الفصل الحادي والعشرون
حاصرته هايدي بأسألتها المستفزه كعادتها، ولكنه فتح ساعديه على مصرعيهما وهو مبتسم بطلاقه، ثم أردف اليهن
-تعالو في حضني ياولاد، انا مبسوط وسعيد جدا، بنت خالتك اتجوزت يابوسي، أيسل اتجوزت ياهايدي، عقبال ماتشوفي بنتنا يارب.
صعقت بيسان وجحظت عيناها محدقة بوالدتها التي حدقتها هي الأخرى بصدمه ثم التفتوا الي أيمن وأجابوه في آن واحد
-أيسل إتجوزت!! ده أمته وازاي وفين واحنا ليه مانع...
قاطعهم أيمن ضاحكا ثم تنهد وهو يلتفت ليستند على الحائط عاقدا ساعديه على صدره
-إهدو، إهدوا بس شويه، ده كان نفس رد فعلي لما عرفت، بس ال عرفته ان اهل العريس كانوا في عجله من أمرهم، المهم ان البنت سعيده ومبسوطه، ابقوا كلموها وباركولها بس مش الوقتي لأنها قالت إنها نازله مع جوزها.
بالرغم من ذهول هايدي وبيسان لكن سعدوا لها كثيرا وتمنوا لها الهناء والطمئانينه في حياتها القادمه؛
انتهت أجازة نهاية العام وبدأ العام الدراسي الجديد، لكن كان هنا وقفه عندما افترقوا الفتاتين كل منهما ذهبت في طريقها بمفردها، التحقت لمياء بالثانوية العامه بينما التحقت بيسان بالثانوية الفنيه، كل يوم لهم في المدرسه يوم عصيب،لانهم لم يتعودوا على ذلك، لكن كان لابد من أن تنتبه كل منهما لنفسها ودراستها كي تتفوق ولا تشغل بالها بشيئ آخر، استمر الحال على ذلك طوال الثلاث سنوات الأولى، لكن رغم ذلك كانوا يلتقون في منزلهما يستسايرون ويمرحون، لكن من كانت لها الحظ الأوفر في التعليم والمثابرة على تحقيق هدفها هي لمياء، بينما كانت بيسان تنشغل أكثر فأكثر بحاتم وتوطدت علاقتها العاطفيه به لحين جال بهم الحال بانهم لم ولن يقدرا على أن يفارقا بعضهما؛ كانت بيسان تذهب إلى منزل لمياء في نهاية كل أسبوع كي يعوضا ما افتقروه الاسبوع باكمله.
ففي يوم من الأيام أثناء ما كانوا يستسايرون، في منتصف الحديث انزلقت بيسان بلسانها واخبرت لمياء بما حصل معها قبل يومان، شهقت
-تعرفي ان اتفاجأت بحاتم حبيبي مستنيني قدام المدرسه بعربته، لأول مره يالولو احس ان انا مش خايفه من حد، نزل من العربيه وفتحلي الباب ال جانبه بكل شياكه، ولما دخلت وقعدت قفل الباب هو ولف بسرعه وجه قعد جنبي، فتح الكاسيت على أغاني إليسا ال بحبها، وبعدين بصلي برومانسيه كده ومسك ايدي وضغط عليها بهدوء، وبعدين فاجأني بأنه عازمني على الغداء.
جدية بيسان في الحديث زادت لمياء غضباً خاصة لأنها قد عاهدتها بأن تنتبه لدراستها كي تلتحق بالجامعه، لكن من الواضح بأن العشق قد ولج عقلها وقلبها، لم تعي اي اهتمام للدراسه، تافافت لمياء وحدقتها بحنق ثم زفرت بعصبيه
-وماله ياحبيبتي، ادعي بس مايكونش حد شافك وصورك وانتي قاعده معاه، يلا كلها ست شهور ويخلصوا الثلاث سنين وانا رأيي انك مش وش تعليم، اتجوزي واقعدي في البيت أحسن
قالت لمياء هذا الحديث بسبب عصبيتها الزائده، لم تكن تعرف بأنه هو بالفعل المُقدَّر لبيسان.
شهقن بيسان وشحبت بشرتها وأغمضت عينيها من حزنها من استهزاء لمياء بمشاعرها، سمعت لمياء صيحة الألم تغادر حلقها، هزت رأسها يمينا ويسارا ثم التفتت الي صديقتها وتحدثت معها بصوت هادئ محب
-ياحبيبتي انا قلت كده عشان زعلانه من تصرفاتك الجنونيه، نفسي اشوفك أنجح وأسعد واحده بالدنيا، انت عارفه انك اغلى حد عندي ولا لأ!
إبتسمت بيسان وهي تهز رأسها للأسفل بإنها تعرف ذلك، ثم تحدثوا في أمور أخرى، جال في خاطر بيسان ان تستفسر من لمياء عن أحوال قلبها، حدقتها ولجت وهي تدعو بألا تكون صديقتها تصرفت بحمق، لتتوقف أمام المرآه تدعي بإنها تتزين ثم حدثتها من داخل وسارعت إليها وسألتها بقلق
-ألا قوليلي يالولو مفيش حد كده ولا كده حاول يعاكسك ولا يشغلك عقلك وقلبك في السنين اللي فاتو خالص؟
صعقت لمياء من أسئلتها لأنها لاتحب الحديث من هذا النوع، تجمدت وعيناها تلاحقها ثم أجابتها بحده
-مفيش اكتر منهم ياحلوه، زي الهم على القلب، بس انا مابشغلش بالي بالتفاهات دي، كل شيئ في وقته حلو وده وقت تعليمي وتفوقي بس، الحب والحاجات دي وقتها بالنسبالي مجاش، وفكك مني أحسن ليكي، لو معندكيش حاجه عدله تتكلمي فيها، اسكتي وسبيني اركز عشان معدش حاجه على الامتحانات.
التزمت بيسان الصمت لحين شعرت بالملل، بعد مرور ساعة همّت من مكانها واردفت إليها وهي تتثاءب
-أنا لو قعدت ساكته اكتر من كده هنام وانا قاعده، يلا اسيبك انا وارجع بيتنا اتعشى وانام، تصبحي على خير يالولو.
في هذه الأثناء كان مشروع ايمن وصُحبته قد صعدت مبيعاته وقاموا بفتح فرعين آخرين وتوسعوا كثيرا في الشغل والأرباح كانت في تزايد دائم، صاروا من أصحاب المشاريع واطلقوا على أنفسهم رجال وسيدات أعمال في المجتمع الراقي؛ خاصه مروه كانت تتنقل من مكان لآخر بسيارتها وترتدي افخم البرندات وتتزين وتكون في أبهى إطلاله، عندما كان يذهبوا إليها اقاربهم للزياره لم يتعرفوا عليها لأنها تحولت من مروه الصعيديه الأميه لليدي مروه؛ كانت فخورة جدا لما وصلت اليه وتوسعت صداقاتها مع سيدات المجتمع التي تعيش فيه من بينهم الأطباء والمهندسين و المختصين في العلاج الروحاني وغيرهم من النشاطات الأخرى.
بعد مرور سبع شهور انتهت المرحله الثانويه بتفوق لمياء بامتياز مع مرتبة الشرف لحصولها على مجموع ادخلها كليه الطب بالفعل وقد وصلت لمبتغاها، تفوقت بيسان بجيد فقط واقلعت عن إكمال التعليم لان مجموعها لم يتيح لها الفرصه ال الولوج الي اي جامعه؛ العجيب انها لم تحزن لأنها تعرف ماذا تريد ومن البدايه قد أيقنت انها لا تحب التعليم والمذاكره، بدأت لمياء تتعرف على صديقات جدد من بلدان أخرى، كي لاتكون بمفردها على مدار سبع سنوات في الجامعه؛
في هذه الأثناء كان حاتم قد انهي جامعته وبحث عن مهنه كي يكتسب منها المال وبدأ في تشطيب شقته التي سيتزوج بداخلها، في نفس الوقت التي طلبت بيسان من والدها بأن تهبط مع والدتها كي تلتهي معها بالمول وايضا لتشتغل معها، لكن ظلت الفتاتين تلتقيان كلما أُتيحت لهما الفرصه،
في يوم من الأيام كانوا جالسين في دار السينما يشاهدون فيلم حصري، وجلسوا بجوار بعض الشباب التي لم تدري لمياء كيف جلست دون أن ترى من يجلس بجانبها، لكن كان جو السينما معتم، واستدارت لتحدق بوجه بيسان المتجمد منذ أن أرسل لها حاتم رساله
-بقولك ايه يابوسي، ماتسيبي صاحبتك المعقده دي وتيجي تقعدي جنبي.
صدمت بيسان من اسلوبه المقزز عن صديقتها، حزنت وأرسلت له رساله كادت ان تكون قاسيه بعض الشيئ لتزفر بسخط
-المعقد ده يبقى انت مش صاحبة عمري، ولا هي الانسانه المحترمه بيتقال عليها معقده، بطلوا تنمر بقى على خلق الله، لو سمحت ماتبعتش رسايل تاني عايزه اركز في الفيلم وجيت مع صاحبتي، هقعد معاها وهروح معاها.
ازداد تصلب جسدها وحدة تنفسها فوقفت بصمت وغادرت، فكلمات حاتم عن صديقتها كانت القشة التي لم تتحملها، لتسارع بالفرار من السينما، حاولت لمياء ايقافها لكن دون جدوى، امسكتها لمياء من ساعدها وسحبتها ناحيتها لتلتفت إليها بحنق
-إيه يابنتي ال حصل، كنت قاعده تضحكي ومبسوطه، حد بعتلك حاجه على تليفونك دايقتك؟!
زفرت بيسان ولاتريد ان تجيب عن اي سؤال، نادتها لمياء للمره الثانيه ولكنها لم تلتفت إليها، فأعتذرت بيسان وفضلت الهرب مع صديقتها، بينما وقف حاتم يحدق بها بحيرة، ثم لحق بهما مسرعا اثناء ماكان يوقفون تاكسي، أدركتها قبضته لها من الخلف فأوقفته وواجهته وقالت بانفعال
-عجبك اللي عملته، بقى في واحد عاقل يقول عن اخت وصديقة حبيبته الوحيده معقده؟! أنت أتجننت ياحاتم ما أنت عارف إني مابستحملش اي حد يقول عنها نص كلمه.
صعقت لمياء وجحظت عيناها محدقة في حاتم بغل وحقد، اشتاطت غضبا منه لكن عقلها تلبد بفكرة واحدة، بأنه يريد تفرقتهم عن بعضهما، هي لن تتحمل فراق رفيقة دربها بسبب ذاك الشاب، ادارت عينيها ونظرت إلى صديقتها وقالت بشرود
-خليكي جنب حاتم ومتبعديش عنه، وابقي طمنيني عليكي لما ترجعي البيت، ادخلي كملي معاه الفيلم وانا هركب واروح انا عشان عندي سيكشن بكرا وعايز اذاكر شويه.
همت بيسان برفض كلمات لمياء، ولكن عينيها الزائغة والحزن الذي ساد وجهها جعلها تتنهد وتومئ بالموافقة قائلة
-ماشي يالمياء أنا هسيبك تمشي، علشان أنا عارفة أنك مش فحالتك الطبيعية بسبب اللي إتقال من الاستاذ ده، عايزاكي تهدي ومتزعليش نفسك، وعموماً انا هعرف ازاي اجيب لك حقك منه، هخلي حاتم يعتزرلك قبل ما تمشي والا هو من طريق وانا من طريق
ظلّت لمياء تشير بيدها على الطريق كي توقف اي سياره كي تغادر المكان، التفتت بيسان وحدقت بحاتم بسخط ثم اشادت اليه بصوت منخفض وبحده بعض الشيئ
-طبعا سمعتني قلت ايه من شويه، والقرار في ايدك ياتعمل ال قولتلك عليه، ياتنسي ان كان في حياتك واحده اسمها بيسان، اظن طبعا كلامي واضح.
زفر حاتم ليطرد تخوفه من فقد حبيبته، هزته بيسان فقطب جبينه وتسائل هل حقا هي على استعداد ان تبتعد عنه لأجل صديقتها! وكزته بيسان لينتبه ويخرج من شروده، فنظر لها باضطراب لترحل عينيه عنها بحثاً عن لمياء بين السيارات فأجابته بيسان لاوية شفاها
-هو انت مفكر انها هتفضل واقفه في الشارع مستنه اعتزارك! دي زمانها وصلت البيت يا أستاذ، بصراحه ماتوقعتش نهائي انك متنمر بالشكل ده!
ربت حاتم فوق كتفها جعلها تستدير له لتنزع يده عن كتفها بعصبيه ونظرت إليه بضيق، ليجيبها حاتم قائلاً
-خف عليا شويه، انا ما اقصدتش حاجه والله، اوعدك اني هعتزر ليها والله مش عشان انتي هددتيني ولا حاجه! عشان فعلا حاسس اني زعلتها مني بس والله اتكلمت بعفويه وهزار، انتو بصراحه كبرتو الموضوع جدا، بس ماشي ياستي حقكوا عليا، افتحي الواتساب بتاعك وهاتي محادثتك معاها وأعطيني التليفون ابعتلها ريكورد صوتي اعتزر ليها فيه، لأنك عارفاها مش بتعطيني وش خالص، ومش هعرف اتكلم معاها في الشارع لأنها مش بعيد تخلع من رجليها وضربني.
نالت كلمات حاتم استحسان بيسان وابتسمت وهي تتحدث بينها وبين نفسها، اثناء ما كان حاتم منهمك في تسجيل الرساله
-مسيطره، امشيك مسطره، فعلا ناس تخاف ماتختشيش
خرجت من شرودها عندما إستسرقت السمع كي تسمع مايقوله حاتم، حينما حمحم بصوت متحشرج
-لو سمحتي يا لمياء ماتزعليش من الكلمه ال انا قولتها، والله ما كنت اقصد ازعاجك ابدا، انا بحترمك جدا و شايفك احسن اخت في العالم لحبيبتي ولما بتكون معاكي انا بكون مطمئن عليها جدا، معلش اخوكي الكبير وغلط
ربتت بيسان على يده وقالت بغنج ودلال
-هو انا ماقولتش ليك انك احسن راجل برده في العالم، امال أنا ليه حبيتك ومتمسكه بيك! متخافش أنا معاك وفضهرك لآخر يوم فعمري
كاد يبكي حنانها الجارف، فخفض عيناه وهو بدعو الله بأن تكون بيسان زوجته وفي منزله في القريب العاجل لانه لايقوي على العيش بدونها، أحبها بشقاوتها ودلالها وتسلطها وحنانها وكل شيئ بداخلها؛
انتبه من شروده الرومانسي على يدها تساعده على الوقوف وصوتها تقول
-حاتم أنا مضطره ارجع البيت حالا، عشان ماما وبابا لو شافو لمياء رجعت البيت من غيري هدخل في مشاكل يامه انا في غنى عنها.
ودلوقتي بقى ممكن توقفلي تاكسي؟
عقد حاتم حاجبيه ورمقها بسخط ثم أجابها بحده
-يعني ايه يا آنسه أوقف ليكي تاكسي دي! انتي متخيله اني ممكن اسيبك تركبي مع حد غريب كده وهبقي مطمئن عليكي! وبعدين انا معايا عربيتي اعتبريني شوفير تاكسي، هوصلك لحد البيت واجرتي هتكون وانتي نازله تقوليلي بحبك، مش عايز اكتر من كده.
هزت بيسان رأسها بقلق وقالت
-خايفه حد يشوفني وانا نازله تحت البيت، وخصوصا بابا هيكون فيها علقه بسببك، مش عارفة انا ليه خايفة كده!
ربت حاتم على يدها وقال
-مش قولت لك متخافيش أنا معاكي وفضهرك لآخر يوم فعمري.
استقلت معه السياره وهي تنتفض من الخوف و الاضطراب، كادت ان تقول له ان يقف بجانب الطريق في منتصف الوقت، تفاجأت به يمسك يدها بحنان وهي يختلس النظر إليها تاره لعيناها وتاره للطريق، فخفضت عينيها بخجل وعشق، تسارعت دقات قلبها، تدعو الله بألا يضبطها احد من عائلتها معه وتكتمل سعادتها على خير.
حينما وصلوا ال المنزل ارتجلت من السياره مسرعه بعدما سحبت يدها من بين كفه برفق وهي ترمقه برومانسيه وهيام، كاد ان يتحدث حاتم فالتفتت اليه وهي توصد الباب وتهمس اليه بغنج وحنان
-بحبك أوي ياحاتم.
ثم أسرعت في مشيتها الي الداخل قبل أن تسمع حتى إجابته، بينما هو تنهد بحراره وهو يتكأ برأسه على المقعد مغمض عيناه ويبتسم ثم أجابها مع نفسه هامسا
-وانا بعشقك يابنت اللذين
غادر حاتم يرقص ويتمايل بسيارته على الطريق وهو يترنم مع اغاني الكاسيت بصوت مرتفع، مفعم بالحيويه والطاقه والسعاده المطلقه؛
أيضا كانت بيسان تصعد الدرج وهي تطلق صفيرها وهي تقفز بهجه وسعاده، لحين وصلت أمام الباب، جال في خاطرها ان تطمئن على لمياء فذهبت الي مدخل منزلها وظلّت تطرق وكأنها تطبل، لحين إرتفع صوت الطرقات، اتجهت لمياء لترى القادم، إندهشت لرؤيتها لبيسان تقف أمام الباب بعيون فرحه سعيده، ترقبت أي بادرة منها وحين طال صمتها وهي ترقص وتتمايل وترسل لها قبلات عبر الهواء، ادركت لمياء بأنها من الواضح تصالحت مع حاتم واسمعها بعض كلمات العشق المعسول، لوت شفاهها وعقدت ساعدها على صدرها ثم اردفت اليها
-إيه ياست الحسن والجمال هتفضلي واقفه على السلم كده كتير، ولما ينزل حد من السكان ال فوقينا ويشوفك وإنتي بتترقصي كده يقول عليه ايه يا ام وسط سايب انتي! ماتدخلي يابت وتخلصيني
إرتمت بيسان بحضن لمياء وظلت تقبلها من وجنتيها، ثم اومأت إليها بحنو
-حبيبتي يالولو شوفتي جيبتلك حقك في الحال ازاي؟ عشان تعرفي غلاوتك ومعزتك بقلبي، هو فعلا ما كانش يقصد وعارفه ان قلبك ابيض وهتسامحي، وبعدين ده هيبقى جوز اختك ماينفعش تخاصميه.
ابعدتها لمياء عنها خطوة للخلف مسرعةً، ثم حدقت رمقتها بسخط، عقدت حاجبيها وزفرت بحنق
-جوز مين ياماما؟! انتي هبله يابت ولا شكلك كده، اخرسي خالص لان لو ماما سمعتك هتروح تقول لمامتك وتبقى مصيبه ووقعت على راسك يا...
-تعالو في حضني ياولاد، انا مبسوط وسعيد جدا، بنت خالتك اتجوزت يابوسي، أيسل اتجوزت ياهايدي، عقبال ماتشوفي بنتنا يارب.
صعقت بيسان وجحظت عيناها محدقة بوالدتها التي حدقتها هي الأخرى بصدمه ثم التفتوا الي أيمن وأجابوه في آن واحد
-أيسل إتجوزت!! ده أمته وازاي وفين واحنا ليه مانع...
قاطعهم أيمن ضاحكا ثم تنهد وهو يلتفت ليستند على الحائط عاقدا ساعديه على صدره
-إهدو، إهدوا بس شويه، ده كان نفس رد فعلي لما عرفت، بس ال عرفته ان اهل العريس كانوا في عجله من أمرهم، المهم ان البنت سعيده ومبسوطه، ابقوا كلموها وباركولها بس مش الوقتي لأنها قالت إنها نازله مع جوزها.
بالرغم من ذهول هايدي وبيسان لكن سعدوا لها كثيرا وتمنوا لها الهناء والطمئانينه في حياتها القادمه؛
انتهت أجازة نهاية العام وبدأ العام الدراسي الجديد، لكن كان هنا وقفه عندما افترقوا الفتاتين كل منهما ذهبت في طريقها بمفردها، التحقت لمياء بالثانوية العامه بينما التحقت بيسان بالثانوية الفنيه، كل يوم لهم في المدرسه يوم عصيب،لانهم لم يتعودوا على ذلك، لكن كان لابد من أن تنتبه كل منهما لنفسها ودراستها كي تتفوق ولا تشغل بالها بشيئ آخر، استمر الحال على ذلك طوال الثلاث سنوات الأولى، لكن رغم ذلك كانوا يلتقون في منزلهما يستسايرون ويمرحون، لكن من كانت لها الحظ الأوفر في التعليم والمثابرة على تحقيق هدفها هي لمياء، بينما كانت بيسان تنشغل أكثر فأكثر بحاتم وتوطدت علاقتها العاطفيه به لحين جال بهم الحال بانهم لم ولن يقدرا على أن يفارقا بعضهما؛ كانت بيسان تذهب إلى منزل لمياء في نهاية كل أسبوع كي يعوضا ما افتقروه الاسبوع باكمله.
ففي يوم من الأيام أثناء ما كانوا يستسايرون، في منتصف الحديث انزلقت بيسان بلسانها واخبرت لمياء بما حصل معها قبل يومان، شهقت
-تعرفي ان اتفاجأت بحاتم حبيبي مستنيني قدام المدرسه بعربته، لأول مره يالولو احس ان انا مش خايفه من حد، نزل من العربيه وفتحلي الباب ال جانبه بكل شياكه، ولما دخلت وقعدت قفل الباب هو ولف بسرعه وجه قعد جنبي، فتح الكاسيت على أغاني إليسا ال بحبها، وبعدين بصلي برومانسيه كده ومسك ايدي وضغط عليها بهدوء، وبعدين فاجأني بأنه عازمني على الغداء.
جدية بيسان في الحديث زادت لمياء غضباً خاصة لأنها قد عاهدتها بأن تنتبه لدراستها كي تلتحق بالجامعه، لكن من الواضح بأن العشق قد ولج عقلها وقلبها، لم تعي اي اهتمام للدراسه، تافافت لمياء وحدقتها بحنق ثم زفرت بعصبيه
-وماله ياحبيبتي، ادعي بس مايكونش حد شافك وصورك وانتي قاعده معاه، يلا كلها ست شهور ويخلصوا الثلاث سنين وانا رأيي انك مش وش تعليم، اتجوزي واقعدي في البيت أحسن
قالت لمياء هذا الحديث بسبب عصبيتها الزائده، لم تكن تعرف بأنه هو بالفعل المُقدَّر لبيسان.
شهقن بيسان وشحبت بشرتها وأغمضت عينيها من حزنها من استهزاء لمياء بمشاعرها، سمعت لمياء صيحة الألم تغادر حلقها، هزت رأسها يمينا ويسارا ثم التفتت الي صديقتها وتحدثت معها بصوت هادئ محب
-ياحبيبتي انا قلت كده عشان زعلانه من تصرفاتك الجنونيه، نفسي اشوفك أنجح وأسعد واحده بالدنيا، انت عارفه انك اغلى حد عندي ولا لأ!
إبتسمت بيسان وهي تهز رأسها للأسفل بإنها تعرف ذلك، ثم تحدثوا في أمور أخرى، جال في خاطر بيسان ان تستفسر من لمياء عن أحوال قلبها، حدقتها ولجت وهي تدعو بألا تكون صديقتها تصرفت بحمق، لتتوقف أمام المرآه تدعي بإنها تتزين ثم حدثتها من داخل وسارعت إليها وسألتها بقلق
-ألا قوليلي يالولو مفيش حد كده ولا كده حاول يعاكسك ولا يشغلك عقلك وقلبك في السنين اللي فاتو خالص؟
صعقت لمياء من أسئلتها لأنها لاتحب الحديث من هذا النوع، تجمدت وعيناها تلاحقها ثم أجابتها بحده
-مفيش اكتر منهم ياحلوه، زي الهم على القلب، بس انا مابشغلش بالي بالتفاهات دي، كل شيئ في وقته حلو وده وقت تعليمي وتفوقي بس، الحب والحاجات دي وقتها بالنسبالي مجاش، وفكك مني أحسن ليكي، لو معندكيش حاجه عدله تتكلمي فيها، اسكتي وسبيني اركز عشان معدش حاجه على الامتحانات.
التزمت بيسان الصمت لحين شعرت بالملل، بعد مرور ساعة همّت من مكانها واردفت إليها وهي تتثاءب
-أنا لو قعدت ساكته اكتر من كده هنام وانا قاعده، يلا اسيبك انا وارجع بيتنا اتعشى وانام، تصبحي على خير يالولو.
في هذه الأثناء كان مشروع ايمن وصُحبته قد صعدت مبيعاته وقاموا بفتح فرعين آخرين وتوسعوا كثيرا في الشغل والأرباح كانت في تزايد دائم، صاروا من أصحاب المشاريع واطلقوا على أنفسهم رجال وسيدات أعمال في المجتمع الراقي؛ خاصه مروه كانت تتنقل من مكان لآخر بسيارتها وترتدي افخم البرندات وتتزين وتكون في أبهى إطلاله، عندما كان يذهبوا إليها اقاربهم للزياره لم يتعرفوا عليها لأنها تحولت من مروه الصعيديه الأميه لليدي مروه؛ كانت فخورة جدا لما وصلت اليه وتوسعت صداقاتها مع سيدات المجتمع التي تعيش فيه من بينهم الأطباء والمهندسين و المختصين في العلاج الروحاني وغيرهم من النشاطات الأخرى.
بعد مرور سبع شهور انتهت المرحله الثانويه بتفوق لمياء بامتياز مع مرتبة الشرف لحصولها على مجموع ادخلها كليه الطب بالفعل وقد وصلت لمبتغاها، تفوقت بيسان بجيد فقط واقلعت عن إكمال التعليم لان مجموعها لم يتيح لها الفرصه ال الولوج الي اي جامعه؛ العجيب انها لم تحزن لأنها تعرف ماذا تريد ومن البدايه قد أيقنت انها لا تحب التعليم والمذاكره، بدأت لمياء تتعرف على صديقات جدد من بلدان أخرى، كي لاتكون بمفردها على مدار سبع سنوات في الجامعه؛
في هذه الأثناء كان حاتم قد انهي جامعته وبحث عن مهنه كي يكتسب منها المال وبدأ في تشطيب شقته التي سيتزوج بداخلها، في نفس الوقت التي طلبت بيسان من والدها بأن تهبط مع والدتها كي تلتهي معها بالمول وايضا لتشتغل معها، لكن ظلت الفتاتين تلتقيان كلما أُتيحت لهما الفرصه،
في يوم من الأيام كانوا جالسين في دار السينما يشاهدون فيلم حصري، وجلسوا بجوار بعض الشباب التي لم تدري لمياء كيف جلست دون أن ترى من يجلس بجانبها، لكن كان جو السينما معتم، واستدارت لتحدق بوجه بيسان المتجمد منذ أن أرسل لها حاتم رساله
-بقولك ايه يابوسي، ماتسيبي صاحبتك المعقده دي وتيجي تقعدي جنبي.
صدمت بيسان من اسلوبه المقزز عن صديقتها، حزنت وأرسلت له رساله كادت ان تكون قاسيه بعض الشيئ لتزفر بسخط
-المعقد ده يبقى انت مش صاحبة عمري، ولا هي الانسانه المحترمه بيتقال عليها معقده، بطلوا تنمر بقى على خلق الله، لو سمحت ماتبعتش رسايل تاني عايزه اركز في الفيلم وجيت مع صاحبتي، هقعد معاها وهروح معاها.
ازداد تصلب جسدها وحدة تنفسها فوقفت بصمت وغادرت، فكلمات حاتم عن صديقتها كانت القشة التي لم تتحملها، لتسارع بالفرار من السينما، حاولت لمياء ايقافها لكن دون جدوى، امسكتها لمياء من ساعدها وسحبتها ناحيتها لتلتفت إليها بحنق
-إيه يابنتي ال حصل، كنت قاعده تضحكي ومبسوطه، حد بعتلك حاجه على تليفونك دايقتك؟!
زفرت بيسان ولاتريد ان تجيب عن اي سؤال، نادتها لمياء للمره الثانيه ولكنها لم تلتفت إليها، فأعتذرت بيسان وفضلت الهرب مع صديقتها، بينما وقف حاتم يحدق بها بحيرة، ثم لحق بهما مسرعا اثناء ماكان يوقفون تاكسي، أدركتها قبضته لها من الخلف فأوقفته وواجهته وقالت بانفعال
-عجبك اللي عملته، بقى في واحد عاقل يقول عن اخت وصديقة حبيبته الوحيده معقده؟! أنت أتجننت ياحاتم ما أنت عارف إني مابستحملش اي حد يقول عنها نص كلمه.
صعقت لمياء وجحظت عيناها محدقة في حاتم بغل وحقد، اشتاطت غضبا منه لكن عقلها تلبد بفكرة واحدة، بأنه يريد تفرقتهم عن بعضهما، هي لن تتحمل فراق رفيقة دربها بسبب ذاك الشاب، ادارت عينيها ونظرت إلى صديقتها وقالت بشرود
-خليكي جنب حاتم ومتبعديش عنه، وابقي طمنيني عليكي لما ترجعي البيت، ادخلي كملي معاه الفيلم وانا هركب واروح انا عشان عندي سيكشن بكرا وعايز اذاكر شويه.
همت بيسان برفض كلمات لمياء، ولكن عينيها الزائغة والحزن الذي ساد وجهها جعلها تتنهد وتومئ بالموافقة قائلة
-ماشي يالمياء أنا هسيبك تمشي، علشان أنا عارفة أنك مش فحالتك الطبيعية بسبب اللي إتقال من الاستاذ ده، عايزاكي تهدي ومتزعليش نفسك، وعموماً انا هعرف ازاي اجيب لك حقك منه، هخلي حاتم يعتزرلك قبل ما تمشي والا هو من طريق وانا من طريق
ظلّت لمياء تشير بيدها على الطريق كي توقف اي سياره كي تغادر المكان، التفتت بيسان وحدقت بحاتم بسخط ثم اشادت اليه بصوت منخفض وبحده بعض الشيئ
-طبعا سمعتني قلت ايه من شويه، والقرار في ايدك ياتعمل ال قولتلك عليه، ياتنسي ان كان في حياتك واحده اسمها بيسان، اظن طبعا كلامي واضح.
زفر حاتم ليطرد تخوفه من فقد حبيبته، هزته بيسان فقطب جبينه وتسائل هل حقا هي على استعداد ان تبتعد عنه لأجل صديقتها! وكزته بيسان لينتبه ويخرج من شروده، فنظر لها باضطراب لترحل عينيه عنها بحثاً عن لمياء بين السيارات فأجابته بيسان لاوية شفاها
-هو انت مفكر انها هتفضل واقفه في الشارع مستنه اعتزارك! دي زمانها وصلت البيت يا أستاذ، بصراحه ماتوقعتش نهائي انك متنمر بالشكل ده!
ربت حاتم فوق كتفها جعلها تستدير له لتنزع يده عن كتفها بعصبيه ونظرت إليه بضيق، ليجيبها حاتم قائلاً
-خف عليا شويه، انا ما اقصدتش حاجه والله، اوعدك اني هعتزر ليها والله مش عشان انتي هددتيني ولا حاجه! عشان فعلا حاسس اني زعلتها مني بس والله اتكلمت بعفويه وهزار، انتو بصراحه كبرتو الموضوع جدا، بس ماشي ياستي حقكوا عليا، افتحي الواتساب بتاعك وهاتي محادثتك معاها وأعطيني التليفون ابعتلها ريكورد صوتي اعتزر ليها فيه، لأنك عارفاها مش بتعطيني وش خالص، ومش هعرف اتكلم معاها في الشارع لأنها مش بعيد تخلع من رجليها وضربني.
نالت كلمات حاتم استحسان بيسان وابتسمت وهي تتحدث بينها وبين نفسها، اثناء ما كان حاتم منهمك في تسجيل الرساله
-مسيطره، امشيك مسطره، فعلا ناس تخاف ماتختشيش
خرجت من شرودها عندما إستسرقت السمع كي تسمع مايقوله حاتم، حينما حمحم بصوت متحشرج
-لو سمحتي يا لمياء ماتزعليش من الكلمه ال انا قولتها، والله ما كنت اقصد ازعاجك ابدا، انا بحترمك جدا و شايفك احسن اخت في العالم لحبيبتي ولما بتكون معاكي انا بكون مطمئن عليها جدا، معلش اخوكي الكبير وغلط
ربتت بيسان على يده وقالت بغنج ودلال
-هو انا ماقولتش ليك انك احسن راجل برده في العالم، امال أنا ليه حبيتك ومتمسكه بيك! متخافش أنا معاك وفضهرك لآخر يوم فعمري
كاد يبكي حنانها الجارف، فخفض عيناه وهو بدعو الله بأن تكون بيسان زوجته وفي منزله في القريب العاجل لانه لايقوي على العيش بدونها، أحبها بشقاوتها ودلالها وتسلطها وحنانها وكل شيئ بداخلها؛
انتبه من شروده الرومانسي على يدها تساعده على الوقوف وصوتها تقول
-حاتم أنا مضطره ارجع البيت حالا، عشان ماما وبابا لو شافو لمياء رجعت البيت من غيري هدخل في مشاكل يامه انا في غنى عنها.
ودلوقتي بقى ممكن توقفلي تاكسي؟
عقد حاتم حاجبيه ورمقها بسخط ثم أجابها بحده
-يعني ايه يا آنسه أوقف ليكي تاكسي دي! انتي متخيله اني ممكن اسيبك تركبي مع حد غريب كده وهبقي مطمئن عليكي! وبعدين انا معايا عربيتي اعتبريني شوفير تاكسي، هوصلك لحد البيت واجرتي هتكون وانتي نازله تقوليلي بحبك، مش عايز اكتر من كده.
هزت بيسان رأسها بقلق وقالت
-خايفه حد يشوفني وانا نازله تحت البيت، وخصوصا بابا هيكون فيها علقه بسببك، مش عارفة انا ليه خايفة كده!
ربت حاتم على يدها وقال
-مش قولت لك متخافيش أنا معاكي وفضهرك لآخر يوم فعمري.
استقلت معه السياره وهي تنتفض من الخوف و الاضطراب، كادت ان تقول له ان يقف بجانب الطريق في منتصف الوقت، تفاجأت به يمسك يدها بحنان وهي يختلس النظر إليها تاره لعيناها وتاره للطريق، فخفضت عينيها بخجل وعشق، تسارعت دقات قلبها، تدعو الله بألا يضبطها احد من عائلتها معه وتكتمل سعادتها على خير.
حينما وصلوا ال المنزل ارتجلت من السياره مسرعه بعدما سحبت يدها من بين كفه برفق وهي ترمقه برومانسيه وهيام، كاد ان يتحدث حاتم فالتفتت اليه وهي توصد الباب وتهمس اليه بغنج وحنان
-بحبك أوي ياحاتم.
ثم أسرعت في مشيتها الي الداخل قبل أن تسمع حتى إجابته، بينما هو تنهد بحراره وهو يتكأ برأسه على المقعد مغمض عيناه ويبتسم ثم أجابها مع نفسه هامسا
-وانا بعشقك يابنت اللذين
غادر حاتم يرقص ويتمايل بسيارته على الطريق وهو يترنم مع اغاني الكاسيت بصوت مرتفع، مفعم بالحيويه والطاقه والسعاده المطلقه؛
أيضا كانت بيسان تصعد الدرج وهي تطلق صفيرها وهي تقفز بهجه وسعاده، لحين وصلت أمام الباب، جال في خاطرها ان تطمئن على لمياء فذهبت الي مدخل منزلها وظلّت تطرق وكأنها تطبل، لحين إرتفع صوت الطرقات، اتجهت لمياء لترى القادم، إندهشت لرؤيتها لبيسان تقف أمام الباب بعيون فرحه سعيده، ترقبت أي بادرة منها وحين طال صمتها وهي ترقص وتتمايل وترسل لها قبلات عبر الهواء، ادركت لمياء بأنها من الواضح تصالحت مع حاتم واسمعها بعض كلمات العشق المعسول، لوت شفاهها وعقدت ساعدها على صدرها ثم اردفت اليها
-إيه ياست الحسن والجمال هتفضلي واقفه على السلم كده كتير، ولما ينزل حد من السكان ال فوقينا ويشوفك وإنتي بتترقصي كده يقول عليه ايه يا ام وسط سايب انتي! ماتدخلي يابت وتخلصيني
إرتمت بيسان بحضن لمياء وظلت تقبلها من وجنتيها، ثم اومأت إليها بحنو
-حبيبتي يالولو شوفتي جيبتلك حقك في الحال ازاي؟ عشان تعرفي غلاوتك ومعزتك بقلبي، هو فعلا ما كانش يقصد وعارفه ان قلبك ابيض وهتسامحي، وبعدين ده هيبقى جوز اختك ماينفعش تخاصميه.
ابعدتها لمياء عنها خطوة للخلف مسرعةً، ثم حدقت رمقتها بسخط، عقدت حاجبيها وزفرت بحنق
-جوز مين ياماما؟! انتي هبله يابت ولا شكلك كده، اخرسي خالص لان لو ماما سمعتك هتروح تقول لمامتك وتبقى مصيبه ووقعت على راسك يا...