الفصل التاسع
بعدما استمعوا القصة تكاثرت الاسئلة بداخلهم كل هذا وهم بالمستشفى ولكن كانت مريم هى احن بنات الدكتور سعيد فهى دائما ما تحتويه من بعد وفاة زوجته ورفضه الزواج من اخرى قالت له مريم وهى تضع يدها عليه
_ ياااه يابابا كل دا كنت كاتمه جواك ومخبيه عننا
ولكن لمياء دائما ما تكون المحلل فكان ردها مغاير تماما
_ بس في حاجة انا مش فهماها ، ايه علاقة القصة الطويلة دى بجوازى من يوسف
رد عليها والدها وكأنما يخشى ان ينفضح السر ويكسر ابنته وهى فى عز فرحتها
_ بلاش نتكلم فى الموضوع دا احسن
= مش يمكن يابابا اغير رأيى بعد ما اعرف الموضوع
كان مصطفى منصتا لهما وحينما سمع تلك الجملة رد عليها بكل صراحة
_ انا هقولك يا لمياء
كان والدها لا يريد ان تعرف شيئا لمياء عن تلك الموضوع فكان صوته يعلو بدون ادراك منه بذلك
_ قولتلك خلاص يا مصطفى
فردت لمياء بحزم
= وانا يابابا مش هعرف اكمل حياتى مع مصطفى غير لما اعرف
أحس مصطفى ان الوضع توتر بسبب تلك القصة فبدأ بالحكى
_ السبب فى الموضوع دا يا لمياء تبقى امى
= طب وايه علاقتها بالموضوع مش فاهمة
_ هفهمك ، امى تبقى بنت عم والدك ، عم والدك دا اللى هو سرق الفلوس والاراضى وكان السبب فكل المصايب اللى حصلت ، بس قدفى حاجة يا دكتور سعيد حضرتك متعرفهاش ، اللى انت متعرفهوش ان انا وابويا وامى مقاطعين جدى وجدتى والعيلة كلها بسبب اللى حصل زمان ، حتى لما جدى مات محدش من بيتنا حضر ولا الجنازة ولا العزا ، واكبر دليل ان انا وسعيد مش اصحاب بس احنا اكتر من اخوات ، وعلى فكرا امى اللى ربت سعيد واتربى فى بيتنا ، امى كانت عايزة تكفر اللى جدى عمله فحاولت تكفر عن دا فسعيد
نظرت لمياء لوالدها ومن ثم لأختها واردفت
_ دلوقتى بس عرفت ليه بابا كان رافض حتى النقاش فى الجوازة دى
رد عليها ابيها ليلملم ما تبقى من هذه الخلافات
_ كلنا يابنتى كنا ضحايا زمان ، بس انا الفترة اللى فاتت سألت واتأكدت ان مصطفى وابوه وامه ملهمش علاقة بالعيلة تماما
كانت مريم هى دائما حل لكل الازمات وانهاء اى حوار
_ خلاص بقى احنا نفتح صفحة جديدة وننسى كل اللى فات
= صح يابنتى ، وأول حاجة لازم اعملها اول ما اخرج انى ادور على سعيد ابن اخويا
رد عليه مصطفى كاليائس
_ ياريت تعرف تلاقيه
= ليه هو انت مش عارف مكانه
اخفض مصطفى رأسه بين كفيه وقال
_ انا بقالى اكتر من خمس شهور قالب الدنيا عليه ومش عارف هو فين
= ايدا ليه كل دا
_ لا دا موضوع كبير ياعمى
= انا عايز اعرف كل حاجة عن ابن اخويا وكل حاجة حصلتله
_ حاضر انا هحكيلك
وقص مصطفى قصة سعيد على عمه من بداية عمله مع الحاج منصور إلى أن انتهى به الحال ليعمل تاجر شنطة
_ يا يا زمن ، بقى انا ابن اخويا يبقى عايش وشغال تاجر شنطة فى وسط كمان مهو ناجح فشغله ودراسته
= سعيد بيشتغل من ايام ما كان فى ابتدائى ... اشتغل اى حاجه وكل حاجه كان دايما يرفض المساعده ويقول اللى عاوز يساعدنى يجبلى شغل لكن غير كده لا ... خدم فى البيوت واشتغل فى الارض واشتغل عامل نضافه فى المستشفى ... كان دايما يقول الشغل مش عيب .... العيب اللى بجد ان الواحد يمد ايده ويقبل صدقه
رد عليه الدكتور سعيد
_ انا هتصرف والاقيه
= هو مش الورق اللى مع حضرتك فيه رقم تليفونه
_ للأسف لأ الورق دا كله الورق اللى مضى عليه وصورة بطاقته بس
فكر مصطفى قليلا ثم اجاب
_ هو مش حضرتك تعبت فالمهندسين ، انا هقلب المهنديين كلها عليه لحد ما الاقيه
= يابنى هى المهندسين صغيرة ، وبعدين افرض مكنش عايش هناك وكان هناك بالصدفة
_ برضو هدور هناك وهقلب الدنيا عليه لو مش ساكن هناك فاكيد جنبها ، او حتى بيشتغل هناك
فكرة لمياء فى شئ ثم قالت ..
_ فى فكرة كويسة اوى شوف فى شركات المحمول اكيد معاه خط متسجل بالبيانات بتاعته ممكن عن طريق الموبايل بتاعه نعرف مكانه
= صح جدا انا ازاى الفكرة دى تاهت عن دماغى
ردت عليه مريم مازحة
_ انت متأكد يا مصطفى انك ظابط
ضحك الجميع على مزحة مريم فكرت مريم قليلا وثم اتبعت قائلة
_ انتوا عارفين قصة سعيد دى شدتنى اوى لدرجة انى بفكر اكتبها رواية
رد عليها مصطفى متحمسا
_ طب ولو عملتى كدا هتسميها ايه
= للسعادة قانون ظالم من كلام مصطفى عن سعيد عرفت حاجه مهمه وهى ان سعيد ماشى يوزع سعاده على الناس بس عمره ماعاش لحظة سعاده واحده .... زى التاجر كده ميقدرش ياخد من البضاعه اللى بيبعها لانه لو اخد منها هيخسر ، ودا قانون السعادة يا توزعها يا تاخدها .. عشان كدا قانونها ظالم
_ تصدقى عندك حق فى كل كلمة قولتيها
ثم اتبع والدها قائلا
_ طب انا متحمس زى مصطفى انى اقراها ، يلا ابدأى اكتبى وانا عليا مهمة النشر
= هعمل كدا فعلا يابابا ، بس موعدكش انى ابدأ كتابة قبل ما أقعد معاه ويحكيلى كل حاجة عنه
كان مصطفى قد أحس ولو لمرة أن هناك عائلة حقيقية لسعيد فسعيد الذى تربى وحيدا ولم يكن له اب او ام الأن لديه عم وثلاث بنات وأيضا يريدون البحث عنه والحديث معه
_ وانا هقلب الدنيا عليه وهوصله
كان الدكتور سعيد قد مل من الجلوس بالمستشفى
_ طب يلا بقى حد يشوف الدكتور عشان انا زهقت من القعدى هنا
ردت عليه مريم
_ الدكتور قال مش قبل يومين تلاتة عشان خاطر يكون السكر والضغط اتظبطو
= كل الكلام دا يتعمل فالبيت عادى
ردت لمياء ساخرة
_ وهو انت هتقعد فى البيت اصلا ، دا مش بعيد تطلع من هنا على الشركة او المصنع
= مهو فى شغل كتير متعطل اوى هناك فعلا
ردت مريم بحزم
_ لا طبعا مفيش الكلام دا ، انت مش هتخرج من هنا غير بإذن من الدكتور
= طب خلاص اروح المستشفى بتاعتى
_ اها عشان تشتغل برضوا ، لا طبعا مفيش حاجة من دى هتحصل
= يعنى بتتحكموا فيا
أحست لمياء ان لهجة اختها كان بها بعض القسوة فى الحديث
_ ما عاش ولا كان يابابا اللى يتحكم فيك ، كل الموضوع ان احنا خايفين عليك ، فعشان خاطرنا ريح نفسك اليومين دول
= لأ اذا كانت الدكتورة لمياء اللى طلبت فخلاص
ادمعت عيناى لمياء بعد سماع تلك الجملة فبسبب تلك المشكلة التى كانت بينهما لم يتحدثوا منذ فترة
_ وحشتنى كلمة دكتورة منك أوى والله
= انتى اللى حشتينى اوى يا قلب ابوكى
فى ظل ما تعرف مصطفى ان سعيد له أهل وعرفو ان لديهم ابن عم ايضا ، اصبح كل همهم هو البحث عن سعيد لكى تجتمع العائلة مرة أخرى ، وعلى جانب أخر كان اسامة يلعب برأس الحاج منصور بأن يدخل فى مشروع كبير عرض عليه فكرته ولكن الحاج منصور كان يخشى المغامرة
_ بس دا مشروع كبير أوى وعايز فلوس ياما
= بس هيكسبك كتير أوى يا حضرة النايب
فكر الحاج منصور قليلا فهو أيضا يمتلئ قلبه بالطمع والنفوذ
_ بس المشروع دا محتاج ارضى كتير اوى هنجسب المساحة دى منين
= متقلقش انا مرتب الدنيا ، هنشترى الاراضى اللى فى شرق البلد وناخد عليهم حتة من ارضك وبكدا نبقى جهزنا الأرض ونبدأ
= طب مهو المشكلة ان الاراضى دى كلها اراضى زراعية مينفعش عليها البنا
اراد اسامة التفخيم من الحاج منصور ليستغل نفوذه فى تقوية الصفقة ودعم المشروع
_ امال انا بقولك يا حضرة النايب ليه
= قصدك ايه يا اسامة
_ قصدى انك تاخد الموافقات والتصاريح من المحافظه ودى حاجه ساهله تعملها بكلمه واحده منك ، وكده احنا هنوفر فلوس كتير لانك هتشترى الارض دى على اساس انها ارض زراعيه وهتاخدها برخص التراب
= تصدق ياض يا اسامة ان انت دماغك دى طلعت داهية
_ امشى ورا دماغى بس وانا هكسبك دهب
= خلاص انا موافق ، اعمل دراسة للمشروع وهاتهالى
_ الدراسه جاهزه والاراضى اللى هنحتاجها انا عارفها
= ده انت عامل حساب كل حاجه
_ طبعا المشروع دا بحلم بيه من زمان اوى
= على العموم انا نازل القاهره بكره وهاخد اسبوع هناك بعد ما ارجع نشوف هنعمل ايه
_ خلاص يبقى اتفقنا
........ ......... ......... ............
بعدما ذهب سعيد لمنزله ابدل ملابسه واستحم ومن ثم ذهب لسريره افاق فى اليوم التالى كان يوم الجمعة وهو اجازة من العمل ذهب ليصلى ومن بعدها عاد للمنزل حينما فتح باب الشقة سمع صوت هاتفه يصدر انينه معلنا عن وجود متصل ، ذهب سعيد باتجاه الهاتف امسك به فوجد المتصل هو يوسف زميله بالعمل احب على المكالمة ..
_ ايه يا يوسف عامل ايه
= انا كويس الحمد لله ، اخوك رجع يدور عليك تانى فى المنطقة
_ طب وانت عملت ايه
= عملت زى منت طلبت قولت انى معرفش حاجة عنك بقالى فترة ، بس الفكرة فانك هتقعد لحد امتى كدا ؟!
_ سيبك من الموضوع دا بقى
= حرام عليك بهدلة اهلك دى اخوك باين عليه التعب والحزن بسببك .
_ ياريت نقفل الموضوع دا بعد اذنك يا يوسف
أغلق سعيد المكالمة مع يوسف وارتدى ملابسه لكى ينزل يتجول قليلا وضع يده فى جيبه فوجد
مفاتيح سيارة ، كان واقفا فى الشارت يحاول ان يتذكر ما الذى أتى بتلك المفاتيح إلى جيبه ، حتى تذكر أنها مفاتيح سيارة الرجل الذى أوصله للمستشفى بالأمس ، فماذا عليه أن يفعل هو لا يعرف محل سكنه أو اسمه او رقم هاتفه ، فكر قليلا ثم قال لنفسه لربما يكون مازال متواجدا بالمستشفى فقرر الذهاب إليها
كان جالساً بالمستشفى بجوار الدكتور سليم ابنته لمياء واختها مريم طرق الباب فدخل عليهم مصطفى وحينما رأه الدكتور سعيد سأله مسرعاً
_ ايه يا مصطفى طمنى عملت ايه
= لسة راجع من المنطقة عنده دلوقتى ، من ساعة ما ساب المنطقة محدش شافه تانى ولا حد يعرف حاجة عنه
سألته لمياء هل نفذ فكرتها بالبحث عن أسمه بشركات المحمول
_ مفيش اى خطوط باسمه شكله كده معاه خط من اللى بيتباعوا فى الشارع او جايب رقم باسم اى حد علشان محدش يعرف يوصله
سألت مريم عن حل لتلك الأمر وماذا سيفعل
_ فى واحد من المنطقة قال انه شافه من فتره فى المقطم انا كلمت واحد صاحبى فى قسم المقطم وبعتله صورته وبياناته ومستنى رد
كان الدكتور سعيد يحاول أن يطمئن نفسه ومصطفى بأنهم سيجدونه
_ خير انشاء الله، متقلقش يا مصطفى هنلاقيه قريب اوى
= يارب ياعمى عشان تعبت والله من اللى بحصله دا
فسألته لمياء عن انه تناول اى نوع وجبات اليوم فاجاب مصطفى
_ لا مأكلتش حاجة من الصبح
= طب ليه كدا يا مصطفى
_ مكنش فى وقت يا حبيبتى والله
قالت له مريم
_ لمياء كمان مأكلتش حاجة من الصبح
فرد عليهم الدكتور سعيد
_ خدها يا مصطفى يا ابنى واطلعوا جيبو حاجة تاكلوها وتعالوا
= ماشى يا عمى بعد اذنكم
خرج مصطفى ولمياء من المستشفى وذهبوا لكى يتناولون وجبة الغداء فى مطعم بجوار المستشفى
بعدها بدقائق كان قد وصل سعيد إلى المستشفى سأل عن إسم الدكتور وحينما رأه ذهب إليه على الفور
_ ازيك يا دكتور
= ايدا يا راجل فينك ، دا الراجل اللى انت انقذته قالب الدنيا عليك من ساعة ما فاق
_ يعنى هو بقى كويس دلوقتى الحمد لله
= اه وكنت هكتبله على خروج بس خليتها بكرا بس يكون ارتاح شوية
_ طيب ممكن اقابله يا دكتور
= اه طبعا بس ثوانى عشان فى ناس عنده جوه هدخل اشوفه وابلغه برضو وارجعلك علطول
_ تمام يا دكتور اتفضل
دخل الدكتور ليطمئن على الدكتور سعيد
_ ها اخبارك ايه انهاردة
= انا تمام جدا والله هتكتبلى على خروج امتى بقى
_ خلاص بكرا انشاء الله تخرج نطمن عليك انهاردة ونتأكد ان الدنيا تمام وتخرج علطول
= ماشى يا دكتور اهو كلها سواد الليل
_ بالظبط كدا ، على فكرا الشاب اللى انقذك برا وعايز يدخل يطمن عليك
= ايدا بجد ، دخله بسرعة
خرج الدكتور من الغرفة فالتفت الدكتور سعيد لأبنته
_ اوعى تقوليله انى ابقى عمه
= ايدا ليه
_ عادى عاوزه يتكلم على راحته
= اها ماشى فهمت
خرج الدكتور وابلغ سعيد بالدخول له رق سعيد الباب ثم فتحه
_ ازى صحتك يا فندم
نظر إليه قليلا وبعدها قال
= انا يخير الحمد لله يابنى
_ معلش انا اسف انى جيت فجأة كدا
= لا بالعكس انت جيت فى وقتك انا لسه كنت بسأل عليك علشان اشكرك على اللى انت عملته علشانى
_ لا شكر ولا حاجة دا واجب عليا انى اعمل كدا والحمد لله انك بقيت بخير
= انت شكلك شهم وابن ناس طيبين
_ تسلم يا فندم انا جيت علشان اتطمن على حضرتك وكمان ادى حضرتك مفتاح عربيتك انا اسف بس اكتشفت ان المفتاح معايا من شويه ونيست اديه للاستاذه مريم بنت حضرتك
=كويس انك نسيت تديها المفتاح علشان اشوفك بنفسى واشكرك
_ على العموم العربية موجودة مكانها للاسف مبعرفش اسوق لو كنت بعرف كنت بجتهالك وجيت
= متشغلش بالك انا هبعت اى حد يجيبها
_ ماشى يا فندم الحمد لله ان حضرتك بخير بعد اذنك بقى استاذن انا
= لا خليك شوية انا عايز أتكلم معاك تشرب ايه
_ تسلم يا فندم والله انا جاى اكل وشارب واخر تمام
ردت عليه مريم
_ خلاص يبقى اشرب شوية عصير بس
قامت مريم وواتت له بكيس عصير واعطته اياه ، ثم شكرها فسأله الدمتور سعيد عن محل سكنه
_ انا اصلا من الاقصر بس عايش هنا فى المقطم
= وبتشتغل ايه يا سعيد
_ بشتغل محاسب فى شركة هنا
= والدك وولدتك عايشين هناك ولا هنا
_ لا والدى ووالدتى اتوفو من زمان
= اسف لو ضايقتك
_ لا خالص والله
= بس اكيد ليك قرايب هناك
_ لا .. امى مكنش ليها اخوات .. كان ليا عم واحد ومعرفش عنه حاجة لأنى اصلا مشفتهوش
= دا ازاى كدا عمك ومتشفهوش
_ حكاية طويلة أوى ومش بحب افتكرها
_ ياااه يابابا كل دا كنت كاتمه جواك ومخبيه عننا
ولكن لمياء دائما ما تكون المحلل فكان ردها مغاير تماما
_ بس في حاجة انا مش فهماها ، ايه علاقة القصة الطويلة دى بجوازى من يوسف
رد عليها والدها وكأنما يخشى ان ينفضح السر ويكسر ابنته وهى فى عز فرحتها
_ بلاش نتكلم فى الموضوع دا احسن
= مش يمكن يابابا اغير رأيى بعد ما اعرف الموضوع
كان مصطفى منصتا لهما وحينما سمع تلك الجملة رد عليها بكل صراحة
_ انا هقولك يا لمياء
كان والدها لا يريد ان تعرف شيئا لمياء عن تلك الموضوع فكان صوته يعلو بدون ادراك منه بذلك
_ قولتلك خلاص يا مصطفى
فردت لمياء بحزم
= وانا يابابا مش هعرف اكمل حياتى مع مصطفى غير لما اعرف
أحس مصطفى ان الوضع توتر بسبب تلك القصة فبدأ بالحكى
_ السبب فى الموضوع دا يا لمياء تبقى امى
= طب وايه علاقتها بالموضوع مش فاهمة
_ هفهمك ، امى تبقى بنت عم والدك ، عم والدك دا اللى هو سرق الفلوس والاراضى وكان السبب فكل المصايب اللى حصلت ، بس قدفى حاجة يا دكتور سعيد حضرتك متعرفهاش ، اللى انت متعرفهوش ان انا وابويا وامى مقاطعين جدى وجدتى والعيلة كلها بسبب اللى حصل زمان ، حتى لما جدى مات محدش من بيتنا حضر ولا الجنازة ولا العزا ، واكبر دليل ان انا وسعيد مش اصحاب بس احنا اكتر من اخوات ، وعلى فكرا امى اللى ربت سعيد واتربى فى بيتنا ، امى كانت عايزة تكفر اللى جدى عمله فحاولت تكفر عن دا فسعيد
نظرت لمياء لوالدها ومن ثم لأختها واردفت
_ دلوقتى بس عرفت ليه بابا كان رافض حتى النقاش فى الجوازة دى
رد عليها ابيها ليلملم ما تبقى من هذه الخلافات
_ كلنا يابنتى كنا ضحايا زمان ، بس انا الفترة اللى فاتت سألت واتأكدت ان مصطفى وابوه وامه ملهمش علاقة بالعيلة تماما
كانت مريم هى دائما حل لكل الازمات وانهاء اى حوار
_ خلاص بقى احنا نفتح صفحة جديدة وننسى كل اللى فات
= صح يابنتى ، وأول حاجة لازم اعملها اول ما اخرج انى ادور على سعيد ابن اخويا
رد عليه مصطفى كاليائس
_ ياريت تعرف تلاقيه
= ليه هو انت مش عارف مكانه
اخفض مصطفى رأسه بين كفيه وقال
_ انا بقالى اكتر من خمس شهور قالب الدنيا عليه ومش عارف هو فين
= ايدا ليه كل دا
_ لا دا موضوع كبير ياعمى
= انا عايز اعرف كل حاجة عن ابن اخويا وكل حاجة حصلتله
_ حاضر انا هحكيلك
وقص مصطفى قصة سعيد على عمه من بداية عمله مع الحاج منصور إلى أن انتهى به الحال ليعمل تاجر شنطة
_ يا يا زمن ، بقى انا ابن اخويا يبقى عايش وشغال تاجر شنطة فى وسط كمان مهو ناجح فشغله ودراسته
= سعيد بيشتغل من ايام ما كان فى ابتدائى ... اشتغل اى حاجه وكل حاجه كان دايما يرفض المساعده ويقول اللى عاوز يساعدنى يجبلى شغل لكن غير كده لا ... خدم فى البيوت واشتغل فى الارض واشتغل عامل نضافه فى المستشفى ... كان دايما يقول الشغل مش عيب .... العيب اللى بجد ان الواحد يمد ايده ويقبل صدقه
رد عليه الدكتور سعيد
_ انا هتصرف والاقيه
= هو مش الورق اللى مع حضرتك فيه رقم تليفونه
_ للأسف لأ الورق دا كله الورق اللى مضى عليه وصورة بطاقته بس
فكر مصطفى قليلا ثم اجاب
_ هو مش حضرتك تعبت فالمهندسين ، انا هقلب المهنديين كلها عليه لحد ما الاقيه
= يابنى هى المهندسين صغيرة ، وبعدين افرض مكنش عايش هناك وكان هناك بالصدفة
_ برضو هدور هناك وهقلب الدنيا عليه لو مش ساكن هناك فاكيد جنبها ، او حتى بيشتغل هناك
فكرة لمياء فى شئ ثم قالت ..
_ فى فكرة كويسة اوى شوف فى شركات المحمول اكيد معاه خط متسجل بالبيانات بتاعته ممكن عن طريق الموبايل بتاعه نعرف مكانه
= صح جدا انا ازاى الفكرة دى تاهت عن دماغى
ردت عليه مريم مازحة
_ انت متأكد يا مصطفى انك ظابط
ضحك الجميع على مزحة مريم فكرت مريم قليلا وثم اتبعت قائلة
_ انتوا عارفين قصة سعيد دى شدتنى اوى لدرجة انى بفكر اكتبها رواية
رد عليها مصطفى متحمسا
_ طب ولو عملتى كدا هتسميها ايه
= للسعادة قانون ظالم من كلام مصطفى عن سعيد عرفت حاجه مهمه وهى ان سعيد ماشى يوزع سعاده على الناس بس عمره ماعاش لحظة سعاده واحده .... زى التاجر كده ميقدرش ياخد من البضاعه اللى بيبعها لانه لو اخد منها هيخسر ، ودا قانون السعادة يا توزعها يا تاخدها .. عشان كدا قانونها ظالم
_ تصدقى عندك حق فى كل كلمة قولتيها
ثم اتبع والدها قائلا
_ طب انا متحمس زى مصطفى انى اقراها ، يلا ابدأى اكتبى وانا عليا مهمة النشر
= هعمل كدا فعلا يابابا ، بس موعدكش انى ابدأ كتابة قبل ما أقعد معاه ويحكيلى كل حاجة عنه
كان مصطفى قد أحس ولو لمرة أن هناك عائلة حقيقية لسعيد فسعيد الذى تربى وحيدا ولم يكن له اب او ام الأن لديه عم وثلاث بنات وأيضا يريدون البحث عنه والحديث معه
_ وانا هقلب الدنيا عليه وهوصله
كان الدكتور سعيد قد مل من الجلوس بالمستشفى
_ طب يلا بقى حد يشوف الدكتور عشان انا زهقت من القعدى هنا
ردت عليه مريم
_ الدكتور قال مش قبل يومين تلاتة عشان خاطر يكون السكر والضغط اتظبطو
= كل الكلام دا يتعمل فالبيت عادى
ردت لمياء ساخرة
_ وهو انت هتقعد فى البيت اصلا ، دا مش بعيد تطلع من هنا على الشركة او المصنع
= مهو فى شغل كتير متعطل اوى هناك فعلا
ردت مريم بحزم
_ لا طبعا مفيش الكلام دا ، انت مش هتخرج من هنا غير بإذن من الدكتور
= طب خلاص اروح المستشفى بتاعتى
_ اها عشان تشتغل برضوا ، لا طبعا مفيش حاجة من دى هتحصل
= يعنى بتتحكموا فيا
أحست لمياء ان لهجة اختها كان بها بعض القسوة فى الحديث
_ ما عاش ولا كان يابابا اللى يتحكم فيك ، كل الموضوع ان احنا خايفين عليك ، فعشان خاطرنا ريح نفسك اليومين دول
= لأ اذا كانت الدكتورة لمياء اللى طلبت فخلاص
ادمعت عيناى لمياء بعد سماع تلك الجملة فبسبب تلك المشكلة التى كانت بينهما لم يتحدثوا منذ فترة
_ وحشتنى كلمة دكتورة منك أوى والله
= انتى اللى حشتينى اوى يا قلب ابوكى
فى ظل ما تعرف مصطفى ان سعيد له أهل وعرفو ان لديهم ابن عم ايضا ، اصبح كل همهم هو البحث عن سعيد لكى تجتمع العائلة مرة أخرى ، وعلى جانب أخر كان اسامة يلعب برأس الحاج منصور بأن يدخل فى مشروع كبير عرض عليه فكرته ولكن الحاج منصور كان يخشى المغامرة
_ بس دا مشروع كبير أوى وعايز فلوس ياما
= بس هيكسبك كتير أوى يا حضرة النايب
فكر الحاج منصور قليلا فهو أيضا يمتلئ قلبه بالطمع والنفوذ
_ بس المشروع دا محتاج ارضى كتير اوى هنجسب المساحة دى منين
= متقلقش انا مرتب الدنيا ، هنشترى الاراضى اللى فى شرق البلد وناخد عليهم حتة من ارضك وبكدا نبقى جهزنا الأرض ونبدأ
= طب مهو المشكلة ان الاراضى دى كلها اراضى زراعية مينفعش عليها البنا
اراد اسامة التفخيم من الحاج منصور ليستغل نفوذه فى تقوية الصفقة ودعم المشروع
_ امال انا بقولك يا حضرة النايب ليه
= قصدك ايه يا اسامة
_ قصدى انك تاخد الموافقات والتصاريح من المحافظه ودى حاجه ساهله تعملها بكلمه واحده منك ، وكده احنا هنوفر فلوس كتير لانك هتشترى الارض دى على اساس انها ارض زراعيه وهتاخدها برخص التراب
= تصدق ياض يا اسامة ان انت دماغك دى طلعت داهية
_ امشى ورا دماغى بس وانا هكسبك دهب
= خلاص انا موافق ، اعمل دراسة للمشروع وهاتهالى
_ الدراسه جاهزه والاراضى اللى هنحتاجها انا عارفها
= ده انت عامل حساب كل حاجه
_ طبعا المشروع دا بحلم بيه من زمان اوى
= على العموم انا نازل القاهره بكره وهاخد اسبوع هناك بعد ما ارجع نشوف هنعمل ايه
_ خلاص يبقى اتفقنا
........ ......... ......... ............
بعدما ذهب سعيد لمنزله ابدل ملابسه واستحم ومن ثم ذهب لسريره افاق فى اليوم التالى كان يوم الجمعة وهو اجازة من العمل ذهب ليصلى ومن بعدها عاد للمنزل حينما فتح باب الشقة سمع صوت هاتفه يصدر انينه معلنا عن وجود متصل ، ذهب سعيد باتجاه الهاتف امسك به فوجد المتصل هو يوسف زميله بالعمل احب على المكالمة ..
_ ايه يا يوسف عامل ايه
= انا كويس الحمد لله ، اخوك رجع يدور عليك تانى فى المنطقة
_ طب وانت عملت ايه
= عملت زى منت طلبت قولت انى معرفش حاجة عنك بقالى فترة ، بس الفكرة فانك هتقعد لحد امتى كدا ؟!
_ سيبك من الموضوع دا بقى
= حرام عليك بهدلة اهلك دى اخوك باين عليه التعب والحزن بسببك .
_ ياريت نقفل الموضوع دا بعد اذنك يا يوسف
أغلق سعيد المكالمة مع يوسف وارتدى ملابسه لكى ينزل يتجول قليلا وضع يده فى جيبه فوجد
مفاتيح سيارة ، كان واقفا فى الشارت يحاول ان يتذكر ما الذى أتى بتلك المفاتيح إلى جيبه ، حتى تذكر أنها مفاتيح سيارة الرجل الذى أوصله للمستشفى بالأمس ، فماذا عليه أن يفعل هو لا يعرف محل سكنه أو اسمه او رقم هاتفه ، فكر قليلا ثم قال لنفسه لربما يكون مازال متواجدا بالمستشفى فقرر الذهاب إليها
كان جالساً بالمستشفى بجوار الدكتور سليم ابنته لمياء واختها مريم طرق الباب فدخل عليهم مصطفى وحينما رأه الدكتور سعيد سأله مسرعاً
_ ايه يا مصطفى طمنى عملت ايه
= لسة راجع من المنطقة عنده دلوقتى ، من ساعة ما ساب المنطقة محدش شافه تانى ولا حد يعرف حاجة عنه
سألته لمياء هل نفذ فكرتها بالبحث عن أسمه بشركات المحمول
_ مفيش اى خطوط باسمه شكله كده معاه خط من اللى بيتباعوا فى الشارع او جايب رقم باسم اى حد علشان محدش يعرف يوصله
سألت مريم عن حل لتلك الأمر وماذا سيفعل
_ فى واحد من المنطقة قال انه شافه من فتره فى المقطم انا كلمت واحد صاحبى فى قسم المقطم وبعتله صورته وبياناته ومستنى رد
كان الدكتور سعيد يحاول أن يطمئن نفسه ومصطفى بأنهم سيجدونه
_ خير انشاء الله، متقلقش يا مصطفى هنلاقيه قريب اوى
= يارب ياعمى عشان تعبت والله من اللى بحصله دا
فسألته لمياء عن انه تناول اى نوع وجبات اليوم فاجاب مصطفى
_ لا مأكلتش حاجة من الصبح
= طب ليه كدا يا مصطفى
_ مكنش فى وقت يا حبيبتى والله
قالت له مريم
_ لمياء كمان مأكلتش حاجة من الصبح
فرد عليهم الدكتور سعيد
_ خدها يا مصطفى يا ابنى واطلعوا جيبو حاجة تاكلوها وتعالوا
= ماشى يا عمى بعد اذنكم
خرج مصطفى ولمياء من المستشفى وذهبوا لكى يتناولون وجبة الغداء فى مطعم بجوار المستشفى
بعدها بدقائق كان قد وصل سعيد إلى المستشفى سأل عن إسم الدكتور وحينما رأه ذهب إليه على الفور
_ ازيك يا دكتور
= ايدا يا راجل فينك ، دا الراجل اللى انت انقذته قالب الدنيا عليك من ساعة ما فاق
_ يعنى هو بقى كويس دلوقتى الحمد لله
= اه وكنت هكتبله على خروج بس خليتها بكرا بس يكون ارتاح شوية
_ طيب ممكن اقابله يا دكتور
= اه طبعا بس ثوانى عشان فى ناس عنده جوه هدخل اشوفه وابلغه برضو وارجعلك علطول
_ تمام يا دكتور اتفضل
دخل الدكتور ليطمئن على الدكتور سعيد
_ ها اخبارك ايه انهاردة
= انا تمام جدا والله هتكتبلى على خروج امتى بقى
_ خلاص بكرا انشاء الله تخرج نطمن عليك انهاردة ونتأكد ان الدنيا تمام وتخرج علطول
= ماشى يا دكتور اهو كلها سواد الليل
_ بالظبط كدا ، على فكرا الشاب اللى انقذك برا وعايز يدخل يطمن عليك
= ايدا بجد ، دخله بسرعة
خرج الدكتور من الغرفة فالتفت الدكتور سعيد لأبنته
_ اوعى تقوليله انى ابقى عمه
= ايدا ليه
_ عادى عاوزه يتكلم على راحته
= اها ماشى فهمت
خرج الدكتور وابلغ سعيد بالدخول له رق سعيد الباب ثم فتحه
_ ازى صحتك يا فندم
نظر إليه قليلا وبعدها قال
= انا يخير الحمد لله يابنى
_ معلش انا اسف انى جيت فجأة كدا
= لا بالعكس انت جيت فى وقتك انا لسه كنت بسأل عليك علشان اشكرك على اللى انت عملته علشانى
_ لا شكر ولا حاجة دا واجب عليا انى اعمل كدا والحمد لله انك بقيت بخير
= انت شكلك شهم وابن ناس طيبين
_ تسلم يا فندم انا جيت علشان اتطمن على حضرتك وكمان ادى حضرتك مفتاح عربيتك انا اسف بس اكتشفت ان المفتاح معايا من شويه ونيست اديه للاستاذه مريم بنت حضرتك
=كويس انك نسيت تديها المفتاح علشان اشوفك بنفسى واشكرك
_ على العموم العربية موجودة مكانها للاسف مبعرفش اسوق لو كنت بعرف كنت بجتهالك وجيت
= متشغلش بالك انا هبعت اى حد يجيبها
_ ماشى يا فندم الحمد لله ان حضرتك بخير بعد اذنك بقى استاذن انا
= لا خليك شوية انا عايز أتكلم معاك تشرب ايه
_ تسلم يا فندم والله انا جاى اكل وشارب واخر تمام
ردت عليه مريم
_ خلاص يبقى اشرب شوية عصير بس
قامت مريم وواتت له بكيس عصير واعطته اياه ، ثم شكرها فسأله الدمتور سعيد عن محل سكنه
_ انا اصلا من الاقصر بس عايش هنا فى المقطم
= وبتشتغل ايه يا سعيد
_ بشتغل محاسب فى شركة هنا
= والدك وولدتك عايشين هناك ولا هنا
_ لا والدى ووالدتى اتوفو من زمان
= اسف لو ضايقتك
_ لا خالص والله
= بس اكيد ليك قرايب هناك
_ لا .. امى مكنش ليها اخوات .. كان ليا عم واحد ومعرفش عنه حاجة لأنى اصلا مشفتهوش
= دا ازاى كدا عمك ومتشفهوش
_ حكاية طويلة أوى ومش بحب افتكرها