الفصل الثالث والعشرون

قفزت بيسان من السعاده وألقت بنفسها في حضن والدها وصارت تقبله في وجنتيه بحب وسعاده لا توصف، بينما كانت تقف هايدي ترمقهم بذهول ولم تصدق ما سمعته اذانها بأن ابنتها الوحيده كبرت وجاءها الخُطاب، محت دموعها بابتسامه وقلبها تحولت مشاعره من حزن وضيق الي سعاده وفرح، ابتهجت كثيرا، ثم سحبت بيسان من ساعدها وضمتها لصدرها وهي تمسح على شعرها وتقبلها من جبينها ثم عبأت صدرها بالنفس واردفت إليها بحنو
-حقك عليا ياروحي، سامحيني على ال عملته فيكي، بس بابا هو ال غلطان انه يكون عارف كل ده ومايحاولش حتى يلمح لي بالموضوع، ماتزعليش مني انا بس مش عايزه اي حد يبص لك بصَّه مش كويسه او يتكلم عنك بأي سوء، بتمنى اشوفك اسعد واحده في الكون كله، والله وكبرتي يابوسي وبقي بيجيلك عرسان.

ترددت صدا كلمات هايدي لتصل إلى سمع لمياء التي جاءت وطرقت الباب كي تعطي لبيسان هاتفها التي نسيته بمنزلهم، ولجت إلى المنزل، لتقف مبهوتة الملامح مما سمعت، لتسرع في خطواتها إليهم وما أن رأتها بيسان حتى هرولت إليها لتحتضنها بقوه، لتدير هايدي رأسها وتراها فأبتسمت بتهكم وقال
-أنا بس كنت جايه عش...

قاطعتها بيسان وتعالت صرخاتها وصاحت ببهجه وفرح
-باركيلي يالولو مش عمو سعد راح لبابا المصنع واتقدملي وعايز بخطبني لحاتم! احتمال بكره تكون ليلة خطوبتي، انا فرحانه اوي مش مصدقه ال بيحصل.

قفزت لمياء من سعادتها هي الأخرى كرمال صديقتها، ونظرت إلى هايدي وأيمن تتأملهم بحرص لتفهم هل هم سعداء بهذه الخطبه أم لا، إنتبهت بانهم منفرجين شفاهم عن ثناياها فاطلقت ضحكتها واومأت الي بيسان بصوت مبتهج
-مبروك ياقلب أختك، ربنا يسعدك ويهنيكي ياحبيبتي، اتجدعني بقى وماتطوليش في الخطوبه عشان عايزه اكون خالتو.

لكن كان لأيمن رأي آخر، قرر أن يَتَرَوَّى بتفكيره ويُحكم عقله قبل أن يتخذ اي قرار متعلق بمصير طفلته، لأنها كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، كان لابد أن يجاهد ليؤجل الزفاف لحين ابنته تقبل على العشرون عاما على الأقل، لتفهم ماهي المسئوليه وتقوى على تحملها

تسارعت أنفاس هايدي أيضا بسبب كلمات لمياء عن الأطفال، شردت وهي تتخيل طفلتها تحمل طفل رضيع وتهتهَ به، فرفعت حاجبها بسخط وقالت
-لا يا أيمن لو هتوافق يبقى على الاقل تعمل الخطوبه سنتين او ثلاثه كمان مش مشكله، عبال مابنتنا تكبر وتوعي وتفهم يعني ايه جواز وعيله و مسئوليه، ولا انت عايزها تتجوز النهارده ولا قدر الله تجيلك مُطلقه بكره؟!

فأبتسم أيمن متهكما وقال
-سبحان الله كنت لسه بفكر في نفس الموضوع، ماتقلقيش ياحبيبتي مش هيصير غير ال قولتي عليه، لأن انا زيك واكتر مش عايز غير مصلحة بنتي.

جحظت عينا بيسان وهمت بالحديث لتسرع لمياء وتضع يدها فوق شفتيها لتمنعها من الكلام وهي ترجوها أن تلزم الصمت وتهمس بعبرات مختنقة
-أبوس إيدك ماتتكلميش عشان ممكن مامتك تعاندك وتبوظ ليكي الجوازه، اهدي كده وتعالي ندخل اوضتك نتكلم جوه، قدامي على جوه خلصيني.

-أنفجر أيمن ضاحكاً لأنه فهم ما كانت تحاول ابنته ان تقوله، وهو يتابع توسل لمياء لها ليقترب منهما ويقول لبيسان بصوت منخفض
-أسمعي كلام صاحبتك يابيسان وخليكي ساكتة أحسن تلاقي نفسك فلحظة من غير حاتم خالص


فكانت لكلمات أيمن الأخيرة أثرها البالغ في نفس بيسان، فنظرت إلى لمياء وهي لا تصدق بأنها تهتم لأمرها لهذه الدرجه، عِشرة سنوات طويلة قضوها سوياً، صانت فيها عشرتها وإنصاعت لها بل وقوَّت شخصيتها بالكامل وعاشتا لحماية بعضهما، فكانت ألة تنفذ أوامرها بطيب نفس لإنها تحبها وتثق بإنها لم ولن تخذلها.

زفرت لتنُحي عنها إحساسها بالرفض ولمعت عيناها بالتحدي لتباغتهم لوهلة فهم كانوا على ثقة كونها ستمتثل لأمرهم ككل مرة وتخشاهم وتنحني لرغبتهم، لكن تلك النظرة التي رأوها بعيناها لأول مرة جعلت الشك يتسلل إلى قلبهم، لتفاجأهم بيسان بتخطيها لهم وأتجاهها إلى مكان هايدي لتضمها بين ذراعيها وتقبل رأسها وتقول وهي تحدق بعينا والدها ولمياء بتحدي
-وانا هكون قد المسئوليه زي ماما حبيبتي بالظبط، وبعدين انا مش صغيره يابابا، وانتي يالولو عارفه انك هتكوني جنبي لو حصل اي حاجه هتساعديني فورا

ساد صمت رهيب بينهم حتى خشوا أن يقطعوه بصوت تنفسهم، لا يصدقون أن طفلتهم الهادئة دوماً والمطيعة لوالداها.
قطع الصمت صوت أيمن لمياء التي كانت تظن أن والدها سيُطيعها وينفذ لها رغبتها لكنه أصر على رأيه بدون نقاش ولا عوده
-خلاص يابوسي مش عايز مناهده، إحنا نعرف مصلحتك اكتر منك ويلا ادخلي اوضتك وشوفي هتلبسي ايه تستقبلي به عريسك

سحبت بيسان لمياء من يدها مهرولة الي غرفتها بينما جلسا أيمن وهايدي في الخارج هادئيين تماماً، يرمقان بعضهما بابتسامه يصطحبها ذهول وسعاده في آن واحد، لتحدق هايدي بزوجها يسئله عما أنتهى إليه الحديث، لترتد إلى الخلف حين وقف أيمن فجأة وتطلع إليها ليتجاوزها بإتجاه غرفة نومهما فهمّت بالنهوض والذهاب خلفه، ليسرع أيمن بإغلاق الباب من الداخل بإحكام بعدما ولجت هايدي ليشير إليها بالإنصياع اليه غامزا ويقول
-أنا قصدت ادخل هنا من غير ما ارد عليكي لاني عارفك، بتتنرفزي بسرعه وهتيجى ورايا وهو ده المطلوب، أكيد فهماني يا دودو طبعا!

ليدير هايدي عيناها إلى أيمن وتقول بصوت هادئ مبتسمه
-إيه ياايمن انت مابتشبعش! وبعدين البنات جوه يسمعونا كده، احنا في ايه ولا في ايه الوقتي؟ خلينا ننهي كلام في موضوع بنتنا الوحيده الأول وبالليل ابقى اشوف انت عايز ايه.

إقترب أيمن منها وهو ينزع عن جسده ملابسه يبتسم بخبث واشتياق أيضا ثم وقف أمامها ناظرا لعيناها بعشق ولهفه، اهتزت هايدي ولم تقوى ان تشيح بنظرها بعيدا عنه لانه قد اذابها بنظراته العاشقه، استسلمت له ورفعت يداها بهدوء ممسكة بساعداه، كادت ان تتحدث فقاطعها أيمن باقتراب شفتاه من شفتيها بحنان ليقبلها، ارتجفت هايدي وصارت تقبله هي الأخرى ثم جذبها ليلقي بها فوق الفراش وهو يساعدها في نزع ملابسها كي يحتفلا بخطبة ابنتهما، التصقت اجسادهما ببعضهما ونشبت بينهما حرب من الرومانسيه والعشق، ثم غفوا بجانب بعضهما لبعض من الوقت

في اليوم التالي أتى حاتم بصحبة والداه الي منزل أيمن، في هذه الأثناء كانت قد تهيأت بيسان وتزينت لتظهر في أبهى صوره، لم تصدق بأن علاقتها بحاتم ستتوج بالزواج، جلسوا مع بعضهم البعض وتنقاشوا في عدة أمور، ثم قرؤا الفاتحه بعدما إتفقوا علي كل شيئ، بدت نظرات بيسان زائغة وهي تحدق بوجه حاتم تشعر بأنها أسعد فتاه على وجه الأرض، لتخطو هايدي إلى الداخل يرافقها أيمن ليحمل معها الضيافه، بينما أشاح حاتم بعيناه عن أنظار بيسان بعدما أدرك بانهم بمفردهم ليهمس في أذن والده بصوت خافض
-ابقى اتكلم مع عمو ايمن بقى في تحديد يوم الشبكه، عشان ألحق اجهز البدله واروح مع بيسان تحجز الفستان وكمان نشوف قاعة أفراح تكون اوريجنال نعمل فيها حفلة الخطوبه لاني هدعي كل أصحابي.

ليسمع صوت أيمن يأتي من الداخل فيعتدل في جلسته مدعيا انه يلهو بهاتفه، تنحنح والد حاتم وهو يرمقه باندهاش ثم التفت لأهل العروس وهو يفرك كفيه في بعضهما مبتسماً ويقول
-احنا بنقول كده يا أستاذ أيمن خير البر عاجله وطالما اتفقنا على كل حاجه، نعجِّل بقى في إتمام حفلة الخطوبه والشبكه ونعلي الجواب بقى، عايزين نفرح ولا رأي حضارتكوا إيه؟

لتأتي إجابه أيمن بسعاده وبهجه
-واحنا معندناش اي مانع، العروسين يتفقوا واحنا علينا ننفذ، ده هي بنت وحيده ولازم افرح بيها على أكمل وجه.


إستندت هايدي إلى طرف مقعدها ووقفت وهي لا تصدق بأنهم في عجله من أمرهم لهذه الدرجه وكأنها ستُحرم من ابنتها، لتهز رأسها تنفض عنها ما سمعت ودموعها تنهمر حزنا على فراقها وسعادة لتزويجها وتقول
-والله ياجماعه انا لسه مش مصدقه ان بنتي كبرت وخلاص هتتجوز وتسيبني وهتروح بيت جودها، البيت هيفضي عليا انا وباباها من بعدها.

ثم اقتربت من بيسان متنهده بابتسامه
-ربنا يسعدك ياضنايا ويهنيكي، الف مبروك ياروحي.


نهض حاتم من مقعده وخطى إلى هايدي خطوة أخرى ليسرع بالتربيت على كتفها مبتسماً
-أنا ماسك نفسي بالعافية عن الدموع، من اليوم زي ما انتي مامتها لبيسان، انتي أمي أنا كمان وبعدين انا مش هتجوزها عشان ابعدها عنك بالعكس دا انتي هتلاقينا كل يوم عندك لحد ماتزهأي مننا.

تغيرت ملامح هايدي ونظرتها لحاتم الي الأفضل، لتعقد ساعديها وهي تغمره بنظراتها المحبه، في تلك اللحظة مدت بيسان يدها التي قبضت على مِحرمة صغير تجفف بها العرق والدموع عن جبين ووجنة هايدي
لمعت عينا حاتم وهي يرمق حنان بيسان على والدتها، ليتوقفهم جميعاً أيمن الذي تصلب جسده حين سمعهم يقول
-مش هتقدمي للضيوف الجاتوه ولا ايه يا ام العروسه؟ وشغلوا لينا كده اي حاجه تهيصنا خلينا نحس اننا في فرح

لم تتحمل بيسان أن يطلب والدها طلب ولم تنفذه وخصوصا عندما يطلب لأول مره ان تفتح الكاسيت كي يرقصوا، هرولت الي غرفتها على الفور وأتت باللاب توب تبعها مع السماعات الضخمه واشغلته على اغاني شعبيه عصريه، وظلوا يرقصوا ويتمايلوا جميعا بسعاده مطلقه؛

صار كل ذلك ولمياء تقطن في منزلها وتستمع الي صياحهم عبر الحائط، كانت تود لو انها حضرت مع صديقتها هذه الأجواء، لكن كانت تشعر بالسعاده لأجل صديقتها وتمنت لها حياه هانئه.

لكن لفت إنتباهها لشيء غفل عنه تماماً ولم يفكر فيه، وهو كيف ستعيش في المنزل بعدما تغادره بيسان لأنها تعودت على رفقتها من سنوات كثيره مضت، لتسقط هي على وجهها على فراشها وتنهار في البكاء وكأن صديقتها ستغادر اليوم وظلت تتذكر طفولتهم سويا وكافة المواقف المفرحه والحزينه التي مرت عليهما، تأثرت كثيرا، تحدثت بينها وبين نفسها بصوت متحشرج حزين
-ليه دايما مكتوب علينا نفارق اعز الناس، ليه مابنعرفش نحتفظ بالحاجات ال تخصنا وبالاشخاص ال يهمونا؟! المفروض ماتعشمش في حد ولا نتمسك بحد اوي كده عشان لما يجي وقت الفراق، مانحزنش اوي كده، يلا المهم انها تعيش سعيده ومبسوطه مع الإنسان ال اختاره قلبها، ده حال الدنيا على رأي جدتي قالتلي جمله زمان مش هنساها أبدا
مهما تعاشر يا إبن آدم مسيرك في يوم مفارق؛ كان عندها حق فعلا.

لتنتبه مروه لصوت بكاء لمياء فولجت إليها وهي تجثو بجانب الفراش ومررت يداها فوق رأسها بحنو ثم احتضنتها لأنها فهمت ما بها لتتفاجأ بلمياء وقد كفكفت دموعها وغلفت وجهها بقناع بارد، فأعتدلت بجلستها وهي تتمالك أعصابها كي لا تنفجر في البكاء مرة أخرى، لتجد نفسها تخطو صوب والدتها وتقف أمامها وتقول
-هو انا لما اتجوز ياماما هسيبكوا تعيشوا انتي وبابا لوحدكوا واروح اعيش في بيت جديد لوحدي؟!

أطلقت مروه ضحكتها وهي تضع ساقاً فوق الأخرى وتقول
-اكيد طبعا يالولو ماهيا دي ثُنَّة الحياه، المهم انتي بس ربنا يوقفلك ابن الحلال ال يقدرك ويصونك ويحطك جوه عنيه، وبعدين هو انتي عايزه تتجوزي وتجبيه هو ال يعيش معانا هنا ولا إيه! لا ياحبيبتي البنت لما بتتجوز هي اللي بتروح بيت جوزها، على رأي المثل
جوزناها تتاخر، جابته وجات راخر، قومي كده اغسلي وشك وفوقي كده عشان بالليل اخدك ونروح نبارك لصحبتك بعد ما الضيوف يمشو، عقبال ماافرح بيكي انشالله.

بعد مرور أيام أتموا حفله الخطوبه والبسها حاتم الشبكه، إتفقوا علي ان الزواج سيكون عندما تتم بيسان العشرون من عمرها يعني بعد مرور سنتان؛

في هذه الأثناء انشغلت لمياء في جامعتها ومذاكرتها، حينما كانت بيسان تعد منزلها الجديد وتجهز أغراضها التي ستأخذها معها، اندمجت كل واحدة منهما في حياتها، كانوا يتواصلون عبر الهاتف او الواتساب فقط.

بعد انتهاء السنتين كانت لمياء التحقت بالسنة الرابعه في الجامعه مع التفوق الدائم،
بعد سفر دام لأربع سنوات عادت ايسل مع زوجها وعائلتها أيضا الي مصر الحبيبه كي يحضروا زفاف بيسان، اجتمعوا جميعا وعمّت السعاده والبهجه في المنزل، كانوا يتساعدون مع بعضهم البعض ليتمموا الزفاف على أكمل وجه؛
اصطحبوا بيسان بزيها الأبيض الي منزلها الجديد بصحبة عريسها حاتم، بعدما أنهوا سهرتهم الرائعه في أكبر فندق بالقاهره، أحيَّ الزفاف اغلب المطربين من الوسط الفني واطلقوا الزفاف كبث مباشر على السوشال ميديا لان حاتم مهووس ويعشق ان يعلو الترند ويظهر للعالم كل شيئ يفعله؛


عادت لمياء الي المنزل لأول مره بدون صديقتها، بالرغم من سعادتها وتمنيها لها بالحياه الهادئه الا انها كان يتملكها الحزن لأنها عادت وحيده مثلما كانت في السابق قبل أن تتصادق مع بيسان؛
انتهى الزفاف وعاد جميع الأُسر الي منازلهم؛
بدأت بيسان حياتها الزوجيه مع معشوقها حاتم، بينما كان حاتم يقرص نفسه كي يصدق بأن هذا واقع يعيشه وانا حبيبته صارت معه في منزل واحد ومُغلق عليهم الباب، ثم اقترب منها وهي موجهه ظهرها اليه وقرصها في زراعها ليتأكد بأنه لا يحلم، انتفضت بيسان والتفتت له مسرعه وهي تصرخ
-إيه ياحاتم بتعمل ايه؟ وجعتني اوي

امسكها من ساعديها رامقا لعيناها بذهول محاولا استيعاب ما يمر به، اردف إليها بصوت حنون
-انتي فعلا بقيتي مراتي وملكي ومعايا في بيتي! انا والله حاسس ان انا بحلم، ياااااه

ثم قام بعقد ساعديه حول خصرها وقام برفعها عن الأرض وضمها لصدرها، ثم صار يدور بها في الغرفه وهو يصيح بصوت مرتفع ضاحك
-بيساااان حبيبتي بقت مراتي ياخوانااا

كادت بيسان ان تفلت من بين يداه وتسقط على الأرض، فارتموا سويا على الفراش ضاحكين محاولين إلتقاط أنفاسهم، ثم قاموا واعتدلوا في جلستهم على طرف الفراش ملتفتين الي بعضهما فبادرت بيسان بالحديث
-أنا كمان زيك ويمكن اكتر مش مصدقه اني سيبت بيتي وأهلي وصاحبتي الوحيده، وحالا عايشه في بيت تاني وهبدأ حياه جديده من غيرهم، ربنا يقدرني واكون قد المسئوليه واقدر اسعدك ياحبيبي.

قام حاتم من مكانه وجثي على ركبتيه أمامها ومد يده واحتضن يداها رامقا في عيناها
-أنا عارف اني مش هكون مكانهم بس ربنا يقدرني واعوضك فراقهم عنك، اكون باباكي ومامتك وصديقك كان فوق اني هكون جوزك ال بيحبك وبيعشقك ويتمنالك الرضا ترضى كمان.

قبضت بيسان على كفيه وقامت عن الفراش لتساعده على الوقوف وإرتمت في حضنه ووضعت رأسها على صدره لأول مره، احس حاتم بخفقان في قلبه ليس طبيعي فاحتضنها بقوه ثم قام قام بحملها مثل الطفل الصغير ووضع رأسها على الوساده ثم اخفض إضاءة الغرفه ليقوم بطقوس اول ليله في حضن معشوقته وزوجته
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي