الفصل السابع
الفصل السابع
**********
كان هناك أمل
عودة غائب
قلب تهدأ نبضاته المؤلمة
ولكن للقدر طرقه الموجعة
ظلت متمسكة بأملها فى عودة إبنتها ولكن كلمة واحدة قضت على كل أمل على كل فرصة تتشبث بها
لاتعلم من أتى بها للفراش بجوارها إبنتها الصغيرة لين تبكى وتمسك بكفها بقوة كأنها تخشى فراقها هى الأخرى
هنا زوجة سيف وليلى والدتها يجلسون بجوارها الناحية الأخرى ينتظرون حتى تفيق
وهاهى استيقظت من غفوتها .....لتراهم أمامها يتشحون بالسواد وعيناها ترفض رؤية حزنهم لاتريد أن تصدق أنها بالفعل رحلت ولن تعود ........همس لن تعود لأحضانها ككل ليلة
اختفت للأبد ضحكة مرحة تعطى لبيتهم رونق وحياة
رحلت همس عنها ولن تراها بفستان زفافها كما تمنت !
.............
استندت على ذراعيها لتعتدل وهى مازالت تتطالعهم بسخط برفض لبكاؤهم وملابسهم السوداء الحزينة كقلوبهم
أمسكت بها لين لتعود ولكنها رفضت نفضت جسدها بقوة لتغادر سريرها ومحاولات فاشلة منهم لإقصاءها عما تفعله
صاحت بها ليلى :بلسم اهدى مش كده استريحى ياحبيبتى
تجاهلتها وهى تتجه نحو دولابها لتخرج ملابسها وأشارت لهم بصرامة:لو سمحتوا سيبونى أغير هدومى
سألتها ليلى بقلق:عاوزة تروحى فين ؟
أجابتها بثقة:رايحة أشوف بنتى ياليلى
ونظرة قلقة تتناقل بين الثلاث وهى تبتسم بتهكم :أنا مش مجنونة أنا عاقلة كويس أوى وواعية للى بقوله ......بس لسه عندى أمل اللى لاقوها دى مش بنتى
اقتربت منها لين وكفها فوق شفتيها تكتم شهقتها وعيناهاالتي اكتست بلون الدماء
ماما ........خلاص الظابط بيقول أنهم لاقيوها هيكذب ليه بس
أمسكت بلسم بملابسها بقوة وهى تصيح بها:هو يقول اللى هو عاوزة وأنا عينى وقلبى هيعرفوا .......أنا هروح وأشوفها هتأكد.......اتاكد أن أختك ماتت يالين .....اتاكد أنى مش هشوفها تانى ومش هفرح بيها وهى عروسة
ولين قلبها يصرخ ويأن بوجعها فراق شقيقتها الوحيدة رفيقتها وحضنها الدافئ وشهقتها خرجت من بين ثناياه صدرها بألم كأنه سكينة حادة قاسية ولكن عليها أن تتحمل الوجع وتصمت ......وتقوى على ألمها كما كانت همس دائما تفعل
..............
ممر طويل رائحة خانقة ووشوش مرهقة ملت الحياة هنا وهناك عاملين يؤدون عملهم بروتنية
وهو يستند على ذراع إبنه من ناحية وابن أخيه من ناحية أخرى وأمامه الضابط والطبيب المسئول عن الحالة
خطوتين يفرقان بينه وبين الغرفة التى خلفها جدرانها فلذة كبده ابنته .......خطوتين ويودعها للأبد كان يصدق بلسم حينما تخبره أن قلبها يشعر بعودتها قريبا كان يصدق ويتمنى لو كان إحساسها صحيحا وهاهى عادت ......
ولكن
عادت جثة هامدة سيراها الأن سيودعها للأبد سيردم على وجهها الثرى بيده سيغلق عليها باب لن يٌفتح أبدا
وانتهى المطاف وفٌتح الباب كفيه يرتعشان وشفتيه ترتجف حزنا يكتم دموعه وحزنه بصدره ولكن عيناه تبوح وتفضى بكل شيء
نظر لها الضابط بأسف:دكتور يوسف أنا آسف حضرتك لازم تتعرف عليها
تقدمت قدماه خطوة مترددة مهزوزة أحس أنه سيسقط أرضا من هول مايشعر به
سندة لذراعه من كف سيف ونظرة مشجعة لينهيا الأمر
تقدما سويا نحو ثلاجة الموتى التي فتحها عامل المشرحة ليخرج الجسد المغطى بملاءة بيضاء سحبها بهدوء ليضعها على السرير المتحرك
كشف غطاء وجهها ومازال يوسف وسيف يقفان بعيدا عنها حتى نداه الضابط:دكتور يوسف لو سمحت حاول تمسك أعصابك شوية أنا عارف أن الحكاية مش سهلة بس لازم ننهى كل حاجة
وصوت اندفاع الباب اربكهم جميعا وبلسم تقف ممسكة بمقبض الباب وحسام يحاول منعها ولكنها دفعته وتقدمت نحو يوسف وعيناها تتطالع ملامحه الحزينة أخفض عيناه بعيدا عن عيناها لتسأله بصوت مهزرز مقهور:مش هى يايوسف صح ......مش همس
رفع عيناه إليها وتنهيدة خرجت من صدره :لسه مشفتهاش
التفت خلفها نحو الجسد المسجى أمامها تحلت ببعض الشجاعة وتقدمت نحوها مدت يدها لتزيح عنها الملاءة وعينا يوسف تراقب بقلق فاندفع نحوها خشية أن تسقط مغشياعليها وهى لم تلتف لأحدهم عيناها مصوبة على الجسد وكفيها يرتعشان زمت شفتيها بخوف وأغمضت عيناها قبل أن تستدعى بعض القوة لتكشف الغطاء فجأة وتعود للخلف ممسكة بيوسف الذى أمعن النظر للفتاة التى أمامه اتسعت عيناه ذهولا ورعبا
ملامح وجسد مشوهين لا يرى منها أى شيء يدل عليها لايعرف إن كانت ابنته أم لا وبلسم تنظر إليها بأعين تخرج من محجريها وشفتيها ترتعشان خوفا وصدمة مما رأته أحست أن قلبها سيتوقف من هول مارأته اقترب سيف منهم وعيناه على الجسد ينظر لها بخوف يشعر برجفة تتملك منه وصوت الضابط يسألهم بقلق :ها ياجماعة هي ولا لا
التف إليه سيف بغتة وعيناه تعود لتنظر ناحية الفتاة مرة أخرى يشعر بضياع بخوف :دى مفيش فيها أى حاجة عشان نعرف إذا كانت هى أولا
هزت بلسم رأسها برفض تبكى بوجع وكفيها متمسكان بيوسف :دى مش بنتى......دى مش همس
سألها الضابط بحيرة:حضرتك عرفتى أزاى
قلبى بيقولى أنها مش بنتى أنا متاكدة
هز رأسه بأسف:يامدام ساعات القلب هو كمان بيغلط وللأسف مفيش أى ملامح واضحة عشان نعرف هي أو لا ملامح اتشوهت واترمت فى المياه من فترة كل دى عوامل خلت ملامحها تختفى
نظر له يوسف بحنق:وأنا أعرف منين أنها بنتى ......أنت نفسك إيه اللى عرفك أنها همس إيه دليلك
دق على الباب ليأذن الضابط بالدخول ليفتح الباب ويجدوا عدى يقف على باب الغرفة لاهثا خائفا تقدم نحوهم مسرعا وعيناه تتطالع الجسد الملقى أمامه اتسعت عيناه مما رأهالتف نحوه بقلق:دى همس .........معقول دى همس
اندفعت بلسم صارخة به:لا مش بنتى دى مش همس
والضابط يراقب بتفهم ولكن لابد من المواجهة لتتفهم بلسم مايحدث حولها
أخرج من جيبه حلقة ذهبية مشيرا بها لعدى:هي دى دبلتها ياأستاذ عدى
اقترب منه وعيناه تتطالع الحلقة حتى أمسك بها بأصابع مرتجفة تمعن النظر إليها واتسعت عيناه عندما تأكد أنها تخص همس خاصة أن اسمه محفور عليها من الداخل
دى دبلة همس
أمسكها الضابط قائلا:دى كانت فى ايديها .......طبعا مش دليل بس المواصفات قريبة منها جدا والدبلة دى كانت الحاجة اللى خلتنى أقول أنها هى
..............
خرجوا جميعا من الغرفة وسيف شارد يفكر فى كل مايحدث اقترب منه حسام بلهفة :ها ياسيف مش هي صح
هز رأسه بحيرة:مش عارف ياحسام بجد مش عارف
وضع الضابط كفيه فى جبيه قائلا:ياباشمهندس كل الأدلة بتأكد أنها الآنسة همس ........أنا عارف طبعا أن الموضوع مش سهل بس لازم تبقوا مؤمنين بقضاء الله
قطب سيف حاجبيه بانفعال غاضب:إحنا مؤمنين بقضاء الله ياحضرة الظابط بس اشمعنى لقيت الدبلة
سأله بحيرة:تقصد إيه ؟
-أقصد أن همس كانت لابسة سلسلة فى رقبتها مش بتقلعها خالص اشمعنى لقيت الدبلة والسلسة لا .........حاجة تانية ودى الأهم همس شعرها مش أسود واللى جوه دى شعرها أسود فاحم
-ماهو أكيد من تأثير المياه دى فضلت أكتر من تلات أسابيع أكيد شعرها لونه اتغير
-يتغير ازاى ......هى صبغة ده لون شعرها
أكملت بلسم بحماس :فى حاجة كمان ........همس كانت متعورة فى كتفها اليمين وهى بتدرب رماية الجرح ده مش موجود
-برضه مش دليل نفى يامدام .......الجثة اتشوهت ومفيش فيها حاجة سليمة
أكد سيف حديث والدته :الوش بس اللى اتشوه وده معناه ان اللى عمل كده كان عاوز يغير ملامح وشها بس لكن جسمها لا
رفع يوسف رأسه بقوة:كده مفيش غير حاجة واحدة هتأكد أو تنفى
سأله الضابط باهتمام :إيه هى؟
-تحليل dna هو ده اللى هيأكد دى همس أولا
-ده اللى هيحصل فعلا مادام أنتوا مش متأكدين إذا كانت دى همس أو لا وطبعا هنحتاجك يادكتور
أسرع عدى قائلا: يبقى لازم يتعمل في أسرع وقت ممكن
التف إليه الضابط:أنت عارف الروتين وحالة همس مش الحالة الوحيدة والموضوع هيأخد وقت
ابتسمت بلسم بأمل :يأخد زى مايأخد المهم أتاكد وقلبى يطمن
...................
تعب إرهاق عصبية أصبحت صفتها فى الأيام الأخيرة وتوتر يزداد منذ آخر مكالمة بينهم رفضت أن تجيب على اتصالاته المتكررة ليجد حيلة حمقاء ويحادثها من رقم مختلف وهى ليست ساذجة وأدركت أنه هو رفضت سماع كلمة اشتياق ولوعة رفضت صوته رفضت أن تعود لحماقتها وتعود لتصدقه من جديد
وهو حسم الأمر لابد من المواجهة وليكن مهما يكن
والفرصة سانحة عرف مكان عملها وترصد لها وقف بعيدا عن المكان ليراقبها حتى نزلت بعدما ذهب كل العمال
خرج من سيارته مسرعا اتجه نحوها وهى لاتراه حتى شعرت بقبضته تمسك بكفها شهقت خوفا وهو طمئنها:فريدة اهدى أنا عمر ياحبيبتى
نزعت كفها بقوة ساخطة:أنت عايز منى إيه مش كلمتنى أكتر من مرة وقفلت السكة فى وشك جاى هنا ليه
يعرف أنها مجروحة ساخطة عليه ولكنه يشتاق لها يريدها أن تعود
فريدة لازم نتكلم مش هتفضلى رافضة أى كلام بينا
دفعت يده غاضبة تزم شفتيها بحنق:أنا لاعاوزة أتكلم ولا عاوزة أشوف وشك تانى اللى بينا انتهى وخلاص
-فريدة متنسيش أنك لسه مراتى وسهل أوى أرجعك البيت حتى لو غصب عنك على الأقل عشان جودى
صرخت به :جودى .......هى دى حجتك وجودى كانت فين وأنت بتخون أمها مع أعز أصحابها جودى كانت فين وأنت بيهون عليك كل اللى كان بينا بس أقول إيه ندل
اتسعت عيناه غضبا ودهشة لايصدق أن فريدة هى التي تحادثه الأن بتحدى وتنعته بالندل
أمسكت مقبض باب سيارتها لتغادر ولكنه أوقفها هذه المرة بحدة :فريدة أعقلى بقى أنا مش أول راجل يتجوز على مراته ولا أنا أخر واحد أنتى لازم تفهمى وتتعودى على الوضع ده مؤقتا لحد ......لحد لما أطلقها
-تتطلقها .........لاياباشمهندس أنت هتطلقنى أنا ولو مطلقتش هرفع عليك قضية خلع وهكسبها عارف ليه لأنك زانى .......عارف يعنى إيه زانى وأنا هقدر اثبت عليك الزنا لما القاضى يشوف ورقة جوازك من الهانم والتحاليل تثبت أن الحمل قبل جوازكم وعندى الأدلة اللى تأكد كلامى بس عشان أنت ابن عمى وأبو بنتى أنا مش هعمل كده ......بس هستنى ورقة طلاقى وفى أسرع وقت لو سمحت
وهو مازال مدهوشا فريدة تتحدى وتخطط وتهدد يعرفها تعشقه لكن من رأها فريدة أخرى مختلفة عمن كانت تشتاق إليه حتى وهو بجوارها ولكنه هو فعل ذلك بنفسه هو من هدم كل شيء ويستحق ولكنه لن يتراجع حتى يستردها من جديد لن يترك سهيلة تستحوذ عليه أكثر سيسعى لتعود حياته كما كانت حتى وإن زادت بطفل جديد
....................
الألم يزداد برقية أوجاع ركبتها تزداد وهى مصرة على إهمال نفسها فى سبيل الأعتناء بالبيت وأحمد تذمر صوتها وهى تتألم طوال الليل جعله يفيق مذعورا وهو يراها تبكى من شدة الألم وأدوية مسكنة تتناولها باستمرار فقدت مفعولها وهو أصر وحدد موعدا لها مع الطبيب ولا أعذار
تركت جودى مع همس بعدما رفضت سمر وتحججت بذهابها للتسوق برفقة أصدقاءها وياسمين تتابع دروسها
وفتحية خادمتها لن تكون منتبهة لجودى وهمس تعرف كيف تتعامل معها جيدا منذ أتت وجودى لاتفارقها وهمس سعيدة بها
كانت في البداية تتعامل معهم بحرص ورسمية ورقية لايروقها ذلك وهى تريد الأمور واضحة أمامها وحديث بينهما لتخبرها همس بما كانت تفعله دولت وسطوتها وقسوتها عليها وعلى مريم وهمس اطمئنت أحست أنها صدر حنون يضمها فى وقت شدتها ورقية أحست بها كفريدة وياسمين وغضبت عندما أخبرتها عن فعلة عصام وهى ضمتها لتبكى وتحكى هي لاتريد سوء الراحة والاطمئنان ورقية أقسمت لاأذى سينالها مادامت في بيتها ولن تتركها حتى تسترد ذاكرتها وتعود لأهلها
.............
وحان موعدها عند الطبيب استعدت للمغادرة بصحبة أحمد هبطت درجات السلم بصعوبة واتجهت نحو همس التى تحمل جودى على ظهرها بمرح :همس معلش ياحبيبتى خدى بالك من چودى لحد ماأرجع مش هنتأخر باذن الله
-ولا يهمك ياماما أحنا هنفضل نلعب لحد ماترجعى بالسلامة
مش كده ياچوچو
قبلتها چودى القابعة فوق ظهرها :أيوه ياهمس هعلب وهكسبك كمان
ابتسمت رقية برضا وهى تودعهم مغادرة
وبدأت جولة اللعب اليومية بينهما والتي استمرت لأكثر من ساعة حتى تعبت همس واسترخت فوق الكرسى فى الحديقة:حرام عليكى ياچودى أنا تعبت كفاية كده النهاردة
مدت چودى شفتيها متذمرة وعقدت حاجبيها غاضبة:أنتى قلتى لتيتة هنلعب لحد ماتيجى من عند الدكتور هتكدبى ياهمس
ضحكت همس قائلة:يعنى كل ده ومتعبتيش ده أنا مش قادرة اتحرك
أمسكت بكفها تشجعها على المتابعة:يلا ياهمس قومى بقى
-طيب استنى شوية استريح وبعدين نكمل لعب
تركتها چودى متجهة للداخل وهمس اطمئنت مادامت بعيدة عن الشارع الخارجى وجدتها فرصة لتسترخى للحظات قبل معاودة اللعب
وماهى إلا لحظة حتى سمعت صراخ چودى اندفعت مرعبة ورأت فتحية تهرول صاعدة السلم أسرعت خلفها متجهين لغرفة فريدة صرخت همس عندما رأت چودى ملقاة على الأرض مصابة فى ذراعها وتصرخ من شدة الألم أسرعت نحوها تحاول إسعافها ولكن الجرح يحتاج لعناية طبية حملتها وأسرعت بها وفتحية خلفها:هتروحى فين ياست
-هوديها المستشفى مينفعش اسيبها كده الجرح شكله محتاج خياطة
-طيب أنا مش هينفع أسيب البيت لوحده وعم محروس البواب راح مشوار
-لا خليكى مينفعش نخرج إحنا الاتنين
أكملت طريقها للخارج وچودى متعلقة برقبتها تبكى :همس عاوزة مامى
ضمتها بهدوء :متخافيش ياحبيبتى دلوقتى مامى هتيجى بس لما اطمن عليكى الأول
واندفعت ناحية الشارع الرئيسى فى نفس اللحظة التى هبطت فيها سمر من سيارة أجرة نظرت إليهما ولم يهمها أمرهم ودخلت البيت وصعدت غرفتها دون أن تسأل عما حدث
وهمس ظلت تمشى مهرولة ولكنها للحظة توقفت
هي لاتعرف إلى أين تذهب ؟
لاتعرف حتى أين هى ؟
أين هى المشفى التى تريد الذهاب إليها ؟
لاتعرف
وقفت في وسط الشارع تائهة مشوشة السيارات تتحرك بسرعة وأنفاسها تتسارع بشدة
إلى أين ؟
وچودى مازالت تبكى وهى عاجزة قليلة الحيلة حتى توقفت سيارة أجرة بجوارها ظن أنها تنتظر سيارة
تاكسى ياأنسة
نظرت له بفزع وتذكرت أنها لاتحمل المال
بس أنا مفيش معايا فلوس
-نعم مفيش معاكى فلوس اومال واقفة كده ليه ابقى خديها مشى بقى ياحلوة
تلفت حولها بخوف ولكنها مرغمة على المتابعة أكملت طريقها وهى تجرى مسرعة وقفت لاهثة تحاول التقاط أنفاسهاوجدت من يربت على كتفها التفت بجزع لتجد إمراة بسيطة تقف خلفها متسائلة:مالك يابنتى فيكى إيه
نظرت لچودى النائمة على ذراعها :البنت متعورة وعاوزة اوديها المستشفى .......هو مفيش مستشفى قريبة
-في يابنتى هناك اهى
نظرت بلهفة الناحية التي أشارت إليها المرأة فأسرعت نحوها وهى تشكر المرأة على عجالة
وصلت لاستقبال المشفى تصيح بهم:حد يساعدنى البنت متعورة
أسرعت نحوها إحدى الممرضات تحملها منها لتوقفها موظفة الاستقبال :استنى عندك رايحة فين مش فى نظام ولا إيه
صاحت بها الممرضة:نظام إيه ياست رشا البت دراعها متعور هنستنى لحد دمها مايتصفى
-في نظام تدفع التأمين وبعدين تدخل دى مسئولية عليا
اندفعت همس نحوها :أنا جيت من البيت بسرعة ملحقتش أخد فلوس الله يخليكى سيبيها تدخلها أنا خايفة البنت يجرالها حاجة
-أنا آسفة ياأنسة دى مسئولية عليا ده نظام المستشفى
صاحت بها غاضبة:نظام إيه اللى يسيب طفلة زى دى متعورة كده وتمنعوها تدخل عشان الفلوس
-والله دى مش مشكلتى دى قوانين اتفضلى خديها وديها أي مستشفى حكومي
انتبهت همس لقلادتها الذهبية نظرت إليها للحظة وحسمت موقفها مدت أصابعها لتفك قفلها وأشارت لها بها:دى سلسلة دهب خليها عندك لحد أما اجيبلك فلوس التأمين
-اسفة مينفعش
وصرخة أخرى كادت أن تتنطلق من بين شفتيها ولكن صوت خلفها أوقفها:أنسة همس
التفت نحو الصوت بدهشة لتتسع عيناها غير مصدقة :دكتور كريم
لم تعرف انها بالمشفى التي مكثت بها عدة أيام بعد حادثتها
اتجه نحوها متسائلا:خير فى إيه
اتجهت نحوه بلهفة:چودى متعورة الله يخليك خليها تدخلها بسرعة
التقط چودى من بين ذراع الممرضة وأشار للموظفة:البنت تحت مسئوليتى
ذهبت خلفه دخل إحدى الغرف وأمر الممرضات بتجهيز الأدوات الطبية ليخيط الجرح
طلب من همس الانتظار بالخارج قليلا تركتهم وخرجت تستريح على أحد الكراسى حتى ينتهى كريم من معالجتها
..................
وصلت فريدة بيتها غاضبة حانقة على عمر وأفعاله
اندفعت داخل البيت لتجد الكل مجتمع وجوههم متوترة قلقة لم تفهم مايحدث ولكن عيناها بحثت عن جودى فلم تجدها معهم اندفعت نحو رقية متسائلة:في إيه ياماما فين چودى
ابتعلت رقية ريقها وهى تنظر لأحمد بتوتر فاتجه هو نحو ابنته قائلا:فتحية بتقول أن چودى اتعورت وهمس خدتها المستشفى
صرخت بهم :بنتى جرالها إيه ......حد يرد عليا
اتجه نحوها مروان مهدئا:اهدى يافريدة خير ان شاء الله
صاحت به سمر :خير منين دى واحدة جاية من الشارع خدت البنت وحجتها أنها رايحة توديها المستشفى الله أعلم عملت فيها إيه
صاحت بها رقية:هو أنتى بتطمنيها ولا عاوزة تعمليها فيها
إيه لمى نفسك وخليكى في حالك
-ليه بقى ان شاء الله مش دى عمايل الأستاذ جاسم اشربوا بقى
...........
ظلت همس مستنكية صامتة مغضمة العينان بجوار چودى النائمة من تأثير المخدر استندت بساعديها على السرير تنظر لها بقلق وعيناها تذرفان الدمع قلقا وخوفا لاتعرف إن لم تجد كريم بالمشفى ماالذى كان سيحدث ومؤكد الأن أنهم يبحثون عنها وعن چودى
وجدت الباب يفتح فجأة وجاسم يقف على عتبته يطالعها بقلق فاندفع نحوها :همس إيه اللى حصل في إيه
وقفت أمامه تبكى:چودى وقعت اتعورت وأنا مكنتش عارفة أعمل إيه خرجت وجريت على هنا ومحدش كان راضى يدخلنى أنا كنت خايفة عليها والله ياجاسم ......أنا كنت خايفة أنها تتعب
اتجه نحو چودى النائمة قبل جبينها واتجه لهمس
أمسك بيدها متجها نحو الأريكة الجلدية تركها تبكى حتى بدأت تهدأ نظرت له بتساؤل:بس أنت عرفت ازاى
استطردت قائلة بعدما تذكرت كريم:دكتور كريم صح
ربت على كفها بهدوء:أيوه كلمنى وقالى أنك حطيتى السلسلة بتاعتك في الاستقبال عشان مفيش معاكى فلوس
-البنت اللى تحت مكنتش راضية تدخلنى عشان الفلوس والله لو كنت مسكتها لكنت ضربتها
ضحك مقهقها حتى ظهرت نواجزه:ياشرس أنت.......هتضربيها ليه بس ده شغلها ياهمس
-يعنى تسيب البنت تنزف وتقولى شغلها
-لاطبعا هي غلطانة المهم أنها بخير دلوقتى وأنتى متخرجيش تانى من البيت لوحدك أنا هجيبلك موبيل يبقى معاكى محدش عارف إيه اللى ممكن يحصل تانى
مامى
صوت چودى تنادى جعلها تقفز نحوها بلهفة:چوچو حبيبتى
أنا عاوزة مامى
أجابها جاسم الذى وقف بجوار همس :هنروح لمامى دلوقتى أنا حاولت اكلمهم في البيت بس موبيلى فصل شحن ومش فاكر أرقام
التفت همس نحوه :موبيلك فصل ومش فاكر أرقام وبتتريق عليا احمد ربنا أنك عارف بيتكم مش هنام في الشارع النهاردة
ضحك قائلا:أنتى شمتانة فيا بقى
-اه عشان قاعد تدينى دروس وأنت زيى ......المهم لازم نروح دلوقتى أكيد الدنيا مقلوبة
-ده أكيد
............
ظلت فريدة تبكى ورقية وياسمين بجوارها يواسونها وأحمد مازالت اتصالاته بجاسم لاتجدى نفعا
حتى جدوا همس تدخل حاملة چودى اندفعوا نحوها جميعا وأولهم فريدة التي صرخت بها:أنتى كنتى فين خدتى بنتى ووديتها فين انطقى
نظرت همس لها بخوف وهى تراهم جميعا ينظرون إليها نظرة اتهام لاتفهم لما ولكن صراخ فريدة ازداد :عارفة لو كنتى أذيتى البنت أنا هعمل فيكى إيه
نهرتها رقية:اسكتى شوية يافريدة لما نعرف ايه اللى حصل
نظرت نحو همس سائلة :أنتى كنتى فين ياهمس
كانت معايا
التفوا نحو جاسم الذى يقف خلف همس التي تضم جسدها بذراعيها :فريدة اعتذرى لهمس ........لولا همس كان بنتك جرالها حاجة احمدى ربنا انها لحقتها وودتها المستشفى وهى لا معاها فلوس ولاتعرف حد ولما رفضوا يدخلوها قلعت سلسلتها عشان تدفع التأمين
تيجى أنتى وتزعقى فيها كده
نظرت رقية لفريدة بعتب واتجهت همس تضم كتفها بأسف:حقك عليا ياهمس فريدة كانت خايفة على چودى
اتجهت فريدة نحوها وهى تحمل چودى أخفضت عيناها معتذرة:أنا اسفة ياهمس حقك عليا متزعليش منى
ابتسمت بهدوء:أنا مش زعلانة منك أنا عارفة أنك كنتى خايفة عليها بس أنا والله معرفش أرقام حد ومفيش معايا موبيل
وقف جاسم بجوارها غامزا:مفيش معاكى أرقام ولا معاكى موبيل كويس أنك روحتى معايا وإلا كنتى هتنامى في الشارع
**********
**********
كان هناك أمل
عودة غائب
قلب تهدأ نبضاته المؤلمة
ولكن للقدر طرقه الموجعة
ظلت متمسكة بأملها فى عودة إبنتها ولكن كلمة واحدة قضت على كل أمل على كل فرصة تتشبث بها
لاتعلم من أتى بها للفراش بجوارها إبنتها الصغيرة لين تبكى وتمسك بكفها بقوة كأنها تخشى فراقها هى الأخرى
هنا زوجة سيف وليلى والدتها يجلسون بجوارها الناحية الأخرى ينتظرون حتى تفيق
وهاهى استيقظت من غفوتها .....لتراهم أمامها يتشحون بالسواد وعيناها ترفض رؤية حزنهم لاتريد أن تصدق أنها بالفعل رحلت ولن تعود ........همس لن تعود لأحضانها ككل ليلة
اختفت للأبد ضحكة مرحة تعطى لبيتهم رونق وحياة
رحلت همس عنها ولن تراها بفستان زفافها كما تمنت !
.............
استندت على ذراعيها لتعتدل وهى مازالت تتطالعهم بسخط برفض لبكاؤهم وملابسهم السوداء الحزينة كقلوبهم
أمسكت بها لين لتعود ولكنها رفضت نفضت جسدها بقوة لتغادر سريرها ومحاولات فاشلة منهم لإقصاءها عما تفعله
صاحت بها ليلى :بلسم اهدى مش كده استريحى ياحبيبتى
تجاهلتها وهى تتجه نحو دولابها لتخرج ملابسها وأشارت لهم بصرامة:لو سمحتوا سيبونى أغير هدومى
سألتها ليلى بقلق:عاوزة تروحى فين ؟
أجابتها بثقة:رايحة أشوف بنتى ياليلى
ونظرة قلقة تتناقل بين الثلاث وهى تبتسم بتهكم :أنا مش مجنونة أنا عاقلة كويس أوى وواعية للى بقوله ......بس لسه عندى أمل اللى لاقوها دى مش بنتى
اقتربت منها لين وكفها فوق شفتيها تكتم شهقتها وعيناهاالتي اكتست بلون الدماء
ماما ........خلاص الظابط بيقول أنهم لاقيوها هيكذب ليه بس
أمسكت بلسم بملابسها بقوة وهى تصيح بها:هو يقول اللى هو عاوزة وأنا عينى وقلبى هيعرفوا .......أنا هروح وأشوفها هتأكد.......اتاكد أن أختك ماتت يالين .....اتاكد أنى مش هشوفها تانى ومش هفرح بيها وهى عروسة
ولين قلبها يصرخ ويأن بوجعها فراق شقيقتها الوحيدة رفيقتها وحضنها الدافئ وشهقتها خرجت من بين ثناياه صدرها بألم كأنه سكينة حادة قاسية ولكن عليها أن تتحمل الوجع وتصمت ......وتقوى على ألمها كما كانت همس دائما تفعل
..............
ممر طويل رائحة خانقة ووشوش مرهقة ملت الحياة هنا وهناك عاملين يؤدون عملهم بروتنية
وهو يستند على ذراع إبنه من ناحية وابن أخيه من ناحية أخرى وأمامه الضابط والطبيب المسئول عن الحالة
خطوتين يفرقان بينه وبين الغرفة التى خلفها جدرانها فلذة كبده ابنته .......خطوتين ويودعها للأبد كان يصدق بلسم حينما تخبره أن قلبها يشعر بعودتها قريبا كان يصدق ويتمنى لو كان إحساسها صحيحا وهاهى عادت ......
ولكن
عادت جثة هامدة سيراها الأن سيودعها للأبد سيردم على وجهها الثرى بيده سيغلق عليها باب لن يٌفتح أبدا
وانتهى المطاف وفٌتح الباب كفيه يرتعشان وشفتيه ترتجف حزنا يكتم دموعه وحزنه بصدره ولكن عيناه تبوح وتفضى بكل شيء
نظر لها الضابط بأسف:دكتور يوسف أنا آسف حضرتك لازم تتعرف عليها
تقدمت قدماه خطوة مترددة مهزوزة أحس أنه سيسقط أرضا من هول مايشعر به
سندة لذراعه من كف سيف ونظرة مشجعة لينهيا الأمر
تقدما سويا نحو ثلاجة الموتى التي فتحها عامل المشرحة ليخرج الجسد المغطى بملاءة بيضاء سحبها بهدوء ليضعها على السرير المتحرك
كشف غطاء وجهها ومازال يوسف وسيف يقفان بعيدا عنها حتى نداه الضابط:دكتور يوسف لو سمحت حاول تمسك أعصابك شوية أنا عارف أن الحكاية مش سهلة بس لازم ننهى كل حاجة
وصوت اندفاع الباب اربكهم جميعا وبلسم تقف ممسكة بمقبض الباب وحسام يحاول منعها ولكنها دفعته وتقدمت نحو يوسف وعيناها تتطالع ملامحه الحزينة أخفض عيناه بعيدا عن عيناها لتسأله بصوت مهزرز مقهور:مش هى يايوسف صح ......مش همس
رفع عيناه إليها وتنهيدة خرجت من صدره :لسه مشفتهاش
التفت خلفها نحو الجسد المسجى أمامها تحلت ببعض الشجاعة وتقدمت نحوها مدت يدها لتزيح عنها الملاءة وعينا يوسف تراقب بقلق فاندفع نحوها خشية أن تسقط مغشياعليها وهى لم تلتف لأحدهم عيناها مصوبة على الجسد وكفيها يرتعشان زمت شفتيها بخوف وأغمضت عيناها قبل أن تستدعى بعض القوة لتكشف الغطاء فجأة وتعود للخلف ممسكة بيوسف الذى أمعن النظر للفتاة التى أمامه اتسعت عيناه ذهولا ورعبا
ملامح وجسد مشوهين لا يرى منها أى شيء يدل عليها لايعرف إن كانت ابنته أم لا وبلسم تنظر إليها بأعين تخرج من محجريها وشفتيها ترتعشان خوفا وصدمة مما رأته أحست أن قلبها سيتوقف من هول مارأته اقترب سيف منهم وعيناه على الجسد ينظر لها بخوف يشعر برجفة تتملك منه وصوت الضابط يسألهم بقلق :ها ياجماعة هي ولا لا
التف إليه سيف بغتة وعيناه تعود لتنظر ناحية الفتاة مرة أخرى يشعر بضياع بخوف :دى مفيش فيها أى حاجة عشان نعرف إذا كانت هى أولا
هزت بلسم رأسها برفض تبكى بوجع وكفيها متمسكان بيوسف :دى مش بنتى......دى مش همس
سألها الضابط بحيرة:حضرتك عرفتى أزاى
قلبى بيقولى أنها مش بنتى أنا متاكدة
هز رأسه بأسف:يامدام ساعات القلب هو كمان بيغلط وللأسف مفيش أى ملامح واضحة عشان نعرف هي أو لا ملامح اتشوهت واترمت فى المياه من فترة كل دى عوامل خلت ملامحها تختفى
نظر له يوسف بحنق:وأنا أعرف منين أنها بنتى ......أنت نفسك إيه اللى عرفك أنها همس إيه دليلك
دق على الباب ليأذن الضابط بالدخول ليفتح الباب ويجدوا عدى يقف على باب الغرفة لاهثا خائفا تقدم نحوهم مسرعا وعيناه تتطالع الجسد الملقى أمامه اتسعت عيناه مما رأهالتف نحوه بقلق:دى همس .........معقول دى همس
اندفعت بلسم صارخة به:لا مش بنتى دى مش همس
والضابط يراقب بتفهم ولكن لابد من المواجهة لتتفهم بلسم مايحدث حولها
أخرج من جيبه حلقة ذهبية مشيرا بها لعدى:هي دى دبلتها ياأستاذ عدى
اقترب منه وعيناه تتطالع الحلقة حتى أمسك بها بأصابع مرتجفة تمعن النظر إليها واتسعت عيناه عندما تأكد أنها تخص همس خاصة أن اسمه محفور عليها من الداخل
دى دبلة همس
أمسكها الضابط قائلا:دى كانت فى ايديها .......طبعا مش دليل بس المواصفات قريبة منها جدا والدبلة دى كانت الحاجة اللى خلتنى أقول أنها هى
..............
خرجوا جميعا من الغرفة وسيف شارد يفكر فى كل مايحدث اقترب منه حسام بلهفة :ها ياسيف مش هي صح
هز رأسه بحيرة:مش عارف ياحسام بجد مش عارف
وضع الضابط كفيه فى جبيه قائلا:ياباشمهندس كل الأدلة بتأكد أنها الآنسة همس ........أنا عارف طبعا أن الموضوع مش سهل بس لازم تبقوا مؤمنين بقضاء الله
قطب سيف حاجبيه بانفعال غاضب:إحنا مؤمنين بقضاء الله ياحضرة الظابط بس اشمعنى لقيت الدبلة
سأله بحيرة:تقصد إيه ؟
-أقصد أن همس كانت لابسة سلسلة فى رقبتها مش بتقلعها خالص اشمعنى لقيت الدبلة والسلسة لا .........حاجة تانية ودى الأهم همس شعرها مش أسود واللى جوه دى شعرها أسود فاحم
-ماهو أكيد من تأثير المياه دى فضلت أكتر من تلات أسابيع أكيد شعرها لونه اتغير
-يتغير ازاى ......هى صبغة ده لون شعرها
أكملت بلسم بحماس :فى حاجة كمان ........همس كانت متعورة فى كتفها اليمين وهى بتدرب رماية الجرح ده مش موجود
-برضه مش دليل نفى يامدام .......الجثة اتشوهت ومفيش فيها حاجة سليمة
أكد سيف حديث والدته :الوش بس اللى اتشوه وده معناه ان اللى عمل كده كان عاوز يغير ملامح وشها بس لكن جسمها لا
رفع يوسف رأسه بقوة:كده مفيش غير حاجة واحدة هتأكد أو تنفى
سأله الضابط باهتمام :إيه هى؟
-تحليل dna هو ده اللى هيأكد دى همس أولا
-ده اللى هيحصل فعلا مادام أنتوا مش متأكدين إذا كانت دى همس أو لا وطبعا هنحتاجك يادكتور
أسرع عدى قائلا: يبقى لازم يتعمل في أسرع وقت ممكن
التف إليه الضابط:أنت عارف الروتين وحالة همس مش الحالة الوحيدة والموضوع هيأخد وقت
ابتسمت بلسم بأمل :يأخد زى مايأخد المهم أتاكد وقلبى يطمن
...................
تعب إرهاق عصبية أصبحت صفتها فى الأيام الأخيرة وتوتر يزداد منذ آخر مكالمة بينهم رفضت أن تجيب على اتصالاته المتكررة ليجد حيلة حمقاء ويحادثها من رقم مختلف وهى ليست ساذجة وأدركت أنه هو رفضت سماع كلمة اشتياق ولوعة رفضت صوته رفضت أن تعود لحماقتها وتعود لتصدقه من جديد
وهو حسم الأمر لابد من المواجهة وليكن مهما يكن
والفرصة سانحة عرف مكان عملها وترصد لها وقف بعيدا عن المكان ليراقبها حتى نزلت بعدما ذهب كل العمال
خرج من سيارته مسرعا اتجه نحوها وهى لاتراه حتى شعرت بقبضته تمسك بكفها شهقت خوفا وهو طمئنها:فريدة اهدى أنا عمر ياحبيبتى
نزعت كفها بقوة ساخطة:أنت عايز منى إيه مش كلمتنى أكتر من مرة وقفلت السكة فى وشك جاى هنا ليه
يعرف أنها مجروحة ساخطة عليه ولكنه يشتاق لها يريدها أن تعود
فريدة لازم نتكلم مش هتفضلى رافضة أى كلام بينا
دفعت يده غاضبة تزم شفتيها بحنق:أنا لاعاوزة أتكلم ولا عاوزة أشوف وشك تانى اللى بينا انتهى وخلاص
-فريدة متنسيش أنك لسه مراتى وسهل أوى أرجعك البيت حتى لو غصب عنك على الأقل عشان جودى
صرخت به :جودى .......هى دى حجتك وجودى كانت فين وأنت بتخون أمها مع أعز أصحابها جودى كانت فين وأنت بيهون عليك كل اللى كان بينا بس أقول إيه ندل
اتسعت عيناه غضبا ودهشة لايصدق أن فريدة هى التي تحادثه الأن بتحدى وتنعته بالندل
أمسكت مقبض باب سيارتها لتغادر ولكنه أوقفها هذه المرة بحدة :فريدة أعقلى بقى أنا مش أول راجل يتجوز على مراته ولا أنا أخر واحد أنتى لازم تفهمى وتتعودى على الوضع ده مؤقتا لحد ......لحد لما أطلقها
-تتطلقها .........لاياباشمهندس أنت هتطلقنى أنا ولو مطلقتش هرفع عليك قضية خلع وهكسبها عارف ليه لأنك زانى .......عارف يعنى إيه زانى وأنا هقدر اثبت عليك الزنا لما القاضى يشوف ورقة جوازك من الهانم والتحاليل تثبت أن الحمل قبل جوازكم وعندى الأدلة اللى تأكد كلامى بس عشان أنت ابن عمى وأبو بنتى أنا مش هعمل كده ......بس هستنى ورقة طلاقى وفى أسرع وقت لو سمحت
وهو مازال مدهوشا فريدة تتحدى وتخطط وتهدد يعرفها تعشقه لكن من رأها فريدة أخرى مختلفة عمن كانت تشتاق إليه حتى وهو بجوارها ولكنه هو فعل ذلك بنفسه هو من هدم كل شيء ويستحق ولكنه لن يتراجع حتى يستردها من جديد لن يترك سهيلة تستحوذ عليه أكثر سيسعى لتعود حياته كما كانت حتى وإن زادت بطفل جديد
....................
الألم يزداد برقية أوجاع ركبتها تزداد وهى مصرة على إهمال نفسها فى سبيل الأعتناء بالبيت وأحمد تذمر صوتها وهى تتألم طوال الليل جعله يفيق مذعورا وهو يراها تبكى من شدة الألم وأدوية مسكنة تتناولها باستمرار فقدت مفعولها وهو أصر وحدد موعدا لها مع الطبيب ولا أعذار
تركت جودى مع همس بعدما رفضت سمر وتحججت بذهابها للتسوق برفقة أصدقاءها وياسمين تتابع دروسها
وفتحية خادمتها لن تكون منتبهة لجودى وهمس تعرف كيف تتعامل معها جيدا منذ أتت وجودى لاتفارقها وهمس سعيدة بها
كانت في البداية تتعامل معهم بحرص ورسمية ورقية لايروقها ذلك وهى تريد الأمور واضحة أمامها وحديث بينهما لتخبرها همس بما كانت تفعله دولت وسطوتها وقسوتها عليها وعلى مريم وهمس اطمئنت أحست أنها صدر حنون يضمها فى وقت شدتها ورقية أحست بها كفريدة وياسمين وغضبت عندما أخبرتها عن فعلة عصام وهى ضمتها لتبكى وتحكى هي لاتريد سوء الراحة والاطمئنان ورقية أقسمت لاأذى سينالها مادامت في بيتها ولن تتركها حتى تسترد ذاكرتها وتعود لأهلها
.............
وحان موعدها عند الطبيب استعدت للمغادرة بصحبة أحمد هبطت درجات السلم بصعوبة واتجهت نحو همس التى تحمل جودى على ظهرها بمرح :همس معلش ياحبيبتى خدى بالك من چودى لحد ماأرجع مش هنتأخر باذن الله
-ولا يهمك ياماما أحنا هنفضل نلعب لحد ماترجعى بالسلامة
مش كده ياچوچو
قبلتها چودى القابعة فوق ظهرها :أيوه ياهمس هعلب وهكسبك كمان
ابتسمت رقية برضا وهى تودعهم مغادرة
وبدأت جولة اللعب اليومية بينهما والتي استمرت لأكثر من ساعة حتى تعبت همس واسترخت فوق الكرسى فى الحديقة:حرام عليكى ياچودى أنا تعبت كفاية كده النهاردة
مدت چودى شفتيها متذمرة وعقدت حاجبيها غاضبة:أنتى قلتى لتيتة هنلعب لحد ماتيجى من عند الدكتور هتكدبى ياهمس
ضحكت همس قائلة:يعنى كل ده ومتعبتيش ده أنا مش قادرة اتحرك
أمسكت بكفها تشجعها على المتابعة:يلا ياهمس قومى بقى
-طيب استنى شوية استريح وبعدين نكمل لعب
تركتها چودى متجهة للداخل وهمس اطمئنت مادامت بعيدة عن الشارع الخارجى وجدتها فرصة لتسترخى للحظات قبل معاودة اللعب
وماهى إلا لحظة حتى سمعت صراخ چودى اندفعت مرعبة ورأت فتحية تهرول صاعدة السلم أسرعت خلفها متجهين لغرفة فريدة صرخت همس عندما رأت چودى ملقاة على الأرض مصابة فى ذراعها وتصرخ من شدة الألم أسرعت نحوها تحاول إسعافها ولكن الجرح يحتاج لعناية طبية حملتها وأسرعت بها وفتحية خلفها:هتروحى فين ياست
-هوديها المستشفى مينفعش اسيبها كده الجرح شكله محتاج خياطة
-طيب أنا مش هينفع أسيب البيت لوحده وعم محروس البواب راح مشوار
-لا خليكى مينفعش نخرج إحنا الاتنين
أكملت طريقها للخارج وچودى متعلقة برقبتها تبكى :همس عاوزة مامى
ضمتها بهدوء :متخافيش ياحبيبتى دلوقتى مامى هتيجى بس لما اطمن عليكى الأول
واندفعت ناحية الشارع الرئيسى فى نفس اللحظة التى هبطت فيها سمر من سيارة أجرة نظرت إليهما ولم يهمها أمرهم ودخلت البيت وصعدت غرفتها دون أن تسأل عما حدث
وهمس ظلت تمشى مهرولة ولكنها للحظة توقفت
هي لاتعرف إلى أين تذهب ؟
لاتعرف حتى أين هى ؟
أين هى المشفى التى تريد الذهاب إليها ؟
لاتعرف
وقفت في وسط الشارع تائهة مشوشة السيارات تتحرك بسرعة وأنفاسها تتسارع بشدة
إلى أين ؟
وچودى مازالت تبكى وهى عاجزة قليلة الحيلة حتى توقفت سيارة أجرة بجوارها ظن أنها تنتظر سيارة
تاكسى ياأنسة
نظرت له بفزع وتذكرت أنها لاتحمل المال
بس أنا مفيش معايا فلوس
-نعم مفيش معاكى فلوس اومال واقفة كده ليه ابقى خديها مشى بقى ياحلوة
تلفت حولها بخوف ولكنها مرغمة على المتابعة أكملت طريقها وهى تجرى مسرعة وقفت لاهثة تحاول التقاط أنفاسهاوجدت من يربت على كتفها التفت بجزع لتجد إمراة بسيطة تقف خلفها متسائلة:مالك يابنتى فيكى إيه
نظرت لچودى النائمة على ذراعها :البنت متعورة وعاوزة اوديها المستشفى .......هو مفيش مستشفى قريبة
-في يابنتى هناك اهى
نظرت بلهفة الناحية التي أشارت إليها المرأة فأسرعت نحوها وهى تشكر المرأة على عجالة
وصلت لاستقبال المشفى تصيح بهم:حد يساعدنى البنت متعورة
أسرعت نحوها إحدى الممرضات تحملها منها لتوقفها موظفة الاستقبال :استنى عندك رايحة فين مش فى نظام ولا إيه
صاحت بها الممرضة:نظام إيه ياست رشا البت دراعها متعور هنستنى لحد دمها مايتصفى
-في نظام تدفع التأمين وبعدين تدخل دى مسئولية عليا
اندفعت همس نحوها :أنا جيت من البيت بسرعة ملحقتش أخد فلوس الله يخليكى سيبيها تدخلها أنا خايفة البنت يجرالها حاجة
-أنا آسفة ياأنسة دى مسئولية عليا ده نظام المستشفى
صاحت بها غاضبة:نظام إيه اللى يسيب طفلة زى دى متعورة كده وتمنعوها تدخل عشان الفلوس
-والله دى مش مشكلتى دى قوانين اتفضلى خديها وديها أي مستشفى حكومي
انتبهت همس لقلادتها الذهبية نظرت إليها للحظة وحسمت موقفها مدت أصابعها لتفك قفلها وأشارت لها بها:دى سلسلة دهب خليها عندك لحد أما اجيبلك فلوس التأمين
-اسفة مينفعش
وصرخة أخرى كادت أن تتنطلق من بين شفتيها ولكن صوت خلفها أوقفها:أنسة همس
التفت نحو الصوت بدهشة لتتسع عيناها غير مصدقة :دكتور كريم
لم تعرف انها بالمشفى التي مكثت بها عدة أيام بعد حادثتها
اتجه نحوها متسائلا:خير فى إيه
اتجهت نحوه بلهفة:چودى متعورة الله يخليك خليها تدخلها بسرعة
التقط چودى من بين ذراع الممرضة وأشار للموظفة:البنت تحت مسئوليتى
ذهبت خلفه دخل إحدى الغرف وأمر الممرضات بتجهيز الأدوات الطبية ليخيط الجرح
طلب من همس الانتظار بالخارج قليلا تركتهم وخرجت تستريح على أحد الكراسى حتى ينتهى كريم من معالجتها
..................
وصلت فريدة بيتها غاضبة حانقة على عمر وأفعاله
اندفعت داخل البيت لتجد الكل مجتمع وجوههم متوترة قلقة لم تفهم مايحدث ولكن عيناها بحثت عن جودى فلم تجدها معهم اندفعت نحو رقية متسائلة:في إيه ياماما فين چودى
ابتعلت رقية ريقها وهى تنظر لأحمد بتوتر فاتجه هو نحو ابنته قائلا:فتحية بتقول أن چودى اتعورت وهمس خدتها المستشفى
صرخت بهم :بنتى جرالها إيه ......حد يرد عليا
اتجه نحوها مروان مهدئا:اهدى يافريدة خير ان شاء الله
صاحت به سمر :خير منين دى واحدة جاية من الشارع خدت البنت وحجتها أنها رايحة توديها المستشفى الله أعلم عملت فيها إيه
صاحت بها رقية:هو أنتى بتطمنيها ولا عاوزة تعمليها فيها
إيه لمى نفسك وخليكى في حالك
-ليه بقى ان شاء الله مش دى عمايل الأستاذ جاسم اشربوا بقى
...........
ظلت همس مستنكية صامتة مغضمة العينان بجوار چودى النائمة من تأثير المخدر استندت بساعديها على السرير تنظر لها بقلق وعيناها تذرفان الدمع قلقا وخوفا لاتعرف إن لم تجد كريم بالمشفى ماالذى كان سيحدث ومؤكد الأن أنهم يبحثون عنها وعن چودى
وجدت الباب يفتح فجأة وجاسم يقف على عتبته يطالعها بقلق فاندفع نحوها :همس إيه اللى حصل في إيه
وقفت أمامه تبكى:چودى وقعت اتعورت وأنا مكنتش عارفة أعمل إيه خرجت وجريت على هنا ومحدش كان راضى يدخلنى أنا كنت خايفة عليها والله ياجاسم ......أنا كنت خايفة أنها تتعب
اتجه نحو چودى النائمة قبل جبينها واتجه لهمس
أمسك بيدها متجها نحو الأريكة الجلدية تركها تبكى حتى بدأت تهدأ نظرت له بتساؤل:بس أنت عرفت ازاى
استطردت قائلة بعدما تذكرت كريم:دكتور كريم صح
ربت على كفها بهدوء:أيوه كلمنى وقالى أنك حطيتى السلسلة بتاعتك في الاستقبال عشان مفيش معاكى فلوس
-البنت اللى تحت مكنتش راضية تدخلنى عشان الفلوس والله لو كنت مسكتها لكنت ضربتها
ضحك مقهقها حتى ظهرت نواجزه:ياشرس أنت.......هتضربيها ليه بس ده شغلها ياهمس
-يعنى تسيب البنت تنزف وتقولى شغلها
-لاطبعا هي غلطانة المهم أنها بخير دلوقتى وأنتى متخرجيش تانى من البيت لوحدك أنا هجيبلك موبيل يبقى معاكى محدش عارف إيه اللى ممكن يحصل تانى
مامى
صوت چودى تنادى جعلها تقفز نحوها بلهفة:چوچو حبيبتى
أنا عاوزة مامى
أجابها جاسم الذى وقف بجوار همس :هنروح لمامى دلوقتى أنا حاولت اكلمهم في البيت بس موبيلى فصل شحن ومش فاكر أرقام
التفت همس نحوه :موبيلك فصل ومش فاكر أرقام وبتتريق عليا احمد ربنا أنك عارف بيتكم مش هنام في الشارع النهاردة
ضحك قائلا:أنتى شمتانة فيا بقى
-اه عشان قاعد تدينى دروس وأنت زيى ......المهم لازم نروح دلوقتى أكيد الدنيا مقلوبة
-ده أكيد
............
ظلت فريدة تبكى ورقية وياسمين بجوارها يواسونها وأحمد مازالت اتصالاته بجاسم لاتجدى نفعا
حتى جدوا همس تدخل حاملة چودى اندفعوا نحوها جميعا وأولهم فريدة التي صرخت بها:أنتى كنتى فين خدتى بنتى ووديتها فين انطقى
نظرت همس لها بخوف وهى تراهم جميعا ينظرون إليها نظرة اتهام لاتفهم لما ولكن صراخ فريدة ازداد :عارفة لو كنتى أذيتى البنت أنا هعمل فيكى إيه
نهرتها رقية:اسكتى شوية يافريدة لما نعرف ايه اللى حصل
نظرت نحو همس سائلة :أنتى كنتى فين ياهمس
كانت معايا
التفوا نحو جاسم الذى يقف خلف همس التي تضم جسدها بذراعيها :فريدة اعتذرى لهمس ........لولا همس كان بنتك جرالها حاجة احمدى ربنا انها لحقتها وودتها المستشفى وهى لا معاها فلوس ولاتعرف حد ولما رفضوا يدخلوها قلعت سلسلتها عشان تدفع التأمين
تيجى أنتى وتزعقى فيها كده
نظرت رقية لفريدة بعتب واتجهت همس تضم كتفها بأسف:حقك عليا ياهمس فريدة كانت خايفة على چودى
اتجهت فريدة نحوها وهى تحمل چودى أخفضت عيناها معتذرة:أنا اسفة ياهمس حقك عليا متزعليش منى
ابتسمت بهدوء:أنا مش زعلانة منك أنا عارفة أنك كنتى خايفة عليها بس أنا والله معرفش أرقام حد ومفيش معايا موبيل
وقف جاسم بجوارها غامزا:مفيش معاكى أرقام ولا معاكى موبيل كويس أنك روحتى معايا وإلا كنتى هتنامى في الشارع
**********