الفصل الثالث حارد
الفصل الثالث من رواية سحبة روح (مناجاة طفلة)
رهف مرتعبة ولا تفهم من أين يأتي هذا الصوت الغريب، وتحاول الإبتعاد وسحب يدها، لكن قوتها لا تكفي، وتحاول أن تبعد يد روح عنها، وتنادى على من بالخارج (أحمد) (محمود) تعاليا إلى هنا سريعًا.
وعندما تسلطت عيناها مرة أخرى على روح تجد كل جسدها يتحرك، وتجلس على التخت، وتنظر لها بعينان واسعتان، وتترك يدها وهي تضحك بصوتٍ عالٍ ساخرة، فتركض رهف من الغرفة مسرعة إلى أمها، وتختبئ ورائها وهى ترتجف ثم تقول:
-أمي و تلتقط أنفاسها انجديني يا أمي روح كانت نائمة، وفجاءه أمسكت بيدي، وحاولت إخافتي وخرج منها صوتًا غليظًا أجشًا أرجوك تعالِ معي، وتمسك رهف بيد أمها منيرة وتدخلا الغرفة، ورهف أرجلها ترتجف ولا تقدر على الحراك، وتقف فى مكانها، فتترك يدها منيرة وتذهب إلى تخت روح، وتجدها نائمةٍ مدمعةٍ من شده الألم، وتمد يداها وتسحب ملابسها، فتجد أن جسدها يملاءه الكدمات، تبتعد بسرعة عنها وتقف فى زاوية في الغرفة نادمه على ما فعلته بطفلتها.
يدخل أحمد ومحمود إلى الغرفة فيجدا، والدتهما تقف لا يصدر منها صوتًا، ولا تتحرك، يبدأ محمود فى الشك أن منيره لها يد فى الأذى الذي لحق بأختهِ، يتقرب منها ويقول:
-أمي ماذا حدث لأختي؟ هل أنتِ من فعل بها ذلك الأمر؟
تنظر إليه منيره، وهي تشعر بالخوف من أن يخبر أباه بالأمر فتقول:
-لا لم أفعل ولما قد أفعل ذلك بأبنتي؟ أبتعد عني وتخرج من الغرفة مسرعة، وتجلس علي كرسى بالمطبخ، وهي تفكر إن علم محمد بما فعلته بروح ماذا سيكون رد فعله؟.
تلمح منيرة شيئا تحت حوض المطبخ، فتقترب فتجده، كيسًا من القماش متين، تتسأل من وضعه هنا فتقترب منه، وتفتحه فتجد به، ثعبانًا ضخما ملتف بداخله، تترك الكيس وتهلع، وتركض إلي غرفة اطفالها، وتنادي عليهم، وتخرج بهم مسرعة من المنزل دون أن تنظر خلفها، وتكون قد تركت الطفلة البريئة بالمنزل، ولم تفكر بها، يترك يدها محمود و يقول لها:
-لم تركضين هكذا؟ ولماذا اخذتينا نحن وتركتي روح بالمنزل بمفردها، ويركض إلي المنزل ليكون مع اخته، ولكن عندما يصل، يجد الباب مغلقًا، يحاول فتحه ولكن قوته لا تكفي، يطرق على الباب بيداه الاثنتان معًا، وهو ينادى (روح أختي أنا هنا معك لا تخافي) ويظل يطرق علي الباب حتي يجتمع الجيران علي صوتهِ، فيسأله احدهما:
-ماذا حدث يا محمود؟
فيقول محمود وهو يبكي:
-لا أدرى فجاءه امسكت أمي بيدي أنا ورهف وأخي أحمد، وركضت من المنزل وكأنها هالعه من شيئًا ما قد رأته ولكنها تركت وراءها روح.
نظر الجيران الي بعضهم البعض ومال أحدهم علي الآخر وقال له بصوت خافت:
-كلنا نعلم أن منيره فى الحقيقة تكره ابنتها وتريد التخلص منها بأى طريقة.
ثم يحاولون جميعا فتح الباب، ولكن لا أحد يقدر علي فتحه، وكأن قوة غريبة تمنعهم من فتحه.
تستيقظ روح على صوت الخبط المستمر على الباب، وعندما تفتح عيناها تجد البيت معتم، ولا يوجد ضوء فيه، تحاول النهوض من علي التخت، وتتوجه الي باب الغرفة، لترى من الطارق، فتجد أمامها ثعبانًا طويلًا يعترض طريقها، وعندما تشعر بالخوف، وتبدأ بالصراخ فجاءة يُكتم صوتها، ولا تقدر علي إصدار اي صوتًا، وتحاول التحرك بعيدًا عنه، ولكنها تجده أمامها في كل مكان، وعيناه الصفروتان تضيئا، فتجلس روح في مكانها بكائه، فتسمع صوت يقول لها:
-هل تحاول إظهار قوتك بفتاة قصيرة القامة ياحارد، لم أتوقع هذا منك أبدا، هل أعطاك أبيك مصاريفك اليوم، وصوت ضحكات تعلو، فتجد روح جسدها يطوف للأعلى، ولا تدرك ما يحدث لها وكيف يتحرك جسدها هكذا!
وتمد يداها وهي متعجبة كيف تفعل ذلك، وتحاول المقاومة ولكن دون جدوي، وتمسك بيداها الثعبان وتشعر بجلده الصلب بين يديها المتحجر، وتظل تطبق عليه، وتطبق حتي ينهمش بين يديها، ويقع بالأرض ميتًا، وفجاءة يسقط جسدها على الأرض أمام الثعبان وتبدأ في البكاء والصراخ انقذوني (أبى، أمي، اخي، الا يوجد أحدا هنا) وتظل تبكي حتي تخور قواها، وتفقد وعيها.
يصل محمد لمنزله فيجد رجالًا امام باب المنزل كُثر، يركض إليهم ويسألهم عن ما يحدث، وعندما يجد محمود بينهم ووجه شاحبًا من الخوف، يقول له:
-ماذا يحدث يا بني هل أمك وأخواتك بخير؟
فيشير محمود إلى باب المنزل، ولا يقدر على إصدار صوتًا من كثرة البكاء، فيخرج محمد المفتاح، ويفتح الباب، وعندما يدخل الجميع، يجدوا روح فاقدة لوعيها امام غرفته، ويركض بها إلي المشفى ومعه محمود.
عندما يصل للمشفى يستلم الطبيب منه روح، ويدخل بها الي غرفه الفحص، وبعد دقائق يخرج الطبيب وينادى الأمن ويطلب منهم التحفظ علي محمد، ويقول له :
-الآن سوف اتصل بالشرطة لمعاقبة الفاعل، وانت لن تتحرك من هنا حتي يأتوا.
يتعجب محمد من كلام الطبيب ويسأله:
-شرطه! ماذا يحدث ما بها ابنتي، أنا وجدتها فاقده للوعي، ولا افهم ما تقول.
يقول له الطبيب :
-لا تفهم! كل هذه الكدمات على جسد طفلة لم يتعدى سنها ست سنوات وتسأل؟
-عندما تأتي الشرطة سوف نرى ماذا حدث لابنتك.
يصرخ محمود قائلًا أبى لم يفعل شيئًا روح بهذه الحالة منذ الصباح وكانت ملقاه على تختها، وعندما اقتربت منها كانت نائمة، وسالت كل من بالمنزل ولم يجبني احد، أبى أتي لتوه للمنزل ولا يعلم شيئًا.
يطلب الطبيب من الأمن ترك محمد، ويطلب منه الدخول معه لغرفة الفحص، ويقترب من روح، ويرفع ثيابها، فيرى محمد أن جسد روح مليء الكدمات و الجروح، يجلس بجانبها وهو يبكي، ويملس بيده على شعرها، ويقول :
-ماذا حدث لك يا طفلتي البريئة من فعل بك هذا، من إنتزع الله منه قلبه واطاعه على فعل هذه الشناعة بك؟ ابنتي الجميلة.
يتقرب منه الطبيب، ويحاول مواساته، يقف محمد ويسأله إن كانت روح بخير؟
يقول الطبيب:
-لقد فحصتها الفحص البدائي الآن، وطلبت بعض الأشعة، والتحاليل لتكتمل جميع الفحوصات، أنا حقا أتمني أن تكون بخير، لكن أخبرك صدقًا، أن من فعل بإبنتك هذا ليس بغريب عنكم، حالة ابنتك لا تقدر على الحركة والعودة للمنزل، الذي فعل ذلك يقطن بهذا المنزل.
يصدم محمد من كلام الطبيب، ويأتمن روح معه، ويركض إلي محمود ويسحبه من يده، ويبتعد به عن الجميع ويسأله ويقول :
-من كان بالمنزل عندما رأيت روح بهذه الحالة؟
يرتجف محمود ويتلألأ في كلماته ويقول:
-عند عودتي أنا و أحمد وجدت روح في الغرفة بمفردها، وكانت أمي بغرفتكم، ورهف كانت جالسه بالخارج تأكل.
أخبرك صدقًا يا أبي رهف وأمي كانت ردود أفعالهم غريبه حتي أنني شككت أن أمي قد تكون من فعلت ذلك بروح، وعندما سألتها أنكرت، ولكن تصرفها كان غريب، حتي بعد لحظات ركضت إلينا وامسكت بيدنا، وخرجت من المنزل دون السؤال أو التفكير بروح.
يبعد محمد عن محمود مصدومًا، ويترك المشفى ويذهب الي المنزل للبحث عن زوجته، وعندما يدخل غرفته يجد بقعه دماء على حزامهِ البنى، يجلس بمكانه محاولًا التماسك، ويتخيل كيف كانت تضرب الطفلة بكل جبروت، ويخرج من المنزل بحاثا عنها بكل مكان، حتي يتصادف مع أخيه ويقول له أخيه :
-هل وجدت محمود وروح؟ زوجتك تنهار بكاءًا عليهما.
حينها يعلم محمد أن منيرة بمنزل والدته، فيركض إلي هناك، وعندما يراها لا يستطع التماسك وينهال عليها باللكمات، وتحاول والدته منعه وتنادي علي اخواتهِ، ويمسك به الجميع.
يقول:
-ألم تشعري بالذنب من تعذيب طفله؟ الم تدركي ولو للحظة أنها ابنتك؟ هل تكرهينها إلي هذا الحد؟ حسنًا كوني مستعده لقد أخبر الطبيب الشرطة، وسوف يأتون لإلقاء القبض عليك، هنيئًا لك ستحققين مرادك فى التخلص منها.
تجلس منيرة على الأرض، وهى تبكي وتنفى كل اتهامات محمد لها، وتحاول كسب تعاطف كل من حولها، فتقترب منها والدته و تساعدها على النهوض وتقول له:
-لا يوجد أم تؤذي طفلتها، لنذهب جميعًا لسؤال روح.
ويتبع
رهف مرتعبة ولا تفهم من أين يأتي هذا الصوت الغريب، وتحاول الإبتعاد وسحب يدها، لكن قوتها لا تكفي، وتحاول أن تبعد يد روح عنها، وتنادى على من بالخارج (أحمد) (محمود) تعاليا إلى هنا سريعًا.
وعندما تسلطت عيناها مرة أخرى على روح تجد كل جسدها يتحرك، وتجلس على التخت، وتنظر لها بعينان واسعتان، وتترك يدها وهي تضحك بصوتٍ عالٍ ساخرة، فتركض رهف من الغرفة مسرعة إلى أمها، وتختبئ ورائها وهى ترتجف ثم تقول:
-أمي و تلتقط أنفاسها انجديني يا أمي روح كانت نائمة، وفجاءه أمسكت بيدي، وحاولت إخافتي وخرج منها صوتًا غليظًا أجشًا أرجوك تعالِ معي، وتمسك رهف بيد أمها منيرة وتدخلا الغرفة، ورهف أرجلها ترتجف ولا تقدر على الحراك، وتقف فى مكانها، فتترك يدها منيرة وتذهب إلى تخت روح، وتجدها نائمةٍ مدمعةٍ من شده الألم، وتمد يداها وتسحب ملابسها، فتجد أن جسدها يملاءه الكدمات، تبتعد بسرعة عنها وتقف فى زاوية في الغرفة نادمه على ما فعلته بطفلتها.
يدخل أحمد ومحمود إلى الغرفة فيجدا، والدتهما تقف لا يصدر منها صوتًا، ولا تتحرك، يبدأ محمود فى الشك أن منيره لها يد فى الأذى الذي لحق بأختهِ، يتقرب منها ويقول:
-أمي ماذا حدث لأختي؟ هل أنتِ من فعل بها ذلك الأمر؟
تنظر إليه منيره، وهي تشعر بالخوف من أن يخبر أباه بالأمر فتقول:
-لا لم أفعل ولما قد أفعل ذلك بأبنتي؟ أبتعد عني وتخرج من الغرفة مسرعة، وتجلس علي كرسى بالمطبخ، وهي تفكر إن علم محمد بما فعلته بروح ماذا سيكون رد فعله؟.
تلمح منيرة شيئا تحت حوض المطبخ، فتقترب فتجده، كيسًا من القماش متين، تتسأل من وضعه هنا فتقترب منه، وتفتحه فتجد به، ثعبانًا ضخما ملتف بداخله، تترك الكيس وتهلع، وتركض إلي غرفة اطفالها، وتنادي عليهم، وتخرج بهم مسرعة من المنزل دون أن تنظر خلفها، وتكون قد تركت الطفلة البريئة بالمنزل، ولم تفكر بها، يترك يدها محمود و يقول لها:
-لم تركضين هكذا؟ ولماذا اخذتينا نحن وتركتي روح بالمنزل بمفردها، ويركض إلي المنزل ليكون مع اخته، ولكن عندما يصل، يجد الباب مغلقًا، يحاول فتحه ولكن قوته لا تكفي، يطرق على الباب بيداه الاثنتان معًا، وهو ينادى (روح أختي أنا هنا معك لا تخافي) ويظل يطرق علي الباب حتي يجتمع الجيران علي صوتهِ، فيسأله احدهما:
-ماذا حدث يا محمود؟
فيقول محمود وهو يبكي:
-لا أدرى فجاءه امسكت أمي بيدي أنا ورهف وأخي أحمد، وركضت من المنزل وكأنها هالعه من شيئًا ما قد رأته ولكنها تركت وراءها روح.
نظر الجيران الي بعضهم البعض ومال أحدهم علي الآخر وقال له بصوت خافت:
-كلنا نعلم أن منيره فى الحقيقة تكره ابنتها وتريد التخلص منها بأى طريقة.
ثم يحاولون جميعا فتح الباب، ولكن لا أحد يقدر علي فتحه، وكأن قوة غريبة تمنعهم من فتحه.
تستيقظ روح على صوت الخبط المستمر على الباب، وعندما تفتح عيناها تجد البيت معتم، ولا يوجد ضوء فيه، تحاول النهوض من علي التخت، وتتوجه الي باب الغرفة، لترى من الطارق، فتجد أمامها ثعبانًا طويلًا يعترض طريقها، وعندما تشعر بالخوف، وتبدأ بالصراخ فجاءة يُكتم صوتها، ولا تقدر علي إصدار اي صوتًا، وتحاول التحرك بعيدًا عنه، ولكنها تجده أمامها في كل مكان، وعيناه الصفروتان تضيئا، فتجلس روح في مكانها بكائه، فتسمع صوت يقول لها:
-هل تحاول إظهار قوتك بفتاة قصيرة القامة ياحارد، لم أتوقع هذا منك أبدا، هل أعطاك أبيك مصاريفك اليوم، وصوت ضحكات تعلو، فتجد روح جسدها يطوف للأعلى، ولا تدرك ما يحدث لها وكيف يتحرك جسدها هكذا!
وتمد يداها وهي متعجبة كيف تفعل ذلك، وتحاول المقاومة ولكن دون جدوي، وتمسك بيداها الثعبان وتشعر بجلده الصلب بين يديها المتحجر، وتظل تطبق عليه، وتطبق حتي ينهمش بين يديها، ويقع بالأرض ميتًا، وفجاءة يسقط جسدها على الأرض أمام الثعبان وتبدأ في البكاء والصراخ انقذوني (أبى، أمي، اخي، الا يوجد أحدا هنا) وتظل تبكي حتي تخور قواها، وتفقد وعيها.
يصل محمد لمنزله فيجد رجالًا امام باب المنزل كُثر، يركض إليهم ويسألهم عن ما يحدث، وعندما يجد محمود بينهم ووجه شاحبًا من الخوف، يقول له:
-ماذا يحدث يا بني هل أمك وأخواتك بخير؟
فيشير محمود إلى باب المنزل، ولا يقدر على إصدار صوتًا من كثرة البكاء، فيخرج محمد المفتاح، ويفتح الباب، وعندما يدخل الجميع، يجدوا روح فاقدة لوعيها امام غرفته، ويركض بها إلي المشفى ومعه محمود.
عندما يصل للمشفى يستلم الطبيب منه روح، ويدخل بها الي غرفه الفحص، وبعد دقائق يخرج الطبيب وينادى الأمن ويطلب منهم التحفظ علي محمد، ويقول له :
-الآن سوف اتصل بالشرطة لمعاقبة الفاعل، وانت لن تتحرك من هنا حتي يأتوا.
يتعجب محمد من كلام الطبيب ويسأله:
-شرطه! ماذا يحدث ما بها ابنتي، أنا وجدتها فاقده للوعي، ولا افهم ما تقول.
يقول له الطبيب :
-لا تفهم! كل هذه الكدمات على جسد طفلة لم يتعدى سنها ست سنوات وتسأل؟
-عندما تأتي الشرطة سوف نرى ماذا حدث لابنتك.
يصرخ محمود قائلًا أبى لم يفعل شيئًا روح بهذه الحالة منذ الصباح وكانت ملقاه على تختها، وعندما اقتربت منها كانت نائمة، وسالت كل من بالمنزل ولم يجبني احد، أبى أتي لتوه للمنزل ولا يعلم شيئًا.
يطلب الطبيب من الأمن ترك محمد، ويطلب منه الدخول معه لغرفة الفحص، ويقترب من روح، ويرفع ثيابها، فيرى محمد أن جسد روح مليء الكدمات و الجروح، يجلس بجانبها وهو يبكي، ويملس بيده على شعرها، ويقول :
-ماذا حدث لك يا طفلتي البريئة من فعل بك هذا، من إنتزع الله منه قلبه واطاعه على فعل هذه الشناعة بك؟ ابنتي الجميلة.
يتقرب منه الطبيب، ويحاول مواساته، يقف محمد ويسأله إن كانت روح بخير؟
يقول الطبيب:
-لقد فحصتها الفحص البدائي الآن، وطلبت بعض الأشعة، والتحاليل لتكتمل جميع الفحوصات، أنا حقا أتمني أن تكون بخير، لكن أخبرك صدقًا، أن من فعل بإبنتك هذا ليس بغريب عنكم، حالة ابنتك لا تقدر على الحركة والعودة للمنزل، الذي فعل ذلك يقطن بهذا المنزل.
يصدم محمد من كلام الطبيب، ويأتمن روح معه، ويركض إلي محمود ويسحبه من يده، ويبتعد به عن الجميع ويسأله ويقول :
-من كان بالمنزل عندما رأيت روح بهذه الحالة؟
يرتجف محمود ويتلألأ في كلماته ويقول:
-عند عودتي أنا و أحمد وجدت روح في الغرفة بمفردها، وكانت أمي بغرفتكم، ورهف كانت جالسه بالخارج تأكل.
أخبرك صدقًا يا أبي رهف وأمي كانت ردود أفعالهم غريبه حتي أنني شككت أن أمي قد تكون من فعلت ذلك بروح، وعندما سألتها أنكرت، ولكن تصرفها كان غريب، حتي بعد لحظات ركضت إلينا وامسكت بيدنا، وخرجت من المنزل دون السؤال أو التفكير بروح.
يبعد محمد عن محمود مصدومًا، ويترك المشفى ويذهب الي المنزل للبحث عن زوجته، وعندما يدخل غرفته يجد بقعه دماء على حزامهِ البنى، يجلس بمكانه محاولًا التماسك، ويتخيل كيف كانت تضرب الطفلة بكل جبروت، ويخرج من المنزل بحاثا عنها بكل مكان، حتي يتصادف مع أخيه ويقول له أخيه :
-هل وجدت محمود وروح؟ زوجتك تنهار بكاءًا عليهما.
حينها يعلم محمد أن منيرة بمنزل والدته، فيركض إلي هناك، وعندما يراها لا يستطع التماسك وينهال عليها باللكمات، وتحاول والدته منعه وتنادي علي اخواتهِ، ويمسك به الجميع.
يقول:
-ألم تشعري بالذنب من تعذيب طفله؟ الم تدركي ولو للحظة أنها ابنتك؟ هل تكرهينها إلي هذا الحد؟ حسنًا كوني مستعده لقد أخبر الطبيب الشرطة، وسوف يأتون لإلقاء القبض عليك، هنيئًا لك ستحققين مرادك فى التخلص منها.
تجلس منيرة على الأرض، وهى تبكي وتنفى كل اتهامات محمد لها، وتحاول كسب تعاطف كل من حولها، فتقترب منها والدته و تساعدها على النهوض وتقول له:
-لا يوجد أم تؤذي طفلتها، لنذهب جميعًا لسؤال روح.
ويتبع