" الفصل السابع.."
استندت أديل بظهرها إلى المقعد تزفر بهدوء تخاف كثيرا من كيفن ولا تحبه لأنه متهور وهو من أصر على مكوث الجدة وحدها لأنها تدخل في كل كبيرة وصغيرة تخصه .. وكل شيء يفعله سيء للغاية ولا يحب من يتدخل في أمورة ..
تساءل جان باهتمام :
-من هذا الشخص أديل ؟!
أجابت بهدوء :
-أنه كيفن ابن عمي
ثم حالفهم الصمت حتى وصلوا إلى القصر وهي تفتح الباب تمتمة بالشكر إلى جان .. مسك يدها ورفعها إلى فمه وقبلها برقة ثم تركها تذهب ودلفت إلى القصر مهرولة ..
ثم ترجل من سيارته ودلف إلى القصر من ثم صعد إلى الطابق الثاني وهم أن يفتح باب غرفته لكنه استمع إلى صوت ضحكة فتاة فادحة .. عقد بين حاجبيه فس تعجب ثم اتجه نحو الصوت ليجده يصدر من غرفة توماس .. وقف أمام الباب مباشرة واستمع إلى صوته وضحكة الفتاة مجددا علم أن شيئا ما خاطئ يحدث داخل تلك الغرفة اللعينة ثم فتح الباب فجأة لتصرخ الفتاة مفزوعة واضعة الملأة على بدنها بينما نظر توماس إليه في دهشة ممزوجة بالغضب .. لكن أغلق جان الباب على الفور و وقف يتطلع إلى الفراغ في صدمة بالغة فالقانون هنا لا يعاقب على بعض من هذه الجرائم الفاضحة ولكن هو لم يتربى على هذه العادات بل تربى على الأخلاق والدين الإسلامي الذي هو على الورق فقط في هذه البلدة ..
بعد لحظات خرج توماس وبكل وقاحة وبخه على دخوله المفاجئ ليفيق جان من صدمته ثم صاح في وجهه بعصبية :
-أنت شخص وقح .. ولا تستحق أن تكون من عائلة اورليان
ضربه توماس على صدره ليتراجع خطوه إلى الخلف قليلا وهو يتحدث بحده ممزوجة بالسخرية :
-والذي يعشق خادمته هو من يستحق أن يكون من عائلة اورليان ؟!
ثم ضحك ساخرا وقاطع تلك الضحكة التي تصدر ضجيج مزعج لكمة جان القوية التي سددها في وجهه لينصدم توماس من ردة فعله بينما أخذ جان بتلابيبه وسدد له عدة ضربات قوية بغيظ واضح واستطاع توماس أن يتفادى ضربه ودفع جان إلى الخلف بقوة ليسقط أرضا وبكل غل ضربه بقدمة جوار عيناه اليسار ليضع يده على عيناه يتأوه .. بينما دخل توماس إلى غرفته في ذات اللحظة صعدت السيدة مكفي إلى الطابق الثاني على وجه السرعة عندما استمعت إلى صوت الشجار وخلفها أديل وعقب وصولهما شهقت عندما رأت جان على ذاك الوضع و ركضت إليه وساعدته على النهوض ثم تفقدت عيناه برفق .. بينما بقيت أديل واقفة مكانها تنظر إليه في قلق واضح وتفاجأت بوجود فتاة تخرج من غرفة توماس راكضة إلى الدرج لتنصدم أديل ثم عادت بالنظر إلى غرفة توماس رأته واقفا يتطلع إلى جان بعينين تشبه عينين الشيطان وفي يده مسدس وحتما سيفعل شيء مجنون به ..
رفع المسدس ببطء حتى صوبه اتجاه جان الذي يغمض عيناه ولم ينتبه له وايضا السيدة مكفي التي تواليه ظهرها ركضت أديل دون تفكير إليه وابعدت ذراعة عن جان لتخرج الرصاصة في الحائط ثم صرخت من صوت إطلاق الرصاصة .. بينما التفتت مكفي إليه بفزع ورهبة شديدة ونظر جان إليه بحده ممزوجة بالصدمة فلم يصدق أن ابن عمه حاول قتله للتو حقا شخص مجنون ويفعل أفعال شيطانية .. بينما دفع توماس أديل بقوة لتسقط أرضا متأوه فاتجه جان إليه بخطوات واسعة وقبض على عنقه بقوة وباليد الأخرى أخذ المسدد من يده وشدد على عنقه أكثر حتى اصطبغ وجهه باللون الأحمر .. وكل من يحاول فعله الأن هو التحرر من قبضة جان الذي ستقتله بسحب يده من على عنقه ولكم بلا جدوي نهضت أديل و وقفت بينهم ماسكة بذراع جان محاولة تحرير عنق ذاك الوغد من أجل جان وليس من أجله هو أخذت تترجى أن يتركه وهي تبكي ليتركه جان من أجل فتاته ثم ادخله إلى غرفته بدفعة ليسقط أرضا ثم أغلق الباب ..
ثم التقط انفاسه بصوت مسموع وصدره يعلوا ويهبط بينما ذهبت السيدة مكفي لتجلب حقيبة الإسعافات ونظر جان إلى فتاته التي لا زالت تبكي ثم رفع يده ليمسح دموعها الساخنة ثم ضمها إلى صدره وبادلته بذات العناق وازدادت في البكاء .. أخذ يقبلها على رأسها بقوة ثم هبط بقبلاته إلى أذنيها و وجنتها ثم شدد بالعناق متمتما لها بالشكر على إنقاذ حياته من توماس لتجد نفسها تقول دون تفكير وبكائها ينطق قبل شفتيها :
-اضحي بحياتي من أجلك يا جان
اتسعت ابتسامته وشعر انه يستمع إلى أسمه لأول مرة في حياته فقد خرج أسمه من بين تلك الشفاه التي تشبه الفراولة الحمراء وقدمت له حياتها كتضحية من أجله فماذا يريد اذا ؟! .. وهل يتمن القلب أكثر من أن العيون التي عشقها تتمنى ؟! يكفي يا القلب ذاك الشعور التي لم تشعر به من قبل يكفي حب حبيبة القلب للقلب ..
وقفت السيدة مكفي تطلع إليهم في دهشة ولم تصدق ما ترى عيناها ثم تنحنحت بخفة لينظر جان إليها ثم ابتعدت أديل عنه بلهفة والتفتت إلى سيدة مكفي لتشعر بالخجل ثم غادرت مهروله .. ابتسمت مكفي ثم أخذت جان إلى غرفته كي تعالج الجرح الذي تسبب توماس به وتحدثت معه عن أديل ليخبرها بكل شيء
***
لم ينسى الذي رأى اليوم قط فباله لا زال مشغول بابنة عمه أديل الذي رآها مع جان اورليان اليوم وأخذت الأفكار تأخذه إلى المدى البعيد من الأفكار ومن وقاحته ظن بها السوء في هذه القرية البسيطة عار أن البنت تتزوج دون علم والدها أو تختلي برجل وحدها .. هذه هي عادات معظم القرى في هذه البلد بعد دقائق من التفكير الذي ارهق رأسه وبدنه غادر منزله الكبير الذي حصل عليه من المال الحرام وذهب إلى منزل عمه الصغير البسيط ..
سوف يحاول معه اليوم أن يوافق على زواجه من أديل وكالعادة رفض والد أديل وبشدة ليغضب كيفن منه كثيرا وقد سأم من الحديث في ذاك الحوار .. كانت والدة أديل كانيا واقفة خلف الباب تستمع إلى حديثهم بخوف من أن يأثر كيفن عليه وبعد لحظات استمعت إلى صوت ذاك الحقير العالي على عمه .. تركت المنزل وخرجت متجه نحو منزل والد كيفن المجاور لهم وأخذت تدق الباب حتى فتحت شقيقه الذي يصغره بسنتين وأخبرته بكل شيء واستمع الوالد حديثها وذهبوا إلى المنزل وتشاجر مع شقيقه من أجل عمه ليقول كيفن بكل وقاحة :
-اذا لم توافق على زواجي من أديل سأجعلك تقضي ما تبقى من عمرك في السجن ..
وجه ذاك الحديث إلى عمه ليحدق الجميع به في ذهول وعدم تصديق ثم تابع بابتسامة ساخرة :
-استطعت أن أخرج جدتي من المنزل واستطيع أن أخرجكم جميعا
أخذ شقيقه بتلابيبه ورفع يده وكاد ليضربه ولكن مسك والده بيده وابعدهم عن بعض ثم تساءل بحنق :
-لم اوافق على زواجك من ابنة أخي الوحيدة .. هي تستحق الأفضل منك بكثير
ثم تطلع إليه باشمئزاز فضحك كيفن ساخرا ثم توقف عن الضحك ينظر إلى عمه ديفيد بوقاحة قائلا :
-نعم كما قال أبي .. تستحق الأفضل .. تستحق جان بك أورليان .. رأيتهم اليوم معا واستقلت سيارته الخاصة .. ابنتك سوف تجلب لك العار مع ذاك الحقير جان .. وستعود إليك مكسورة مخدوعة .. ومهما حاولت أن تزوجها إليه .. سيرفضون لأنهم عائلة أورليان .. ولم يسمحوا لخادمة أن تكوم من العائلة
ثم تركهما وذهب وهو يعطي لهم كلمته الأخيرة وهي أنه يود الزواج منها حتى لا تجلب لهم العار وتبقى حديث القرية .. بينما وقعت كلمات كيفن على رأس عمه ديفيد كالصخرة التي وقعت من أعلى جبل فوق رأسه وشعر أنه غير متوازي ليمسك به أبراهام وساعده على الجلوس على الاريكة بينما تناولت كانيا كوب ماء ومدت يدها به إليه ليأخذه وتناول الكثير من المياه ثم نظر إلى أبراهام وطلب منه أن يذهب إلى قصر عائلة اورليان ويعود ومعه أديل ليقول شقيقه الأكبر :
-لا تقلق على ابنتك يا أخي .. فكيفن يتحدث بالكذب دائما
لينظر إليه بوهن وقلق على ابنته الوحيدة قائلا بصوت مبحوح :
-لابد أن اطمئن على ابنتي يا أخي
***
بعد عودتهم إلى المنزل معا تحدثت جين مع صديقتها جوليا لتخبرها أن والدها قد غادر باريس .. تنهدت بهدوء ثم انهت معها المكالمة وخرجت وهبطت إلى الطابق السفلي و وجدت جوزيف يشاهد التلفاز ولكن يبدو عليه شاردا لأنه لم ينتبه من جين التي جلست على ذات الاريكة ولكن بعيدا عنه قليلا و وجدت نفسها تفكر به كثيرا وتسأل نفسها ما علاقته بـ تالة ؟! فقد رأتهم اليوم وهم يتبادلون العناق وايضا رأتهم يخرجون من الشركة معا ..
بالرغم من انها تعمل منذ سنتين في الشركة ولكن لم تنتبه من جوزيف كل ما كان يهمها عملها فقط ولكن الأن كل ما يهمها جوزيف .. وتود البقاء معه هنا دائما بعيدا عن القرية والزواج التي أجبرت عليه من قبل والديها وجدت نفسها تنظر إليه بعينين لامعتين من الحب ثم وجدت نفسها تسأل بفضول :
-ما علاقة بـ تالة ؟!
ليفيق من شروده على ذلك السؤال الغير متوقع وأجاب عليها دون أن ينظر إليها :
-تالة من إحدى موديلات الشركة المجتهدين .. واحملها مسؤولية الشركة
شعرت بالحزن وتساءلت بنبرة حزينة :
-لهذه الدرجة تثق بها ؟!
تجاهل الاجابة على ذلك السؤال ونظر إليها مقطب جبينه بغيرة واضحة متسائلا :
-أنتِ تحبين بيير ؟! .. الفوتو جراف ؟
عقدت بين حاجبيها في تعجب ثم أجابت عليه بهدوء :
-لا .. فقط صديق
-لقد رأيته اليوم وهو يقابلك بالعناق وأنتِ ايضا
قذفها من فمه بعنف لتجد نفسها تبتسم ابتسامة خفيفة ثم تنهدت قائلة :
-عانقني لأنه لم يراني منذ مدة
حدق بها إلى لحظات مما جعلها تتعجب كثيرا من نظراته التي لم تفهمها بعد ثم تلاشت النظر بعيدا عن تلك النظرات ولا يزال يحدق بها بحنق .. قلبة يعلم لِمَا ينظر إليها بحنق لأنه يغار عليها كثيرا وقد بدأ ينبض بحبها وبعيونها ولكن هو لم يستمع إلى قلبه أبدا متعجبا من نظراته إليها ومتعجبا من نفسه أكثر لأنه اهتم وسألها عن بيير ..
قاطع أفكاره صوت جرس الباب فنظروا إليه ثم نهض جوزيف عن الاريكة متجه نحوه وفتح الباب ليجد فيليب هو الطارق .. رحب به وادخله ثم أشار إلى غرفة المعيشة ليأتي معه مضى فيليب خلفه وهو ينظر إلى جين التي تنظر إليه وهي لم تعرفه ولكن فيليب يعرفها جيدا وتعجب من وجودها في منزل جوزيف ..
دخلوا إلى غرفة المعيشة وفتح فيليب الحاسوب الخاص به ثم فتح الإعلان التي تم تصويرة كي يشاهده جوزيف بتدقيق وكلما انتهى كان يعيده مجددا حتى اوقف الفيديو بنفسه ونظر إلى فيليب بجمود قائلا :
-أعرض الإعلان على ارنو .. ورأيه مثل رأي تماما
ليميل فيليب بشفتيه جانبا في تذمر بفضل حديث جوزيف ثم أغلق الحاسوب وهو يومئ برأسه ثم تسأل بتأفف :
-ألا يعجبك تقيمي جوزيف بك ؟!
-يعجبني .. ولكن ارنو يفكر مثلي تماما
ابتسم بخفة ساخرا مما علم جوزيف انها ابتسامة ساخرة ثم صافح فيليب متمتما بالشكر على مجهوده الرائع ثم تناول فيليب الحاسوب وخرج ليرى جين لا زالت جالسة مكانها .. توقف عن السير وتبادلت نظراته بينها وبين غرفة المعيشة حتى خرج جوزيف الذي تعجب من وقوف فيليب ثم تابع فيليب السير بمجرد أن رأى جوزيف وخرج من المنزل ..
-لماذا كان ينظر لي هكذا ؟!
تسألت بنبرة خوف هادئة بفضل نظرات فيليب التي داخلها بعض اللؤم وشعرت بالخوف من أن يكون ذلك الرجل من القرية ويعرفها ويعرف أهلها والذي هدأها الأن قليلا تذكرت انها سوف تغادر هذا المنزل في الصباح الباكر بينما اجاب جوزيف عليها متصنع اللامبالاة :
-من المحتمل أن يكون معجب بكِ
رفعت حاجبيها قليلا في دهشة بينما صعد جوزيف إلى غرفته دون أن يودعها كعادته كل ليلة وهذا جعلها تتعجب أكثر ولم تعلم أن سبب تذمر جوزيف منها هو الغيرة .. نعم غار عليها كثيرا من بيير ولا زالت صورة عناقهم عالقه داخل رأسه وحاول بشتى الطرق أن ينزع تلك الصورة اللعينة من رأسه ولكن بلا جدوى .. ظل يتململ على فراشة وكانت عادته بمجرد أن يضع رأسه على الوسادة يغط في نوم عميق ولكن الأن رأسه مشغولة وأفكاره مشتتة الحب يجعل السهر رفيق للقلب ولا يجعل العيون تنام بسهولة لابد من التفكير في من يحب القلب أولا ثم النوم الغير مستقر
***
في الصباح الباكر وصل دانييل بك إلى باريس و صف السائق السيارة إلى جوار شركة جوزيف وانتظر حتى وصل ارنو بسيارته وعلى الفور ترجل دانييل بك من سيارته ووقف حتى ترجل ارنو وجاء يدخل الشركة استمع إلى صوت يناديه :
-أرنو ..
التفت إليه ليجد نفسه مبتسما ثم تقدم نحوه وصافحة بحرارة ثم عانقه مشتاقا له وبعد لحظات من تبادل السلام بينهم أخذ ارنو إلى سيارته وتسأل بحده :
-أين صديقك جوزيف ؟! .. أعلم انك تعلم أين هو !
ضغط ارنو على شفتيه بأسف فأخبره صديقة في السابق ألا يخبر أحد من العائلة بمكان ذلك المنزل الذي يعلم شقيقه جان فقط .. ضربه دانييل بك على كتفه بخفة ليفيق ارنو من شروده ثم حرك رأسه بالنفي على أنه لم يعلم فأخرج من جيب سرواله مسدس وضعه على رأسه ارنو التي اتسعت عيناه قليلا وهو يقول بصوت عنيف :
-اذا لم تخبرني .. سأنتظر جوزيف هنا واقتلكم معا
تساءل جان باهتمام :
-من هذا الشخص أديل ؟!
أجابت بهدوء :
-أنه كيفن ابن عمي
ثم حالفهم الصمت حتى وصلوا إلى القصر وهي تفتح الباب تمتمة بالشكر إلى جان .. مسك يدها ورفعها إلى فمه وقبلها برقة ثم تركها تذهب ودلفت إلى القصر مهرولة ..
ثم ترجل من سيارته ودلف إلى القصر من ثم صعد إلى الطابق الثاني وهم أن يفتح باب غرفته لكنه استمع إلى صوت ضحكة فتاة فادحة .. عقد بين حاجبيه فس تعجب ثم اتجه نحو الصوت ليجده يصدر من غرفة توماس .. وقف أمام الباب مباشرة واستمع إلى صوته وضحكة الفتاة مجددا علم أن شيئا ما خاطئ يحدث داخل تلك الغرفة اللعينة ثم فتح الباب فجأة لتصرخ الفتاة مفزوعة واضعة الملأة على بدنها بينما نظر توماس إليه في دهشة ممزوجة بالغضب .. لكن أغلق جان الباب على الفور و وقف يتطلع إلى الفراغ في صدمة بالغة فالقانون هنا لا يعاقب على بعض من هذه الجرائم الفاضحة ولكن هو لم يتربى على هذه العادات بل تربى على الأخلاق والدين الإسلامي الذي هو على الورق فقط في هذه البلدة ..
بعد لحظات خرج توماس وبكل وقاحة وبخه على دخوله المفاجئ ليفيق جان من صدمته ثم صاح في وجهه بعصبية :
-أنت شخص وقح .. ولا تستحق أن تكون من عائلة اورليان
ضربه توماس على صدره ليتراجع خطوه إلى الخلف قليلا وهو يتحدث بحده ممزوجة بالسخرية :
-والذي يعشق خادمته هو من يستحق أن يكون من عائلة اورليان ؟!
ثم ضحك ساخرا وقاطع تلك الضحكة التي تصدر ضجيج مزعج لكمة جان القوية التي سددها في وجهه لينصدم توماس من ردة فعله بينما أخذ جان بتلابيبه وسدد له عدة ضربات قوية بغيظ واضح واستطاع توماس أن يتفادى ضربه ودفع جان إلى الخلف بقوة ليسقط أرضا وبكل غل ضربه بقدمة جوار عيناه اليسار ليضع يده على عيناه يتأوه .. بينما دخل توماس إلى غرفته في ذات اللحظة صعدت السيدة مكفي إلى الطابق الثاني على وجه السرعة عندما استمعت إلى صوت الشجار وخلفها أديل وعقب وصولهما شهقت عندما رأت جان على ذاك الوضع و ركضت إليه وساعدته على النهوض ثم تفقدت عيناه برفق .. بينما بقيت أديل واقفة مكانها تنظر إليه في قلق واضح وتفاجأت بوجود فتاة تخرج من غرفة توماس راكضة إلى الدرج لتنصدم أديل ثم عادت بالنظر إلى غرفة توماس رأته واقفا يتطلع إلى جان بعينين تشبه عينين الشيطان وفي يده مسدس وحتما سيفعل شيء مجنون به ..
رفع المسدس ببطء حتى صوبه اتجاه جان الذي يغمض عيناه ولم ينتبه له وايضا السيدة مكفي التي تواليه ظهرها ركضت أديل دون تفكير إليه وابعدت ذراعة عن جان لتخرج الرصاصة في الحائط ثم صرخت من صوت إطلاق الرصاصة .. بينما التفتت مكفي إليه بفزع ورهبة شديدة ونظر جان إليه بحده ممزوجة بالصدمة فلم يصدق أن ابن عمه حاول قتله للتو حقا شخص مجنون ويفعل أفعال شيطانية .. بينما دفع توماس أديل بقوة لتسقط أرضا متأوه فاتجه جان إليه بخطوات واسعة وقبض على عنقه بقوة وباليد الأخرى أخذ المسدد من يده وشدد على عنقه أكثر حتى اصطبغ وجهه باللون الأحمر .. وكل من يحاول فعله الأن هو التحرر من قبضة جان الذي ستقتله بسحب يده من على عنقه ولكم بلا جدوي نهضت أديل و وقفت بينهم ماسكة بذراع جان محاولة تحرير عنق ذاك الوغد من أجل جان وليس من أجله هو أخذت تترجى أن يتركه وهي تبكي ليتركه جان من أجل فتاته ثم ادخله إلى غرفته بدفعة ليسقط أرضا ثم أغلق الباب ..
ثم التقط انفاسه بصوت مسموع وصدره يعلوا ويهبط بينما ذهبت السيدة مكفي لتجلب حقيبة الإسعافات ونظر جان إلى فتاته التي لا زالت تبكي ثم رفع يده ليمسح دموعها الساخنة ثم ضمها إلى صدره وبادلته بذات العناق وازدادت في البكاء .. أخذ يقبلها على رأسها بقوة ثم هبط بقبلاته إلى أذنيها و وجنتها ثم شدد بالعناق متمتما لها بالشكر على إنقاذ حياته من توماس لتجد نفسها تقول دون تفكير وبكائها ينطق قبل شفتيها :
-اضحي بحياتي من أجلك يا جان
اتسعت ابتسامته وشعر انه يستمع إلى أسمه لأول مرة في حياته فقد خرج أسمه من بين تلك الشفاه التي تشبه الفراولة الحمراء وقدمت له حياتها كتضحية من أجله فماذا يريد اذا ؟! .. وهل يتمن القلب أكثر من أن العيون التي عشقها تتمنى ؟! يكفي يا القلب ذاك الشعور التي لم تشعر به من قبل يكفي حب حبيبة القلب للقلب ..
وقفت السيدة مكفي تطلع إليهم في دهشة ولم تصدق ما ترى عيناها ثم تنحنحت بخفة لينظر جان إليها ثم ابتعدت أديل عنه بلهفة والتفتت إلى سيدة مكفي لتشعر بالخجل ثم غادرت مهروله .. ابتسمت مكفي ثم أخذت جان إلى غرفته كي تعالج الجرح الذي تسبب توماس به وتحدثت معه عن أديل ليخبرها بكل شيء
***
لم ينسى الذي رأى اليوم قط فباله لا زال مشغول بابنة عمه أديل الذي رآها مع جان اورليان اليوم وأخذت الأفكار تأخذه إلى المدى البعيد من الأفكار ومن وقاحته ظن بها السوء في هذه القرية البسيطة عار أن البنت تتزوج دون علم والدها أو تختلي برجل وحدها .. هذه هي عادات معظم القرى في هذه البلد بعد دقائق من التفكير الذي ارهق رأسه وبدنه غادر منزله الكبير الذي حصل عليه من المال الحرام وذهب إلى منزل عمه الصغير البسيط ..
سوف يحاول معه اليوم أن يوافق على زواجه من أديل وكالعادة رفض والد أديل وبشدة ليغضب كيفن منه كثيرا وقد سأم من الحديث في ذاك الحوار .. كانت والدة أديل كانيا واقفة خلف الباب تستمع إلى حديثهم بخوف من أن يأثر كيفن عليه وبعد لحظات استمعت إلى صوت ذاك الحقير العالي على عمه .. تركت المنزل وخرجت متجه نحو منزل والد كيفن المجاور لهم وأخذت تدق الباب حتى فتحت شقيقه الذي يصغره بسنتين وأخبرته بكل شيء واستمع الوالد حديثها وذهبوا إلى المنزل وتشاجر مع شقيقه من أجل عمه ليقول كيفن بكل وقاحة :
-اذا لم توافق على زواجي من أديل سأجعلك تقضي ما تبقى من عمرك في السجن ..
وجه ذاك الحديث إلى عمه ليحدق الجميع به في ذهول وعدم تصديق ثم تابع بابتسامة ساخرة :
-استطعت أن أخرج جدتي من المنزل واستطيع أن أخرجكم جميعا
أخذ شقيقه بتلابيبه ورفع يده وكاد ليضربه ولكن مسك والده بيده وابعدهم عن بعض ثم تساءل بحنق :
-لم اوافق على زواجك من ابنة أخي الوحيدة .. هي تستحق الأفضل منك بكثير
ثم تطلع إليه باشمئزاز فضحك كيفن ساخرا ثم توقف عن الضحك ينظر إلى عمه ديفيد بوقاحة قائلا :
-نعم كما قال أبي .. تستحق الأفضل .. تستحق جان بك أورليان .. رأيتهم اليوم معا واستقلت سيارته الخاصة .. ابنتك سوف تجلب لك العار مع ذاك الحقير جان .. وستعود إليك مكسورة مخدوعة .. ومهما حاولت أن تزوجها إليه .. سيرفضون لأنهم عائلة أورليان .. ولم يسمحوا لخادمة أن تكوم من العائلة
ثم تركهما وذهب وهو يعطي لهم كلمته الأخيرة وهي أنه يود الزواج منها حتى لا تجلب لهم العار وتبقى حديث القرية .. بينما وقعت كلمات كيفن على رأس عمه ديفيد كالصخرة التي وقعت من أعلى جبل فوق رأسه وشعر أنه غير متوازي ليمسك به أبراهام وساعده على الجلوس على الاريكة بينما تناولت كانيا كوب ماء ومدت يدها به إليه ليأخذه وتناول الكثير من المياه ثم نظر إلى أبراهام وطلب منه أن يذهب إلى قصر عائلة اورليان ويعود ومعه أديل ليقول شقيقه الأكبر :
-لا تقلق على ابنتك يا أخي .. فكيفن يتحدث بالكذب دائما
لينظر إليه بوهن وقلق على ابنته الوحيدة قائلا بصوت مبحوح :
-لابد أن اطمئن على ابنتي يا أخي
***
بعد عودتهم إلى المنزل معا تحدثت جين مع صديقتها جوليا لتخبرها أن والدها قد غادر باريس .. تنهدت بهدوء ثم انهت معها المكالمة وخرجت وهبطت إلى الطابق السفلي و وجدت جوزيف يشاهد التلفاز ولكن يبدو عليه شاردا لأنه لم ينتبه من جين التي جلست على ذات الاريكة ولكن بعيدا عنه قليلا و وجدت نفسها تفكر به كثيرا وتسأل نفسها ما علاقته بـ تالة ؟! فقد رأتهم اليوم وهم يتبادلون العناق وايضا رأتهم يخرجون من الشركة معا ..
بالرغم من انها تعمل منذ سنتين في الشركة ولكن لم تنتبه من جوزيف كل ما كان يهمها عملها فقط ولكن الأن كل ما يهمها جوزيف .. وتود البقاء معه هنا دائما بعيدا عن القرية والزواج التي أجبرت عليه من قبل والديها وجدت نفسها تنظر إليه بعينين لامعتين من الحب ثم وجدت نفسها تسأل بفضول :
-ما علاقة بـ تالة ؟!
ليفيق من شروده على ذلك السؤال الغير متوقع وأجاب عليها دون أن ينظر إليها :
-تالة من إحدى موديلات الشركة المجتهدين .. واحملها مسؤولية الشركة
شعرت بالحزن وتساءلت بنبرة حزينة :
-لهذه الدرجة تثق بها ؟!
تجاهل الاجابة على ذلك السؤال ونظر إليها مقطب جبينه بغيرة واضحة متسائلا :
-أنتِ تحبين بيير ؟! .. الفوتو جراف ؟
عقدت بين حاجبيها في تعجب ثم أجابت عليه بهدوء :
-لا .. فقط صديق
-لقد رأيته اليوم وهو يقابلك بالعناق وأنتِ ايضا
قذفها من فمه بعنف لتجد نفسها تبتسم ابتسامة خفيفة ثم تنهدت قائلة :
-عانقني لأنه لم يراني منذ مدة
حدق بها إلى لحظات مما جعلها تتعجب كثيرا من نظراته التي لم تفهمها بعد ثم تلاشت النظر بعيدا عن تلك النظرات ولا يزال يحدق بها بحنق .. قلبة يعلم لِمَا ينظر إليها بحنق لأنه يغار عليها كثيرا وقد بدأ ينبض بحبها وبعيونها ولكن هو لم يستمع إلى قلبه أبدا متعجبا من نظراته إليها ومتعجبا من نفسه أكثر لأنه اهتم وسألها عن بيير ..
قاطع أفكاره صوت جرس الباب فنظروا إليه ثم نهض جوزيف عن الاريكة متجه نحوه وفتح الباب ليجد فيليب هو الطارق .. رحب به وادخله ثم أشار إلى غرفة المعيشة ليأتي معه مضى فيليب خلفه وهو ينظر إلى جين التي تنظر إليه وهي لم تعرفه ولكن فيليب يعرفها جيدا وتعجب من وجودها في منزل جوزيف ..
دخلوا إلى غرفة المعيشة وفتح فيليب الحاسوب الخاص به ثم فتح الإعلان التي تم تصويرة كي يشاهده جوزيف بتدقيق وكلما انتهى كان يعيده مجددا حتى اوقف الفيديو بنفسه ونظر إلى فيليب بجمود قائلا :
-أعرض الإعلان على ارنو .. ورأيه مثل رأي تماما
ليميل فيليب بشفتيه جانبا في تذمر بفضل حديث جوزيف ثم أغلق الحاسوب وهو يومئ برأسه ثم تسأل بتأفف :
-ألا يعجبك تقيمي جوزيف بك ؟!
-يعجبني .. ولكن ارنو يفكر مثلي تماما
ابتسم بخفة ساخرا مما علم جوزيف انها ابتسامة ساخرة ثم صافح فيليب متمتما بالشكر على مجهوده الرائع ثم تناول فيليب الحاسوب وخرج ليرى جين لا زالت جالسة مكانها .. توقف عن السير وتبادلت نظراته بينها وبين غرفة المعيشة حتى خرج جوزيف الذي تعجب من وقوف فيليب ثم تابع فيليب السير بمجرد أن رأى جوزيف وخرج من المنزل ..
-لماذا كان ينظر لي هكذا ؟!
تسألت بنبرة خوف هادئة بفضل نظرات فيليب التي داخلها بعض اللؤم وشعرت بالخوف من أن يكون ذلك الرجل من القرية ويعرفها ويعرف أهلها والذي هدأها الأن قليلا تذكرت انها سوف تغادر هذا المنزل في الصباح الباكر بينما اجاب جوزيف عليها متصنع اللامبالاة :
-من المحتمل أن يكون معجب بكِ
رفعت حاجبيها قليلا في دهشة بينما صعد جوزيف إلى غرفته دون أن يودعها كعادته كل ليلة وهذا جعلها تتعجب أكثر ولم تعلم أن سبب تذمر جوزيف منها هو الغيرة .. نعم غار عليها كثيرا من بيير ولا زالت صورة عناقهم عالقه داخل رأسه وحاول بشتى الطرق أن ينزع تلك الصورة اللعينة من رأسه ولكن بلا جدوى .. ظل يتململ على فراشة وكانت عادته بمجرد أن يضع رأسه على الوسادة يغط في نوم عميق ولكن الأن رأسه مشغولة وأفكاره مشتتة الحب يجعل السهر رفيق للقلب ولا يجعل العيون تنام بسهولة لابد من التفكير في من يحب القلب أولا ثم النوم الغير مستقر
***
في الصباح الباكر وصل دانييل بك إلى باريس و صف السائق السيارة إلى جوار شركة جوزيف وانتظر حتى وصل ارنو بسيارته وعلى الفور ترجل دانييل بك من سيارته ووقف حتى ترجل ارنو وجاء يدخل الشركة استمع إلى صوت يناديه :
-أرنو ..
التفت إليه ليجد نفسه مبتسما ثم تقدم نحوه وصافحة بحرارة ثم عانقه مشتاقا له وبعد لحظات من تبادل السلام بينهم أخذ ارنو إلى سيارته وتسأل بحده :
-أين صديقك جوزيف ؟! .. أعلم انك تعلم أين هو !
ضغط ارنو على شفتيه بأسف فأخبره صديقة في السابق ألا يخبر أحد من العائلة بمكان ذلك المنزل الذي يعلم شقيقه جان فقط .. ضربه دانييل بك على كتفه بخفة ليفيق ارنو من شروده ثم حرك رأسه بالنفي على أنه لم يعلم فأخرج من جيب سرواله مسدس وضعه على رأسه ارنو التي اتسعت عيناه قليلا وهو يقول بصوت عنيف :
-اذا لم تخبرني .. سأنتظر جوزيف هنا واقتلكم معا