الحلقة التاسعة
الحلقه التاسعه
(المطرودة من الجنة)
بقلم. نورا محمد علي
أن كان ليس من العادة أن تستمع الي اهانتك و التجريح فيك من أحد بأذنك و تصمت و تسكت تأكلها الاهانة و تشرب خلفها جردل من الماء و كانك تتقبلها فانك بالتأكيد تعرف انك مخطئ أو بمعني اصح تعرف أن الموجة عالية و ان الريح عاتية و أن أي كلمة تقولها الآن سوف ترد عليك إضعاف و لكنها لن تسكت كثير كانت لا زالت جالسة مكانها و هي تستمع إلي كلام جيرانها ثم
رددت ماري كلام أحدى الجارات باستهزاء و هي تقول
ماري : ماشي يا ام بيشوى قال دستة شمع يا عذراء قال دا انتي جعانة انت اللي هيهون عليكي تطلعي ربع جنيه مش دستة شمع و لكنها اكتفت من سماع كلامهم
ثم قررت أن تسكتهم بطريقتها ف اغلقت الشباك بصوت مرتفع حتي تلفت نظرهم انها إستمعت لهم و لن يمضي الكثير حتي ترد عليهم
مر اليوم بالطول و العرض و لم يرجع سامي إلي بيت والديه حتي أن انه كانت تنظر من الشباك و كلما سمعت حركه خارج الباب تقارب لتفتحه و لكنها كانت لا تجد أحد أو تجد قطه تعبث في جردل النفايات كانت ترجع مكانها و هي تتسأل لما لم يرجع إلي الآن
اما هو كان يجلس بجوار زوجته و هو يحاول أن يدعمها و لكن دعمه متاخر كالعادة هو دائما متأخر
لم يمر وقت الا و كانت كاترين تدخل لها الطعام إلي الغرفة تضع أمام إيريني و هي تقول
كاثرين : ياله أيريني شوية الشوربة دول هيرمو عضمك ولازم تأكلي الفرخة دي كلها و تشربي الشوربة حتي لو مش هتاكلي رز خالص
إيريني: ازاي يعني أكل كل ده هي معلقة شوربة كفاية مليش نفس من اصله
كاثرين : علي أساس انك والده و غير كده النزيف لازم تعوضيه بالأكل يا سامي مش هوصيك
سامي: ما تقلقيش هتاكل ياله يا رورو و اخذ الملعقة ليطعمها بيده و رغم انها لا تريد الا انها اكلت لانه اخذ يلح عليها أكثر من مرة
مر اليوم الأول بسلام علي أيريني و ماريا و كانت ميرنا تنام بجانب امها من جهه و الطفلة من الجهه الأخري بينما سامي ينام علي الكنبة المقابلة للفراش
في اليوم التالي كان سمير يدخل إلي بيت اخوه و رغم كل ما فعله في ماري الا انه لا زال يشعر بالخزي و الخجل من مواجهت اخوه الكبير
نظر له جمال بشفقة مما رأي اضطر ان يرحب بسمير فهو يعرف أن اخوه طيب إلي حد كبير و مسالم و متغاضي و يمرر الكثير حتي تمر الحياة نفسها فماذا يفعل هي زوجته و كما يقول الكتاب المقدس
( ما جمعه الرب لا يفرقه انسان )
عليه أن يحتمل قسوتها و حددتها اذا لزم الأمر هو من تهاون من البداية فكانت هذه هي النهاية و هو نفسه يعرف ذلك هو من تعامل باللين و الطيبة معها و كنا يقولون
انك أن اكرمت الكريم ملكته و أن اكرمت اللئيم تمرد
و لكنها لم تكن كريمة النفس و لم تقابل المحبة و الرحمة بالمحبة بل بالسيطرة و القسوة
جمال: تعالي يا سمير واقف علي الباب ليه هو انت غريب
سمير : لا.... بس يعني انت عارف اللي حصل امبارح
جمال : اوعي تكون زعلان مني انا ما كنتش شايف قدامي
سمير : عازرك يا جمال
جمال : عزر ايه هو انا كنت متعصب من فراغ بنتي كانت هتموت و كانت ليه دا انا روحت فعلا لقتها زي ما تكون ميته كانت متلجه و دمها متصفي انا كل ما أفتكر شكلها قلبي يرجف
سمير : نشكر الرب انك روحت في الوقت المناسب
جمال : هو انا كنت اعرف انها ولدت ولا بتولد حتي دا لولا الجار اللي الرب يبارك فيه كلمني كنت رحت أخدتها جثه
اقترب سمير من جمال يقبل جبينه و هو يقول
سمير : حقك عليا انت الكبير و انا عارف اني اتساهلت معاها من الأول بس امبارح ما بقتش قادر اسكت خلاص الكيل طفح
نظر له جمال و كأنه لا يصدق ما يقوله فهو طول حياته خانع ساكت متهاون
سمير : ما حاستش بنفسي الا وانا بضربها بالقلم و عمال اقول ليها كلام زي السم كان اللي حصل امبارح جاب اخري
نظرات الدهشة علي وجه جمال كانت رد كافي فهو يكاد لا يصدق اخاه رغم انه صادق فيما يقول
سمير : مش مصدقني صح
جمال : لا الموضوع مش كده و انت هتكذب ليه بس المفروض كان من الأول كنت شديت عليها مع اول غلطة كانت اتعدلت القلم بتاعك متاخر اوي دا انت استحملت كتير اوي يا اخي
سمير : انت فاكر انه كان سهل عليا انا اول مرة اهنها أو امد ايدي عليها
ربت جمال علي قدمه و قال
جمال : معلش يمكن تفوق و علي رأي المثل لما تيجي متاخرة احسن من ما تجيش خالص و ياريت تخليك شادد عليها شوية يمكن تفوق و تعرف غلطها
هز سمير راسه دون رد
و بعد وقت كان يدخل إلي إيريني
كان يوم عادي ابتسمت إيريني لعمها فهي تعرف انه مسالم و طيبته تغلب عليه
اقترب من الفراش ليقبل الطفلة و رأس إيريني و هو يقول
سمير : الرب يتم نعمته عليكي و يتم شفاك يا ايريني
إيريني: شكرا يا عمي تحب تشيل ماريا
سمير : يا عذرة يا ام النور حلو الاسم من أسماء العذراء
ايريني: أيوة يا عمي حلوة بجد
سمير : أيوة طبعا ربنا يبارك فيها
بعد وقت كان يذهب و ايضا استمع إلي نصيحة اخوه و اعرض عن ماري و لم يتكلم معها حتي انه رفض أن يأكل في البيت او يرد علي كلامها مما اشعرها بالصدمة فهي ظنت أن الموضوع انتهي و لكن يبدو أن الحكاية بقية
مر اليوم التالي و كانت إيريني تتحسن كل يوم عن ما سبقه و لكنها فاجأها صوت خالتها التي اتت لتراها و تري الطفلة كنا تقول بالخارج
و لكن نظرة عين جمال كانت تهديد كافي لها حتي انها شعرت بالخوف و تراجعت خطوة و هي تنظر إليه بخوف و تقول
ماري : انا جاية اشوف إيريني و اطمن عليها
جمال : ليه عاوزة ايه منها مش كفاية اللي عملتيه
ما ان سمع سامي صوت امه حتي خرج و هو ينظر لها باستفسار
ماري بعد أن استجمعت نفسها و استمدت القوة من وجود ابنها قالت
ماري : هو ايه اللي عاوزة منها ايه دي مرات ابني و ام ولاده
جمال : قصدك بناته اللي عشان جابت بنت سيبتيها يتصفى دمها باي عين جاية لهنا و قال ايه عاوز اطمن عليها لا اطمني
ماري : و المسيح الحي و العذراء ام النور انا ما عارفة انا نزلت ازاي و لا ايه اللي حصل انا زي ما يكون جات لي صدمة انتو عارفين اني بحلم بالولد اللي يشيل اسمه
نظر لها جمال بغضب
ماري : انت مش فاهم يا ابو يوسف انا مش قصدي كده بس انا بقي ليا شهور مستنية
جمال : ليه كنتي دخلتي في علم الرب و بعدين دي عطيه و كل عطية الرب نعمة
اذدرت لعابها و هي تنظر له و تقول
ماري : طبعا و نظرت له بأستكانه وهي تقول ينفع اشوفها ولا امشي
و رغم غضب الذي يسكن قلب جمال الذي لم بغادر الببت ننذ ان اتي بها فهة لا يترك ابنته منذ أن اتي بها إلي هنا لا يذهب إلي وكالته و يترك يوسف يدير الأمر و لكن نقل نظره إلي سامي الذي ينتظر رد عمه
فهز راسه و تركها تدخل إلي حيث إيريني
نظرت لها و أظهرت المحبة التي لا تشعر بها
و هي تقول برياء و نفاق
ماري : سلامتك يا إيريني الرب يتم نعمته عليك و تقومي بالسلامه
هزت ايريني رأسها و رغم انها تحمل في قلبها المحبة لم تغفر لها قسوتها معها
اقتربت ماري من الطفلة في الوقت الذي كانت رومي تحضر الطعام إلي إيريني التي هزت لامها رأسها بالنفي و هي تقول
إيريني : لا يا ماما مش قادرة اكل انا كلت من ساعتين
رومي : لازم تعوضي الدم اللي فقدتيه
ماري : اسمعي كلام امك يا إيريني و اقتربت من الطفلة ترفعها بين ذراعيها و تنظر لها بابتسامة مصطنعة
وقف سامي بجوار امه يبتسم
ماري : سميتها ايه
سامي : ماريا
نظرت له بابتسامه.. و لم ترد
و لكنها كانت تشعر بالفرح من داخلها ظننا منها أن سامي هو من سمي البنت علي اسمها اخذت تلاعب ماريا
في الوقت الذي كانت رومي تنظر بلوم و عتاب إلي اختها و لكن ماري ادعت انها لم تلاحظ
ما ان تطرق الموضوع إلي السبوع
حتي قالت ماري : سبوع ايه
نظر لها سامي بستفسار
ماري : دي مصاريف علي الفاضي انتو اولي بيها و اخذت تتكلم عن أن ابنها يجب أن يدخر المال فجواز البنات مكلف
و رغم انها تدس السم في العسل كعادتها و هي تردد أن جواز البنات مكلف الا أن
جمال نظر إلي ابنته التي تغير وجهها و هي تستمع إلي كلام حماتها و هي لا تفكر الا في المال
حتي انها لا تريد ل إيريني أن تفرح بالسبوع و كأن التاريخ يعيد نفسه نفس ما حدث في ميرنا
و لكن جمال كان حاسم و قال
جمال : يعني انتي مش عاوزة تعملي سبوع زي المرة اللي فاتت
ماري : اه سبوع ليه تكلفة و فلوس هتتصرف علي الفاضي و
جمال : و ايه دي عادة و اللي يسري علي الناس يسري علينا ولا ايه
نظرت إلي سامي و الذي بدي متردد فهو لا يريد أن يزيد الطين بلل و لكن ماذا عليه ان يفعل
شعر به جمال و رغم انه يعلم ان سامي رافض لكلام امه و لكن وجع ابنته جعله يقول بحدة و جديه و شده و كرم
جمال : خلي عنك انتي خالص انا هعمل لبنت بنتي سبوع تتحاكي بيه شبرا كلها
نظرت له و هي تعلم انه يقدر علي ما يقوله و لكنها قالت
ماري : انا عاوزة الصالح مش أكثر و كمان بلاش تصرف فلوسك
جمال : فلوسي إديكي قولتيها بنفسك و انا عاوز افرح بنتي ... و بعدين تعالي هنا قولي ليا هو انتى كنتي كلفتى نفسك فى سبوع ميرنا لما اخليكى تتكلفي دلوقتى
و نادى علي جرجس ابنه و هو يقول
جمال : يا جرجس تعالي يا استاذ
اقترب من الغرفة و دخل بعد. أن طرق الباب و هو يقول
جرجس : أ أمر يا مقدس
جمال و هو ينظر إلي ماري قال
جمال : روح لوكالة عمك عبد الله فخري و قوله المقدس جمال بيقولك عاوز احلي سبوع لحيفدته و مش هيوصيك يا حاج عبدالله دا سبوع بنت الغاليه إيريني قلب ابوها
اذدرت ماري لعابها اما إيريني كانت تشعر بمزيج من الأفكار و المشاعر و كانت متضاربة ما بين الحزن و الفرح و هي تشعر أن والدها هو السند لها و ظهرها الذى من غيره ستنحنى..
على الرغم انها متزوجه من رجل.. و لكن والدها هو من يتكفل بكل ما يسعدها و يجعلها تعيش فى رفاهيه لا يملكها زوجها و أن ملكها فهو يبخل بها ..عليها
و رغم أن ماري شعرت بالاحراج من نظرات جمال و كلامه الا انه جلست لبعض الوقت
و لم تذهب حتي رأت جرجس يرجع محمل هو و معه اثنين من العمال بالطلبات
نظرت له بصدمة و هي تسأل هل جمال غبي الى هذا الحد ام هو يعاندها فقط
نظر لها جمال بتحدي و هو يقول
جمال : السبوع كمان اربع ايام زي العادة ما تنسيش تيجي. و تجيبي حبايبك معاكي.. الخير كتير زى ما انتي شايفه يكفى شبرا بحالها و يفيض... اه و نسيت اقولك.. دا هيبقى ليله و مسرح و هعزم فيها كبرات شبرا...
ماري : اه و ماله.. و تعيش و تعمل... يالا بقى امشي انا.
اما يقول لها احد أن تبقي و كأنهم ينتظرون ذهابها و لكنها نظرت إلي ابنها و هي تقول
ماري : مش هتروح يا سامى...
سامي ينظر لها و يقول
سامي : انا قاعد مع مراتي و بناتي.
و سكت برهه و هو ينظر إلي عمه بستفسار و يقول
سامي : ولا ايه ياعمى...
جمال : بيتك يا حبيبي.. ان ماشليتكش الارض اشيلك على راسي يا جوز الغاليه.. و بعدين دا انت ابن اخويا قبل ما تكون جوز بنتى... و تقعد برحتك
و يشير إلي عينه و هو يقول
جمال من العين دى مايه و من العين دى زاد... ولا ايه يا رومي.
في حين كانت ماري تنظر لهم بغضب و لكن لا تقدر ان تقول شئ لابنها امامهم.
حملت حقيبتها و خرجت من البيت. و هى تشعر بانها غير مرغوب فى وجودها...
و لكن ليس لها مفر من ذلك.. فهم لا يهموها فى شيئ و لكن اتت حتى يرضى عنها سمير الذى لا يزال الى الان ناقم عليها.. حتى انه لا يتكلم معها و كأنها غير موجوده معه فى نفس البيت.
كادت تصل الى الشارع عندما قابلتها ام بيشوى.. فنظرت لها ماري بمكر مستتر و غضب ظاهر و كأنها ما صدقت أن رأتها حتي تفرغ فيها شحنة الغضب
ماري : تعالي هنا يا ام بيشوي
ام بيشوي : ازيك يا ماري
ماري : بقي بتقولي ليا الوقتي ازيك طيب كنت اسألي بقى شارع طويل عريض و اغلبنا اولاد طائفه واحده و معموديه واحده و لما اقع من طولي ماحدش يسال حصل ايه ولا سامعين صوت بنت ابنى و هي بتعيط.. بدل ما تهمو و تيجوا تشوفوا حصلنا ايه. عمالين تكدبوا و تصدقوا اللى بتقولوه.. كنتوا جيتو تلحقوني انا و البت اللى كانت هتضيع مننا... دنا نزلت اجيب ليها اكل و شرب... لقيت نفسي مرميه على الارض....
ام بيشوي : نظرت لها ام بيشوي بعدم تصديق و لكنها قالت
ام بيشوي : انا.. هو انا قلت حاجه يا اختي
ماري : اختك مم يمكن دنا كنت سامعاكم بودنى.. بس من كتر التعب و الدوخه ما قدرتش اطلع ليكم و انتم بتقطعوا فى فروتي..
ام بيشوي : هو انا كنت بقول من دماغي... ما المقدس جمال كان بيزعق و الشارع كله سمع ولا ايه يا ام سامي
ماري بغضب : لا يا اختى هو ما كنش شايف انى مرميه فى الشقه هو طلع علي طول لشقه بنته و لقاها تعبانه فنزل بيها من غير مايعرف ايه اللى حصل. بس اقول ايه عاوزين جنازة و العوا فيها لطم
ام بيشوي : خلاص بقى يا ام سامي. قلبك ابيض. و احنا مش قصدنا حاجه.. دا احنا اهل و اخوات
نظرت لها شذرا.. و قالت لها
ماري : ماهو باين اننا اهل و اخوات امال خليتوا ايه للغرب
و تركتها بدون اهتمام و دخلت الى منزلها.
و جلست على اقرب مقعد لها.. و هى تبتسم فى خبث.. و هى تقول فى نفسها .
و الله لاوريكم يا شارع مع * فن. مش انا اللى يتعمل عليا قاعدة و تجيبوا سيرتي..
ثم نظرت الى الشباك و خرجت منه و أظهرت لهم نفسها و هي تنادى.. يا ام بيشوي.. يا ام مينا... يا ام جريس... فانتفضوا عل صوتها جيرانها.. و قالوا.
ام مينا : مالك يا ام سامي حصل ايه تاتي
ماري : هو كان حصل ايه. اولاني عشان تقولي كظه ياةام مينا
ام مينا : برتباك لا انا ما قصدش بس خير
ماري : خير طبعا دنا عازماكم على سبوع بنت ابنى ماريا..
ام بيشوي : حلو ماريا
ماري : اه حلو من اسمي حبيب امه سماها على أسمي..
ام جرجس : و السبوع امتي يا ماري
ماري : بعد اربع ايام...
ام جرجس : مبرووك يا ماري...
اما بيشوي ببعض السخرية قالت
ام بيشوي : عقبال ما تجوزيها..
ام مينا : و السبوع فين ان شاء الله
ماري : سامي علشان ما يزعلش عمه قال بدل ايريني ولدت هنا تبقى اتسبع عند ابوها..
ام جرجس عند ابوها
ماري و في فيها ايه هنا و هناك واحد.. منتظراكم..
ام بيشوي هتيحي طبعا
نظرت له و دخلت من الشباك و هي تغلقه و تقول
ماري : معلش بعد اذنك أصل ليه تعبانة
ام مينا : بعدم تصديق قالت سلامتك
ماري : تسلمي و اغلقت الشباك و تقول ماشي يا نسوان عرة
(المطرودة من الجنة)
بقلم. نورا محمد علي
أن كان ليس من العادة أن تستمع الي اهانتك و التجريح فيك من أحد بأذنك و تصمت و تسكت تأكلها الاهانة و تشرب خلفها جردل من الماء و كانك تتقبلها فانك بالتأكيد تعرف انك مخطئ أو بمعني اصح تعرف أن الموجة عالية و ان الريح عاتية و أن أي كلمة تقولها الآن سوف ترد عليك إضعاف و لكنها لن تسكت كثير كانت لا زالت جالسة مكانها و هي تستمع إلي كلام جيرانها ثم
رددت ماري كلام أحدى الجارات باستهزاء و هي تقول
ماري : ماشي يا ام بيشوى قال دستة شمع يا عذراء قال دا انتي جعانة انت اللي هيهون عليكي تطلعي ربع جنيه مش دستة شمع و لكنها اكتفت من سماع كلامهم
ثم قررت أن تسكتهم بطريقتها ف اغلقت الشباك بصوت مرتفع حتي تلفت نظرهم انها إستمعت لهم و لن يمضي الكثير حتي ترد عليهم
مر اليوم بالطول و العرض و لم يرجع سامي إلي بيت والديه حتي أن انه كانت تنظر من الشباك و كلما سمعت حركه خارج الباب تقارب لتفتحه و لكنها كانت لا تجد أحد أو تجد قطه تعبث في جردل النفايات كانت ترجع مكانها و هي تتسأل لما لم يرجع إلي الآن
اما هو كان يجلس بجوار زوجته و هو يحاول أن يدعمها و لكن دعمه متاخر كالعادة هو دائما متأخر
لم يمر وقت الا و كانت كاترين تدخل لها الطعام إلي الغرفة تضع أمام إيريني و هي تقول
كاثرين : ياله أيريني شوية الشوربة دول هيرمو عضمك ولازم تأكلي الفرخة دي كلها و تشربي الشوربة حتي لو مش هتاكلي رز خالص
إيريني: ازاي يعني أكل كل ده هي معلقة شوربة كفاية مليش نفس من اصله
كاثرين : علي أساس انك والده و غير كده النزيف لازم تعوضيه بالأكل يا سامي مش هوصيك
سامي: ما تقلقيش هتاكل ياله يا رورو و اخذ الملعقة ليطعمها بيده و رغم انها لا تريد الا انها اكلت لانه اخذ يلح عليها أكثر من مرة
مر اليوم الأول بسلام علي أيريني و ماريا و كانت ميرنا تنام بجانب امها من جهه و الطفلة من الجهه الأخري بينما سامي ينام علي الكنبة المقابلة للفراش
في اليوم التالي كان سمير يدخل إلي بيت اخوه و رغم كل ما فعله في ماري الا انه لا زال يشعر بالخزي و الخجل من مواجهت اخوه الكبير
نظر له جمال بشفقة مما رأي اضطر ان يرحب بسمير فهو يعرف أن اخوه طيب إلي حد كبير و مسالم و متغاضي و يمرر الكثير حتي تمر الحياة نفسها فماذا يفعل هي زوجته و كما يقول الكتاب المقدس
( ما جمعه الرب لا يفرقه انسان )
عليه أن يحتمل قسوتها و حددتها اذا لزم الأمر هو من تهاون من البداية فكانت هذه هي النهاية و هو نفسه يعرف ذلك هو من تعامل باللين و الطيبة معها و كنا يقولون
انك أن اكرمت الكريم ملكته و أن اكرمت اللئيم تمرد
و لكنها لم تكن كريمة النفس و لم تقابل المحبة و الرحمة بالمحبة بل بالسيطرة و القسوة
جمال: تعالي يا سمير واقف علي الباب ليه هو انت غريب
سمير : لا.... بس يعني انت عارف اللي حصل امبارح
جمال : اوعي تكون زعلان مني انا ما كنتش شايف قدامي
سمير : عازرك يا جمال
جمال : عزر ايه هو انا كنت متعصب من فراغ بنتي كانت هتموت و كانت ليه دا انا روحت فعلا لقتها زي ما تكون ميته كانت متلجه و دمها متصفي انا كل ما أفتكر شكلها قلبي يرجف
سمير : نشكر الرب انك روحت في الوقت المناسب
جمال : هو انا كنت اعرف انها ولدت ولا بتولد حتي دا لولا الجار اللي الرب يبارك فيه كلمني كنت رحت أخدتها جثه
اقترب سمير من جمال يقبل جبينه و هو يقول
سمير : حقك عليا انت الكبير و انا عارف اني اتساهلت معاها من الأول بس امبارح ما بقتش قادر اسكت خلاص الكيل طفح
نظر له جمال و كأنه لا يصدق ما يقوله فهو طول حياته خانع ساكت متهاون
سمير : ما حاستش بنفسي الا وانا بضربها بالقلم و عمال اقول ليها كلام زي السم كان اللي حصل امبارح جاب اخري
نظرات الدهشة علي وجه جمال كانت رد كافي فهو يكاد لا يصدق اخاه رغم انه صادق فيما يقول
سمير : مش مصدقني صح
جمال : لا الموضوع مش كده و انت هتكذب ليه بس المفروض كان من الأول كنت شديت عليها مع اول غلطة كانت اتعدلت القلم بتاعك متاخر اوي دا انت استحملت كتير اوي يا اخي
سمير : انت فاكر انه كان سهل عليا انا اول مرة اهنها أو امد ايدي عليها
ربت جمال علي قدمه و قال
جمال : معلش يمكن تفوق و علي رأي المثل لما تيجي متاخرة احسن من ما تجيش خالص و ياريت تخليك شادد عليها شوية يمكن تفوق و تعرف غلطها
هز سمير راسه دون رد
و بعد وقت كان يدخل إلي إيريني
كان يوم عادي ابتسمت إيريني لعمها فهي تعرف انه مسالم و طيبته تغلب عليه
اقترب من الفراش ليقبل الطفلة و رأس إيريني و هو يقول
سمير : الرب يتم نعمته عليكي و يتم شفاك يا ايريني
إيريني: شكرا يا عمي تحب تشيل ماريا
سمير : يا عذرة يا ام النور حلو الاسم من أسماء العذراء
ايريني: أيوة يا عمي حلوة بجد
سمير : أيوة طبعا ربنا يبارك فيها
بعد وقت كان يذهب و ايضا استمع إلي نصيحة اخوه و اعرض عن ماري و لم يتكلم معها حتي انه رفض أن يأكل في البيت او يرد علي كلامها مما اشعرها بالصدمة فهي ظنت أن الموضوع انتهي و لكن يبدو أن الحكاية بقية
مر اليوم التالي و كانت إيريني تتحسن كل يوم عن ما سبقه و لكنها فاجأها صوت خالتها التي اتت لتراها و تري الطفلة كنا تقول بالخارج
و لكن نظرة عين جمال كانت تهديد كافي لها حتي انها شعرت بالخوف و تراجعت خطوة و هي تنظر إليه بخوف و تقول
ماري : انا جاية اشوف إيريني و اطمن عليها
جمال : ليه عاوزة ايه منها مش كفاية اللي عملتيه
ما ان سمع سامي صوت امه حتي خرج و هو ينظر لها باستفسار
ماري بعد أن استجمعت نفسها و استمدت القوة من وجود ابنها قالت
ماري : هو ايه اللي عاوزة منها ايه دي مرات ابني و ام ولاده
جمال : قصدك بناته اللي عشان جابت بنت سيبتيها يتصفى دمها باي عين جاية لهنا و قال ايه عاوز اطمن عليها لا اطمني
ماري : و المسيح الحي و العذراء ام النور انا ما عارفة انا نزلت ازاي و لا ايه اللي حصل انا زي ما يكون جات لي صدمة انتو عارفين اني بحلم بالولد اللي يشيل اسمه
نظر لها جمال بغضب
ماري : انت مش فاهم يا ابو يوسف انا مش قصدي كده بس انا بقي ليا شهور مستنية
جمال : ليه كنتي دخلتي في علم الرب و بعدين دي عطيه و كل عطية الرب نعمة
اذدرت لعابها و هي تنظر له و تقول
ماري : طبعا و نظرت له بأستكانه وهي تقول ينفع اشوفها ولا امشي
و رغم غضب الذي يسكن قلب جمال الذي لم بغادر الببت ننذ ان اتي بها فهة لا يترك ابنته منذ أن اتي بها إلي هنا لا يذهب إلي وكالته و يترك يوسف يدير الأمر و لكن نقل نظره إلي سامي الذي ينتظر رد عمه
فهز راسه و تركها تدخل إلي حيث إيريني
نظرت لها و أظهرت المحبة التي لا تشعر بها
و هي تقول برياء و نفاق
ماري : سلامتك يا إيريني الرب يتم نعمته عليك و تقومي بالسلامه
هزت ايريني رأسها و رغم انها تحمل في قلبها المحبة لم تغفر لها قسوتها معها
اقتربت ماري من الطفلة في الوقت الذي كانت رومي تحضر الطعام إلي إيريني التي هزت لامها رأسها بالنفي و هي تقول
إيريني : لا يا ماما مش قادرة اكل انا كلت من ساعتين
رومي : لازم تعوضي الدم اللي فقدتيه
ماري : اسمعي كلام امك يا إيريني و اقتربت من الطفلة ترفعها بين ذراعيها و تنظر لها بابتسامة مصطنعة
وقف سامي بجوار امه يبتسم
ماري : سميتها ايه
سامي : ماريا
نظرت له بابتسامه.. و لم ترد
و لكنها كانت تشعر بالفرح من داخلها ظننا منها أن سامي هو من سمي البنت علي اسمها اخذت تلاعب ماريا
في الوقت الذي كانت رومي تنظر بلوم و عتاب إلي اختها و لكن ماري ادعت انها لم تلاحظ
ما ان تطرق الموضوع إلي السبوع
حتي قالت ماري : سبوع ايه
نظر لها سامي بستفسار
ماري : دي مصاريف علي الفاضي انتو اولي بيها و اخذت تتكلم عن أن ابنها يجب أن يدخر المال فجواز البنات مكلف
و رغم انها تدس السم في العسل كعادتها و هي تردد أن جواز البنات مكلف الا أن
جمال نظر إلي ابنته التي تغير وجهها و هي تستمع إلي كلام حماتها و هي لا تفكر الا في المال
حتي انها لا تريد ل إيريني أن تفرح بالسبوع و كأن التاريخ يعيد نفسه نفس ما حدث في ميرنا
و لكن جمال كان حاسم و قال
جمال : يعني انتي مش عاوزة تعملي سبوع زي المرة اللي فاتت
ماري : اه سبوع ليه تكلفة و فلوس هتتصرف علي الفاضي و
جمال : و ايه دي عادة و اللي يسري علي الناس يسري علينا ولا ايه
نظرت إلي سامي و الذي بدي متردد فهو لا يريد أن يزيد الطين بلل و لكن ماذا عليه ان يفعل
شعر به جمال و رغم انه يعلم ان سامي رافض لكلام امه و لكن وجع ابنته جعله يقول بحدة و جديه و شده و كرم
جمال : خلي عنك انتي خالص انا هعمل لبنت بنتي سبوع تتحاكي بيه شبرا كلها
نظرت له و هي تعلم انه يقدر علي ما يقوله و لكنها قالت
ماري : انا عاوزة الصالح مش أكثر و كمان بلاش تصرف فلوسك
جمال : فلوسي إديكي قولتيها بنفسك و انا عاوز افرح بنتي ... و بعدين تعالي هنا قولي ليا هو انتى كنتي كلفتى نفسك فى سبوع ميرنا لما اخليكى تتكلفي دلوقتى
و نادى علي جرجس ابنه و هو يقول
جمال : يا جرجس تعالي يا استاذ
اقترب من الغرفة و دخل بعد. أن طرق الباب و هو يقول
جرجس : أ أمر يا مقدس
جمال و هو ينظر إلي ماري قال
جمال : روح لوكالة عمك عبد الله فخري و قوله المقدس جمال بيقولك عاوز احلي سبوع لحيفدته و مش هيوصيك يا حاج عبدالله دا سبوع بنت الغاليه إيريني قلب ابوها
اذدرت ماري لعابها اما إيريني كانت تشعر بمزيج من الأفكار و المشاعر و كانت متضاربة ما بين الحزن و الفرح و هي تشعر أن والدها هو السند لها و ظهرها الذى من غيره ستنحنى..
على الرغم انها متزوجه من رجل.. و لكن والدها هو من يتكفل بكل ما يسعدها و يجعلها تعيش فى رفاهيه لا يملكها زوجها و أن ملكها فهو يبخل بها ..عليها
و رغم أن ماري شعرت بالاحراج من نظرات جمال و كلامه الا انه جلست لبعض الوقت
و لم تذهب حتي رأت جرجس يرجع محمل هو و معه اثنين من العمال بالطلبات
نظرت له بصدمة و هي تسأل هل جمال غبي الى هذا الحد ام هو يعاندها فقط
نظر لها جمال بتحدي و هو يقول
جمال : السبوع كمان اربع ايام زي العادة ما تنسيش تيجي. و تجيبي حبايبك معاكي.. الخير كتير زى ما انتي شايفه يكفى شبرا بحالها و يفيض... اه و نسيت اقولك.. دا هيبقى ليله و مسرح و هعزم فيها كبرات شبرا...
ماري : اه و ماله.. و تعيش و تعمل... يالا بقى امشي انا.
اما يقول لها احد أن تبقي و كأنهم ينتظرون ذهابها و لكنها نظرت إلي ابنها و هي تقول
ماري : مش هتروح يا سامى...
سامي ينظر لها و يقول
سامي : انا قاعد مع مراتي و بناتي.
و سكت برهه و هو ينظر إلي عمه بستفسار و يقول
سامي : ولا ايه ياعمى...
جمال : بيتك يا حبيبي.. ان ماشليتكش الارض اشيلك على راسي يا جوز الغاليه.. و بعدين دا انت ابن اخويا قبل ما تكون جوز بنتى... و تقعد برحتك
و يشير إلي عينه و هو يقول
جمال من العين دى مايه و من العين دى زاد... ولا ايه يا رومي.
في حين كانت ماري تنظر لهم بغضب و لكن لا تقدر ان تقول شئ لابنها امامهم.
حملت حقيبتها و خرجت من البيت. و هى تشعر بانها غير مرغوب فى وجودها...
و لكن ليس لها مفر من ذلك.. فهم لا يهموها فى شيئ و لكن اتت حتى يرضى عنها سمير الذى لا يزال الى الان ناقم عليها.. حتى انه لا يتكلم معها و كأنها غير موجوده معه فى نفس البيت.
كادت تصل الى الشارع عندما قابلتها ام بيشوى.. فنظرت لها ماري بمكر مستتر و غضب ظاهر و كأنها ما صدقت أن رأتها حتي تفرغ فيها شحنة الغضب
ماري : تعالي هنا يا ام بيشوي
ام بيشوي : ازيك يا ماري
ماري : بقي بتقولي ليا الوقتي ازيك طيب كنت اسألي بقى شارع طويل عريض و اغلبنا اولاد طائفه واحده و معموديه واحده و لما اقع من طولي ماحدش يسال حصل ايه ولا سامعين صوت بنت ابنى و هي بتعيط.. بدل ما تهمو و تيجوا تشوفوا حصلنا ايه. عمالين تكدبوا و تصدقوا اللى بتقولوه.. كنتوا جيتو تلحقوني انا و البت اللى كانت هتضيع مننا... دنا نزلت اجيب ليها اكل و شرب... لقيت نفسي مرميه على الارض....
ام بيشوي : نظرت لها ام بيشوي بعدم تصديق و لكنها قالت
ام بيشوي : انا.. هو انا قلت حاجه يا اختي
ماري : اختك مم يمكن دنا كنت سامعاكم بودنى.. بس من كتر التعب و الدوخه ما قدرتش اطلع ليكم و انتم بتقطعوا فى فروتي..
ام بيشوي : هو انا كنت بقول من دماغي... ما المقدس جمال كان بيزعق و الشارع كله سمع ولا ايه يا ام سامي
ماري بغضب : لا يا اختى هو ما كنش شايف انى مرميه فى الشقه هو طلع علي طول لشقه بنته و لقاها تعبانه فنزل بيها من غير مايعرف ايه اللى حصل. بس اقول ايه عاوزين جنازة و العوا فيها لطم
ام بيشوي : خلاص بقى يا ام سامي. قلبك ابيض. و احنا مش قصدنا حاجه.. دا احنا اهل و اخوات
نظرت لها شذرا.. و قالت لها
ماري : ماهو باين اننا اهل و اخوات امال خليتوا ايه للغرب
و تركتها بدون اهتمام و دخلت الى منزلها.
و جلست على اقرب مقعد لها.. و هى تبتسم فى خبث.. و هى تقول فى نفسها .
و الله لاوريكم يا شارع مع * فن. مش انا اللى يتعمل عليا قاعدة و تجيبوا سيرتي..
ثم نظرت الى الشباك و خرجت منه و أظهرت لهم نفسها و هي تنادى.. يا ام بيشوي.. يا ام مينا... يا ام جريس... فانتفضوا عل صوتها جيرانها.. و قالوا.
ام مينا : مالك يا ام سامي حصل ايه تاتي
ماري : هو كان حصل ايه. اولاني عشان تقولي كظه ياةام مينا
ام مينا : برتباك لا انا ما قصدش بس خير
ماري : خير طبعا دنا عازماكم على سبوع بنت ابنى ماريا..
ام بيشوي : حلو ماريا
ماري : اه حلو من اسمي حبيب امه سماها على أسمي..
ام جرجس : و السبوع امتي يا ماري
ماري : بعد اربع ايام...
ام جرجس : مبرووك يا ماري...
اما بيشوي ببعض السخرية قالت
ام بيشوي : عقبال ما تجوزيها..
ام مينا : و السبوع فين ان شاء الله
ماري : سامي علشان ما يزعلش عمه قال بدل ايريني ولدت هنا تبقى اتسبع عند ابوها..
ام جرجس عند ابوها
ماري و في فيها ايه هنا و هناك واحد.. منتظراكم..
ام بيشوي هتيحي طبعا
نظرت له و دخلت من الشباك و هي تغلقه و تقول
ماري : معلش بعد اذنك أصل ليه تعبانة
ام مينا : بعدم تصديق قالت سلامتك
ماري : تسلمي و اغلقت الشباك و تقول ماشي يا نسوان عرة