الفصل التاسع
كانت "ندا" تُقيس خاتم الخطبة التى طلبت من والدتها أن تقوم هى بأختياره، فهى ليست لها مزاجا رائق كى تختار وتتشاور، فمجرد أن أقترحت عليها والدتها ذلك الخاتم ألتقطه على الفور كى لا تجعل هناك مجال لنقاش، بينما أختار "حازم" خاتمه وأثناء أخذ المقاس حاول "حازم" لمس يد "ندا" وكأنه غير مُتعمدا، ولكنها سريعا ما قامت بسحبها بغضب لدرجه إنها لفتت نظر الجميع
بينما غضب كلا من "حازم" و "نجلاء" من حركة "ندا" التى تسببت ل "حازم" بالاحراج الشديد، ولكنه سريعا ما تحكم كلا منهما فى أعصابه، لتبتسم لها "نجلاء" مُصطنعة المدح لتبين أنها سعيدة بأخلاق "ندا" وتربيتها ولكنها بداخلها تتوعد لها بعد الزواج بشتئ تنواع العذاب وأنها سوف تلقنا درسا قاصيا على كل ما تفعله
صاح الصائع مباركا لهما بعد الأنتهاء من أخذ المقاسات رادفا بتمنى وإبتسامة مجاملة :
" ألف مبروك يا جماعه وربنا يتمم بخير "
عقبت "نجلاء" رادفة بإمتنان :
" الله يبارك فيك "
أضاف الصائغ رادفا بإستفسار :
" تأمرى باى حاجه تانى يا مدام نجلاء "
أستغلت "نجلاء" هذا السؤال لصالحها وعزمت على أن تشترى لها شيء هى الأخرى ولابد أن يكون أحلى وأغلى مما أختارته "ندا" ووالدتها، لكى تعرفها كيف تكون الأذواق، لتجيبه رادفة بتأكيد :
" أيوه فعلا كنت عايزه أشوف السلاسل إذا كانت حلوه ولا لا "
أبتسم لها الصائع بمرح وهو يخرج بعض العلب من البترينة رادفا بمدح وثقة كبيرة :
" أكيد هتهجبك يا هانم الحاجات الحلوه لناس الحلوه، اتفضلى "
تمعنت "نجلاء" فى أختيار ما يناسبها رادفة بفخر :
" بصراحه مش أى حاجه بتعجبنى، أنا عندى ذوقى الخاص اللى بنقى بيه كل حاجتى، عشان كده ممكن أخد دى "
قالت "نجلاء" جملتها تلك وهى ممسكه بأجمل وأرق سلسال بين الجميع، بينما أعجب الصائغ بأختيارها رادفا بمدح كبير :
" أختيار جميل أوى يا هانم، فعلا زوق حضرتك عالى " جدا
شعرت "نجلاء" بالكثير من الرضا والأنتصار لمدح الصائغ لأختيارها، بينما لم يمدح أختيار "هدى"، لتشعر بالفخر والسعادة وكأنها أخبرتها بشكلا لائق أن هناك فرق كبير بينهم وأنها هى الأعلى مكانة وزوقا منهم، بينما "هدى" و"ندا" لم يهتمان بكل ما حدث أو بالأحرة لم ينتبهان لهذا الشيء
_______
يجلس "عز" بسيارتة بعد أن عاد من الا شيء، نعم فهو كل يوم يخرج من منزله ويدلف سيرته ليظل يسير دون تحديد وجهته وكانه يبحث فى الفراغ لعله يجد خلاصه كاد "عز" أن يخرج من سيارته ولكنه توقف مما رأه، هذا "حازم" يقوم بتوصيل "ندا" وأسرتها إلى المنزل بسيارته و "ندا" تجلس بالامام بجانب ذلك الحقير
جن "عز" عن روئية هذا الشيء وأشعلت به نيران الغضب والكراهية مما رأى، فحبيبته بل لنكون أكثر دقة من كانت حبيبته والتى تمناها كثيرا ودعى أكثر ان تكون له، ها هى الأن مع رجل أخر وخطبتهم الأسبوع القادم، ها هى تُضيع من يدِه للابد ولا يستطيع ان يُعيدها لأن كرامته ورجولته فوق كل شئ ولا يستطيع أن يتنازل عنهم خصوصا أنه راى بعينه ولا يستطيع أن ينسى أو يتجاهل ما رأئه
أمتلأت أعين "عز" بالدموع على قلبِه المُنكسر وخيبة أمله وإحساسه بالظلم والخداع واللعب بمشاعره، فاسرع فى الصعود إلى شقته بسرعة حتى أنه لم يلقى التحية على أى منهم حتى لا يلاحظ أحدا ضعفه هذا
بينما "ندا" كانت تلاحظ وجود سيارة "عز" منذ أن جائوا ورأته وهو ينظر فى إتجاهيهم وبعدها أسرع فى الصعود الى شقتِه، لم تستطيع "ندا" منع دموعها التى أنسابت بمجرد أن رأته بعد كل تلك المدة التى لم يلتقيان بها حتى، ولكنها سُرعان ما أخفت وجهها عن الجميع صاعدة بسرعة إلى شقتها بعد أن تاكدت من وصول "عز" إلى شقته حتى لا تتلقى بيه ولا يفهمها أحدا بشكلا خاطئ
لاحظ الجميع سرعة "ندا" فى الصعود دون حتى أ تودع "حازم" وأمه وذلك أغضبهم كثيرا ولكن لم يُعلق أحدا منهم حتى لا تتوتر الاجواء، ولكن "هدى" لأحظت تغير وجه "نجلاء" لتُحاول إنقاظ الموقف وتوضيحه رادفة بحرج :
" معلش يا جماعه أصل ندا تعبانة أوى ومن بدرى كانت محتاجه تروح ترتاح "
مصمصت "نجلاء" شفتيها بتهكم رادفة بنبرة سخرية :
" لا يا حبيبتى ولا يهمك ألف سلامة علينا، مهى لازم ترتاح فعلا "
حيث أدلت بباقى جملتها بينها وبين نفسها رادفة بتوعد :
" عشان بعد كده مش هتشوف راحه أبدا يا هدى، أستنى عليا بس وأنتى هتشوفى أنتى وبنتك المتأنعره دى، وحيات أمى لربيهالك "
أبتسمت لها "هدى" بأمتنان على تفهما رادفة بمجاملة :
" طب ما تتفضلوا تتعشوا معانا يا نجلاء "
تنهدت "نجلاء" بسخرية بينما خانتها نبرتها مما أظهر ذلك الأستهزاء فى كلماتها رافة بتهكم :
" تسلمى يا حبيبتى، أحنا بردو لازم نروح، أصل أحنا كمان تعبانين أوى وعايزين نروح نستريح ".
شعرت "هدى" بنبرة الأستهزاء فى حديث "نجلاء" ولكنها لم تكن تريد فتح حديث أخر بتلك الليله السخيفة، لتجيبها "هدى" رادفة بأستسلام :
" طيب يا جماعه تصبحوا على خير "
صعدت "هدى" و "جنه" إلى شقتهم، بينما ذهب كلا من "حازم "و "نجلاء" إلى منزلهم
________
دلفت " هدى" بصحبة "جنه" إلى شقتهم ثم توجهت نحو غرفة "ندا" لتُحدثها عن تصرفها هذا وانه غير لائق لانه أصبح واجب عليها ولابد من تنفيذ واجبتها، ولكنها لم تتفوه بحرف حينما وقعت عينيها على أبنتها التى وجدتها تبكى بشدة، أسرعت "هدى" باحتضان أبنتها وتهدئتها رادفة بحزن :
" يا بنتى لو مش عايزه الخطوبة دى وتعباكى كده بلاش منها لكن متعمليش فى نفسك كده يا حبيبتى "
هزت "ندا" راسها رافضة حديث والدتها رادفة بكثير من العند والتحدى :
" لا يا ماما أنا أخدت قرارى خلاص ومش هرجع فيه، خطوبتى أنا وحازم الاسبوع اللى جاى "
تأكدت "هدى" من أن أبنتها وافقت على تلك الخطبة لتُعاند أحدهم ليس إلا، لتُحاول مُجارتها فى الحديث رادفة بأستفسار :
" أومال طلعتى ليه بسرعه كده من غير ما تسلمى على طارق ومامته وكأنك ما صدقتى وتحطى نفسك فى موقف وحش يا حبيبتى؟! "
حاولت "ندا" أن تخترع مبررات تقولها لولدتها ولكن تفكيرها لا يُساعدها خصيصا وهى تبكى بكل ذلك الألم والحصرة، لتجيبها رادفة دون تفكير :
" مفيش يا ماما كنت تعبانة أوى وما صدقت وصلنا عشان أطلع أرتاح شويه من الصبح واحنا بنلف فتعبت "
تأكدت "هدى" أن أبنتها تُحاول أن تُخفى عنها شيئا لتعقب بمزيد من الأستفسار :
" طيب وبتعيطى ليه دلوقتى "
لم تستطيع "ندا" أن تُخفى ما بداخلها أكتر من ذلك، فهى تختنق ولم تعد تتحمل ما بداخلِها ابدا، لتشتد فى أحتضانها لوالدتها وقد تعالى صوت بكائها رادفة بصوت يشابه الصراخ :
" عشان أنا مش بحب حازم يا ماما، عشان أنا مكنش نفسى هو اللى يكون معايا، كان نفسى اللى يكون معايا ويجبلى الشبكة النهاردة وأتخطبلوا وأتجوزا يكون عز مش حازم "
أتسعت أعيُن "هدى" بصدمة فهى منذ البداية كان تشك فى أن هناك شيء بين أبنتها و بين "عز"، ولكنها كانت تظنه مجرد أعجاب أو إنجذاب، لكن يبدو أن الأمر أكثر من ذلك، لم تُقاطعها "هدى" متركة إياها أن تخرج كل ما بداخلها، لتُمكل "ندا" رادفة ببكاء وألم :
" عشان انا بحب أعز مش حازم، عشان عز هو اللى عايش جوايا مش حازم، عشان عز هو اللى كسر قلبى وخذلنى فيه، أنا تعبانه اوى يا ماما تعبانة أوى "
أخذت "ندا" تبكى بكل ما فيها من قوة، لتتأثر "هدى" وأخذت تحتضن أبنتها مُحاولة تهدئتها وهى تربت على ظهرها رادفة بحزن شديد :
" مدام بتحبى عز يا ندا خلاص نقفل موضوع حازم وحاولى تحلى المشكلة مع عز بس متعمليش فى نفسك كده يا بنتى "
أنتفضت "ندا" من حضن والدتها وهى تشعر بكثير من الأهانة بسبب ما فعله "عز" معاها وما سببه لها من جرح بكرامتِها لن تنساه، لتُعقب "ندا" بعصبية مفرطه رادفة بحزم :
" لا يا ماما عز جرحنى واللى عمله مقدرش أنساه أبدا ، عز قالى كلام ميتقالش غير للبنات اللى مش كويسه ، عز مفكرش فيا ولا فرقت معاه ، انا كمان مش هيفرق معايا ، أنا كمان هوجعه زى ما وجعنى ، أنا كمان هخليه يحس باللى أنا حسيت بيه ، أنا عندى أدوس على قلبى أهون من إنى أدوس على كرامتى والإ هاخسر أحترامى لنفسى
شعرت "هدى" بحجم وجع أبنتها وكسرة قلبها وشعرت أن هناك أمرا أكبر مما أخبرته به الأن، ولكنها لم تضغط عليها وستتركها لحين ما تريد أن تتحدث هى بنفسها، لتعقب "هدى" رادفة بتمنى :
" ربنا يريح قلبك يا بنتى واللى فيه الخير يقدمه ربنا واللى فيه الشر يبعده يارب "
تنهدت "ندا" بقليل من الراحة بعد أن أخرجت ولو جزء بسيط مما بداخلها رادفة بتمنى :
" يارب يا ماما يارب "
ربطت "هدى" على ظهره أبنتها مُحاولة تغير الموضوع رادفة بهدوء :
" طب أنا هقوم بقى أحضر العشاء لحد ما تغيرى هدومك عشان نتعشى سوا يا قلب ماما "
أومأت لها "ندا" بالموافقة على حديثها، لتخرج "هدى" من الغرفة وتركت "ندا" كى تُغير ملابسها ، لتبداء "ندا" بنزع ملابسها، ولكن أوقفها صوت رنين هاتفها مُعلنا عن إتصالا لتلتقطه "ندا" وتدرك أنها "زيزى" ، صمتت قليلا ولكنها سريعا ما قامت بفتخ المكالمة فهى لا ذنب لها فيما حدث بينها وبين "عز" ، ليأتيها صوت "زيزى" رادفة بأنفعال :
" شوفى بقى يا ندا أنا مليش دعوة باللى بينك وبين عز، أنا صحبتك وأختك متاخدنيش بذنب عز واللى حصل بينكوا وتبعدينى أنا كمان عنك "
أبتسمت "ندا" على إنفعال صديقتها وتمسكها بها بالرغم من إنها شقيقة ذلك الشخص الذى لم يتمسك بها لتردف بحب :
" مقدرش يا زيزى أبعد عنك عشان أنتى زى ما قولتى أختى وصحبتى وأقرب وحده ليا فى الدنيا والوحيده اللى مقدرش أخبى عليها حاجه ، عشان كده كنت بحاول إنى متكلمش معاكى عشان اللى جوايا مينفعش يطلع خالص يا زيزى "
لاحظت "زيزى" كم الحزن الواضح فى حديث صديقتها والذى تلاحظة أيضا على شقيقها ، لتشعر "زيزى" بالأسئ على كلا منهما ، لتُحاول التخفيف عن صديقتها رادفة بحزن :
" أيه اللى حصل يا ندا، أحكيلى يا ندا حسه إن فى جواكى كلام كتير "
شعرت "ندا" بضعف قواها وإنها على وشك الأنهيار مرة أخرى، ولكنها حاولت بكامل طاقتها أن تمنع نفسها لتردف بألم :
" مش كل حاجه بتتحكى يا زيزى، فى حاجات من الأحسن أنها تفضل جوانا وبس "
حاولت "ندا" تغير مجرى الحديث مُضيفة بالم :
" المهم هتجلى وتقفى معايا فى خطوبتى ولا مش هتقدرى عشان عز ؟! "
بالرغم من مُحاولتها فى رسم تلك القوة على وجهها أمام الجميع إلا أنها لم تستطيع إخفاء تلك الغصة بحلقها عند نطقها بأسم "عز" ، لتجيبها "زيزى" رادفة بحب :
" زى ما عز أخويا أنتى كمان أختى يا ندا ومش هينفع أسيب أختى فى مناسبه زى دى لوحدها ، زى ما أنا عارفه ان أختى مش مرتاحه فى الخطوبه دى ، بس بتعاقب عز وبتعاقب نفسها هى كمان مش عارفه ليه؟! "
أبتلعت "ندا" بألم وسريعا ما تهربت من الحديث رادفة بضيق :
" بكره تجيلى نقعد مع بعض شويه عشان أنتى وحشانى أوى يا زيزى "
واففتها "زيزى" على حديثها رادفة بتاكيد "
" يا حبيبتى أول ما هصحى الصبح هبقى عنك "
" تصبحى على خير "
قالتها "ندا" لتجيبها "زيزى" بحب :
" وأنتى من اهله "
أغلقت "ندا" المكالمة مع "زيزى" وخرجت لكى تتناول العشاء مع والدتها وشقيقتها...
يتبع ...
بينما غضب كلا من "حازم" و "نجلاء" من حركة "ندا" التى تسببت ل "حازم" بالاحراج الشديد، ولكنه سريعا ما تحكم كلا منهما فى أعصابه، لتبتسم لها "نجلاء" مُصطنعة المدح لتبين أنها سعيدة بأخلاق "ندا" وتربيتها ولكنها بداخلها تتوعد لها بعد الزواج بشتئ تنواع العذاب وأنها سوف تلقنا درسا قاصيا على كل ما تفعله
صاح الصائع مباركا لهما بعد الأنتهاء من أخذ المقاسات رادفا بتمنى وإبتسامة مجاملة :
" ألف مبروك يا جماعه وربنا يتمم بخير "
عقبت "نجلاء" رادفة بإمتنان :
" الله يبارك فيك "
أضاف الصائغ رادفا بإستفسار :
" تأمرى باى حاجه تانى يا مدام نجلاء "
أستغلت "نجلاء" هذا السؤال لصالحها وعزمت على أن تشترى لها شيء هى الأخرى ولابد أن يكون أحلى وأغلى مما أختارته "ندا" ووالدتها، لكى تعرفها كيف تكون الأذواق، لتجيبه رادفة بتأكيد :
" أيوه فعلا كنت عايزه أشوف السلاسل إذا كانت حلوه ولا لا "
أبتسم لها الصائع بمرح وهو يخرج بعض العلب من البترينة رادفا بمدح وثقة كبيرة :
" أكيد هتهجبك يا هانم الحاجات الحلوه لناس الحلوه، اتفضلى "
تمعنت "نجلاء" فى أختيار ما يناسبها رادفة بفخر :
" بصراحه مش أى حاجه بتعجبنى، أنا عندى ذوقى الخاص اللى بنقى بيه كل حاجتى، عشان كده ممكن أخد دى "
قالت "نجلاء" جملتها تلك وهى ممسكه بأجمل وأرق سلسال بين الجميع، بينما أعجب الصائغ بأختيارها رادفا بمدح كبير :
" أختيار جميل أوى يا هانم، فعلا زوق حضرتك عالى " جدا
شعرت "نجلاء" بالكثير من الرضا والأنتصار لمدح الصائغ لأختيارها، بينما لم يمدح أختيار "هدى"، لتشعر بالفخر والسعادة وكأنها أخبرتها بشكلا لائق أن هناك فرق كبير بينهم وأنها هى الأعلى مكانة وزوقا منهم، بينما "هدى" و"ندا" لم يهتمان بكل ما حدث أو بالأحرة لم ينتبهان لهذا الشيء
_______
يجلس "عز" بسيارتة بعد أن عاد من الا شيء، نعم فهو كل يوم يخرج من منزله ويدلف سيرته ليظل يسير دون تحديد وجهته وكانه يبحث فى الفراغ لعله يجد خلاصه كاد "عز" أن يخرج من سيارته ولكنه توقف مما رأه، هذا "حازم" يقوم بتوصيل "ندا" وأسرتها إلى المنزل بسيارته و "ندا" تجلس بالامام بجانب ذلك الحقير
جن "عز" عن روئية هذا الشيء وأشعلت به نيران الغضب والكراهية مما رأى، فحبيبته بل لنكون أكثر دقة من كانت حبيبته والتى تمناها كثيرا ودعى أكثر ان تكون له، ها هى الأن مع رجل أخر وخطبتهم الأسبوع القادم، ها هى تُضيع من يدِه للابد ولا يستطيع ان يُعيدها لأن كرامته ورجولته فوق كل شئ ولا يستطيع أن يتنازل عنهم خصوصا أنه راى بعينه ولا يستطيع أن ينسى أو يتجاهل ما رأئه
أمتلأت أعين "عز" بالدموع على قلبِه المُنكسر وخيبة أمله وإحساسه بالظلم والخداع واللعب بمشاعره، فاسرع فى الصعود إلى شقته بسرعة حتى أنه لم يلقى التحية على أى منهم حتى لا يلاحظ أحدا ضعفه هذا
بينما "ندا" كانت تلاحظ وجود سيارة "عز" منذ أن جائوا ورأته وهو ينظر فى إتجاهيهم وبعدها أسرع فى الصعود الى شقتِه، لم تستطيع "ندا" منع دموعها التى أنسابت بمجرد أن رأته بعد كل تلك المدة التى لم يلتقيان بها حتى، ولكنها سُرعان ما أخفت وجهها عن الجميع صاعدة بسرعة إلى شقتها بعد أن تاكدت من وصول "عز" إلى شقته حتى لا تتلقى بيه ولا يفهمها أحدا بشكلا خاطئ
لاحظ الجميع سرعة "ندا" فى الصعود دون حتى أ تودع "حازم" وأمه وذلك أغضبهم كثيرا ولكن لم يُعلق أحدا منهم حتى لا تتوتر الاجواء، ولكن "هدى" لأحظت تغير وجه "نجلاء" لتُحاول إنقاظ الموقف وتوضيحه رادفة بحرج :
" معلش يا جماعه أصل ندا تعبانة أوى ومن بدرى كانت محتاجه تروح ترتاح "
مصمصت "نجلاء" شفتيها بتهكم رادفة بنبرة سخرية :
" لا يا حبيبتى ولا يهمك ألف سلامة علينا، مهى لازم ترتاح فعلا "
حيث أدلت بباقى جملتها بينها وبين نفسها رادفة بتوعد :
" عشان بعد كده مش هتشوف راحه أبدا يا هدى، أستنى عليا بس وأنتى هتشوفى أنتى وبنتك المتأنعره دى، وحيات أمى لربيهالك "
أبتسمت لها "هدى" بأمتنان على تفهما رادفة بمجاملة :
" طب ما تتفضلوا تتعشوا معانا يا نجلاء "
تنهدت "نجلاء" بسخرية بينما خانتها نبرتها مما أظهر ذلك الأستهزاء فى كلماتها رافة بتهكم :
" تسلمى يا حبيبتى، أحنا بردو لازم نروح، أصل أحنا كمان تعبانين أوى وعايزين نروح نستريح ".
شعرت "هدى" بنبرة الأستهزاء فى حديث "نجلاء" ولكنها لم تكن تريد فتح حديث أخر بتلك الليله السخيفة، لتجيبها "هدى" رادفة بأستسلام :
" طيب يا جماعه تصبحوا على خير "
صعدت "هدى" و "جنه" إلى شقتهم، بينما ذهب كلا من "حازم "و "نجلاء" إلى منزلهم
________
دلفت " هدى" بصحبة "جنه" إلى شقتهم ثم توجهت نحو غرفة "ندا" لتُحدثها عن تصرفها هذا وانه غير لائق لانه أصبح واجب عليها ولابد من تنفيذ واجبتها، ولكنها لم تتفوه بحرف حينما وقعت عينيها على أبنتها التى وجدتها تبكى بشدة، أسرعت "هدى" باحتضان أبنتها وتهدئتها رادفة بحزن :
" يا بنتى لو مش عايزه الخطوبة دى وتعباكى كده بلاش منها لكن متعمليش فى نفسك كده يا حبيبتى "
هزت "ندا" راسها رافضة حديث والدتها رادفة بكثير من العند والتحدى :
" لا يا ماما أنا أخدت قرارى خلاص ومش هرجع فيه، خطوبتى أنا وحازم الاسبوع اللى جاى "
تأكدت "هدى" من أن أبنتها وافقت على تلك الخطبة لتُعاند أحدهم ليس إلا، لتُحاول مُجارتها فى الحديث رادفة بأستفسار :
" أومال طلعتى ليه بسرعه كده من غير ما تسلمى على طارق ومامته وكأنك ما صدقتى وتحطى نفسك فى موقف وحش يا حبيبتى؟! "
حاولت "ندا" أن تخترع مبررات تقولها لولدتها ولكن تفكيرها لا يُساعدها خصيصا وهى تبكى بكل ذلك الألم والحصرة، لتجيبها رادفة دون تفكير :
" مفيش يا ماما كنت تعبانة أوى وما صدقت وصلنا عشان أطلع أرتاح شويه من الصبح واحنا بنلف فتعبت "
تأكدت "هدى" أن أبنتها تُحاول أن تُخفى عنها شيئا لتعقب بمزيد من الأستفسار :
" طيب وبتعيطى ليه دلوقتى "
لم تستطيع "ندا" أن تُخفى ما بداخلها أكتر من ذلك، فهى تختنق ولم تعد تتحمل ما بداخلِها ابدا، لتشتد فى أحتضانها لوالدتها وقد تعالى صوت بكائها رادفة بصوت يشابه الصراخ :
" عشان أنا مش بحب حازم يا ماما، عشان أنا مكنش نفسى هو اللى يكون معايا، كان نفسى اللى يكون معايا ويجبلى الشبكة النهاردة وأتخطبلوا وأتجوزا يكون عز مش حازم "
أتسعت أعيُن "هدى" بصدمة فهى منذ البداية كان تشك فى أن هناك شيء بين أبنتها و بين "عز"، ولكنها كانت تظنه مجرد أعجاب أو إنجذاب، لكن يبدو أن الأمر أكثر من ذلك، لم تُقاطعها "هدى" متركة إياها أن تخرج كل ما بداخلها، لتُمكل "ندا" رادفة ببكاء وألم :
" عشان انا بحب أعز مش حازم، عشان عز هو اللى عايش جوايا مش حازم، عشان عز هو اللى كسر قلبى وخذلنى فيه، أنا تعبانه اوى يا ماما تعبانة أوى "
أخذت "ندا" تبكى بكل ما فيها من قوة، لتتأثر "هدى" وأخذت تحتضن أبنتها مُحاولة تهدئتها وهى تربت على ظهرها رادفة بحزن شديد :
" مدام بتحبى عز يا ندا خلاص نقفل موضوع حازم وحاولى تحلى المشكلة مع عز بس متعمليش فى نفسك كده يا بنتى "
أنتفضت "ندا" من حضن والدتها وهى تشعر بكثير من الأهانة بسبب ما فعله "عز" معاها وما سببه لها من جرح بكرامتِها لن تنساه، لتُعقب "ندا" بعصبية مفرطه رادفة بحزم :
" لا يا ماما عز جرحنى واللى عمله مقدرش أنساه أبدا ، عز قالى كلام ميتقالش غير للبنات اللى مش كويسه ، عز مفكرش فيا ولا فرقت معاه ، انا كمان مش هيفرق معايا ، أنا كمان هوجعه زى ما وجعنى ، أنا كمان هخليه يحس باللى أنا حسيت بيه ، أنا عندى أدوس على قلبى أهون من إنى أدوس على كرامتى والإ هاخسر أحترامى لنفسى
شعرت "هدى" بحجم وجع أبنتها وكسرة قلبها وشعرت أن هناك أمرا أكبر مما أخبرته به الأن، ولكنها لم تضغط عليها وستتركها لحين ما تريد أن تتحدث هى بنفسها، لتعقب "هدى" رادفة بتمنى :
" ربنا يريح قلبك يا بنتى واللى فيه الخير يقدمه ربنا واللى فيه الشر يبعده يارب "
تنهدت "ندا" بقليل من الراحة بعد أن أخرجت ولو جزء بسيط مما بداخلها رادفة بتمنى :
" يارب يا ماما يارب "
ربطت "هدى" على ظهره أبنتها مُحاولة تغير الموضوع رادفة بهدوء :
" طب أنا هقوم بقى أحضر العشاء لحد ما تغيرى هدومك عشان نتعشى سوا يا قلب ماما "
أومأت لها "ندا" بالموافقة على حديثها، لتخرج "هدى" من الغرفة وتركت "ندا" كى تُغير ملابسها ، لتبداء "ندا" بنزع ملابسها، ولكن أوقفها صوت رنين هاتفها مُعلنا عن إتصالا لتلتقطه "ندا" وتدرك أنها "زيزى" ، صمتت قليلا ولكنها سريعا ما قامت بفتخ المكالمة فهى لا ذنب لها فيما حدث بينها وبين "عز" ، ليأتيها صوت "زيزى" رادفة بأنفعال :
" شوفى بقى يا ندا أنا مليش دعوة باللى بينك وبين عز، أنا صحبتك وأختك متاخدنيش بذنب عز واللى حصل بينكوا وتبعدينى أنا كمان عنك "
أبتسمت "ندا" على إنفعال صديقتها وتمسكها بها بالرغم من إنها شقيقة ذلك الشخص الذى لم يتمسك بها لتردف بحب :
" مقدرش يا زيزى أبعد عنك عشان أنتى زى ما قولتى أختى وصحبتى وأقرب وحده ليا فى الدنيا والوحيده اللى مقدرش أخبى عليها حاجه ، عشان كده كنت بحاول إنى متكلمش معاكى عشان اللى جوايا مينفعش يطلع خالص يا زيزى "
لاحظت "زيزى" كم الحزن الواضح فى حديث صديقتها والذى تلاحظة أيضا على شقيقها ، لتشعر "زيزى" بالأسئ على كلا منهما ، لتُحاول التخفيف عن صديقتها رادفة بحزن :
" أيه اللى حصل يا ندا، أحكيلى يا ندا حسه إن فى جواكى كلام كتير "
شعرت "ندا" بضعف قواها وإنها على وشك الأنهيار مرة أخرى، ولكنها حاولت بكامل طاقتها أن تمنع نفسها لتردف بألم :
" مش كل حاجه بتتحكى يا زيزى، فى حاجات من الأحسن أنها تفضل جوانا وبس "
حاولت "ندا" تغير مجرى الحديث مُضيفة بالم :
" المهم هتجلى وتقفى معايا فى خطوبتى ولا مش هتقدرى عشان عز ؟! "
بالرغم من مُحاولتها فى رسم تلك القوة على وجهها أمام الجميع إلا أنها لم تستطيع إخفاء تلك الغصة بحلقها عند نطقها بأسم "عز" ، لتجيبها "زيزى" رادفة بحب :
" زى ما عز أخويا أنتى كمان أختى يا ندا ومش هينفع أسيب أختى فى مناسبه زى دى لوحدها ، زى ما أنا عارفه ان أختى مش مرتاحه فى الخطوبه دى ، بس بتعاقب عز وبتعاقب نفسها هى كمان مش عارفه ليه؟! "
أبتلعت "ندا" بألم وسريعا ما تهربت من الحديث رادفة بضيق :
" بكره تجيلى نقعد مع بعض شويه عشان أنتى وحشانى أوى يا زيزى "
واففتها "زيزى" على حديثها رادفة بتاكيد "
" يا حبيبتى أول ما هصحى الصبح هبقى عنك "
" تصبحى على خير "
قالتها "ندا" لتجيبها "زيزى" بحب :
" وأنتى من اهله "
أغلقت "ندا" المكالمة مع "زيزى" وخرجت لكى تتناول العشاء مع والدتها وشقيقتها...
يتبع ...