الخيط الخامس

لقد جف حبر العشق في مُنتصف سطور ليترك قصه عشق لم تكتمل وتترك جرحاً غائر أثرها غير قادر على أكملها أو البعد عنها

يقف في شرفه يُدخن سيجارته بشرود وحوله سحابة رمادية ليُلفت نظرهُ جسدا ضئيلا متسطحا على طرف اليخت فاضل يتابعها بعدما تأكد بأنه طيفها ازداد خفقان قلبه بعنف ليرتدى ملابسه ويهبط إليها الآلاف الأسئلة تتدور بعقله ولا يملك لها أجابه لحد الآن ؟!

تململت في نومتها وهي تحاول فتح عينياها الناعسة بصعوبة بعدما شعرت بشيء بقدميها يؤلمها شعرت بيد تتدفعها لتسقط في الماء حاولت تحريك قدميها ولكنها معلقة في طرف اليخت حاولت تنفسا بصوره طبيعية ولكنها فشلت شفهقت بعنف وهى تحاول تحريك يدها حتى تظل تتحرك على وجه الماء ولكنها تشعر بمخدر في سائر جسدها جعلها تستلم لمصيرها وهى تغمض عينياها وطيفهُ محاوطها جعلها يرتسم ابتسامه على ثغرها

هبط للأسفل وهو يعقد حاجباه بتعجب وهو يمرر نظرهُ حوله ولكنه لم يرها زفر بضيق وهو يشعر بغليان بِقَلْبِهِ توقف مكان ما كنت تجلس تنفسا بهدوء وهو يتطلع لسماء اخفض بصرهُ لبحر رآه قدم مُعلقه بحبل اليخت لثوان لم يستوعب ما يحصل حوله ولكنه قفز في الماء طوقها من خصرها وصعد بها على سطح الماء بصعوبة أجلسها على طرف اليخت وهو ما زال جسده بالماء وبدأ في فك وثق قدميها صعد هو الأخرى وبعد خُصلات شعرها عن وجهها شعر بخفقان بقلبه وهو يراها ساكنة هامدة بهذا شكل هتف باسمها "لوسيندا" بارتعاش وهو يضع يده الاثنتين على صدرها يحاول اخرج الماء

شهقت بعنف وهي تخرج الماء من فمها فتحت عينياها بصعوبة وما زال جسدها مُخدر أحضانها بقوة لتتعلق برقبته بشدة وهي تبكي بنحيب

هتف بخوف من هيئتها:
_في حاجة في جسمك وجعكي ، أكلم دكتور

هزت رأسها برفض وهي تهتف بصعوبة:
_أنا كويسه

شعر بأرتجاف جسدها بين يدهُ وجسدها المرخى عُلم بأنَّ تِلك الحادثه بتأكيد مُدبره لها نظر حوله بعيوان ثاقبه ليلاحظ طيف أحد وراء الدرج المؤدي للاسفل زفر بهدوء وحملها بين يدهُ بحنان طاغى لوجودها بين يدهُ نظر لهيئتها  وهو يهتف بوعيد :

_كل حاجه هتعدى وهتنتهى وكل واحد هيتحسب على غلطاته

في معرض لوحات الخاص بكارما

يجلس يتابعها وهو يرتشف قهوته تتحرك من هنا لهنا بخفة وسرعة ك فراشه هي رقيقة وجميلة يُخاف عليها اقتربت لتجلس بجانبه وهي تهتف بابتسامة لطيفه

"بتبصلى كده ليه، على فكرين أنا مش عارفة أشتغل بسببك"

أبتسم ليهتف بنفس الابتسامة التي تصطحبه وهي بجواره:
_أنا متكلمتش خلاص اقعد ساكت أهو، المهم خلصي عشان تشوفى شقه أنا كلمت راجل  وقولتله على كُل التفاصيل اللي عايزها ورد أنها قريبة كده من اللي أنتِ عايزه

لحظ اصفرار وجهها دليل على خوفها من أقترب موعد زفاف ف أكمل بحنان:

_  ليه برضو خايفة ، انا مش سيف وعمرى ما هكون زيه، اينعم انا مش ملاك وعملت بلوي بس خلاص عرفت غلطى وكمان انا حكيتلك على كُل حاجه عملتها فى نغم بس فعلا ساعتها كان تفكيري عقيم مش قادر أشوف الموضوع من منظوره

اخفضت مُقلتياها للأسفل وهي تهتف:
_بس نغم لحد دلوقت مش راضية تجتمع معنا في مكان، ولا حتى بترد على كلامي

رفعت مُقلتياها لتقابل عيناه التي تطلعها باهتمام وأكملت:
_أنا مش زعلانه لانا مقدرة اللي حصلها ومش قادرة ألومها بس أنا مش قاده أستحمل نظراتها، وخايفة ثقتي فيك تنتهي لانا مش قادرة أثق فيك بشكل الكافي وده غصب عني

هز رأسه بتفهم على حديثها وأكمل:
_أنا واثق أنى اقدر أكسب ثقتك وبنسبه لنعم هي رافضة أصلا تسكن في القصر ف هتشوفيها بس يوم الجمعه وأظن يوما واحد كافى تتعاملى مع تجاهلها ليكى

هزت رأسها موافقة على حديثه لينهض ويمد لها يدهُ وضعت يدها ب استيحاء ليقبض عليها بحنان وهو يبثها بنظرات طمائنيه

فى غرفه زين
تململت في نومها بانزعاج عندما تسلل لها صوت هاتفها معلنا عن وصول رسائل فتحت عينياها ببطء رأته غارقا في نوم ودفن وجهه في عنقها ابتعدت ببطء حتى لا يفيق أخذت الهاتف وجلست على أقرب كرسي وهي تقرأ رسائل

دقائق مرت عليها وهي لم تستوعب شعرت بشلل في جميع خلاياها هو عقيم لم يستطع الإنجاب بسهولة لقد مر ثلاث سنوات وهي تنتظر ك الجمر المُشتعل وهو لم يُكلف نفسه بأن يخبرها ويترك لها فرصه الاختيار

هتف بنعاس "حبيبتي قومتا ليه"
رفعت مُقلتياها وهي تُردد بغضب جم:

_أنت إنسان كدأب ومخادع، تلات سنين مفكرتش يوم تصرحنى بالحقيقه كل مره بتشوفنى متعلقة بآمل جديد مكلفتش نفسك تشاركنى وتسبلى حريه اختيار القرار

اعتدل فى جلسته وهو يمسح على وجهه وهتف بهدوء:
_قصدك أيه

هتفت بصراخ:
_قصدى انتَ عارفه كويس، خلاص عرفت الحقيقه كلها،أنت فأكر أن كذبك هيستمر طول الوقت

_طب ممكن تهدى وتواطئ صوتك عشان نعرف نتكلم
صرخات في وجهه وأكملت:

_مش هد ومش هواطى صوتي خايف الناس تسمع وتعرف أنَّ زين ثابت بجلاله قدره كدأب ومخادع

تنفس بهدوء وهو يحاول أخذ أنفاسه المسلوبة وأكمل بنبرة صوت لم تسمعها منه من قبل
_أنت شافية الموضوع بطريقه تأنيه أنى كدأب ومخادع مش قادرة تشوفيه بمنظوري أنى رجل بحب مراتى بقالي سنين ومن قبل ما هي تعرف كمان أنى موجود حلم بعيد كُنت أتمنى أوصله والحمد لله بقيت جمبك صعب عليا أنى اعرف أنى عقيم ومحتاج علاج والاصعب انى اجى واوجهك

هقولك ايه انى مش راجل ومش هتقدرى تخلفى منى غير بعلاج وممكن يحصل حملا وممكن لا هتضحى بحياتك عشانى انتِ من حقك تبقى أم، ومن حقى ادفع عن حبي ليكى بأى شكل الانى مش هستحمل اشوفك مع واحد غيري
جلس على طرف الفراش ووضع يده على راسه بتعب اقتربت منه وهى ما زالت تبكى بنحيب ولفت يدها حوله وهى تُردد ببكاء:

_صدقينى ان كنت عايز طفل عشين يربطنى بيك على طول بس انتَ عندى أهم من اى حاجه تانيه
جذبها ليضمها بقوة وهتف بخفي:
_أوعدك لو محصلش حامل خلال فترة دراستك هطلقك بس نحاول سنه لى كمان وأنا راضى باللي ربنا هيقسمه لينا

رفعت وجهها لتهتف أمام وجهه وهي تكاد تتنفس أنفاسه:
_الموضوع هيتقفل دلوقت أنا مش عايزة غيرك حتى لو مش تحمل طول عمري

شدد من أحضانه وهو يشعر بأنه رمى حملا ثقيلا من على أكتافه ولكن شعور العجز يُسيطر عليه

في الخارج
حاولت تسللا ببطء وهي تتلفت حولها بتوتر وخوف من أن يكون أحد راها تنفست بهدوء عندما عادت لغرفتها هتفت في سرها وهي تتلاعب في خصلات شعرها شقراء هتفت بوعيد:
__أوعدك المرة الجاية تكون بموتك مش عيلة صغيرة تاخد منى كل اللي عايزة

تنفست بضيق وهي تقطع الغرفة ذهابا وإيابا تشعر بنيران في قلبها تحرقها

فى مكان أخر
صوت صراخ ونحيب الاطفال يملى المكان اصوات انذرات الاسعاف والحريق المُنتشره مُعلانه أصابات مبرح بها



نهايه الفصل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي