الفصل الخامسحقيقة مؤلمة
الفصل الخامس من رواية سحبة روح
انتِ مدركة تماما بوجودي، لكنك لا تعترفي الإ عند إيذاء من يؤذيك.
تستيقظ روح، وتخرج من الغرفة راكضه، حتي تصل لمكان مواجهة الثعبان، وتتوقف وتنظر في جميع ارجاء المنزل باحثة عنه، حتي تصل للمطبخ وتشعر بحدث يأتي من داخلها أن من تبحث عنه في المطبخ، فتبحث في كل مكان حتى ترى الكيس القماشي، تجلس أمامه علي مفصليها، وتفتحه وتنظر داخله، لكنها لا تجد شيئا، ويغمرها شعور غريب بالنظر مرة أخرى، فترى خيالا للثعبان ينظر اليها كأنه يحذرها، فتقول روح:
-لقد سمعتك تتحدث من قبل أخبرني من حارد ومن أنت؟
يختفي الثعبان من أمامها عند دخول منيره للمطبخ، ترى روح ممسكه بالكيس، تمسك يدها، وتظل تناظرها بنظرات غليظة، وتقول لها:
-أنت رأيت الثعبان! لما لم تخبري الجميع، أم هل أنت من أحضرته الي هنا؟
تبتعد روح عنها دون إصدار كلمة واحدة، وتدخل غرفتها، وتجلس على تختها مندهشة، ولا تعلم كيف تتخلص من هذا الوضع؟
تشعر روح برائحة كريهة ملتصقة بملابسها، فتقف لتغيرها، وعند بدئها في خلع ملابسها، تدخل منيره فترى روح، ولا تحتمل رؤية جسدها، وتلتف للخروج، ولكن روح تناديها، وتقترب منها لتجعلها ترى جسدها عن قرب، وما وصلت إليه بسبب عنفها وإيذائها، فتحاول منيره الخروج مسرعة، وعندها تشعر روح بضرورة المواجهة فتقول:
-لم أرد منك يوما أن تكوني أما مثاليه، فقط أردت أما إن تألمت تحنو علي، وإن انكسرت تساندني، وفي ضعفي تكون قوتي، وفي حزني تكون فرحي، وفي ضياعي تكون طريقي الصحيح، وفي انهزامي تكون فوزي، أردت أما لا جلاد يعيش معي، يضربني ويؤلمني، وعند أول كلمة مني يثور علي، وتغضب حتى لرؤيتي سعيدة، أردت أما أردت أما
مع بكاء وصراخ، وشعور بالانكسار، ولا تدري منيره كيف تتكلم، وليس من شيمها الاعتراف بخطئي فعلته، فتحاول تجاهل كل كلام روح، وتخرج من الغرفة مسرعة، فتجد امامها محمد مندهشًا، وتدرك وقتها أنه قد علم بكل شيء، واستمع لكل حديث روح لها، تقترب منه، ولكنه يبتعد عنها، وينظر لها بكل كره، ويطرق الباب على روح مستأذنا ليدخل، وتطلب منه الدخول، وعندما يراها، يقول في نفسه:
-هل تحملت كل هذا؟ هل اخفيت كل شيء؟ هل انت حقا طفله صغيره أم ماذا؟.
ويقترب من روح ويقبلها، ويخبرها أن الدراسة اقتربت، لتشعر بالقليل من الفرح، ويجد أمامه المرهم المخصص لها، ويطلب منها وضعه لها.
تنام روح على التخت ويبدأ محمد في وضع الدواء، وكل يجرح تلمسه يداه يشعر به وكأنه يُضرب، وتتغلب عليه دموعه، وتنزل منه على جسد روح، فتدرك أن والدها يبكي، تعتدل روح، وتبتسم له، وتقول له:
-أنا بخير يا أبي فقط سقطه درج، لننسى أنها قد حدثت.
يقف محمد فجاءه، لا يتحكم في مشاعره، ويخرج من الغرفة راكضا، ويذهب من المنزل الي المسجد، يجلس باكيا يدعي ويناجي الله، ويلاحظه إمام المسجد فيقترب منه ويجلس بجانبه، ويضع يده على رأسه، ويبدأ في قراءة الرقية الشرعية عليه، وبعد انتهاءه، يسأل محمد ويقول:
-ما همك يا ولدي؟ لما أنت متألم الي هذه الدرجة؟
يقول محمد بصوت حزين وهو يشير بيداه الي الاسفل:
-ابنتي الصغيرة، يؤذيها كل من حولها، حتى أمها، لا أعلم كيف انقذها، ولا أدرك كيف تتحمل هذه الطفلة.
يقول الإمام:
-فكر قليلا ولكن بحرص حتى لا تؤذها أكثر، وستجد الحل لكل شيء.
يجلس محمد لوقت طويل بالمسجد يفكر، ويطلب ورقة وقلم من الشيخ، ويبدأ في كتابة كل ما يفكر به، حتى يتوصل الي حل، ويضع الورقة في جبته، ويذهب الي المنزل.
يدخل محمد المنزل، ويجلس علي الاريكة، وينادي على كل من بالمنزل، ويخرج الجميع إليه، ولكن ينقصهم روح، فيطلب من محمود احضارها هي الاخرى، ويذهب محمود الي غرفتها، ويساعدها ويخرجا الي والدهم مره اخرى.
يطلب منهم الجلوس جميعا لإخطارهم بقراره، ويجلسون جميعا، ولكنه يشير لروح لتقترب منه، وتجلس هي بجانبه، ويقول:
-من اليوم سوف تذهب روح للعيش مع أمي، وأنتم سنبحث عن منزل آخر، ونذهب من هنا، وبعد إنتهاء روح من الشهادة الابتدائية، ستعود للعيش معنا.
تنظر إليه روح بدهشه، وتقف وتذهب من تجمعهم إلي غرفتها، ويذهب ورائها محمد، يدخل إلي الغرفه ويجلس بجانبها، فتقول له روح وهي مدمعه:
-أتريد تركي يا أبي؟ هل أنا عائقا في حياتك؟
يقول لها محمد وهو يزيل دموعها من على وجهها:
-أبدا أنا أحاول حمايتك منهم، هل تظنين انني لا أعلم ما حدث لك؟ أنتي طفلتي الجميلة سأكون معك كل يوم، ولكنني غير مطمئن عليك هنا، وبعد انتهائك من الابتدائية، ستكونين نضجت أكثر حينها ستتعلمين الدفاع عن نفسك، وأيضا أنا واثق أن كل شيء وقتها سيكون تحسن، وفي أفضل حال.
ويقف محمد متجها الي الخزانة، ويفرغ كل ملابسها منها، ويضعها في حقيبة، ويدخل محمود الغرفة، ويركض إلي والده يترجاه أن يترك روح معهم، ويحاول محمد اقناعه، ويطلب منه مساعدته في تحضير روح للذهاب، ويقترب محمد من روح، ويمد يده لها، فتمسك بها روح، ويخرجا معا من الغرفة، ويخرج محمود ورائهم، تنظر منيره على روح، ولا تعلم كيف تبدي اسفها، ويمتلكها شعور الحزن والألم، وتضحك رهف ضحكات صامته صفراء، ويركض أحمد ويحتضن روح ويقبلها، ويقول لها:
-أنا انتظر عودتك.
يخرج محمد وروح من المنزل، ويركض محمود ورائهم حتى يصلو إلي منزل الجدة، وعندما تراهم ترحب بهم وتمسك روح وتقبلها وتسالها عن حالها، وتنظر ليد محمد وترى الحقيبة بيداه، فتساله:
-لمن هذه الحقيبة هل أنت ذاهب إلي مكان ما!
يرد عليها محمد مترجيا:
-لا يا أمي هذه حقيبة روح أتمنى أن تقبليها ضيفه لديك لبعض الوقت، حتي اهيئ لها الحياة المناسبة، ارجوك لا ترديني خائبا الرجاء.
تحمل الجدة عنه الحقيبة، وتدخلها الي غرفتها، وتنادي محمد لتتكلم معه للحظات، وعندما يذهب إليها يغلقا باب الغرفة وتجلس أمامه قائله:
-أخبرني ماذا حدث؟ ولا تحاول الكذب علي أبدا.
يقول محمد:
-اعترفت روح أن منيره من فعلت بها هذا، بينهم البعض وسمعت كل شيء، ويجلس على ركبته أمامها، ارجوك يا أمي ساعديني في إنقاذ هذه الطفلة البريئة، إن عادت معي إلي المنزل لا أعلم ما ستفعل بها مره أخرى.
تقبل الجدة رأس محمد ويخرجا من الغرفة، ولا تجد روح في مكانها، وعند البحث عنها، تجدها في المجلس تنظفه، وتفتح الشبابيك لتهويته، تندهش لما تراه طفلة صغيرة بهذا الحجم تفعل كل هذا، تقترب منها وتقبلها، وتعطيها المال لتذهب لشراء الحلوى مع أخيها، وتقول لها:
-أنت ما زلت طفلة عيشي طفولتك، واتركي العمل لي وإن اردت المساعدة سوف اطلبها منك هل فهمت، وتضع يدها على وجنته روح، وتداعبها منها، وتقترب لها وتحتضنها و تشم رائحتها المسكية.
يخرج محمود ومعه روح ويذهبا لشراء الحلوى، وعندما ينظر لوجهها يجدها مبتسمة، حينها يدرك أنها سعيدة وأن والدها قد فعل الاصلح لها.
وبعد عودتهم يطلب محمد من محمود توديع اخته، ويحتضناها معا، ويقبلاها، وتذرف روح الدموع متألمة للبعد عنهم، ولكن الجدة تمسك يدها، وتدخل بها إلي الغرفة وتجلسها علي التخت، وتفتح الخزانة، وتخرج منها حلوى الزبدية المكرملة، وهي المفضلة لدى روح، وتضعها في فم روح وتقول لها:
-مرحبا بك في منزلك الجديد، اتمني أن نكون شريكتا سكن، وأصدقاء، وتجلس بجانب روح وتبدأ في روى لها حياتها منذ البداية وقبل ولادة أبيها.
يعود محمد إلى المنزل، وينادي بصوت عالٍ على منيره، ويطلب منها تجهيز أطفالهم، وحقائبهم، وتنظيف المنزل، ويبدأ هو في لم عفش المنزل، تقترب منه منيره محاولة التحدث معه، يلتف إليها ويمسك يدها بقوة، حتى تشعر بألمٍ شديد، ويقول لها:
-لا تفكري في التحدث معي أبدا، إن كنت ما زلت زوجتي حتى الآ، فالسبب في ذلك أطفالي، أما أنت بالنسبة لي، أصبحتي غريبة عني، لا تربطنا صله سوى أطفالنا.
تذهب منيره من أمامه وتدخل الغرفة، وهي تبكي، وتصعد على التخت لسحب الحقيبة، لوضع الملابس بها، وبعد أن تضعها على التخت وتفتحها، تجد ثعبانًا ضخمًا أخر بها، تصرخ منيره وتركض إلى الباب محاولة فتحه، ولكنها لا تقدر على فتحه، فتنادي بصوتٍ عال، انقذوني (محمد) أنقذني، يسمعها محمد ولكنه لا يعيرها أي اهتمام، ويفكر في انها تحاول استعطافه باستخدام هذه الحيلة، ولكن منيره تكون لا حول لها ولا قوه، تجلس على الأرض وتنظر للأسفل حتي لا ترى الثعبان، ويقترب منها، ثم يقول:
-هل تظنين أنك قد تنجو بذهابك من هنا؟
تهلع منيره وتصرخ بصوتٍ أعلى، فتسمعها رهف، وتركض إلي الغرفة، وعندما تفتح الباب، تجد امامها الثعبان فتصرخ هي الأخرى.
يشعر محمد أن الأمر جدي فيركض إليهم، ولكن يكون الثعبان قد اختفى، و يسالهم:
-لم تصرخان هكذا هل جننتم؟
فتقول رهف ومنيره في صوتٍ واحد وهما يشيرا إلي الخزانة:
-ثعبان ضخم هناك.
يقترب محمد من الخزانة ويبحث بها، ولكنه لا يجد شيئا، وكأنه اختفى، وبعد أن ينتهي من البحث، يقول لهما:
-أدرك الآن أن روح لم تكن تفتعل أو تختلق ما تقول، لكنكم السبب الرئيسي لهذا، خلال ساعة أريد أن أرى انكم جاهزون للذهاب.
تذهب جدة روح للنوم بعد مجالسة جميله وضحكات كثيرة من روح، وتكون ممسكه بروح وكأنها كنز ثمين، رفيقة روح وطمأنينة قلب، وعندها تشعر روح ولأول مره بالأمان والحب، الرغبة في وجودها.
ويتبع
انتِ مدركة تماما بوجودي، لكنك لا تعترفي الإ عند إيذاء من يؤذيك.
تستيقظ روح، وتخرج من الغرفة راكضه، حتي تصل لمكان مواجهة الثعبان، وتتوقف وتنظر في جميع ارجاء المنزل باحثة عنه، حتي تصل للمطبخ وتشعر بحدث يأتي من داخلها أن من تبحث عنه في المطبخ، فتبحث في كل مكان حتى ترى الكيس القماشي، تجلس أمامه علي مفصليها، وتفتحه وتنظر داخله، لكنها لا تجد شيئا، ويغمرها شعور غريب بالنظر مرة أخرى، فترى خيالا للثعبان ينظر اليها كأنه يحذرها، فتقول روح:
-لقد سمعتك تتحدث من قبل أخبرني من حارد ومن أنت؟
يختفي الثعبان من أمامها عند دخول منيره للمطبخ، ترى روح ممسكه بالكيس، تمسك يدها، وتظل تناظرها بنظرات غليظة، وتقول لها:
-أنت رأيت الثعبان! لما لم تخبري الجميع، أم هل أنت من أحضرته الي هنا؟
تبتعد روح عنها دون إصدار كلمة واحدة، وتدخل غرفتها، وتجلس على تختها مندهشة، ولا تعلم كيف تتخلص من هذا الوضع؟
تشعر روح برائحة كريهة ملتصقة بملابسها، فتقف لتغيرها، وعند بدئها في خلع ملابسها، تدخل منيره فترى روح، ولا تحتمل رؤية جسدها، وتلتف للخروج، ولكن روح تناديها، وتقترب منها لتجعلها ترى جسدها عن قرب، وما وصلت إليه بسبب عنفها وإيذائها، فتحاول منيره الخروج مسرعة، وعندها تشعر روح بضرورة المواجهة فتقول:
-لم أرد منك يوما أن تكوني أما مثاليه، فقط أردت أما إن تألمت تحنو علي، وإن انكسرت تساندني، وفي ضعفي تكون قوتي، وفي حزني تكون فرحي، وفي ضياعي تكون طريقي الصحيح، وفي انهزامي تكون فوزي، أردت أما لا جلاد يعيش معي، يضربني ويؤلمني، وعند أول كلمة مني يثور علي، وتغضب حتى لرؤيتي سعيدة، أردت أما أردت أما
مع بكاء وصراخ، وشعور بالانكسار، ولا تدري منيره كيف تتكلم، وليس من شيمها الاعتراف بخطئي فعلته، فتحاول تجاهل كل كلام روح، وتخرج من الغرفة مسرعة، فتجد امامها محمد مندهشًا، وتدرك وقتها أنه قد علم بكل شيء، واستمع لكل حديث روح لها، تقترب منه، ولكنه يبتعد عنها، وينظر لها بكل كره، ويطرق الباب على روح مستأذنا ليدخل، وتطلب منه الدخول، وعندما يراها، يقول في نفسه:
-هل تحملت كل هذا؟ هل اخفيت كل شيء؟ هل انت حقا طفله صغيره أم ماذا؟.
ويقترب من روح ويقبلها، ويخبرها أن الدراسة اقتربت، لتشعر بالقليل من الفرح، ويجد أمامه المرهم المخصص لها، ويطلب منها وضعه لها.
تنام روح على التخت ويبدأ محمد في وضع الدواء، وكل يجرح تلمسه يداه يشعر به وكأنه يُضرب، وتتغلب عليه دموعه، وتنزل منه على جسد روح، فتدرك أن والدها يبكي، تعتدل روح، وتبتسم له، وتقول له:
-أنا بخير يا أبي فقط سقطه درج، لننسى أنها قد حدثت.
يقف محمد فجاءه، لا يتحكم في مشاعره، ويخرج من الغرفة راكضا، ويذهب من المنزل الي المسجد، يجلس باكيا يدعي ويناجي الله، ويلاحظه إمام المسجد فيقترب منه ويجلس بجانبه، ويضع يده على رأسه، ويبدأ في قراءة الرقية الشرعية عليه، وبعد انتهاءه، يسأل محمد ويقول:
-ما همك يا ولدي؟ لما أنت متألم الي هذه الدرجة؟
يقول محمد بصوت حزين وهو يشير بيداه الي الاسفل:
-ابنتي الصغيرة، يؤذيها كل من حولها، حتى أمها، لا أعلم كيف انقذها، ولا أدرك كيف تتحمل هذه الطفلة.
يقول الإمام:
-فكر قليلا ولكن بحرص حتى لا تؤذها أكثر، وستجد الحل لكل شيء.
يجلس محمد لوقت طويل بالمسجد يفكر، ويطلب ورقة وقلم من الشيخ، ويبدأ في كتابة كل ما يفكر به، حتى يتوصل الي حل، ويضع الورقة في جبته، ويذهب الي المنزل.
يدخل محمد المنزل، ويجلس علي الاريكة، وينادي على كل من بالمنزل، ويخرج الجميع إليه، ولكن ينقصهم روح، فيطلب من محمود احضارها هي الاخرى، ويذهب محمود الي غرفتها، ويساعدها ويخرجا الي والدهم مره اخرى.
يطلب منهم الجلوس جميعا لإخطارهم بقراره، ويجلسون جميعا، ولكنه يشير لروح لتقترب منه، وتجلس هي بجانبه، ويقول:
-من اليوم سوف تذهب روح للعيش مع أمي، وأنتم سنبحث عن منزل آخر، ونذهب من هنا، وبعد إنتهاء روح من الشهادة الابتدائية، ستعود للعيش معنا.
تنظر إليه روح بدهشه، وتقف وتذهب من تجمعهم إلي غرفتها، ويذهب ورائها محمد، يدخل إلي الغرفه ويجلس بجانبها، فتقول له روح وهي مدمعه:
-أتريد تركي يا أبي؟ هل أنا عائقا في حياتك؟
يقول لها محمد وهو يزيل دموعها من على وجهها:
-أبدا أنا أحاول حمايتك منهم، هل تظنين انني لا أعلم ما حدث لك؟ أنتي طفلتي الجميلة سأكون معك كل يوم، ولكنني غير مطمئن عليك هنا، وبعد انتهائك من الابتدائية، ستكونين نضجت أكثر حينها ستتعلمين الدفاع عن نفسك، وأيضا أنا واثق أن كل شيء وقتها سيكون تحسن، وفي أفضل حال.
ويقف محمد متجها الي الخزانة، ويفرغ كل ملابسها منها، ويضعها في حقيبة، ويدخل محمود الغرفة، ويركض إلي والده يترجاه أن يترك روح معهم، ويحاول محمد اقناعه، ويطلب منه مساعدته في تحضير روح للذهاب، ويقترب محمد من روح، ويمد يده لها، فتمسك بها روح، ويخرجا معا من الغرفة، ويخرج محمود ورائهم، تنظر منيره على روح، ولا تعلم كيف تبدي اسفها، ويمتلكها شعور الحزن والألم، وتضحك رهف ضحكات صامته صفراء، ويركض أحمد ويحتضن روح ويقبلها، ويقول لها:
-أنا انتظر عودتك.
يخرج محمد وروح من المنزل، ويركض محمود ورائهم حتى يصلو إلي منزل الجدة، وعندما تراهم ترحب بهم وتمسك روح وتقبلها وتسالها عن حالها، وتنظر ليد محمد وترى الحقيبة بيداه، فتساله:
-لمن هذه الحقيبة هل أنت ذاهب إلي مكان ما!
يرد عليها محمد مترجيا:
-لا يا أمي هذه حقيبة روح أتمنى أن تقبليها ضيفه لديك لبعض الوقت، حتي اهيئ لها الحياة المناسبة، ارجوك لا ترديني خائبا الرجاء.
تحمل الجدة عنه الحقيبة، وتدخلها الي غرفتها، وتنادي محمد لتتكلم معه للحظات، وعندما يذهب إليها يغلقا باب الغرفة وتجلس أمامه قائله:
-أخبرني ماذا حدث؟ ولا تحاول الكذب علي أبدا.
يقول محمد:
-اعترفت روح أن منيره من فعلت بها هذا، بينهم البعض وسمعت كل شيء، ويجلس على ركبته أمامها، ارجوك يا أمي ساعديني في إنقاذ هذه الطفلة البريئة، إن عادت معي إلي المنزل لا أعلم ما ستفعل بها مره أخرى.
تقبل الجدة رأس محمد ويخرجا من الغرفة، ولا تجد روح في مكانها، وعند البحث عنها، تجدها في المجلس تنظفه، وتفتح الشبابيك لتهويته، تندهش لما تراه طفلة صغيرة بهذا الحجم تفعل كل هذا، تقترب منها وتقبلها، وتعطيها المال لتذهب لشراء الحلوى مع أخيها، وتقول لها:
-أنت ما زلت طفلة عيشي طفولتك، واتركي العمل لي وإن اردت المساعدة سوف اطلبها منك هل فهمت، وتضع يدها على وجنته روح، وتداعبها منها، وتقترب لها وتحتضنها و تشم رائحتها المسكية.
يخرج محمود ومعه روح ويذهبا لشراء الحلوى، وعندما ينظر لوجهها يجدها مبتسمة، حينها يدرك أنها سعيدة وأن والدها قد فعل الاصلح لها.
وبعد عودتهم يطلب محمد من محمود توديع اخته، ويحتضناها معا، ويقبلاها، وتذرف روح الدموع متألمة للبعد عنهم، ولكن الجدة تمسك يدها، وتدخل بها إلي الغرفة وتجلسها علي التخت، وتفتح الخزانة، وتخرج منها حلوى الزبدية المكرملة، وهي المفضلة لدى روح، وتضعها في فم روح وتقول لها:
-مرحبا بك في منزلك الجديد، اتمني أن نكون شريكتا سكن، وأصدقاء، وتجلس بجانب روح وتبدأ في روى لها حياتها منذ البداية وقبل ولادة أبيها.
يعود محمد إلى المنزل، وينادي بصوت عالٍ على منيره، ويطلب منها تجهيز أطفالهم، وحقائبهم، وتنظيف المنزل، ويبدأ هو في لم عفش المنزل، تقترب منه منيره محاولة التحدث معه، يلتف إليها ويمسك يدها بقوة، حتى تشعر بألمٍ شديد، ويقول لها:
-لا تفكري في التحدث معي أبدا، إن كنت ما زلت زوجتي حتى الآ، فالسبب في ذلك أطفالي، أما أنت بالنسبة لي، أصبحتي غريبة عني، لا تربطنا صله سوى أطفالنا.
تذهب منيره من أمامه وتدخل الغرفة، وهي تبكي، وتصعد على التخت لسحب الحقيبة، لوضع الملابس بها، وبعد أن تضعها على التخت وتفتحها، تجد ثعبانًا ضخمًا أخر بها، تصرخ منيره وتركض إلى الباب محاولة فتحه، ولكنها لا تقدر على فتحه، فتنادي بصوتٍ عال، انقذوني (محمد) أنقذني، يسمعها محمد ولكنه لا يعيرها أي اهتمام، ويفكر في انها تحاول استعطافه باستخدام هذه الحيلة، ولكن منيره تكون لا حول لها ولا قوه، تجلس على الأرض وتنظر للأسفل حتي لا ترى الثعبان، ويقترب منها، ثم يقول:
-هل تظنين أنك قد تنجو بذهابك من هنا؟
تهلع منيره وتصرخ بصوتٍ أعلى، فتسمعها رهف، وتركض إلي الغرفة، وعندما تفتح الباب، تجد امامها الثعبان فتصرخ هي الأخرى.
يشعر محمد أن الأمر جدي فيركض إليهم، ولكن يكون الثعبان قد اختفى، و يسالهم:
-لم تصرخان هكذا هل جننتم؟
فتقول رهف ومنيره في صوتٍ واحد وهما يشيرا إلي الخزانة:
-ثعبان ضخم هناك.
يقترب محمد من الخزانة ويبحث بها، ولكنه لا يجد شيئا، وكأنه اختفى، وبعد أن ينتهي من البحث، يقول لهما:
-أدرك الآن أن روح لم تكن تفتعل أو تختلق ما تقول، لكنكم السبب الرئيسي لهذا، خلال ساعة أريد أن أرى انكم جاهزون للذهاب.
تذهب جدة روح للنوم بعد مجالسة جميله وضحكات كثيرة من روح، وتكون ممسكه بروح وكأنها كنز ثمين، رفيقة روح وطمأنينة قلب، وعندها تشعر روح ولأول مره بالأمان والحب، الرغبة في وجودها.
ويتبع