الفصل التاسع عشر

رمقته أيسل بعيناها بحب وفخر، لأنه يفهمها ويحتويها عكس ماكانت تفعل معها عفاف تماما، رغم انه من المفروض ان يكون العكس، فهي تفكر بأمر فتحي هذا وهل عجلته في اعطائها الرقم والإعجاب من اول نظره هل هذا طبيعي ويريد حقا الارتباط بها ام انه يستلي بها مثل باقي الفتيان؛ وزفرت بألم قائلة
-والله يابابا مانا عارفه هو جدي معايا ولا لأ، وعشان ده اول شاب انا انجذبت له فمش عارفه ازاي اتصرف، بس مبسوطه بالاحساس الجديد ال دخل قلبي، يارب تكون النهايه جميله وخير للكل.

انفرجت شفتا براء عن ثناياهم ضاخكاً لان ابنته اباحت عما بداخلها له دون حرج او خجل، وهذا لأنها قد كبرت في العمر فتعامل معها كصديقته وليست كإبنته كي يرشدها على فعل الصواب ولانه يريد لها الزواج مثل أي والد يريد أن يسعد بابنته، لأن الفتاه في هذا العمر يطلق عليها بمصر العاني الذي فاتها قطر الزواج، وهذا ما جعل براء متشبث بهذا الشاب وكأنه يلقى بإبنته اليه كي بتزوجها قبل أن تصعد لعمر الثلاثين، فربت بحنو على كفها وقال
-يلا ياقلب بابا هسيبك تنامي وترتاحي شويه واقوم انا كمان اخد دش وانام شويه عشان بكرا الصبح لازم انزل الشركه اعرفهم ان انا وصلت واشوف هرجع الشغل أمته.


اتسعت عينا أيسل وسألته بقلق
-هو انت ممكن تشوف فتحي يابابا في الشركه؟


هدأها بقوله
-أكيد طبعا لانه موظف معانا في قسم الاستعلامات،

وقفت ونظراتها مليئة بالأضطراب وقالت
-طيب يابابا وحياتي لو اتكلم معاك في حاجه تخصني ماتقولش اني عندي اثنين وعشرين سنه، لايقول اني كبيره في العمر ولا حاجه.

كاد براء ان يخرج من الغرفه فالتفت إليها وحدثها من فوق كتفه متنهدا
-سبيها على الله يا أيسل وبعدين لازم تتعودي في حياتك على الصدق، ال عايزك وشاريكِ مش هيبص المسائل التافهه دي، ارمي حمولك على الله.


استيقظت أيسل بعد مرور بعض الوقت، وغادرت غرفتها، احتضنتها عفاف بقوة بين ذراعيها، وبدت أيسل أمامها كالتائهة التي فقدت شيئاً غاليًا عليها، قادتها والدتها لمكان والدها، وقالت
-هناكل سوا وبعد كدا نروح السوبر ماركت عشان نشتري شوية حاجات، ألا البيت فاضي والثلاجه عايزه تعمر.

هزت رأسها ببهجه، وربت براء على يدها وقال
-يارب تكوني نمتي كويس وشبعتي نوم، تعرفي ان انا متفائل جداً وحاسس ان كل حاجة هتعدي وهتبقى كويسة، ويبقى أحسن من الأول.


كادت ان تخرج من المنزل فسمعت دقات هاتفها، مدت يدها لتلتقطه من حقيبتها فرأت فتحي يتصل بها مكالمه صوتيه، تسمرت مكانها وغلفها الصمت، تريد أن تستقبل المكالمه ولكن تلعثمت فيما ستقوله له، هي تخشى أن تكون جافه في المعامله فتفقده، لكن والدها انتبه لتلبكها فاغمض جفنيه وفتحهما له مبتسما وكأنه يشير لها بعيناه ان تستقبل المكالمه وتتحدث بتلقائيه دون أن تخشى شيئا، عادت ادارجها الي غرفتها واوصدت الباب من الداخل ثم جلست على مقعد مقابل لمكتبها، ثم وضعت الهاتف على أذنها دون أن تتحدث فسمعته يقول
-هلا، كيفك، إنتي معي، سامعتيني ولا مو سامعتيني؟

اعجبتها لهجته السعودي كثيرا، إحتقن وجهها إحمرارا ثم اجابته بصوت متحشرج بنفس لهجته
-إيه.. إيه أنا سامعتك منيح، انا زينه وانت كيف حالك الحين؟


اطلق فتحي ضحكته ثم رد عليها رادفا
-انتي بتحكي سعودي زين والله، بس انا بدي تحاكيني بالمصري، لاني حب كل شي بمصر وخصوصا حكيهم، صوتك مزيان كتير ياأيسيل

إبتسمت أيسل وقامت تسير في غرفتها بين الأسرَّه وهي تقرض في أظافرها ثم اجابته
-أنا اسمي أيسل مش أيسيل، وبعدين انا رديت عليك بنفس لهجتك لاني عيشت هنيه وايت، لكن برذه مانسيت لهجتي الأصليه، انا َكويسه الحمد لله بخير، هستأذنك مضطره انهي المكالمه لان ماما بتنادي عليا عشان نازلين نشتري شوية حاجات من باندا، مع السلامه

هرول فتحي واخذ مفتاح سيارته واستقلها مسرعا ليذهب الي باندا، وكأنها أشارت له بأن يتقابل معها هناك، أثناء سيره بالطريق ابتسامته لم تفارق شفتاه، وتسارعت دقات قلبه وكأنه هو الآخر أحبها من أول نظره؛

التقوا ببعضهم على الباب الخارجي للمول، اختلسوا النظر الى بعضهما لكن حاولت أيسل الا تراها والدتها وتعصب عليها من جديد، نظراتها إليه تجعله لا يستطيع البقاء صامتًا، قرأت داخل عينيه بأنه يريد أن يفصح عما بداخله لها، هزت أيسل برأسها كي لا يقول شيء ووقفت أثناء ماكانت والدتها منهمكه بالشراء قائلة

-إنت اكيد مش جاي صدفه، صح؟ بس انا مبسوطه كتير على اني شوفتك.

ابتسم فتحي بحرج وعقب
-هو الأكيد انها مش صدفه، انا كنت هتجنن وأشوفك، ومبسوط اكتر منك اني لقيتك بتبادليني نفس الشعور، على فكره انا بحاول احكي مصري مثلك عشان تفهمي عليا.

إزدردت أيسل لعابها بخوف من والدتها
-عموماً انا لازم امشي عشان ماما ماتنتبهش عليا، لما ارجع البيت هبعتلك على الواتساب.


تحدث إليها فتحي بصوت مذبذب
-ضروري تطمنيني لما ترجعي بيتك، إحنا لازم نتكلم سوا يا أيسل، مش هينفع إن نلف وندور حوالين بعض كتير.

عادت إلى والدتها وكأنها باتت قصطة فوق صفيح ساخن، ظهرت أيسل وقد دعمت جسدها إلى ساعد والدتها، حين بدأت تساعدها في شراء الأغراض فسألتها بصوت خافض
-كنت عمَّاله ادور عليكي، سيبتيني وروحتي فين؟

طمأنتها أيسل بإنها لم تبتعد كثيرا وأنها كانت واقف بالجوار، وإختفي فتحي كي لا يسبب لها الإهانه والإساءه.


تسللت بمساعدة والدتها وهي شارده تماما في ملامح فتحي التي أعجبتها كثيرا، كان يخفق قلبها بشده، وكانت سعيده بهذا الإحساس وشعرت وكأنها تحلق في السماء، ثم عادوا الي منزلهم وولجت إلى داخل غرفتها بعدما رتبت مع والدتها الأغراض كافةً، كي لاتنادي عليها وتعكر صفوها، ثم ألقت بنفسها فوق الفراش وفتحت هاتفها وبدأت تراسله بإرسال إيموشنات وقلوب فقط فأسل إليها ريكورد صوتي ضاحك
-انتي بتعملي ايه ياطفله انتي، بصي يا أيسل انا راجل عارف زين انا شو بدي، ومالي في اللف والدوران واحب وايت اكون صريح وواضح، انا عمري إثنان وثلاثون، وبشتغل موظف في شركة مع والدك ومن فتره طويله بدور على بنت الحلال ال تكون زوجتي وتكمل معي باقي حياتي، من وقت ما شوفتك وانا مابفكر غير فيكي، وبصراحة أكتر بدي أتى انا ووالدي عندكم واتقدم لخطبتك، بدي تصيري زوجتي على سنة الله ورسوله، قولتي إيش؟

قفزت أيسل فوق الفراش وصارت تقفز وتقفز وتصيح بفرحه وسعاده
-أعاااا... هيييي.... مامااااا

ترقرقت عينيها بالدموع وهي تقفز أكثر، أما فتحي فعلم منذ الوهلة الأولى أنها هي من ولجت إلى قلبه ولم يرى غيرها زوجته، ولجت اليها عفاف وهي تلهث أنفاسها جاحظة عيناها وزفرت إليها
- ايه يابت ال حصل؟ خضتيني وايه ال موقَّفِك فوق السرير بالشكل ده؟ انتي صغيره على الحركات دي!

هبطت أيسل من فوق السرير ممسكة بساعديها وصارت تدور بها في المكان وترقص وتتمايل، ثم إرتمت في حضنها وصارت تقبلها من جبينها ووجنتيها ثم اردفت إليها بصوت مبتهج بعدما التقطت انفاسها
-أنا بحبك اوي ياماما، بحبك اوي وبحب بابا وبحب الدنيا كلها، انا فرحانه....فرحااااانه.

اندهشت عفاف من تصرف ابنتها الطفولي المفاجئ واجابتها ضاحكه
-أنا شوفت المشهد ده في فيلم قبل كده، بس كانت البنت واقعه في الحب وحبيبها طلبها للجوااا... إيه ده! اوعي تكوني انتي كمان ك...

اوقفتها أيسل وهي تهز رأسها للأسفل بخجل
-آه ياماما انا اتقدملي عريس وانا حاسه ان هو ده الإنسان ال هيسعدني، على فكره انتي شوفتيه وتعرفيه كويس، فتحي إل قابلناه في المطار من يومين ابن كفيل بابا، وعلى فكره بابا عنده فكره عن الموضوع.

أطلقت عفاف أنينًا وهي تتحرك لأنها أحسَّت بعدم الراحه، سارعت أيسل لتعدل الوسادة أسفلها، حينها سنحت الفرصة أمام عفاف ما أن مالت بجانبها بأن تآسرها بين ذراعيها، شهقت بخوف، حررت ساعدها ومسحت دموعها وهي تطمئنها بنظراتها، لتأتيها أعتذراها الباكي وهي تحاول الابتعاد، فهمست أيسل قرب أذنها
-إيه ياماما انتي مش فرحانه ليا ولا ايه، ده انا كنت فاكراك هتزغرطي من الفرحه

لم تحسن أختيار كلماتها فازداد بكاءها، خفضت أيسل صوتها أكثر وأضافت
-ممكن تهدي ياماما وتفهميني بس انتي بتعيطي ليه الوقتي،

هزت رأسها بالنفي وقالت
-أنا بعيط من فرحتي بيكي ياهبله، بس ماتوقعتش ان نصيبك يكون مع سعودي وتعيشي طول عمرك بعيده عن مصر، لأن زي ما انتي عارفه كلها سنتين ثلاثه وباباكي يصفي شغله هنا ونرجع مصر نهائي، مش متخيله اني هنزل من غيرك ياضنايا و..

توترت ملامح أيسل لأنها لم تفكر من هذا المنظور فأغمضت عينيها وقالت
-هو برده بينزل مصر كتير لان عنده أصحاب هناك، والتأكيد لو حصل نصيب وتجوزنا هننزل مصر علطول، ادعيلي بس ياماما ربنا يكملها على خير ويكون من نصيبي.

رفعت عفاف عينيها وحدقت بوجهها فظنتها تتألم، تحركت لتبتعد ولكنها شددر من تكبيلها لتبقى ملتصقه بها وقالت
-رايحه فين ياماما وسيباني، قوليلي ارد على فتحي اقوله يجي يقابل بابا وكده، ولا اعمل ايه لانه منتظر مني رد.


خفق قلب عفاف بقوة وهي تستمع لها، وازداد توترها وسألتها
-مش لما باباكي يرجع من الشغل الأول وتحكيله وتشوفيه هيقولك ايه؟ وبعد كده هتعرف اذا كنتي هتبعتيله الرد ولا ابوكي ال هيكلمه.


همست بها عفاف ببطء وراقبت تلون وجهها، وسارعت أيسل بالابتعاد وهي تتوارى بوجهها عنها، ولزمت الصمت، زفرت عفاف بسخط وأضافت
-على فكرة انا كنت قايلالك امسحى رقمه، عايزه افهم ازاي رجع يتواصل معاكي، معنى كده انك اخدتيني على قد عقلي وما مسحتيش رقمه من عندك من يومها.

تلعثمت وهي تجيبها
-أنــ ـــا مــ مأخدتكيش على قد عقلك ولا حاجه، وفعلا مسحت رقمه بس انا كنت قبلها عطياه رقمي، فهو ال تواصل معايا وظهر رقمه عندي، المهم انه طلع حد محترم ومش بيتسلي بيا زي ما حضرتك كنت معتقده.


رفعت عفاف حاجبها تعجباً وقالت
-اه صحيح عندك حق، العبره بالنهايه، عموما ربنا يقدم لك ال فيه الخير ويحسن نصيبك.

بعد مرور بضع ساعات عاد براء من الشغل متعبا، ولج الي المرحاض ليغتسل، بينما كانت عفاف تعد له الطعام، ولجت أيسل الي غرفة والدها ترتقبه لحين يولج ليكمل ملابسه، عندما رآها جالسه على الفراش مضطربه حانيه رأسها للأسفل بخجل، أيقن انه يوجد بها شيئا جفف شعره بالمنشفه ووضعها فوق كتفه، جلس بجانبها ووضع يده على كتفها وتحدث إليها بحنو
-الجميل ماله فيه إيه، شكلك كده في حاجه مهمه عايزه تقوليها، كلي آذان صاغيه


استدارت أيسل اليه بابتسامه هادئه حين بات صوته واضح وغير مرهق وتفحصته بارتباك وقالت

-والله يابابا.. هو... فتحي بعتلي رساله بيقول فيها انه عايز يجي يتقدم لحضرتك ويطلب ايدي منك عشان يتجوزني، وانا.. انا والله مارديت عليه باي كلمه، انا حكيت لماما ال حصل وقالت لي استنى اشوف رأيك ايه.

إنشرح صدره وأجابها بلهجة مفرحه قائلاً
-مش قولتلك انا متفائل وان الجاي احلى، الف مبروك يابنتي، ردي عليه وقوليله اننا في انتظاره، مش هلاقي احسن منه يكون سند ليكي، عاشرته سنين وعارف قد ايه هو إنسان محترم وعارف ربنا ومتأكد انه هيشيلك في عنيه.

تنهدت أيسل والتقطت أنفاسها لأنه أراح قلبها بحديثه وأجابته
-ربنا يخليك ليا يابابا وماتحرم منك أبدا، حاضر هبلغه بال حضرتك قولته.

ثم قامت من جانبه لتهم بالمغادره بعدما احتضنته وقبلته من وجنتيه، ثم ولجت الي والدتها بالمطبخ وأبلغت والدتها بما قاله والدها، التفتت لها عفاف و أجابتها بابتسامه باكيه وهدوء بعدما إشتد انفعالها
-خلاص ياحبيبتي طالمه ده رأي باباكي، يبقى اكيد شايف حاجات انا مش قادره أشوفها، ربنا يتم عليكي بخير، مبروك يابنت قلبي.

تطلعت إليها لتهدأ ملامحها ووقفت بجوارها وقالت
-ياحبيبتي والله ما هبعد عنك وبعدين انتي قولتي ان بابا بعد ثلاث سنين احتمال يصفي، ياهنا من يعيش لبعد الثلاث سنين، يمكن فتحي ينقل شغله في مصر ونعيش كلنا سوي، ماتقاطعيش بالله عليكي ياماما، سبيها تمشي كده بظروفها.


ثم فتحت هاتفها وأرسلت الي فتحي رساله كتابيه تبلغه بإنها موافقه على الارتباط وان عائلتها في إرتقاب زيارته مع والده لهم؛ ارسل لها الرد مسرعاً، كانت اسرع زيجة بالوجود، عندما أخبرها بأنه سيكون في منزلهم الليله هو وأسرته، اتبع المقوله التي قالت خير البر عاجله.

جاءت أخر كلماته على قلبها اربكها فنظرت إلى والدتها لتتوه داخل عينيها وأومأت لتتسع ابتسامة وبثوان باتت أيسل محجوزة أسفل كلماته التي كادت ان توقف قلبها، لا تعلم كيف فعلها، مالت بوجهها ولفحتها أنفاسها وهمست
-ده بيقول هيجيب اهله وجاي الليله ياماما، الحقيني، دا انا مش عارفه لسه هالبس إيه ولا هنجهز ايه لاستقبالهم، هنعمل ايه الوقتي، وقتنا ديق جدا.

أحمر وجه عفاف وأغمضت عينيها بعدما عجزت عن النظر إليها لتختم أيسل قولها بتقبيلها لها، فلفت بتلقائية ذراعيها خلف رأسها
-ماتشغليش هم حاجه ياضنايا، انا هرتب كل حاجه، يلا بينا نحط الاكل على السفره ونقول لباباكي واحنا بناكل يلا عشان مانضيعش وقت، وهدخل معاكي اوضتك أنقى ليكي دريس حلو، على فكره انتي لبس كتير حلو ومالبستيش منه حاجه، ماتقلقيش كله هيبقى تمام.

أخفت أيسل وجهها بصدر والدتها لتستمد منها الطاقه والحنان والقوه، ثم حملت معها الأطباق وخرجوا ليلتفوا حول المائده، تفاجأوا جميعا بمكالمه فيديو كول على ماسينجر من بيسان، رمقوا بعضهم بابتسامه ساحره ثم بادرت أيسل بالحديث
-بنت خالي دي بتشم على ظهر ايدها ولا ايه، وش السعد البت دي.

ثم استقبلوا المكالمه فرأوا الأسره بأكملها موجودون، أطلقوا ضحكاتهم ثم رحبوا ببعضهم بحفاره، ثم أبلغهم براء بالخبر السعيد وهو منشرح الصدر
-بنت اختك جالها عريس ياريس واحتمال تتجوز علطول، لأن العريس باينه كده مستعجل، وقبل ماتسأل جنسيته ايه، هو سعودي لكن طباعه مصريه وانا عارفه كويس جدا، يعني ماتقلقش كله تحت السيطره...

شهق ايمن وأسرته من سماع المفاجأه السعيده، فرحوا لها كثيرا وقاموا بالمباركة لها من قلبهم، متأملين ان تحظى بالسعاده والفرح في حياتها المقبله وان يبعد عنها أي مكروه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي