيضا لذهاب موسى الي منزل لمياء، في يوم من الأيام كان محمد يؤدي فريضة الصلاه فدق هاتفه، سمعته مروه وهي في المطبخ، تركت ما بيدها وأسرعت لتطلقه صامت ليكمل محمد صلاته، تفاجأت به ينهي صلاته وامسك هاتفه ليري من المتصل، وجده رقم برايفت، تجهم وجهه ثم استقبل المكالمه، فتفاجأ بأنه والد موسى، إعتدل في جلسته وحمحم ليجلي صوته ثم رحب به، أردف إليه والد موسى بصوت خشن
-بعد إذنك يعني كنا عايزين نيجي نشرب معاكوا الشاي الليله، لو مفيهاش إزعاج ليكوا.

أجابه محمد مسرعاً
-ياخبر أبيض، إزعاج إيه بس! دانتوا تيجوا تشرفونا، إن ماشالتكوش الأرض نشيلكوا فوق رؤوسنا، في أي وقت البيت بيتك مش محتاجه إستئذان، هنكون في انتطاركوا ان شاء الله.

بعدما انهي معه الحديث أغلق الهاتف والتفت بجواره فصعق وانتفض من مكانه عندما وجد مروه ملتصقه به لتستسرق السمع وتعرف مضمون المكالمه، طرقها على كتفها مازحا ثم أردف إليها
-إيه يامروه! خضتيني ياأُمي، في حد يقعد قاعدتك دي! لا حول ولا قوة الا بالله، طبعا سمعتي وفهمتي ال إتقال، هِمتك معانا بقى كده تظبطيلنا شوية حاجات حلوه ولو مفيش هنا حاجه قوليلي أنزل أشتري وآجي، وبلغي بنتك بقى تستعد عشان ماتتأخرش زي المرَّه إل فاتت.

ابتعدت مروه عن محمد، ورمقته ببهجه وصاحت به مازحةً
-إيه يا أبو العروسه! فيها إيه لما أقعد جارك وأسمع إل بيتقال، يوه! وبعدين البيت مليان خير، كله من خيرك ياحمودي ياعثل، يلا بقى ماتعطلنيش ورايا حاجات كتير لازم أعملها قبل ضيوفنا العُزاز ما يجو ويآنسونا.

حدقها محمد بذهول وهو يطرق كفيه ببعضهما ضاحكاً، ثم تمتم ساخرا مع نفسه بصوت منخفض
-ربنا يصبرني على الست دي والله، أنا مش عارف لما لمياء بنتي تتجوز وتسيبنا، هعيش مع مروه دي إزاي لوحدي، برج من مخها طار، ذهب ولم يعد، يلا أهي عِشرِة سنين وبحبها، ربنا يهديها.

ثم رفع كفيه للسماء داعيا مناجيا الله بصوت زليل راجي
-يارب يسر الأمور، وتم الزواج ده على خير من غير مشاكل، اللهم ثبت إبنتي على رأيها وأُريها الخير من موسى، يارب إبعد عنهم كل مكروه، ووفقهم لما تحبه وترضاه.

ثم مسح محمد جسده يمينا ويسارا بكفيه بعدما أمَّن على دعائه، قام من مقعده ليولج إلى غرفته كي ينتقي زياً مناسبا يقابل به الزائرين، كي يليق أيضا بمركز إبنته الطبيبه وزوجها المستقبلي الظابط
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي