الفصل التاسع
الفصل التاسع
تسللت خيوط الليل وملأت الأجواء ظلاما، لكن ضوء القمر أنار الطرقات كضوء مصباح شديد الإنارة، هنالك
في منزل طغت عليه علامات الحزن، النابع من فقدان الأحبة، حزن طغى وتوغل في صمامات القلوب، كالسم ينتشر بالأوردة والشرايين، كان يجلس مع والديه بغرفتهم، غرفة كبيرة يطغوا عليها الطابع القديم، يوجد بها مقاعد من الأرابيسك، تلتف حول طاولة صغيرة، عليها بعض الرسوم التي تعود إلى أيام الفراعنة، وعلى مسافة منها يوجد سرير كبي من خشب الزان الذي كان مشهورا في حقبة الثمانيات، وإلى جواره (دولاب ) من نفس الخامة، والشكل، يضم الثياب،
كانوا يجلسون حول الطاولة الصغيرة وبعض أكواب الشاي تتراص عليها، تحدث والده مجليا صوته بسؤاله
- هااه يا حسن يا ولدي كلمت مصطفى وقولت له اللي قولته لك ؟!
ليجيب والده بنبرة يشوبها التوتر من الحديث المقبل عليه: أيوة يا ابوي، كلمته بس ......
الحاج صابر: بس ايه يا حسن يا ولدي !
يرد بنبرة متألمة: حسيته قلقان من مكالمتي ومش عاوز يتكلم من الأساس، بس هو مقالش حاجة غير إن فاطمة مش هتقبل تشوفنا في الوقت الحالي
تتحدث والدته بنبرة طغى عليها وغلبتها الدموع لتتحرر من عينيها كشلال ينوع ماء جاري: فاطمة بنتي اللي مش عاوزة تشوفنا وتقابلنا، بعد السنين دي كلها ولسة مش راضية حتى تكلم أهلها!
بس أنا عذراها اللي احنا عملناه ميستحقش الغفران، بس أنا .....
يقاطعها زوجها بربته على يديها : عندها حق يا حنان، اعذريها، وبعدين حقها هي وجوزها يخافوا مننا بعد اللي حصل، كفاية كدة احنا هنعافر معاهم عشان يسمحونا الله أعلم العمر لسة في باقي ولا لأ
حسن : تحدث وعينيه تشع بالندم، بعد الش عنك يا ابوي، أنا بإذن الله هكلمه تاني وان طلت اروح لحد عنده هروح واتكلم معاه، وبإذن الله كل شيء يتصلح
حنان : يتصلح كيف يا ولدي، هو اللي بيموت بيرجع
لم يعد يحتمل أكثر من هذا ليقرر المغادرة، يكفيه عذاب ضميره الذي يجلده ليلا ونهارا، ذنب اقترفه في ثورة غضبه، كلفته أرواحا، وذنبا لازال يؤرق نومه، ويسهب تفكيره في كل وقت وحين، دخل غرفته مندفعا ليجد زوجته تطوي سجادة الصلاة عقب انتهائها من أداء فريضة العشاء، لتتعجب من دخوله بهذه الطريقة، تتجه نحوه بخطوات قلقة، تسأله عما به،
منار : مالك يا حسن؟ فيك ايه!
ينظر بعينين ملغها الدمع الحبيس، وما أشد ألم دموع الرجال، تصدم من هيئته، لتتوجس أكثر من حالته هذه، فزوجها لا يزرف الدموع سوى ألما على ذنبه الذي لازال يجثم على صدره، لم تتحدث بل توجهت وجلست لجواره، أخذته بأحضانها مربتةً على ظهره وكتفيه وهي تخبره
- ابكي يا حسن، عيط وخرج كل الدموع اللي مخلياك مبتنامش يا ضي عيني، عارفة ان حملك تقيل، لكن ده قضاء ربك، ارضى بيه
لم يصدر عنه سوى شهقات فاض بها الدمع حتى بللت ثيابها، لم تنهره، بل تركته يخرج ألمه، وحزنه، وضعفه في أحضانها، فالزوجة سكناً، ورحمةً لزوجها، وضعفه أماها ليس عيبا بل شعورا بالمحبة، الرجل لا يريد أحدا أن يراه ضعيفا، لكن زوجته وبئر أسراره حضنه الدافئ من يخق لها رؤية هذا الضعف; بل وتحويله لقوة،
ليرفع رأسه بعد مدة ليست بالقصيرة بعد أن طرد جزءا من الهم الذي يجثم على صدره، لم يكن يربدها أن تراه هكذا، ليتحرك مبتعدا، لكنها توقفه بكلماتها التي تطيب بها خاطره
منار : ادخل توضأ وصلي ركعتين لله يا ابو حنين،
يرفع رأسه ينظر إليها ليعلم أنها تعلم ما به، لتكمل ،ارتمي في حضن ربنا، ربك غفور رحيم
لم يتحدث بل توجه للمرحاض مقبلا على الوضوء، يطلب الصفح من رب العباد
********************************************
تجلس مع أصدقاءها بإحدى الملاهي الليلية لا تدري ما ذا تفعل، يجلسون بثياب فاضحة، ومساحيق تجميل تغطي ملامحهم بكثرة، وموسيقى صاخبة تعلو في أنحاء المكان، كانت تنظر لصديقتها التي ترقص مع رفيقها بصورة بشعة، لم تعلم هل هي أيضا بمثل هذه البشاعة، كانت تعلم "هند" جيدا وأنها فتاة لعوب، لكنها ارتضت صداقتها من أجل أن تبقى لجوار" نادر" فتى أحلامها، فرفيقها صديقه المقرب، ويعلم جميع أسراره، رغم أنها تعرفه منذ زمن، لكنه لم يظهر لها إعجابه بها أبدا، رغم أنها فتاة جميلة، تتميز بعيون بنية فاتحة اللون تماثل لون شعرها، مع بشرة بيضاء، وقوام ممشوق، فوالدتها تحرص على هذا الأمر، لكنه لا يعيرها اهتماما، تفق من تحديقها بهم على صوته يناديها بصوت عال لشدة علو صوت الموسيقى التي تملأ المكان،
نادر: إيه يا جنى ساكتة كدة ليه، ده انتي اللي طلبتي تيجي هنا!
تنظر نظرة ضائعة، : هو انا وحشة يا نادر؟!
ينظر لها بتعجب : لأ، ليه بتسألي سؤال إنتِ عارفة إجابته يا جنى!
انتي مش طبيعية خالص النهاردة
جني: تنهيدة عميقة خرجت من جوفها لتقول، : مش عارفة يا نادر، خلاص متشغلش بالك، أنا كويسة
في هذه اللحظة اتجهت هند هي ورفيقها تجاههم، لتبادر بالحديث
هند : ايه يا جنى هي لسة الشيخة رؤى مأثرة عليكي ولا إيه، سيبك مها هي بت قفل...
جنى: رؤى ! وانا أشغل بالي بيها ليه
نادر: بنبرة قوية، انتوا مالكم بيها، رؤى في حالها، ياريت تشيلوها من دماغكم أحسن عشان ترتاحوا
جنى: وقد بدا عليها الانفعال، وانت بتدافع عنها أوي كدة ليه يا سي نادر، شكلها عجباك
ليرد ببرود استفزها أكثر: ومتعجبنيش ليه يا جنى
جنى : تعجبك في ايه، في الخيمة اللي لبساها، ولا في شعرها اللي ....
نادر : يقاطعها ممسكا بذراعها، اوعي تكملي يا جنى، أصل قسما بالله هزعلك، وبقولها لك لآخر مرة ملكيش دعوة بيها
ثم يتركهم ويغادر، لتحدثها رفيقتها،
هند : خلاص يا جنى فكك منها و..
تلتفت إليها بنظرة شرسة: أسيبها، بكرة تشوفي هاعمل له فيها إيه
**********************************************
في صباح اليوم التالي بعد ما استعدا كلاهما للمغادرة، كانا يسيران بجوار بعضهما البعض، صمت مطبق خيم عليهم، قررت قطعه متسائلة عما سيحدث مع مخطوبته، وما سيكون قراره
رؤى : أبيه هو حضرتك قررت إيه في موضوع جوازك انت وجميلة، يعني ...
محمد: رؤى حبيبتي ممكن تطلعي الموضوع ده من دماغك، وبعدين جميلة كلمتني واعتذرت عن اللي قالته، وأنا بإذن الله هروح لها بالليل واتكلم معاها عشان كل حاجة تكون واضحة، انتي خليكي في مذاكرتك ودراستك وبس، أنا يستحيل هتجوز غير لما اطمن عليكِ فهماني، نقفل بقي الموضوع
تتحدث بفرحة ظاهرة على محياها عقب إخبارها بحديثه مع مخطوبته، رؤى: طيب أنا عاوزة اجي معاك بقي النهاردة، واقعد مع جميلة وطنط سناء شوية، و....
يقاطعها بحديث غير قابل للنقاش، محمد : رؤى بلاش تيجي معايا المرة دي أنا هروح لوحدي، واوعدك المرة الجاية بإذن الله هتيجي معايا، خلاص بقي قفلي
يصمت ولكن الحرب بداخله لا زالت دائرة، لم تنتهي، يريد أن يتأكد من قراره، هل يكمل معها أم ماذا سيكون مصيرهم،! فهو لن يتخلى عن أخته الصغرى مهما حدث، حتى وإن ظل بلا زواج، يفق من شروده على حديثها بفرحة ظاهرة عن رؤيتها لرفيقتها الجديدة، ليدرك حينها وصولهم، وقعت عيناه على صاحبة عيون القطة كما أسماها، ليتدارك الأمر ويغض بصره، عندما رءاها تقترب، ليقرر المغادرة موصيا صغيرته بتوخي الحذر، تنطلق بعدها تجاه رفيقتها بفرحة صادقة، تجدها مقبلة عليها بابتسامة فرحة كمن وجد نصفه الآخر
هنا: رؤى، ازيك وحشتيني كتييير خالص
لتنظر إليها بتعجب
رؤى : هنا! صباح الخير! انتِ كمان وحشتيني
كانت تسير لجوارها وبداخلها أحاديث كثيرة تريد أن تتحدث وإلا ستختنق مما يجثم على صدرها، أنقذها سؤالها،
رؤى: مالك يا هنا؟!
شكلك مش طبيعي خالص، هو في حاجة مضايقاكِ !
تتنهد وهي تنظر لها نظرة شخص تائه بي أفكاره، لا تستطيع أن تتبين طريقها، تريد الحديث والبوح عما بداخلها، لكنها لا تستطيع أن تتحدث مع أي شخص عن هذا الأمر، فهذا يعد أمرا خاصا بعائلتها، لكنها تريد الخروج من الدائرة، حتى تتممن من فهم ما يحدث، رجوعهم إلى موطنهم بعد كل هذه السنوات فجأة؟ عزوف والدتها عن رؤية عائلتها؟ أسئلة عديدة لا تجد لها إجابات، لتقرر الحديث
هنا: رؤى أنا عاوزة أتكلم مع حد أثق فيه، في حاجات كتير حصلت الأيام اللي فاتت مش لقية لها إجابات، محتاجة اتكلم مع حد يفهمني، واقدر أأمن سري معاه
رؤى: حبيبتي ليه حاساكي تائهة كدة، غنا موجودة معاكي، لما تحسي بالأمان تجاهي احكي لي وانا مستعدة أسمعك، واطمني عمري ما أقول لحد حاجة
هنا: أنا عمري ما حسيت بالأمان نحية حد، ما أبيه سليم هو صاحبي الوحيد، بئر أسراري، رغم إنه أخويا الكبير، والولد، بس دايما كان أقرب حد ليا، وقت ما كنت بحتاجه بلاقيه، وانتي حاسة نحيتك نفس الإحساس، مش عارفة أول مشوفتك حسيت إني اعرفك، المهم دلوقتي لسة بدري على المحاضرة الأولى، تعالي نقعد ونتكلم، يمكن تفهميني إيه اللي بيحصل
رؤى: بصي أنا مبحبش اقعد برة كتير بس عشان خاطرك يا هنون، هتنازل واقعد معاكي
هنا: يا سلام على التضحية، بقولك يلا بسرعة قبل المحاضرة
يتجهون نحو الكافتيريا الخاصة بالجامعة
*********************************************
انتهى الفصل وياريت اشوف التفاعل واعرف رأيكم فيها، يا جماعة والله العظيم الرواية دي بعد ما خلصت كتابة كاملة، اتحذفت من على الفون ، يعني بعيد كتابتها تاني ،
يعني
تسللت خيوط الليل وملأت الأجواء ظلاما، لكن ضوء القمر أنار الطرقات كضوء مصباح شديد الإنارة، هنالك
في منزل طغت عليه علامات الحزن، النابع من فقدان الأحبة، حزن طغى وتوغل في صمامات القلوب، كالسم ينتشر بالأوردة والشرايين، كان يجلس مع والديه بغرفتهم، غرفة كبيرة يطغوا عليها الطابع القديم، يوجد بها مقاعد من الأرابيسك، تلتف حول طاولة صغيرة، عليها بعض الرسوم التي تعود إلى أيام الفراعنة، وعلى مسافة منها يوجد سرير كبي من خشب الزان الذي كان مشهورا في حقبة الثمانيات، وإلى جواره (دولاب ) من نفس الخامة، والشكل، يضم الثياب،
كانوا يجلسون حول الطاولة الصغيرة وبعض أكواب الشاي تتراص عليها، تحدث والده مجليا صوته بسؤاله
- هااه يا حسن يا ولدي كلمت مصطفى وقولت له اللي قولته لك ؟!
ليجيب والده بنبرة يشوبها التوتر من الحديث المقبل عليه: أيوة يا ابوي، كلمته بس ......
الحاج صابر: بس ايه يا حسن يا ولدي !
يرد بنبرة متألمة: حسيته قلقان من مكالمتي ومش عاوز يتكلم من الأساس، بس هو مقالش حاجة غير إن فاطمة مش هتقبل تشوفنا في الوقت الحالي
تتحدث والدته بنبرة طغى عليها وغلبتها الدموع لتتحرر من عينيها كشلال ينوع ماء جاري: فاطمة بنتي اللي مش عاوزة تشوفنا وتقابلنا، بعد السنين دي كلها ولسة مش راضية حتى تكلم أهلها!
بس أنا عذراها اللي احنا عملناه ميستحقش الغفران، بس أنا .....
يقاطعها زوجها بربته على يديها : عندها حق يا حنان، اعذريها، وبعدين حقها هي وجوزها يخافوا مننا بعد اللي حصل، كفاية كدة احنا هنعافر معاهم عشان يسمحونا الله أعلم العمر لسة في باقي ولا لأ
حسن : تحدث وعينيه تشع بالندم، بعد الش عنك يا ابوي، أنا بإذن الله هكلمه تاني وان طلت اروح لحد عنده هروح واتكلم معاه، وبإذن الله كل شيء يتصلح
حنان : يتصلح كيف يا ولدي، هو اللي بيموت بيرجع
لم يعد يحتمل أكثر من هذا ليقرر المغادرة، يكفيه عذاب ضميره الذي يجلده ليلا ونهارا، ذنب اقترفه في ثورة غضبه، كلفته أرواحا، وذنبا لازال يؤرق نومه، ويسهب تفكيره في كل وقت وحين، دخل غرفته مندفعا ليجد زوجته تطوي سجادة الصلاة عقب انتهائها من أداء فريضة العشاء، لتتعجب من دخوله بهذه الطريقة، تتجه نحوه بخطوات قلقة، تسأله عما به،
منار : مالك يا حسن؟ فيك ايه!
ينظر بعينين ملغها الدمع الحبيس، وما أشد ألم دموع الرجال، تصدم من هيئته، لتتوجس أكثر من حالته هذه، فزوجها لا يزرف الدموع سوى ألما على ذنبه الذي لازال يجثم على صدره، لم تتحدث بل توجهت وجلست لجواره، أخذته بأحضانها مربتةً على ظهره وكتفيه وهي تخبره
- ابكي يا حسن، عيط وخرج كل الدموع اللي مخلياك مبتنامش يا ضي عيني، عارفة ان حملك تقيل، لكن ده قضاء ربك، ارضى بيه
لم يصدر عنه سوى شهقات فاض بها الدمع حتى بللت ثيابها، لم تنهره، بل تركته يخرج ألمه، وحزنه، وضعفه في أحضانها، فالزوجة سكناً، ورحمةً لزوجها، وضعفه أماها ليس عيبا بل شعورا بالمحبة، الرجل لا يريد أحدا أن يراه ضعيفا، لكن زوجته وبئر أسراره حضنه الدافئ من يخق لها رؤية هذا الضعف; بل وتحويله لقوة،
ليرفع رأسه بعد مدة ليست بالقصيرة بعد أن طرد جزءا من الهم الذي يجثم على صدره، لم يكن يربدها أن تراه هكذا، ليتحرك مبتعدا، لكنها توقفه بكلماتها التي تطيب بها خاطره
منار : ادخل توضأ وصلي ركعتين لله يا ابو حنين،
يرفع رأسه ينظر إليها ليعلم أنها تعلم ما به، لتكمل ،ارتمي في حضن ربنا، ربك غفور رحيم
لم يتحدث بل توجه للمرحاض مقبلا على الوضوء، يطلب الصفح من رب العباد
********************************************
تجلس مع أصدقاءها بإحدى الملاهي الليلية لا تدري ما ذا تفعل، يجلسون بثياب فاضحة، ومساحيق تجميل تغطي ملامحهم بكثرة، وموسيقى صاخبة تعلو في أنحاء المكان، كانت تنظر لصديقتها التي ترقص مع رفيقها بصورة بشعة، لم تعلم هل هي أيضا بمثل هذه البشاعة، كانت تعلم "هند" جيدا وأنها فتاة لعوب، لكنها ارتضت صداقتها من أجل أن تبقى لجوار" نادر" فتى أحلامها، فرفيقها صديقه المقرب، ويعلم جميع أسراره، رغم أنها تعرفه منذ زمن، لكنه لم يظهر لها إعجابه بها أبدا، رغم أنها فتاة جميلة، تتميز بعيون بنية فاتحة اللون تماثل لون شعرها، مع بشرة بيضاء، وقوام ممشوق، فوالدتها تحرص على هذا الأمر، لكنه لا يعيرها اهتماما، تفق من تحديقها بهم على صوته يناديها بصوت عال لشدة علو صوت الموسيقى التي تملأ المكان،
نادر: إيه يا جنى ساكتة كدة ليه، ده انتي اللي طلبتي تيجي هنا!
تنظر نظرة ضائعة، : هو انا وحشة يا نادر؟!
ينظر لها بتعجب : لأ، ليه بتسألي سؤال إنتِ عارفة إجابته يا جنى!
انتي مش طبيعية خالص النهاردة
جني: تنهيدة عميقة خرجت من جوفها لتقول، : مش عارفة يا نادر، خلاص متشغلش بالك، أنا كويسة
في هذه اللحظة اتجهت هند هي ورفيقها تجاههم، لتبادر بالحديث
هند : ايه يا جنى هي لسة الشيخة رؤى مأثرة عليكي ولا إيه، سيبك مها هي بت قفل...
جنى: رؤى ! وانا أشغل بالي بيها ليه
نادر: بنبرة قوية، انتوا مالكم بيها، رؤى في حالها، ياريت تشيلوها من دماغكم أحسن عشان ترتاحوا
جنى: وقد بدا عليها الانفعال، وانت بتدافع عنها أوي كدة ليه يا سي نادر، شكلها عجباك
ليرد ببرود استفزها أكثر: ومتعجبنيش ليه يا جنى
جنى : تعجبك في ايه، في الخيمة اللي لبساها، ولا في شعرها اللي ....
نادر : يقاطعها ممسكا بذراعها، اوعي تكملي يا جنى، أصل قسما بالله هزعلك، وبقولها لك لآخر مرة ملكيش دعوة بيها
ثم يتركهم ويغادر، لتحدثها رفيقتها،
هند : خلاص يا جنى فكك منها و..
تلتفت إليها بنظرة شرسة: أسيبها، بكرة تشوفي هاعمل له فيها إيه
**********************************************
في صباح اليوم التالي بعد ما استعدا كلاهما للمغادرة، كانا يسيران بجوار بعضهما البعض، صمت مطبق خيم عليهم، قررت قطعه متسائلة عما سيحدث مع مخطوبته، وما سيكون قراره
رؤى : أبيه هو حضرتك قررت إيه في موضوع جوازك انت وجميلة، يعني ...
محمد: رؤى حبيبتي ممكن تطلعي الموضوع ده من دماغك، وبعدين جميلة كلمتني واعتذرت عن اللي قالته، وأنا بإذن الله هروح لها بالليل واتكلم معاها عشان كل حاجة تكون واضحة، انتي خليكي في مذاكرتك ودراستك وبس، أنا يستحيل هتجوز غير لما اطمن عليكِ فهماني، نقفل بقي الموضوع
تتحدث بفرحة ظاهرة على محياها عقب إخبارها بحديثه مع مخطوبته، رؤى: طيب أنا عاوزة اجي معاك بقي النهاردة، واقعد مع جميلة وطنط سناء شوية، و....
يقاطعها بحديث غير قابل للنقاش، محمد : رؤى بلاش تيجي معايا المرة دي أنا هروح لوحدي، واوعدك المرة الجاية بإذن الله هتيجي معايا، خلاص بقي قفلي
يصمت ولكن الحرب بداخله لا زالت دائرة، لم تنتهي، يريد أن يتأكد من قراره، هل يكمل معها أم ماذا سيكون مصيرهم،! فهو لن يتخلى عن أخته الصغرى مهما حدث، حتى وإن ظل بلا زواج، يفق من شروده على حديثها بفرحة ظاهرة عن رؤيتها لرفيقتها الجديدة، ليدرك حينها وصولهم، وقعت عيناه على صاحبة عيون القطة كما أسماها، ليتدارك الأمر ويغض بصره، عندما رءاها تقترب، ليقرر المغادرة موصيا صغيرته بتوخي الحذر، تنطلق بعدها تجاه رفيقتها بفرحة صادقة، تجدها مقبلة عليها بابتسامة فرحة كمن وجد نصفه الآخر
هنا: رؤى، ازيك وحشتيني كتييير خالص
لتنظر إليها بتعجب
رؤى : هنا! صباح الخير! انتِ كمان وحشتيني
كانت تسير لجوارها وبداخلها أحاديث كثيرة تريد أن تتحدث وإلا ستختنق مما يجثم على صدرها، أنقذها سؤالها،
رؤى: مالك يا هنا؟!
شكلك مش طبيعي خالص، هو في حاجة مضايقاكِ !
تتنهد وهي تنظر لها نظرة شخص تائه بي أفكاره، لا تستطيع أن تتبين طريقها، تريد الحديث والبوح عما بداخلها، لكنها لا تستطيع أن تتحدث مع أي شخص عن هذا الأمر، فهذا يعد أمرا خاصا بعائلتها، لكنها تريد الخروج من الدائرة، حتى تتممن من فهم ما يحدث، رجوعهم إلى موطنهم بعد كل هذه السنوات فجأة؟ عزوف والدتها عن رؤية عائلتها؟ أسئلة عديدة لا تجد لها إجابات، لتقرر الحديث
هنا: رؤى أنا عاوزة أتكلم مع حد أثق فيه، في حاجات كتير حصلت الأيام اللي فاتت مش لقية لها إجابات، محتاجة اتكلم مع حد يفهمني، واقدر أأمن سري معاه
رؤى: حبيبتي ليه حاساكي تائهة كدة، غنا موجودة معاكي، لما تحسي بالأمان تجاهي احكي لي وانا مستعدة أسمعك، واطمني عمري ما أقول لحد حاجة
هنا: أنا عمري ما حسيت بالأمان نحية حد، ما أبيه سليم هو صاحبي الوحيد، بئر أسراري، رغم إنه أخويا الكبير، والولد، بس دايما كان أقرب حد ليا، وقت ما كنت بحتاجه بلاقيه، وانتي حاسة نحيتك نفس الإحساس، مش عارفة أول مشوفتك حسيت إني اعرفك، المهم دلوقتي لسة بدري على المحاضرة الأولى، تعالي نقعد ونتكلم، يمكن تفهميني إيه اللي بيحصل
رؤى: بصي أنا مبحبش اقعد برة كتير بس عشان خاطرك يا هنون، هتنازل واقعد معاكي
هنا: يا سلام على التضحية، بقولك يلا بسرعة قبل المحاضرة
يتجهون نحو الكافتيريا الخاصة بالجامعة
*********************************************
انتهى الفصل وياريت اشوف التفاعل واعرف رأيكم فيها، يا جماعة والله العظيم الرواية دي بعد ما خلصت كتابة كاملة، اتحذفت من على الفون ، يعني بعيد كتابتها تاني ،
يعني