الفصل الثاني روح والصوت الأجش

الفصل الثاني من رواية سحبة روح
مهما مررنا بصدمات في حياتنا، لن تكون كصدمه فتاه لا ذنب لها في ما تعانيه، ومواجهتها للنبذ من كل من حولها حتي والدتها وأشقاءها.
بعد أن عادت روح الى المنزل، وقفت ترتب ثيباها، وسمعت صوت والدتها يعلو، ويحاول الأب محمد اسكاتها، لكن حينما سمعت روح منيره تقول هذه الفتاه مشؤمة، دخلت في صدمة جعلتها تهتز وترتجف، فقررت تجاهل ما سمعته وكأنها لم تصل، والسكوت عن ما تشعر بهْ، وبعد أن ذرفت بضع قطرات من عينيها، قالت لنفسها لا تبكي سوف تكونين بخير، وقررت روح أن لا تبوح بما يحدث لها مهما شعُرت.
دخلت روح للمنزل و هي تبتسم، وقالت :
-ابى لقد اتيت للمنزل هل تريد مني شيء؟.
تفاجئ محمد من وصولها سريعا، وكان خائفًا من أن تكون سمعت حديثهما.
قال لها:
-لا عزيزتي أدخلي أنت غُرفتك الان.
روح: بصوتٍ خافت و متهزز وأنت يا أمي هل تريدين منى شيئاً قبل دخولي الغرفة؟ .
منيره لم يرجف لها جفن و تتجاهل روح حتي أنها تصنعت التثاؤب، تنظر روح لأبيها ف يقول لها:
-لم تسمعك والدتك يا عزيزتي انها لا تريد شيئا إدخلي انت.
تهرع روح الى غرفتها و قلبها مثقل، و تجلس على تختها محاولة التماسك لكنها لم تستطع فعل ذلك، فتبكي بحصرة وإنكسار، و تحاول الصراخ وحتي لا يسمعها أحداً تكتم صراخها في الوسادة.
وتدخل أخت روح رهف وتنظر لروح بتعجب وتقول:
-لم تضعين رأسك على الوسادة هل تتصنعي مرضٍ ما حتي لا تطلب أمي منك شيء؟
تحاول روح تجفيف دموعها في الوسادة حتي لا تدرك رهف شيئًا وتخبر والدها، ثم ترفع رأسها و تجلس علي التخت و تبتسم وتشير لرهف على النافذة وتقول :
-بالطبع لا يا شقيقتى فقط الضوء الذي يأتي من النافذة يؤلم عيناي أنا شوف أغلقها الآن وإن كنت تريدين مني شيء ما أخبريني على الفور.
صعدت روح على التخت محاولة إغلاق النافذة، ولكنها تري اقرانها فى العمر يلعبون معًا في الشارع أمام منازلهم وقد حُرمت من اللعب مثلهم، فتظل واقفة أمام النافذة تشاهد لعبهم وضحكاتهم وركضهم معًا.
يدخل محمد لغرفة روح، و يذهب إليها عند النافذة فيرى أن ابنته متألمة، وتشاهد الجميع من خلف جدار كا أرباب السجون المحكوم عليهم فالحبس، والعمل الشاق المؤبد.
يمسك محمد يد روح ويسحبها فتتنبه لوجوده و تغلق النافذة و تقول :
-أتريد شيء يا أبى وعيناها الحمروتان مدمعه، فيظن محمد أن سبب بكاء ابنته تمنيها اللعب مع الأطفال بالخارج، يقول لها :
-تعالي معي يا إبنتي، ويخرج من المنزل، ويذهب بها إلى الأطفال و يطلب منهم أن تلعب معهم فيقول:
-هل لكم أن تتقبلوا صديقة جديدة للعب معكم، فتخاف إحدى الفتيات و تبتعد و تقول له:
-لا لقد أخبرتني رهف أن روح ساحرة شريرة، وتؤذيها دائما، وهي من تجعل والدتها حزينة دائما.
يتقرب محمد من الطفلة، ويخبرها أن روح طفلة جميله، ولطيفة وإن تقربت منها ستكون سعيدة.
تقترب الفتاة من روح، وتمد يديها لها لترحب بها، فتسعد روح، وتحتضن الفتاة دون إدراك أنها تقبلتها، ورحبت بهآ، تفرح الفتاة و تنظر لمحمد و تخبره أن روح فتاة طيبة حقًا، يبتسم الأب لها، ويذهب إلى المنزل غاضبا، وينادي بصوت عالٍ على رهف، وعندما تأتي إليه، يمسك بكتفاها بقوةٍ، ويقول:
-كيف لك أن تقولي هذه الكلمات على شقيقتك، أي طفلة أنت إن كررتي فعلتك هذه مرهً آخري لا تلوميني بما سوف أفعله لك، ويلتف محمد من أمامها مستغفرًا، ويخرج من المنزل.
عندما تتأكد رهف من ابتعاد والدها عن المنزل، تذهب مسرعة إلى منيره والدتها، وعندما تجدها في المطبخ، تقف بجانبها و تربط يديها ببعضهما، وتحاول استدراج عاطفة الأم و تقول لها:
-هل أساعدك يا أمي؟ وتبكي بصوتٍ خافت، تترك منيره ما بيديها، وتقترب منها وتمسح دموعها، وتقول ما بك يا إبنتي اللطيفة؟.
تمسك رهف بيد والدتها و تخبرها أن والدها وبخها لأجل روح، ولا تعلم ما أخبرته به.
تغضب الأم، و تخبر رهف ألا تبكي و تسالها عن مكان روح، تخبرها رهف بكل حقد، تركتك يا أمي تنظفين المنزل، وتطهين الطعام، وخرجت للعب مع أطفال الجيران.
تخرج منيره غاضبة من المنزل و تنادى على روح، ولكنها لا تسمعها فتقترب منيره منها و تمسك بشعرها، وتبدأ في سحب الفتاه الي المنزل و هي تصرخ، وتترجاها أن تترك شعرها، وينظر الأطفال لما يحدث وتبكي الصديقة الجديد لروح.
وعندما تدخل بها إلى المنزل تكون رهف منتظرة أن ترى ما سيحدث لشقيقتها، و تسحب الأم حزام الأب و تبدأ في ضرب روح ضربًا مبرحًا، وتعلو صرخات روح طالبه النجدة والمساعدة، ولكن رهف كانت تستلز وتتمتع بعذابها، وبعد أن تدرك منيرة أنها أذتها بشده تتركها، وتذهب إلى غرفتها، وتظل تتسائل لما أفعل ذلك بابنتي حتي وإن فعلت أسوء الافعال لم يحدث لي ذلك؟ هل حقًا احقد عليها واتمني اختفائها من حياتي، ثم تبدأ فى البكاء لشعورها بالذنب.
يأتي الأخوين أحمد و محمود من الخارج، وهما بالفعل يتشاركون بالغرفة مع اشقائهم الفتيات لصغر المنزل، و يكون محمود الأخ الأكبر، وعندما يدخلون للغرفة يجدا روح نائمة على التخت على غير عادتها أن تنام في هذا الوقت، يقترب محمود منها محاول إيقاظها، و عندما يلمسها تتألم روح، وتبعد يداه عن جسدها، يسالها محمود:
-لم أنتي نائمة الآن، وما بك تتألمين، هل انادى على أمي لتساعدك؟
تحاول روح الجلوس، و تخبره أن لا يخرج من الغرفة، ولا ينادى احدًا، فيمسك محمود بها ويخبرها بما يحدث لها، تنكر روح أن بها شيء و تقول:
-لا شيء بي فقط كنت اللعب مع أطفال الجيران أمام المنزل ومرهقه بعض الشيء.
يشعر محمود أن يوجد شيء غير طبيعي يحدث معهم، وعندما يخرج من الغرفة يجد رهف تجلس و تضع أمامها الطعام وتأكل، ويسالها و لكنها تنكر إنها تعلم بما يحدث.
يحاول العثور على والدته و تكون ما زالت تحبس نفسها فى غرفتها، ينادى عليها محمود و لكنها لم تجب عليه.
يعود مره اخرى للغرفة و عند جلوسه على التخت يأتي له أحمد و يقول له :
-هل أخبرك شيئا؟ روح توجد جروح متفرقة على جسدها و تتألم دون فواصل، هل يكون آحدًا قد اذاها؟
يقول محمود:
-لننتظر عوده أبى للمنزل و نرى إن كان الجميع سينفي ما يحدث أم ماذا!
تخرج منيره من الغرفة و تذهب لتكملة طهو الطعام، وتظل تنظر في كل أرجاء المنزل لترى روح، لكن روح تكون لا تقدر على الحراك أبدا وملقاه على التخت، فتحاول النظر عليها من خلف باب الغرفة، وعندما ترى حالتها يهتز كيانها، وتختنق من ما فعلته مره آخري، و بعد لحظات تدخل إليها رهف محاولة تشتيت تفكيرها عن روح، وكأن الشيطان يسكُنها، تحاول التحرك حولها، وكأنها الابنة البارة التي تساعدها و تحمل هم أمرها، وبعد أن تتأكد من أنها تشتت تذهب للغرفة، وتطلب من محمود و أحمد الخروج من الغرفة لتغير ملابسها، يستمعون إلى طلبها لإنها الأخت الأكبر لهم، حيث أنها تكبر روح بسبع سنوات، و محمود سنتان، وأحمد عشر سنوات.
وتقترب من روح عند خروجهم من الغرفة، وتجلس بجانبها، وتقول لها:
-هل تظنين نفسك أنك ستكونين الابنة المميزة لهم! لا تأملي في ذلك، كوني مطيعة لي وأنا سوف أرحمك، وتبتسم ابتسامة صفراء، وعندما تقف لتذهب تشعر بيد روح تمسك بها، فتلتف لتنظر فتجد أن عينا روح مغلقة و هي نائمة، ولكن جسدها يتحرك، ويصدر منها صوتٍ أجش "كصوت رجلًا"كبيرًا،
ويقول لها ومن اليوم لا تحلُمين أنت بالعيش هنيئًا.
ويتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي