الفصل السادس
الفصل السادس من رواية سحبة روح
ذهبت روح للنوم هي الاخرى، وحدث معها مثل كل مرة تنام فيها بعد اكتشاف حارد، تراه مره أخرى وهو ينظر لها، وجالس على هضبة عالية، تذهب روح إليه، وتصعد الهضبة، لتحاول وضع حد لما يحدث، ومع آخر خطوة لوصولها له، تنزلق من الأعلى، حتى تصل للأرض مره اخرى، وتشعر بالألم الشديد، وتحاول النهوض والالتفاف لتصعد مره أخرى، فيذهب اليها حارد مشفقا على محاولاتها، ويجلس أمامها ويسألها:
-ماذا تريدين ايتها الطفلة العنيدة؟
روح بصوت صاخب:
-من أنت ولما أراك دائما، وكيف لنا أن نكون فى جسد واحد، أنا طفلة اما انت فرجل كبير.
يضحك حارد بصوت عالٍ ويقول:
-رجلا؟ أنا لست بشريا، يا طفلة أنا حارس منزلك، ولا أعلم سبب حبسي بجسدك، لكنني سوف اكتشف هذا، عائلتك هربت. من المنزل، ولكنني سوف أجدهم مرة أخرى، ولن اتركهم حتى أصل لجواب سؤالي.
تستيقظ روح من نومها على قبلة على وجنتها، وعندما تفتح عيناها تجد أمامها الجدة تبتسم لها، وتملس على شعرها، ثم مدت يداها وساعدت روح على النهوض، واحتضنتها وهي تشتم رائحتها، ثم قالت لها:
-استيقظي يا وردتي لتتعودي على النهوض مبكرا اقترب موعد مدرستك، هيا لنتناول الإفطار معا، وتشير لروح على النافذة لتفتحها، وبعد أن تفتح روح النافذة تجد حديقة واسعه جميلة يملأها الخضار، فتسرح في جمالها، وترى فتاة صغيرة تشير لها بيدها من بعيد، فتشير لها أيضا روح وهي مبتسمه، ثم تدخل الجدة مره أخرى وتضع الطعام، وتمسك يد روح لتساعدها علي النزول من غلى التخت، وتجلسا معًا هما الاثنتان وهم سعيدتين يناولون معًا، وبعد الانتهاء تمد روح يدها لتنظف الطاولة، ولكن الحده تمنعها، وتحمل هي الاطباق وتعود بها للمطبخ وتبدأ في تنظيفها، فتدخل عليها روح وتقف بجانبها، وتقول لها:
-جدتي هل لك تتركيني أن اساعدك حتى لا أشعر انني عبئا عليك، تتعجب الجدة لكلمات روح التي تتعدى سنها، وتمسك يدها وتضعهما أمامها فوق يد الجدة، وتقول لها:
-هل تلاحظين الفرق؟ أنت ما زلت صغيرة يداك تحتاجان اللعب والدراسة لا التنظيف والعمل، فقط أنا اريد أن اجعلك تعيشينه، ترفض روح كلمات الجدة، وتتوجه الي المرحاض، وتخرج منه بجردل التنظيف، وتبدأ في تلميع المنزل والغرف وهي تغني، تغضب الجدة وهي تستجمع أفكارها كيف لطفلة تريد التنظيف والعمل الدائم، الم تكن منيره تجعلها تعيش سنها حقا؟ هل هي أم قاسية وهي من أذت هذه الطفلة، ثم تسقط منها الدموع متأثره، فتذهب اليها روح وتقول لها:
-ما بك يا جدتي؟ هل فعلت شيئا يغضبك أم انك مرضت؟ تعالِ معي للغرفة لترتاحي قليلا.
ترد الجدة عليها: لا أنا بخير تعال معي وتمسكها من يدها، وتخرج بها من المنزل، وتدخل في مكان به منزلين وحديقة، وتنادي على صاحبة المنزل، فتطلب منها الدخول، وتدخل بروح ويرحب الجميع بها، وتظل صاحبة المنزل تنظر لروح متسائلة، فتقول لها الجدة :
-الم تتعرفي على حفيدتي هذه روح، ابنه محمد الصغيرة، ومن نفس سن ابنتك سهام، نادي عليها ليتعرفا على بعضهم البعض.
تنادي علي سهام فتأتي مسرعة، وعندما تراها روح تشير اليها مبتسمه، فتركض اليهم سهام، وتقف امام روح وتسألها:
-هل أنت من اشرت لي منذ قليل في منزل الجدة.؟
تقول روح :
-بلا إنها انا أسمي روح وأنا أبلغ ست سنوات وسوف أذهب الي المدرسة قريبا جدا، هل ستذهبين أنت ايضا؟
تقول لها سهام :
-بلا سوف أذهب هل نذهب معا؟
تطلب الجدة منهم الخروج للعب معا، وعندما يخرجا تمسك سهام يد روح وتركض بها الي الحديقة، وتدخلا هما الاثنتان، وتكون روح منتعشة وسعيدة جدا، من منظر الزرع، وتلاحظ من بعيد شكل ورود جميلة فتركض إليها، وتقف أمامها سعيدة من ألوانها الجميلة، و تنسيقها، وتمد يدها لتشم رائحتها، فتمسك بها سهام بسرعة، وتخبرها أن الورود ملك لأخيها هو من زرعها، فتبتعد روح خجله وتعتذر منها، ثم تلتقط سهام كره، وتلعبان معا وهما في قمة سعادتهم، وتقترب روح من سهام وتقبلها وتقول لها:
-هل تكونين صديقتي الي الأبد؟
ترد عليها سهام:
-بلا اريد ذلك لنكن معا دائما حتى نكبر.
وتجلسان معا تحت شجرة، ويتبادلان الحديث، وعندما تروي روح قصتها لسهام تجدها تبكي، فتعتذر لها إن كانت هي السبب فتقول لها سهام:
-لا فقط أريد أن أخبرك أن أمي أيضا شديده معي واخوتي ويمنعونني من الخروج، ولكن أنا سعيدة أنك صبحت صديقتي، وأيضا سعيدة لأننا سوف نذهب للمدرسة قريبا.
من جانب آخر محمد يجد منزل في مكان بعيد، ويستأجره، وبعد أن يدخلا المنزل يطلب من رهف ومنيره تنظيفه وترتيبه، فتنظر رهف له، يتجاهلها ويدخل الي المرحاض، فتمسك منيره برهف وتخبرها أن تنفذ طلب والدها، وبعد أن يخرج محمد من المرحاض، يذهب اليه محمود ويسأله:
-الن نساعدهم، فيرفض محمد مساعدتهما، ويطلب منه تنظيف غرفته فقط، ليذهبا للاطمئنان على روح، فيركض محمود إلي الغرفة ويبدأ في تنظيفها، وعندما ينتهي يركض إلي والده ليذهبا معا، ف يطلب منه الاستعداد للذهاب.
تنظر منيره لمحمد محاولة الحديث معه، وفي كل محاوله يبتعد عنها، ويجلس في مكان آخر، ويدخل غرفته، ويرتب ملابسه، ويخرج من الغرفة ينادي على محمود وعندما يأتي اليه يقول له:
-هيا لنذهب.
فتقول له منيره:
-الي اين تذهبان؟ هل ستتركنا في هذا المكان بمفردنا؟ فيرد محمود عليها ويقول:
-أمي نحن فقط ذاهبان للاطمئنان على روح وسوف نأتي اليوم مره اخرى لن نتأخر.
يخرج محمد دون الرد أو اصدار ردة فعل، ويلحقه محمود ويذهبان معا لرؤية روح، وعندما يصلا الي هناك، يدخل محمود المنزل باحثا عنها، فلا يجدها هي أو والدته، يصعد للأعلى لمنزل اخواته، و يسألهم ولا يعلم احدٍ أين ذهبتا، فيخرج من المنزل متعجبا، وتراه الجارة يتلفت في مكانه باحثا فتذهب إليه، وتساله:
هل تبحث عن أم محمد؟
-هي وابنتك دخلوا منزل ام سهام منذ ساعات، ولم يخرجوا حتى الان.
يشكرها محمد ويذهب إلي منزل ام سهام، وينادي من أمام المنزل، فتخرج له والدته، وتخرج له، ويسألها عن روح فتقول له:
-جعلتها تتعرف على فتاه في مثل عمرها، واصبحتا صديقتين، ستذهبان معا الي المدرسة، وتعودا معا، وهما الان تلعبا في الحديقة بالداخل، اذهب يا محمود لمناداة اختك حتى يراها والدك.
يدخل محمود الي الحديقة وينادي بصوت عال على روح، وعندما تسمعه تركض اليه وتحتضنه وتقبله، فيخبرها أن تعود معه لمنزل الجدة لرؤية والدها، فتمسك بيد سهام، وتطلب منها الذهاب معها، ترفض سهام وتخبرها إن علم احد أنها خرجت من المنزل فسوف تعاقب، فتقول لها:
-لا تقلقي خديني لأباك لن يرفض، فيقول لها محمود ايضا:
-لا تقلقي خديها لأباك روح تعلم ما تفعله ومن سيوافق، فتأخذها روح الي والد سهام لتستأذنن منه وعندما تخبره سهام يرفض، ويعلو صوته، ولكن روح تقترب منه وتقف أمامه، ينظر اليها نظرات مريحه محبه ويسالها:
-من أنت هل رائيتك من قبل؟
تقول له روح وهي تبتسم:
-لا أعلم إن رأيتني ام لا فقط اعلم انك لن ترد طلبي في ان تذهب معي سهام للمنزل لبعض الوقت، فينظر لسهام ولها ويشير لهما ان تذهبان، تتعجب سهام ولأول مره احد منهم يوافق على ارسالها لمنزل أحد، وتكون طائره من البهجة والفرحه، وتدخلا المنزل وعندما ترى روح والدها تركض اليه وتقبله، وتحتضنه وهي سعيدة.
فيقول لها :
-لم اغب عنك سوى يوم واحد، ثم ينظر ويرى سهام فيبتسم لها ويمد. يده لتسلم عليه، تقترب سهام وهي خجله وتمد يدها وترحب به، فيقول:
-ومن هذه الجميلة؟
فتقول له روح:
هذه هي صديقتي الجميلة سهام، لقد أصبحنا أصدقاء اليوم وأيضا رأيت حديقتهم، وسنذهب معا الي المدرسة يا ابي، أنا حقا سعيدة جدا، هل اخبرك شيء؟
الجدة تنام وهي تحتضنني وتعاملني كأنني كنز، وتغمرني بالحب والعطف والحنان، فيقول محمد في كراره نفسه، لقد فعلت الخير والصالح لابنتي ويمسك يد والدته ويقبلها ويشكرها، ولكن روح تتجمد في مكانها فجاءة، وتسيل الدماء من انفها، وترى منيره تبكي ورهف ايضا تبكي، ويقف امامها الثعبان مهددا اياهم.
يخرج محمد من جبته منديلا ورقيا، ويمسح لروح الدماء ويساعدها لتجلس، ويخبرها أن ترتاح ولا ترهق نفسها ابدا، وهو يشعر بداخله أن روح ما زالت ترى الرؤى ولكنه يخشى عندما تعلم الجدة ترفض وجود روح لديها وتعيدها له، وبعد لحظات تعود روح لوعيها، وتسأل والدها ان كان يريد الماء، وتذهب الي المطبخ، وتمشي ببطىء للمرحاض لتغسل وجهها من الدماء، وعندما يخرج محمد وراءها ليطمئن عليها، يجدها بالمرحاض ويقف امامه ينتظرها، وعندما تخرج، يجفف لها وجهها ويعطيها بعض المال لتذهب للشراء هي وصديقتها، وعند عودته للغرفة، تمسك روح يد والدها وتقول له:
-أرجوك كن واعيا لأمي، وصدق ما تقوله لك فيما يخص منزلنا.
وتركض الي سهام وتناديها لتذهبانا للشراء، ويشتروا الاثنتان المثلجات، وتأكلاها وهما تلعبان، وتجد روح شابا يقف فجاءه امام سهام ويسحبها ويسألها من أذن لك بالخروج من المنزل؟
فتقف روح بوجهه، وتدفعه عنها وتهدده ان لا يقترب من سهام، فيدفعها بعيدا، ويأخذ سهام وهي تبكي ويذهب بها، وتركض ورائهم روح وهي تنادي، ثم يسمع محمد صوت روح ويخرج ليرى ماي يحدث، فيجدها ذاهبه الي منزل صديقتها مره اخرى وهي مدمعه، فيذهب خلفها، ويجدها تتشاجر مع فتى يمسك بصديقتها، ويحاول منعهم من الشجار، ويقول الفتى لروح:
-هذه تكون أختي من أنت؟
يخرج والد سهام على الصوت، وعندما يرى محمد يتفاجأ ويشعر إنه يعيش في حلم، ولكن عند تأكده يركض اليه ويقول صديق عمري. هل هذا أنت؟
ينظر اليه محمد بشده متعجبا، ويقول له محمود لم اتخيل أن اراك هنا يوما لقد بحثت عنك كثيرا ويحتضنوا بشوق، ويذهب محمود والد سهام الي روح، ويقبلها ويقول:
-الآن قد علمت لما وافقت على طلبك ولم أحببتك لهذه الدرجة، هل أنت ابنته؟
تهز روح رأسها بالاجابة، فيسحب محمود سهام من يد ابنه ويمسك يدها ويد روح ويطلب منهم الذهاب للعب، ثم يأتي محمود أخ روح فينادي عليه محمد وعندما يأتي يطلب منه أن يلقى السلام على صديقه، فيقول له:
-محمود سلم على عمك محمود هذا هو من اسميتك على اسمه.
يقبله محمود وينادي على محمد ابنه، ويخبر محمد انه قد اسمى ابنه على اسمه أيضا فيضحكا الاثنان، ويجعلا الشابان يتعرفا ويتصادقا، ثم يدخلا هما الاثنان، ويجلس محمد ويضيفه محمود، ويقول محمود لمحمد:
-لم وجهك شاحب وحزين يا أخي؟
قبل أن يتحدث محمد ويخبره ما به، يسمعان صراخ يأتي من الحديقة، يذهبا بسرعة الي هناك، فيجد محمد روح معلقه على الشجرة هي وسهام وتبكيان.
ويتبع
ذهبت روح للنوم هي الاخرى، وحدث معها مثل كل مرة تنام فيها بعد اكتشاف حارد، تراه مره أخرى وهو ينظر لها، وجالس على هضبة عالية، تذهب روح إليه، وتصعد الهضبة، لتحاول وضع حد لما يحدث، ومع آخر خطوة لوصولها له، تنزلق من الأعلى، حتى تصل للأرض مره اخرى، وتشعر بالألم الشديد، وتحاول النهوض والالتفاف لتصعد مره أخرى، فيذهب اليها حارد مشفقا على محاولاتها، ويجلس أمامها ويسألها:
-ماذا تريدين ايتها الطفلة العنيدة؟
روح بصوت صاخب:
-من أنت ولما أراك دائما، وكيف لنا أن نكون فى جسد واحد، أنا طفلة اما انت فرجل كبير.
يضحك حارد بصوت عالٍ ويقول:
-رجلا؟ أنا لست بشريا، يا طفلة أنا حارس منزلك، ولا أعلم سبب حبسي بجسدك، لكنني سوف اكتشف هذا، عائلتك هربت. من المنزل، ولكنني سوف أجدهم مرة أخرى، ولن اتركهم حتى أصل لجواب سؤالي.
تستيقظ روح من نومها على قبلة على وجنتها، وعندما تفتح عيناها تجد أمامها الجدة تبتسم لها، وتملس على شعرها، ثم مدت يداها وساعدت روح على النهوض، واحتضنتها وهي تشتم رائحتها، ثم قالت لها:
-استيقظي يا وردتي لتتعودي على النهوض مبكرا اقترب موعد مدرستك، هيا لنتناول الإفطار معا، وتشير لروح على النافذة لتفتحها، وبعد أن تفتح روح النافذة تجد حديقة واسعه جميلة يملأها الخضار، فتسرح في جمالها، وترى فتاة صغيرة تشير لها بيدها من بعيد، فتشير لها أيضا روح وهي مبتسمه، ثم تدخل الجدة مره أخرى وتضع الطعام، وتمسك يد روح لتساعدها علي النزول من غلى التخت، وتجلسا معًا هما الاثنتان وهم سعيدتين يناولون معًا، وبعد الانتهاء تمد روح يدها لتنظف الطاولة، ولكن الحده تمنعها، وتحمل هي الاطباق وتعود بها للمطبخ وتبدأ في تنظيفها، فتدخل عليها روح وتقف بجانبها، وتقول لها:
-جدتي هل لك تتركيني أن اساعدك حتى لا أشعر انني عبئا عليك، تتعجب الجدة لكلمات روح التي تتعدى سنها، وتمسك يدها وتضعهما أمامها فوق يد الجدة، وتقول لها:
-هل تلاحظين الفرق؟ أنت ما زلت صغيرة يداك تحتاجان اللعب والدراسة لا التنظيف والعمل، فقط أنا اريد أن اجعلك تعيشينه، ترفض روح كلمات الجدة، وتتوجه الي المرحاض، وتخرج منه بجردل التنظيف، وتبدأ في تلميع المنزل والغرف وهي تغني، تغضب الجدة وهي تستجمع أفكارها كيف لطفلة تريد التنظيف والعمل الدائم، الم تكن منيره تجعلها تعيش سنها حقا؟ هل هي أم قاسية وهي من أذت هذه الطفلة، ثم تسقط منها الدموع متأثره، فتذهب اليها روح وتقول لها:
-ما بك يا جدتي؟ هل فعلت شيئا يغضبك أم انك مرضت؟ تعالِ معي للغرفة لترتاحي قليلا.
ترد الجدة عليها: لا أنا بخير تعال معي وتمسكها من يدها، وتخرج بها من المنزل، وتدخل في مكان به منزلين وحديقة، وتنادي على صاحبة المنزل، فتطلب منها الدخول، وتدخل بروح ويرحب الجميع بها، وتظل صاحبة المنزل تنظر لروح متسائلة، فتقول لها الجدة :
-الم تتعرفي على حفيدتي هذه روح، ابنه محمد الصغيرة، ومن نفس سن ابنتك سهام، نادي عليها ليتعرفا على بعضهم البعض.
تنادي علي سهام فتأتي مسرعة، وعندما تراها روح تشير اليها مبتسمه، فتركض اليهم سهام، وتقف امام روح وتسألها:
-هل أنت من اشرت لي منذ قليل في منزل الجدة.؟
تقول روح :
-بلا إنها انا أسمي روح وأنا أبلغ ست سنوات وسوف أذهب الي المدرسة قريبا جدا، هل ستذهبين أنت ايضا؟
تقول لها سهام :
-بلا سوف أذهب هل نذهب معا؟
تطلب الجدة منهم الخروج للعب معا، وعندما يخرجا تمسك سهام يد روح وتركض بها الي الحديقة، وتدخلا هما الاثنتان، وتكون روح منتعشة وسعيدة جدا، من منظر الزرع، وتلاحظ من بعيد شكل ورود جميلة فتركض إليها، وتقف أمامها سعيدة من ألوانها الجميلة، و تنسيقها، وتمد يدها لتشم رائحتها، فتمسك بها سهام بسرعة، وتخبرها أن الورود ملك لأخيها هو من زرعها، فتبتعد روح خجله وتعتذر منها، ثم تلتقط سهام كره، وتلعبان معا وهما في قمة سعادتهم، وتقترب روح من سهام وتقبلها وتقول لها:
-هل تكونين صديقتي الي الأبد؟
ترد عليها سهام:
-بلا اريد ذلك لنكن معا دائما حتى نكبر.
وتجلسان معا تحت شجرة، ويتبادلان الحديث، وعندما تروي روح قصتها لسهام تجدها تبكي، فتعتذر لها إن كانت هي السبب فتقول لها سهام:
-لا فقط أريد أن أخبرك أن أمي أيضا شديده معي واخوتي ويمنعونني من الخروج، ولكن أنا سعيدة أنك صبحت صديقتي، وأيضا سعيدة لأننا سوف نذهب للمدرسة قريبا.
من جانب آخر محمد يجد منزل في مكان بعيد، ويستأجره، وبعد أن يدخلا المنزل يطلب من رهف ومنيره تنظيفه وترتيبه، فتنظر رهف له، يتجاهلها ويدخل الي المرحاض، فتمسك منيره برهف وتخبرها أن تنفذ طلب والدها، وبعد أن يخرج محمد من المرحاض، يذهب اليه محمود ويسأله:
-الن نساعدهم، فيرفض محمد مساعدتهما، ويطلب منه تنظيف غرفته فقط، ليذهبا للاطمئنان على روح، فيركض محمود إلي الغرفة ويبدأ في تنظيفها، وعندما ينتهي يركض إلي والده ليذهبا معا، ف يطلب منه الاستعداد للذهاب.
تنظر منيره لمحمد محاولة الحديث معه، وفي كل محاوله يبتعد عنها، ويجلس في مكان آخر، ويدخل غرفته، ويرتب ملابسه، ويخرج من الغرفة ينادي على محمود وعندما يأتي اليه يقول له:
-هيا لنذهب.
فتقول له منيره:
-الي اين تذهبان؟ هل ستتركنا في هذا المكان بمفردنا؟ فيرد محمود عليها ويقول:
-أمي نحن فقط ذاهبان للاطمئنان على روح وسوف نأتي اليوم مره اخرى لن نتأخر.
يخرج محمد دون الرد أو اصدار ردة فعل، ويلحقه محمود ويذهبان معا لرؤية روح، وعندما يصلا الي هناك، يدخل محمود المنزل باحثا عنها، فلا يجدها هي أو والدته، يصعد للأعلى لمنزل اخواته، و يسألهم ولا يعلم احدٍ أين ذهبتا، فيخرج من المنزل متعجبا، وتراه الجارة يتلفت في مكانه باحثا فتذهب إليه، وتساله:
هل تبحث عن أم محمد؟
-هي وابنتك دخلوا منزل ام سهام منذ ساعات، ولم يخرجوا حتى الان.
يشكرها محمد ويذهب إلي منزل ام سهام، وينادي من أمام المنزل، فتخرج له والدته، وتخرج له، ويسألها عن روح فتقول له:
-جعلتها تتعرف على فتاه في مثل عمرها، واصبحتا صديقتين، ستذهبان معا الي المدرسة، وتعودا معا، وهما الان تلعبا في الحديقة بالداخل، اذهب يا محمود لمناداة اختك حتى يراها والدك.
يدخل محمود الي الحديقة وينادي بصوت عال على روح، وعندما تسمعه تركض اليه وتحتضنه وتقبله، فيخبرها أن تعود معه لمنزل الجدة لرؤية والدها، فتمسك بيد سهام، وتطلب منها الذهاب معها، ترفض سهام وتخبرها إن علم احد أنها خرجت من المنزل فسوف تعاقب، فتقول لها:
-لا تقلقي خديني لأباك لن يرفض، فيقول لها محمود ايضا:
-لا تقلقي خديها لأباك روح تعلم ما تفعله ومن سيوافق، فتأخذها روح الي والد سهام لتستأذنن منه وعندما تخبره سهام يرفض، ويعلو صوته، ولكن روح تقترب منه وتقف أمامه، ينظر اليها نظرات مريحه محبه ويسالها:
-من أنت هل رائيتك من قبل؟
تقول له روح وهي تبتسم:
-لا أعلم إن رأيتني ام لا فقط اعلم انك لن ترد طلبي في ان تذهب معي سهام للمنزل لبعض الوقت، فينظر لسهام ولها ويشير لهما ان تذهبان، تتعجب سهام ولأول مره احد منهم يوافق على ارسالها لمنزل أحد، وتكون طائره من البهجة والفرحه، وتدخلا المنزل وعندما ترى روح والدها تركض اليه وتقبله، وتحتضنه وهي سعيدة.
فيقول لها :
-لم اغب عنك سوى يوم واحد، ثم ينظر ويرى سهام فيبتسم لها ويمد. يده لتسلم عليه، تقترب سهام وهي خجله وتمد يدها وترحب به، فيقول:
-ومن هذه الجميلة؟
فتقول له روح:
هذه هي صديقتي الجميلة سهام، لقد أصبحنا أصدقاء اليوم وأيضا رأيت حديقتهم، وسنذهب معا الي المدرسة يا ابي، أنا حقا سعيدة جدا، هل اخبرك شيء؟
الجدة تنام وهي تحتضنني وتعاملني كأنني كنز، وتغمرني بالحب والعطف والحنان، فيقول محمد في كراره نفسه، لقد فعلت الخير والصالح لابنتي ويمسك يد والدته ويقبلها ويشكرها، ولكن روح تتجمد في مكانها فجاءة، وتسيل الدماء من انفها، وترى منيره تبكي ورهف ايضا تبكي، ويقف امامها الثعبان مهددا اياهم.
يخرج محمد من جبته منديلا ورقيا، ويمسح لروح الدماء ويساعدها لتجلس، ويخبرها أن ترتاح ولا ترهق نفسها ابدا، وهو يشعر بداخله أن روح ما زالت ترى الرؤى ولكنه يخشى عندما تعلم الجدة ترفض وجود روح لديها وتعيدها له، وبعد لحظات تعود روح لوعيها، وتسأل والدها ان كان يريد الماء، وتذهب الي المطبخ، وتمشي ببطىء للمرحاض لتغسل وجهها من الدماء، وعندما يخرج محمد وراءها ليطمئن عليها، يجدها بالمرحاض ويقف امامه ينتظرها، وعندما تخرج، يجفف لها وجهها ويعطيها بعض المال لتذهب للشراء هي وصديقتها، وعند عودته للغرفة، تمسك روح يد والدها وتقول له:
-أرجوك كن واعيا لأمي، وصدق ما تقوله لك فيما يخص منزلنا.
وتركض الي سهام وتناديها لتذهبانا للشراء، ويشتروا الاثنتان المثلجات، وتأكلاها وهما تلعبان، وتجد روح شابا يقف فجاءه امام سهام ويسحبها ويسألها من أذن لك بالخروج من المنزل؟
فتقف روح بوجهه، وتدفعه عنها وتهدده ان لا يقترب من سهام، فيدفعها بعيدا، ويأخذ سهام وهي تبكي ويذهب بها، وتركض ورائهم روح وهي تنادي، ثم يسمع محمد صوت روح ويخرج ليرى ماي يحدث، فيجدها ذاهبه الي منزل صديقتها مره اخرى وهي مدمعه، فيذهب خلفها، ويجدها تتشاجر مع فتى يمسك بصديقتها، ويحاول منعهم من الشجار، ويقول الفتى لروح:
-هذه تكون أختي من أنت؟
يخرج والد سهام على الصوت، وعندما يرى محمد يتفاجأ ويشعر إنه يعيش في حلم، ولكن عند تأكده يركض اليه ويقول صديق عمري. هل هذا أنت؟
ينظر اليه محمد بشده متعجبا، ويقول له محمود لم اتخيل أن اراك هنا يوما لقد بحثت عنك كثيرا ويحتضنوا بشوق، ويذهب محمود والد سهام الي روح، ويقبلها ويقول:
-الآن قد علمت لما وافقت على طلبك ولم أحببتك لهذه الدرجة، هل أنت ابنته؟
تهز روح رأسها بالاجابة، فيسحب محمود سهام من يد ابنه ويمسك يدها ويد روح ويطلب منهم الذهاب للعب، ثم يأتي محمود أخ روح فينادي عليه محمد وعندما يأتي يطلب منه أن يلقى السلام على صديقه، فيقول له:
-محمود سلم على عمك محمود هذا هو من اسميتك على اسمه.
يقبله محمود وينادي على محمد ابنه، ويخبر محمد انه قد اسمى ابنه على اسمه أيضا فيضحكا الاثنان، ويجعلا الشابان يتعرفا ويتصادقا، ثم يدخلا هما الاثنان، ويجلس محمد ويضيفه محمود، ويقول محمود لمحمد:
-لم وجهك شاحب وحزين يا أخي؟
قبل أن يتحدث محمد ويخبره ما به، يسمعان صراخ يأتي من الحديقة، يذهبا بسرعة الي هناك، فيجد محمد روح معلقه على الشجرة هي وسهام وتبكيان.
ويتبع