الفصل الرابع والأربعون

ذلك الشعور الذي يذهب فجأة ويأتي فجأة لم تجد له أي تفسير، فكيف كانت في صدره تضمه بكل ما أوتيت من قوة تريد المزيد والمزيد من السكينة التي لا تتوفر إلا في حضنه، وكيف بلحظة يتغير كل شعورها فتهرب منه مرغمة حتى هي لا تدري ما هذا الشعور الغريب،هل يعقل أن ينفر المرأ من شخص يعشقه بجنون؟

جابت ببصرها يمنة ويسرة تهرب منه كعادتها في حركتها الطفولية تلك التي أصبحت إدمانه كغيرها من حركاتها الطفولية العفوية ثم وضعت أصابعها على شفتيها مرددة:
أنت قلتها منذ قليل أم أنك نسيت؟
رد أمير مستفهما:
قلت ماذا لم أفهم؟
ردت ريحان مازحة:
مابك زوجي العزيز هل شربت شيء أم ماذا؟
قلت حين تبلغ العشر سنوات سنخبرها بكل شيء معا
ابتسم ماسحا على شعرها ليردف:
كوني معي دائما حبيبتي سنتجاوز معا أوزجي تثق بك ووقتها ستساعدينني وتساعدينها في تقبل الحقيقة.
ردت ريحان:
بالتأكيد حين تبلغ الثامن عشر ستقرر إن كانت ستبقى معنا أو لا؟
رد أمير:
نعم هذا ما سيحدث ومع أني لا أقدر على فراقها لكن سأحترم أي قرار ستتخذه حينها.
ابتسمت حينها ضامة يده لتردف؛
إذا دعنا نقفل على هذا الموضوع ولا نتحدث به ثانية، أنا عرفت متأخرا لكن لست غاضبة بالتأكيد فالبنهاية أنا لم أكن موجودة بتلك الفترة من حياتك ولن ألومك على ماض ذهب و ولى ما يهمني هو حاضرنا الذي نعيش كل تفصيلة منه معا هذا فقط المهم ومنذ هذه اللحظة لن يكون بيننا أي أسرار البتة ستخبرني بأي شيء يحدث معك وسأفعل أنا كذلك، يجب أن نكون كتابا مفتوحا لبعضنا البعض ولا نخفي عن بعضنا شيء.

تغيرت ملامحه بعد حديثها فجأة وانقلبت فكلما ذكرت كلمة أسرار يهتز قلبه ويعتصر وتنزاح فرحته نحو زاوية وتنعزل تنتظره أن يبوح، لكنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا فكلما نظر بعينيها يضعف ويخاف ويهاب ويتردد لأنه قد يخسرها وللأبد.
ناظرها صامتا بحزن يقرئ من عينيه ليخاطب نفسه قائلا:
إنها فرصتي الآن نعم أمير هذا هو أنسب وقت لتقر لها بكل الذي في جعبتك، لم لا أخبرها بكل شيء هي أيضا من حقها أن تعرف كل شيء مني لا من الغريب فقد يأتي يوم وتسمع الحقيقة فجأة كما سمعت حقيقة أوزجي وأنها متبناة فجأة،هيا أمير تشجع وقلها فقط تلفظ بأول كلمة وسيرتسل الباقي بسهولة.

هيهات هيهات أن يعترف الأمير أنه كان سبب كل الأذى الذي حل بالأميرة وأنه هو بالذات شبحها الذي تلعنه وتمقته.

شرد عنها وذهب بظنونه للبعيد تلك الظنون التي رمته بين الآه والتيه ورحلت عنه وتركته يتقلب بها وحيدا، يمد يده يريد منقذا فلا يرى غيرها كنقطة ضوء تشع في عتمة ليلة شتوية لكنها حتى هي بدلا من أن تقترب تبعد.
انتظرت عودته للواقع والكف عن الشرود لكن انتظارها طال فلوحت بيدها بعد حين قائلة بصوت مرتفع:
يا سيد أمير أين ذهبت؟
عاد من شروده على صوتها العذب الذي يحيي روحه فابتسم قائلا:
معك معك حبيبتي شردت قليلا فقط.
ابتسمت تعدل شعرها للخلف ثم ردت:
واضح واضح أيضا هناك موضوع آخر سيفتح حبيبي
نظر مستفهما ليقول:
خيرا فقط
ردت ريحان:
خيرا يصيبك قرة عيني أين كنت مختفيا منذ الصباح أجبني دون لف ودوران وإلا أريتك الوحش الذي بداخلي.
رد ضاحكا:
سلاما قولا من رب رحيم لا نؤذيكم ولا تؤذوننا سلم يارب.
ضحكت مقهقهة فخطفته مرة أخرى وأنسته بتلك القهقهة حزنه وسره الذي كشف وشروده وتوتره وضياعه وكل كل شيء به شائبة وحزن،فهدأ داخله أخيرا لتتحدث بعد حين قائلة:
نازلي أتت صباحا وأخذت الصغيرة ولم تحدد موعدا لإرجاعها وأيضا أنت لم تودعها، اشتقت إليها منذ الآن.
رد أمير:
أعرف أنها ستأتي منذ الصباح لذا لم أعد ،لم أكن أود رؤيتها كي لا تناقش أمام الصغيرة ونزعجها ككل مرة، اما اوزجي فهي تعلم أين ساذهب منذ البارحة لذا لن تنزعج لأنني لم أودعها لا تقلقي لكن لحظة فقط أ نازلي من؟
ردت ريحان سريعا تتهرب منه:
لا ليست هي من أخبرني بالتأكيد.
طالعهع أمير بطرف عينه ليردف بنبرة شك قائلا:
عشق أنت تكذبين صحيح؟
سكتت ريحان وهربت من نظراته ليضيف:
أنظري إلي ولا تتهربي
نظرت إليه لتردف قائلة:
لطفا أمير لنقفل على هذا الموضوع ولا نعكر صفوتنا منذ الصباح به عرفت بموضوع التبني واتفقنا أننا سنخبرها معا حين يأتي ذلك اليوم،اوزجي ابنتنا وستبقى كذلك حتى تشيخ.
سكت أمير قليلا يعقد حاجبيه متذمرا لتطالعه هي برجاء فنظر إليها برهة ثم تنفس بضيق مردفا:
حسنا لأجلك فقط لكن حسابي ستناله يعني ستناله ثم توقفي عن نظرات القطة هذه تعرفين أنها نقطة ضعفي.
ابتسمت ريحان بمكر لترد:
أها يعني تعترف أنها نقطة ضعفك إذا هذا سلاحي دائما المهم دعك من هذا الآن وأخبرني أين اختفيت؟
حتى أنني لم أحس حين ذهبت.
رد أمير بحب:
كنت نائمة كالأطفال وكم بدوت جميلة جدا لم أسخ بك لذا لم أثر حركة كثيرة كي لا اوقظك من نومتك الهنية.
ابتسمت بحب بعد كلماته تلك ثم حدثت نفسها هامسة(حتى لو أقمت الحرب فوق رأسي لن أستفيق أصبح نومي ثقيلا جدا).
خاطبها أمير ليفصلها عن مهامسة نفسها قائلا:
اين شردت أنت أيضا؟
هيا معي تجهزي سريعا هيا
ردت ريحان:
إلى أين؟
أمير مبتسما:
مفاجأة انت فقط سلميني نفسك ولا تسألي عن شي بالتأكيد سيعجبك ما أحضر لك وإن اعترضت حملتك خطفتك ليكن بعلمك.
تذكرت رائحته لتنظر إليه بعيون متسعة وتقول:
لا لا لطفا إلا أن تحمليني سأمشي على قدمي لا اريدك أن تحملي شكرا شكرا ثم من قال لا أسلم لك؟ أنت فقط أمسك يدي وخذ بي إلى حيث شئت.
بضحكتها الرقيقة ولمعة عيونها أكدت له ان السعادة لا تشترى ولا تدرس ولا تشترى إنما تمنح من خلال ذلك البريق الذي كلما تطلع عليه ابتهج،وبدفء يديه أكد لها أن الأمان موجود وأنها لن تحس يوما بغربة أو ضيق أو خوف فذراعيه هي حصنها المنيع من كل سهام الألم التي تقذفها بها الحياة.

خرجا من القصر يدا بيد لتركب بجانبه بكل هدوء تنتظر أن يخبرها أين وجهتهما لكن لم يفعل لينطلقا بسرعة من حديقة القصر إلى مكان المفاجأة التي حضر.
كانت مستلقية على مقعد السيارة تمدد رأسها للخلف وتنظر للطريق تراقب الناس والشجر والسماء أحيانا حتى مضى وقت لتنتبه بأن وجهتهم مختلفة وأن الطريق الذي يسلكونه جديد عليها.
نظرت إليه وعلامات الإستفهام تعتلي وجهها لتقول:
أمير هذه طريق جديدة صح؟
رد أمير:
نعم مكان غير مألوف لك لم نسلكها قبلا.
تحدثت ريحان. مازحة:
طريق جديد إذا هل ستقتلني دون أن تترك دليلا خلفك؟
أجبني أمير اريد أن اعرف حالا بالا.
رد أمير:
أجيبك على ماذا لم تصرخين؟
ريحان بحنق:
ستقتلني صحيح؟
رد أمير ضاحكا:
ماهذا التفكير الإجرامي؟
يبدو أنك تتابعين أفلام الرعب في الآونة الأخيرة بزيادة فكوابيسك في الليل زادت والآن تفكرين كمجرمة، قلت مفاجئة يا فهيمة أي أنه شيء سيفرحك.
ريحان بنبرة غضب كالأطفال:
إذا عرفني ماهي.
رد أمير:
على حد علمي لديك صبرا يوزع على كل أهل المدينة ولا ينفد ماذا حل به فجأة ما الذي تغير؟
ردت ريحان:
أريد أن أعرف المفاجئة لم أعد صبورة كالسابق أصلا أنا تغيرت أمير تارهون.
ابتسم والتفت ينظر للطريق ولم يرد عليها وعلى إلحاحها بل كان مستمتعا بتذمرها وحيرتها تلك.
اعتدلت هي حين يئست منه ورمت ضهرها على كرسييها لتردف:
غضبت
رد أمير ضاحكا:
يا عيني يا قلبي على طفلتي الصغيرة وغضبها الذي يقتلني في الصميم، و ليكن حتى غضبك جميل خصوصا مع عقدة حاجبيك تلك لكن لعلمك حين تغضبين يحمر أنفك كالأطفال تماما.
رمقته بعينها ثم وضعت يدها على أنفها تلامسه تتحسس حرارته لكنها سرعان ما أنزلتها كي لا ينتبه لها وأكملت تظاهرها بالغضب.
كان ينظر إلى شكلها الذي يشبه شكل الأطفال حين تتظاهر بالغضب فيسر ويبتسم لكنه يلتفت للناحية الأخرى كي لا تنتبه إليه أيضا ليتركها على حالتها مستمتعا بها وهي ترمقه بنظرها كل حين.
مر وقت بعد ذلك.
تحدثت بعد حين لتسأله:
أمير كدنا نصل؟
أحس أن الطريق تمدد
رد أمير:
ليس بعد حبيبتي اصبري
مر وقت أيضا لتعيد هي نفس السؤال:
كدنا نصل؟
رد أمير متذمرا:
عشق انزلك هنا ها قلت ليس بعد سألتني ألف مرة هذا السؤال.
ردت ريحان غاضبة:
افعلها هيا افعلها اصلا انت لا تحبني ويمكنك فعلها بسهولة والتفريط بي.
سكت قليلا يطالعها باستفهام ثم حوقل لأكثر من مرة كي يهدئ ولا يثور بوجهها ثم سألها قائلا:
لست على طبيعتك ماذا أكلت منذ الصباح؟
اعتدلت قليلا في جلوسها وردت:
أكلت ثم تذكرت كمية الأكلات التي تناولتها لتسكت مباشرة
أمير مستفهما:
مابك؟
ريحان بحنق:
انس أخبرني فقط كدنا نصل أم لا؟
أمير مبتسما:
ليس بعد يا جميلة الجميلات ليس بعد ليس بعد
زفرت بحنق وسكتت ولم تنطق ببنت كلمة بعدها وهكذا نامت دون أن تحس ليتركها ترتاح ويكمل قيادته على مهل حتى وصلا إلى وجهتهم المقصودة بعد مدة قصيرة.
كان المكان عبارة عن منطقة جبلية تنزل منها بعض السهول و بها مزارع صغيرة متفرقة هنا وهناك ليقوم هو بالنزول أمام بيت به حديقة كبيرة هناك.
ذهب ناحيتها وهي لا تزال نائمة قريرة العين فاقترب منها وهمس:
حتى أنك أصبحت تنامين كثيرا حقا بك شيء عشق.
أيقظها بهدوء قائلا:
أيها الكسول استيقظ.
فتحت عيونها بتثاقل تحكهما لتقول:
ماذا؟ أريد النوم أمير
ردأمير:
وصلنا يا كسولة انزلي

نزلت من السيارة ووقفت أمام الباب ليقترب منها ويضع يدها بيده وهي لاتزال تنظر إليه وللبيت الذي أمامها صامتة مذبهلة لا تفهم شيء .
ابتسم وتأملها بهدوء ما جعلها تخجل وتهرب ببصرها عنه وهي تردد:
ياربي أسرع أمير سيغمى علي بعد ثانية من رائحة عطرك القوية ليس ذلك فقط ابتسامته مستفزة جدا منذ خرجنا وهو يبتسم ثم رفعت صوتها وخاطبته:
لم تبتسم هكذا؟
نظر إليها ليقول:
لأنني معك طبعا انظري أمامك حبيبتي
نظرت مرة أخرى لذلك البيت،إنه بيت بيتا صغير وجميل يشبعه بيوت قريتها فلفت بصرها على كامل البيت الذي دخل قلبها مباشرة فأحست أنه مألوف لديها، فالتفتت إليه ونظرت مبتسمة لتقول:
ماذا هناك؟
رد أمير:
قتربي أكثر وستفهمين سبب تأخري كل يوم الأسبوع الماضي وسبب اختفائي صباحا.
نظرت إليه باستفهام لتقول:
الم تكن بالشركة أيامها؟
رد أمير:
كنت هنا وهناك هيا تقدمي وادخلي وستفهمين.
تقدمت قليلا ليقوم هو بفتح الباب الخارجي للبيت ويقول:
اذكري اسم الله وادخلي.
نظرت إليه ثم رددت:
بسم الله الرحمن الرحيم ودخلت
كان منزلا خشبيا جميلا وشرحا على الطراز القديم يبهج النفس فور الدخول إليه، يحوي صالة صغيرة بها مدفئة ومجهز من كل شيء ومضاء أيضا تصله أشعة الشمس من كل صوب.
نظرت لكل ركن به بسعادة وعيون متلئلئة ثم طالعت أمير باستفهام ليجيب عن تلك النظرات قائلا:
أهلا بك في مزرعتك الصغيرة عشق تارهون.
ردت دهشة:
كيف؟
ابتسم و رفع يده وقدم لها مفتاح البيت ليضعه بيدها قائلا:
تفضلي مفتاح بيتك
كانت مندهشة لا تفهم شيء من شيء فقط تنظر إليه مذهولة ليقول:
مابك؟
هذا بيتك باسمك ريحان تارهون ملكك إنه هدية مني لك.
لمعت عيونها فجأة واغرورقت عيونها دمعا لتقول:
لا لا يمكنني هذا كثير هدية كهذه لا يمكنني قبولها أمير.
رد أمير:
لكنه أصبح باسمك يعني ستقبلين في كل الأحوال أصلا ماذا يساوي أمام ما أعطيته لي أنت من سعادة،انظري جعلته مشابها لبيوت القرية لأنني أعرف أنك تحبين قريتك وتشتاقين إليها.
أومأت سعيدة ثم أردفت:
هل هذا يعني أننا سنترك القصر؟
أمير ضاحكا:
لا طبعا انتظري ليس لهذه الدرجة لكن هنا السكينة المخفية التي سنهرب إليها كلما ضاقت بنا جدران القصر أنا وانت فقط لوحدنا لا أحد سونا وبالأخص أيام الشتاء.
طالعته مستفهمة قائلة:
لم الشتاء؟
اقترب منها واحتضنها من الخلف وهمس باذنها :
لأنه الشتاء و مدفأة ومطر وكستناء و حبيبك و دفء، حضني وشفتيك.
تحدثت ريحان لتوقفه قائلة:
هس يا مستغل الفرص بامتياز دعنا نرى البيت أولا ونتحدث عن هذه التفاصيل لاحقا.
تحركا أكثر لتتفقد البيت الجميل.
كانت تنظر إليه سعيدة دهشة فقد زين جدرانه بلوحات مرسومة بيدي أوزجي وهذا مازاد البيت بهجة.
اقتربت ولامست إحدى اللوحات لتقول:
إذا هي شريكتك
رد أمير:
لا جريمة تكتمل دون شريك.
ريحان بحب:
جميل كل شيء جميل كل تفصيل جميل.
نظرت هنا وهنا بتآن تتأمل كل التفاصيل سعيدة بكل ركن تنظر إليه لتقول بعد مدة:
أنت لم تنس أي تفصيل من التفاصيل التي أحبها.
أمير بحب:
كيف انسى ما تحب زوجتي يستحيل.
ريحان مستفهة:
لكن متى ذكرت أنا كل هذا وأنني أحب كل هذه الأشياء؟
رد أمير:
ربما أنت لا تتذكرين لكن أنا كل حديث تذكرينه يبقى بعقلي وقلبي.
اقتربت منه وأمسكت يده لتقول سعيدة:
شكرا شكرا كثيرا شكرا لوجودك.
كل شيء به جميل المطبخ وغرفة النوم وصالونه السحري و حديقته، كل شيء دون استثناء أحببته كثيرا إنه بيت أحلام.
أمير مبتسما:
سررت لأنه أعجبك لكن لم تنته مفاجأتنا بعد.
نظرت له باستفهام ليضيف:
تعالي لدينا مشوار آخر قصير سنذهب لمكان آخر.
ريحان على عجل:
دعنا نستمتع بالمنزل قليلا.
رد أمير:
تعالي لن تكون المسافة طويلة أصلا سنعود وتستمتعين به كما تشائين.
ركبا بالسيارة وهي تنظر للمنزل بحب وحين انتبه إليها وإلى اعجابها بالبيت أردف قائلا:
حبيبتي سنعود سنعود ربع ساعة فقط ونعود.
نظرت اليه سعيدة حينها وركبت بجانبه حقا أحست أنها في حلم لحظتها،حملها والبيت وهو وحبه الذي يغمرها والكثير الكثير من السعادة التي تعيش فرفعت رأسها لفوق وحمدت الله كثيرا ودعت أن يحفظ الله عليها هذه النعم.

بعد مدة قصيرة وصلا بالسيارة لمزرعة لتربية الخيول.
نزلا هناك لتنظر هي للمكان مستفهمة لتقول:
ماذا يحدث أمير لم أحضرتنا إلى هنا؟
رد أمير:
الهدية غير مكتملة حبيبتي وستتكتمل الآن تعالي.
أمسك يدها ودخلا المزرعة معا وهي لا تزال تنظر إليه وإلى المكان مذبهلة لكنها لم تقل شيء فقط اكتفت بالمشي بجانبه، فقام بمناداة أحد العمال هناك وهي تنظر مستغربة.
تقدم الرجل من أمير مسرعا ليقول:
تفضل أمير بيك إنه جاهز.
نظر إليها أمير ليقول:
تعالي.
تقدما ناحية اسطبل الخيول ليتقدم الرجل العامل وهو يجر حصانا أسود اللون جميلا وضخما له شعر ملفت وفاتن ينسدل من الخلف،حصان يتمنى ولو لمسه كل من رآه يشبه لحد ما خصلات شعرها الأسود الجميل الذي ينسدل على كتفيها مثل شعر الأميرات.
نظرت إلى الحصان الذي فتنت به فهي تعشق الخيل ثم إلى أمير مستفهمة ليتقدم أمير من الحصان ويلامسه برفق ثم ناظرها بحب برهة فأومأت برأسها مستفهمة ليردف حينها مفصحا عن مفاجئته قائلا:
عشق تفضلي حصانك واسمحي لي أن اسميه عشق أيضا.

ابقت نظرها على ذلك الجواد الاسود الأصيل لا تفهم شيء بعد فاقترب وأمسك يدها وضمها ثم وضعها على رأس الحصان ولامسه بيدها هي بينما العامل قد انصرف لعمله ليتركهما على راحتهما.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي