الفصل الخامس والعشرون

في اليوم التالي إستيقظت لمياء من نومها لأول مرة مزاجها سيئ للغايه، كانت تتذمر في تحركاتها وخرجت من المنزل دون أن تتناول فطارها أو تتحدث مع أحداً، اتجهت الي الجامعه وولجت الي قاعة المحاضرات لتجلس بمفردها فوق احد المقاعد بالخلف، تارة ترمق حولها وتارة أخرى تحني رأسها شارده بحزن فيما سيجري معها في نهاية الأسبوع، أخرجتها من شرودها واحدة من صديقاتها حينما ربتت على كتفها بحنو متسائله
-مالك النهارده يالمياء مش في المود، إنتي كويسه ياحبيبتي؟ وبعدين ليه قاعده هنا؟ قومي تعالي اقعدي جنبنا في البينج بتاعنا.


إنتفضت لمياء وهي تنظر لصديقتها بدموع محتبسه، وهزت رأسها بالرفض، تخشى أن ينزلق لسانها وتسرد لصديقتها ماجري معها، كانت تشعر وكأنها تمر بمأساة وليست زيارة للتعارف فقط، حينها رفعت لمياء وجهها وحدقت بصديقتها بعدما عبأت صدرها بالنفس
-معلش سبيني عايزه أكون لوحدي شويه، ماتقلقيش عليا انا كويسه


عادت صديقتها الي مقعدها قبل أن يأتي المُدرِّس، وكي لا تظنها لمياء تتدخل فيما لا يعنيها بينما حاولت لمياء تمالك دموعها ولكنها فشلت، فأطرقت برأسها وسندتها فوق مكتبها، تبكي قلبها الذي صدمته كلمات والداها وتفكيرهم في الخلاص منها بتزويجها، وحين تعاظم ما تشعر به من ألم، أيقنت أنها لن تتمكن من مواصلة حضور المحاضره، همَّت بالنهوض كي تغادر المُدرَّج فصدمت بذاك الشاب الذي يتملقها بنظراته في السابق، لأول مرة كانت تسمع فيها صوته حين سألها عمر عن حالتها الحزينه، رفعت وجهها المبلل بالدموع وتمتمت بحزن
-م.. مفيش حاجه، ممكن تعدِّيني بعد إذنك؟

أمال عمر بجسده ناحية الحائط حانيا رأسه للأسفل ومدَّ يده بجانبه مشيرا إليها كي تذهب، مر الوقت عليهم وتبدَّل فيه الكثير..
لمياء التي أغدق عليها عمر بمشاعره، فوجدت أمانها بجواره، وتعامله معها برفق، إكتسبت محبته التي فاقت ما تخيلته وتمنته، لكنها لم تأنس بهذه المشاعر لفترة وفيره لأنها توقعت بأن والداها سيزوجونها ما إنتقوه لها زوجاً؛

إنتهى الأسبوع وكأنه يوماً واحداً بالنسبة لمياء، كانت تتمنى لو لم ينتهي، جاء اليوم الموعود وجاءت أيضا اللحظه المُنتظره، عندما دق جرس الباب انتفضت لمياء من فراشها جاحظةً عيناها وصارت تتمتم بهزيان
-أكيد ده عريس الغفله، ماشاء الله عليه مواعيده مظبوطه بالدقيق، دقيقتين وألاقي ماما بتخبط عليا الوقتي، واحد، إثنين، ثلا..

بالفعل طرقت مروه عليها باب الغرفه وولجت مسرعةً ثم أوصدت الباب من الداخل وإلتفتت للمياء ترتجف من السعاده، رمقتها لمياء بسخط ثم تحدثت إليها ساخرةً
-إهدي ياماما شويه، في حد بيجري وراكي ولا إيه!

جلست مروه إلى جوارها محاولةً إلتقاط أنفاسها، ثم أردفت إليها بصوت متحشرج منخفض

-أنا مش هلومك على أسلوبك ده غير بعدين، ما انتي لما تخرجي وتشوفي إل أنا شوفته هتعذريني.

ثم حدقتها من الأعلى الي الأسفل، صعقت عندما رأتها مازالت ببيجامتها، قفزت من فوق الفراش وسحبت لمياء من ساعدها ثم صاحت في وجهها محاولةً ألا ترفع صوتها
-إيه ال انتي لابساه ده يابنتي؟! إنتي مش عارفه ان العريس جاي يشوفك النهارده، ولا عارفه وقاصده! يالهوي لاتكوني ناويه تقابليهم كده، يافضحيتنا قدام الناس، عايز تقصري رقبة أبوكي يابت؟! إنجري قدامي على الحمام اغسلي وشك عبال ما أشوفلك حاجه شيك تلبسيها، دا انتي دكتوره وهتقعدي مع ظابط، ربنا يهديكي يابنتي.


تنفست لمياء بقوة، واحاط وجه والدتها بكفيها وأضافت
-حاضر ياست الكل خمس دقائق وأكون زي ما إنتي عايزه وأحلى، بس بلاش توتريني بكلامك ده لاني أصلا على أعصابي ومش مستحمله.

همست مروه باعتذارها منها وهي تُحيطها بذراعيها برفق، فشددت لمياء من ضمها لها وقبلَّتها من وجنتيها، استغرقوا بالداخل ربع ساعه بينما محمد كان جالساً مع الضيوف تارة يرحب بهم وتارة أخرى ينظر بإتجاه الغرف وهو يفرك أصابعه في بعضهم تلعثماً وإرتباكاً، بعد مرور بعض الوقت تفاجأ الجميع بمروه ممسكة بيد لمياء ويسيروا بإتجاهم، كانت لمياء حانية رأسها للأسفل خجلا وإضطرابا لأنها لأول مره تُوضع في مثل هذا الموقف، حينما شرع العريس رأسه وإلتفت نحوها لم يصدق بأنه يوجد مثل هذا الجمال الخلاب البراق على وجه الأرض، انتفض من مقعد وتسمر في مكانه محدقا بها لحين إقتربت من المقعد المقابل لمقعده وجلست فوقه، رمقه الجميع بذهول وابتسامات متفرقه، ثم شرع والده رأسه لإبنه وهو يقرصه من فخده ليفيق على حاله ويجلس، إرتجف العريس من ألم القرصه، ثم إنتبه بأن الجميع ينظروا اليه ضاحكين فضحك هو الآخر خجلا وعاد ليجلس على مقعده مختلساً النظر الى لمياء، لم يقوي أن يبعد عيناه عنها، على الجانب الآخر لمياء كانت تهز في ساقها وتقبض بكفيها على بعضهما إرتباكاً، بدت شاردة الزهن

لاحظ محمد إلتزام الصمت بين الجميع فبادر بالحديث ضاحكاً
-إيه ياجماعة الخير مالكم ساكتين كده! إيه ياعريس ماتسمعنا صوتك.


كاد العريس أن يتحدث فضغط والده على ساقه كي يصمت، بينما هو بدأ بالحديث بالنيابة عن العريس، حدق بلمياء مبتسماً وعقله يخبره بأنها من المُؤكد ستكون زوجة ولده، شهق الوالد
-اللهم صل على النبي، بنتك شبه الملاك يامحمد ربنا يحرصها من العين، إحنا والله جايين النهارده نتعرف عليكوا ونتشرف بإن بنتك المصون تتكرم وتوافق انها تكون زوجه لإبني موسى، وقبل ماتتكلم وتقول أي حاجه طلباتكوا كلها أوامر ولو مش بمقدورك تجهز إحنا كُفلاء بكل شيئ، احنا جايين على السمعه الطيبه وبعد ما شوفنا الدكتوره خلاص بصمنا بالعشره إنها تكون بنت من بناتي وهتزين عيلتنا وحياتنا كلها بمشيئة الله،ها..قولتوا إيه؟

أجابه محمد مسرعاً دون تفكير
-أولا ياحاج كلامك كله على العين والرأس، بس بنتي لسه ليها ثلاث سنين دراسه، وفكرة الزواج دي مش في بالها خالص، بس هي وافقت انها تشوف إبن سيادتك وتقعد معاه لعل وعسى توافق انها ترتبط قبل ماتخلص دراستها، انا للأمانه سايب ليها حرية الإختيار وأخذ القرار؛

ثم أشاح بنظره بعيدا عن أنظارهم ملتفتاً إلى لمياء مبتسماً، ربت فوق ساقها وتحدث إليها بطف
-إرفعي رأسك ياحبيبة بابا ورحَّبي بضيوفك، وكمان تشوفي الأستاذ موسى ولا نقول الظابط موسى.

ابتسمت لمياء ورفعت رأسها بهدوء كي تنظر إلى الجميع بحياء وخجل لحين وقعت عيناها على موسى وتفاجأت به مرتدياً زيُّه الرسمي، فأشارت إلى والدها بعيناها متسائلةً دون إصدار صوت، فهمها محمد فأجابها بصوت هادئ وهو يشير بيده نحو الجميع ليعرفها عليهم، حين وقع إصبعه على موسى فتأكدت بأنه العريس، إبتسمت إبتسامه هادئه ثم رحبت بهم وهي تهز رأسها
-أهلا وسهلا بكم جميعا، شرفتونا


حاولت لمياء نفض ما تشعر به من إفتقاد لبيسان في هذه اللحظه المهمه بحياتها، وزفرت بضيق من وِحدتِها، وقطبت جبينها ثم عادت تفرك بأصابعها وهي حانية لرأسها، سمعت شخص يتحدث بصوت مميز لامس قلبها قبل آذانها عندما أردف
-إحنا إل إتشرفنا بإننا إتعرفنا على أسره جميله زيكوا، وبتمنى نكون جزء منها.


توارت مروه هي الأخرى خلف لمياء واستمعت إلى كلماته، وهز رأسها بسعاده ثم حنت رأسها لتهمس في أذن لمياء
-تحسي كده انه بيغني مش بيتكلم كلام عادي زينا، أمال إيه مش ظابط! يابخت إل هتكون من نصيبه.


اخفت لمياء ابتسامتها والتفتت إليها وأردفت بهدوء
-ياماما إهدي شويه مش كده، الناس هتاخد بالها من تصرفاتك لو سمحتي أقعدي جنبي وأسكتي شويه.


وقف مُحمد يتطلع إلى موسى ولمياء ويتحدث بينه وبين نفسه
-مش عارف أنا ليه عندي إحساس ان بنتي هتوافق عليه، قلبي منشرح كده وسعيد، فيهم شبه من بع.....

أخرجه والد موسى من شروده عندما تحدث عليها راجيا
-بعد إذنك ياأبو العروسه، لو مفيش فيها إزعاج ممكن موسى يختلي بلمياء في مكان لوحدهم كده يتعرفوا عن قُرب ويتكلمو لان من المؤكد انهم محرجين يتكلموا قصادنا.

خفق قلب موسى شوقًا للجلوس معها منفردين، ازداد ارتجافه وأغمض عيناه، حينها وافق محمد علي رجاء والده، فمد محمد يده وربت فوق رأسه لمياء برفق وهو يومئ إليها بالنهوض من مقعدها وتذهب برفقة موسى إلى الشرفه ليجلسوا منفردين وفي نفس الوقت أمام ناظري الجميع، حينها رفعت لمياء رأسها وحدقت بعينا والدها السعيده، وابتسمت وهي تكفكف عرقها وأطاعت أمره بكل خجل وإحترام


عندما ولجوا الإثنان إلى الشرفه وجلسوا أمام بعضهما، ظلَّ موسى يرمقها بإعجاب وذهول، بينما كانت لمياء تتصبب عرقاً ولم تعرف كيف تبدأ معه الحديث، تلاشت شخصيتها القويه العنيده الباغضه من جنس الرجال، عبأ موسى صدره بالنفس ثم أردف إليها مبتسماً
-عارفة ياآنسه لمياء! أنا نفسي أفضل قاعد أدامك كدا العمر كله، والله ما عارف إيه إللي حصل لي من وقت مادخلتي عليا، سمعتي عن الحب من أول نظره؟ سامحيني لو كنت تجرأت معاكي في الكلام من أول مقابله، والله ما عارف أجمع كلمتين على بعض، وبصراحه نفسي أسمع صوتك، عايز اعرف كل حاجه عنك، وأي سؤال يخطر ببالك، إسألي وأنا تحت أمرك.


غلبتها دموعها، فسالت بغزارة فوق وجنتيها، لسماعها صوته يخبرها بمكنون صدره، التقت عيناهما سويًا، فأعاد موسى رأسه واسندها إلى المقعد وأردف
- سبحان الخالق الوهاب، أرجوكي توافقي عليا لإن حاسس إني وقعت ومحدش سميَّ عليا، تعرفي إني بقالي سنتين بدور على عروسه وما أخبيش عليكي شوفت كتير بس والله ولا واحده فيهم خطفتني زي ما إنتي خطفتيني كده، إتكلمي أرجوكي ماتسكتيش.


استسلمت ليماء لمشاعر الجياشه، وخفقات قلبها التي طالبتها بالتمسك بمُوسي لحديثه الراقي المعسول التي أحسَّته صادقاً ونابع من القلب، ونسيان عُمر المحب لها كي تتمكن من إتخاذ القرار الصائب بالنسبة لها ولمستقبلها، فهي معه سيشكلان درع عائلتها، وحتى وأن أصبحت الإبنة الوحيدة التي تزوجت أثناء دراستها وأكملت باقي السنوات في منزله؛ تنهدت لمياء ورفعت رأسها لترمقه بعيونها العسلي الكحيله ثم أجابته بصوتها العذب
-في البدايه كده كلامك لا غبار عليه، وحاسه انك انسان على خلق وصادق في مشاعرك لكن متهور شويه ومندفع في الكلام، بس دا ميمنعش اني عشان آخد قرار واكون متأكده منه اني لازم أشوفك مره كمان بس هيكون بعد انتهاء الإمتحانات لاني للأسف مش هعرف افكر في موضوعك وانا أصلا شايله هم المذاكره وكده، يعني عايزه منك تطلب انت من أسرتك وأسرتي يعطونا مهله الشهرين دول بس،وربنا يقدم اللي فيه الخير للجميع.


تبدلت ملامح موسى عندما سمع صوتها هو الآخر، بدت وكأنها أخذت منه صفاء نفسه وهدوئه، ازداد هيمانه وإعجابه بها، إقتنع بحديثها للغايه لانه لاحظ القبول في عيناها، بعدما أفضت له لمياء بما يدور في عقلها وقلبها، ومن مكانه راقب الجميع في الداخل ولاحظ شرودهم، ليزفر أنفاسه ويترك مكانه ليولج إليهم كي يتحدث معهم، هَمّت لمياء من مقعدها وولجت خلفه وجلسوا مع بعضهم البعض، فابعد محمد عيناه عن هاتفه ملتفتاً إلى إبنته ليقرأ ملامحها ومايوجد بعيناها التي لم يفهم منها شيء، وترك مكانه وكاد يغادر، ليوقفه صوت موسى
-بعد إذنك يا أستاذ محمد أنا حابب بس أقول كلمتين قبل ما نمشي؛


لبث محمد في مكانه وإستدار له مبتسماً، خوفًا مما سيُقال، إعتقادا منه بأن لمياء أخبرت موسى بالرفض، ليواجهه موسب بالتفافه حوله، ووضعه لكفيه فوق كتفيه، فازدرد محمد لعابه، وتطلع إلى لمياء بانكسار، فربت موسى فوق كتف محمد، وأشار إليه ليجلس إلى جواره
-مبدئيا كده الحمد لله حصل قبول من الطرفين، بس هنأجل كلام في الموضوع لبعد امتحانات الآنسه لمياء ماتخلص، بعدها هتصل بيك ونحدد ميعاد نيجي فيه ونعرف رأي لمياء الأخير


أوماء محمد برأسه متنهدا ثم أردف إليه ضاحكاً
-ورغبة بنتي على رأسنا كلنا، ربنا يقدم اللي فيه الخير ليكو.

حمحم موسي ليجلي صوته وسأل والده بصوت خافت
-يلا ياحاج نستأذن إحنا ونسيب الجماعه يرتاحو وهتبقى على تواصل بإذن الله مع الأستاذ محمد.

هز والده رأسه بالقبول إحتراماً لرغبة موسى ثم همُّوا بالمغادره بعدما ودَّعوا الجميع، إنتشى محمد بكلمات موسى، التي وضحت له كم هو سامي الخُلق وأيضا إتخذ قراره بالزواج من إبنته وفي إرتقاب موافقته، فابتسم لزوجته وللمياء وأردف
-تعرفوا إني موسى كبر في نظري اكتر يا بنات! ودلوقتي بقى يالولو هو رمي الكُره في ملعبك، قدامك فرصه شهرين تفكري فيهم على أقل من مهلك، وأنا واثق إنك هتوافقي ومتسألنيش منين جاني الإحساس ده لأن أنا نفسي مش عارف.

صمتت لمياء متعمدةً بعدما لاحظت لهفة والداها الخفيه على إتمام الزيجه، وقررت مشاكستهم فأردفت بلهجة جدية
-ها تحب أخلي الزواج بعد نتيجة السنه دي ماتظهر، ولا نخليها بعد ثلاث سنين اكون ساعتها خلصت دراسه خالص وإحتمال أكون إشتغلت كمان!؟

لوى محمد شفتيه لبرهة ثم ابتسم وهتف قائلًا
-لا ثلاث سنين كتير أوى قصدي يعني، بص يا حبيبتي انا ومامتك نفسنا نفرح بيكي بكره مش بعد سنه ونشيل ولادك بقي

كتمت لمياء ضحكاتها وعقبت مازحةً
-وبُكره ليه! طيب ما تخليها النهاردة أحسن يابابا، أقولك إتصل بيهم يطلعوا وإبعت هات المأذون.

أجابتها مروه مسرعةً
-آخ منك إنتي يالمياء، مالكيش حل يافصعونه إنتي، ربنا يسعدك ياضنايا، يلا ادخلي غيري هدومك عبال ما أجهز ليكوا العشاء، عشان تلحقي تذاكريلك كلمتين قبل ما تنامي.

انفجر محمد ضاحكًا وربت على ظهر إبنته
-هذا الشبل من ذاك الأسد، طالعه لباباها بتحب الهزار والضحك.


بعد مرور بعض الوقت ناقشوا فيها كلما صار معهم من قبل وقالت لمياء رأيها في ذاك العريس بوضوح، لاحظ محمد بأن موسى قد أعجبها، فاستأذنتهم لمياء بالولوج إلى غرفتها ثم جلبت هاتفها وصارت تتحدث مع بيسان فيما صار معها بعدما إطمأنت عليها وعلى أحوالها؛
وتساءلت بقلق هل ستوافق على طلب موسى بالفعل الزواج منها؟ أم سيكون لها رأي أخر! خاصة وأنها لم تأخذ قرار بهذه السرعه من قبل، لكن كان لبيسان رأي آخر في هذا الموضوع عندما أردفت إليها بلُطفٍ
-يالولو ياحبيبتي وقفي تفكير بعقلك ولو لمره واحده، وبعد كل إل إنتي حكتيه ده وبالحراره دي أقدر أقولك إن موسى ده هو إل هيسعدك ويهنيكي، إوعي لنفسك تخسريه لأن الواحده مننا مابتصدق تلاقي واحد متمسك بها كده وشاريها، وبعدين اتجدعني بقى عشان إبني يبق عنده صديق وأخ منك.

لأول مره كانت تتحدث بيسان بعقلانيه لدرجة أن لمياء لم تصدق أن من تتحدث معها هي بيسان الطائشه، سعدت لمياء بها كثيرا وفهمت بأن الزواج والإستقرار يغير ما بداخل الشخص للأفضل، لكن ماقالته في النهايه كانت مفاجأة سارَّه جداً وسعدت جدا لأنها ستكون خالتو!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي