الفصل الثاني والعشرون

في منزل محمد ومن داخل غرفة لمياء التي لم تكف عن الثرثره منذ ولجت بيسان إلى المنزل، لتجبرها على الصياح في وجهها لتعرف ان تجيبها على الهرتله التي ام تكف عن تكرارها، جلست إلى جوارها ومدت يدها لتمسك بيد لمياء وضمتها إليها وهي تحاول إيجاد كلماتها المناسبة لتخبرها بما تشعر به وتتأمل ان يصير بالفعل، لتسمع صوت بيسان وهي تهمهم بصوت مبحوح
-هو ليه كل حاجة بنحبها فحياتنا بنخسرها يالمياء، ليه مش بيفضل حوالينا غير الحاجات اللي بتوجعنا وبس، هو إحنا مش من حقنا نعيش زي ما ناس كتير غيرنا عايشة، أنا أنا ملحقتش أعيش حياتي مع مازن ال طلع غدار يالمياء، وحتى نادر طلع بيتسلي بيا، انا بقى ماصدقت اني لقيت حاتم بيحبني بجد وكان فيه حاجات كتير مش عجباني هو غيرها عشاني، شوفت وحسيت قد ايه هو متمسك بيا وده ال خلاني متأكده اني مش هكون سعيده في حياتي غير وانا معاه، على رأي المثل، خدي ال بيحبك و ماتاخديش ال بتحبيه، بس من جوايا حاسه مشاعر حلوه كتير ناحيته، لو ده يتسمى حب يبقى انا بحبه وعشقاه كمان، هستني ايه تاني يالمياء عشان اعيش حياتي زي اي بنت واتجوز وأخلف ويبقى عندي اسره سعيده! التعليم وخلاص عرفت اني مش نافعه فيه يبقى ادور بقى على حاجات تانيه أنجح فيها، محتاجه منك توقفي جنبي وتنصحيني وتقويني لاني ماليش غيرك في الحياه بعد ربنا وماما وبابا.

مزقتها كلمات صديقتها، فبيسان بحديثها الصريح ضغطت وبقوة فوق الوتر الحساس عند لمياء، وأعادت إحيائه بداخلها فهي أكثر من عانى من معاملة عائلتها في الصعيد كونها كانت الفتاة الوحيده لمحمد لأنهم كانوا يعشقون الذكور ويبغضون الإناث، فلم ترى منهم إلا كل جفاء وقسوة، وأكثر من يحتاج الحب هي، ورغم أن والدها غمراها بالحب والحنان إلا أنها كانت تفتقر وتشعر دائما بأنه يوجد شيئا ينقصها، حتى حينما كانت تلجأ لوالدتها لتحتمي بين ذراعيها أو بحثاً عن الحنان والأمان، كانت والدتها تعاملها معاملة جافه عكس والدها الذي كان يغمرها بعطفه وحنانه ليعوضها عن حنان الأم، شابت على الدلال والليونة من محمد، زفرت لمياء لتطرد تلك الغصة التي أستوطنت حلقها؛ لتُمحى من داخلها رويداً إحساسها بأنها فتاة لها حق الحياة كمثيلاتها، لم تدري لمياء كيف إنفلت زمام لسانها لتقول بلا وعي لتصدم بيسان بهمسها المتحشرج
-ربنا يستر ومايغدرش بيكي حاتم هو كمان، كفايه الصدمات ال أخدتيها.

تجمدت بيسان حين غادرت الكلمات حلق لمياء، وإبتعدت عنها لتحدق إليها بعيون متسعة، لا تصدق أنها سمعت لمياء تهمس بها، فبدت الصدمة تتشكل فوق ملامحها، شحب وجه لمياء فهي لم تقصد أن تغضبها او تحزنها حقا، ولم تدري كيف تتراجع عن قولها، لتتبدل صدمة بيسان إلى حسن الظن بما قالت لمياء، وحين مدت لمياء يدها لتلمسها رمقتها بيسان بإبتسامه طفيفه، وقالت معاتبة إياها
-على فكرة أنا عارفه إنك بتحبيني وخايفه عليا بس صدقيني المره دي ان شاء الله ربنا هيكون معايا، ومش هنجرح تاني لاني على يقين ان حاتم بيحبني، المهم خلينا فيكي انتي... عامله ايه في الجامعه ومين اصحابك وفي منهم شباب ولا كلهم بنات؟ احكيلي يالولو.


تعلم ليماء بأن شرح مايحدث معها بالجامعه قد يكون محزن لها بعض الشي حتى لو كانت تُظهر عكس ذلك، لكن عليها أخبارها بما يدور معها لأنها تعودت معها على الصراحه المطلقه، فازدردت لعابها وقالت
-هنيدة أنا عارفة إن الكلام اللي هقوله صعب يتصدق ويتفهم، بس أنا عوزاكي تهدي وتسمعيني للأخر، علشان تفهمي إني عمري ما كذبت عليكي، بس إديني دقيقة هروح المطبخ أجيب كوباية ميه وأجيلك وهكمل كلامي ليكي

إندهشت بيسان وازداد وجهها تجهم وهي تستمع إلى حديث لمياء، لتتابعها بعيناها تغادر غرفتها، فتركت فراشها وأتجهت بخطى مترنحة صوب المرآه لتسدل شعرها وترتب مكياجها، لتلتفت بحدة إلى لمياء التي عادت إليها مسرعة وبيدها كوب من المياه، أتجهت لمياء إلى بيسان بقلب يتملكه الإضطراب وقالت
-أنا بصراحه ومن غير زعل بقى عندي أصدقاء كتير بس ده والله بحكم الدراسه وكده، لأننا بنجتمع مجموعات تحضر سكاشن فلازم يكون في تواصل ومنهم برده بعض الشباب بس انا كلامي معاهم قليل، انا حتى معايا الأكونتات بتاعتهم على الإنست وبنتواصل يوميا على أساس بتراجع مع بعض وكده، بس والله يابوسي ماحد اخد مكانك بقلبي انتي اختي وصاحبتي وحبيبتي ال لو لفيت العالم عمري ما ابدلها بحد ابدا.


أنهت لمياد كلماتها وهي ترمق بيسان بحرص وقدمت لها المياه وهي تستأنف حديثها
-بس في حاجه تانيه كده كنت عايزه اقولك عليها، هي مش مهمه بالنسبالي بس حصلت معايا، في واحد زميلي من الشرقيه بحسه ساعات عايز يتكلم ويقول حاجه، بس بيخجل ودايما مبتسم، بحس ساعات انه مجنون واوقات بصراحه بيعجبني حياءه النادر في زماننا ده.


أحست بيسان بأنه من المحتمل ان يدق قلب لمياء واخيرا، ويشرد عقلها في شيئ آخر غير الدراسه، وضعت الكوب من يدها في أيد لمياء، ثم قفزت فوق الفراش ضاحكه وهي تهلل وتصيح بصوت قد يكون مرتفع
-والله وعملوها الرجاله ورفعوا راس مصر بلدنا، اخيرا يابنت اللذين هتقعي وتحبي زيي، دا انا فكرت انك شويه كده ويطلع ليكي شارب٦من كثرة الجديه ال عندك، هييي....

صعقت لمياء من رد فعل بيسان الطفولي، ثم صعدت ووقفت معها فوق الفراش وهاجمتها بضراوة كونها كادت ان تُسمع عائلتها بالخارج، وضعت كفها على فمها لتغلقه ثم اردفت إليها بصوت خافض.
-ششششش، يخرب عقلك هتفضحيني، حب ايه ياهبله انتي مابتصدقي يابنتي! وبعدين انا لسه قدامي اربع سنين عبال ما اخلص ولسه سنتين امتياز وتحضير دكتوراه، موال يابنتي، تكون انتي اتجوزتي وخلفتي طفلين كمان، وانا لو انشغلت بالحب والكلام الفارغ ده خايفه مااعرفش اركز في مذاكرتي ويضيع حلمي، لا.. لا انا مش فاضيه لكده، وبعدين انا بقولك ال حصل ومفيش اي حاجه من خطرت في بالك دي، الله يرضى عليكي بلاش تكبريها في دماغي.


أطلقت بيسان ضحكتها بعدما ازاحت يد لمياء من فوق فمها، ثم جلست عاقدة ساقيها على الفراش ترمقها غامزةً، ثم تنهدت وقالت
-خلاص ياحبي مش هفكر ولا هتكلم في حاجه بس اي حاجه تحصل معاكي تيجي تقوليلي اوام ها... اي حاااجه انا بقولك اهو.

غادرت بيسان منزل لمياء وسط دهشتها التي تعجبت من تبدل ملامح لمياء وهي تحكي عن الشاب، وأحست بأن هناك سراً تخفيه لمياء عنها، تذكرت شيئا فطرقت يدها برأسها ثم تحدثت بينها وبين نفسها
-يييييه، نسيت اسأل لمياء الولد اسمه ايه؟ يلا بكرا لازم أول ما اشوفها اسألها علطول.

وصلت بيسان وهي في حالة من الهياج التام إلى منزلها وما أن فتحت الباب بمفتاحها الخاص حتى صاحت بصوت جهوري زلزل أرجاء المنزل بأكمله مناديةً على هايدي
-ماما....

رجف قلب هايدي وأبيض وجهها حين وصل إليها صوت بيسان، ثم انتفضت من مكانها متوجهه إليها وحدقت بوجهها وتشبثت بها بذعر وهي تلتقط انفاسها
-إيه يابت في ايه، اول مره تدخلي البيت بصوتك العالي ده، عمرك ما عملتيها، إيه إل حصل، وكل ده كنتي فين بقالك خمس ساعات ومش بتردي على تليفونك ليه ياهانم؟!

وقفت بيسان على عتبة الباب ترمقهما بنظرات نارية توعدتها بعمل جريمه في الحال، ثم تبدلت ملامحها وإطلقت ضحكتها وهي تزغزغ والدتها في اجنابها وخصرها، لتُسرع هايدي بعدما أخافها صياح ابنتها، وقالت وهي تضربها على ساعدها وتقرصها من وجنتها
-وقعتي قلبي ياحيوانه، ده انا قلت حصل مصيبه معاكي علشـــ

إستدارت بيسان ولم تمهلها الفرصة لتكمل حديثها، وقامت بالولوج الي الصالون واشعلت التلفاز، ثم أتت بقناة للأغاني الشعبيه، ثم التفتت وامسكت زراعي هايدي وظلت ترقص وتغني وتتمايل وتقفز ضاحكه، بينما كانت هايدي تحاول نزع ساعديها من بين يد بيسان لكنها قبضت عليهما بشده ولم تنتبه بإنها تؤلم والدتها، ثم القو بنفسها على الأريكه محاولتين التقاط انفاسهما، كادت هايدي ان تفقد وعيها بسبب هزيان بيسان، بعد مرور لحظات عادت كل منهما الي صوابها، ثم اعتدلت بيسان في جلستها بعدما عبأت صدرها بالنفس، اخذت جرعة من الشجاعه ثم قررت بداخلها ان تبوح لوالدتها بكل ماتشعر به تجاه حاتم،
فحدقت بها هايدي بصدمة وهي لا تصدق فعلتها، وهي تلومها بعيناها، ولكن بيسان لم تبالي بل اكملت حديثها للنهايه، حين أكملت هايدي تنفيس غضبها وجذبها إلى داخل الغرفة من خصلات شعرها بعنف لتدفعها بإتجاه الفراش لتقف أمامها بأنفاس متسارعة تكاد حرارتها تحرقها وتقول و قبضتها تشتد على شعر ببسان بقوة
وأندفعت لتطيح ببيسان بعيداً بعدما افلتت شعرها من بين اصابعها وألقت بها فوق الفراش بقسوه ثم صاحت بوجهها بحده وغضب
-يعني ايه على علاقه بحاتم من أربع سنين واحنا منعرفش، كنت بتستغفلينا طول الفتره دي، هو انتي ماحرمتيش من مشكلتك الأولى بسبب الولد ال كان بيجيلك عند مدرستك، ده كان باباكي هيترفد فيها من شغله بسببك لولا ستر ربنا، انتي عايزه تعملي فينا ايه بالظبط؟ اربع سنين يامفتريه والميه بتتسرسب من تحتينا من غير مانحس، ازاي عملتي كده، حب ايه يابنتي ال بتدوري عليه؟ تلاقي سيرتنا على كل لسان بسب طيشك وقلة عقلك، ماهي المصيبه بتيجي لحد اصحابها وتقف، لازم لما باباكي يرجع من شغله يعرف بكل ده، وهو بقى يتصرف معاكي بمعرفته.


لتزدرد بيسان لعابها وهي تلملم شعرها بيداها، حاولت أن تشرح لهايدي بهدوء لتتفهمها وهي تتوسلها بصوت مذعور
-ده انا قلت ان انتي ال هتفهميني ياماما لأنك ست زيي، والله ياماما ماعملت حاجه غلط نهائي، والنبي ياماما ماتقولي لبابا عشان خاطري، وبعدين حاتم عايز يجي من زمان يتقدم لي وانا ال مأجله الموضوع الوقتي، انتي ماعطتنيش فرصه أفهِّمك، والله ياماما نيته خير معايا، وكمان هو جارنا من زمان وانتي عارفاه كويس، قد ايه هو محترم وابن ناس، مالوش في شغل اللوع واللعب ببنات الناس لان عنده اخوات وزي مابيخاف عليهم.. بيخاف عليا ويمكن اكتر، لو سمحتي ياماما افهميني ولو حبيتي انا ممكن اتكلم معاه واقوله يجي ويقعد معاكي انتي وبابا وال تحكموا به انا راضيه به والله بدون تفكير حتى،لان كل ال يهمني رضاكوا عني.

لطمت هايدي على وجنتيها بخوف حين توقفت بيسان عن الكلام، لينطلق عويلها وهي تواصل لطمها وتقول
-يا دي المصيبة اللي حلت علينا، يا دي المصيبة، هنروح فين من كلام الناس لما ننفضح، لما ده ايه مازماننا فضحنا وال كان كاااان!
لما يرجع باباكي من الشغل ياعنيا إبقى اقعدي معاه واحكيله يمكن يقدر يفهم منك ال انا مش قادره أفهمه، لاني كل ال فهمته انك فلتانه وماشيه على حل شعرك ومستغفلانا بقالك اربع سنيييين.


ألتفتت بيسان إلى والدتها وهي تنظر إليها بحزن ويأس، فقد صدمتها ردة فعل والدتها، وهمت بالتحدث إليها، لتبتلع كلماتها بشهيق خوف حين تحركت هايدي لتخرج من غرفة ابنتها وهي تمسح دموعها بيدها آسفة على حال ابنتها، لأنها كانت تتمنى لو تراها مثل لمياء ابنة الصعيد، التي ثابرت وحاربت لتصل الي هدفها ومكانتها المرموقه بين المجتمع، بينما ابنتها ابنه المدينه الطائشه التي لم تعي كيف تتصرف ولم يكن لها هدف في الحياه غير العشق والحب والزواج، تحدثت بينها وبين نفسها حينما ألقت بنفسها فوق المقعد في الصالون بصوت متهدرج
-حب ايه ونيله ايه ال بتجري وراه يابنتي، يعني ال عشقوا واتجوزوا استفادوا ايه الله يسامحك، ضيعتي نفسك لأنك دايما بتبصي تحت رجلك، عمرك مابصيتي للأمام ابدا ولا حاولت تقلدي صاحبة عمرك ال متعلقه بيها بقالك سنين وبقيتي ربعها حتى، بنت الصعيد تبقى دكتوره وبنتي انا ولا اكنها اتعلمت، قاعده في البيت شبه ربة المنزل ال مادخلتش مدارس في حياتها.

لتتفاجأ ببيسان جالسة تحت قدمها وتقبض على ساعدها وهي تقترب منها ويقول بصوت حزين باكي
-حقك عليا ياماما، بالله عليكِ ماتزعلي مني، معلش لو كنت دايقتك بتصرفاتي بس يمكن انتو ال دلعتوني زياده عن اللزوم، ومانكرش اني قصرت في حق نفسي كتير، وكنت مستهتره بس ال فات مات، ساعديني أنجح في ال جاي يأمي لو سمحتي.


في هذه الأثناء تفاجأوا بالباب يُفتح وإذ هو أيمن عاد من الشغل، رمقهم بدهشه بينماكانوا يمسحون دموعهم ويلتقطون أنفاسهم كي لا يحس على شيئ، تحدث إليهم بصوت هادئ
-السلام عليكم، مالكم يابنات فيكو ايه، حاجه حصلت ولا ايه؟

أشاحت هايدي بنظرها بعيدا عنه محدقة في ابنتها كي تطلق العنان وتبادر بالحديث هي، إذدردت بيسان لعابها وتشجعت ثم سردت لوالدها ما قالته لهايدي من قبل، توقعت ان يهاجمها هو الآخر ويضربها مثلما فعلت هايدي معها، لكن كانت المفاجأه الكبرى بما كان رد فعل أيمن، حينما وضع مفاتيحه وحقيبة يده على الطاوله ثم اتكأ على مقعده مبتسما هادئا، حدقوا هايدي وبيسان بعضهما البعض بذهول ثم التفتوا الي ايمن وبادرت هايدي بالحديث بفضول زافرةً
-هو انت ماسمعتش بنتك قالت ايه مش سويه، إيه الهدوء الل انت فيه ده ياأيمن؟!


إستشعرت بيسان أيضا بأن عليها التدخل لتوضح لوالدها ما حدث دون أن تتعمق بتفاصيل كثيرة، ليقطع عليها أيمن كلماتها وهو يرجوها بأن تدع له هي محاولة توضيح الحقيقة، وأن تلزم الصمت فلمست ساعد والدها ليمسك بيدها بحنان رامقا اياها بحب ثم اردف إليها.
-أنا عارف كل حاجه من البدايه خالص ومتابع تحركاتك وكل كلمه قولتيها وقالهالك حاتم انا على علم بيها، وده مش تجسس مني عليكي ولا حاجه لا، بس من وقت المشكله ال حصلت بسبب مازن وانا عهدت نفسي اني انتبه ليكي اكتر وما انشغلش بشغلي وحياتي عنك لأنك اهم حاجه عندي بالوجود، حاجه ثانيه كمان، حاتم قبل ما يتكلم معاكي جه وقعد معايا وصارحني بكل حاجه جواه، لما كان بيحصل بينكوا مشاكل كان بيجيني وانا اقوله يصالحك ازاي، فاكره لما قولتلك اني هفضل معاكي ومش هسيبك ابدا واي قرار هتاخديه في حياتك انا هكون موافق وراضي به؟ فا انا عايزك تطمني على الآخر،

ثم التفتت لهايدي ضاحكا، واردف إليها
-وبعدين ياحبيبة قلبي مش حاجه تعملها بنتنا تعاقبيها بالشكل ده، حرام وبعدين هي معادتش صغيره، دي بقت عروسه خلاص، وبعدين عندي ليكوا مفاجأه جامده جدا، عارفين مين ال كان معايا من شويه؟

وأسترسل ايمن ووضح كل ما حدث، بينما وقفت بيسان وهايدي تستمعان بذهول ودهشه، لتشعر بيسان فجأة بسعاده تعتصر قلبها، في حين أنهمرت دموع هايدي وهي تستمع لكلمات أيمن ، ليقف أيمن كما هو بحالته محتفظاً بملامحه السعيده والقابله لكل ما قيل، وما أن أكمل كلماته ووصل إلى نهاية حديثه بالخبر السعيد
-الحاج سعد والد حاتم جاني المكتب وشرب معايا القهوه، وطلب ايد بيسان مني لابنه حاتم وانا وافقت طبعا، وكانوا عايزين يجوا عندنا الليله عشان نقرأ الفاتحه ونتفق على كل حاجه، بس انا قولتله نأجله النهارده لحد ما اتكلم مع والدة العروسه وآخذ رأيها وبعدين اتصل بيك،
رد عليا وقال
-واجب برده ودي الأصول ومحدش يقدر يتخطاها.
ايه رأيكوا بقى في المفاجأه دي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي