الفصل السابع

نظرت للزوجين أمامها وقد فهمت لماذا تيار الكره والحقد الذي ينبع منهما . هم بالتأكيد كارهون لراي فمن وجهة نظرهم فهو المتسبب في وفاة أبنتهم المدللة إيميلي . لكن الذي لا تجد له تبرير هو لماذا يوجه لها أبضا هذا الكم من الكره والحقد . لا يعرفون من هي ولا حتى من تكون . هل فقط يغارون علي راي من رؤيته مع أي إمرأة غير أبنتهم ؟ لذلك أحبت ان تعرف ماهو سبب ذاك الكره
" شرف لي أن ألقاكم أيها السادة . عزيزي .؟"
والتفتت إلى راي لتقول بلطف ومودة مبالغ بها وهي تشير إلى كأسها الذي بين أصابعها
" كأس الشراب قد فرغ . هل يمكنك أستبداله ؟"
نظر لها بشك مبطن فقال
" بكل سرور هل تودين شراب معين ؟ "
أبتسمت بلطف وقالت
" تعرف بأني أشرب النبيذ الأبيض الخفيف . إذا سمحت "
هز رأسه ونظر إلى الزوجين المتابعين للحديث بقلق ثم التفت وذهب لتنظر لهم ميريت وقالت
" إذن أنتم والدين أيميلي الراحلة . سمعت عنها الكثير "
ردت والدة إيميلي بحدة
" أخشى أنك لم تسمعي سوى الأكاذيب إذا كان المصدر هو راي جيرالد . بالتأكيد . من سواه يمكن أن يعطي صورة مشوهة عن عزيزتنا إيميلي . "
رد الوالد ليقول
" يدعي المرض وهو ليس بمريض . خوفآ من السجن . هو قاتل ولن نرتاح حتى يزج للسجن قريبآ "
قالت إيميلي
" لماذا تقولون أنه ليس بمريض ؟ أنا لا أوافقكم على هذا . كما أن أبنتكم توفيت في حادث هو عانى منه لسنوات . هذا قضاء وقدر وقد حمل راي حصته من قدره"
رد الوالد
" هل انتِ صديقته أم طبيبته ؟ أو ربما أكثر من ذلك ؟"
قالت ميريت برفض
" لن أسمح لك سيد فارون بتلميحات مثل تلك لا ترقى للأسلوب الحسن . وليس من شأنك صفتي بالنسبة له "
بسخرية قالت الوالدة
" أعذري فضولنا فقط . نفكر بناءآ على معطيات ملموسة فهو كان خطيب سابق لأبنتنا وندرك مدى هوسه وحبه المجنون بها كما نعلم طباعه جيدآ لكن أليس غريبآ أن تكوني شبيهة لحد كبير ياصديقته بخطيبته الراحلة ؟"
توترت ميريت وقالت
" لا ليس غريبا البشر يتشابهون شكلا ليس مضمونآ وبالنسبة إلى تواجدي ومعرفتي براي فكانت محض صدفة لا أكثر "
سخرت الوالدة
" صدفة اووه ربما لكن خذي نصيحتي . ليس هناك صدفة ليس بشأن راي جيرالد وليس حول أيآ من تصرفاته . ستكوني ضحية الجزء الثاني من هوسه إن لم تبتعدي "
قالت هذا الحديث وأبتعدت مع زوجها عندما لمحو راي قادم يحمل بيده كأس الشراب لميريت التي صمتت تفكر في حديثهم
أقترب راي ومد لها كأسها ليقول
" بالتأكيد كانوا مصدر أزعاج لكِ ."
ابتسمت له بمجاملة
" في الواقع لا . لكنهم مثيرون للأهتمام . شخصياتهم جامدة لايمكن التكهن بما في عقولهم "
" ااوه الطبيبة النفسية لا تنسى إنها طبيبة نفسية في الحفلات والمرح . وهذا يجعلني أتسائل أليس لديك مساحة للمرح ميريت "
صمتت لتفكر في أنه على حق في تسائُلِه متى أعطت وقت للمرح في حياتها
" العمل لم يكن ليعطي مساحة للمرح كما تقول . منذ التخرج وترك الدراسة خلفي كان الكثير من العمل ثم العمل والعمل فقط "
نظر في عينيها بعمق وقال بهمس
" والحب ؟ "
ارتبكت ميريت وقالت
" لم يكن في جدول الاعمال منذ وقت طويل . فعلتها مرة وتركني ببساطة لذا لم ولن أعاود الكرة مجددآ"
تنهد راي وقال بخفوت لكنها سمعته
" غبي "
ردت متعجبة من كلمته
"عفوآ "
"أقصد ذاك الذي تركك . إنه غبي . لكن من الجيد أنه تركك لمن يستحق "
ثم أحب تغيير الحديث ليقول
" بالمناسبة أنتِ على حق فيما يخص برأيك حول آل فارون ولكن لماذا أخذت هذا الانطباع عنهم في دقائق ؟"
ردت بثقة
" عيونهم تقول الكثير . أسلوب حديثهم . إيحاءات الكلمات التي يقولونها تعكس الكثير عنهم "
ارتفع حاجبيه بدهشة وإعجاب
" كل هذا من دقيقة فقط ؟ حسنآ فضولي يزداد حول إيحاءاتهم عن ماذا بالضبط ؟"
" لا تفكر كثيرآ . هم فقط عدوانيون فيما يخص الغرباء عن مجتمعهم مثلي "
نظر لها بعدم تصديق ولكن سؤاله كان مغايرآ لما يفكر به
" أتمنى أن لا يكون إيحاءاتهم مهينة لكِ؟"
هزت رأسها ب لا ولكنها قالت لنفسها ليس بالنسبة لي بل لك ..
عادوا بعد فترة الي القصر وودعها راي أمام باب غرفتها مقبلآ يديها وقال بنظرة ساحرة
" كنتِ رائعة الليلة . لا أستطيع وصف سعادتي بقضاء هذا الوقت معكِ . ليلة سعيدة ميريت سوان "
بعد أن أنحنى لقبلة المساء والتي كانت أسفل فكها وقريبة جدآ من شفتيها فزلزل هذا الفعل ثباتها وأسرع من نبضاتها . انه حقآ يعلم كيف يهز كيانها بأفعاله . وقفت للحظة تراقبه وهو يمشي بأتجاه غرفته ثم
دخلت إلى غرفتها وأستعدت إلى النوم وكل هذا الوقت كانت تفكر بجدية وتحلل كل شيء وكل كلمة من كل من قابلت في الحفل . الزوجين فارون . إيرين . مارثا التي جاءت بعد فترة لتقضي الوقت معها ووعدتها بلقاء أخر وكأنها بالفعل تريد أن تبني أواصر الصداقة بينهم .
أطفئت الانوار كالعادة وعكفت قليلا على دراستها لبعض الدراسات عبر الانترنت عندما شعرت بأن هناك خيال قد مر من خارج باب غرفتها . لم تهتم لهذا ظنآ منها بأن ربما السيد فيرين قد عاد متأخرآ من الحفل . وأستمرت في دراستها مستغرقة ومأخوذة كليآ بما تقرأ حتى سمعت بعد فترة أصوات تحطم وصراخ يأتي من خارج غرفتها . ولقد علمت لمن بالطبع . ركضت إلى حقيبتها تحملها عندما سمعت صوت الطرق القوي على باب غرفتها . وفتحت الباب لتخرج عندما وجدت فيرين المشعث الشعر والذي يظهر علي هيئته النوم . أخبرها بأن الحالة قد عادت لأخيه راي وهم يركضون عبر الممر المؤدي إلي الغرفة .
 دخلت لتجده مقيد مثل تلك الليلة بواسطة خرس المنزل والسائق الذين جاهدوا لتثبيته على الفراش .
أتجهت نحوه ليكون لقاء العيون بينهم عيونها القلقة وعيونه المتوحشة الثائرة التي سرعان ما أصبحت عاجزة .
" أتركوه "
نظروا لها الجميع بتعجب وقلق
" أتركوه فقط . أنا طبيبته ومسئولة عن حالته
"لكن دكتور سوان .."
هنا التفتت إلى فيرين وقالت
" لن يحدث شيء . لن نعتمد على المهدئات طوال تأزم حالته يجب أن ينبع الهدوء من داخله فقط لذا دعهم يتركوه "
أشار لهم فيرين بتركه وقد فعلوا وليجدوا ان راي لم يتحرك أبدآ من فراشه بل لم يبعد عينيه عن ميريت التي نظرت له بقلق وقالت
" أرجو إخلاء الغرفة الأن وتركنا معآ"
فيرين بقلق وهو يوزع نظراته بينهم
" آأنتِ متأكدة دكتور سوان ؟ "
هزت رأسها دون ان تبعد نظرتها عن راي وفي لحظة كانت الغرفة فارغة سوى منها ومنه . صامتة لا يسمع فيها سوى لهاث راي المختلط بأنين خافت
أقتربت منه ميريت وجلست على طرف الفراس بجانبه تكاد تلاصقه
" أنت بخير الأن؟"
هز رأسه بنعم وهو لا يزال يلهث بإجهاد فقال بأنفاسٍ متقطعة
" لا تتركيني . ظلي بجانبي "
مد يده لها بقاق وتردد لمست يدها يده لتجد نفسها ممددة بقربه على الفراش يحتضنها كما يحتضن الطفل أمه .
 لا تدري ما يحصل معها . تمسكت به واحتضنته بقوة وهو يأن بخفوت في حين كانت تمسد شعره وتهمس له
" اااشششش . أنت بخير الأن "
يهز رأسه بتعب لكنه لم يتركها وظل يحتضنها حتى غفا . ظلت مستيقظة بجانبه تفكر لكن لم يمر وقت طويل حتى أصبح ينتفض في نومه وكأن ماس كهربائي قد تمكن من جسده . لذا كانت تهدءه في غفوته بكلماتها المطمئنة حتى أستقر في نومه .
نهضت بحرص حتى لا يستيقظ من نومه ووقفت ترتب بعض الاشياء المحطمة وبعض الملابس الساقطة على الارض بأهمال . بعد ان أكملت ترتيبها وجدت فنجانآ من الشاي مسكوبآ منه الكثير على الارض .
لتفكر بأنه لديه عادة شرب الشاي قبل النوم لكن أيضا من هذا الذي يتناول الشاي قبل النوم . فهو منبه للاعصاب والعقل وليس العكس فمن يتناول المنبهات قبل النوم ؟
لذا قربت الفنجان من أنفها لتشم مابه ربما يكون هناك شيء ما يخلط معه . لا شيء . رائحته كالشاي العادي . لا إضافات .
ربما هناك شيء ما اقراص ربما يتناولها مع الشاي . وهنا أتجهت بسرعة تفتش بهدوء في الغرفة في الاماكن الممكنة لكن لم تجد شيئآ
لكن لا تعلم لما أرتابت من تناوله للشاي ليلآ قبل النوم . لذا أول ماستفعله في الصباح هو البحث حول هذا . عادت إلي الفراش واحكمت الغطاء حوله وتذكرت الليلة المماثلة لهذه الليلة وماحدث بها . تذكرت كلماته التي سطرها على ورقة بجانبها وهي نائمة . لا يمكن أن يكون هذا الرجل لديه أنفصام . لا هو بالتأكيد ليس كذلك . لكن وسوس لها عقلها بكلمات السيد والسيدة فارون هل هم أرادوا قول بأنه رجل عاطفي مهووس ؟ هل هذا الهوس سنتقل لها بعد خطيبته السابقة؟
لماذا تشعر ان هذا غير صحيح ؟ لا هي طبيبة نفسية لن تعتمد على العواطف والتعاطف مع الحالة لكن هناك جزء ما بداخلها يرفض هذا التحليل . كما انه هؤلاء الزوجين حاقدين عليه بسبب حادثة وفاة أبنتهم فلن يقولوا بأنه ملاك من السماء بالطبع وسيسعون إلى التشكيك به وأتهامه بأي شيء سيء
لذا هي لا ولن تعتمد على تشخيص الحالة من خلال بعض الإيحاءات المغرضة . نعم هذا هو الصحيح .
لم تعلم إلى متى ظلت تفكر لكنها لم تدري متى غفت لتستيقظ في الصباح لتجد نفسها وحيدة في غرفته متدثرة بغطاء يحمل رائحته ووردة حمراء على وسادته . عندما فتحت عينيها الناعسة وجدتها بالقرب منها داعبت شفتيها أبتسامة ناعسة ومدت أصابعها لتلمس بتلات الوردة برقة . هذا الرجل يبهرها . نهضت من الفراش بكسل برغم عدم كفايتها من النوم لكنها شعرت بنشاط غير متوقع . وحينما أستعدت للخروج من الغرفة دخلت فيونا للغرفة تنظر لها بجمود
" صباح الخير أنسة سوان . الإفطار جاهز "
" صباح الخير فيونا . هل السيد راي في الخارج ؟"
أبتسمت بمجاملة صفراء
" نعم لقد خرج منذ ساعة تقريبآ.  أرجو أن تتوجهي إلى غرفة الطعام فالسيد فيرين في إنتظارك "
خرجت بسرعة فيونا من الغرفة دون زيادة حرف أخر
نظرت في عقبها ميريت تحاول فك شفرة هذه المرأة
الشعور بكره فيونا لها كان علامة حمراء كبيرة . مالسبب ياترى ؟ هذا البيت يحتاج إلى دراسة نفسية موسعة تشمل حتى الخدم . لقد تذكرت ميريت عندما التفتت وعينيها وقعت على فنجان الشاي المسكوب منذ الأمس أن تسئل فيونا حول أمر الشاي ولكن لا بأس كما كانت تحدث نفسها . سوف تسئل حول هذا الامر بعد قليل .
تحركت واتجهت نحو غرفتها لتستعد للأفطار . أعجبها مظهرها الجديد عندما كانت تقف أمام المرآة . مظهر جميل يجعل منها شخصآ جديد أكثر ثقة بنفسها . او ربما هناك شيئآ اخر هو مايعزز ثقتها كأنثى ؟ لا لا لن تجعل نفسها تصل إلى هذا الإتجاه.  لكن عقلها تمسك بالتفكير في هذا الإتجاه كما تسميه فظلت النفس ترفض والعقل يعرض صور لها ولراي همساته . نظرات الاعجاب . قبلته السابقة . كل كلماته . ولم تفطن لنفسها إلا عندما وصلت إلى قاعة الطعام لتجد فيرين يجلس على طاولة الافطار
    " صباح الخير ميريت "
وقف فيرين بلباقة سيد راقي وقال
" أتمنى أن تكوني قد نلت قسطآ من النوم . خاصة بعد حدث الليلة الماضية المرهقة "
اقتربت ميريت ودفعت المقعد للجلوس وهي تقول
" نعم شكرآ لك . ليلة الامس لم تكن الأولى.  أضافة إلى أني كنت طبيبة في أحدى المصحات وقد نلت الكثير من المناوبات التي قد رأيت ماهو أسوء فلا تقلق "
جلس فيرين بمقعده وقال متنهدآ
" كنت أظن أن عمل الطبيب النفسي أبسط من ذلك بكثير . لكن واقع الأمر فهو مرهق جدا . في يوم ما كان حلمي ان أكون طبيبآ لكن أحمد الله على قرار والدي بخوض مجال الأعمال فهو أسهل بكثير كما أرى هذه الأيام "
دخلت فيونا للقاعة تجر عربة أثناء الحديث لتضع أمام ميريت أطباق الإفطار المتنوعة وفنجان من الشاي وأخر للقهوة وعندما كانت تستمع له ميريت نظرت إلى فنجان الشاي الذي كانت تسكبه فيونا لها تذكرت أنها تريد السؤال عن هذا
نظرت ميريت إلى فيونا وقالت
" عذرآ فيونا . أردت سؤالك بخصوص شيء ما لاحظته ليلة الأمس بغرفة السيد راي . هل هو يشرب فنجان من الشاي كل ليلة ؟ "
أرتبكت فيونا وارتعشت يدها التي تحمل أبريق الشاي لتشقط قطرات على غطاء الطاولة الناصع لتضع الابريق بعصبية وتوتر على سطح عربة الطعام وتقول
" عذرا . لم أقصد أسقاط الشاي أسفة "
التفتت لتحضر منديل لمسح الشاي لترد ميريت
" لا عليكِ هذا يحدث دومآ "
أنهت فيونا مسح الجزء الملوث على سطح الطاولة لتقول لها ميريت تحت أنظار فيرين المندهش والصامت لمحاولة تفسير ماحدث
" لم تجيبي على سرالي فيونا . هل السيد راي معتاد على تناول الشاي كل ليلة ؟"
نظرت لها فيونا لتقول بنبرة مترددة
" نعم سيدة سوان . اعتاد كل ليلة على شرب الشاي . وهذه عادة قديمة "
فيرين بتساؤل
" هل يفعل ؟ لم أكن أعلم بذلك . منذ متى يطلب الشاي ليلآ ؟"
فيونا متصنعة للتفكير 
" لا أدري ربما منذ سنة أو أقل . أعتاد شربه قبل النوم ليساعده على النوم والاسترخاء كما يعتقد "
صمتت ميريت تفكر
سنة او أقل ويساعده على النوم ؟ أي منطقٍ هذا ؟
لذا قالت او ماخطر ببالها
" هل الشاي يضاف له شيئآ ما ؟ ليساعده على الإسترخاء والنوم ؟"
مجددآ أرتبكت فيونا وقالت
" مثل ماذا سيدة سوان ؟ هو يطلب الشاي فقط إذا كان يضيف للشاي شيء فليس لنا نحن عاملين المطبخ علمآ به ."
" لا تفسري حديثي على أنه إهانة مجرد أستفسار فيونا . أقصد هل يوضع له أعشاب نعناع او بابونج او مثل هذه الانواع ؟"

" لا فقط شاي .. استميحكم عذرآ "
خرجت بخطوة سريعة من القاعة تحت أنظار الحضور بين مندهش ومفكر بعمق ليقطع الصمت صوت فيررن الذي قال
" بماذا تفكرين ميريت ؟"
" من المتعارف عليه أن المنبهات يجب أن يتم منعها على الشخص العادي قبل النوم بساعتين على الأقل.  أما بالنسبة للشخص المريض والذي يتعاطى بعض العقاقير الطبية فهي محظورة خاصة عندما يتعاقر بعض الادوية التي بها نسبة من المهدئات فالمنبهات تقضي على النشبة المصروفة حسب حاجة الشخص لها . الغريب أن يتناول السيد راي فنجان من الشاي وخاصة في الليل قبل النوم فهو بهذه الطريقة ينهي عمل العقاقير التي يجب ان تجعله ينام ويهدئ ليلآ ربما هذا هو مايجعل من حالة هياجانه ليلا مفسرة "
" أنت على حق . لكن أنا لم أكن أعلم بأنه يتناول الشاي ليلآ "
لقد لاحظت ليلة الأمس بغرفته وقبل هذه الليلة فنجان الشاي مسكوب على الارض . هذا يحتاج لتفسير وهو خطئ كليآ على حالته الصحية . لابد من الحديث معه بهذا الشأن "
فيرين وهو يقف ليستعد للخروج
" أنت طبيبته ولك الصلاحية بفعل ماترينه مناسبآ لك ميريت . نلتقى على العشاء . إلى اللقاء "
" إلى اللقاء فيرين "
خرج أمام أنظارها وهي ماتزال تفكر وخاصة في ردة فعل فيونا وارتباكها . يقول لها حدسها بأن هناك شيء ما واضح لكنها لا تراه . شيء ما لا تستطيع تفسيره . يجب ان تناقش راي اولآ ثم تعاود التفكير بالأمر . تشعر بأن هناك ماهو أكثر من مجرد فنجان من الشاي .
عادت إلى جناحها وعكفت مجددآ على مراجعة المراجع الخاصة بالأمراض العصبية وأسبابها . تحاول المقارنة بين حالة الاهتياج الليلية لراي وبين كل الامر التي من أعراضها هذا الاهتياج لكنها لم تجد الكثير الذي يجعل من الحالة أسم متعارف عليه .

يأتي بفكرها أحيانآ بأن الحالة المرضية التي يعاني منها راي ليست حالة مستقلة بل عدة حالات تتداخل ببعضها منها ألأضطراب ثنائي القطب كما شخصته سابقآ وهو غير متوافق مع بعض الاعراض حيث يكون هناك إضطراب متتالي للمزاج مابين السعادة والحزن على فترات متتالية.  كما ان الاهتياج الليلي ليس عرض متعارف عليه في حالة إضطراب ثنائي القطب . وأيضا تشك بأنه لديه بارنويا "رهاب" من أي نوع ليس حتى الآن.  كونه مدمن مخدرات فالماضي فإن هناك حالات نفسية تكون من مسببات الادمان ألا وهي الإكتئاب وهو أشهر الأعراض.  الوسواس القهري . التخيل .
لطن مايظهر في مقابلاته وكذلك تحاليله الطبية أنه سليم نوعآ ما ولا يعاني من كل تلك الأعراض.  ماعدا عواطفه الزائدة وحالة الاهتياج الليلية التي يعاني منها .
لحظة وقد أصابها الصداع المزمن . كما ان يدها عادت لتؤلمها من جديد وكما هي العادة ألم مصاحب له بعض التنميل في الأصابع لذا أوقفت بحثها واتجهت إلى الفراش لتسترخي ليغلبها النعاس بعد أن دلكت يدها ببطئ واخذت قرص من علاجها الذي دأبت على أخذه منذ تلك الواقعة .
لم تدري كم من الوقت كانت نائمة عندما أيقضها طرقات على باب الغرفة لتنتبه وتستقيم في فراشها لتأذن للطارق بالدخول
كانت الشمس قد غرُبت والليل خيم على المكان ومن خلال نافذتها المفتوحة أيقنت بأنها قد غفت لفترة طويلة
دخلت فيونا إلى الغرفة بوجهها الجامد ونظرتها الجامدة بلا تعبير
" السيد جيرالد ينتظرك غلى العشاء سيدة سوان "
تنهدت بنعاس وقالت
" حسنآ شكرآ لك فيونا سوف أهبط لقاعة العشاء "
ردت فيونا برسمية جامدة
" إنه ينتظرك في تراس القصر "
هزت ميريت رأسها بموافقة مع التعجب لِما السيد فيرين يريد العشاء بلا رسمية إلا إذا كانت تقصد راي وليس فيرين
لذا نهضت بنشاط بعد خروج فيونا البارد والصامت لتستعد بسرعة للهبوط إلى التراس
وعندما وقفت أمام الباب المؤدي إلى التراس علمت بأن راي هو المضيف لهذه الليلة . كان يقف ينظر إلى الحديقة موليآ للباب ظهره . وقفت للحظات تراقبه لكنه تحدث بعد دقيقة من الصمت
" لما انت صامتة . هل تحاولين اختراق أفكاري ؟"
تفاجئت بأنه علم بوجودها بدون أن يلتفت
" لا فقط كنت لا أريد قطع أفكارك وأنت تقف هناك ."
التفت لها ونظر مليآ لها وقال بأبتسامة
" مرحبآ . هل تصدقين إن أفكاري الأن كانت تظور حولك ؟"

يتبع .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي