الفصل السادس والعشرون

حتى الأن لا تصدق لمياء ماسمعته من بيسان، بل هي في حالة ذهول منذ أن أبلغتها بهذا الخبر، تناست موضوع موسي وأرسلت لها على الفور رسالة صوتيه بصوتها المبهج السعيد
-إل أنا سمعته وفهمته منك ده يابوسي ده صحيح! إنتي حاااامل يابت وأنا هكون خالتو و!؟

أطلقت بيسان ضحكتها ثم جلبت جهاز إختبار الخبر الذي عرفت به بأنها حامل وقامت بإلتقاط صوره له وأرسلتها إلى لمياء مع إيموشن ضاحك؛
قفزت لمياء فوق فراشها وصارت تقفز وتقفز سعادة وبهجه من هول المفاجأه السَّاره التي لم تتوقع حدوثها مبكرا لهذه الدرجه، تركت لمياء فراشها وألقت بالهاتف من يدها على الكومدينو المجاور للفراش ونسيت تماما بأنها لم تنهي حديثها مع صديقتها، ثم إتجهت صوب الشرفة تحدق في السماء، تتذكر حديثها مع موسى واعترافه بأنه يكن لها مشاعر راقيه، وأيضا وشردت أيضا بإنها ستحمل طفل صديقتها المقربه بين زراعيها بعد عدد أشهر قليل! عبأت صدرها بالنفس سعادة وبهجه، والتفتت تحدق بباب غرفتها، ودت لو تغادر لتُخبر والداها بموافقتها على الزواج من موسى شوقا لتصير أُم مثل صديقتها، ولكنها تريثت حتى تنهي إمتحاناتها.

لم تمض دقائق حتى استدعاها والدها، فغادرت بوجه متوتر ووقفت أمامه تقاوم رغبتها بالتحدث إليه، وأحست بحاجتها إلى الهرب لغرفتها مرة أخرى، لتُصيبها الدهشة لشرودها وغفلتها عن سماع والدها، وهو يخبرها بالجلوس برفقتهم لدقائق، جلست تفرك كفيها سويًا، وتنظر أرضًا هربًا من عينيهم، لاحظ محمد إحمرار وجهها وارتباكها، فحمحم ليلفت انتباهها إليه، وحين وجدها تلزم الصمت قال
-على فكرة أنا عارف انتي عايزه تقولي إيه وده إل خلاني أنادي عليكي لأني عارف انك لما هتدخلي أوضتك بحجة إنك تذاكري، هتسيبي مذاكرتك وتقعدي تفكري في حضرة الظابط؛ ومن الآخر أنا عرفت قرارك من حالا، ربنا يسعد قلبك يا بنتي، ممكن بقى تعمليلي فنجان قهوه من إيدك الحلوه دي وتدخلي تذاكريلك كلمتين لأن عندك إمتحانات عملي الأسبوع الجاي ومش هتنازل عن إمتياز، آه.. أنا قولتلك أهو.

رفعت لمياء وجهها على مضض ونظرت إليه ضاحكة، وتذكرت حينما أردف إليها موسى مبتسماً
-على فكرة أنا استأذنت والدك، وطلبت منه يخليني أسمع رأيك، يعني مش حابب أن موافقتك تكون احترام منك لوالدك، وإنك مش عايزة تزعليه، حابب أعرف رأيك فيا و اسمع موافقتك، فقولي لي موافقة تتجوزيني يالمياء؟

ازداد ارتباكها واحمرار وجهها، وهرولت إلى المطبخ باضطراب، فطرق محمد كفيه ببعضهما ضاحكاً، خفق قلبه بقوة، وهز رأسه لمروه بأن ما تمنوه وتوقعوه أيضا بفضل الله صار، رفعت مروه حاجبها بثقه وغرور
-إنت ال كنت خايف حتى إنك تكلم بنتك، لولايا انا كان زمانه طفش، يعني أنا إل خليتها توافق، ماخدتش بالك من لبسها ومكياجها، دي كانت قاعده ف أوضتها شبه ظريفه، ربنا يتم ليها على خير وماترجعش تغير رأيها.


في هذه الأثناء كانت لمياء تعد القهوه شارده ولاحت ابتسامة ارتياح على وجهها، كادت القهوه أن تفور وتتلف منها، أخرجتها مروه من شرودها حينما ربتت على كتفها بحنو
-إل واخد عقلك ياجميل، يلا عشان بابا مستني القهوه.


هزت لمياء رأسها بالقبول وأجابتها بصوت مهتز
-حاضر يا ست الحبايب، دايما بتلحقيني كده في الوقت الصح، يارب تفضلي كده دايما.

اتسعت ابتسامة مروه وأخذت من يدها القهوه، وقبل أن تغادر المطبخ إلتفتت إليها أجابتها من فوق كتفها
-على فكرة احتمال كبير نروح انا وانتي وبابا زياره لبيت بيسان لأن كنت قلت لهايدي لما تروحوا ليها عرفوني نيجي معاكوا، لقيتها اتصلت بيا من شوية وقالت هيروحوا ليها بكرا، إعملي حسابك بقى تخلصي مذاكرتك قبل مانروح، يلا على أوضتك وتصبحي على خير ياقلب أمك

غمزت إليها لمياء وأجابها بصوت خافت
-وبالمره بقى نباركلها على البيبي ال هينور حياتنا قريب، بس ماتقوليش لبابا خليها مفاجأه لما نروح هنا وهي تقول لينا كلنا مره واحده.


في اليوم التالي ذهبت لمياء إلى الجامعه مُشرقه مقبله على الحياه، أهملت عمر الذي استقبلها بحفاوة بالغة، وجلست برفقة إحدى صديقاتها، للمرة الأولى يشعر عمر بضيق النفس لإحراجه وشعر أيضا بالخذلان وأيقن أنها لا تبادله بنفس المشاعر، بينما جلست تتساير مع صديقاتها ويضحكن بعضهن البعض، ثم جال بخاطرها ان تخبرهم بأنها قد آتاها خاطب ليتقدم إليها، فصاحت إحداهن مهللةً فانتفضت لمياء ووضعت يدها على فم صديقتها لتغلقه كي لا تصيح ويسمعها الآخرون، ثم شهقت بعصبيه
-إيه يابنتي هتفضحينا ومفيش لسه حاجه حصلت، هتعملي لي شوشره بدون داعي، داري على شمعتي تإيد الله يباركلك، وخلينا نركز في المحاضره، وبعد ماتخلص إمتحانات والنتيجه تظهر ابقى إتحزمي وأرقصي ياستي؛

ثم عادوا الي مقاعدهم بهدوء وعلى الرغم من سعادة لمياء، إلا هي شردت لبضع ثواني ثم ألتفتت إليهن وأردفت
-تعرفوا يابنات ان موسى ده عنده كارزما كدا وشكله محترم وعلى خلق، بس انا وافقت عليه بعقلي مش قلبي، هو ينفع البنت تتخطب وتتجوز انسان بعقلها مش بقلبها!؟

تنفست لمياء بقوة وانتظرت سماع الإجابه التي ستريحها منهن، حمحمت إحداهن بصوتٍ مرتبك قائلةً
-أنا عارفه وحاسه بيكي يالمياء بس ده بقى إل بيتقال عليه جواز صالونات، إل فيه الحب بيجي بعد الجواز عكس جواز الحب ال فيه الشخصين بيقابلوا بعض وتنشأ بينهم علاقة حب ويتمموها بالزواج، بس في الحالتين طالما في تفاهم وود بتبقي عِشره طيبه والحياه بتمشي.

قاطعتها حمحمة لمياء التي استشعرت الحرج، فزفرت صديقتها وأومأت برأسها متفهمةً، فوقفت لمياء
-ماتيجو ننزل الكافتيريا نشرب ونأكل أي حاجه، لإن من الواضح كده إن المُعيد مش جاي النهارده والسيكشن هيتأجل، قوموا بينا يلا.

غادرت لمياء وصديقتها المُدرَّج وهي تتنفس الصعداء بعدما أحسَّت أنها أغلق تلك الصفحة إلى الأبد أي صفحة عمر قبل أن تبدأ، وما أن جلست خلف مقعدها في الكافتيريا حتى أرتفع رنين هاتفها، سحبته من حقيبتها لتبتسم فهي تعلم بأنه والدها محمد يهاتفها مثل كل يوم ليطمئن عليها، فأهملت الرد عليه لترى ماذا سيفعل هذه المرَّه وأكملت جلستها مع صديقاتها وإستأنست بصُحبتهم، في حين استشاط محمد غضبًا منها، وتوعدها بالنيل منها عند عودتهم المنزل مساءا، أغلق هاتفه وهو يهمهم بسخط، وبعد ساعات أهمل محمد هاتفه، تفاجأ بطرقات على باب مكتبه، اتجه ليرى الطارق، لتطالعه ثلاث أزواج من العيون النسائية، فازدرد محمد لعابه وبادلهم التحديق لثوان، قبل أن يسألهم بابتسامة عذبة
- أهلًا بيكم يابنات أتفضلوا، إنتو تبع مين وعايزين مين هنا!؟

وقفت الفتيات يحدقن ببعضهن البعض، ثم ألتفتن إلى محمد، لتردف واحدة منهن وهي ترتقبه
-إحنا جايين لحضرتك يا أنقل، أخبار حضرتك إيه؟

ضيق محمد عيناه فاتسعت ابتسامته وقال ب تلقائية ودهشه
-أنا بخير والله متشكر، ها انتو بقى تبع م...

قاطعته لمياء حينا خرجت من خلف صديقاتها لتفزعه بصياحها
-مفااااجأه، دول بقى تبعي ياسي بابا، لقينا مفيش حاجه ناخدها في الجامعه فقلت أجيبهم ونيجي نغلس عليك شويه، بس يارب مايكون فيها مشكله بالنسبه ليك مع المدير أو حاجه، آه صحيح هو مكتب عمو أيمن قريب من مكتبك ولا إيه، عشان أسلم عليه بالمره.


شحب وجه محمد ما أن وع لرؤيتها ولكلماتها، ووضع يده فوق ثغره، ثم نزعها وتنهد بصوت متحشرج
-خضتيني ووقعتي قلبي يالولو حرام عليكي، اول مره تجيني المصنع، بس مفاجأه حلوه بصراحه، إدخلو... إدخلوا... ماتقفوش
كده.

وما أن اتخذت كل واحدة منهن مقعدها، غمزت لمياء إلى والدها الذي عقد حاجبيه، أومأت إليه بخجل وأردفت إليه متأثرةً
-أنا أسفة حقيقي يابابا، أسفة مكنش المفروض أجي المصنع قبل ما أقولك الأول بس رنيت عليك كتير جدا تليفونك مقفول، فاإضطريت أعمل كده، لو كنت دايقتك إحنا نقوم نمشي أوام.


وكزها محمد بخفة وأردف
-خلاص بقى يالولو انتو جيتو ونورتوني وإل كان.. كان، ماتشغليش بالك وشوفي صحباتك يحبوا يشربوا إيه، ولا أطلب ليكو غداء؟


شهقت لمياء وهبت عن مقعدها ورددت كلمات والدها ضاحكةً
-ها يابنات أوكازيون بسرعه ال نفسها في حاجه تقولها، الفرصه دي مش هترجع تيجي تاني، استغلوها أوام حاكم انا عارفه بابا لو قولتوا شكرا مش هيعيد عرضُه تاني.


اومأت إحدى صديقاتها وقالت بصوت مبتهج
-لا إذا كان كده بقى، إحنا عايزين كل واحده فينا كريب شاورما فراخ مع كان سبرايت، وده طلب الكُل لإني عارفه هم بيحبوا إيه، بس لمياء بنت حضرتك بتحب الأيس كريم المانجه، بس بسرعه بقى يا أنقِل لأننا واقعين من الجوع.


أشارت لمياء إلى والدها بتنفيذ الأوردر مبتسمه، بالرغم من أنها تعرف بأن تناول الطعام في المكتب ممنوع، لكن هذا إستثناء وموقف طارئ، فتركت مكانها وجلست على مقعد والدها خلف المكتب وصارت تدور به يمينا ويساراً وهي ترمق صديقاتها ثم تنهدت وقالت
-تعرفوا يابنات القاعده دي قدام مكتب كبير بالحجم ده حلوه جدا، إحنا كمان لما نتخرج وكل واحده فينا تفتح عيادتها الخاصه بيها في التخصص ال تحب تشتغل فيه هيكون برده احساس رائع ومختلف تماماً، بس إوعوا تخلصوا دراسه وتفكروا في الزواج وتنسوا سنين تعبكوا لحد ماوصلتوا لل إنتوا فيه ده! حرام نضيع كل ده في سبيل الزواج والأولاد.

اتسعت عينا محمد، وتطلع إليهن، ليدرك أنه سقط في مستنقع من الأطباء، فرمقهم فخورا ضاحكاً، معها، فسأل لمياء بفضول
-هم دول أصحابك بس في الجامعه ولا في غيرهم؟


انفجرت الفتيات في الضحك، وتولت إحداهن الحديث قائلة
-شعبية لمياء كبيره في الجامعه يا أنقل بس تلاقينا إحنا إل لازقين فيها في الرايحه و الجايه، سمعت عن المثل إل بيقول.. من جاور السعيد يسعد! أهو إحنا بقى كده عشان نبقى متفوقين زيها فتلاقينا دايما في ظلها كده.

ووضحت لمياء مقصد صديقتها، وبدأت كل فتاة تُعرف عن نفسها، فابتسم محمد وقال
-بصراحة انا مبسوط وفرحان بيكوا جدا، ربنا يديم المحبه بينكوا ويوفقوا بإذن الله.

همُّوا الفتيات بصحبة محمد بمغادرة المكتب والمصنع بعدما تناولوا طعامهم وايضا بعدما أشار محمد للمياء على غرفة المكتب تبع أيمن كي تولج إليه لتلقي عليه التحيه، قد زهل أيضا من زيارتها لكن ابتهج وسعد بها وكأنه رأي بيسان أمامه، عرض عليهم أن يوصلهم بسيارته لكن لمياء أبت بعدما اردفت إليه بصوت هادئ
-متشكره جدا يا عمو أيمن بس انا معايا صحابي وكل واحده فيهم هتنزل في مكان فالأحسن نركب الباص كلنا وخلاص، يلا سلام ونشوفك بالليل بقى واحنا رايحين عند بيسان شقتها.


بعدما إسترسلت لمياء حديثها وقف أيمن يستمع إليها مبتسماً ثم أردف بعد تفكير
-ماشي ياحبيبتي خلو بالكوا من نفسكوا، ولو إحتاجتوا حاجه إتصلي بيا أوام ماتتكسفيش.


تنهدت لمياء بإرتياح وأدركت أنه لابد من أن تغادر المصنع على الفور لأنه مكان للرجال فقط، عادت كل منهن إلى منزلها بسلام؛
عندما حلّ المساء تزينوا الجميع وإستعدوا للذهاب إلى منزل بيسان، وقف أيمن بسيارته بالطريق كي يرتجل ليشتري بعض الهدايا لإبنته، هرولت لمياء بالنزول أيضا وذهبت إلى قسم الأطفال وانتقت حذاء صغير من الفرو كي تهديه لصديقتها لتكون اول هديه تأتيها للبيبي تكون من اعز صديقاتها، ودفعت المال على أساس أنها اشترت شيكولا، وضعته في حقيبتها خلسه قبل أن يراه أحدا وعادت إلى السياره مبتسمه تتمنى لو السياره تقفز وتطير لتصل الي منزل صديقتها مُسرعةً لأنها لم تراها منذ زمن ومتلهفة جدا للقائها.

بعد مرور نصف ساعه وصلوا إلى منزل بيسان، فتحت لمياء بابها وهرولت إلى الدرج قبل الجميع لم ترتقب والداها حتى، ثم طرقت الباب وكأنها تُطبل وترقص وهي واقفه في ارتقاب من يفتح لها، إذ هي بيساااان فتحت لها الباب ثم إرتموا بحضن بعضهما شوقا، إستغرق هذا لبضع ثواني لحين صعدوا البقيه فولجت لمياء إلى الداخل لتسمح لها بالترحيب بهم.

جلسوا مع بعضهم البعض وصاروا يرمقوا بيسان ذهولا ودهشه، كم هي تغيرت ملامحها وكأنها كبرت عشر سنوات فوق عُمرها، بعدما أفضوا ما بداخلهم من اشتياق وإطمأنوا عليها، ولج إليهم حاتم ليرحب بهم أيضا ثم جلسوا الرجال مع بعضهم والنساء مع بعضهن، لأن للنساء حديث خاص لايجوز أن يسمعه الرجال؛

بعد مرور لحظات غمزت بيسان للمياء مبتسمه وهي تضع يداها على خصرها، ثم أشاحت بنظرها بعيدا عنها والتفتت إلى والدتها هايدي ومروه ثم حمحمت ليجلي صوتها، كي ينتبهوا إليها أيضا، ثم أدرفت إليهم بصوت منخفض
-عندي ليكو خبر حلو ياماما وياطنط مروه، قريب أوى جايلنا ضيف صغنون كده، وأن شاء الله هيستقر معانا علطول مش هيمشي.

إلتفتن السيدتان لبعضهن ذهولا ودهشه، ثم بادرت هايدي بالحديث متسائله
-ضيف مين السئيل ده إل جاي؟ لا وكمان هيعيش معاكوا علطول!

أطلقت بيسان ضحكتها هي ولمياء ثم قامت عن مقعدها وجلست بجوار والدتها، ثم مدّت يدها لتمسك بيد والدتها ووضعتها فوق خصرها وحدقت في عيونها لترى هل هي فهمت مغزاها أم لا؟!
في هذه الأثناء كانت مروه تنظر للمياء وتعود بنظرها الي بيسان لتفهم أيضا، إدعت تماما بأنها لاتفقه شيئاً وكأن لم تخبرها لمياء بالأمر سابقا، ومسَّلت دورها بجداره، لكن عندما رأت لمعان بعيونها ونظرت ليداها مع يد هايدي على خصرها، قفزت من فوق مقعدها وكادت أن تصيح بصوت مرتفع لأنها فهمت مقصدها، وضعت يدها على فمها ثم طرقت بيداها على ساقيها سعادة وبهجه، شهقت مروه
-إنتي حااامل صح! والله أنا كنت حاسّة وكمان كنت لسه هسألك في الموضوع ده، الحمد لله ربنا يكملك على خير يا قلبي ربنا يسعدك به أن شاء الله.


رمقتها لمياء جاحظة عيناها، أنه كيف لوالدتها أن تكون بارعه في التمثيل لهذه الدرجة، في هذه الأثناء إغرورقت عينا هايدي بالدموع من السعاده وصارت تتمتم بآيات من القرآن، ثم رفعت عيناها محدقة في بيسان بإبتسامه يصطحبها الدموع وقامت بضمها لصدرها، ثم أبعدتها عنها وحدقتها مرةً أُخري وصارت تنصحها بما ستفعله في الأيام القادمة كي تحافظ على جنينها، رفعت إصبعها في وجهها وتحدثت معها بحنان وخوف الأُم
-بصي بقى يابوسي إل فات كوم وإل جاي ده كوم تاني خالص، بقى في روح بتتنفس جواكي محتاجه انك تكوني دايما سعيده وفرحانه، ممنوع تتعصبي أبدا، تتابعي مع دكتوره تكون بنت حلال كده وتاخذي علاجك في وقته لان ده لإبنك قبل ما يكون ليكي، وتأكلي وتتغذي كويس عشان لما يجي ميعاد ولادتك تقدري تولدي وإبنك يكون بصحة كويسه، وأنا هجيلك كل أسبوع أشوف طلباتك وأنظفلك شقتك ومش هخليكي تعملي أي حاجه، عايزاكي ترتاحي أغلب الوقت وتنامي على ظهرك عشان ربنا يسهلك، إوعي تأهملي ياضنايا، وهخلي باباكي برده يتكلم مع حاتم ويفهمه بعض الحاجات
عشان يراعيكي وياخد باله منك في غيابنا، أنا فرحانه أوى أوى، مش مصدقه اني خلاص بقيت تيته هيكون عندي حفيد، إحساس جميل جدا، ربنا يرزق كل مشتاق يارب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي