الفصل الثامن
الفصل الثامن
تقف أمام الوقد تحضر الطعام، وتعد الحلوى من أجل الضيوف القادمين لهم بعد سويعات قليلة، كانت تبتسم بي الحين والآخر بطريقة عفوية كلما تذكرت صديقتها الجديدة، صديقة شعرت بالحب تجاهها من الوهلة الأولى، لا تعرف ما هذا الشعور التي شعرت به منذ رؤيتها كما لو كانت تعرفها منذ زمن بعيد وليس اليوم فقط، تذكر عينيها التي تشبه القطط إلى حد كبير فهي رائعة، من يراها يكاد يجزم أنها لم تعش خارج البلاد ولا ليوم واحد، ربتة خفيفة جعلتها تخرج من أفكارها التي تسعدها بشكل لا تعلم ماهيته، ينظر لها أخيها نظرة متعجبة من السعادة التي تظهر على وجهها بوضوح، يتساءل بتعجب واضح،
ينظر لها رافعا إحدى حاجبيه بتساؤل: إيه اللي مخلي مزاجك رايق كدة يا رؤى هانم !
تنظر له ولم تغادر ابتسامتها وجهها: تصدق إني محستش الإحساس ده من زمان يا أبيه، مش عارفة أول ما شوفت هنا حسيت ناحيتها بألفة غريبة، رغم إن دي أول مرة اشوفها; لكن حاسة إني عارفاها من زمان
ينظر لها كما لو كانت تترجم ما بداخله منذ أن وقعت عيناه عليها وهي تقف لجوار شقيقته، صاحبة عيون القطة، يبتسم ابتسامة تخفي خلفها شعوراً لا يعلم ماهيته
محمد: ياااه يا رؤى كل ده حسيتيه من أول يوم شوفتيها فيه، يا ستي المهم خلي بالك متثقيش في حد بسهولة كدة، خلي في مسافة فهماني
تنظر لأخيها بضحكات مكتومة ماذا لو أخبرته عن مغازلتها إياه سيخبرها بالابتعاد عنها نهائياً، تومئ برأسها دليلا على موافقتها، لتعود وتكمل عملها من جديد، لكنه لم يغادر ويتركها بعمل بمفردها بل ظل معها يساعدها، تنظر له بغرابة فهذه ليست المرة الأولى التي يدخل بها الى (المطبخ ) ويساعدها في عملها بالداخل، تنظر لأخيها نظرة فخر فهاهو لم يبخل عليها بالمساعدة يوما ما، ولم يتكبر ويخبرها أنه رجل لا شأن له بهذه الأمور; بل يساعدها دوما ما أتيحت له الفرصة
تحدثه بينما تتابع تقليب الطعام بالوعاء: عارف يا أبيه انت هتكون زوج رائع جدا، يعني معظم الرجالة بيعتبروا إن الحاجات دي عيبة في حقهم
ظل يتابعها بابتسامة ولم يتوقف عن عمله: ليه عشان بساعدك هكون زوج رائع، الجواز مشاركة، مودة، ورحمة، مش ديكتاتورية يا رؤى، عمر ما كانت مساعدة الراجل لأمه، مراته وأخته عيب ولا تقلل منه شيء، بالعكس ده يزداد قدرا وقيمة في عيون الجميع
رؤى : أبيه أنا مش عارفة أقول ايه بس انا بحسد جميلة عليك، ولا البت هنا اللي كانت عمالة ت...
تصمت سريعا بعدما كانت ستتفوه به، ينقذها رنين هاتف أخيها، يغادر للخارج حتى يتسنى له الرد بأريحية على مخطوبته، ولا تضطر صغيرته لسماع ما سيحدث، لكنه صدم من حديثها، فقبل أن يتفوه بحرف واخد اندفعت تعتذر له عما بدر منها خلال لقائهم الأخير، بل وتعتذر منه عما قالت
جميلة: محمد أنا اسفة أرجوك متزعلش مني، أنا كنت زعلانة ومخنوقة مكنتش عارفة أنا بعمل إيه، أرجوك سامحني وانسي اللي انا قلته كأني مقلتش حاجة خالص
محمد : إيه اللي خلاكِ ترجعي في كلامك، طريقتك وأسلوبك كانوا يوضحوا إنتِ عاوزة إيه كويس!
جميلة : عارفة إني غلطت وكلامي معاك يعني مكنتش مدركة توابعه، أرجوك يا محمد سامحني أنا أسفة، مش هتكلم في الموضوع ده تاني
محمد : تحدث منهيا الحديث حتى يتمكن استقبال ضيوفه بترحيب جيد، طيب أنا هقفل وبإذن الله هاجي لك بكرة نتكلم في كل حاجة، لأن جاي ليا ضيوف دلوقتي، يلا سلام عليكم
يغلق الهاتف ويعود لمساعدة صغيرته، بعد فترة كانا قد انتهيا واستعدا للقاء، ماهي إلا دقائق واستمعا لجرس الباب يعلن عن وصولهم، تقدم ليفتح الباب مرحبا بهم بحفاوة شديدة فمان يدخل وزوجته مستندة على يديه خوفا من سقوطها، تعجبت رؤى فقد توقعت سيدة من سيدات المجتمع وليست شابة بسيطة بملابسها المحتشمة وحجابها الفضفاض الذي يذيدها جمالا،
صدق أخيها فليس الجميع سواء
يتحدث وهو يشير للداخل مرحبا بهم : أهلا وسهلا يا احمد بيه اتفضل حضرتك، اتفضلي، يا مدام نجلاء شرفتينا النهاردة
يكمل وهو يشير نحوها: دي رؤى أختي
تمد يدها بالسلام : أهلا وسهلا بحضرتك شرفتينا، وحمد لله على سلامة البنات
ترد بترحيب وشكر، نجلاء: الله يسلمك يا قمر، وانا مبسوطة بمعرفتك،
يتجهوا للجلوس وبعد فترة من الحديث شكرتهما على معروفهما مع صغيرتيها، لا تعلم لولاهما ما كان سوف يحدث لهما
رؤى: مفيش داعي للشكر أبدا ده واجبي وأقل حاجة أي حد ممكن يعملها، احنا معملناش غير الواجب وبس
أحمد: يا أنسة رؤى مش كل الناس زي بعضهم، حد تاني مان ممكن يقول أستفاد من الموقف، ووقتها كانت البنات هتضيع، يمكن ربنا وقعهم معاكم عشان قلوبنا متتوجعش عليهم
محمد: حضرتك قولت مش كل الناس واحد، وانا يستحيل كنت الاقيهم واسيب حد يأخذهم مني غير لما أرجهم لأهلهم، دي تربيتي يا احمد بيه
جلسوا لبعض الوقت تحت إصرارهم بأن يتناولون معهم الطعام، لم يشاءا إحراجهم خاصة أنهم رأوا كم عانوا في تجهيزه، وبعد مدة غادروا على وعد أن تأتي رؤى برفقة أخيها لزيارتهم، جلست لجوار أخيها وهي منبهرة بها وبطريقتها الجميلة في الحديث التي تدخل القلب دون أدنى مجهود،
رؤى : كان معاك حق يا أبيه فعلا إنسانة جميلة جدا وبسيطة، كلها ذوق حتى كلامها يخليك عاوز تسمعها وبس
محمد: بابتسامة بسيطة، أنا قولت لك بس أحمد بيه كمان شخص محترم جدا، في الحقيقة هما يتساهلوا بعض، اتعذبوا كتير أنا سمعت قصتهم من زمايلي بجد ربنا كافئهم ببعض
رؤى: ربنا يخليهم لبعض، بس قول لي يا أبيه مين كان بيتصل عليك قبل هما ما ييجوا!
تنهيدة عميقة خرجت من جوفه تدل على الحرب المندلعة داخله، محمد: دي جميلة كانت عوزاني،
كانت على وشك الحديث لكنه يقاطعها، متتكلميش هي اعتذرت ليا وانا بكرة هروح لها واتكلم معاها عشان احط النقط على الحروف،
ثم يتركها ويتجه نحو غرفته للخلود للنوم فقد كان يوما مرهقا نفسيا، وجسديا
*****************************************
تجلس أمام شاشة الحاسوب بابتسامة جميلة ترسم على محياها وهي تحادث أخاها بفرحة عارمة ترسم على محياها، ظلت تتحدث وتخبره بجميع أحداث يومها كما اعتادت، ليس من الجيد أن لا يتقرب الأخ من أخته بل ويكون منبع أمانها، وبئر أسرارها; بدلا من أن يكون مصدر خوفها، ظلت تتحدث وتخبره عن فرحتها بصداقتها مع البريئة رؤى، انتبه للاسم عقب ذكرها إياه ليبدأ يتساءل عمن تكون،
سليم : رؤى مين! انتي لحقتي تتعرفي على حد وتكوني أصدقاء!
مش قلنا بلاش الطيبة بزيادة دي يا هنا ونحرص من أي حد غريب
هنا : لأ يا أبيه رؤى بنت مؤدبة ومحجبة، هي كمان كانت خائفة تتعرف عليا من أول مرة، لو شوفتها مش هتقول كدة، وبعدين أنا مش بصاحب أي حد يا أبيه
سليم : طيب خلي بالك من نفسك كويس
تتساءل بعدها عن أختها وزوج أختها يخبرها سليم بتنهيدة ثقيلة، أن حالهم به بعض الاضطراب، ينتابها القلق لكنه يطمئنها أن الأمور ستكون بخير، وألا تخبر والدتها شيءً، مرت دقائق معدودة ودخلت والدتها تخبرها بالنزول لتناول الطعام بالأسفل، بعد الاطمئنان على وليدها وأنه بخير ما يرام، تتجه هنا للغرفة مرة أخرى عقب انتهائها من تناول طعامها، يظل والديها بمفردهم بالأسفل، ليدور هذا الحديث بينهما
فاطمة : برده مفيش أي حاجة تدلنا وتوصلنا لهم يا مصطفى؟!
أنا خلاص مش قادرة استحمل أكثر من كدة عاوزة اطمن عليهم عائشين ولا ميتين عشان ارتاح من تأنيب الضمير اللي انا فيه، وبعدها تنساب بعض العبرات على خديها ،
يتجه إليها مربتا على ظهرها بحنية نابعة من قلبه،
مصطفى : والله يا فاطمة من وقت وصولنا وانا بدور عليهم وإن شاء الله ألاقيهم، في أمل وانا وراه ومش هسيبه إلا لما ألاقي ولاد أخويا وارجعهم لحضني من تاني، ثم يتابع بنبرة قلقة
-فاطمة حسن أخوكي كلمني وكان عاوز يشوفك هو ووالدك ووالدتك
صدمة انتابتها عقب سماعها ما أخبرها به زوجا، لتنظر له جاحظة العينين: إيه حسن اخويا !
وعرف اننا رجعنا مصر ازاي يا مصطفى ؟! انت كلمتهم ولا إيه!
مصطفى : لأ مكلمتوش خالص من وقت اللي حصل زمان، اللي عرفته إنه جاب نمرتي من على صفحة رجال الأعمال من على النت، لكن هو بيقولي إنهم ندموا وعوزين يجوا يطمئنوا علينا ، وكمان بيدورا على ولاد حنين هما كمان
فاطمة : إيه ليه بيدورا عليهم عشان يموتوهم ولا إيه، لأ المرة دي مش ها سمح لهم، ألاقيهم بس وانا هخبيهم من الدنيا بحالها
مصطفى : متقلقيش خلي أملك بربنا كبير بإذن الله نلاقيهم
كانت تستمع بصدمة لحديث والديها، فعقب دخولها غرفتها وجدت سطل المياه فارغ، أخذته حتى تملأه قبل خلودها للنوم لتستمع لحديث والديها الذي جعل القلق يتزايد داخلها، تعلم أن لها أبناء عم مفقودين منذ زمن لكنها لا تتذكره كثيرا فقد كانت صغيرة، لكن انفعال والدتها ورفضها مقابلة أخيها ووالديها هو ما جعل الخوف يتعاظم داخلها، أخذت المياه وغادرت قبل أن ينتبه والديها لوجودها، ظلت طوال الليل تفكر في ما يحدث إلى أن تمكن منها النوم
******************************************
في مكان آخر نزوره للمرة الأولى، شقة فاخرة بها الأثاث يدل على رقي أصحابها، وحالتهم المادية الميسورة، لكن من يتمعن به يجده خالي من الحياة، نجد هذه الفتاة تجلس بملل تطالع شاشة هاتفها بضيق، تتذكر ما حدث معها في اليوم الماضي، وكيف أهانتها هذه الفتاة دون أدنى حديث، بل وما زاد الأمر سوءاً رؤيتها له يحوم حولها كما النمل يجتمع حول قطعة حلوى، لا تجد بها شيءً مميزا حتي ينظر لها بكل هذا الإعجاب الظاهر، تنهض متجهة لغرفة والدتها تراها ترتدي ثيابا فاخرة وتستعد للرحيل ككل ليلة، تنظر لها ثم تخبرها
- ماما لو سمحتي ممكن بلاش تخرجي النهاردة وتخليكِ معايا، أنا محتاجة اتكلم معاكي اوي في حاجات كتير مضايقاني ومش فاهماها
.....: مينفعش يا جنى أنا وعدت صحابي ولازم اروح، مينفعش مروحش، أجلي الكلام لما ارجع
تنظر لوالدتها نظرة طفل ضائع، رغم وجود والدتها معها إلا أنها تتركها ولا تتحدث معها، ليتها لم يكن لها وجود كالصورة فقط بحياتها: خلاص يا ماما صحباتك أهم طبعا اتفضلي اخرجي، وطبعا حضرتك أكيد هترجعي متأخر ومش هشوفك ألا بكرة، بعد إذنك، تتركها وتتجه صوب غرفتها بانفعال شديد مغلقة الباب بعنف أشد، ظلت تنظر حولها بغضب أعماها عن كل شيء لترفع هاتفها وتتحدث معه تخبره بقدومها
جنى: ألو أيوة يا نادر أنا جاية اسهر معاكم، مش انتوا في الديسكو!
.............:.....
جنى خلاص أنا لبس وجاية، سلام، تغلق الهاتف مقررة الخروج
******************************************
انتهي الفصل رأيكم بقي عشان اكمل
التفاعل محبط جدا معلش لو مفيش تفاعل أنا هوقف نشر
والله أنا بتعب على ما بكتب الفصل وده عدم تقدير ليا شخصيا
تقف أمام الوقد تحضر الطعام، وتعد الحلوى من أجل الضيوف القادمين لهم بعد سويعات قليلة، كانت تبتسم بي الحين والآخر بطريقة عفوية كلما تذكرت صديقتها الجديدة، صديقة شعرت بالحب تجاهها من الوهلة الأولى، لا تعرف ما هذا الشعور التي شعرت به منذ رؤيتها كما لو كانت تعرفها منذ زمن بعيد وليس اليوم فقط، تذكر عينيها التي تشبه القطط إلى حد كبير فهي رائعة، من يراها يكاد يجزم أنها لم تعش خارج البلاد ولا ليوم واحد، ربتة خفيفة جعلتها تخرج من أفكارها التي تسعدها بشكل لا تعلم ماهيته، ينظر لها أخيها نظرة متعجبة من السعادة التي تظهر على وجهها بوضوح، يتساءل بتعجب واضح،
ينظر لها رافعا إحدى حاجبيه بتساؤل: إيه اللي مخلي مزاجك رايق كدة يا رؤى هانم !
تنظر له ولم تغادر ابتسامتها وجهها: تصدق إني محستش الإحساس ده من زمان يا أبيه، مش عارفة أول ما شوفت هنا حسيت ناحيتها بألفة غريبة، رغم إن دي أول مرة اشوفها; لكن حاسة إني عارفاها من زمان
ينظر لها كما لو كانت تترجم ما بداخله منذ أن وقعت عيناه عليها وهي تقف لجوار شقيقته، صاحبة عيون القطة، يبتسم ابتسامة تخفي خلفها شعوراً لا يعلم ماهيته
محمد: ياااه يا رؤى كل ده حسيتيه من أول يوم شوفتيها فيه، يا ستي المهم خلي بالك متثقيش في حد بسهولة كدة، خلي في مسافة فهماني
تنظر لأخيها بضحكات مكتومة ماذا لو أخبرته عن مغازلتها إياه سيخبرها بالابتعاد عنها نهائياً، تومئ برأسها دليلا على موافقتها، لتعود وتكمل عملها من جديد، لكنه لم يغادر ويتركها بعمل بمفردها بل ظل معها يساعدها، تنظر له بغرابة فهذه ليست المرة الأولى التي يدخل بها الى (المطبخ ) ويساعدها في عملها بالداخل، تنظر لأخيها نظرة فخر فهاهو لم يبخل عليها بالمساعدة يوما ما، ولم يتكبر ويخبرها أنه رجل لا شأن له بهذه الأمور; بل يساعدها دوما ما أتيحت له الفرصة
تحدثه بينما تتابع تقليب الطعام بالوعاء: عارف يا أبيه انت هتكون زوج رائع جدا، يعني معظم الرجالة بيعتبروا إن الحاجات دي عيبة في حقهم
ظل يتابعها بابتسامة ولم يتوقف عن عمله: ليه عشان بساعدك هكون زوج رائع، الجواز مشاركة، مودة، ورحمة، مش ديكتاتورية يا رؤى، عمر ما كانت مساعدة الراجل لأمه، مراته وأخته عيب ولا تقلل منه شيء، بالعكس ده يزداد قدرا وقيمة في عيون الجميع
رؤى : أبيه أنا مش عارفة أقول ايه بس انا بحسد جميلة عليك، ولا البت هنا اللي كانت عمالة ت...
تصمت سريعا بعدما كانت ستتفوه به، ينقذها رنين هاتف أخيها، يغادر للخارج حتى يتسنى له الرد بأريحية على مخطوبته، ولا تضطر صغيرته لسماع ما سيحدث، لكنه صدم من حديثها، فقبل أن يتفوه بحرف واخد اندفعت تعتذر له عما بدر منها خلال لقائهم الأخير، بل وتعتذر منه عما قالت
جميلة: محمد أنا اسفة أرجوك متزعلش مني، أنا كنت زعلانة ومخنوقة مكنتش عارفة أنا بعمل إيه، أرجوك سامحني وانسي اللي انا قلته كأني مقلتش حاجة خالص
محمد : إيه اللي خلاكِ ترجعي في كلامك، طريقتك وأسلوبك كانوا يوضحوا إنتِ عاوزة إيه كويس!
جميلة : عارفة إني غلطت وكلامي معاك يعني مكنتش مدركة توابعه، أرجوك يا محمد سامحني أنا أسفة، مش هتكلم في الموضوع ده تاني
محمد : تحدث منهيا الحديث حتى يتمكن استقبال ضيوفه بترحيب جيد، طيب أنا هقفل وبإذن الله هاجي لك بكرة نتكلم في كل حاجة، لأن جاي ليا ضيوف دلوقتي، يلا سلام عليكم
يغلق الهاتف ويعود لمساعدة صغيرته، بعد فترة كانا قد انتهيا واستعدا للقاء، ماهي إلا دقائق واستمعا لجرس الباب يعلن عن وصولهم، تقدم ليفتح الباب مرحبا بهم بحفاوة شديدة فمان يدخل وزوجته مستندة على يديه خوفا من سقوطها، تعجبت رؤى فقد توقعت سيدة من سيدات المجتمع وليست شابة بسيطة بملابسها المحتشمة وحجابها الفضفاض الذي يذيدها جمالا،
صدق أخيها فليس الجميع سواء
يتحدث وهو يشير للداخل مرحبا بهم : أهلا وسهلا يا احمد بيه اتفضل حضرتك، اتفضلي، يا مدام نجلاء شرفتينا النهاردة
يكمل وهو يشير نحوها: دي رؤى أختي
تمد يدها بالسلام : أهلا وسهلا بحضرتك شرفتينا، وحمد لله على سلامة البنات
ترد بترحيب وشكر، نجلاء: الله يسلمك يا قمر، وانا مبسوطة بمعرفتك،
يتجهوا للجلوس وبعد فترة من الحديث شكرتهما على معروفهما مع صغيرتيها، لا تعلم لولاهما ما كان سوف يحدث لهما
رؤى: مفيش داعي للشكر أبدا ده واجبي وأقل حاجة أي حد ممكن يعملها، احنا معملناش غير الواجب وبس
أحمد: يا أنسة رؤى مش كل الناس زي بعضهم، حد تاني مان ممكن يقول أستفاد من الموقف، ووقتها كانت البنات هتضيع، يمكن ربنا وقعهم معاكم عشان قلوبنا متتوجعش عليهم
محمد: حضرتك قولت مش كل الناس واحد، وانا يستحيل كنت الاقيهم واسيب حد يأخذهم مني غير لما أرجهم لأهلهم، دي تربيتي يا احمد بيه
جلسوا لبعض الوقت تحت إصرارهم بأن يتناولون معهم الطعام، لم يشاءا إحراجهم خاصة أنهم رأوا كم عانوا في تجهيزه، وبعد مدة غادروا على وعد أن تأتي رؤى برفقة أخيها لزيارتهم، جلست لجوار أخيها وهي منبهرة بها وبطريقتها الجميلة في الحديث التي تدخل القلب دون أدنى مجهود،
رؤى : كان معاك حق يا أبيه فعلا إنسانة جميلة جدا وبسيطة، كلها ذوق حتى كلامها يخليك عاوز تسمعها وبس
محمد: بابتسامة بسيطة، أنا قولت لك بس أحمد بيه كمان شخص محترم جدا، في الحقيقة هما يتساهلوا بعض، اتعذبوا كتير أنا سمعت قصتهم من زمايلي بجد ربنا كافئهم ببعض
رؤى: ربنا يخليهم لبعض، بس قول لي يا أبيه مين كان بيتصل عليك قبل هما ما ييجوا!
تنهيدة عميقة خرجت من جوفه تدل على الحرب المندلعة داخله، محمد: دي جميلة كانت عوزاني،
كانت على وشك الحديث لكنه يقاطعها، متتكلميش هي اعتذرت ليا وانا بكرة هروح لها واتكلم معاها عشان احط النقط على الحروف،
ثم يتركها ويتجه نحو غرفته للخلود للنوم فقد كان يوما مرهقا نفسيا، وجسديا
*****************************************
تجلس أمام شاشة الحاسوب بابتسامة جميلة ترسم على محياها وهي تحادث أخاها بفرحة عارمة ترسم على محياها، ظلت تتحدث وتخبره بجميع أحداث يومها كما اعتادت، ليس من الجيد أن لا يتقرب الأخ من أخته بل ويكون منبع أمانها، وبئر أسرارها; بدلا من أن يكون مصدر خوفها، ظلت تتحدث وتخبره عن فرحتها بصداقتها مع البريئة رؤى، انتبه للاسم عقب ذكرها إياه ليبدأ يتساءل عمن تكون،
سليم : رؤى مين! انتي لحقتي تتعرفي على حد وتكوني أصدقاء!
مش قلنا بلاش الطيبة بزيادة دي يا هنا ونحرص من أي حد غريب
هنا : لأ يا أبيه رؤى بنت مؤدبة ومحجبة، هي كمان كانت خائفة تتعرف عليا من أول مرة، لو شوفتها مش هتقول كدة، وبعدين أنا مش بصاحب أي حد يا أبيه
سليم : طيب خلي بالك من نفسك كويس
تتساءل بعدها عن أختها وزوج أختها يخبرها سليم بتنهيدة ثقيلة، أن حالهم به بعض الاضطراب، ينتابها القلق لكنه يطمئنها أن الأمور ستكون بخير، وألا تخبر والدتها شيءً، مرت دقائق معدودة ودخلت والدتها تخبرها بالنزول لتناول الطعام بالأسفل، بعد الاطمئنان على وليدها وأنه بخير ما يرام، تتجه هنا للغرفة مرة أخرى عقب انتهائها من تناول طعامها، يظل والديها بمفردهم بالأسفل، ليدور هذا الحديث بينهما
فاطمة : برده مفيش أي حاجة تدلنا وتوصلنا لهم يا مصطفى؟!
أنا خلاص مش قادرة استحمل أكثر من كدة عاوزة اطمن عليهم عائشين ولا ميتين عشان ارتاح من تأنيب الضمير اللي انا فيه، وبعدها تنساب بعض العبرات على خديها ،
يتجه إليها مربتا على ظهرها بحنية نابعة من قلبه،
مصطفى : والله يا فاطمة من وقت وصولنا وانا بدور عليهم وإن شاء الله ألاقيهم، في أمل وانا وراه ومش هسيبه إلا لما ألاقي ولاد أخويا وارجعهم لحضني من تاني، ثم يتابع بنبرة قلقة
-فاطمة حسن أخوكي كلمني وكان عاوز يشوفك هو ووالدك ووالدتك
صدمة انتابتها عقب سماعها ما أخبرها به زوجا، لتنظر له جاحظة العينين: إيه حسن اخويا !
وعرف اننا رجعنا مصر ازاي يا مصطفى ؟! انت كلمتهم ولا إيه!
مصطفى : لأ مكلمتوش خالص من وقت اللي حصل زمان، اللي عرفته إنه جاب نمرتي من على صفحة رجال الأعمال من على النت، لكن هو بيقولي إنهم ندموا وعوزين يجوا يطمئنوا علينا ، وكمان بيدورا على ولاد حنين هما كمان
فاطمة : إيه ليه بيدورا عليهم عشان يموتوهم ولا إيه، لأ المرة دي مش ها سمح لهم، ألاقيهم بس وانا هخبيهم من الدنيا بحالها
مصطفى : متقلقيش خلي أملك بربنا كبير بإذن الله نلاقيهم
كانت تستمع بصدمة لحديث والديها، فعقب دخولها غرفتها وجدت سطل المياه فارغ، أخذته حتى تملأه قبل خلودها للنوم لتستمع لحديث والديها الذي جعل القلق يتزايد داخلها، تعلم أن لها أبناء عم مفقودين منذ زمن لكنها لا تتذكره كثيرا فقد كانت صغيرة، لكن انفعال والدتها ورفضها مقابلة أخيها ووالديها هو ما جعل الخوف يتعاظم داخلها، أخذت المياه وغادرت قبل أن ينتبه والديها لوجودها، ظلت طوال الليل تفكر في ما يحدث إلى أن تمكن منها النوم
******************************************
في مكان آخر نزوره للمرة الأولى، شقة فاخرة بها الأثاث يدل على رقي أصحابها، وحالتهم المادية الميسورة، لكن من يتمعن به يجده خالي من الحياة، نجد هذه الفتاة تجلس بملل تطالع شاشة هاتفها بضيق، تتذكر ما حدث معها في اليوم الماضي، وكيف أهانتها هذه الفتاة دون أدنى حديث، بل وما زاد الأمر سوءاً رؤيتها له يحوم حولها كما النمل يجتمع حول قطعة حلوى، لا تجد بها شيءً مميزا حتي ينظر لها بكل هذا الإعجاب الظاهر، تنهض متجهة لغرفة والدتها تراها ترتدي ثيابا فاخرة وتستعد للرحيل ككل ليلة، تنظر لها ثم تخبرها
- ماما لو سمحتي ممكن بلاش تخرجي النهاردة وتخليكِ معايا، أنا محتاجة اتكلم معاكي اوي في حاجات كتير مضايقاني ومش فاهماها
.....: مينفعش يا جنى أنا وعدت صحابي ولازم اروح، مينفعش مروحش، أجلي الكلام لما ارجع
تنظر لوالدتها نظرة طفل ضائع، رغم وجود والدتها معها إلا أنها تتركها ولا تتحدث معها، ليتها لم يكن لها وجود كالصورة فقط بحياتها: خلاص يا ماما صحباتك أهم طبعا اتفضلي اخرجي، وطبعا حضرتك أكيد هترجعي متأخر ومش هشوفك ألا بكرة، بعد إذنك، تتركها وتتجه صوب غرفتها بانفعال شديد مغلقة الباب بعنف أشد، ظلت تنظر حولها بغضب أعماها عن كل شيء لترفع هاتفها وتتحدث معه تخبره بقدومها
جنى: ألو أيوة يا نادر أنا جاية اسهر معاكم، مش انتوا في الديسكو!
.............:.....
جنى خلاص أنا لبس وجاية، سلام، تغلق الهاتف مقررة الخروج
******************************************
انتهي الفصل رأيكم بقي عشان اكمل
التفاعل محبط جدا معلش لو مفيش تفاعل أنا هوقف نشر
والله أنا بتعب على ما بكتب الفصل وده عدم تقدير ليا شخصيا